مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، والذي أرسل رسوله بالبيّنات والهدى والصلاة والسلام على أفضل رسله، وأشرف دعاته، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم الله به رسله، فجعل سيرته قدوة لكل مؤمن في جميع شؤون الحياة صغيرها وكبيرها، وختم بدينه الشرائع، فجعل رسالته أكمل الرسالات وأوفاها بحاجات الناس في مختلف بيئاتهم وعصورهم.
تزداد حاجة المسلمين والصينيين منهم على وجه الخصوص إلى تعرف سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مثل هذا العصر حيث الأهواء والفتن، وقد منّ الله تعالى بهذا النبي الكريم على هذه الأمة، ليخرجهم به من الظلمات إلى النور، فقام بهذه المهمة خيرَ قيام، وأدى ما أرسله الله تعالى به على التمام والكمال، فما ترك خيرًا إلاَّ دل الأمة عليه ورغبها فيه، وما ترك شرًا إلا حذرها منه ونهاها عنه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تروي سيرة رسول الله )صلى الله عليه وسلم (سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة، فلم تخرجه عن إنسانيته، ولم تلحق حياته بالأساطير، ولم تضف عليه الألوهية قليلاً ولا كثيراً، إذ يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}.[1] وتعطينا سيرة محمد صلى الله عليه وسلم الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته، إنها سيرة إنسان كامل سار بدعوته من نصر إلى نصر لا عن طريق الخوارق والمعجزات، بل عن طريق طبيعي بحت، فلقد دعا فأوذي، وبلغ فأصبح له الأنصار، واضطر إلى الحرب فحارب، وكان حكيماً، موفقاً في قيادته، فما أزفت ساعة وفاته إلا كانت دعوته تلف الجزيرة العربية كلها عن طريق الإيمان، لا عن طريق القهر والغلبة، ومن عرف ما كان عليه العرب من عادات وعقائد وما قاوموا به دعوته من شتى أنواع المقاومة حتى تدبير اغتياله، ومن عرف عدم التكافؤ بينه وبين محاربيه في كل معركة انتصر فيها، ومن عرف قصر المدة التي استغرقتها رسالته حتى وفاته، وهي ثلاث وعشرون سنة، أيقن أن محمدا رسول الله حقا، وأن ما كان يمنحه الله من قوة وثبات وتأثير ونصر ليس إلا لأنه نبي حقا، فسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبت لنا صدق رسالته عن طريق عقلي بحت، وما وقع له صلى الله عليه وسلم من المعجزات لم يكن الأساس الأول في إيمان العرب بدعوته، بل إنا لا نجد له معجزه آمن معها الكفار المعاندون، على أن المعجزات المادية تكون حجة على من شاهدها، ومن المؤكد أن المسلمين الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشاهدوا معجزاته، إنما آمنوا بصدق رسالته للأدلة العقلية القاطعة على دعواه النبوة، ومن هذه الأدلة العقلية: القرآن الكريم، فإنه معجزة عقلية، تلزم كل عاقل منصف أن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة. فقد آمن كثير من أهل الصين بنبوة محمد( صلى الله عليه وسلم ) ودخلوا في دين الإسلام مطمئنين القلوب، على الرغم من عدم معرفتهم للغة العربية، ولذلك لم يتح لهم الاطلاع على كثير من جوانب من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومحاولات دراسة السيرة النبوية دراسة علمية وترجمة كتب الحديث الشريف إلى اللغة الصينية جاءت متأخرة كثيراً، مقارنة بالدخول المبكر الباكر للإسلام أرض الصين، إذ بدأت دراسات السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف فعليًّا في الخمسينات من القرن العشرين وازدهرت في القرن الحادي والعشرين أي في عصرنا هذا.
تعريف السيرة النبوية
يُلاحظ من كتب التراث بأن التمييز بين السيرة والترجمة، لم يحصل إلا في وقت متأخر إذ استعملت لفظة الترجمة بمعنى آخر في اللغة، فتَرْجَمَ كلامَه إِذا فسره بلسان آخر؛ ومنه التَّرْجَمانُ، والجمع التَّراجِمُ، أما السِّيرَةُ، بالكسر: فمعناها السُّنَّةُ، والطريقةُ، والهيْئَةُ، والمِيرَةُ، وسِيرَةً: بمعنى جاءَ بأحاديثِ الأَوائِلِ، (أنظر القاموس المحيط)، وهذا المعنى نفسه في صحاح اللغة يقال: سارَ بهم سِيرَةً حَسَنَةً، والسِّيْرَةُ: السُّنَّةُ، وقد سَارتْ وسِرْتُها؛ وفي لسان العرب السِّيرَةُ: الطريقة، يقال: سارَ بهم سِيرَةً حَسَنَةً. والسَّيرَةُ: الهَيْئَةُ. وفي التنزيل العزيز (سنُعيدها سِيرَتها الأُولى)[2]، وتتفق تفاسير ابن كثير الجلالين والطبري لكلمة “سيرتها” في هذه الآية الكريمة على أنها تعني الحالة أو الهيئة. وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل، وسارَ الكلامُ والمثَلُ في الناس: أي شاع.
السيرة في اللغة: هي الطريقة يقال سار بهم مسيرة حسنة،[3]وقال الراغب الأصفهاني سار والسير المضي في الأرض ورجل سائر وسيار والسيرة الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره غريزيا كان أو مكتسبا .[4]
والمتتبع لتعريف السيرة يجد لها عدة معاني ولكن استخدام السيرة بمعنى الطريقة هو الغالب على استخدام العرب.
أما في الاصطلاح: فإن السيرة تعني ذكره أنباء النبي عليه الصلاة والسلام وأحواله وما يتصل بحياته من ميلاده إلى وفاته وما يتصل بذلك من إرهاصات ودلائل ومعجزات قبل الميلاد أو بعد وفاته. وقد عرفها الدكتور محمد الزحيلي بأنها دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع التصرفات وطريقته في الدعوة والتبليغ والتربية للصحابة رضوان الله عليهم. [5]
والناظر لكتب السيرة القديمة أو الحديثة سيجد ندرة وجود تعريف السيرة ويبدو أن السبب يعود إلى وضوح التعريف أو إدراج السيرة ضمن تعريف السنة النبوية والحديث، إذ يشملان كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية بالإضافة إلى أن هناك علاقة قوية بين تعريف الحديث والسيرة النبوية مع بعض الاختلافات والله أعلم.
مناقب السيرة النبوية
ما من شك في ان خير ما ينشده المسلمون ويُعنى به الباحثون والكتاب دراسة السيرة المحمدية، التي تعدّ خير معلم ومهذب ومؤدب. إذ تتضمن غاية المسلم من دين ودنيا وعلم وعمل وأدب وأخلاق، والمثل الإنسانية الرفيعة، والقيم الخلقية الفاضلة. فقد روي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه قال: “كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا ويقول: يا بني هذا شرف آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها”[6].
عمل المسلمون على الاهتمام بحياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وأقواله وافعاله واقتضى ذلك عناية بتدوين تفاصيل حياته وجمع الأخبار والأحاديث عنه صلّى اللّه عليه وسلم، وعمل صحبة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على حفظ أقواله وروايتها، ومن الطبيعي أن يكون بعض الصحابة قد تفوَّق على أقرانه في علمه بسيرته ومغازيه .فقد كانت سيرة النبي الأكرم محمّد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ـ من أكثر سِير الرجال اعتناء على الإطلاق وتداولاً على مرّ التاريخ، فانبرى لسيرته الشريفة المآلف والمُخالف، والعالم والمتعلم، فسُطر فيها ما لا يحصى من الأسفار، وأفنى الرجال فيها زهرة الأعمار. فهو النبي الوحيد، بل الإنسان الوحيد الذي حفظت سيرته وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته في اليقظة والمنام بهذا الشكل، فلم يهتم أحد بحفظ سيرة إنسان على الأرض على هذا النحو، واهتم المسلمون بنقل كل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنشئوا العلوم لحفظ سيرته وسنته، ولقد بدأ هذا منذ الأيام الأولى من صدر الإسلام، فقد كان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يتحرى الليلة التي يأتي فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالته ميمونة ـ إحدى زوجاته رضي الله عنها ـ ويبيت عند خالته حتى يراقب النبي صلى الله عليه وسلم في أكله ونومه وعبادته، ويتمثل به كما روى ذلك مسلم في صحيحه وغيره. فليس هناك سجل تاريخي محفوظ لنا بسند متصل إلى أحد من الأنبياء إلا له صلى الله عليه وسلم.
وشملت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلف جوانب حياة الإنسان، فهي تقدم لنا قيماً أخلاقية في الأمانة والاستقامة قبل أن يكرمه الله بالرسالة والداعية إلى الله المتلمس أجدى الوسائل لقبول دعوته، الباذل منتهى طاقته وجهده في إبلاغ رسالته، كما تقدم لنا سيرة الرسول الزوج والأب في حنو العاطفة، وحسن المعاملة، والتمييز الواضح بين الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة والأولاد، والمربي المرشد الذي يشرف على تربية أصحابه تربية مثالية ينقل فيها من روحه إلى أرواحهم، ومن نفسه إلى نفوسهم، مما يجعلهم يجهدون في الاقتداء به في دقيق الأمور وكبيرها، كما تروي لنا سيرة الرسول الصديق الذي يقوم بواجبات الصحبة، ويفي بالتزاماتها وآدابها، مما يجعل أصحابه يحبونه كحبهم لأنفسهم وأكثر من حبهم لأهليهم وأقربائهم، وسيرته تحكي لنا سيرة المحارب الشجاع، والقائد المنتصر، والسياسي الناجح، والجار الأمين، والمعاهد الصادق.
أولًا: سيرة النبي )صلى الله عليه وسلم( أصح سيرة لتاريخ مرسَل أو عظيم مصلح، فقد وصلت إلينا من أصح الطرق، وبذل العلماء جهودًا كبيرة في تصحيحها.
إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها، كما قال بعض الغربيين إن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي ولد على ضوء الشمس.
ثانيًا: إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تحكي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة فلم تخرجه عن إنسانيته ولم تضف عليه ألوهية من كثير أو قليل.
ثالثًا: إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم شاملة لكل نواحي الحياة الإنسانية فهو الإنسان الشاب والأب والمربي ورئيس الدولة وقائد الأمة.
مصادر السيرة النبوية
– القرآن الكريم: وهو مصدر أساسي تستمد منه ملامح السيرة النبوية فقد تعرض القرآن الكريم لأهم وقائع السيرة.
– السنة النبوية الصحيحة: مثل الصحيحين وما صح من السنن الأربعة وغيرها، فإن كتب السنة ذكرت كثيرًا من جانب السيرة النبوية بشكل عام.
– الشعر العربي المعاصر للرسالة النبوية: فقد كان الشعر الذي يذكر في الغزوات وغيرها من الأمور التي يستفاد منها في السيرة.
– كتب السيرة: وهي الكتب التي اختصت بكتابة تاريخ النبي صلى الله عليه وسلم وحياته، كما نضيف أيضًا كتب الطبقات والرجال والتراجم.
تاريخ تصنيف السيرة النبوية
كانت وقائع السيرة روايات يرويها الصحابة رضي الله عنهم إلى من بعدهم، وقد اختص بعضهم بتتبع وقائع السيرة وتفاصيلها. وأول من صنف في السيرة عروة بن الزبير رضي الله عنه، ثم انتقلت العناية إلى من بعدهم حتى أفردوها بالتصنيف، ويعدّ محمد بن إسحاق (ت151هـ/768م) [7]وقد أورد ابن النديم في فهرسه بأنه توفي سن 150 هجرية، وبحسب ما تشير المراجع كان أول مؤرخ عربي كتب سيرة النبي ( صلى الله عليه وسلم )، وأطلق تسمية سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على كتابه الذي يعتبر من أكثر سير النبي شيوعًا بين المسلمين حتى اليوم، وكان ثقة في رواية السيرة وقد ألف كتاب “الخلفاء” وله كتاب “المغازي” مضمون هذا الكتاب بقي محفوظا لما رواه عنه ابن هشام في سيرته عن طريق شيخه البكائي الذي كان من أشهر تلاميذ ابن إسحاق، وبعد سيرة ابن هشام توالت كتب السيرة حتى العصر الحاضر، ومن أبرز كتب السيرة المعاصرة نور اليقين للخضري وفقه السيرة للغزالي والبوطي والرحيق المختوم للمباركفوري.
نشأة دراسات السيرة النبوية في الصين
دخل الإسلام الصين قبل نحو ألف وثلاثمائة سنة. وكان نشر السيرة النبوية الطاهرة يعتمد على دراسة مضمونه مباشرة والشروح الشفوية للعلماء والأئمة، وكان تعليم السيرة النبوية مقتصرًا على المساجد والأسر المسلمة فقط. ولم تبدأ دراسة وترجمة السيرة النبوية إلى اللغة الصينية إلا في فترة متأخرة ابتداء من أسرة مينغ الملكية (1328م -1644 م)التي أسست على أيدي المسلمين عام 1368م، حتى إن الإمبراطور المؤسس (1328م -1398م) لهذه الدولة العظمى مدح النبي )صلى الله عليه وسلم (بمائة كلمة صينية كما أهدى لوحة منقوشة على الحجر بهذه الكلمات المائة إلى مسجد نان جين عاصمة الصين آنذك، وهي موجودة ومنصوبة حتى اليوم، ومضمونها كالتالي:
” اسمه مسجل في السماء في بداية التكوين، ولد الهادي العظيم في غرب آسيا، منح الكتاب السماوي المكون من ثلاثين جزءًا، هادي البشرية والناس أجمعين، سيد المرسلين، هبة السماء إلى الأرض، صلواته الخمس دعوة للسلام، الإيمان بالله يملأ قلبه، يساعد الفقراء ويرحمهم، منقذ الناس من الضلال إلى الهدى، العارف بالغيب المطلع على الحقائق، يطهر الأرواح، ويخلص الناس من الذنوب، رحمة للعالمين، رسالته متواصلة من بدايتها وحتى الآن، قاهر الشياطين والظلمات، الموحد بالله، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.[8]
غير أن السياسات المتوترة والانغلاق المستمر عبر العصور الصينية أخّرت دراسات السيرة النبوية، فقد بدأت الدراسة في السبعينات وبالتحديد عام 1978م، لما تغير وضع المسلمين بشكل كبير جدًا، حيث أوجدت الحكومة قانونًا ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية كما وعدت بإعادة فتح المعهد الإسلامي، وإعادة إصدار مجلة المسلمين، واستئناف بعثات الحج، وإعادة فتح المساجد المغلقة، وإعادة العطلات الإسلامية، وفتح مطاعم المسلمين في كل المقاطعات والمدن، وسمحت بدخول أعداد من المصاحف وأمهات الكتب الإسلامية من الدول العربية.
عاد الإسلام إلى الصين كما بدأ من جديد، وجاء عصر النهضة للإسلام في الصين، حيث تغير الوضع بصورة كبيرة، وبعد أن ظل المسلمون في الصين مدة طويلة لا يكاد يسمع العالم عنهم شيئًا إلا أنهم أصبحوا الآن ذوي أهمية أثناء توتر السياسة العالمية. وقد تمكن المسلمون من إعادة مد جسور اتصالهم بإخوانهم في الأقطار الإسلامية عن طريق تبادل الزيارات وحضور بعض الندوات والمؤتمرات، واستطاع الشباب المسلمون الصينيون السفر إلى بعض البلدان العربية والإسلامية للدراسة في المعاهد والجامعات بعد انقطاع طويل، وهذا يعد من أحسن الفرص التي أُتيحت لأبناء المسلمين الصينيين. وفي السنوات الأخيرة ومع تعمق الإصلاح والانفتاح على الخارج وتطبيق سياسات الدولة الخاصة برعاية الأقليات القومية وتطوير الشؤون الدينية، تمت إقامة تسعة معاهد إسلامية محلية في كل من بكين ومنطقتي شينجيانغ ونينغشيا ومقاطعات قانسو ولياونينغ وتشينغهاي، وخبي وخنان ويوننان، وتلعب حالياً هذه المعاهد دوراً متزايد الأهمية في تطوير التعليم الإسلامي بالصين ودفع تقدم اقتصاد المسلمين الصينيين وازدهار حياتهم الثقافية. وعلى الصعيد الآخر، انتقلت اللغة العربية من المدارس المتوسطة الأهلية إلى المعاهد والجامعات الحكومية المعتمدة، ومن المستوى الأهلي إلى المستوى الحكومي، وفتحت أقسام اللغة العربية في كثير من الجامعات الحكومية، ويدرس فيها طلبة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، حيث يتجاوز اليوم عدد الجامعات التي تُدرس فيها مواد اللغة العربية وآدابها والحضارة الإسلامية الأربعين جامعة، ومن المتوقع أن يزيد عددها في نهاية هذا القرن إلى ستين جامعة صينية تدرس فيها اللغة العربية بإذن الله تعالى.
ولتأخير دراسات السيرة النبوية والترجمات لها باللغة الصينية أسباب، منها:
عدم الحاجة إلى الترجمة قديماً
وذلك أن معظم المسلمين في الصين في العصور القديمة كانوا من العرب والفرس والأتراك وهم يفهمون السيرة النبوية بلغاتهم الأم مباشرة دون الحاجة إلى اللغة الصينية آنذك.
ندرة وجود كتب السيرة النبوية في الصين قديماً
إذ لم تدخل أمهات الكتب في السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف الصين إلا في القرن العشرين، وذلك نتيجة سياسة الصين المنعزلة لعدة قرون، وهذا تسبب في ضعف حركة الترجمة والنقل والدراسات حول السيرة النبوية المشرفة والحديث النبوي الشريف.
غياب الوعي بأهمية السيرة النبوية الشريفة
لم تحظَ علوم الحديث الشريف والسيرة النبوية في الصين بالاهتمام اللازم من المسلمين، فقد اقتصرت مواد التعليم الإسلامي على علوم القرآن والفقه واللغة، ولعل ذلك يعود لغياب الوضوح في الرؤية تجاه مكانة السيرة النبوية والحديث الشريف، وتركز جل اهتمامهم كان على ترجمة معاني القرآن الكريم إذ تجاوزت ترجمات معاني القرآن الكريم العشرين ترجمة حتى الآن، في حين ظلت دراسات السيرة النبوية والحديث النبوي باللغة الصينية شحيحة وقليلة.
العائق اللغوي
من المعروف أن اللغة العربية واللغة الصينية تعدان من اللغات الصعبة مقارنة بلغات العالم الأخرى، إذ لم يتوافر من يجيد اللغتين إجادة تامة، تمكنه من الغوص في معاني مفردات اللغتين ويستطيع القيام بهذه المهمة الشاقة. ولا سيما أن التأليف في العصور الأولى تميز بقوة الأسلوب وفحولة المعاني وجزالة الألفاظ وإشراق الديباجة والتزام أساليب العرب ومذاهبهم في البيان” فدعت الحاجة لدارس السيرة إلى حسن فهم العربية وأساليبها؛ ليحسن التعامل مع روايات السيرة؛ إذ المطلوب في فهمها والاستنباط منها أن يتم وفق قواعد العربية وأساليبها دون تعسف أو تمحُّل في التفسير.[9]
تباين مناهج البحث
أشار الباحث العمري إلى أن روايات بعض المؤرخين عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مثل الواقدي والبلاذري امتازت بالعناية بمراعاة ترتيب الاحداث ترتيباً زمنياً وموضوعياً، في حين تظهر التجزئة للأحداث في كتابات الذين التزموا بقواعد الرواية وتمييز الأسانيد عن بعضها، وربما قطعوا الرواية الواحدة فخرَّجوا بعضها في مكان وبقيتها في مكان آخر لموضوعات (تراجم) مؤلفاتهم، كما يظهر ذلك جلياً في قسم المغازي الذي كتبه الإمام البخاري ضمن صحيحه، ويظهر بصورة أخف في صحيح الإمام مسلم بسبب عنايته الخاصة بسرد المتون الطويلة وتحرير ألفاظها. لأنه أقل عناية من البخاري بتقطيع الرواية بحسب تراجم كتابه، في حين جمع بعض المؤلفين بين صفتي المحدث والمؤرخ مثل محمد بن إسحق، وخليفة بن خياط، ويعقوب بن سفيان الفَسَوي، ومحمد بن جرير الطبري وهؤلاء أفادوا من منهج المحدثين بالتزام سرد الأسانيد ومحاولة إكمال صورة الحادث عن طريق جمع الأسانيد أحياناً أو سرد الروايات التي تشكل وحدة موضوعية تحت عناوين دالة. ولكن سائر الذين كتبوا في السيرة اهتموا بجمع ما أمكنهم من الروايات وتدوينها دون أن يشترطوا الصحة فيما يكتبونه، وأحالوا القارئ إلى الأسانيد التي أوردها لمعرفة الصحيح من الضعيف، ويشذ عن ذلك البخاري ومسلم حيث شرطا الصحة فيما روياه من روايات السيرة ضمن كتابيهما في الصحيح.[10] وهذا يجعل الباحثين المسلمين من غير العرب يواجهون مشقة في تتبع الأحاديث وترجمتها.
كما يشكل تباين مناهج البحث في السيرة إحدى الصعوبات التي واجهت الباحثين المعاصرين من الصينيين المسلمين في ترجمة السيرة النبوية للغة الصينية، إذ كان المتخصصون في القرون الأولى يعرفون الرواة وأحوالهم والأسانيد وشروط صحتها، فكان بوسعهم الحكم على الروايات وتمييزها، لكن هذه المعرفة بالرجال والاسانيد لم تعد من أسس الثقافة في القرون المتأخرة، بل يندر أن تجد من يهتم بذلك من مثقفي هذا العصر، لذلك جاءت كتابات المعاصرين من الكتاب والمؤرخين خلواً من تمييز الروايات وفق قواعد مصطلح الحديث، ولكن كبار المؤرخين في عصرنا يترسمون مناهج ” النقد التاريخي” الذي ظهر ونما في الغرب خلال القرنين الأخيرين، وهم يتعاملون مع روايات السيرة من خلال هذه المناهج النقدية التي وضعت بعد استقراء الكتابات التاريخية الغربية، ولم تكيّف للتعامل مع الرواية التاريخية الإسلامية التي لها سماتها الخاصة والتي من أبرزها وجود سلاسل السند التي تتقدم الرواية عادة، والتي يعتمد منهج المحدثين عليها بالدرجة الأولى في الحكم على الرواية بالصحة أو عدمها. وهذا أدى إلى ظهور مكتبة ضخمة معنيّة بتراجم الرواة وبيان أحوالهم وإمكان التقائهم ببعضهم أو عدمه، والحكم عليهم من خلال استقراء مروياتهم بالإضافة إلى رأي معاصريهم فيهم، وهذه الثروة الهائلة من المعلومات والمكتبة النفيسة ظلت بمعزل عن الإفادة منها في الدراسات التاريخية المتعلقة بتاريخ الإسلام ومنها دراسات السيرة. وما أعظمها من خسارة عندما نئد جهود المئات من كبار العلماء الذين قدموا لنا هذه الخدمة الخاصة بالتعامل مع “الروايات التاريخية الإسلامية” بسبب جهلنا بقيمتها والتزامنا الحرفي بمنهج النقد التاريخي الغربي. وهنا تلزم الإشارة إلى أن إهمال نقد الأسانيد في الرواية التاريخية الإسلامية والاكتفاء بنقد المتون يوقعنا في حيرة أما الروايات الكثيرة المتعارضة عندما تكون متونها جميعاً متفقة مع المقاييس والقواعد النقدية العقلية، وهذا يحدث مع كثير من تفاصيل الاحداث التاريخية ولاسيما المتعلقة بتاريخ صدر الإسلام. إن ذلك يحتم على الباحث استعمال منهج المحدثين في نقد الأسانيد وإلا فإنه سيقف أمام كثير من المشاكل دون ترجيح أو حل.
ولعل الجمع بين معطيات منهج المحدثين ومنهج النقد الغربي، سيفضي إلى نتائج مفيدة، إذا توافرت في الأخير معايير التصور الإسلامي وتمت مراعات خصوصيته، كما يرى العمري أن الدراسات التاريخية الإسلامية الحديثة ومنها دراسة السيرة النبوية مازالت في بداية الطريق، وهي تحتاج على جهود هائلة للارتقاء بها إلى مستوى الدراسات التاريخية العالمية،[11] وهذه الإشكاليات المنهجية التي أشار إليها الباحث العمري، تواجه الباحثين العرب المسلمين الذين يبحثون بلغتهم الأم، ونقصد اللغة العربية، ولديهم ثقافة واسعة في الموضوعات قيد الدرس، فمن الطبيعي أن يكون حجم هذه الإشكاليات أكبر بكثير أمام الباحثين المسلمين الصينين، في التحليل، والتوثيق، وتخريج الأحاديث، وإسنادها، ترجمتها. وعلى الرغم من ذلك عمل الباحثون من المسلمين الصينيين على إنجاز كثير من الترجمات لكتب السنة النبوية الشريفة، وسنعرض الجهود التي بذلها الباحثون الصينيون من المسلمين في هذا المجال الحيوي والمهم في عقيدة المسلمين.
وأملنا كبير في أن يتمكن الباحثون، والمترجمون من المسلمين تطوير هذا العمل، والإفادة منه ليتم تحليل السيرة النبوية الشريفة وترجمة مختلف جوانبها بالاعتماد على الروايات الموثقة ووفق التصوّر الإسلامي الصحيح للأحداث والدوافع والغايات، خدمة للسيرة النبوية الشريفة وتعميقاً للمعاني السامية التي تحتاجها أجيال المسلمين في الصين وفي غيرها من البلدان. فقد كُتب تاريخ الأمم الأخرى بأقلام أبنائها وإن أسهم فيه غيرهم، وهذا يحملنا نحن المسلمين مسؤولية كتابة تاريخنا بأيدينا، وأن نعرّف بحضارتنا ومبادئنا السمحاء وفق فهمنا وتصورنا كمسلمين، ولا سيما في الظروف الحالية التي تشهد كثير من الافتراءات والاتهامات النابعة عن جهل بعض المستشرقين بمبادئ هذا الدين القويم، وشريعته السمحاء، ورسالته في العدل، والمساواة، وقيمه الإنسانية النبيلة التي تهدف إلى الإخاء، والمحبة، والتسامح، ونبذ التطرف، وتهذيب حياة الإنسان بهدي كتاب الله وسنة رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ).
ولعل هذه أهم الأسباب التي أدت إلى تأخر دراسات وترجمات السيرة النبوية وأمهات كتب الحديث بأكملها في الصين.
وبالرجوع إلى تاريخ الدراسات والترجمات الصينية للسيرة النبوية الشريفة يتضح لنا أنها مرت بتسع مراحل رئيسة، وهي:
- مرحلة الحكاية الشفهية للسيرة النبوية الشريفة.
- مرحلة الترجمة الشفهية للسيرة النبوية.
- مرحلة ترجمة بعض الأحاديث للاستشهاد بها في الكتب الدينية.
- مرحلة التأليف في السيرة النبوية باللغة الصينية.
- مرحلة ترجمة مقتطفات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مرحلة ترجمة السيرة النبوية وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكملها.
- مرحلة ترجمة مختارات من الحديث الشريف.
- مرحلة دراسة السيرة وترجمة مصطلحات الحديث الشريف.
- مرحلة ترجمة السيرة النبوية الشريفة وأمهات كتب الحديث الشريف كاملة.
في العصور التالية لدخول الإسلام الصين كان المسلمون يقصون حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويروون الأحاديث بأفواههم ومن ثم يترجمون بعض الأحاديث الشريفة للاستشهاد بها في كتبهم باللغة الصينية، وظلت هذه الحال حتى نهاية القرن العشرين، ومع بداية القرن الحادي والعشرين ولما كثر الدارسون المسلمون وتوفرت المصادر وأتيحت فرص الدراسة في الخارج واختلاط المسلمين الصينيين بالعلماء في الدول العربية، من ثم حاول بعض العلماء الصينيين الذين يجيدون اللغة العربية ترجمة الأربعين النووية ومختارات من صحيحي البخاري ومسلم، وترجمة الموطأ للإمام مالك والكتب الستة: صحيحا البخاري ومسلم، سنن النسائي، سنن الترمذي، سنن أبي داود، سنن ابن ماجه بأكملها أخيرًا. ولا يزال العمل مستمرًا بفضل الله تعالى، وسيشهد التاريخ مزيدًا من الأعمال والجهود المباركة في ترجمة ونقل السيرة النبوية والحديث الشريف إلى اللغة الصينية لإظهار حقيقة الإسلام.
أعمال وجهود العلماء المسلمين الصينيين في خدمة السيرة النبوية
حاول بعض العلماء المسلمين في السنوات الأخيرة أن يدرسوا ويترجموا السيرة النبوية الطاهرة لتعريف الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه إنسانًا كاملًا ومثلًا أعلى في تاريخ البشرية. تحقيقًا للبلاغ المأمور به لقوله صلى الله عليه وسلم: “بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً”،[12] ولا شك أن الترجمة وسيلة تبليغٍ لرسالة الله، وهمزة وصل بين الثقافات، وأداة اتصال وتفاهم بين الشعوب والأمم. فازدهرت الأعمال وتضاعفت الجهود في خدمة السيرة النبوية في هذه السنوات الأخيرة وأهم أعمال المسلمين وجهودهم في خدمة السيرة النبوية تنقسم إلى نوعين:[13] النوع الأول: تأليف باللغة الصينية، والنوع الثاني: ترجمة من اللغة العربية واللغات الأخرى إلى اللغة الصينية.
أولًا- التأليف
مؤلفات العلماء الصينيين في السيرة النبوية قليلة ولكن أثرها كبير جدًا، ونذكرها على النحو الآتي:
– «تاريخ خاتم الأنبياء والمرسلين»، تأليف: الإمام ليو تشي (1764-1669م)، طبع ونشر هذا الكتاب عام 1775م.
ولعل هذا الكتاب هو أول كتاب ألفه عالم مسلم صيني باللغة الصينية في السيرة النبوية، وقد راجع المؤلف في تأليف هذا الكتاب مصادر عديدة منها عربية ومنها فارسية. وقسم المؤلف هذا الكتاب عشرين جزءًا، تتناول أول ثلاثة أجزاء ذكر الأنبياء بدءًا بسيدنا آدم عليه السلام وانتهاءً بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أورد ذكر خمسين نبيًّا مرسلاً. ومن الجزء الرابع إلى الجزء الثامن عشر يتناول حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، وفي الجزء التاسع عشر يذكر تاريخ العرب والجغرافيا والعادات والتقاليد، وفي الجزء العشرين تكلم المؤلف عما يتعلق بالإسلام في الصين من نقش النصب التذكاري والمرسومات الإمبراطورية والمقدمات للكتب، ولهذا الكتاب أثر كبير في الصين، وقد ترجم إلى اللغات الأخرى مثل الإنجليزية والروسية والفرنسية واليابانية وغيرها.
– «مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم»، تأليف: الإمام الشهيد ما فو لونغ (1919-1970م)، طبع هذا الكتاب عام 1950م.[14]
– «سيف محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: الأستاذ محمد مكين ما جيان. هذا الكتاب في الأصل سلسلة من المقالات التي نشرها الأستاذ محمد مكين في صحيفة الشعب عام 1951م دفاعًا عن الإسلام، وردًا على من زعم أن الإسلام قد انتشر بالسيف. وله كتاب آخر اسمه: «مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم».
– «حياة محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: قسم التحرير لدار تشيونغ تشن للكتب والصحف، عام 1951م.
– «تعريف الإسلام عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: الإمام الشهيد تشن كه لي، مركز تعليم قومية خوي ببكين، عام 1951م.
– «سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: شيونغ تشن تسونغ، دار الثقافة للطباعة والنشر عام 1958م، وأعادت طباعته دار جامعة الثقافة الصينية بتايوان، عام 1982م.
– «تعريف الإسلام من محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: الإمام الشهيد يوسف تشن كه لي (ت 1970م)، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1980م.
– «سيرة النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: ما مينغ دأو، طبعته قنصلية الثقافة السعودية بتايوان، عام 1983م.
– «محمد مؤسس الدين الإسلامي»، تأليف: لي يون مينغ، دار الشؤون التجارية، عام 1987م.
– «محمد: النبي الأعظم في الإسلام والرجل العظيم في العالم»، تأليف: ما تشونغ يي، دار المجتمع الصيني، عام 1994م.
– «قصص محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: لي شو جيانغ، دار نينغشيا للطباعة والنشر، عام 2000م.
– «ذكرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: الإمام الشهيد ما فو لونغ، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 2000م.
– «محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: وانغ جيون رونغ وشا تشيو تشن، دار ليأو هاي، عام 2004م.
– «خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: لي لي، طبع في تايوان عام 2007م.
– «سيرة محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: ليو يو تشي، دار الشؤون التجارية بتايوان عام 2007م.
– «مختصر علوم الحديث»، تأليف: دين شي رن، دار الأديان والثقافة، عام 2008م.
– دراسات الحديث النبوي، تأليف: تشى شيه يي، دار الأديان والثقافة، عام 2010م.
– «المعلومات حول الأحاديث النبوية»، تأليف: لي قونغ بنغ، دار القوميات بقانسو، عام 2011م.
– «سيرة النبي صلى الله عليه وسلم»، تأليف: آدم، مؤسسة تيان ما للمساهمة المحدودة، عام 2012م.
ثانيًا- الترجمة
أما ترجمة ونقل السيرة النبوية إلى اللغة الصينية فقد انقسمت إلى قسمين: أولهما ترجمة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وثانيهما ترجمة الحديث النبوي الشريف. كما أن المصادر تنقسم إلى نوعين أيضًا: أهمها باللغة العربية، والباقي أكثره بالإنجليزية وقليل منه باللغات الأخرى.
النوع الأول: ترجمة كتب عن حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ).
لا تقتصر مصادر الترجمة على اللغة العربية فهناك لغات أخرى مثل الإنجليزية والتركية والأردية أيضًا. وإليكم قائمة بحسب تاريخ الطباعة والنشر من جهود العلماء المسلمين في هذا المجال:
أ- الكتب العربية
– «مختصر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: علي محمد، ترجمة: شيأو يونغ تأي، اتحاد الشباب الصينيين بتايوان للطباعة والنشر عام 1956م.
– «نور اليقين في سيرة سيد المرسلين»، تأليف: الشيخ محمد الخضري، ترجمة: تشين ده ماو وتيان شي باو، طبع في دار نيغشيا الشعبية عام 1983م.
– «حياة محمد»، تأليف: محمد حسين هيكل، ترجمة: وانغ يونغ فانغ وتشأو قوي يون، طبع في دار شين هوا عام 1986م.
– «الرسول في مكة والمدينة»، تأليف: محمد طنطاوي، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية، د.ت.
– «نساء النبي»، تأليف عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، ترجمة: وانغ فو، دار نيغشيا الشعبية، عام 1993م.
– «قصص محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: محمود سالم، ترجمة: وانغ تونغ، دار المجتمع والعلوم للطباعة والنشر عام 1993م.
– «رسالة النبي محمد»، تأليف: أبو الأعلى المودودي، ترجمة: محمد أمين ما ان شينغ، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية عام1995 م.
– «صور من حياة الصحابة»، تأليف: عبد الرحمن رأفت باشا، ترجمة: ما دون شياو، مطبعة الجمعية الإسلامية.
– «الشفاء بتعريف حقوق المصطفى»، تأليف: القاضي عياض اليحصبي (الأندلس)، ترجمة: ما شيأو بي، دار المجتمع والعلوم للطباعة والنشر، عام 2008م.
– «الرحيق المختوم بحث في السيرة النبوية»، تأليف: صفي الرحمن المباركفوري، ترجمة: محمود ليوى فنغ شيانغ، طبع في دار تيان ما بهونغ كونغ، عام 2009م.
ب- الكتب باللغات الأجنبية غير العربية
– «كتاب محمد»، تأليف: لويستوغ بيك، ترجمة: جو شوي في، طبع في مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1988م.
– «كتاب محمد»، تأليف: كوك (Cook,M)، نقله من الإنجليزية إلى الصينية: تشو شيه فان، طبع في دار المجتمع والعلوم، عام 1990م.
– «أعظم 100 شخصية في التاريخ»، تأليف: مايكل هارت، ترجمة: لي وي تشونغ، دار الآداب والفنون بمدينة هوا تشن، عام 1991م.
– «سيرة محمد صلى الله عليه وسلم»، مصطفى شيبار (باكستان)، ترجمة: ما جين بنغ، طبع في مختبر الشهاب الأخضر، عام 2003م.
– «صور حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: محمد فطر قولان (تركيا)، ترجمة: بنغ قونغ كاي وما شيان قونغ وهونغ سي ان، دار الأديان والثقافة، عام 2006م.
– «شخصية الرسول ودعوته في القرآن الكريم»، تأليف: محمد علي الهاشمي، ترجمة: تشان شيوي مينغ، مطبعة الجمعية الإسلامية عام 2008م.
– «النبي والوحي»، تأليف: عبد الحكيم (باكستان)، ترجمة: بي تشون فانغ، مؤسسة دار جي شي بهونغ كونغ، عام 2008م.
– «سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: كارن – أرمسترونج (Karen Armstrong)، ترجمة: ونغ تشيونغ شو، دار الأديان للطباعة والنشر، عام 2009م.
– «سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، تأليف: حسام ديبو، ترجمة: يه فو دونغ، دار القوميات بقانسو، عام 2012م.
– «مجموعة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم»، تأليف: خالد علويد (باكستان)، ترجمة: بان شي تشانغ، دار القوميات بقانسو، عام 2013م.
– «على خطى النبي صلى الله عليه وسلم»، تأليف: طارق رمضان، ترجمة: جياونغ جينغ، دار قانسو الشعبية للطباعة والنشر، عام 2014م.
النوع الثاني: ترجمة الحديث النبوي الشريف
بذل العلماء المسلمون جهودًا مباركة عبر قرن أو يزيد في دراسة الحديث الشريف وترجمته إلى اللغة الصينية، بدءًا بترجمة بعض الأحاديث المختارة انتهاءً بترجمة الموطأ وصحيحي البخاري ومسلم، والسنن الأربع (النسائي وأبي داود وابن ماجه والترمذي) كاملة.
ونورد قائمة بحسب تاريخ النشر لجهود العلماء في خدمة الحديث النبوي الشريف:
– الأربعون النووية، للإمام محيي الدين النووي، تأليف: الإمام بانغ شي تشيان (1958-1902م)، نشر عام 1947م. يعتبر أول كتاب مترجم إلى اللغة الصينية في الحديث النبوي الشريف.
– صفوة جواهر البخاري وشرح القسطلاني، تأليف: مصطفى محمد عمارة، ترجمة الأستاذ ما هونغ يي، نشر عام 1950م. وأعيدت طباعته ونشرت باللغتين العربية والصينية معًا عام 1954م. برغم أن هذا الكتاب يحتوي على 700 حديث فقط، إلا أنه أكبر كتاب في الحديث النبوي الشريف في الخمسينات في الصين. وهناك إصدار آخر لهذا الكتاب، نقله الأستاذ بأو ون آن من لغة الووغورة[15] إلى اللغة الصيينة ونشره عام 1981م، وأعيدت طباعته عام 2004م.
– «التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول»، التأليف: الشيخ منصور علي ناصر، الترجمة: الإمام الشهيد يوسف تشن كه لي (ت 1970م)، ويقع هذا الكتاب في جزءين، طبع الجزء الأول عام 1954م، وطبع الجزء الثاني عام 1981م.
– «اللؤلؤ والمرجان في ما يتفق عليه الشيخان»، للأستاذ فؤاد عبدالباقي، طبع ونشر هذا الكتاب أولًا بالعربية عام 1982م، ونشر وطبع عام 1984م بعد نقل محمد عثمان إلى الصينية في مطبعة الجمعية الإسلامية، وهناك ترجمة أخرى لهذا الكتاب باسم الأستاذ نعمان ما شيان في دار الأديان والثقافة عام 2002م.
– «مختار من صفوة صحيح البخاري»، للأستاذ ما هونغ يي، مطبعة الجمعية الإسلامية. يقتصر هذا الكتاب على بابين: الإيمان والعلم فقط.
– «رياض الصالحين»، للإمام محيي الدين النووي، ترجمة: أنس ما فونغ ده، مطبعة الجمعية الإسلامية، عام 1998م.
– «صحيح البخاري»، ترجمة: كانغ يو شي، ويقع في جزءين، وقد طبع الجزء الأول عام 1999م، وطبع الجزء الثاني عام 2001م، في دار صحيفة الاقتصاد، يعتبر هذا الكتاب أول ترجمة كاملة لصحيح البخاري باللغة الصينية.
– «الموطأ للإمام مالك»، ترجمة: ينغ تيان تشن، عام 2001م. ترجمة أخرى نشر باسم موسى يو تشونغ رن في دار الأديان والثقافة، عام 2013م.
– «الأحاديث المنتخبة من الصفات الست»، للشيخ محمد يوسف الكندهلوي، ترجمة: مسلم صيني، مطبعة الجمعية الإسلامية، 2004م.
– «مشكاة المصابيح»، تأليف: الشيخ ولي الدين أبي عبدالله محمد بن عبدالله الخطيب العمري التبريزي، ترجمة: تشاو ليان خه، مؤسسة شين منغ للطباعة والنشر، عام 2007م. يعتبر هذا الكتاب مقررًا يدرس للمتعلمين المقيمين في المساجد.
– «صحيح البخاري»، ترجمة كاملة للدكتور صالح تشي شيوه يي، ويقع في أربعة أجزاء، وطبع في دار الأديان والثقافة، عام 2008م.
– «صحيح مسلم»، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2009م.
– «بلوغ المرام من أدلة الأحكام»، للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي (المعروف بأبي حجر العسقلاني) الترجمة: إسحاق ما لينغ يون، مطبعة الجمعية الإسلامية. وهناك ترجمة أخرى نشرت باسم ما جيأن كنغ في مطبعة هونغ كونع عام 2010م.
– «نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم ما تحقق منها وما يتحقق»، تأليف: محمد ولي الله الندوي، ترجمة: شان هونغ بوه، مطبعة مؤسسة تيان ما للمساهمة المحدودة، عام 2012م.
– «جامع الترمذي، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن»، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.
– «سنن ابن ماجه»، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.
– «سنن أبي داود»، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.
– «سنن النسائي»، ترجمة: الأستاذ موسى يو تشونغ رن، دار الأديان والثقافة، عام 2013م.
– «شرح وصايا خاتم الأنبياء»، منصور موسى، مطبعة الجمعية الإسلامية.
ومن خلال ما تقدم يمكن ملاحظة الآتي:
تنقسم هذه الجهود بحسب القائمين عليها إلى جهود فردية، وجهود مشتركة، أو جهود مؤسساتية.
أولًا: الجهود الفردية
هي تلك المحاولات التي قام بها فرد بعينه، أو أسرة بعينها تحتضن هذا التوجه وتعتنقه بكونه رسالة سامية يسعون إلى نشرها، أملًا في الظفر بالثواب والأجر من الله تعالى، ابتغاء مرضاته. ومن أمثلة تلك الجهود: جهود الإمام ليو تشي، رحمه الله، قديمًا، وأغلبية العلماء في عصرنا حديثًا.
ثانيًا: الجهود المشتركة
وهي التي تكون بالمشاركة بين اثنين أو أكثر، وغالبًا ما تكون في التراجم المتوسطة الحجم أو الكبيرة. ومن أمثلة تلك الجهود: الأستاذان وانغ يونغ فانغ وتشأو قوي يون، فقد تعاونا في ترجمة كتاب «حياة محمد» للأستاذ محمد حسين هيكل.
ثالثًا: الجهود المؤسساتية
وهي تلك الجهود التي يتولاها فريق من الباحثين تحت رعاية مؤسسة أو منظمة تعني وتهتم بنشر الثقافة الإسلامية والعمل على نشرها، وما يتخلل ذلك من دعم مادي ومعنوي. ومن أمثلة تلك الجهود ما قدمته الجمعية الإسلامية في الصين.
رابعاً- ترجمات السيرة النبوية الشريفة
ونورد فيما يلي بعض الكتب والمقالات التي تناولت سيرة الرسول( صلى الله عليه وسلم ) وتُرجمت من اللغة العربية إلى اللغة الصينية وقد تمت ترجمة وطباعة معظم هذه الكتب والمقالات في المملكة العربية السعودية[16]:
- كتاب بعنوان “أربعون مجلساً في صحبة الحبيب” لمؤلفه عادل بن علي الشدي منشورات موقع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول( صلى الله عليه وسلم ) ونصرتها قام بترجمته للغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني، وراجعه لي تشنغ شيآ، ونشرت النسخة الصينية في المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة النشر، 1432هـ/ 2011م.
- كتاب تلخيص صفة صلاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لمؤلفه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني قام بترجمته فخر الدين مو، منشورات المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة، سنة النشر 1984م/1404هـ. ونشرت النسخة المترجمة للغة الصينية وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، 1426هـ/2005م.
- كتاب حاجات البشرية في رسالة النبي( صلى الله عليه وسلم )، تأليف، عادل بن علي الشدي وعبد الرزاق معاش، قام بترجمته أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني وراجعه لي تشنغ شيآ، منشورات موقع نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) سنة النشر 1243هـ/2011م، ونشرت النسخة المترجمة للغة الصينية في المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1432هـ/2011م.
- كتاب حياة محمد ( صلى الله عليه وسلم )، لمؤلفه محمد حسنين هيكل، نشرته دار المعارف بالقاهرة، الطبعة 15، دون تاريخ، وقام بترجمته “وانغيو نغفانغ” وتشاو قوي يونغ” وهما غير مسلمين، ونشرت النسخة المترجمة إلى اللغة الصينية دار شينخوا في الصين سنة 1406هـ/1986م.
- كتاب الدليل في شمائل الرسول( صلى الله عليه وسلم ) تأليف عبد العزيز بن عبدالله الحسين، ترجمه إلى اللغة الصينية يونس حسين، ونشره باللغة الصينية مركز دعوة الصينيين سنة 1432هـ/2011م.
- كتاب الرحيق المختوم تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، ترجمه إلى اللغة الصينية المركز الأوروبي للدراسات الإسلامية، محمود “ليوى فنغ شيانغ” منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر سنة 1428هـ/2007م، ونشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1433هـ/2012م.
- كتاب رسالة لمن لا يؤمن برسول الله( صلى الله عليه وسلم ) تأليف فريق عمل موقع نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) سنة 1430هـ/2009م. وقام فريق عمل الموقع بترجمته إلى اللغة الصينية سنة 1431هـ/2010م.
- كتاب الرسول( صلى الله عليه وسلم ) زوجاً، تأليف فريق عمل موقع نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) سنة 1430هـ/2009م. وقام فريق عمل الموقع بترجمته إلى اللغة الصينية سنة 1431هـ/2010م.
- كتاب السيرة النبوية، قامت تأليفه باللغة العربية وترجمته إلى اللغة الصينية شعبة توعية الجاليات بالزلفي سنة 1421هـ/2000م.
- كناب شخصية الرسول قام بتأليفه باللغة العربية موقع نصرة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) سنة 1430هـ/2009م، وترجمته إلى اللغة الصينية، موقع نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) 1433هـ/2012م.
- مقال فضائل النبي( صلى الله عليه وسلم ) كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري، وترجمه إلى اللغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني، وراجعه لي تشنغ شيآ، وهي نسخة مستلة من كتاب” مختصر الفقه الإسلامي” للمؤلف نفسه، وقام بنشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1432هـ/2011م.
- كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى( صلى الله عليه وسلم ) تأليف أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي، منشورات مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت، الطبعة الثانية سنة 1416هـ/1996م، ترجمه إلى اللغة الصينية زهرة الدين “ما شياو بي” ونشرته باللغة الصينية دار نشر العلوم الاجتماعية الصينية سنة 1429هـ/2008م.
- كتاب كيفية صلاة النبي( صلى الله عليه وسلم )، تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز، منشورات موقع الإسلام، وترجمه إلى اللغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني، ونشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1428هـ/2007م.
- مقال مئة وسيلة لنصرة المصطفى( صلى الله عليه وسلم ) تأليف اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء( صلى الله عليه وسلم ) وقام بترجمته إلى اللغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني ونشرته باللغتين العربية والصينية اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء( صلى الله عليه وسلم ) سنة 1432هـ/2011م.
- كتاب محمد( صلى الله عليه وسلم ) خاتم النبيين، قامت بتأليفه باللغة العربية وترجمته إلى اللغة الصينية شعبة توعية الجاليات بالزلفي سنة 1432هـ/2011م.
- مقال محمد رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري، وهي نسخة مستلة من كتاب “مختصر الفقه الإسلامي للكاتب نفسه، قام بترجمته إلى اللغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني، ونشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1429هـ/2008م.
- كتاب من هو محمد( صلى الله عليه وسلم )؟ تأليف موقع نصرة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قام بترجمته فريق عمل الموقع ونشره باللغة الصينية سنة 1431هـ/2010م.
- كتاب النور الخالد: محمد( صلى الله عليه وسلم ) مفخرة الإنسانية، تأليف محمد فتح الله كولن، منشورات دار النيل للطباعة والنشر بالقاهرة الطبعة السابعة سنة 1433هـ/2012م، وترجمه إلى اللغة الصينية “بنغ قوانغ كي”،ونشرته دار الثقافة الدينية سنة 1433هـ/2012م.
- كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، تأليف الشيخ محمد الخضري، منشورات دار الإيمان بدمشق سنة 1408هـ/1988م، وترجمه إلى اللغة الصينية يوسف أبو عمر”ما خي تشنغ” و حسين “تشاو يو لونغ” و عبدالله”ما دونغ تشي” ونشره باللغة الصينية مركز الدعوة الأكاديمية بالجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بالباكستان سنة 1419هـ/1999م.
- كتاب هدى محمد( صلى الله عليه وسلم ) في عبادته ومعاملاته وأخلاقه، تأليف أحمد بن عثمان المزيد، قامت بترجمته إلى اللغة الصينية أمينة داود الصينية وراجعه لي تشنغ شيآ، ونشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1432هـ/2011م.
- مقال هدي النبي( صلى الله عليه وسلم ) في رمضان، كتبه عادل بن علي الشدي وترجمه إلى اللغة الصينية أبو عبدالله أحمد بن عبدالله الصيني، وراجعه لي تشنغ شيآ، وقام بنشره باللغة الصينية المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة سنة 1432هـ/2011م.
- مطوية هذا هو النبي( صلى الله عليه وسلم ) كتبها محمد الصوياني، وهي نسخة مقتبسة من كتاب” السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة” للكاتب نفسه، وترجمها إلى اللغة الصينية ونشرها مركز دعوة الصينيين.
ومن خلا استعراض الكتب التي بحثت في السيرة النبوية الشريفة والترجمات لسيرة المصطفى( صلى الله عليه وسلم ) ولاسيما من اللغة العربية إلى اللغة الصينية يمكن ملاحظة الآتي:
- لابد في البداية من الإشادة بهذه الجهود الجبارة والمشكورة لبعض المؤسسات في المملكة العربية السعودية ولا سيما المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات الدعوة قد أسهم بنشر ستة كتب ومقالين، وموقع نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) نشر أربعة كتب، والمكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالزلفى ومركز دعوة الصينيين نشرا كتابين لكل منهما، في حين اختصت كل من الجهات الآتية ننشر كتاب واحد لكل منها وهي: وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، ودار شينخوا بالصين، ودار نشر تيان ما بهونغ كونغ، ومركز الدعوة الأكاديمية للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في الباكستان، ودار نشر العلوم الاجتماعية الصينية، واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء، ودار الثقافة الدينية. كما يلاحظ أن معظم هذه المنشورات قامت بها مؤسسات وجهات في المملكة العربية السعودية إذ اختصت بنشر 14 كتاباً ومقالة من الاعمال المذكورة أعلاه داخل المملكة، كما يمكن الإشارة إلى الجهود التي يقوم بها فريق عمل نصرة سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) في التعريف بنبي الرحمة من خلال النشر بأربع عشرة لغة ومن بيها اللغة الصينية.
- أن دراسات السيرة النبوية في الصين ظهرت متأخرة، وذلك لأسباب عديدة سبق ذكرها.
- ألّف العلماء المسلمون الصينيون كتبًا في السيرة النبوية ودراسات الحديث النبوي الشريف باللغة العربية.
- قدم العلماء المسلمون الصينيون أعمالًا وخدمات جليلة في السيرة النبوية الطاهرة والحديث النبوي الشريف في السنوات الأخيرة.
- تمت ترجمة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والموطأ وكتب السنن الستة: صحيحا البخاري ومسلم وسنن النسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجه، إلى اللغة الصينية.
إن التعرض للسيرة النبوية أو ترجمة الحديث النبوي الشريف إلى اللغات الأخرى، خاصة الصينية، ليس بالأمر اليسير والمتيسر لكل من أراد ذلك، بل لا بد لمن يتصدى لمثل هذا العمل أن يكون على حظٍ عظيم من علم اللغة العربية، ورسوخ في معرفة أساليبها البيانية والبلاغية، وغوص في الوقوف على أسرارها، وأن يكون إلى جانب ذلك على حظٍ أوفر من اللغة التي يريد الترجمة إليها، مع أهمية مراعاة الدقة والأمانة في الترجمة، كي تعطي الأمور ثمارها.
لذلك يجب إنشاء مؤسسة عالمية لإجراء دراسات لكتب السيرة النبوية والحديث النبوي الشريف وترجمتها. مثل: السيرة النبوية لابن هشام، وزاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، ومقدمة سير أعلام النبلاء للذهبي، والشمائل المحمدية للترمذي، وأيضًا ترجمة كتابي البخاري ومسلم. وكذلك هناك كتب معاصرة جديرة بالدراسة والترجمة، مثل: «السيرة النبوية دروس وعبر» لمصطفى السباعي، و«صحيح السيرة النبوية» لأكرم ضياء العمري، و«السيرة النبوية» لمحمد الصلابي، وغيرها. من خلال:
- إجراء بحوث علمية تستكمل الدراسات المتخصصة بالسيرة النبوية في الصين.
- تمويل ترجمة الكتب التي تناولت السيرة النبوية الشريفة إلى اللغة الصينية، وإعادة ترجمة بعض الترجمات التي تمت بهدف تدققيها وإخراجها بصورة صحيحة.
- تشكل لجنة من العلماء المسلمين من الصينيين ويمكن الاستعانة ببعض العلماء العرب المسلمين تُعنى بدراسة وتدقيق كل الكتابات المتوافرة بين يدي المسلمين الصينيين، بهدف تنقيتها من كل شائبة لا تستند للتوثيق التاريخي المنهجي.
- إحداث مركز دراسات العلوم الإسلامية يتولى وضع خطط الدراسات والبحوث والترجمة وتنفيذها، وتنظيم ورشات العمل والندوات والمؤتمرات، وتحقيق التواصل العلمي مع المؤسسات العلمية الإسلامية في البدان العربية وغيرها من البلدان الإسلامية.
[1] الأحزاب. الآية 21.[1]
[2] طه. الآية 21.[2]
[3]. الرازي ، مختار الصحاح، حرف السين، مكتبة لبنان، بيروت، 1986م.
[4]. الأصفهاني، (2012). الراغب، المفردات، حرف السين، المكتبة العصرية، .
[5]. الزحيلي، محمد،(دون تاريخ). مرجع العلوم الإسلامية، مؤسسة الرسالة، لبنان، ص 426.
[6] الإمام الزرقاني (دون تاريخ). شرح المواهب اللدنية، طبعة بولاق، ج (1). ص 473.
[7] – أورد عنه ابن النديم في الصفحة 95 من الفهرس ” أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن يسار، مطعون عليه غير مرضي الطريقة، له من الكتب كتاب الخلفاء رواه عنه الأموي وكتاب السيرة والمبتدأ والخبر والمغازي رواه عنه إبراهيم بن سعد والنفيلي توفي سنة 150 للهجرة”.
[8].نص مترجم من اللوحة المنصوبة في مسجد نان جين. .
[9] أبو شهبة، محمد. (1992). السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، ج(1). دار القلم: دمشق، ص26.
[10] – العمري، أكرم ضياء. (1994). السيرة النبوية الصحيحة، ط (6). ج (1). مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية. ص 11.
[11] – العمري، أكرم ضياء. (1994). السيرة النبوية الصحيحة، ط (6). ج (1). مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية. ص 31-14.
[12]– رواه البخاري، رقم الحديث 4341
[13]– ينظر: الفهرس، الناشر: مكتبة المسلمين بلانتش، مؤسسة شين هوا بقانسو، عام 2013م
[14]– جدير بالذكر أن المؤلف رحمه الله كتب كتابه هذا وهو سجين بتهمة معارضة النظام والدعوة إلى الإسلام في فترة الثورة على الثقافة، وتلك الفترة تعدّ كارثية في تاريخ الصين.
[15]– لغة خاصة بقومية ووغورة، وهي لغة تركية قديمة.
[16] – بلامين، عبد العلي (2014). جهود ترجمة كتابات السيرة النبوية من اللغة العربية ألى اللغة الصينية، بحث مقدم لندوة السيرة النبوية في الكتابات الصينية، نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس، المغرب، في 2014.10.20.
المصادر والمراجع:
- أبو شهبة، محمد. (1992). السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، ج(1). دار القلم: دمشق.
- الإمام الزرقاني (دون تاريخ). شرح المواهب اللدينية، ج (1). طبعة بولاق.
- بلامين، عبد العلي (2014). جهود ترجمة كتابات السيرة النبوية من اللغة العربية إلى اللغة الصينية، بحث مقدم لندوة السيرة النبوية في الكتابات الصينية، نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس، المغرب، في 2014.10.20.
- الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (2012). مختار الصحاح، مكتبة بنان: بيروت.
- الراغب، الأصفهاني (2012). المفردات، المكتبة العصرية: بيروت، لبنان.
- الزحيلي، محمد (1980). مرجع العلوم الإسلامية، مؤسسة الرسالة: بيروت، لبنان.
- الزحيلي، محمد (دون تاريخ). مرجع العلوم الإسلامية، مؤسسة الرسالة: بيروت.
- السباعي، مصطفى (1986). السيرة النبوية دروس وعبر، المكتب الإسلامي، لبنان.
- العمري، أكرم ضياء. (1994). السيرة النبوية الصحيحة، ط (6). ج (1). مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.
- مكتبة المسلمين بلانتش (2013). الفهرس، مؤسسة شين هوا بقانسو.
2 تعليقات
جهد مبارك د سعيد فتح الله عليك
جزاك الله خير علي مجهوداتك د سعيد المقالة اكثر من رائعة وبخاصة كونها تتطرق لسيرة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم ومدي الأهمية الكبيرة لها كونها جات مكمله للقرأن الكريم وكيف ان مختلف الشعوب استفادت من سيرة الرسول الكريم بل وكانت معلمًا وهاديا للناس كافة ومن خلالها تمر شرح وتفصيل اصول الدين الاسلامي القويم