يُعَدُّ تالكوت بارسونز (1979-1902) (Talcott Parsons) أَحَدُ أَبْرَزِ أَعْلامِ المَدْرَسَةِ البِنائِيَّةِ الوَظِيفِيَّةِ فِي الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ فِي النِصْفِ الثانِي مِن القَرْنِ العِشْرِينَ. وَقَدْ عَمِلَ عَلَى تَطْوِيرِ النَظَرِيَّةِ الوَظِيفِيَّةِ فِي ظِلِّ مُسْتَجَدّاتِ الأَوْضاعِ السِياسِيَّةِ وَالاِجْتِماعِيَّةِ فِي أَمْرِيكا ، واستطاع أَنْ يُطَوِّرَ الاِتِّجاهَ الوَظِيفِيَّ فِي التَفْكِيرِ السوسيولوجِيِّ الأَمْرِيكِيِّ لِيَأْخُذَ أطيافا فكرية جديدة وأَبْعاداً نَظَرِيَّةً مبتكرة متجددة.
علي أسعد وطفة

علي أسعد وطفة
باحث وأكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة الكويت ، رئيس تحرير مجلة نقد وتنوير ، عضو اتحاد الكتاب العرب، له العديد من المؤلفات، مجموعة من الترجمات ومجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة.
-
-
تعدّ نظريّة إيرفنغ غوفمان الدّرامية (DramaturgicalTheory) مدخلاً سوسيولوجياً درامياً متطوراً لفهم السّلوك الاجتماعي وتحليل التّفاعلات الإنسانية في مسار الاستكشاف الأعمق لخفايا السّلوك الإنسانيّ…
-
إنّه لمن الغرابة بمكان أن معظم المفكرين التربويين الذين تناولوا التربية الجنسية عند كانط لم يصنفوها ضمن حقل التربية الأخلاقية، واكتفَوْا بوضعها تحت عنوان التربية العملية، وهو التصنيف الذي اعتمده رينك تلميذ كانط ومنسق كتابه “تأملات في التربية “. ولكننا، على خلاف ذلك، نرى أن التربية الجنسية تقع في صميم التربية الأخلاقية، ولا يمكنها أن تكون خارجة عنها. ومن المعروف أن التربية الجنسية هي من أكثر مظاهر الحياة الإنسانيّة ارتباطا بالأخلاق، ولا سيّما قيم الحقّ والباطل والحلال والحرام. ويمكن القول أيضا إن هذه التربية تشكل دائما القضية المحورية التي اهتمّت بها الشرائع الأرضية والأديان السماوية جميعها.
-
ستحق كانط أن يلقب بفيلسوف الأخلاق، وهو لا ريب يتبّوأ المنزلة السّامقة من المثالية الأخلاقية في تاريخ الفلسفة والفكر الإنساني برمته. ومن أراد أن يدرك العمق الروحي لفلسفته الأخلاقيّة فعليه أن يتأمل في مقولته المشهورة: شيئان يملآن قلبي دائماً بالإعجاب المتزايد والخشوع، وهو شعور لا يفارقني كلما أطلت التفكير فيهما: «السماء المرصعة بالنجوم فوق رأسي والقانون الأخلاقي في داخلي. إنني أراهما أمامي مباشرة، وهما يثيران فيّ المرة بعد المرة الوعي بوجودي”
-
“الويل لأمة كثرت فيها طوائفها.. وكل طائفة تقول: أنا أمة”. الويل لهم كما قال (جبران خليل جبران) منذ قرن من…
-
“يشكل التلقين منظومة أيديولوجية واستراتيجية مصممة لتدمير العقول، وتجهيل الأجيال وإخراجها من دائرة القدرة على التفكير والنقد والتأمل المنطقي أو النظر في أمور الحياة وحرمانها من القدرة على التأمل العقلاني المتنور لمظاهر الحياة والوجود. وهو بالتالي يمثل أنجع وسيلة لتدمير العقل والعقلانية عند الأطفال والشباب، وحرمانهم من القدرة على التبصر والتفكير والـتأمل في سياق استراتيجيّة أيديولوجية لا تخفى على كثير من الباحثين وأهل الاختصاص” (علي أسعد وطفة)
-
“ليس المشكلة في أن يخاف الطفل من الظلام؛ لكن المأساة الحقيقية هي عندما يخاف الرجال من النور“. أفلاطون. تمهيد:…
-
تشكل التربية الأيديولوجية محورا أساسيا من محاور البحث في مجال العلوم التربوية والاجتماعية المعاصرة. وقد أخضع الباحثون هذه الظاهرة للدراسة والتحليل، وذلك للكشف عن المضامين الأيديولوجية في العملية التربوية ولاسيما في المؤسسات المدرسية.
-
تشهد المجتمعات الإنسانية المعاصرة تدهورا كبير في مستوى القيم الأخلاقية والمثل العليا العالمية التي تتداعى وتتساقط أمام عولمة جارفة وحداثة وحشية لا ترحم، ونحن كما يقول نعيش اليوم في زمن شديد الغرابة، قد أصبحنا نلاحظ فيه…
-
يُعرف الفيلسوف وعالم الاجتماع الإنكليزي هربرت سنسر (Herbert spencer- 1820-1903) بأنّه أحد أبرز المفكّرين الإنكليز وأهمّهم في القرن التّاسع عشر. وقد أحدث صعوده إلى القمّة الفكريّة الفلسفية في العصر الفيكتوريّ ضجّة كبيرة بين المفكّرين،