ملخّص:
يختص المقال بدراسة التقاطعات المركزيّة الجامعة للفلسفة والتخصصات المحسوبة على العلوم الإنسانية، في سياق محاولة تحديد إمكانات التلاقي والتشارك بينهما ضمن مهام تحديد الأعطاب والمشكلات الوجوديّة للزمن الحديث والمعاصر، تجاوزا لحالات البتر الناشئة عن الرغبة في الاستفراد بالقضايا والإشكالات ذات الصلة بالوجود الإنساني، سواء أكان هذا الاستفراد يتمّ باسم الفلسفة أو باسم العلوم الإنسانية.
والفكرة المستفادة، هي أن العلوم الإنسانية يمكنها تحويل مكتسباتها النظرية نحو الفلسفة، دعما ومساندة لها على تجاوز تعاليها النظري أحيانا، في مقابل استرشاد العلوم الإنسانية بالأفق المنهجي الذي توفره الفلسفة. مع دعم هذه المزاوجة بمؤشرات دالة على وجود التكامل والتعاون المعرفيين بينهما. قبل استخلاص الرهانات المشتركة التي تبدو فيها الفلسفة بمعية هذه العلوم وكأنهما يتوجهان نحو الغايات نفسها، أقلها ابتغاء “النظرة النقدية”، والانكباب على “النزعة الإنسانية” كأفق يوحدهما.
بمعنى أن المقال هو دفاع عن مدى الحاجة إلى تجاوز أشكال الانفصال والتباعد والخصام الممكن بين الفلسفة والعلوم الإنسانية، للانطلاق نحو سعة الأفق المحقق في حالة نجاح المزاوجة والمراوحة بين الطرحين، بتعلّة المساهمة في تقليل مظاهر الأزمة الوجودية التي بلغها الزمن المعاصر، والتي يعود بعضها إلى حالة التشظي والتنافر والبتر الذي طال الموضوعات الإنسانية.
الكلمات المفاتيح: الفلسفة، علوم الإنسان، النقد، المنهج، الشرط الإنساني.
Abstract:
This article is concerned about the intersections between philosophy and other human science, by clarifying the differences and convergence between them, and that’s within Diagnosing the crisis of the modern and contemporary time, to bypass the fragmentation state in the human phenomenon.
the conclusion that we can obtained from this idea, is that the human science can transfer the theoretical gains to philosophy, Supporting and assisting her in overcoming her theoretical superiority at times, and in return the human science will benefit from the methodical construction of philosophy, and we have provided same examples that illustrate the complementarity and cooperation between them, Reliance on monetary theory and humanism as a goal that combine them.
this means that the article is a defense of the need to transcend the forms of separation, distance between philosophy and the human sciences, to reduce the existential and Fragmentation crisis of contemporary times.
Key words: Philosophy – Humanities – criticism – method – The human condition.
1- تمهيد:
يكثر السؤال عن أهميّة العلاجات الفلسفية، بصيغة أي مهام بقيت للفلسفة في زمننا المعاصر بعد هيمنة مقاربات التكميم والحساب، واكتساحها لما كان إلى زمن قريب محسوبا على موضوعات “أم العلوم” بالحصر؟، أو بمعنى أصح ما الذي تبقى للفلسفة بعد سطوة المقاربات العلمية المهتمة بموضوعات “الإنسان” التي مثلت دوما موضوع الفلسفة الأول ومهامها المقدسة؟ والحق أن هذه الأسئلة يمكن عكسها كليّا، من خلال الاستفسار عن الأمر بصيغة “مقلوبة” من خلال التساؤل، عن ما المهام التي لم تعد للفلسفة قدرة على اقتحامها في زمننا الراهن الموسوم بقلق الوضع البشري، ومظاهر فقدان المعنى، ومؤشرات خسوف القيم وتشتت معاييرها، ودلالات النسبوية الأخلاقية القائمة على نزعات التفرد، مختصرة في صيغة “كل شيء مباح”؟
الحق أن الجمع بين الصيغتين؛ من خلال تعيين ما تبقى للفلسفة، وما أصبحت ملزمة بالسكوت عنه باعتباره يتجاوزها. يفترض الأخذ بمنطق التوليف المنهجي بين الصيغتين، للقول بأن الفلسفة تحيا بعمق كحاجة ملحّة، حتى في اللحظات التي قد تبدو فيها وكأنها عاجزة عن مجاراة نسق الأسئلة المرتبطة بالوجود الإنساني، وأنّ بروز المقاربات الإنسانيّة ممثلة في صرامة “العلوم الإنسانية” أكانت صرامة فعلية أو مزعومة، لا يعني أبدا “فقدان الفلسفة” ولا “موت التفكير الفلسفي”، تماما كما لا يعني بقاءها أفول هذه العلوم الموسومة بكونها “إنسانية”. ولا نملك في هذه الحالة إلا الإعلان رسميّا عن ضرورة فهم عمق التقاطعات ومستويات التشارك القائمة بين الفلسفة والعلوم الإنسانية، تجاوبا مع الوضع الإنساني المعاصر، باعتباره وضعا قلقا، مترددا، حائرا، وفي النهاية وضعا ملتبسا.
ذلك أن القلق الإنساني كان يطرح في كلّ الأزمنة أسئلة شائكة ومحيرة، تكون في حاجة إلى أدوات لتفكيكها، وكانت الفلسفة وقبلها الدين والأسطورة، ولربما غيرهما، هي الإمكانات المتاحة لدراسة كل التناقضات التي يعبرّ عنها الوجود البشري في مستوياته المعرفية والنفسية والروحية…، وبالتدريج حدث تضخم في طبيعة هذه المشكلات، ومعه كان لزاما إحداث أشكال جديدة من المقاومة، رغبة في تجاوز كل أشكال القلق التي تطفو على السطح باستمرار. والعلوم الإنسانية هي بلا شك جزء من آليات الممانعة التي تم ابتكارها في الزمن الحديث للمساهمة في تفكيك المشكلات البشرية، تحقيقا للموازنة المعرفية، بين الإنسان والطبيعة، فتطور معرفة الإنسان بالكون والظواهر، ينبغي أن يصاحبه أيضا معرفة أكثر وضوحا بالإنسان كذات حرة وواعية، لها بنية مركبة “اجتماعية، دينية، نفسية، تاريخية…”.
صاحَب هذا الإقرار، تأسيس العلوم الإنسانية “علم، النفس، علم الاجتماع، علوم التربية، علم التاريخ، الأنثروبولوجيا…”، التي اعتمدت في بداياتها على دعامات فلسفية في المنهج والرؤية التوجيهية، دون أن يعني هذا تبعية هذه العلوم المطلقة لها، بقدر ما تغدو المسألة شكل من أشكال المراوحة التي بموجبها تكون الفلسفة مدعوة هي أيضا، للإنصات إلى ما تقوله العلوم المهتمة بدراسة الظواهر الإنسانية. إذ يتقاسمان معا همَّا مشتركا، يتجسد في رهان الفلسفة على تحصيل معرفة أوسع بالذات، من خلال الانفتاح على إسهامات العلوم المجاورة، بالنظر إلى كون الفرد أيضا ” هو جملة علاقاته الاجتماعية”[1]. فكيف يمكن خلق هذه الرؤية المتصالحة، التي تتجاور فيها العلوم الإنسانية والفلسفة من أجل ترميم تصدعات القلق البشري؟
2- العلوم الإنسانية كدعامة وسند للفلسفة:
تعتبر العلوم الإنسانية منطلقا تبتدئ منه الفلسفة في بناء تأملاتها حول الفرد أحيانا، إذ لا يمكن عزل الوجود الفردي عن بنيته ومحدداته الجماعية، من حيث أن الجزء لا محل له إلا في إطار الكلّ أو المنظومة التي تحتضنه، وإن لم يحقّق قدرة على الاندماج صار ملغيا ودون معنى، كحال المفاهيم والأطر النظرية، التي لا تأخذ معناها الدقيق كـ”جزئية” إلاّ في إطار “الكلّ”، و تسعى الفلسفة من وجهات نظر متعددة إلى فهم إمكانات التأثير التي يمارسها الأفراد على العلاقات الجماعية، في الحالة التي يقبل فيها التماهي والانخراط والقبول بحتميات التبعية للجماعة عن وعي أو دون وعي، أو في الحالة التي يرفض فيها القبول بإملاءات البنية الجماعية عن وعي أو دون وعي، وكلّما تطورت أوجه العلاقتين بين الفرد والجماعة، إلا وفُسح المجال أمام فهم تغيرات البنية التاريخية للوجود الإنساني في صورها الكلية ” فالشجار القائم بين شعور الجماعة وعقلية الأفراد كوًن التاريخ الإنساني برمته”[2]، هذا النوع من الترابط لا تدركه الفلسفة إلاّ في حضور النظم والأطر المعرفية للعلوم الإنسانية.
ومعناه، أن البنى الجوهرية المشكلّة لمسار الوعي التاريخي للبشر، مرتبط بشكل من الأشكال بمدى قدرة العلوم المهتمة بفهم وتفسير وجوده المشترك، كالعلوم الاجتماعية، التي تتجاوز في أغلب دراساتها ـــــ خاصة حين بلوغ مرحلة النتائج ـــــ كلّ الهواجس السطحية، وتبيح لنفسها الخوض في تجارب تأملية لاستقراء محصلاتها العلمية بشكل تأملي، فالدارس للظواهر السوسيولوجية، يسافر بما توصل إليه نحو آفاق التبرير أو الدعوة أو الإسقاط، وأحيانا للرفض والتنديد والدعوة إلى إعادة النظر في كيفية التعاطي السابق مع موضوع دراسته، لكي يمنحه معنى جديد، أو أن يساهم في منح الناس معنى جديدا لوجودهم، إذ ” أن علوم الاجتماع تشارك في بناء المعنى”[3]، والذي يعطيها هذه الصفة، قدرتها على تجاوز عينات الظاهرة، نحو أفق الرؤى التجريدية، التي تأخذ منحى القراءات التأملية للوقائع والظواهر والأحداث ” فداخل المجتمع هناك بنى مجردة يمكن للتحليل السوسيولوجي أن يساعد على فهمها”[4].
يلزم عن هذه الرؤية ضرورة معرفية، تقتضي التعامل مع علم الاجتماع، وعلوم الإنسان عموما، تعاملا جديا، مع اعتبارها مدخلا أساسيا لفهم قلق المجتمعات الإنسانية المعاصرة، والتي كانت “قبل لحظة خضوع الإنسان لأوّل مرة لإمكانية معرفة وضعية”[5]، أي قبل نشأة العلوم الإنسانية، حكرا على مجال التداول الفلسفي، إذ الفلسفة وحدها من كانت معنيّة بالبحث في حيثيات وأسباب القلق، وبفهم واستدراك ما لا يتبدى لسواها من العلوم الأخرى، بما في ذلك العلوم التجريبية والرياضية ” فالأسئلة التي يمكن الإجابة عنها تنتقل من العلوم، أما المسائل التي لا يمكن في ظل الحالة الراهنة للمعارف تقديم حل لها بكيفية قطعية، فهي وحدها التي تبقى وتكون فضلة، تسمى الفلسفة”[6]، ووصف راسل أيضا لها بــ” العوالم الاستكشافية”، من دلالاته أنها تستطيع سبر أغوار الوجود الإنساني في أبعاده المستترة كخبايا في الجذور الميتافيزيقية للمفاهيم والقضايا المرتبطة به، والذهاب بها إلى أبعد مستوياتها، أي نحو الهواجس الخفية التي تتعالى حتى على الوعي نفسه وتتجاوزه، وهي مهمّة تتقاسمها أحيانا مع العلوم الإنسانية، إذ في اعتبار ليفي شتراوس أيضا “الوعي هو العدو الأول لعلوم الإنسان”[7]، لأنها تشترط حسا إبداعيا بدورها، إذا ما أرادت تحقيق هدفها، متمثلا في الإنصات والإصغاء الجيد لهموم وقلق الوجود البشري، “فالإنسان يعيش توترا وجوديا، لا يستطيع الإفلات منه، فمن جهة عليه أن يتماهى مع آخرين يشبهونه من أجل خلق تكوينات جماعية…، ومن جهة أخرى هو مأخوذ، في قلب حدوثه وعرضيته بالوقائع المنجزة التي توجد بشكل مستقل عنه”[8]. وهو قلق يتطور باستمرار ويحمل معه إشارات حقيقية تدفعنا إلى النظر إليه كأزمة وجودية بالمعنيين، الروحي والمادي، تتجاوز التغيير والتحوّل، إلى مستوى التهديد الحقيقي بإمكانية الفناء، دون أن يكون الأمر مجرد تعبير عن فكرة ” نهاية التاريخ” بالمعنى الإجرائي والزمني للعبارة، ” وإذا قرر الجنس البشري على أي حال السماح لنفسه بالعيش، فعليه القيام بتغييرات جذرية في طرق تفكيره وشعوره وسلوكه”[9].
القلق الوجودي للأفراد وطبيعة الأسئلة التي يطرحها من هذا النوع، للتعبير عن نمط رؤيته للمقولات المربكة كالحرية، والوعي، والسعادة، والحياة والموت…، لا يمكن فصلها قطعيا في تفكيكيّة الاجتماع الإنساني، أو في بنيويته، لأنّه مؤثر من مؤثراته، وعنصر من عناصره الأساس، التي تعبر عن قلق الذات تجاه ذاتها والناس والعالم، ومن هنا تكمن جدة بعض البحوث الفلسفية كالتي صاغها هوسرل “تاركا دفاعا شغوفا ومؤثرا عن الذاتية يدعونا إلى إعادة وضع الإنسان وذاتيته في مركز التأمل السوسيولوجي”[10]، لأنها الوضعية السليمة التي تسمح بقراءة أعمق للذات البشرية، وهي واحدة من أهم صلات الوصل التي تربط الفلسفة بالعلوم الإنسانية في مجمل الفروع العلمية المنبثقة منها والمشكلة لها ” فالفلسفة تتصل بالعلوم الإنسانية في سعيها إلى استيعاب الروح التجريبيّة للجوهر الإنساني… وجد الإنسان موقعه سيكولوجيا، حيث ينفتح الكائن الحي، بامتداد وظائفه، وخطاطاته العصبية والحركية وضوابطه الفيزيولوجية… وسوسيولوجيا وجد موقعه حيث يبني الفرد العامل المنتج المستهلك تمثيلا عن المجتمع الذي يمارس فيه هذا النشاط…وفي تحليل الآداب والأساطير فيجد موقعه في تحليل الآثار الكلامية التي يمكن أن يخلفها الفرد أو المجتمع”[11].
هذا الارتباط القائم بين العلوم التجريبية والإنسانية، غالبا ما تتمّ مقاربته من زاوية نظر أحادية، فيها يتمّ اعتبار الثانية متأصلة من الأولى وقائمة ومؤسسة على مبادئ منهجها التجريبي، والأصل أن طبيعة المجتمعات المعاصرة، أضحت تمنح شكلا جديدا للوجود الإنساني، حيث بات لزاما إعادة ترتيب الثنائيات التقليدية، بما يتناسب وطبيعة الأزمنة الراهنة، ففي الوقت ” الذي أيقنت فيه الفلسفة بأنها لا يمكن أن ترقى فوق الفكر العامي إلا باستنادها إلى المعارف الدقيقة والثابتة التي تمدها بها مختلف فروع المعرفة العلمية”[12]، فإن العلوم بدورها مطالبة بالإنصات إلى كلّ تفكير أو دراسة جديّة في القضايا المرتبطة بالإنسان، وهذا التفاوت ينبغي إعادة النظر فيه، بشكل أكثر جدية، مع إحساس بمسؤولية الجماعات العلمية، بمدى الصعوبات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، لذلك ” يعزو بعض المؤلفين مسؤولية هذا الوضع إلى كون التقدم في العلوم الاجتماعية يسير في زمننا هذا بخطى أبطأ كثيرا، من خطى تقدم العلوم الفيزيائية”[13].
هذا الاهتمام الضعيف وجب النظر إليه بقلق أيضا، إذ بتمادي الأنظمة المعاصرة في معرفة الطبيعة ونسيانها، أو بالأحرى تناسيها الاهتمام بالإنسان نفسه، على الأقل في الحدود المعقولة لتفادي (عالم المعرفة والجهل)، أي معرفة الإنسان بالعالم وتفصيلاته الدقيقة، وجهل الإنسان للإنسان، دون أن يكون في الأمر مطالبة بنزعة إنسانية معاصرة، “فما يهدد المدنية الحاضرة من خطر كبير: الهوة العميقة التي تفصل بين تقدمنا العلمي السريع، وبين فشلنا في تفهم المشاكل الإنسانية، وبعبارة أخرى الهوة بين العلم والإنسانيات”[14]. فلا أحد يمكنه – حتّى لو تمادى في نزوعاته النقدية، وإن بشكل مرضي حتى- أن يطالب بعالم بلا علم، أو بالأحرى الدعوة إلى عالم يتم فيه التقليل من أهميّته، وضرورة تقليص وثيرة تطوره، لأنّه خاصية العصر وجوهره، وإن لتهديداته يبقى مفخرة للإنسانية، وتأكيدا صادقا على حجم القدرات البشرية على التأهيل والابتكار. ولكن التصديق المطلق والساذج بما يقدمه وينتجه، وجعل الخطاب العلمي وحده الباعث على الاهتمام والتقدير، ومنحه الأولوية، وإقصاء العلوم المجاورة، كالتي تتخذ من الإنسان موضوعا لها، هو تحدي حقيقي سيتفاقم بالتدريج نحو مآلات، على كل معني بها تحمل مسؤولياته، وهنا يأتي تأكيد ” أننا في حاجة إلى أن نكمّل العلوم ذات الطبيعة المادية بعلوم إنسانية”[15].
هذه العبارة تختزل بشكل من الأشكال مناحي لابد منها في طبيعة ارتباط العلوم والإنسانيات، إذ يؤكد الأهمية التي من المفروض أن تمنح للعلوم الإنسانية، باعتبارها مقدمة ومدخلا جوهريا، لفهم ومعرفة مشكلات ومآزق وتعقيدات وأزمات الإنسانية المعاصرة، ومدها الفلسفة والعلوم الطبيعية معا، بمقولات لتشخيص وضعيات الإنسان المعاصر، وخلق علاقات انسجام مع مستوياته الكليّة ” فالغاية المنشودة من معرفة الانسان لذاته، ليست هي فصل الإنسان عن الطبيعة بقدر ماهي التعرية عن الطبيعة الحقيقية في الانسان، وتنقيتها مما علق بها من جراء التاريخ والثقافة والمجتمع”[16]. وهي غاية يُنتظر منه تأديتها بحس علمي ومعرفي، ومن منظور إنساني مشترك تساهم فيه الفلسفة، من خلال رؤاها التحليلية والنقدية والتأويلية…، وتساهم فيها أيضا العلوم التجريبية بمدها التخصصات الأخرى بقراءاتها الدقيقة والممنهجة، ويكون فيها للعلوم الإنسانية أيضا مكانتها وأهميتها في تحقيق فهم أعمق بالفكر والواقع معا ” فالفلسفة وبرأينا علم الاجتماع أيضا، يجب أن تبرز قيمة العالم المعاش واقعيا، وكذلك التجارب،من خلال البحث فيها عن العقل والمعنى لا غير”[17]. ومنه تكون العلوم الإنسانية نمط من التفكير الجدي والمهم في فهم تعقيدات الوجود الإنساني، خاصة في مستوياته الواقعية. ومنه تصير الحاجة بين الفلسفة والعلوم الانسانية، مرتبطة ومتبادلة، فعلوم الانسان تمنح الفلسفة إمكانات أفضل للتفكير في بنية الوجود الإنساني، وهي تمنح علوم الإنسان رؤيتها المنهجية والتحليلية والنظرية والتأملية ” لأن الفلسفة تدخل على العلم شيئا لا يثير اهتمام العالم”[18] فهل معناه حملهما لآفاق مشتركة، تجعل الفصل بينهما خطأً منهجياً يتنافى ومبدأ خدمة مصالح وأهداف عمليات الفهم الأعمق لهواجس ومفارقات الوجود البشري؟
3- العلوم الإنسانية والفلسفة وأشكال التعاون والتكامل:
ساهمت حاجة العلوم الإنسانية والفلسفة المتبادلة، في خلق جدل، من النوع الذي يمكن استثماره في إقامة مشاريع مشتركة، فيها تبادُلٌ للخبرات والأطر النظرية والمرجعيات المعرفية، فالقواسم المشتركة بين المبحثين قائمة دوما وبشكل مستمر، بل إن الغايات أحيانا هي نفسها، والاختلاف في الأطر المرجعية لا غير، فهما معا يهدفان إلى تطوير واقع وفكر المجتمعات الإنسانية، وإدراك أبعادها الوجودية، وتحليل مستوياتها وربطها بقضايا تهم إنسانية الإنسان. فهل النقد الذي يأخذ البنى الاجتماعية موضوعا له، يدخل ضمن خانة ما يشار إليه بالمشترك بين الفلسفة وعلوم الإنسان؟
تتطلب الإجابة عن سؤال من هذا النوع، البحث في خضم الأهداف والآفاق المشتركة، التي يكون فيها منطق البتر والصراع والتباعد ملغيا، بين الفلسفة وعلوم الإنسان، اعتبارا لضرورة حضورهما معا، وجنبا إلى جنب، في تفكيك البنية الوجودية للإنسان، وهي أهداف وآفاق، سيكون من الصعب تحديدها بدقة، ولكن أقله نفتح نوافذ نطل من خلالها على إمكانيتين للتقاطع بين المبحثين:
4- النقد كرهان مشترك بين الفلسفة والعلوم الإنسانية:
يعتبر النقد من أهم صلات الوصل بين الفلسفة وعلوم الانسان، وجزء من عملياتهما المنهجية، وأحيانا هو الهدف المنشود والغاية المرجوّة، حيث أن موضوع الفكر في النمطين مطالب بالاستجابة النقدية لكلّ المكونات المشكلة للقضايا المرتبطة بالوجود الإنساني “فالفكر مطالب بأن يجابه الموضوع الانساني بمرونة في المفاهيم والتصورات، وقابلية التطور التي تتحلى بها نظرياته، وتعديل دائم يطرأ على مناهجه، إنه مطالب بأن يكون فكرا جدليا، وفي حوار دائم مع الواقع”[19]، فيتم تغذية البعد النظري بواقعية الظواهر البشرية، ولا يدرسها إلا كجدل ينفتح عليهما معا. شريطة أن يستحضر هذا الجدل الأفق النقدي، حيث الفلسفة تغير رؤيتها تبعا للتحولات التي تطرأ على العلم، فيكون هو ذاته هاجسها النقدي، وهي أيضا تمده بالمقولات نفسها، توجيها وتصحيحا، أو قبولا واعتراضا ” فالفلسفة تستمد اليوم مصداقيتها من العلوم، كما يستمد العلم بدوره مشروعيته من الفكر الفلسفي النقدي”[20]. هذه الخاصية النقدية، تتجاوز أحيانا سياق تشكل العلوم الإنسانية، إلى مستويات أخرى، بها تمس أيضا منطلقات العلوم التجريبية، التي تجد نفسها في حاجة ماسة لهذه الرؤية التشكيكية الممنوحة من طرف النقد، فالأوتوماتيكية اللاواعية، التي يجد العلم نفسه غارقا فيها اليوم، إنما ترجع لافتقاده طوال تاريخه لمدرسة نقدية، تعمل من خلال الحركة العلمية نفسها، وتقوم بالدور أو على الأقل بأحد الأدوار التي قام بها النقد بالنسبة للأدب منذ العصور القديمة.
الميكانيكية العلمية التي شكلت سمة المعارف الحديثة والمعاصرة، نجحت بالتدريج. إلى أن أضحت أوتوماتيكية اجتماعية، فتحولت من مجرد نظرة إنسانية للظواهر والأشياء، إلى نظرة الإنسان للإنسان، ولأن العلم أثبت مكانته كخطاب بديل لكلّ الخطابات المتعالية، فقد نجح في “تفكيك سحر العالم”، بالمعنى الذي يقصده ماكس فيبر، وتجاوز هذا المعطى جوانب الفكر، وصار نمطا سلوكيا، خاصة لما أضحت المدارس التربوية الحديثة تعتمده وتنحاز له، لكنه نمط صارت له عيوبه، متمثلة أساسا في تغييب البعد الروحي للأفراد، وفي تغييب المعنى، واستبعاد السرديات المتعالية، ” وإذا لم يشبع مدرس العلوم الفضول الذهني للطالب فإن هذا سوف يروي ظمأه بتناول المشروب الروحي أينما يقدم له”[21].
جزء من هذا النقد الذي يحمل طابعا فلسفيا، ممزوجا بالروح الإنسانية والنزعة الاجتماعية تشكل في مشروع مستقل، أنشأته مدرسة فرانكفورت، وطورته في سياق سجالات أجيالها، إذ في ظل هذا الإبعاد المقصود للذوات البشرية، صار الانصياع لمقولات الحداثة يحيل إلى أزمة مركبة، ولم تعد النظرية الاجتماعية التقليدية، قادرة على تقديم رؤية حقيقية ورصينة ومتصالحة، وكان لزاما تعويضها برؤية جديدة أكثر جرأة ” فالنظرية النقدية لا تصلح في موقف الطاعة الذي يجتاح الفكر أيضا… لأن التفكير نفسه شكل من أشكال المقاومة، فهو جهد يبذله الفرد لكي لا يبقى مخدوعا”[22].
وكلّ قيّم القبول والإيجاب التي كرّستها الوضعية التقليدية، سواء كانت مدفوعة بهم إيديولوجيا، كان يود تحصين أوروبا من كل أشكال النقد وتمجيد الموجود برؤية إيجابية، أو كانت خلاصات علميّة موضوعيّة، فإنها رفضت الوجه الآخر للجدل النقدي المؤسس على فلسفة السلب والنفي لأنها السلطة “والمبدأ الذي يتحكم في تطور المفاهيم، والتناقض هو الصفة المميزة للعقل”[23]، هذا التناقض بالذات هو الذي يمد العلوم الإنسانية بمقولات نقدية، تقاوم قدر إمكانها أشكال التمجيد للحضارات الإنسانية والغربية خصوصا، وبها أيضا يتم إحياء آليات تطوير الوجود الإنساني، الذي يخدمه النقد، أكثر مما تخدمه حالة الجمود والارتكاس، فالمجتمع يحرّك النقد، تماما كما يحرّك النقد المجتمع ” فعندما تكون عوامل التغيير الاجتماعي الأساس غائبة عن الأنظار ومنعدمة، ينحصر النقد على ذاته في قوقعة التجريد”[24]. لأنها تحتفظ بالنقد الأحادي المؤسس على إبراز وتقديم الأوجه الإيجابية للبنى المشكلة للوجود، إما حرصا على تطوير السلطة، أو خضوعا لها، وهذا القبول والرضوخ يكون “قسريا لا بحكم الإرهاب وإنما بفعل سلطة المجتمع التكنولوجي وفعالياته الساحقة المغلقة”[25]. ويمثل هذا النزوح التدريجي الذي تحل فيه السلطة بالتدريج محل العقل من بين أكثر السمات التي حكمت على المشروع الغربي بالإنزياح عن مساراته، وحولته إلى عقل أداتي، يشتغل بمنطق تصفيّة كلّ الأصول الفكرية والتأملية، التي كانت تشكّل بتعبير ماركيوز (العناصر المعارضة والمتعالية في الثقافة الرفيعة)، والمجسدة دوما لأطر المقاومة، ليس رفضا للسلطة وإنما محاولة لمحاصرتها موضوعيا، حتى لا تتجاوز الحدود، التي تهددها قبل أن تهدد أي شيء آخر” فالسلطة أصبحت تحل محل العقل، والخضوع محل الحرية، والواجب محل الحق”[26].
لقد أعطى إقصاء النزعة الفلسفية النقدية المشروعية المطلقة لبروز أشكال مقاومة جديدة للسلطة، أخذت شكل ثورات عنيفة، في حين كان النقد والتأمل والتبرّم من السلطة بمحاكمتها كفيل برد التوازن المفقود للمجتمعات الحديثة، فكانت محاولة مدرسة فرانكفورت من خلال تشييد ” علم اجتماع نقدي” مؤسس على منطلقات فلسفيّة جديدة، وعلى التراث الإنساني للحداثة، بمثابة شكل جديد من أشكال المقاومة، وإن بدا نقد مشروع الأنوار الغربية غايته، فإنّه استند إلى مقولات كانط، ماركس، نيتشه، هايدغر…، فقد أخذت هذه المشاريع في نظر مدرسة فرانكفورت شكل مقاومة نقدية، ولم ترتكن للحداثة كموروث مكتمل، بل اعتبر بعض ممثليها كماركيوز ” أن الهجوم على التفكير النقدي المستقل، إنما هو جزء لا يتجزأ من السيطرة الشمولية”[27]، أي أنها مثلت مقاربة فلسفية جديدة استوعبت منطلقات العلوم الاجتماعية والإنسانية، في إطار معرفي موحد، وبذلك يكون النقد أحد الرهانات المشتركة التي وحدت الفلسفة والعلوم الإنسانية، على الأقل في بعض التوجهات الفكرية المعاصرة.
5- النزعة الإنسانية كأفق مشترك:
يعتبر النقد جزءً من التماس فقط، وليس وحده ما يمثل صلة الوصل بين الفلسفة وعلوم الإنسان، بل يجمعهما أيضا أفقا مشتركا يتمثل في النزعة الإنسانية، التي تسعى العلوم الإنسانية إلى إقامتها في شروط جديدة ومغايرة، كهم تحمله الفلسفة بدورها أيضا، والعلوم جميعها على وجه العموم ” لأننا في حاجة لدعوة إنسانية، تساهم في فهمه لذاته، لا التي تطمس حقيقة الإنسان لشدة ما تعظم من شأنه واضعة إياه فوق كل الكائنات، والحال أنه على العلوم الإنسانية اليوم أن تضم جهودها للعلوم الطبيعية”[28]، مع ضرورة استحضار الخطاب الفلسفي، الذي بديناميته يستطيع تطوير آليات تفكيك التعالي المرتبط بالظاهرة الإنسانية “فحقيقة معرفة الإنسان تظل في الواقع مستعصية على كل معرفة…. ولا يكتمل إلا بالنظرة التزاوجية، بين العلم من حيث كونه موضوعا، والفلسفة من حيث كونها ذاتا فاعلة وحرة، أي ذات لها مستويات من الوجود، تستحق التأمل والتفكير”[29].
ضرورة هذا التكامل بين الأنماط الفكرية، فلسفةً كانت أو علوماً، أصبحت حاجة الإنسانية لها تتزايد باستمرار، خاصة في ظل الأزمات التي تتخبط فيها البشرية في الزمن المعاصر، مع حالة التيهان وغياب الأطر الموجهة، رغم الإمكانات التي بات يتوفر عليها، وهي أزمات حقيقية تتبدى في نسب الإحساس بالقلق “ويعزو بعض المؤلفين مسؤولية هذا الوضع إلى أن التقدم في العلوم الاجتماعية يسير في زمننا هذا بخطى أبطأ كثيرا من خطى تقدم العلوم الفيزيائية، كما أنّ بعض المؤلفين يميلون إلى إبراز ضآلة الدعم الذي تحظى به المعارف الأخلاقية والفلسفية، إذا قورن بالدعم الموجه إلى معارف العالم المادي…. والصدع القائم بين العلم والفلسفة هو المسؤول عن عجز العلم عن أي يجعل من تقدمه بركة وخيرا للإنسان”[30]. ما يعني أن ضرورة إعادة تعديل الكفة شرط من الشروط الضرورية لتقليص صورة ابتعاد الذات عن ذاتها، وإلا ما الهدف الجوهري لكل الأنماط المعرفية، سوى خدمة الإنسان، وحل مشكلاته وتطوير نمط حياته وعيشه وتفكيره نحو الأفضل والأحسن، بما يضمن أيضا تطوير الأشياء الدائرة حوله.
وهذه الغاية، هي المحرك والدافع لكلّ معرفة بشرية، وإن لم تكن حاضرة فإنّه من اللاّزم إعادة النظر في إنسانيّة هذه العلوم قبل علميتها، وهو الدور الذي لعبته الفلسفة منذ النشأة، ومازالت تضطلع به إلى اليوم، رغم أنها تحتاج لتحقيقه مساهمة كل المعارف المجاورة، ومن أبرزها العلوم الإنسانية، إما التي تشتغل بشكل مباشر في تشخيص طبيعة الوجود الإنساني كعلم الاجتماع، وعلم النفس… أو التي تساهم في فهم واقعه من خلال إطلالات تاريخية، كالأنتروبولوجيا، فهي وإن كانت من حيث المبدأ دراسة للمجتمعات التقليدية وسماتها وخصائصها، إلا أنها كانت وما زالت رسالة إنسانية ” حيث يجب أن تساهم القاعدة الثقافية التي يبنيها حقائق علم الشعوب في الاقتراب من الهدف النهائي، الذي هو خلق عالم متفاهم وموحد، فلا يمكن أن نفرق بين المخترعين والمكتشفين الأوائل الذين أبدعوا أقدم الممتلكات الثقافية للإنسانية، حسب لون بشرتهم أو انتمائهم القومي أو الديني، الذين طواهم النسيان، ومع ذلك فقد ساهموا في سعادة البشرية أكثر من رجالات عصرنا الراهن”[31].
6- خاتمة:
توجد بين الفلسفة والعلوم الإنسانية إذن قواسم مشتركة، تقوي ممكنات الارتباط والتداخل والتكامل، الذي منه تتشكل في المحصلة مدخلات الجدل الثنائي بين المقولتين، ولأنّ المجتمعات الإنسانية المعاصرة في حاجة عمليّة لاستثمار كلّ الممكنات الفكرية والثقافية والعلمية والأدبية لفهم وتفسير بؤر التوتر، التي تغدي غربة الذات فرديا وجماعيا، فإن الانفتاح على جميعها ضرورة ما بعدها ضرورة، وها هي العلوم الإنسانية تعترف بعجزها عن تقرير المصير، وتوفير البيئة العلميّة والمنهجيّة والعدة النظرية في دراسة هذا الكم من المشكلات الإنسانية، وتطلب القرابة من الأنساق المعرفية المجاورة، والفلسفة بلا شك أحد أهمها، لأنه من غير المقبول التعويل على العلوم الإنسانية في تحقيق هذا التوازن الذي تفتقده الذوات المعاصرة باستمرار، في الوقت الذي تعاني هي نفسها من أزمات حقيقية، خاصة وأن الاعتراف بسوء تدبير الوضعيات البشرية، يشكّل نبرة كلّ الفلسفات المعاصرة، التي ما فتئت تعبّر عن قلقها من حاضر الإنسانية ومستقبلها، في الوقت الذي نعاين فيه تمَلُّك العقل البشري لأغلب تحديدات العالم، وأحيانا في تفاصيله الدقيقة، بفضل قدرته على معرفة العوالم التي كانت إلى زمن مجهولة.
الأزمة إذن واضحة بيّنة، فالإنسان أصبح قادرا على إدراك أغلب الأشياء، إلّا أنّه في المقابل يعجز عن فهم ذاته فهما دقيقا، صارما وواضحا، والحاجة ملحة للعلوم الإنسانية في إعادة ترميم صفوف المعرفة، وخلق التوازن…، وفي سياق تحقيقها لهذه المهمّة تحتاج أيضا لتجاوز أزماتها، المتعلقة بالمنهج أساسا، فتستثمر المقولات المنهجية للفلسفة، من أجل إعانتها على توفير الشروط النظرية لخلق إطارها المعرفي. وحين يتوفر هذا الانفتاح يحدث التعاون الذي فيه تمنح العلوم الإنسانية أيضا الأطر المعرفية التي طورتها لفهم وتفسير الظاهرة الإنسانية، وبهذا الجدل تتطور القواسم المشتركة، متمثلة في مشروعي: النقد وخدمة الوجود البشري، وما نملك إلا تثمين كل جدل يتضمن في جوفه خطاب الإنسانية، حيث التوق إليها يفوق كلّ الأزمنة السابقة، إذ لا أزمة للإنسانية المعاصرة سوى الإنسانيّة ذاتها.
المصادر والمراجع:
– باللغة العربيّة:
- أندروديكسون وايت، بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى، ترجمة اسماعيل مظهر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة 2012.
- برتراند راسل، أثر العلم في المجتمع، ترجمة صباح صديق الملوجي، مراجعة حيدر حاج اسماعيل، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الاولى، تشرين الأول (نوفمبر) 2008.
- روجيه غارودي، البنيوية، فلسفة موت الإنسان، ترجمة وتحقيق جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 1979.
- فيليب فرانك، فلسفة العلم، الصلة بين العلم والفلسفة، ترجمة د. علي علي ناصف، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 1983.
- محرز الحمدي، الفكر والحياة في فلسفة العلوم الانسانية، دار التنوير للنشر والتوزيع، لبنان.
- ميشيل فوكو، الكلمات والأشياء، تعريب فريق الترجمة بمركز الإنماء القومي، إشراف ومراجعة مطاع صفدي، بيروت 1990.
- يوليوس ليبس، أصل الأشياء، بدايات الثقافة الانسانية، ترجمة كامل اسماعيل، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق، الطبعة الثانية، 2006.
- يانسبورك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟ في سبيل البحث عن المعنى وفهم العالم الاجتماعي، ترجمة د. حسن منصور الحاج، مؤسسة مصر الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى 2009.
– باللغة الأجنبيّة:
- Bertrand Russel, Problème de la philosophie. Traduction par François Rivenc. Payot. Paris 1989
- Claude Levi-Strauss, anthropologie, Edition. Plon, Paris, 1973.
- Marcuse, Ver la libération, Edition de minuit, Paris, 1969.
[1]– روجيه غارودي، البنيوية، فلسفة موت الإنسان، ترجمة وتحقيق جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 1979، ص31.
[2]– أندرو ديكسون وايت، بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى، ترجمة اسماعيل مظهر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة 2012، ص13.
[3]– يان سبورك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟ في سبيل البحث عن المعنى وفهم العالم الاجتماعي، ترجمة د. حسن منصور الحاج، مؤسسة مصر الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى 2009، ص128.
[4]– المرجع نفسه، ص128.
[5]– ميشيل فوكو، الكلمات والأشياء، تعريب فريق الترجمة بمركز الإنماء القومي، إشراف ومراجعة مطاع صفدي، بيروت 1990، ص288.
[6]– Bertrand RusseL. Probleme de la philosophie. Traduction par François Rivenc. Payot. Paris 1989. P 185.
[7]– Claude Levi-Strauss, anthropologie, Edition. Plon, Paris, 1973. P 343.
[8]– يان سبورك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟، مرجع سبق ذكره، ص120.
[9]– برتراند راسل، أثر العلم في المجتمع، ترجمة صباح صديق الملوجي، مراجعة حيدر حاج اسماعيل، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الاولى، تشرين الأول (نوفمبر) 2008،ص110.
[10]– نفس المرجع، ص125.
[11]– ميشيل فوكو، الكلمات والأشياء، مرجع سابق، ص 291-292 بتصرف.
[12]– محرز الحمدي، الفكر والحياة في فلسفة العلوم الانسانية، دار التنوير للنشر والتوزيع، لبنان. ص12.
[13]– فيليب فرانك، فلسفة العلم، الصلة بين العلم والفلسفة، ترجمة د. علي علي ناصف، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 1983. ص5.
[14]– المرجع نفسه، ص8.
[15]– فيليب فرانك، فلسفة العلم، مرجع سابق، ص11.
[16]– محرز الحمدي، الفكر والحياة في فلسفة العلوم الانسانية، مرجع سابق، ص21.
[17]– يان سبورك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟، مرجع سبق ذكره، ص125.
[18]– فيليب فرانك، فلسفة العلم: الصلة بين العلم والفلسفة، مرجع سابق، ص72.
[19]– محرز الحمدي، الفكر والحياة في فلسفة العلوم الانسانية، مرجع سابق ص14.
[20]-ـ المرجع السابق، ص12.
[21]– فيليب فرانك، فلسفة العلم، مرجع سابق ص14.
[22]-ـ ماكس هوركهايمر، نقلا عن يان سبورك، أي مستقبل لعلم الاجتماع؟، مرجع سابق، ص230.
[23]– Marcuse, Ver la libération, Edition, de minuit, Paris, 1969, p35.
[24]– هربرت ماركيوز، الإنسان ذو البعد الواحد، ترجمة: جورج طرابيشي، دار الآداب، بيروت، الطبعة الثالثة 1988، ص29.
[25]– المرجع السابق، ص238.
[26]– هربرت ماركيوز، العقل والثورة، ترجمة، فؤاد زكريا، الهيئة المصرية للتأليف، القاهرة،1970، ص375.
[27]– هربرت ماركيوز، العقل والثورة، مرجع سابق، ص389.
[28]– محرز الحمدي، الفكر والحياة في فلسفة العلوم الانسانية، مرجع سابق، ص21.
[29]– المرجع نفسه، ص56.
[30]– فيليب فرانك، فلسفة العلم: الصلة بين العلم والفلسفة، مرجع سابق، ص5 بتصرف.
[31]– يوليوس ليبس، أصل الأشياء، بدايات الثقافة الإنسانية، ترجمة كامل إسماعيل، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق، الطبعة الثانية، 2006، ص8.