1- مقدمة
يُعد الحوار من الموضوعات الهامة الضرورية التي تلازم حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات، وتنطلق الحوارات من طبيعة الحاجة لها في بناء المجتمعات واستقرارها وازدهارها، ويطلعنا التراث الحضاري الإنساني بإن الحوار كان من أهم روافد ذلك التلاقح الثقافي والحضاري والإنساني بين الشعوب والمجتمعات. فالحوارات كانت عنوانا لازدهار المجتمعات ونمائها.
يحتل الحوار أهمية كبيرة في بنية الفكر الإنساني، نظرا لما يتضمنه من معاني تسِند وجود السلام والوئام وترفض الصدام والعنف. وفي الوقت الراهن تزداد أهمية الحوار بسب ارتفاع رقعة الصراعات والاضطرابات التي تجري داخل الدولة الواحدة، أو بين الدول المختلفة. والتي تعود إلى عدة أسباب (سياسية ودينية، وثقافية، واقتصادية، وايدلوجية وديمغرافية وعرقية) وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى نشؤ الصرعات بين التكوينات الاجتماعية بمختلف توجهاتها الفكرية، والأثنية والدينية والسياسية، أو فيما بين الدول؛ ومع ذلك يظل موضوع الحوار هي الوسيلة الناجعة التي يُنظر إليها كمسار لحل الخلافات والصراعات بدلاً من استمرار العنف الذي لا يولّد إلاّ العنف.
يمكن القول بأن العولمة وانتشار مضامينها الثقافية والعلمية قد ساعدة على تفاعل مسارات الحوار بصورة أوسع من السابق، وقد سهلت نقل كثيرٌ من المعلومات والتجارب الإنسانية، بين الشعوب والدول المختلفة، وهو الأمر الذي مكنها من أن تسهم في تنمية ثقافة الحوار التي تبحث في إشكاليات الصراعات المختلفة ومعالجتها.
إذ يُعد الحوار من أهم وسائل التفاعل الإنساني للتعبير عن حاجات الإنسان ورغباته، عبر عملية الاتصال والتواصل مع الأخر لتبادل المنافع والتجارب المفيدة، أو بهدف تقارب وجهات النظر حول الكثير من القضايا مثار التباين والاختلاف، أو تسوية النزاعات وحل الخلافات.
ولهذا فان الحوار يشكل ضرورة اجتماعية وثقافية يحتاجها الناس في حياتهم، ومن خلال عملية الحوار هذه يكتسب الأفراد المعارف والمعلومات، التي تفتح أفق مداركهم للعمل والتواصل، والتفاعل بين الأفراد والجماعات والمؤسسات والشعوب والنظم والدول، لتناول القضايا المشتركة وتبادل المصالح المشتركة وتحقيق الاحتياجات، وبحث الخلافات والنزاعات ووضع المعالجات لها.
وعليه فان المنطقة العربية تعيش اليوم حالة من الصراعات التي لا حصر لها، أكان على المستوى الداخلي في إطار الدولة الواحدة، أو بين الدول العربية ذاتها، أو مع دل أخرى.
فمنذ مطلع الألفية الثانية دخلت المجتمعات العربية في موجه واسعة من الصراعات السياسية والدينية والاجتماعية والعرقية والمذهبية بصورة مخيفة لم يسبق لها مثيل، باتت تهدد أمن واستقرار المنطقة بعامة، إذ لا تكاد دولة خالية من هذه الصرعات سوى الصرعات البينية أو الصراعات مع دولة أو دول أخرى.
ولعل أكثرها تلك الصراعات المتكررة والمتعددة التي تشهدها كلاٍ من: (سوريا واليمن والعراق والسودان وليبيا )، وغيرها من الدول العربية التي لم تكن بمنأى عن الصرعات أو مرشحة للصرعات الداخلية، وهو الأمر الذي دفع الخارج للتدخل في هذه الصرعات، نظرا للمصالح الدولية في هذه المنطقة ( الاقتصادية أو الجيوسياسية)، حيث جرت عدد من المحاولات التي تبحث وضع الحلول لهذه الصرعات، بين أطرافها المختلفة؛ إلاّ أنها للأسف الشديد كانت في معظمها قد انتهت بخيبة الأمل، أما بالفشل أو عدم إكمالها، وفي حالات كثيرة تفشل الحوارات بعد الانتهاء من التوقيع على نتائجها، عند الانتقال إلى تطبيق مخرجاتها، وهكذا ظلت الصراعات تظهر من جديد مع كل جولات من عمليات الحوار. تتركز الدراسة الراهنة حول بحث هذه المشكل المتعلق في تكرار واستمرار الصراعات لا سيما السياسية منها من خلال الكشف عن أهمية الحوارات وهندستها وأسباب فشلها.
2- أهمية الدراسة:
تبرز أهمية الحوار السياسي في الوقت الراهن بوصفه المنهج الراجح لضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي سواء في إطار الدولة الواحدة أو بين الدول. ويُعد الحوار من الاحتياجات الأولية الأمنية الهادفة إلى إيجاد الحلول للازمات والصراعات السياسية التي تعيشها شعوب العالم بعامة والمنطقة العربية بخاصة، إذ تجمع الكثير من الاتجاهات والروي بان الحوار يمثل المدخل الواقعي لتلك الصراعات المتكررة. وهنا تبرز أهمية الدراسة الراهنة في تقديم صورة عن أهمية هندسة الاستراتيجيات المنظمة للحوارات الفّعالة التي تتجاوز الضغوطات والكوابح والتدخلات التي تظهر في طريق نجاح الحوارات وتعرّضها للفشل. كما تكمن أهمية الدراسة أيضاً من أنها تؤكد على أهمية الخطوات الجادة التي يجب مراعاتها في سياق عملية إجراء حوارات فعّالة وناجحة، في حل النازعات والصراعات وضمان استقلالية سيرها ونجاح مخرجاتها في خدمة استدامة عملية تحقيق السلام والاستقرار.
3- معنى الحوار:
في سياق إنجاز هذه الدراسة كان لابد لنا من استعراض مفهوم الحوار وهو المفهوم الذي تتمحور حوله هذه الدراسة المتواضعة، وقد تناول مفهوم الحوار من قبل الباحثين من زوايا مختلفة، رغم هذا الاختلاف إلاّ أن غالبيتهم يجمعون على أن الحوار هو المنهج السليم لمعالجة قضايا الاختلاف.
فمن الناحية الُلغويةّ يعرَّف الحوار بأنّه النِّقاش أو الحديث الذي يجري بين شخصين أو أكثر وهذا مفهوم بسيط للحوار. أما المفهوم الواسع فيُعرَّف اصطلاحا بأنّه محادثة بين شخصَين أو فريقين حول موضوعٍ محدَّد، لكلٍّ منهما وجهة نظر خاصة به. أي بأنه مناقشة بين إثنين أو أكثر في قضية مختلف عليها بينهم ([1]). وهو تبادل الآراء والأفكار والمعلومات وتقديم الأدلة والبراهين والحجج التي تزكي وتؤيد وجهات نظرهم، وصولاً إلى هدفهما في إظهار الحقيقة عبر المقاربة الموضوعية لتطابق وجهات النظر بعيداً عن الخصومة أو التعصُب، بطريقة تعتمد على مسلمات ومنطلقات العلم والعقل والحفاظ على المصالح المشتركة، مع الاستعداد الكامل للطرفين لقبول الحقيقة حتى ولو ظهرت على يد الطرف الآخر. قال في محكم كتابه الشريف: ” فادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (القران الكريم).
أما الحوار الذي نقصده في هذه الدراسة هو الحوار بين الأطراف المختلفة والمتصارعة في قبولهم للجلوس معاً لبحث موضوع صراعهم أو اختلافهم بهدف تقريب وجهات النظر الرامية إلى إحلال السلام والتعايش مع الأخر، وتجنب الصراعات.
4- أهمية الحوار الفّعال والحاجة إليه
يُعد الحديث عن الحوار في هذا الزمن ضرورة موضوعية وإنسانية، نظراً لما يحيط به من أبعاد ذات أهمية على مستوى القيم وعلى مستوى السياسة. ويزداد الاهتمام بموضوع الحوار في زمن الاضطرابات الاجتماعية التي يتخللها التصادم وعدم التعايش السلمي بين الناس، خصوصا مع اشتداد الأزمات السياسية التي ترافقها موجة من العنف المسلح والفوضى التي تعيشها بعض المجتمعات البشرية، في العصر الراهن، بل أصبح الحوار حاجة إنسانية للاندماج والتواصل مع الآخرين لمساعدتهم على معالجة القضايا والمشكلات التي تواجه الأنسان المعاصر ([2]).
يبيّن إحدى تقارير اليونسكو الحديثة بأن العالم المعاصر يتسم بشدة الارتباط والتمسك بالهويات القومية والثقافية والدينية واللغوية والعرقية، للاحتماء بها، وحتى أصبحت المطالب السياسية تتلبس طابعاً ثقافياً ([3])، مما تؤدي هذه الصراعات إلى حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي وتثير قلق المجتمع وتهدد حياة الناس، وتجاه هذا الوضع الاستثنائي التي تتعرض له بعض المجتمعات، ناتج لعدد من الأسباب، إذ يضع موضوع الحوار في صدارة المهام التي ينبغي ان توليها المؤسسات والنظم اهتمامها البالغ في هذه الأوضاع المضطربة. ويقع على العلماء ورواد الفكر ومنهم أساتذة الجامعة دوراً كبيراً في صناعة السلم الاجتماعي، خلال ما يقومون به من جهود تنويرية وفكرية تسهم في الإنتاج الثقافي والحضاري الذي يساعد على استدامة استقرار المجتمعات وسلامة أمنها، وإيجاد الحلول والمعالجات المباشرة لكثيرٍ من المعضلات والتحديات والنزاعات التي تواجهها مجتمعاتنا اليوم، ولعل أخطر الحالات والتحديات تلك المتمثلة في الصراعات البينية بين فئات وتكوينات المجتمع الواحد التي تتعرض له بعض المجتمعات في أوقات مختلفة من تاريخها كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا التي تعيش حالة من الصراعات المزمنة منذ سنوات دون شيء في الأفق يلوح للخروج من هذه الأزمات .
يمكن القول ان الحوار يمثل مكانة مهمة في مسار العلاقات الإنسانية وتحسين ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والمستقرة، لذا فان الحاجة للسلام والتعايش المجتمعي أمر بديهي وشي ضروري تستدعيه طبيعة الوجود الاجتماعي.
فالحوار في حقيقته مهما اختلفت أهدافه هو وسيلة من وسائل التواصل بين البشر؛ بل ويمثل أكبر مساحة من مساحات التواصل بين الناس ببعضهم.
5- لماذا يخفق الحوار؟
ظلت الرهانات التي تناولت مسألة “الحوار ” مثار اهتمام الكثيرون الذين يرون فيها مدخلاً رئيساً لمعالجة الأزمات وأغفال باب الصراعات. وقد تعددت الاتجاهات الداعية إلى الحوارات، ورغم تلك الدعوات والإعلان عن قيام بعضها، التي جرت خلال السنوات الماضية في عدد من البلدان العربية أو خارجها تبحث مسألة الصراعات السياسية لاسيما الصرعات الداخلية التي لم تتوقف في مجتمعاتنا العربية، إلاّ أننا في الواقع لم نسمع عن نتائج إيجابية لكثير من تلك الدعوات والحوارات، إذ لم نلاحظ أو نلمس المصداقية من قبل الأطراف المتصارعة في احترامها لدعوات الحوار، أو الامتثال لمسار أهداف الحوارات الرامية إلى عملية التقارب وصنع السلام وأنها الصراعات، عبر تقديم التنازلات وتغليب المصلحة المشتركة وجعل الحوار مساحة مغايرة للمنازلة في ساحة النزاع. ففي معظم النزاعات تبقي نسخة التحاور قائمة بين المتنازعين ويمكن للعنف ان يعود للظهور إذا ما طابق الفاعلون بين المطالب والأيدولوجيات التي تجذب التناقض[4].
يلحظ في كثيرٌ من الحوارات أن ما يدور في كواليس هذه الحوارات من مواضيع أو في أنماط الاتصال والتباحث بين الفرقاء لم تظهر فيها الجدية والمصداقية، وعدم التزامهم لمبادئ وثقافة الحوار الفّعال، للأسف الشديد فهم يرون فيها ساحة أخرى “ناعمة” للصراع لإبراز العضلات أو الكشف عن إمكانيات الطرف الآخر أو مكامن ضعفه، ربما يعود ذلك إلى عدد من الأسباب أبرزها غياب هندسة واضحة لهذه الحوارات، وتداخل الأجندات الخارجية المختلفة فيها التي تحاول تمرير أو فرض أهدافها عبر تدخلاتها في الحوارات. إن عدم جدية الحوار وأدراك مضامينه وآلياته، قد تؤدي ذلك إلى إثارة مزيدا من الفتن الداخلية واللجوء إلى القوة والعدوان مما يجعل ملتبس بين القول والفعل. وعادتاً ما نؤدي النزاعات الداخلية إلى امتدادات خارجية على شكل حروب أو بسط نفوذ، فالصراعات مع الخارج تؤدي إلى تباينات بالمواقف الداخلية من النزاعات وتؤس لنزاعات لاحقة ([5]).
6- هندسة الحوار :
إن هندسة الحوار الناجح والفّعال لابد أن تستلزمه وضع مصفوفة من المبادئ والأسس التي تجذب الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوارات، وتوفر البيئة الصالحة لقيام الحوارات وتسييرها بصورة انسيابية وسلسة تفضي إلى نتائج إيجابية وفعّاله. وفي هذه الحالة لابد من الحضور الفكري والثقافي النيّر ضمن أجندات الحوار الذي ينشد التعايش والنهوض بالمجتمعات عن طريق ممارسة الفكر بوسائله السلمية في حوار راقي يتجاوز رواسب الماضي وتعقيدات الحاضر متطلع لمستقبل آمن ومزدهر، عن طريق تقديم الحجج والبراهين المنطقية والتفهم لها من قبل أطراف الحوار بعيداً عن التعصُب والتعالي والأنانية، لذا يجب أن يكون الحوار قائم على أسس ومبادئ صحيحة.
إن هندسة الحوار تأتي بعد الفهم المعمق للمشكلة وأبعاد الحوار ومضامينه، التي تتطلب تحديد خارطة طريق واضحة يسير عليها الحوار، انطلاقا من تحديد المفاهيم والمعايير التي يتطلبها الحوار الفعّال. بحيث يسُند الحوار إلى النماذج الإرشادية يفهمها ويستوعبها كل الأطراف، تمدهم بالمعارف التي ترشدهم بمنهجية إجراء الحوار الفعّال، وعليه فان الحوار الفّعال لابد ان يبدأ من نقطة تحديد نقاط الضعف والالتقاء بين المتحاورين بما فيها تناول المفاهيم والمواضيع العامة التي تتضمنها أجندة الحوار أهمها:
تحديد مفاهيم ومواضيع الحوار والاتفاق عليها عبر تحديد معايير واضحة ومحدده، بحيث يؤدي هذا التحديد الدقيق إلى ضبط سير عملية الحوار ونجاحه ([6]).
الاستماع الجيد من قبل المحاورين لبعضهم، بشكل ملائم وبعمق وتأمل، لا يعني الاستماع بالأذنين فحسب؛ بل الانتباه بتركيز وبطرق ردود أفعالنا مع بعض، ان الاستماع بشكل ملائم يساعدنا على الانخراط مع الشخص الذي يتحدث ونثمن ما يقول وليس الانتباه فقط أو تبادل وجهات النظر. إذ ان الاستماع الفعال يظهر للشخص الآخر أنك حقا منتبه له مما يساعد ذلك على تسهيل عملية الحوار الفعال.
الابتعاد عما هو غير ملائم للبحث في جوانب الحوار، لاسيما التي يفهمها أطراف الحوار بمستوى متناقض. ومن ثم الانتقال الإيجابي إلى صلب مواضيع الحوار ومعانيه ومقاصده، ذلك سوف يجنبهم السجال أو التعصب أو حرف سير الحوار عن اتجاهاته والخروج عن منهجية الحوار. في حالات كثيرة تظهر مثل هذا التعارض الذي يرافق بعض الحوارات، مما توثر سلباً على سير عملية الحوار وتبرز كمعوق في طريق نجاح الحوار وفشله.
في إطار الحوار الفّعال لابد التأكيد على مسالة تقديم التنازلات من قبل أطراف الحوار وذلك لم يأتي إلا من خلال وضع قواعد سليمة يسير عليها الحوار، لان التشبث بالقناعات والمواقف السابقة هو استمرار لحالة الصراع، ومن ثم عدم تقدم الحوار وبقاء حالة الصراع قائمه، لإن التنازلات بالضرورة تؤدي إلى خلق حالة من تقارب وجهات النظر التي ينتج عنها توقعات إعادة بناء الثقة والتوجه نحو إحلال السلام.
وجود ميسرين مهنيين في الحوار قريبين لأطراف الحوار، يتخلل عملهم مجموعة من الضوابط المرشدة للسلوك الذي يشعر بها الجميع بانهما على مسافة واحدة، مثل الالتزام بسير جلسات الحوار والاستماع لبعضهما والتسامح بينهم، والإصغاء الجيد من قبل الأطراف لبعضهم البعض. والابتعاد عن التهكم والسخرية والاستخفاف من قبل أطراف الحوار. وعدم الخروج عن مضامين الحوار، والابتعاد عن الغموض. وعدم إصدار الأحكام في صياغ الحوار من قبل الأطراف. ومن ثم فان الحوار الناجح هو الحوار الذي يسير وفق خطط استراتيجية شاملة وهادفة ومسؤولة يحدد فيها الموضوعات والأهداف والغايات وآليات التنفيذ ([7]).
7- خلاصــة
تصبح الحوارات أكثر عقلانية عندما تستند إلى المقاربة الموضوعية بين أطراف النزاع وبحث إشكالية النزاع بعمق والنظر إليها من جميع الزوايا برؤية عقلانية مشتركة من منظور “نحن” لا “الأنا”، لاسيما في الصراعات والقضايا الخلافية الداخلية. بحيث يتم التركيز في اختيار شخصيات للجلوس للحوارات، تكون على قدرٍ من العقلانية والمسؤولية الأخلاقية والإدراك الواعي لأهمية الحوار ونجاحه، وانعكاس ذلك في سلوك المتحاورون والوسطاء (الميسرين) أثناء الحوارات، والنظر إلى المصالح المشتركة والأبعاد المترتبة عن ما يوفره الحوار من نتائج تحقق استدامة السلام والتعايش المشترك، واحترام الإنسانية، وتقديم التنازلات من قبل اطراف الحوار، وتقليب المصالح المشتركة وفقا للاستحقاقات الحضارية والتاريخية والثقافية، وتجنب التأثير السلبي للتدخلات الخارجية على مسار الحوارات، وإيجاد المخارج العملية القابلة لتطبيق مخرجات الحوارات بما تخلق واقع مغاير ومقبول لمرحلة ما بعد الحوار عبر بناء وتأسيس لمشاريع مشتركة قادمة تعزيز من عملية التفاهمات والمصالح المتبادلة.
مراجع الدراسة وهوامشها :
[1] . سعد بن ناصر الشتري، آداب الحوار، دار كنوز، إشبيليا للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الرياض، 1427ه، ص90
[2] . منى بنت عبد الرحمن اللبودي، الحوار فنياته واستراتيجياته وأساليب تعليمه، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر، 2003م، ص 11.
[3] . تقرير اليونسكو العالمي، الاستثمار في التنوع الثقافي، والحوار بين الثقافات، فرنسا، باريس، 2010م، ص 9.
[4] . شبيب ديات، سوسيولوجيا النزاعات، ط1، الجمعية التعاونية للخدمات التنموية الثقافية، بيروت، 2007م، ص 150.
[5] . شبيب ديات، سوسيولوجيا النزاعات، المرجع السابق، ص144.
[6] . عبد القادر الشيخلي، أخلاقيات الحوار، دار الشرق، عمان، الأردن، 2003م، ص 60-80
[7] . انظر: أحمد ثابت، الحوار الثقافي والانعزال ، الدار الونية الجديدة، سوريا، دمشق، 2004م، ص80. وعبدالقادر الشيخلي، المصدر السابق.