الملخص:
هدفت الدّراسة الى التّعرف إلى الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم. تم اختيار العيّنة بطريقة العشوائيّة وبلغ عددهم (60) من أعضاء الهيئة التّدريسيّة، ولتحقيق هدف الدّراسة استخدم الباحثان المنهج الوصفي المسحيّ، وتمّ تطوير استبانة معتمدة على الأدب النّظري والدّراسات ذات الصّلة، وتكوّنت أداة الدّراسة من (18) فقرة موزّعة على ثلاث مجالات وهي:
(الصّعوبات الإجرائيّة، الصّعوبات الماديّة، الصّعوبات الشّخصيّة) وللإجابة عن تساؤلات الدّراسة استخدم الباحثان المتوسّطات الحسابيّة والنّسب المئويّة والانحراف المعياريّ واختبار (ت)، وأظهرت الدّراسة: أنّه قد جاء بالمرتبة الأولى “الصّعوبات الاجرائية” بمتوسّط حسابيّ (3.26) وبدرجة متوسّطة، وجاء “الصّعوبات المادية” في المرتبة الثّانية بمتوسّط حسابيّ (3.19) وبدرجة متوسّطة، وجاء “الصّعوبات الشّخصيّة” في المرتبة الأخيرة بمتوسّط حسابيّ (2.94) وبدرجة متوسّطة، وأنّه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة تعزى للجنس لصالح الجنس. وأوصى الباحثان بالسعي إلى إنشاء جهات مختصّة لتمويل الأبحاث والباحثين، وإقامة ندوات وورش عمل عن آليات نشر للمجلّات العلميّة وقيمة النّشر في قواعد النّشر العالميّة، وإجراء مزيد من البحوث والدّراسات المرتبطة بصعوبات نشر البحوث العلميّة على عيّنات أخرى لم يتناولها البحث.
الكلمات المفتاحية: الصّعوبات، اعضاء هيئة التّدريس، جامعة جدارا، البحوث العلميّة.
Abstract:
The study aimed to identify the difficulties that face the faculty members of Jadara University in publishing scientific research from their point of view. The sample was chosen randomly, and its number was (60) faculty members. To achieve the goal of the study, the researchers used the descriptive approach in a survey method, and developed a questionnaire based on theoretical literature and related studies, and it contained (18) items divided into three areas:
procedural difficulties, material difficulties, personal difficulties) and to answer the questions of the study, the researchers used arithmetic averages, percentages, standard deviation and t-test. With an arithmetic mean (3.19) and a medium degree, and “personal difficulties” came in the last rank with an arithmetic average (2.94) and a medium degree, and there are no statistically significant differences attributed to gender in favor of gender. The researchers recommended: seeking to establish specialized bodies to fund research and researchers, holding seminars and workshops on publishing mechanisms for scientific journals, the value of publishing in global publishing rules, and conducting more research and studies related to the difficulties of publishing scientific research on other samples not covered by the research.
Keywords: difficulties, faculty members, Jadara University, scientific research.
1- المقدّمة:
تعد حركة نتاج إنتاج البحوث العلميّة ونشرها حجر الأساس لأيّ بناء ثقافيّ وحضاريّ متين، فهي تعكس مستوى التّطوّر الثّقافيّ والحضاريّ للمجتمعات وهي من أبرز المؤشّرات الّتي تدلّ على مدى الوعي الثّقافيّ للمجتمع، فالنّشر العلميّ من المعايير المهمّة الّتي تدلّ على تطوّر الجامعة وعراقتها، وتهتمّ الجامعات بنشر البحوث العلمية لأنّ هذا يحقّق لها سمعة أكاديميّة طيّبة ورصانة علميّة.
يعدّ البحث العلميّ من أساسيّات عمليّة التّعليم والتّفكير الإبداعيّ، وطرق التّواصل العلميّ مع الآخرين، فهو من أهمّ المؤشّرات الّتي تدلّ على تقدّم الجامعات وتطوّرها، لذلك تتّبع الجامعات عدّة استراتيجيات لتشجيع أعضاء هيئة التّدريس على النّشر العلميّ والتّأليف، وفقًا لشروط المؤسّسات العالميّة ومتطلباتها الّتي تقوم بتصنيف الجامعات بالنّظر إلى جودة النّشر العلميّ فيها (الكامري، 2019).
لذلك فإنّ الإنتاج العلميّ هو الوظيفة الرئيسيّة لأعضاء هيئة التّدريس، وعليهم السّعي الدّائم إلى تحقيق أهداف الجامعة وخدمة المجتمع (الحراحشة، 2013).
إذ يقوم أعضاء هيئة التّدريس في الجامعات بمهمّة إنتاج البحوث الّتي تعدّ من أهمّ العناصر لبناء المجتمعات وتطويرها، لذلك نجد الجامعات تهتمّ بتخصيص مبالغ طائلة لأنشاء المراكز البحثيّة، وتهيئة المناخ المناسب لإنتاج البحوث ونشرها فالجامعة هي البيئة الحاضنة والملائمة لإنتاج البحوث لما توفّره من كفاءات وخبرات بشريّة، فهي تولي اهتمام فائق بأعضاء هيئة التّدريس من خلال توفير الدّعم الكامل لإعدادهم وتطويرهم بالشّكل الصّحيح، وتوفر الظّروف المناسبة لهم لإنتاج البحوث ونشرها، فالبحوث العلميّة تلعب دورا أساسيّا في تنميّة المجتمع ومعالجة مشكلاته، وزيادة الإنتاج وتقديم الخدمات والرفاهيّة للمجتمعات.( احمد وآخرون، 2013).
2- مشكلة الدّراسة:
تساهم عمليّة إعداد البحوث ونشرها في تحسين قدرات أعضاء هيئة التّدريس العلميّة إذ تساعدهم على اكتساب معلومات جديدة والاطّلاع على كلّ ما هو جديد في مجال تخصّصاتهم العلميّة والمهنيّة، وإتاحة المجال لهم لمشاركة أفكارهم وتبادل خبراتهم مع الآخرين، وإتاحة الفرصة لهم للكشف والاطّلاع على بيئات جديدة، وتمكّنهم من معرفة نقاط القوّة ونقاط الضّعف لهم ومعالجتها، ذلك لأنّ نشر بحوثهم يتمّ بعد خضوعها لعمليّة التّقييم، فالمجلات العلميّة المحكّمة تضع أسسا ومعايير للنّشر فيها.
وبناء على ما سبق جاءت هذه الدّراسة للكشف عن أبرز الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس في نشر البحوث العلميّة بجامعة جدارا.
- تعريف النّشر العلميّ إجرائيّا: هو نشر البحوث والدّراسات الّتي يقوم بها الباحث، لنشر ما أنجزه من أعمال وعلم ومعرفة، من أجل المساهمة في معالجة قضايا المجتمع .
عضو هيئة التدريس: هو كلّ من يحمل درجة الدّكتوراة، ويعمل في جامعة جدارا بتفرّغ كامل، ويحمل رتبة أستاذ، أستاذ مشارك، أستاذ مساعد، ويقوم بوظيفة التّدريس والبحث العلميّ وخدمة المجتمع.
جامعة جدارا: هي جامعة خاصّة، تقع في محافظة اربد في المملكة الاردنيّة الهاشميّة، تأسّست عام 2005م، وتمنح درجة البكالوريوس في 23 تخصص، ودرجة الماجستير في أربع تخصصات.
- أهمّية النّشر العلميّ:
- المشاركة في تطوير أساليب العمل وطرقه لدى المؤسّسات والأفراد
- الحفاظ على حقوق الباحثين من خلال عمليّة التّوثيق
- توفير الحوافز المادّيّة والمعنويّة للباحثين
- معرفة رصانة البحث العلميّ من خلال معرفة عدد الإشارات إلى البحوث المنشورة في الدّراسات الأخرى.
- تجنّب تكرار نفس البحوث (فاكيه، 2021).
- مشكلات النّشر العلميّ:
يواجه الباحث العديد من العوائق والصّعوبات خلال عمليّة نشر البحوث العلميّة وذلك لأنّ عمليّة البحث العلميّ تعتبر عمليّة معقّدة تتكوّن من عدّة عناصر أهمّها ( مدخلات، عمليّات، مخرجات، البيئة).
المدخلات: ينطوي تحت بند المدخلات العديد من المشاكل أهمّها الباحث نفسه، البيانات والجانب المادّي، إذ يجب أن يكون الباحث جادّا في عمله ولديه غزارة في الإنتاج، ولكن يواجه الباحث مشاكل في الإمكانيّات والحوافز المادّية، ، وضعفا في قواعد البيانات المتاحة، وصعوبات لغوية، وهو أحيانا غير ملمّ بقواعد النّشر الإلكترونيّ لا وغير ممتلك للخبرات البحثيّة اللازمة لأجراء البحوث.
عملية النّشر العلميّ: يواجه الباحث عددا من المشاكل أثناء عمليّة النّشر أهمّها: عدم القدرة على تحديد المجلّة الملائمة، وطول المدّة لتحكيم البحث، وتدخّل الواسطة والمحسوبيّة في نشر البحوث، وتحكيم البحوث من قبل محكّمين غير متخصّصين، ورفض البحث دون توضيح الأسباب للباحث.
المخرجات: هي المشاكل الّتي تواجه الباحث بعد قبول نشر البحث وأهمّها: ارتفاع تكاليف النّشر والطّباعة، وطول المدّة الزّمنيّة لنشر البحث بعد قبوله، واعتماد بعض المجلّات العلميّة المحكّمة على الشّكل الورقيّ دون الإلكتروني.
البيئة: أي تأثّر النّشر العلميّ بالبيئة المحيطة به الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة التي تشكّل عائقا أمام الباحثين لنشر بحوثهم، وأهمّ هذه المشكلات الّتي قد تواجه الباحث الضّعف في البيئة المعلوماتيّة، والتّخلّف الإداري في بعض المؤسّسات التّعليميّة، إذ لا توجد سياسة علميّة وبحثيّة واضحة ومستقرّة، إضافة إلى ضعف تقدير المجتمع للبحث العلمي وللباحث (همشري، 2015)
- ونقترح بعض الحلول الّتي قد تساهم في زيادة الأقبال على النّشر رغم التّحدّيات الموجودة نذكر منها:
– توفير موارد ماليّة للجامعات من خلال البحث عن طرق أخرى لتمويل الجامعات والمساهمة في البحث العلميّ، منها: الشّراكة مع القطاع الخاص.
– دعم دور النّشر الجامعيّة والنّظر إلى عمليّة النّشر الجامعيّ على أنه نشاط رئيسيّ من أنشطة الجامعات مما يضفي على الجامعة سمعة طيّبة في الوسط الأكاديميّ.
– دعوة جهات النّشر بالجامعات إلى الالتزام بالمواصفات القياسيّة بما يضمن ظهور هذه الأوعية في قالب متميّز.
– ضرورة التّحرّر من النّظم والإجراءات الروتينيّة المعقّدة.
– ضرورة قيام المطابع الجامعيّة باستثمار إمكانات التكنولوجيا الحديثة في مجال النّشر الجامعيّ وخاصة النّشر الالكتروني، ودعم كلّ أنواع النّشر الورقيّ والالكترونيّ من خلال إتاحة أوعية المعلومات الّتي تصدرها في صورة ورقيّة والكترونيّة في الوقت نفسه.
– تحفيز أعضاء هيئة التّدريس على استخدام النّشر الالكترونيّ وتطوير قدرتهم على النّشر عبر شبكة الإنترنت مما يسهم في تنمية أدائهم العلميّ والأكاديميّ، والتغلّب على المشاكل الّتي تنجم عن الكتاب الجامعيّ المطبوع، وإغناء المحتوى الرقميّ العربي على شبكة الإنترنت.
– تشجيع أعضاء هيئة التّدريس على نشر مؤلّفاتهم بمطابع الجامعة وتقديم الحوافز المادّية والمعنويّة لهم.
– العمل على إنشاء جمعيّة للمطابع الجامعيّة في الوطن العربيّ، على غرار الجمعيّات الموجودة في العالم الغربيّ، تكون مهمتها التّنسيق والتّعاون بين الجهات المعنيّة بالنّشر العلميّ في جميع الجامعات العربيّة.
– وضع خطّة شاملة للبحث والاتصال العلميّ، يتمّ فيها التعّاون بين المطابع الجامعيّة، والمكتبات الجامعيّة، ومراكز الحاسوب.
– وضع تشريعات وقوانين عربية لحماية حقوق الملكيّة الفكريّة المتعلّقة بالأوعية الالكترونيّة، نظرا إلى أنّ التّشريعات الخاصّة بحقوق التّأليف التّقليديّة لا تغطّى كلّ الجوانب المتعلّقة بالتّعامل مع المعلومات والأوعية الالكترونيّة.
– إطلاق موقع إلكترونيّ يتضمّن جميع المؤلّفات (خاصّة الكتب المترجمة) الصّادرة في كافّة الدّول العربيّة، وذلك حفاظًا على الحقوق الأدبيّة والمادّية للجهات المعنيّة، ومنعا للتّضارب، وتكرار التّرجمات في دول عربيّة مختلفة.
– تشجيع حركة التّأليف والتّرجمة من خلال تقديم الدّعم المادّي للمؤلّفين والمترجمين، وتخصيص جوائز سنويّة مناسبة لها (العقلا، 2003).
3- أسئلة الدّراسة:
سعت الدّراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التّالية:
- “ما الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم؟”
- “هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05) في الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم تعزى لمتغير الجنس؟”
4- أهداف الدّراسة:
– تهدف الدراسة إلى معرفة الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم.
– التّعرف إلى الفروق ذات الدّلالة الإحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05) الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم تعزى لمتغيّر الجنس.
5- أهمية الدّراسة:
تكتسب الدّراسة أهمّيتها من:
- 1. أهمية التعرّف إلى الصّعوبات التي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم
- 2. الاستفادة المتوقّعة من نتائج هذه الدّراسة للتّعليم العالي، والمجلّات العلميّة، والجامعات في المملكة الاردنية الهاشميّة..
3 تزوّد المكتبة العربيّة بمعلومات عن الصّعوبات الّتي تواجه الهيئة التّدريسيّة لنشر البحوث العلميّة وخاصّة في ظل الاهتمام العالميّ في الفترة الأخيرة بهـذا الموضـوع وندرة الدّراسات في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.
6- حدود الدّراسة:
- 1. الحدود الزّمانيّة: خلال الفصل الدّراسي الثّاني 2023/2022.
- 2. الحدود المكانيّة: جامعة جدارا في المملكة الاردنيّة الهاشميّة.
- 3. الحدود البشريّة: عيّنة من الهيئة التّدريسيّة بجامعة جدارا.
- 4. الحدود الموضوعيّة: اقتصرت الدّراسة على الكشف عن الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم.
- تحددت نتائج الدّراسة بالخصائص السّيكومتريّة لأداتها، ومدى موضوعيّة استجابة أفراد عيّنة الدّراسة لهذه الأداة.
7- الدّراسات السّابقة:
أجرت (البشر، 2020) دراسة للكشف عن الصّعوبات (التنظيمية- التمويلية- الشخصية) الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بقسم الإدارة التربويّة في الجامعات السعودية في نشر الأبحاث في المجلّات العلميّة المحكمة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي، والاستبانة أداة للدّراسة، وطبّقت الأداة على (99) عضو هيئة تدريس بقسم الإدارة التربويّة بمختلف الجامعات السّعودية الحكوميّة. وأظهرت نتائج الدّراسة ما يلي: 1- أن الصّعوبات التّمويليّة الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بقسم الإدارة التربويّة في الجامعات السّعوديّة في نشر الأبحاث العلميّة المحكّمة، جاءت بدرجة عاليّة، وبمتوسّط حسابيّ (2.62 من 3). 2- أن الصّعوبات الشّخصيّة الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بقسم الإدارة التّربويّة في الجامعات السّعوديّة في نشر الأبحاث العلميّة المحكّمة، جاءت بدرجة متوسّطة، وبمتوسط حسابي (2.32 من 3). 3- أنّ الصّعوبات التّنظيميّة الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بقسم الإدارة التّربويّة في الجامعات السعوديّة في نشر الأبحاث العلميّة المحكّمة جاءت بدرجة متوسّطة، وبمتوسّط حساب (2.32 من 3).
أجرى (المغذوي، 2019) دراسة للتّعرف إلى معوقات النّشر العلميّ بقاعدة البيانات العالميّة (isi) من وجهة نظر أعضاء هيئة التّدريس في ضوء بعض الجامعات السعوديّة، مع بيان تأثير بعض المتغيّرات الدموجرافية ، واستخدمت الدّراسة المنهج الوصفيّ، واعتمدت على الاستبانة في جمع البيانات، وطبقت على عينة بلغت (600) عضو هيئة تدريس، وتوصّلت إلى وجود مجموعة من المعوقات للنّشر العلميّ بقاعدة البيانات العالميّة (isi) من أبرزها: غياب الحوافز التّشجيعيّة للأبحاث المتميّزة والمبدعة، غياب التّعريف بالأبحاث المنشورة بالمجلات التّابعة لقاعدة بيانات isi في المجتمع لتحقيق أقصى استفادة منها، صعوبة تحقيق الشّروط والمعايير الفنّيّة للنّشر في المجلّات التّابعة لقاعدة بيانات isi، ضيق الفترة الزّمنيّة المحدّدة لإجراء تعديلات المحكّمين من قبل هيئة النّشر بالمجلّات التّابعة لقاعدة بيانات (isi)، ضعف المخصّصات الماليّة للنشر العلميّ بصفة عامّة، الالتزام بحرفيّة القوانين والتّعليمات والتّشدّد في التّركيز على الشّكليات دون المضمون، طول الفترة الزّمنيّة بين تقديم البحث ونشره في المجلّات التّابعة لقاعدة بيانات (isi)، بينما توجد فروق في استجابات عيّنة الدّراسة تعزى لمتغيّرات (النّوع/ الرّتبة الوظيفيّة/ التخصّص).
أجرى (محمد، وأحمد، 2017) دراسة هدفت الدّراسة إلى رصد معوقات النّشر الدّوليّ لدى أعضاء هيئة تدريس كلّيات هذا القطاع بجامعة المنيا من وجهة نظرهم، وتعرف أبرز مقترحاتهم بشأن التغلّب على تلك المعوقات وسبل تذليلها. وقد شملت تلك الصّعوبات أربعة جوانب هي: اتجاه أعضاء هيئة التّدريس نحو النّشر الدّوليّ، ومعوقات متعلّقة بمهارات أعضاء هيئة التّدريس الأكاديميّة، ومعوقات متعلّقة بالبيئة المؤسّسية، ومعوقات متعلّقة بالدّوريات العلميّة الدّوليّة، بالإضافة لبعد خامس تناول مقترحات العيّنة بشأن تنشيط حركة النّشر الدّولي. ولتحقيق هدف الدّراسة، تم استخدام المنهج الوصفيّ، وتم بناء استبانة تألّفت من 55 مفردة موزّعة على خمس أبعاد، ثمّ تمّ تطبيقها على عيّنة من أعضاء هيئة التّدريس بلغ قوامها (146) عضوا. وتوصلت النّتائج إلى تحقّق كلّ بعد من أبعاد الاستبانة بدرجة عالية.
أجرى ( الناجم، 2015) بدراسة للتعرف على واقع النّشر العلمي في العلوم الشرعيّة بالمملكة العربيّة السّعودية، ووضع تصور مقترح لمتطلّبات هذا النّشر. وقد تكونت عينة البحث من (302) من أعضاء هيئة التّدريس بأقسام العلوم الشرعيّة وعلوم التّربية الإسلاميّة بالجامعات السّعوديّة، وأعد الباحث استبانة لاستقصاء متطلّبات النّشر في العلوم الشّرعيّة، وكشفت النّتائج عن ضعف النّشر العلمي في العلوم الشّرعيّة بالمملكة حيث بلغ عدد الكتب المنشورة في العلوم الشّرعيّة 67 كتابًا بنسبة (12.4%)، و(745) بنسبة (60%)، وحدّد البحث الصّعوبات الّتي تواجه هذا النّشر وجاء في مقدمتها المغالاة في شروط النّشر، وندرة المجالات المتخصّصة، وعدم تفرّغ الباحثين للبحث العلميّ، كما توصّل البحث إلى آلية مقترحة للارتقاء بمجال النّشر العلميّ لبحوث العلوم الشّرعيّة من خلال إعادة صياغة دورة النّشر [التّحكيم، النّشر، التّسويق] وما يعترضها من صعوبات.
7- 1- التّعقيب على الدّراسات السّابقة:
تختلف الدّراسة الحاليّة عن نظيراتها من الدّراسات السّابقة، في أنّها قد تكون الدّراسة الأولى في حدود علم الباحثين الّتي تُجرى في الأردن، الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلمية من وجهة نظرهم، حيث اختلفت مع الدّراسات السّابقة بالأهداف والمنهجيّة المستخدمة. وتمّ الاستفادة من الدّراسات السّابقة، بإثراء الإطار النّظري للدّراسة الحاليّة، وتحديد المحاور الرئيسيّة لها، وتطوير أدوات الدّراسة، والاستفادة من النّتائج الّتي توصّلت لها الدّراسات السّابقة وما تضمّنته من مقترحات وتوصيّات.
8- منهج الدّراسة:
تم استخدام المنهج الوصفيّ المسحي للتّعرّف إلى الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم.
8 -1- مجتمع الدّراسة وعيّنتها:
يتكوّن مجتمع الدّراسة من 225: (60) دكتورا مشاركا، (110) دكتورا مساعدا، (35) مدرّسا، (20) أستاذ ا دكتورا من أعضاء هيئة التّدريس بجامعة جدارا، وتكوّنت عيّنة الدّراسة من (60) قد تمّ اختيارها بالطّريقة العشوائيّة، ويوضّح الجدول (1) ذلك.
جدول (1): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغيراتها
المتغير | المستوى/الفئة | العدد | النسبة المئوية% |
الجنس | ذكر | 31 | 51.6% |
أنثى | 29 | 48.4% | |
المجموع | 60 | 100% |
يظهر الجدول (1) أن نسبة الذّكور هي الأعلى بنسبة مئوية بلغت (51.6%)، بينما الإناث فقد بلغت نسبتهم (48.4%).
8- 2- أداة الدّراسة:
لغايات تطوير أداة الدّراسة تمّ الرّجوع إلى الأدب التّربويّ والدّراسات السّابقة المتعلّقة مثل دراسات (الناجم، 2015)، (البشر، 2020)، (محمد، وأحمد، 2017).
أ. صدق المحتوى:
تمّ تطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية قوامها (11) من الهيئة التّدريسيّة من مجتمع الدّراسة، وتمّ حساب معاملات ارتباط بين درجة كلّ فقرة مع الدّرجة الكلّية للمجال الّذي تنتمي إليه الفقرة. كما تمّ حساب معاملات الارتباط بين درجة كلّ مجال من مجالات الاستبانة مع الدّرجة الكلّيّة للأداة. حيث تبيّن أنّ قيم معاملات ارتباط مجالات أداة الدّراسة مع الأداة، تراوحت ما بين (0.84-0.90)، كما أنّ قيم معاملات الارتباط البينيّة لمجالات أداة الدّراسة تراوحت ما بين (0.69-0.84). كما أظهرت النّتائج أنّ معاملات الارتباط بين فقرات الأداة ومجال الدّراسة والأداة، كانت مناسبة، حيث تراوحت الارتباطات بين فقرات الأداة ومجالات الدّراسة ما بين (0.44-0.96)، وبين فقرات المجالات والأداة ما بين (0.42-0.88)، وهي ملائمة لأغراض تحقيق أهداف الدّراسة الحالية.
ب. ثبات أداة الدّراسة:
“الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم”:
تمّ استخدام طريقتين للتّحقّق من ثبات أداة الدّراسة، الطّريقة الأولى هي الاختبار وإعادة الاختبار والطّريقة الثّانية هي حساب معامل كرونباخ لفقرات الاستبانة. والجدول رقم (2) يبيّن ذلك.
جدول (2): معامل ثبات الإعادة والاتساق الدّاخلي كرونباخ ألفا لأداة الدّراسة ككلّ ومجالاتها
المقياس ومحاورها | ثبات الاتّساق الدّاخليّ | ثبات الإعادة |
المحور الاول: الصّعوبات الشّخصية | 0.85 | 0.83 |
المحور الثّاني: الصّعوبات المادّية | 0.84 | 0.81 |
المحور الثّالث: الصّعوبات الإجرائيّة | 0.91 | 0.88 |
الكلّي للمقايس | 0.90 | 0.92 |
أظهرت النّتائج أنّ معامل ارتباط بيرسون بين درجات المفحوصين على الأداة في مرّتي التّطبيق بلغ معامل الثّبات الاعادة الكلّي للأداة (0.92). أما معامل ثبات الاتساق الدّاخلي للأداة بلغ (0.90). ويُلاحظ أنّها ذات معامل ثبات مرتفع.
8- 3- تصحيح أداة الدّراسة:
لأجل احتساب الدرجة الكلية للأداة، تم وضع خمسة بدائل يختار المستجيب أحد هذه البدائل الّتي تعبّر عن رأيه، وأعطيت الدّرجات (5، 4، 3، 2، 1) للبدائل الخمسة على التّوالي للفقرات، إذ أعطيت الدّرجة (5) على البديل مرتفع جدّا، والدّرجة (4) للبديل مرتفع، وأعطيت الدّرجة (3) على البديل متوسّط، وأعطيت الدّرجة (2) على البديل قليلة، وأعطيت الدرجة (1) على البديل قليلة جدّا، كما تمّ اعتماد التّدرّج الثّلاثيّ لأغراض تفسير النّتائج وهو (بدرجة كبيرة، متوسّطة، منخفضة)، وللحكم على مستوى المتوسّطات الحسابيّة للفقرات والمجالات والأداة، اعتمد المعيار الإحصائيّ باستخدام المعادلة الآتية:
مدى الفئة= (أعلى قيمة – أدنى قيمة) مقسومًا على عدد الخيارات
طول الفئة= 5-1=4 ÷3=1.33 وبذلك يصبح معيار الحكم على النّحو الآتي:
جدول (3): المعيار الإحصائيّ للكشف عن الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم
المتوسّط الحسابيّ | الدّرجة |
من 1.00 – 2.33 | منخفض |
من 2.34 – 3.67 | متوسّطة |
من 3.68– 5.00 | كبيرة |
8- 4- المعالجات الإحصائيّة المستخدمة:
استخدم الباحثان المعالجات الإحصائيّة عن طريق البرنامج الإحصائي (SPSS) لمعالجة البيانات واستخراج المتوسّطات الحسابيّة، والانحراف المعياريّ، وفقا لمتغيّرات الدّراسة.
9- عرض النتائج ومناقشتها:
توصّلت الدّراسة إلى النّتائج الآتية وتمّ عرضها وفقاً لأسئلة الدّراسة، على النّحو الآتي:
أولًا : النّتائج المتعلّقة بالسّؤال الأوّل: “ما الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم؟ “
للإجابة عن هذا السّؤال، تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات أعضاء هيئة تدريس على المجالات للكشف عن الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم، حيث كانت كما هي موضحة في الجدول (4).
جدول (4): المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة للصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم
التّرتيب | رقم المجال | المجال | المتوسّط الحسابي* | الانحراف المعياري | الدّرجة |
1 | 3 | الصّعوبات الإجرائيّة | 3.26 | .820 | متوسّطة |
2 | 2 | الصّعوبات المادّية | 3.19 | .840 | متوسّطة |
3 | 1 | الصّعوبات الشّخصيّة | 2.94 | .880 | متوسّطة |
|
| الدّرجة الكلّيّة | 3.13 | 0.81 | متوسّطة |
* الدّرجة الدّنيا (1) والدّرجة العليا (5)
يبين الجدول (4) أن “الصّعوبات الإجرائيّة” قد جاء بالمرتبة الأولى بمتوسّط حسابيّ (3.26) وانحراف معياريّ (0.82) وبدرجة متوسّطة، وجاء “الصّعوبات المادّية” في المرتبة الثّانية بمتوسّط حسابيّ (3.19) وانحراف معياريّ (0.84) وبدرجة متوسّطة، وجاء “الصّعوبات الشّخصيّة” في المرتبة الاخيرة بمتوسّط حسابيّ (2.94) وانحراف معياريّ (0.88) وبدرجة متوسّطة، وقد بلغ المتوسّط الحسابيّ لتقديرات الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم ككلّ (3.13) وانحراف معياريّ (0.81) وبدرجة متوسّطة.
وتتّفق هذه النّتيجة مع دراسة ( الناجم، 2015)، وتختلف مع دراسات (البشر، 2020) (محمد، وأحمد، 2017)، (المغذوي، 2019) حيث جاءت بدرجة مرتفعه.
كما تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعيارية لتقديرات أفراد عيّنة الدّراسة على كلّ فقرة من فقرات كلّ مجال من مجالات الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم، وفيما يلي عرض لذلك:
9- 1- مجال الصّعوبات الاجرائية:
تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات عيّنة الدّراسة على فقرات هذا المحور، حيث كانت كما هي موضّحة في الجدول (5).
جدول (5): المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات أفراد عيّنة الدّراسة على فقرات مجال (الصّعوبات الاجرائيّة)، مرتّبة تنازليّا وفق المتوسّطات الحسابيّة.
الرتبة | الرقم | الفقرات | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الدّرجة |
1 | 18 | طول المدّة الزّمنيّة لتحكيم البحوث العلميّة | 3.73 | .951 | كبيرة |
2 | 15 | تحديد الجامعة للعدد محدود من المجلّات العلميّة المعتمدة للنّشر | 3.42 | .909 | متوسّطة |
3 | 17 | رفض بعض المجلّات نشر البحث دون توضيح الأسباب للباحث | 3.22 | .944 | متوسّطة |
4 | 12 | صعوبة شروط النّشر الّتي تفرضها بعض المجلات العلميّة | 3.20 | 1.011 | متوسّطة |
5 | 11 | كثرة الأعباء الرّوتينيّة والإداريّة الّتي تعيق نشر البحوث العلميّة | 3.16 | .985 | متوسّطة |
6 | 14 | تحكيم البحوث العلميّة من قبل محكّمين غير متخصّصين في بعض الأحيان | 3.16 | 1.046 | متوسّطة |
7 | 13 | تدخّل الواسطة في نشر البحوث | 3.15 | 1.001 | متوسّطة |
8 | 16 | ضبابيّة المعايير المعتمدة لتحكيم البحوث العلمية | 3.10 | .985 | متوسّطة |
المتوسّط العام | 3.26 | .822 | متوسّطة |
يلاحظ من الجدول (5) أن المتوسّطات الحسابيّة لفقرات المجال تراوحت بين (3.73) و(3.10)، بدرجة (متوسّطة إلى كبيرة). حيث جاءت الفقرة (18) الّتي نصّت على “طول المدة الزّمنية للتّحكيم البحوث العلميّة” في التّرتيب الأوّل، بمتوسّط حسابيّ (3.73) وبانحراف معياريّ (0.951) وبدرجة (كبيرة)، في حين جاءت الفقرة (16) الّتي نصّت على ” ضبابيّة المعايير المعتمدة لتحكيم البحوث العلميّة ” في التّرتيب الأخير، بمتوسّط حسابيّ (3.10) وبانحراف معياريّ (0.822)، وبدرجة (متوسّطة).
وقد يعزى ذلك إلى الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء الهيئة التّدريسيّة في محاولات نشر البحوث في المجلّات تستغرق وقتًا طويلاً في الإجراءات الإداريّة و الرّوتينية حتّى تبلّغ الباحث بآليّة قبول البحث أو رفضه، أيضًا ضعف التّشجيع من الجامعات لنشر البحوث العلميّة في المجلّات العلميّة المحكّمة المعتمدة، وأيضا إلى البيروقراطيّة السّائدة في بعض المجلّات العلميّة حيث تقوم برفض بعض البحوث دون إبداء أسباب علميّة واقعيّة وتدخّل الواسطة لقبول بعض الأبحاث ونشرها بشكل مستعجل، وقد يكون ضعف المخصّصات الماليّة للبحوث العلميّة، وصعوبة تحقيق الشّروط لبعض المجلّات العالميّةـ وتتفق هذه النّتيجة مع دراسة ( الناجم، 2015)، وتختلف مع دراستي (البشر، 2020) (محمد، وأحمد، 2017) حيث جاءت بدرجة مرتفعة.
9- 2- المجال الثّاني: الصّعوبات المادية:
تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لفقرات مجال الصّعوبات المادّيّة وكانت النّتائج كما في الجدول (6).
جدول (6): المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات أفراد عيّنة الدّراسة على فقرات مجال ) الصّعوبات المادّيّة)، مرتّبة تنازليّا وفق المتوسّطات الحسابيّة.
الرتبة | الرقم | الفقرات | المتوسّط الحسابي | الانحراف المعياري | الدّرجة |
1 | 10 | ارتفاع تكلفة نشر البحوث العلميّة في بعض المجلّات المحكمة | 3.43 | .963 | متوسّطة |
2 | 9 | تدنّي الميزانيّة الّتي تخصّصها الجامعة لنّشر البحوث العلميّة | 3.33 | .918 | متوسّطة |
3 | 7 | تدنّي رواتب أعضاء هيئة التّدريس في الجامعة | 3.11 | 1.009 | متوسّطة |
4 | 8 | ارتفاع التّكلفة المادّيّة لإجراء البحوث العلميّة | 2.90 | 1.040 | متوسّطة |
المتوسّط العامّ | 3.19 | .823 | متوسّطة |
* الدّرجة الدّنيا (1) والدّرجة العليا (5)
يلاحظ من الجدول (6) أنّ المتوسّطات الحسابيّة لفقرات المجال الثّاني تراوحت بين (3.43) و(2.90) بدرجة (متوسّطة). حيث جاءت الفقرة (10) الّتي نصّت على ” ارتفاع تكلفة نشر البحوث العلميّة في بعض المجلّات المحكّمة ” في التّرتيب الأوّل بمتوسّط حسابيّ (3.43) وبانحراف معياريّ (0.963) وبدرجة (متوسّطة)، في حين جاءت الفقرة (8) الّتي نصّت على ” ارتفاع التّكلفة المادّيّة لإجراء البحوث العلميّة” في التّرتيب الأخير، بمتوسّط حسابيّ (2.90)، وبانحراف معياريّ (1.040)، وبدرجة (متوسّطة).
قد يعزو ذلك إلى ضعف الإسهام الجامعة لدعم الباحث مادّيّا، وأيضًا أنّ بعض المجلّات تطلّب رسوم عالية لنشر البحوث العلميّة المحكّمة وقد تكون غير مبرّرة، وتدنّي رواتب الهيئة التّدريسيّة مقارنة القطاع الخاصّ بالحكوميّ، وضعف دعم القطاع الخاصّ والمجتمع للباحثين مادّيّا ومعنويّا، وضعف تقدريهم لهم. وتتّفق هذه النّتيجة مع دراسة ( الناجم، 2015)، وتختلف مع دراستي (البشر، 2020) (محمد، وأحمد، 2017) حيث جاءت بدرجة مرتفعة.
9- 3- مجال الصّعوبات الشّخصيّة:
تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لفقرات مجال الصّعوبات الشّخصيّة وكانت النّتائج كما في الجدول (7):
جدول (7): المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات أفراد عيّنة الدّراسة على فقرات مجال (الصّعوبات الشّخصية)، مرتبة تنازليّا وفق المتوسّطات الحسابيّة.
الرّتبة | الرّقم | الفقرات | المتوسّط الحسابي | الانحراف المعياريّ | الدّرجة |
1 | 2 | يسعى عضو هيئة التّدريس إلى نشر الأبحاث العلميّة للحصول على التّرقية فقط | 3.01 | 1.015 | متوسّطة |
2 | 3 | تدنّي الحوافز المادية المقدّمة لأعضاء هيئة التّدريس مقابل نشر الأبحاث العلميّة | 2.99 | 1.003 | متوسّطة |
3 | 1 | تدنّي الحوافز لمعنويّة المقدّمة لأعضاء هيئة التّدريس مقابل نشر الأبحاث العلميّة | 2.94 | .998 | متوسّطة |
4 | 4 | عدم احتساب العمل البحثيّ جزءا من نصاب أعضاء هيئة التّدريس | 2.92 | 1.031 | متوسّطة |
5 | 5 | يسعى عضو هيئة التّدريس إلى نشر الأبحاث العلميّة للحصول على التّرقية فقط | 2.90 | .983 | متوسّطة |
6 | 7 | تدني مهارات أعضاء هيئة التّدريس في النّشر العلميّ | 2.89 | 1.040 | متوسّطة |
7 | 6 | ضعف مستوى أعضاء هيئة التّدريس في اللّغة الإنجليزيّة | 2.88 | 1.034 | متوسّطة |
المتوسّط العام | 2.94 | .883 | متوسّطة |
* الدّرجة الدّنيا (1) والدّرجة العليا (5)
يلاحظ من الجدول (7) أنّ المتوسّطات الحسابيّة لفقرات المجال تراوحت بين (3.01) و(2.88) بدرجة (متوسّطة). حيث جاءت الفقرة (2) الّتي نصّت على ” يسعى عضو هيئة التّدريس إلى نشر الأبحاث العلميّة للحصول على التّرقية فقط ” في التّرتيب الأوّل بمتوسّط حسابيّ (3.01) وبانحراف معياريّ (1.015) وبدرجة )متوسّطة)، في حين جاءت الفقرة (7) الّتي نصّت على ” ضعف مستوى أعضاء هيئة التّدريس في اللّغة الإنجليزيّة ” في التّرتيب الأخير، بمتوسّط حسابي (2.88)، وبانحراف معياريّ (1.034)، وبدرجة (متوسّطة). وقد يعزو ذلك أنّ عضو الهيئة التّدريسية يواجه بعض العقبات داخل الجامعة منها تحديدا أنّ التّعليم يحتاج إلى وقت طويل يقضيه العضو بين أروقة الجامعة لمتابعة أعمال الطّالب والرّدّ عليهم ممّا لا يتيح له الوقت لإجراء بحوث جرّاء الضّغط الكبير الّذي يواجهه، وأيضا اقتناع بعض أعضاء الهيئة التّدريسيّة بأنّ مجتمعنا ومؤسّساته لا يأخذ بنتائج البحوث، وأنّه يعتمد على كمّ الورق أكثر من جودة الأفكار والنّتائج، ولذلك لا يسعى عضو هيئة تدريس في جامعة جدارا إلى أخذ دورات لتطوير نفسه في البحث العلميّ واللّغة الإنجليزيّة. وتتّفق هذه النّتيجة مع دراسة (الناجم، 2015)، وتختلف مع دراستي (البشر، 2020) (محمد، وأحمد، 2017) حيث جاءت بدرجة مرتفعة.
ثانياً: النّتائج المتعلّقة بالسّؤال الثّاني: ” هل توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى الدّلالة (α=0.05) في استجابات في تقدير الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم تعزى لمتغيّر (الجنس)؟ “
للإجابة عن هذا السّؤال، تمّ حساب المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لتقديرات أفراد العيّنة على محاور درجة تقدير الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم تعزى لمتغيّر الجنس، حيث كانت كما هي موضّحة في الجدول (8).
جدول (8): نتائج اختبار (ت) للدّلالة للفروق بين متوسّط استجابات أفراد عيّنة الدّراسة في درجة الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم تعزى لمتغيّر الجنس.
| الجنس | العدد | المتوسّط | الانحراف المعياري | اختبار (ت) | مستوى الدّلالة الإحصائيّة |
المتغيّر | ذكر | 31 | 3.05 | .540 | 1.31 | .940 |
| أنثى | 29 | 2.24 | .650 |
دال إحصائيّا عند مستوى الدلالة 0.05=a
نلاحظ من خلال البيانات الواردة في الجدول السّابق عدم وجود ذات دلالة إحصائية بين متوسّطات استجابات أفراد عيّنة الدّراسة درجة الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة من وجهة نظرهم حسب متغيّر الجنس فقد بلغت قيمة مستوى الدّلالة (0.94) وهذه القيمة أكبر من (0.05) وتؤكّد هذه النّتيجة إلى أنّه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسّطات استجابات أفراد عيّنة الدّراسة نحو درجة الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة تدريس جامعة جدارا في نشر البحوث العلميّة. وقد يعزى ذلك إلى إدراك أعضاء هيئة التّدريس في جامعة جدارا الذّكور والإناث لأبعاد المعوقات الّتي تعيق النّشر العلميّ بغضّ النّظر عن جنس عضو هيئة التّدريس. كما أنّ أنظمة الجامعة وتعليماتها فيما يتعلّق بالنّشر العلميّ والدّعم اللّوجستيّ متساوية لكلا الطرفين سواء (الذّكور أو الأناث)، مما إلى تقارب وجهات النظر لكلا الطرفين (الذكور والإناث) في معيقات النّشر العلميّ. تختلف هذه النّتيجة مع نتيجة دراسة (المغذوي، 2019) حيث كانت الفروق لصالح فئة الإناث.
10- التّوصيات:
- السّعي إلى إنشاء جهات مختصّة لتمويل الأبحاث والباحثين.
- إقامة ندوات وورش عمل عن آليات نشر للمجلّات العلميّة، وقيمة النّشر في قواعد النّشر العالميّة.
- الوقوف على الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء الهيئة التّدريسية في نشر البحوث العلميّة من قبل الجهات ذات الاختصاص ومحاولة وضع المعالجات المناسبة، وذلك من أجل الارتقاء بالمخرجات البحثيّة.
- إجراء مزيد من البحوث والدّراسات والمرتبطة بصعوبات نشر البحوث العلميّة على عيّنات أخرى لم يتناولها البحث.
المراجع:
العربيّة:
- أحمد، عاصم شلبي(2013). النّاشر العربيّ وإتاحة المعلومات في البيئة الرّقميّة، المؤتمر الإقليميّ الأول للاتّحاد الدّوليّ للمكتبات، الدّوحة، 37- 96.
- البشر، فاطمة عبدالله بن محمد. (2020). الصّعوبات الّتي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بقسم الإدارة التّربوية في الجامعات السّعوديّة في نشر الأبحاث في المجلّات العلميّة المحكّمة. مجلّة كلّية التّربية بالمنصورة: جامعة المنصورة – كلية التربية، ع110, ج1 ، 162-194.
- الحراحشة، محمد عبود(2013). معوقات البحث العلميّ لدى أعضاء الهيئة التّدريسية في جامعة آل البيت، مجلة اتّحاد الجامعات العربيّة وعلم النّفس، مج. 11، 4(3)، ص159-180.
- العقلا، سليمان بن صالح (2003). تسويق الكتاب العربي: الصّعوبات والتّصوّرات، ورقة بحثيّة مقدّمة لصالح جامعة الملك سعود، الرياض، 13.
- فاكيه، عزاق(2021). معيقات النّشر العلميّ في المجلّات العلميّة صنف ” ج” في الجزائر لدى طلبة الدّكتوراه. مجلّة الباحث للعلوم الرّياضية والاجتماعيّة، جامعة الجلفة، 4(7)، 295- 312.
- الكامريّ، إدريس(2019). تحدّيات النّشر العلميّ الإلكترونيّ الجامعيّ في العالم العربيّ، مؤتمر تقييم جودة أوعية النّشر العلميّ في الوطن العربي، ألمانيا، برلين.
- محمد، أمل أحمد حسن، وأحمد، مها مراد على. (2017). معوقات النّشر الدّوليّ في الدّوريات العلميّة لدى أعضاء هيئة تدريس كلّيات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بجامعة المنيا: دراسة ميدانية. مجلّة البحث في الّتربية وعلم النّفس: جامعة المنيا – كلّية التربية، مج32, ع4، 330-392.
- المغذوي، عادل بن عايض بن عوض. (2019). معوقات النّشر العلميّ في المجلّات العلميّة المعتمدة من قاعدة البيانات العالميّة ISI من وجهة نظر أعضاء هيئة التّدريس ببعض الجامعات السّعوديّة. مجلّة جامعة فلسطين للأبحاث والدّراسات، مج9, ع3 ، 343 – 371.
- همشري، عمر أحمد ( 2015). مشكلات النّشر العلميّ في الوطن العربيّ ومعوقاته ( الواقع والطّموحات). ورقة مقدّمة للمؤتمر السّعودي الدّوليّ الثّاني للنّشر العلميّ. جامعة الملك سعود. الرّياض.
- الناجم، محمد عبد العزيز عبد المحسن. (2015). تصوّر مقترح لمتطلّبات النّشر العلميّ في العلوم الشرعيّة بالجامعات السّعودية. مجلّة المنارة للبحوث والدّراسات: جامعة آل البيت – عمادة البحث العلميّ، مج21, ع4، 511 . 554-
الأجنبيّة:
- Ahmed, Assem Shalaby (2013), The Arab Publisher and Access to Information in the Digital Environment, The First Regional Conference of the International Federation of Libraries, Doha, 37-96.
- Al-Aqla, Suleiman bin Saleh (2003), Marketing the Arabic Book: Difficulties and Perceptions, a research paper submitted for the benefit of King Saud University, Riyadh, 13.
- Al-basher, Fatima Abdullah bin Muhammad (2020), The difficulties faced by faculty members in the Department of Educational Administration in Saudi universities in publishing research in scientific journals. Journal of the Faculty of Education in Mansoura: Mansoura University – Faculty of Education, p. 110, vol. 1, 162-194.
- Al-kamry, Idris (2019). The Challenges of University Electronic Scientific Publishing in the Arab World, Conference on Assessing the Quality of Scientific Publishing Vessels in the Arab World, Germany, Berlin.
- Al-Magdawi, Adel bin Ayed bin Awad (2019), Obstacles to scientific publishing in scientific journals approved by the ISI international database from the point of view of faculty members in some Saudi universities. Palestine University Journal for Research and Studies, Vol. 9, p. 3, 343 – 371.
- Al-Najem, Muhammad Abdul-Aziz Abdul-Mohsen (2015), A proposed conception of the requirements of scientific publishing in Sharia sciences in Saudi universities. Al-Manara Journal for Research and Studies: Al al-Bayt University – Deanship of Scientific Research, Vol. 21, p. 4, 511. 554
- Fakieh, Azak (2021), Obstacles to scientific publishing in scientific journals, class “C” in Algeria among PhD students. Al-Bahith Journal of Sports and Social Sciences, University of Djelfa, 4 (7), 295-312.
- Hamshary, Omar Ahmed (2015), Problems of scientific publishing in the Arab world and its obstacles (reality and ambitions). Paper presented to the Second Saudi International Conference for Scientific Publishing. King Saud University. Riyadh
- Harahsheh, Muhammad Abboud, (2013), Obstacles to scientific research among faculty members at Al al-Bayt University, Journal of the Union of Arab Universities and Psychology, Vol. 11, 4(3), 159-180.
- Mohammed, Amal Ahmed Hassan, and Ahmed, Maha Murad Ali. (2017), Obstacles to international publishing in scientific journals among faculty members of the faculties of humanities and social sciences at Minia University: a field study. Journal of Research in Education and Psychology: Minia University – Faculty of Education, Volume 32, P4, 330-392.