إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي.. لم يصبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا.
عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا أن نعرف ما هو الموت (كونفوشيوس)
في تجرّع كأس الموت ينهض الإنسان إلى الطرف الآخر للوجود، وتبدأ رحلته الأبدية إلى عالم مجهول. وعندما يفكر المرء في أحداث الرحيل المرتقب إلى العالم المجهول ترتعد منه الفرائص ويرتجف القلب، وفي غمرة الخوف من الموت والحزن على مفارقة الحياة ينهض فضول معرفي إنساني لاستكشاف منازع الموت وأسراره، ويتجلى هذا الفضول في دوامة أسئلة حائرة شاردة مرتدة في معنى الموت ما زالت تقرع عقل الإنسان منذ الأزل.
الموت سر الأسرار ولغز الألغاز وينبوع أسئلة تقض المضاجع تتمحور في صيغ متعددة أبرزها: هل الموت رحلة إلى الفناء الأبدي؟ هل هو صيرورة إلى العدم؟ هل هو اختفاء وقتي أم اختفاء إلى الأبد؟ هل نتحول بعد الموت إلى روح خالصة أم إلى جماد أبدي مرتقب؟
ومنذ بدء التكوين والإنسان الغابر يوظف طاقة خياله وأساطيره وأوهامه في الإجابة عن مسألة الموت في صيغة مسألة الوجود والعدم، فكانت الأساطير حكايات أرواح تقاوم دواعي الفناء والتلاشي والعدم. وكانت الأديان والفلسفات تبعث الأمل في النفوس التي تداهمها دواهي الإحساس بالبؤس الوجودي الماثل في حكايات الموت وأساطيره.
وفي معرض الإجابة عن هذه الأسئلة الوجودية تتبدى لنا إجابات فيها تفاؤل وأخرى نضجت على نيران الخوف والأسى وفقدان الأمل. فكثيرة هي العقائد التي تؤكد فكرة خلود النفس واستمرارية الحياة بعد الموت كحقيقة لا تقبل الجدل. وهي أكثر من تلك التي ترفع لواء الفناء والعدم المطلق للوجود الإنساني بعد الموت. ولكن مهما تكن هذه الآراء والعقائد، ومهما تكن طبيعتها سواء كانت دينية أو مادية أو روحية فإنها تعترف بأن الموت حقيقة تكتنفها أسرار وجودية ذات طابع أسطوري مشحونة بالجمال والرشاقة والسحر حيث لا تستطيع جميع هذه النظريات والعقائد أن تبرهن على مصداقية قطعية لإجابات فيها نفي أو قبول.
الإنسان يتشبث بالأرض ويعشقها، وهو لا يستطيع أبدا أن يرفض عطاءها وأن ينكر مفاتنها ومباذلها، فالحياة الدنيا جميلة حتى بأحزانها ساحرة حتى بآلامها، هي ملح الوجود وعطاء الطبيعة. ومن هنا نشأت وتنشأ مأساة الإنسان في قصته مع رحلة الموت الرهيبة. فالحزن الوجودي لرحلة الوجود أو العدم أصيل في النفس، والخوف ينبع في نخاع العظم تساؤلا عن المصير المأساوي لهذه الرحلة الأبدية إلى عالم المجهول.
أجاب القدماء في فلسفاتهم وأديانهم عن مسألة الموت وأفاضوا في وصف فنونه وشجونه وآمنوا بما تنحو إليه إجاباتهم فامتلأت نفوسهم بغاية الاستقرار. وفي فيض إجاباتهم التي ازدهرت في أرض هذا الكون وفضائه لا يجد اليوم الإنسان المعاصر ما يشفي النفس ويروي الغليل. فعقل إنسان اليوم يقوم على مبدأ الوضعية العلمية والشك المنهجي، وهو عقل يجهد نفسه في التواصل مع معطيات العلم ويتغذى بأسراره وينتشي بعطاءاته. والعلم بدوره يقوم على التجربة ويرفض ما لا يقبل الاختبار، ومن هذا المنطلق تفقد إجابات الأقدمين والفلاسفة قدرتها اليوم على خطاب عقول تتفجر إيمانا بالتجربة وتتشبع بمعطيات العقل النقدي الصارم.
وفي إطار هذه الصورة ترتب على الإنسانية المعاصرة أن تعيد النظر في تراث الأقدمين وأن تقدم إجابات جديدة عن مسألة قديمة قدم الإنسان على هذه الأرض، إنها مسألة الخلود والعدم في رحلة الموت، وهو السؤال الذي يطرح نفسه في كل زمان ومكان.
لنستمع وننظر في مقولات هذا الزمن حول هذه المسألة التي تدهش عقول البشر وتدفع إلى دائرة الحيرة والشك والجدل. يقول بعض القائلين في هذا الزمن إن أسرار الروح تتبدد وإن ألغازها تتجلى: فالموت سقوط بلا نهاية في نفق أسود، رحلة فريدة لا يعود منها المرء، أما خوفنا من الموت فهو الخوف الرهيب من المجهول.
الموت كما يقول القائلون: رحلة لا يعود بعدها الإنسان! نعم هو ذا الموت إنه اختفاء وجودي كامل يتلاشى فيه الإنسان ويتحلل ويفنى. ومن هذا المنطلق يذهب الماديون إلى القول إنه لا يوجد شيء بعد الموت، وعندما يموت الإنسان فموته أبدي لا حدود له، وما النفق الأسود، الذي يكثر الحديث عنه، غير رحلة نحو العدم المطلق. والإنسان كما يرى أصحاب النزعة المادية لا يعود أبدا بعد رحلة الموت، فالموت فناء وتلاش وعدم أبدي مطلق. تلك هي الفكرة التي تثير في النفوس رعشة الخوف ومشاعر الرعب لاسيما لحظة ينطلق الفكر في رحاب التفكير في مسألة الموت.
في أعماق كل منا رغبة عميقة أصيلة في أن تكون الحياة استمرارا وصيرورة، وفي أنفسنا دفائن أمل في خلود يضمن لنا التواصل مع جمال هذا الكون الساحر، وهو كون لا يكتفي منه الإنسان مهما جد في الطلب. وفي أعماقنا أمل بوجود عالم آخر ينتشل وجودنا من دواهي العدم، ويمثل هذا الأمل واحدا من أهم أحلامنا وأعظمها.
ومع ذلك كله فإن الاعتقاد بوجود حياة أخري واستمرارية وجودية فيما بعد الموت أمر مشروع أخلاقيا لأن أحدا ما لا يستطيع نفي هذا الاحتمال؛ وفي المقابل فإن الإيمان بعدمية الوجود أمر لا يقل في مشروعيته عن الاعتقاد السابق وذلك لأن أحدا لم يعد بعد تجربة الموت! ولأنه لا يمكن لأحد نفي إمكانية حدوث الفناء والعدم! فالإنسان بعد الموت يتحلل إلى معطياته المادية الأولى التي تكوّن منها ويتحول إلى وهم وإلى غبار وجودي يختفي في هذا العالم المادي.
وفي مواجهة التحديات التي تطرحها هذه الأزمة أو هذه المحنة الفكرية ينبعث من أعماق الإنسان نداءان: نداء القلب ونداء العقل. والعقل يقوم بطبعه على مبدأ الشك ويرفض الإيمان بوجود كائنات خالدة لا تقبل الفناء في غياب الأدلة المادية، أما نداء القلب ففيه ميل إلى الاعتقاد ومن غير دليل ملموس، وبإيمان كبير بأننا نعيش بعد الموت ونستمر في الوجود ! وكل منهما لا يملك الحجج الكافية، فكلاهما بحاجة إلى المعلومات والأدلة التي تعزز الرأي وترجح الحجة والدليل، إذ كيف يمكن أن نؤكد وجود حياة بعد الموت إذا كان أحد من الموتى لم يعد ليخبرنا عن هذه الحياة؟ هذا ما يقوله المتشككون والماديون. أما هؤلاء الذين يعتقدون بوجود الحياة بعد الموت فإنهم يلوذون الصمت وذلك لأنهم لا يملكون الحجة والبرهان على ذلك أيضا.
يقال اليوم وفي مثل هذا القول غرابة وسحر؛ إن تجارب الحياة تبرهن بصورة أقرب إلى منطق العلم أن بعض البشر تعايشوا مع حدث الموت، وشارفوا حدوده في الطرف الآخر من الوجود، لقد قدر لهؤلاء كما تقول الأحداث أن يتوغلوا في عالم الموت وأن يعودوا من جديد إلى عالم الحياة!
كل شيء يمكن أن يبدأ بعد الموت، ويمكن لحياة أفضل أن تسجل حضورها وتبدأ هناك في العالم الآخر عالم الخلود والصفاء !!. ولكن كيف يمكن للإنسان أن يتجلى في صورة أخرى غير هذه التي عرف بها في حياته الدنيا؟ وإذا كان الكون خالدا لا يفنى فلماذا لا تنسحب هذه القاعدة لتشمل الإنسان الذي هو جزء من هذا الكون؟
يقول نيكولاس بيردييف Nicolas Berdiaeff “إن الموت هو الحقيقة الأعمق والأكثر دلالة في الحياة نفسها، لأنه يأخذ بالإنسان فوق ظواهر حياته اليومية السطحية، إنه الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفكر في معنى الحياة ذاتها، والحياة نفسها لا معنى لها إلا في دلالة الموت عينه“.
يشكل الموت هاجسا وجوديا في الإنسانية جمعاء، وهاجسا إنسانيا في الكائن الإنساني منفردا. وإذا كانت الحياة تمثل الهبة الأولى التي تودعها الطبيعة للإنسان، فإن الموت هو العطاء الأخير الذي تقدمه له. ولا تكتمل حياة من غير موت، لأنه في الموت تكمن حكمة الحياة، ولأن الحياة نفسها تفقد معناها من غير الموت بوصفه نقيضا يمنحها معناها ودلالتها. فالموت مخادع كبير، وهو سيأخذنا جميعا، إنه قدرنا، إنه يتخطف أحبتنا وأغلى من هم لدينا، إنه يخطف حياتنا ويباغتنا دون مقدمات، ويسقط القناع عن هذا الفراغ الوجودي الذي يمتلكنا، إنه يصفعنا بقوته الهائلة التي تفوق كل وصف وتحديد.
في حياتنا اليوم تطالعنا مشاهد الموت في تدفقات إعلامية تتميز بالغنى والثراء. فمشهد الموت هو أكثر المشاهد الإنسانية حضورا وتواترا في حياتنا؛ وقد يكون هذا المشهد أكثر المشاهد الدرامية الإعلامية تأصلا في عالمنا اللاشعوري وفي عقلنا الباطن. ويرتبط هذا المشهد بدراما الحرب ومأساوية الصراع الإنساني متجسدا في العنف والقتل والمذابح الجماعية فتكا بالإنسان والإنسانية. ومع تدفق الصورة الإعلامية المتموجة بالعنف والمضرجة بالدماء فإن هذا المشهد يصف حياة الآخر وموته ودماءه وفناءه الإنساني. فنحن نشهد الموت في ساحة الآخر، فالموت موت الآخر وليس موتنا، زوال الآخر وليس زوالنا، عذاب الآخر وليس عذابنا.
وفي قراءتنا لمشهد الموت نازلا بالآخر قد لا نستطيع على الأغلب أن نستفيد من درس الموت ذاته. لكن لماذا؟ بكل بساطة لأن الموت – موت الآخر – حالة خارجية لا تتعلق بنا مباشرة، إنه مشهد بعيد نسبيا، بل هو مجرد مشهد إعلامي في غالب الأمر، إنه صورة إعلامية، وهذا كله قد يجعلنا نشعر بأنه لا يعنينا وبعيد عنا ونحن لسنا في مرماه القريب.
فالحياة فيض من المكابدة والمصائب والأفراح والأحزان، إنها أشبه بشريط تراجيدي ومأساوي متقطع؛ فنحن في مسار حياتنا نشهد موت الأحبة والأقرباء، موت آبائنا وأحبتنا وأصدقائنا وفلذات أكبادنا. وهذه المكابدة الإنسانية التي تضعنا في مشهد موت الأحبة تشكل ينبوعا للدروس والمعاني التي تغني مسيرة حياتنا وحكمتنا في الحياة. ولكن عندما نستطيع تجاوز آلامنا والوقوف على مسافة آمنة من مكابدة الموت وأحزانه، هل يعني ذلك أننا استطعنا أن نتكيف مع الموت؟ وهل يعني ذلك أننا نستطيع أن نستفيد من درس الموت في حكمة الحياة؟
1. اللامبالاة إزاء الموت:
إذ نرهب الموت نتجنب التفكير في دلالته ومعانيه، ونحن نأخذ موقفا لاشعوريا إزاء الموت الذي يبدو وكأنه لا يعنينا أبدا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يجب علينا أن نعيش وكأننا نعيش إلى الأبد، دون خوف من موت، أو وجل من فناء؟
يواجه الناس غالبا خوفهم من الموت برؤية فلسفية قوامها أننا نعيش حياتنا، وعندما يأتينا الموت فنحن هنا وهذا قدرنا ومصيرنا. وهكذا فنحن نعيش في الأغلب بعيدا عن هاجس الموت عبر رؤية تضع فكرة الموت على هامش اللامبالاة. وهذا اللامبالاة تسجل نفسها في أعماق اللاشعور أو العقل الباطن عند الإنسان. فنحن في غالب الأمر نفكر في كل شيء في مشاريعنا وفي حياتنا ومتطلبات وجودنا مستبعدين فكرة الموت وهاجسه.
فالأنا تتجاهل الموت وترفض وجوده في الأصل. وغالبا ما نعيش ونسلك ونتصرف في واقع الأمر وكأننا نعيش مرحلة من الشباب تتصف بالديمومة والاستمرار. وهكذا تجري الأمور وكأن الموت لا يعنينا! وذلكم هو الشعار المغامرين: “لنستمتع بالحياة ونهزأ بالموت، فالموت لا يعنينا وليس لنا إنه دائما للآخر ومن نصيب الآخر”. فمن يموت فهذا قدره ونحن علينا أن نعيش للحياة ونبتهج بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. إذن لنستمتع لنستمتع بالحياة ولنهرب من الموت !
2. الموت في التراث الإنساني:
توجد في تراث الشعوب حكم ومآثر كثيرة جدا تتعلق بمسألة الموت والحياة. وهي تؤكد على أهمية تجاهل الموت وعدم التفكير فيه، وتقدم لهذا التوجه تبريرات عديدة جدا. بعض الشعوب ترفض مبدأ الحتمية، كما أنها ترفض روح التشاؤم والهزيمة التي ترتبط بالموت. فالتفكير في الموت يؤدي إلى الخطيئة، لأنه يجعلنا ننسى معنى الحياة وطعمها. فالتفكير المستمر في الموت يبعدنا عن الحياة الحقيقية. لأن الإنسان الذي يستحوذه وسواس الموت لا يستطيع أن يفعل شيئا في الحياة الحقيقية. فالإنسان معني قبل كل شيء بالتفكير في المستقبل، وإذا كانت أبواب هذا المستقبل مغلقة بهاجس الموت فالإنسان لا يستطيع أن يمارس أي دور في الحياة ولن يكون قادرا على أداء مهمته الإنسانية. إن الإنسان المسكون بقلق الموت وهاجسه يتساءل عن المعنى الذي يدفعه للبدء بمشروع يكتنفه غموض الموت؟ هذا الموت الذي يصبح قدرا وحتمية لا مفر منها أبدا. فالإنسان الذي يستعرض فكرة الموت بصورة دائمة تتحول حياته في نهاية الأمر إلى عبث وجودي لا معنى له ولا دلالة فيه. وإذا شئنا أن يكون للحياة معنى وغاية يجب علينا أن نرفض استبقاء فكرة الموت في داخلنا كهاجس لا يتوقف مداه ولا ينقطع سداده.
وإذا شاء الإنسان أن يحقق أشياء كثيرة في حياته فإنه يجب عليه أن يحيا وكأن الموت لا يأتي أبدا. وهذا يتمثل في المأثور الإسلامي الذي يقول: اعمل ليومك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. وهذا يعني أنه يتوجب علينا أن ننطلق من تصور يرى بأن الحياة مشروع لا نهائي لا يمكنه التوقف في أي حال من الأحوال. وهذا يتطلب منا أن نحدد غاياتنا، وأن ننظم الأدوات والإمكانيات التي تتيح لنا إنجاز مشروعنا الإنساني. والأفضل في ذلك كله أن نأخذ بالتصور الذي يرى بأن آخرين من جلدتنا من أبنائنا سيتابعون – من بعد موتنا – أداء المشروع الإنساني الذي بدأه أسلافنا وتعاقب عليه أجدادنا فحملنا مسؤوليته وأسلمنا الأمانة لأبنائنا ومن بعدهم إلى أحفادنا ثم إلى أحفاد أحفادنا. وتلك منهجية منطقية في تأصيل قدرتنا على مواجهة الحياة والمتابعة في إنجاز مشروعنا الإنساني. فالإنسان يغرس أشجارا لن يتذوق طعم ثمارها. أجدادنا غرسوا فأكلنا ونغرس نحن فيأكل أبناؤنا وأحفادنا. وهذا يعني أنه علينا أن نفكر في المستقبل على مبدأ التفاؤل الإنساني وليس علينا أن نفكر وفقا لنزعة أنانية مركزية قصيرة المدى. وهذا يعني أيضا أنه يتوجب علينا أن نفكر في المشاريع الإنسانية التي نطرحها، وان يكون الموت حافزنا للعمل على إنجاز مشاريعنا الإنسانية.
وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول بأنه يجب علينا ألا نجعل من الموت قاعدة للحياة، وأن نرفض التفكير السلبي فيه نموذجا لحياتنا النفسية. وهنا علينا أن نرفع الشعار الذي يقول: عش كأنك لن تكابد الموت أبدا، وهذا يعني النظر إلى الحياة وكأنها استمرارية لا انقطاع فيها، فالحياة لا تختفي من الوجود أبدا لأنها تنتقل من جيل إلى جيل، من الآباء إلى الأبناء، ومن السف إلى الخلف. فكل إنسان يأتي إلى الحياة وهو يحمل إرث أسلافه الأقدمين، وهو سيكون حلقة أخرى في دائرة يورث فيها هذه التركة الإنسانية إلى أحفاده وأولاده. فالآباء لا يعيشون من اجل أنفسهم فحسب، بل من أجل أطفالهم وأولادهم. ولذلك فإن الموت لا يستطيع أن يُحدث قطيعة في مشروعنا الإنساني. وهذه الفكرة نجدها عند أوغست كونت Auguste Comte الذي يعتقد بأن “استمرار الإنسان في الوجود مرهون بشمول الإنسانية نفسها”. ونحن بالتالي نعيش في أحضان الإنسانية بمعناها الكوني وليس بمعناها الضيق المحدود. ومن هنا يمكن القول بأن التفكير في الموت يجب أن يأخذ مكانه في الخطوط الخلفية لوجودنا الإنساني ولا يجب أن يسمح له بالتقدم إلى صدارة التفكير ومراكز التأمل والنظر.
ولكن ألا يمكن لمناظرتنا هذه أن تكون منهجا في إخفاء الحقيقة ومجانبة الصواب؟ ألا تمثل هذه المناظرة محاولة دوغماتية مخادعة تبعد الإنسان عن التفكير المباشر في حقيقة يخشاها؟ ألسنا في محاججتنا هذه كمن يضع رأسه في الرمال كي لا يرى الحقيقة أو الخطر الذي يهدد وجودها وحياتنا؟
3. الموت في الحياة اليومية:
هناك من يميل إلى تجاهل الموت. وهناك من يحتقر دلالته ويزدري معانيه. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يمكن لمجريات الحياة اليومية أن تقول لنا حول الموت؟ هل الموت حادث عابر؟ أم أنه حدث عادي؟ أم أنه قدر إنساني؟ ويبقى بالتالي حدثا وقدرا لكنه بعيد عنا، عن ذواتنا، أي أنه لا يتعلق بنا مباشرة. والموت يأخذ صورة وضعية خارجية وهذه الوضعية تؤكد وجودنا: هو الميت ونحن الأحياء.
يعتقد الفيلسوف الألماني هايدجر Heidegge يجب على الموت ألا يكون هاجسا وجوديا يقض مضاجعنا. فنحن نصنع حياتنا وننسجها من أحداث صغيرة جدا، وهذه الصغائر نفسها تمتلكنا وتشغل طاقتنا الوجودية. وهذا يعني أنه لا يجب على الموت أن يحدث الفوضى والعدمية في أنساق حياتنا ووجودنا. ونحن إذن ليس لدينا الوقت للتفكير بقضايا الموت وإشكالياته لأن مشاغلنا ومتطلبات حياتنا لا تسمح لنا بممارسة هذا الدور. إن التفكير الدائم إزاء الموت سيكون أشبه بكابوس مرعب يتميز بطابع الديمومة والاستمرار ويجعل من حياتنا عذابا لا يتوقف إلا بالموت ذاته. ومن هذا المنطلق فإن فكرة تجاهل الموت وعدم التفكير فيه واللامبالاة بمواجهته تشكل استراتيجيه عقلية لاشعورية تسمح للإنسان بمتابعة حياته الطبيعية دون خوف أو وجل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: عندما يأتي الموت فما نحن فاعلون؟ والإجابة تكون في منتهى البساطة إذ علينا أن نتقبله برحابة صدر دون خوف أو قلق. لأن الموت قانون طبيعي وهو سكينة أبدية للنفس الإنسانية.
وإذا كان علينا أن لا نبالي بالموت في كل ما يتعلق به من أحاديث وأفكار ونظريات فإن ذلك يمنحنا حصانة ضد فعل الموت ذاته. ونحن سنحظى بوضعية طمأنينة وسلام كلي فيما يتعلق بفكرة الموت. فعندما أفكر في موتي فإنني أفكر أيضا في أن الموت هو قدر الجميع، ولن يفوته أحد من الأهل والأصدقاء والأحبة. فلما الخوف إذن من الموت؟ فنحن لا نقبل بفكرة الموت في الأصل إلا عبر مخادعة ذهنية تنطوي على شعور غامض بأننا ندرك الموت تحت قناع اللامتناهي.
ما الموت؟ آه نعم نعم، إنني أعرفه، لا أحد يجهله أبدا، نعم هو سيء وغير مرغوب ! نعم إنه رحلة إلى السلام إلى الأمن الوجودي البعيد، نعم إنه سلام وطمأنينة أبدية، بل هو حالة اغتراب كونية، إنه حقيقة فوق كل الحقائق. إنه الحقيقية التي تصب حكمة في القول: من يولد أبدا سيموت عاجلا أم آجلا .
إن الهروب من الحقيقة يؤدي في نهاية الأمر إلى تعزيز الخوف مما نهرب. وبالتالي فإن الهروب يعني أننا نعي ما نهرب منه. فالموت هو احتمال مؤكد وخاص جدا لأن كل فرد يواجه الموت بمفرده في حالة خاصة يتفرد بها عن الآخر. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن تجاهل الموت يعبر عن علاقة مزيفة بين الإنسان والعالم، أو بين الذات والكون. وهذه العلاقة المزيفة تضع الأنا في دائرة الوهم لأن تجاهل الموت يتم بطريقة وكأن الموت لا وجود له أبدا. وهذا يؤدي إلى حياة مسخنة بالأوهام مثقلة بالمصالح تخفي ضعف الإنسان وحاجته إلى هاجس الوجود. فالإنسان وفقا لهذا التصور سيعيش حياة هزلية ساخرة ولاسيما عند يواجه في يوم ما مرض عضال أو عندما يبتلى بموت أحد أغلى المقربين وهنا وفجأة سيجد نفسه في صدمة وكأنه استيقظ من حلم كبير واستفاق من سكون اللامبالاة بحقيقة الموت وقدره. وهنا يدرك بان الموت رهيب وأنه يجب على المرء أن يفكر في وجوده وفي حياته الفانية. فالموت وفقا لهذه الرؤية يدفعنا إلى التفكير بما نحن عليه من جشع وطمع. وعندها نفكر بالضروري من أجل الحياة فحسب.
فالإنسان الذي جاء إلى هذا الكون عاريا، فارغ اليدين، لا يملك شيئا البتة، يغادر هذا الكون أيضا وهو لا يملك شيئا، وكل ما يملكه في هذا الكون لا يستطيع أن يؤخر في موته أو أن يقدم. وعلى خلاف ذلك تماما، إذا رغبنا أو لم ترغب، فإن إدراكنا بحدود وجودنا أي بموتنا يبدو ضروريا في تقديرنا لمعنى الحياة ودلالتها.
4. قبول الموت: الحق في الموت.
لا يمكن لحياتنا أن تأخذ معناها من غير دلالة الموت، لأن الموت يلعب دورا متكاملا مع الحياة نفسها. فالموت يلعب دورا حيويا من أجل أن يعطي لحياتنا معناها ودلالتها. وهذه النقطة ما زالت تشكل مسألة جوهرية في كثير من الفلسفات والتيارات الفلسفية التي عنيت بالموت ودلالته الفلسفية. فالفلسفة تعلمنا معنى الموت وتقتضي منا أن نتعلم كيف نموت. أي كيف نتقبل حقيقة الموت وكيف نعطي لحياتنا معنى من منطلق إيماننا العميق بأن الموت قادم لا محالة.
ولكن هل يمكن للتفكير في الموت أن يستكشف حكمة الحياة ذاتها؟ فالحياة الإنسانية تعني فهما بمعنى الحياة وشروطها. فلماذا إذن تنمو سنابل القمح؟ أوليس لتحصد عندما تبلغ نضجها؟ فنحن نتعلم في حقيقة الأمر أن السنابل تنمو لتموت؟ وكالسنابل فإننا ننتظر لحظة الموت. والموت هنا ضرورة طبيعية يتوجب علينا أن نتقبلها برحابة صدر. ولكن ما الذي يحدث في حقيقة الأمر وفي واقع الحياة؟ لا يوجد هناك بين الناس من يريد أن يتقبل هذه الضرورة الطبيعية، وعندما نشاهد الموت ينزل بنا فإننا نواجهه بالصراخ والبكاء والحزن. فالموت يعني بالنسبة لنا حادثا ومصابا ونازلة دهماء.
ولكن الموت في حقيقة الأمر ليس حادثا بل هو أمر طبيعي، أما الحادث فهو يمثل الظروف التي تحيط به. ونحن نعرف بالتأكيد أننا سنموت يوما، وعندما ندرك ذلك فإنه يتوجب علينا تقبل الحقيقة كما هي دون إضافات خارجية. وبالتالي فإن معرفة الموت وتقبله يعبر عن قدرة وأهلية إنسانية. ولكننا عندما نرفض الموت، ونرفض تقبله، فإن ذلك يدفعنا إلى دائرة الشقاء والحزن والأسى.
وهنا يجب علينا أن نعلم علم اليقين بأن الموت عنصر أساسي من عناصر الحياة ذاتها ومكون من مكوناتها وحكمة من حكمها. فالموت يجدد الحياة ويبعثها. وبالتالي فإن رفض الموت يعني رفضا للحياة بذاتها بكل ما تمتلك عليه من دلالة وخصوبة ومعنى.
5. مواجهة الموت:
والسؤال الأساسي الذي سيطرح نفسه: كيف نتصرف إزاء الموت؟ إزاء موت الآخرين كما هو الحال إزاء موتنا الخاص؟ هل نحن جاهزون للموت؟ هل نحن على أهبة الاستعداد لمطالب الطبيعة التي تقوم على مبدأ الموت والحياة؟
إن التفكير في نموذج محدد لمواجهة الموت مسألة إنسانية تطرح نفسها في تاريخ الإنسان والإنسانية. وهنا يمكن أن نفكر في النموذج السقراطي لمواجهة الموت. كان سقراط هادئا باسما وهو يستقبل الموت بينما كان تلامذته في حصار الألم والبكاء. وها هو سقراط يدعوهم إلى تجنب الحسرة والدموع التي لا طائل منها. كان يقول لهم “يجب على المرء أن يستقبل الموت بتفاؤل وفرح ولذا عليكم بالهدوء والتوازن “. لقد كان سقراط هادئا لأنه تأمل مسبقا في معنى الموت وفهمه وأدرك معانيه وتبصر في تجلياته. ولذا لم يكن الموت بالنسبة له مشكلة تخيفه أو تصيبه بالخوف والهلع. لم يكن الموت بالنسبة لسقراط أكثر من لحظة توقف، إنه حالة من نوم أبدي أو راحة أبدية. إنه رحلة قصيرة إلى العالم الآخر حيث تبدأ حياة جديدة وتستمر الحياة في صيغ مختلفة. وفي كل الأحوال لا يوجد هناك ما يدعو إلى القلق. والموت بجلاله وهيبته لم يمنع سقراط من التحدث حتى في اللحظات الأخيرة، في الثواني الأخيرة عن قضايا إنسانية وفكرية ومناقشة أبعادها.
ومما لا شك فيه أن الارتباط بالحياة لا يقاوم وأن الحياة أغلى ما في وجدان البشر، ولكن فهم الحياة وفهم المعاني التي ينطوي عليها الموت بوصفه حقيقة كونية كامنة في أصل الحياة ذاتها أمر يجعل الإنسان أكثر حكمة وأكثر إنسانية أيضا.
ما دلالة الخوف من الموت وما هي أبعاده؟ لنفترض أنني أدخل إلى حديقة جميلة، وعلى حين غرة يهاجمني كلب شارد فيها، وعندها ومن أجل أن أتجنب أذاه فإنني اقفز يمنة ويسرة في محاولة الابتعاد عنه. نعم لقد أصابني الخوف والرعب، وهذا الخوف لعب دورا في تجنب الكارثة، فالخوف لم يكن سوى إشارة وتنبيه سيكولوجي وعصبي مكنني من تأمين الحماية لنفسي من الأذى المحتمل. إذن ومن أجل تجنب الهجوم كان الخوف ضروريا لي وهو الذي حرضني على الاستجابة السريعة في اتجاه تجنب الاعتداء. وهنا يمكن لنا أن نقارن بين الموت والخطر الذي مثله هجوم الكلب الشارد. فالموت في مظهره السلبي هو أذى يقع بالإنسان، والإنسان يتوجب عليه أن يستنفر طاقته الدفاعية إزاء الموت نفسه. لأن تجنب الموت يعني محاولة لتجنب الألم والمعاناة.
إذا كنا نخاف الموت فهل يكون هذا خوفا من المجهول؟ إن المجهول لا يخيف إلا بمقدار ما نضفي عليه من مشاعر القلق والخوف. فأنا أقول لنفسي بأن الموت سيحدث لي ألما، إنني سأحاسب وقد أُضرم في الجحيم وأُعذب عذابا لا يوصف. ولذا فأنا خائف، نعم خائف؛ وهكذا فانا أصنع لنفسي الخوف وأصنعه عندما أتصور بأن الموت شر يحتسب.
وهناك من يعتقد بأن الكشف عن ماهية الموت غاية لا تدرك فالموت عين الغموض الكوني ذاته. ولذا فإن الخوف من الموت هو أمر طبيعي في حدّ ذاته، لأن الإنسان يرتبط بالحياة ويألفها ويعشقها ويتيه فيها. ولكن الخوف غير الطبيعي من الموت يرتبط بأفكار خاطئة نسبيا عن الموت بإضافات إنسانية غير عقلانية في جوهرها. وهذه الإضافات الإنسانية لا تقدم لنا الفائدة المطلوبة في مواجهتنا للموت.
هل يمكن السيطرة على التفكير في الموت والإحاطة به وضبط مساراته؟ وهل يمكن استيعاب فكرة الموت في دائرة الحياة اليومية؟ إن التفكير في الموت يعلمنا ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة الألم وبالتالي فإن هذا التفكير يساعدنا أيضا في مواجهة تحدي الموت وجوديا والتخفف من أحزان لقائه.
وما يؤسف له أن الناس في عالمنا هذا لا يمتلكون أهلية استقبال الموت والقدرة على مواجهته. ونحن عندما يفاجئنا الموت باختطافه أحد الأحبة نشعر بالخوف والقلق والإحباط الشديد، كما أننا نشعر بالفراغ الداخلي والعدمية الإنسانية. وهكذا فنحن إزاء ظاهرة الموت الخاطف نرفضه ونخافه ويصعب علينا تقبّله. ولا نملك في هذه اللحظات المريرة غير الدموع والحسرات والآهات والألم. وعندما يخطف الموت قريبا أو عزيزا ترتفع قريحتنا بالقول: هذا ليس عدلا، هذا ليس صحيحا، هذا ظلم ! هذا كان صديقي، وهذه كانت أمي، وهذا كان أخي، وما كان الموت محقا في أن يخطف من أحبّ!وبعدها نعيش سنوات وسنوات لكي تقبل بموته ونقر بهذه الحقيقة المحزنة. وهذا يأتي كله لأن نتجاهل حقيقة الموت ولا نمتلك الاستعداد الكافي لمواجهته. فالاستعداد للموت نجده عند قلة نادرة من الناس الذين تأملوا في معانيه وأدركوا الحكمة التي ينطوي عليها فاكتسبوا القدرة على مواجهة التحدي والألم الذي يبثه الموت.
6. مراحل الموت:
عندما نكون في صحبة هؤلاء الذين يقتربون من موتهم فإن الحكمة تقتضي منا أن نصغي بصمت، وننتظر بخشوع، وألا نجزع عندما نشاهد الموت وهو يتخطفهم. وفضيلة الصحبة ومرافقة النازعين إلى الموت هي الاستماع المطلق لما يقولونه وهم في النزع الأخير. هنا يجب على المرء أن يقيم علاقة إنسانية خاصة جدا مع الذي ينازع، وهذه العلاقة قد تكون الأولى من نوعها في حياة ذي النزع الأخير لأن هذه العلاقة تتصف بغناها وحملها الإنساني الكبير في هذه اللحظة المتفردة في تاريخ الإنسان. وهناك من يعتقد بوجود مراحل متعددة في رحلة النزع الأخير للإنسان وأهمها:
1– في المرحلة الأولى، يعلن المحتضر رفضه للموت، لأن الموت في هذه الحالة يرمز إلى الألم والفناء. وفي هذه المرحلة يقول المرء لنفسه مبررا رفضه للموا: “إن الطبيب مجنون، ومن غير الممكن أن أكون في قائمة المنازعين والمحتضرين”.
2– في المرحلة الثانية: تجتاح المنازع موجة من الغضب، حيث يقول لنفسه: “من فعل بي هذا؟ لماذا يختارني الله للموت في هذا الوقت وفي هذا العمر؟
3- تأخذ المرحلة الثالثة: طابع المساومة، حيث يسأل المريض المقترب من موته؟ هل يمكن أن أعيش حتى عيد الميلاد؟ هل سأبقى على قيد الحياة لحين زواج ابنتي؟ هل يمكن أن أعيش حتى ولادة حفيدي الأول؟
4- مرحلة الإحباط: في هذه المرحلة يعيش المقدم على الموت ألمه الخاص وحزنه الفردي حيث يكون مأخوذا بحالة من الإحباط والحزن الذاتي الشديد.
5- مرحلة القبول: وفي هذه المرحلة يتبنى المقدم على الموت وضعية الحكمة، حيث يتحول فجأة إلى حكيم في شؤون الحياة والموت، وعلى حين غرة يتحول إلى فيلسوف يدرك أبعاد الموت ومعانيه ويقبل عليه دون خوف ربما أو وجل.
وهنا يصعب التدخل في هذه المرحلة الأخيرة من مراحل الموت، ويتوجب على المقربين الخلود إلى الصمت والاستماع إلى قول المقبل على الموت. وما يمكن ملاحظته، أن الإنسان المقبل على الموت يشعر بضرورة إنجاز الأشياء التي سبق له أن بدأها وإغلاق فصول حياته التي باشرها. فالمنازعة تمتلك وظيفتها الخاصة التي تتمثل في إنجاز الأعمال التي لم تكتمل بعد.
وفي المستوى السيكولوجي يجري العمل على تحليل الصعوبات التي يواجهها المقبل على الموت. في البداية تأتي عملية الاعتراف بالحقيقة وهي حقيقة الموت. وهذا الاعتراف والإقرار لا يأتي ببداهة عفو الخاطر بل يمر بمراحل الرفض والتذمر كأن يقول المريض لنفسه: هذا ليس صحيحا ! هذا لا يعقل !هذا لا يصدق ! أنا لا استطيع الاقتناع بهذا الأمر ! بل هذا مستحيل !. وعندما لا يستطيع المقبل على الموت أن يقتنع بواقعية موته فإنه سيكون على موعد مع الألم والحزن والتحسر.
في المرحلة الثانية: يستبطن المقبل على الموت ذكرياته التي تتعلق بالأحباب والأصحاب والمقربين منه؟ وإذا لم يستطع المقبل على الموت أن يستبطن علاقاته وذكرياته مع الآباء والأجداد فهذا يعين أنه ى يؤمن باستمرارية الحياة الروحية والإيمان بدار الخلود والبقاء. وهذا الأمر يؤدي إلى نوع من الاضطرابات العقلية والذهنية.
في المرحلة الثالثة: تأخذ هذه المرحلة طابع سيكولوجيا يتوافق مع معطيات تبكيت الضمير, وتلك هي صيغة من المحاسبة الذاتية للإنسان الراحل إلى عالم الفناء. في هذه المرحلة يفصح المقبل على الموت عن عقده اللاشعورية اللاواعية ولاسيما هذه التي تتعلق بمشاعر الذنب وعندها نجد المريض يقول لنفسه: هذه كانت غلطتي وتلك كانت خطيئتي. وما كان يجب علي أن أفعل هذا الأمر أو ذاك. ما كان يجب علي أن أتركه يغادر في ذلك المساء.
وفي المرحلة الرابعة والأخيرة: تتمثل في مرحلة القبول التي ذكرناها وفيها يتبنى من هو في حكم الميت هذا المصير المشترك الذي يجمعه مع المقربين الذي سبقوه إلى دار الرحمة الأبدية
7. فلسفة الموت – حكمة الخلود:
التفكير في الموت يرهبنا ويقض مضاجعنا، ولكنه في الوقت نفسه يمتلك القدرة على تحريرنا من الخوف والقلق ويقدم لنا العزاء والسلوى. فالذي يعتقد بأن الموت امتداد للحياة، وأن الموت هو حالة وجود أخرى مختلفة يمتلك العزاء في الموت قبل أن يقع فريسة له. وهنا يمكن القول مع الفيلسوف والأديب الفرنسي ديدرو Diderot بأن الإحساس بالحياة إحساس أبدي، لأن من يعيش يعيش على نحو متواصل“. وديدرو يرى أن مبدأ الصيرورة والوجود كامن في التغير والتبدل وأن هذا التغير ر نهاية له في دائرة الزمن.
إن مشكلة الموت تتمثل في خوفنا إزاء النهاية، فالموت هو النهاية والعدم. ونحن باستبعاد هذه النهاية نريد حياة لا موت فيها. وكأننا نريد للزمن أن ينسانا وللموت أن يتجاهلنا إلى ما لا نهاية. وإذا كانت الحياة تريد أن تكون كلية وشاملة أليس من حق الموت أن يكون كذلك؟ فلما خوفنا إذن من الموت ولما هو الجزع من لقائه؟ ألا يعود هذا الخوف إلى واقع أننا ألفنا الاستمرارية في الوجود؟ نعم إنه لمن المؤكد لأن “الأنا” فينا يميل إلى الاستمرار في الوجود بعد أن رسخت فيه لذة الحضور ونمت معه روابط الانتماء إلى الحياة بكل ما فيها من عطايا وأفراح وأحزان وأدران. وهذا الارتباط يجعل الأنا في حالة من الرعب والخوف المجرد من الموت، لأنه يمثل قطيعة وجودية عدمية. ولكن هل يمكن لهذه الاستمرارية في الوجود أن تستمر دون نهاية؟ ألا يمكن لهذه الرغبة في الوجود أن تتعرض للتراجع والانهيار؟ إن القول في هذا السياق أن كل شيء يبحث عن نهاية هو قول لا يخلو من الحكمة.
والسؤال الجديد الذي يمكن أن يطرح نفسه هو ألا يمكن لنا أن نحيا مع الموت؟ وأن نموت لحظة بعد أخرى؟ والجواب هنا: نعم الموت هنا إنه قاب قوسين أو أدنى، إنه الموت الذي يوجد في أصل الحياة ذاتها. فالجسد يعيش حالة موت حقيقية تتمثل في تراجعه وانهياره وتفككه تدريجيا مع الزمن، أليس تلك هي حالة من حالات الموت، أو نقلة مرحلية في اتجاه الموت. فنحن في كل الأحوال نعيش مع الموت وفي جواره ونستريح في ظله وفيئه. أليس علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة العلمية التي تقول بأن الإنسان يغير كل خلايا جسده بالمطلق باستثناء خلايا الدماغ. أليس هذا موتا حقيقا وولادة متجددة للجسد بعد موت. فجسدنا يموت ويحيا كل سبع سنوات. فالموت إذن حقيقة حيّة في الجسد، حقيقة ترافق الجسد وتؤازره في آن واحد. وبعبارة أخرى نقول: الماضي الذي يموت فينا يؤسس في الوقت نفسه لحياة جديدة.
فالفراشة تفقس من دودة القز وتطير، وهذا التحول هو تحول في الكيان الكلي للفراشة نفسها أو للدودة. ولكن الأنا في الإنسان يريد أبدا أن يحافظ على وجوده واستمراريته إنه يرفض أي شكل من أشكال التحول. والأنا يتمسك بالحياة ويرتبط بها، وهو مع ذلك يحتفظ في أعماقه بمشاعر الخوف. فالأنا يواجه الخوف من اللامتناهي والمجهول والتغير والتجديد.
والأنا هذا، من أجل أن يتجنب الخوف من الموت، يأخذ بفكرة الاستمرارية بعد الموت. وهذا يؤدي إلى تشكل العقائد التناسخية والتجسدية التي تؤمن بعودة الإنسان إلى الحياة بعد الموت بصور إنسانية جديدة، كما هي حال العقيدة البوذية. وإذا كانت هذه الفكرة لا ترسم الكيفيات التي يتحدد فيها مصير الإنسان في التجسد، فإنها مع ذلك كافية بذاتها من أجل إحداث الشعور بالطمأنينة.
وهنا تجدر الإشارة إلى معاني أخرى لمفهوم الموت في ذات الوعي الإنساني حيث يذهب الذاهبون إلى القول بأن كل حالة ذهنية تتوقف تمثل حالة من الموت الذهني. وكل تصور عن الذات يتوقف وينتهي يشكل أيضا حالة من الموت السيكولوجي الذي يؤدي بدوره إلى ولادة فكرة جديدة أخرى عن الذات الإنسانية. ووفقا لهذه الصورة فإن الموت يجب أن يكون خارج دائرة القلق والخوف. ففي النهاية تنطلق البدايات الجديدة ومع الموت تبدأ رحلة حياة أخرى متجددة.
الموت الفيزيائي أو الجسدي ينال من الكيان الذي يدخل في دائرة ثلاثية الأبعاد تتمثل في المكان والزمان والسببية. وهذا الكيان يتوجب عليه في لحظة من أن يغادر هذه الدائرة الثلاثية. والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يوجد خارج هذه الدائرة بأبعادها الثلاثية؟ ما يوجد هو فكرة الخلود التي تتأصل في قلب الإنسان وعقله، وهي فكرة تعلو على أبعاد الوجود نفسه المتمثلة في الزمان والمكان والسببية. فالحياة ترفض الموت، والموت لا وجود له في منظور الحياة ذاتها، وعندما تتقاطع نقطة البداية مع نقطة النهاية فإن هذا التقاطع يولد حياة جديدة خارج دائرتي الزمان والمكان.
وباختصار يمكن القول عندما يكون كل من الموت والحياة ضروري للآخر، عندما يشكل كل منهما جانبا من كينونة الآخر فإننا نقع على دلالة الخلود واللاموت. أو ما يمكن أن نطلق عليه نهاية البداية وبداية النهاية، نعم تلك هي دلالة الخلود ومعناه. واللافناء لا يعني بالضرورة الاستمرارية لأن الاستمرارية تتمثل في صيرورة التغير الذي لا ينقطع.
فالوعي الخالص غريب بمقياس الزمان والمكان، لأن الزمان والمكان يوجدان فحسب في أبعد مناطق الوعي الإنساني وأعمقها. وهذا يجعلنا ندرك لماذا تنبعث هذه الروحانيات الكبرى في الثقافة الشرقية ولاسيما الهندية. فالرجل الحكيم في عرف هذه الروحانيات إنسان ميت لأنه استطاع أن يغادر تضاريس الأنا ومركزياتها وأن يبتعد في آفاق روحية كونية بعيدة المدى. إنه موت الغرائز والميول وانبعاث روحي كوني يشد الرحال إلى عوالم كونية مترامية البعاد.
هذا الموت يأخذ معنى آخر يختلف عن الموت بمعناه الفيزيائي الذي يحدث في تقاطع الزمان والمكان. فهذا الموت يتقاطع مع حقيقة انطلاقة روحية في الكون في اتجاه الحياة المطلقة، إنها انطلاقة في اتجاه الاتحاد ب”النرفانا” المطلق وهي غاية الغايات في الثقافة الهندية البوذية التليدة. فالحياة هنا حياة عقلية ذهنية خالصة تحررت من كل أشكال القهر الفيزيائي وعبوديته. فالموت هنا يعني موتا فيزيائيا بالمعنى الواسع للكلمة، والحياة هي حياة روحية خالصة، وهنا في هذه الحالة يتقاطع مفهوم الموت مع مفهوم الحياة في جدل تأملي من طبيعة فلسفية نادرة.
إن العلاقة بين التفكير في الحياة والتفكير في الموت علاقة صنوية وجوهرية في الآن الواحد. وبالتالي فإن ما نرفضه من الموت نرفضه في الحياة. وبعبارة أخرى: قل لي كيف تفكر في الموت أقل لك من أنت! لأن هذا التفكير ينعكس في حياتنا ويعبر عنها أصدق تعبير.
وفي المستوى الاجتماعي فالصورة لها أطياف أخرى إذ علينا في هذا المقام أن نأخذ الموت بوصفه ظاهرة اجتماعية: صور ومشاهد تتبدى على شاشات التلفزيون، وطقوس للموت في المساجد والكنائس والمقابر. وهنا لا يمكننا أن نسلك ونعيش وكأن الموت لا وجود له، ولا نستطيع أن نزعم بأن الموت لا يعنينا وأن نبقي على صورته في مجال الحياة اللاواعية. والمسألة هنا لا تتعلق بمفهوم الامتلاك والهواجس لأن التفكير في الموت يؤلمنا ويحزننا أبدا. وبرؤية أفضل نقول: في داخل تفكيرنا، في عمق الأنا الذي يحركنا هناك خوف من الموت ورفض له. ومع ذلك نقول بأن الاعتراف الكلي بالموت في مجرى الحياة يقودنا إلى ما هو أبعد من الموت أي إلى ثنائية الجدل بين الحياة والموت في اتجاه الحياة المطلقة الأبدية.
وكم هو جميل أن نختتم هذه المقالة بكلمات مضيئة منسوبة إلى الإمام علي كرم الله وجهه إذ يقول في الموت:
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت.. أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا.. إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه.. وإن بناها بشر خاب بانيها
مراجع المقالة:
1- مناحيم روث، ميثولوجيات الموت، ترجمة محمد أسليم، صدرت هذه الترجمة في الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة العلم، 6 مارس 1993، ع. 815.
2- وليد المهدي، عالم ما بعد الموت حقيقة أم أوهام؟ الحوار المتمدن، العدد 1245، 7/1/2005.
3- جاك شوران، الموت في الفكر الغربي، ترجمة كامل يوسف حسين، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد 76، أبريل 1984،
4- مناحيم روث، «الطقوس الجنائزية»، ترجمة محمد أسليم، كتـابات معاصـرة، بيروت، المجلد 5، العدد 19، شتنبر 1993، صص. 26-30.
5- Ruth Menahem, La mort apprivoisée, Paris, éditions Universitaires, 1973.
6- Mircea Eliade, Mythes, rêves et mystères, Paris, Gallimard, Idées, 1957.
40 تعليقات
طالما قرات افكار ومفاهيم حول الموت، المصير المجهول الذي ينتظرنا، بحث الدكتور علي وطفه ايقونه علمية متمسكة في تناول هذا الموضوع المعقد والمبهم، الذي يتحاشى الكثير الخوض فيه وكشف غماره.
د. عاصم الجبوري أشكرك من القلب .
الدكتور المتميز بارك الله فيكم
يعطيك العافيه دكتور علي وطفه على هذه المقاله وتحمست جداً بأن اشارك فيها
يادكتور الموت حقيقه مثبته علمياً ودينياً ‘ ومابعد الموت ينتقل الانسان الى حياة البرزخ وهذه حقيقة دينيه كما ذكرت في القران الكريم وايضاً في الاحاديث بوجود حياة اخرى بعد الموت .
الدين الاسلام ذكر لنا عن طبيعة الحياه بعد الموت وهي حياة تختلف تماماً عن حياتنا هذه ‘ وايضاً افضل بكثير
واذا كنت تريد ان تتمتع بحياه جميله في الاخره يجب عليك ان تصلح في حياتك واتباع الدين الصحيح وتطبيق اوامره
فكل انسان يخلد في الاخره حسب اعماله .
وابداً الموت ليس شيئاً مرعباً بل هو جميل جداً وبالاصل هو الحياة الابديه والاصليه
وانا استغرب من البعض عندما ينكر وجود حياة اخرى بعد الموت وهذة تعتبر جريمة وقله الوازع الديني !!!
وايضاً من الممكن ان يوسوس الشيطان للانسان ويشككه بعدم وجود حياة بعد الموت
بما يؤكد ماورد في القران الكريم وتعاليم الدين الاسلاميي بأن الموت ليست نهاية المطاف والحياة مابعد الموت هي حياة الخلود
وشكراً
إن أكثر الموضوعات الجدلية في الحياة هي فكرة الموت التي استندت في أحايين كثيرة إلى أفكار أسطورية فلسفية تساؤليه عن ماهية الموت وعن الحياة بعد الموت وأيضا عن الهرب من الموت كأسطورة جلجامش وبحثه عن الخلود بعد أن اقترب من الموت حين رأى موت صديقه انكيدو، وبعد رحلته تلك توصل في نهاية المطاف لما قاله: (الموت حق ولكن الحياة حق أيضا فإن لم نقبل الموت لا نستطيع أن نقبل الحياة)، وهنا فلسفة ضمنية لرغبة الإنسان في الأبدية وبحثه عنها وعدم تقبله لفكرة الفناء وإن كان يعلم عدم إمكانية ذلك، ولم تكن الديانات السماوية والوضعية بعيدة من أن تحتل فكرة الموت حيزا كبيرا في أطروحاتها وأفكارها، فالإنسان لم ينفصل عن الموت وإن حاول أن يتجنبه إلا أنه يبقى طبيعة الحياة التي وإن كانت فاجعة فهي لا مفر منها وقد تختلف درجة تقبل الإنسان باختلاف أفكاره وتطويعه لها.
قرأت كتاب دين الإنسان لفراس السواح يقول فيه عن النيرفانا: (أن المسألة ليست في الطريقة التي يفلسف فيها الإنسان بها وجوده بل في طريقة احساسه بهذا الوجود، فلذا عليه ألا يبدد جهده الفكري في الغيبيات بل أن يحصر رغباته والتحكم بها عن طريق الإرادة) وهذه أقصى درجات القناعة التي يمكن للإنسان الوصول إليها لتقبل فكرة الموت وتغلبه على الخوف منه.
اشكرك يادكتور على المقال الحماسي جدا
فالموت مرحله لابد ان يمر بها كل انسان ، لان الموت حق وهو قادم لامحال ،كما ذكر فالقران ان هناك حياة بعد الموت وهي حياة البرزخ وهي حقيقه دينيه وهي امر غيبي لا يعلم طبيعتها الا الله . مهما حب الانسان الدنيا وتعلق فيها لابد ان يتذكر الاخره ويعمل في الدنيا لاكسب الاخره ( الجنه) . وهناك العديد من الناس ينكرون الموت وهل تتوقع الخلود في الدنيا فهذا يعتبر شرك والشرك عن الملة . ومن يخاف الموت فيجب عليه التقرب الى الله .و ان نتجاهل فكره الموت لايعنى ان لا نؤمن فيه بل لاكي لا نضعه في المقام الاول ولا نستطيع توقيف حياتنا على الموت . فهذا سبب في العديد من مشاكل الانتحار والامراض النفسية .
شكرا دكتور على هذه المقاله التي شدت انتباهي …
قال تعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) ، وقال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ..) ، فالموت حق ولا نستطيع ان نغير هذه الحقيقه ، ولا مهرب ومفر من الموت ، ومهما بذل الانسان من اسباب الصحة والنشاط فهو ميت ، فلا يمكننا تجاهل هذه الحقيقه العظيمة بل نتذكرها ولا ننساها حتى نكون مستعدين للقاء ربنا ، ويجب علينا ان نعمل صالحا للاخره ، فبعد الموت توجد الحياة الابدية ، التي بها يلقى كل شخص ما كسب في الدنيا ، فمنهم من يدخل الجنه ومنهم من يدخل النار ، لذلك يجب علينا ان ندرك جدية الموت وان نأخذه على محمل الجد ، فيجب علينا عبادة الله وطاعته ، و ان نعمل الصالحات ، وحقيقة الموت لا يعني ان نخاف من الموت ولا يخاف منه الا قليل الايمان ، لذلك يجب ان نقوي ايماننا بالله عز وجل ونتوكل عليه .
محدثتكم : شهد منصور الهبيده
تعليق على مقاله سيكلوجيه الخوف من الموت :
لدي قناعه ان الانسان لايولد بشعور الخوف بل هو مكتسب من البيئه فعندما يولد الانسان في بيئه صالحه مؤمنه برسالته في الدنيه فانه يعرف حق المعرفه بان من اوجده في هذا الكون عند الممات هو بين يدي الخالق فاين كنا قبل الوجود كنا في معيه الله فلماذا الخوف لايخاف الا الانسان الذي يعيش على قشره الحياه
فالروح ترجع الى ما كانت عليه وترتاح النفس منذ الازل وفكره الموت مسيطره على الانسان
ففي الحضارات القديمه كالفرعونيه هناك فكره الخلود اللتي تتوافق مع الدين الاسلامي مع بعض التغيرات فالموت حقيقه على كل كائن يعيش على سطح الارض
فلابد ان نتصالح مع فكره الموت حتى نستطيع الحياه براحه
فالموت الحقيقي هو القلق وعدم الراحه في البال والجسد .
إن غريزة حب البقاء من الغرائز الأساسية في الإنسان، حتى أنها موجودة في الحيوانات، وبالتالي فإن الخوف من الموت أمر طبيعي، فهو تهديد البقاء ويهدد وجود البشرية. يصبح الخوف مشكله عندما يزداد عن الحدود الطبيعية ويكون الهاجس المتواصل للإنسان على مدار الساعة، وقد يكون هذا الخوف جزءاً من القلق النفسي الذي يشمل على الكثير من الآلام الجسدية والتوتر والأرق والخوف بشكل عام، أو أن يكون جزءاً من نوبات الفزع وهي الخوف الشديد من الموت لبضعة دقائق يرافقها الإختناق والدوخة ويظن الإنسان نفسه يحتضر، وأحياناً يكون الخوف من الموت فكرة وسواسية قهرية تتكرر في كل لحظة وفي كل مناسبة يربط فيها المريض ما يحدث حوله أو ما يراه من أحلام أو ما يفعله في حياته بأنه سيؤدي للموت، أو أنه مؤشر ودلالة على اقتراب الساعة. وهناك نوع آخر من هذا الخوف يكون مستقلا ً وحده، يفكر فيه المريض بالموت ما قبله وما بعده وما له علاقة به، ويتجنب كل ما يمكن أن يتعلق به، وبالتأكيد فإن وصول الخوف من الموت للدرجة العظمى يحول تسميته إلى رهاب الموت.
شكراً لك دكتورنا
انتظار الموت هو موت في حد ذاته هناك اشخاص يرتعبون من الموت لانهم يهابون المجهول وهناك افكار تأتي للانسان مثل متى موعد الموت ؟او ماهي الحياه اللتي سيواجهها بعد الموت ؟
وهناك باحثون واخصائيون الخوف المرضي من الموت بأنه استجابه انفعاليه ومشاعر من القلق والشك وهذا الرهاب ربما تمنعه من ممارسه حياته بشكل صحيح وطبيعي
وربما سوف يعاني من نوبات هلع وقلق عند التفكير بالموت وسوف يكون الشخص منعزل ويتجنب الأصدقاء والعائله ويلزم هنا اللجوء إلى المختصين النفسيين والعلاج من هذا الوسواس والرهاب من الموت ليصل الى راحه البال والعيش في حياه خاليه من القلق والتوتر
الله يعطيك العافيه دكتور علي …
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور}
لابد ان يؤمن الانسان ان بعد هذه الحياة توجد حياة اخرى وهي حياة البرزخ كما ذكر الله تعالى في الكثير من الايات القرأنيه عن الموت ،الانسان الذي يخاف من الموت وانتظاره يعتبر انسان قليل الايمان بالله تعالى ،لابد من المؤمن ان يؤمن بالموت ويعرف ان توجد حياة اخرى بعد هذه الدنيا ،مهما حب الانسان الدنيا وتعلق بها لابد ان يتذكر الاخره ويجيب العمل لكسب الجنة ، لامهرب من الموت مهما عمل الانسان واهتم في صحته فلابد من الموت بالوقت المحدد له ولايعلمه الا الله ،لذلك يجيب علينا الاجتهاد فالدنيا وطاعة الله وعمل الصالحات وعبادته لنعيش بسعاده في الدنيا والاخره بأذن الله.
الموت حق على جميع المخلوقات ولا بد منه فلا احد دائم غير الله سبحانه وتعالى ، نعم ربما هناك خوف عما سيحدث بعد ما يموت الانسان وفي اي وقت سيحين الموت فيمكن ان يكون مفاجئ فلا احد يعرف متى يحين او اي مكان سيموت فيه ،وقال الله سبحانه وتعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت ) ، فيمكن ان نعتبر الموت غامض وهذا مايثير خوف الانسان لكن الخوف ليس حلاً فيجب على الانسان ان يجهز لآخرته بدل الخوف وان يعيش حياته ايضاً وفي نفس الوقت يجب ان لايكون غافلاً ، واتكلم عن الخوف البسيط في بعض الاحيان اما الذي خوفه مبالغ فيه وعطل حياته بسبب هذا الخوف فيشخص هذا بالوسواس وعليه علاجه .
مقالة جيده
تذكرنا ان الموت حق على جميع البشر و يجب على الانسان ان يخاف من الموت ومابعد الموت وان يعمل لاخرته ولكن يجب عليه الا ينسى نصيبه من الدنيا
سيكلوجية الموت قلق عميق يواجهة الاغلبيه من الناس فهو التعمق فيه يؤثر سلبيا ع نفسية الشخص فهو يدخله في عوامة يلجأ فيها لطبيب نفسي لاشك ان الموت حق وكل نفس ذائقة الموت وهناك من فقدو اشخاص مقربين لهم زادو خوفا وقلقا من الموت وبعضهم وصلو الى الفوبيا من هذا المسمى ونسوا ان كل شيء بأمر الله وأنه يومه محدد قبل ان يخرج على هذه الدنيا وأيضًا نسى بأن هناك حياة اخرى بعد الموت يجب ان نجتهد لهذه الحياه لانها هي دار البقاء وتلاقي من فقدنا فهذا الجانب يخفف نوعا ما من هذا الخوف ولابد وجود رهبة الموت في كل شخص وهذا طبيعي جدا ولاكن ليس طبيعي من يوقف حياته ويعزل نفسه عن العالم قلقًا من الموت .
شكرًا دكتور على المقاله التي تلفت الانتباه ..
من وجهة نظري أن الخوف أمر فطري وطبيعي يصيب الإنسان أثناء مواجهته للكثير من المواقف في حياته، ويمكن أن يتطوّر ويصبح وسواس مرضي يؤدّي إلى أن يصبح إنساناً غير طبيعي، والخوف من الموت هو عبارة عن حالة نفسية قد تكون بسيطة كخوف الإنسان من فقد أحد الناس المهمّين في حياته، أو حالة خطيرة كخوفه من فقد حياته بشكل هوسي،
اسباب الخوف من الموت :
* تربية الإنسان على الخوف من الموت منذ صغره، ممّا يجعل من الموت أمراً غير مقبول ذهنيّاً ونفسيّاً.
* تعرّض الإنسان للشكوك والخيالات المخيفة تجاه الموت والعالم الآخر.
* خوف الفاسدين ومرتكبي المعاصي، الذين يعلمون جيداً بأنّ أسلوب حياتهم سيؤدّي بهم إلى الهلاك والعذاب الأبدي.
* خوف الإنسان من المجهول الذي سيحصل بعد الموت، فهو لا يعرف ما سيحصل له. الخوف من القبر ووحدته والظلام.
* الخوف من سكرات الموت وخروج الروح من الجسد.
نصائح للتخلّص من الخوف:
* التقرّب إلى الله تعالى، والتوكّل عليه في كل أمر.
* الاعتقاد التام بأنّ الموت سيصيب جميع البشر وأنّ هذا أمر مسلّم به ولن يفوت أحد.
عيش الحياة دون مخاوف؛ لأنّ الخوف لن يمنع الموت ولن يؤجّله، بل سيجعل الإنسان كئيباً وغير مرتاح البال.
* العمل على ارتخاء الأعصاب، والتركيز في الأمور التي تجعل الحياة جميلة.
موضوع في قمة الروعه لطالما كانت مواضيعك متميزة لا عدمنا التميز و روعة الاختيار دمت لنا ودام تالقك الدائم
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:185]،
الخوف من الموت طبيعي ولكن قد يتطور يستلزم تدخل طبيب نفسي فممكن ان يصاب الانسان برهاب الموت
يمكن أن ترتبط إصابة الشخص برهاب الموت نتيجة التعرض لتجربة صادمة كان الشخص مهدد فيها بالموت، مثل التعرض لحادثة
ايضاً ما يثير خوف الناس من الموت انه غموضه ولكن علينا جميعاً الاستعداد ليوم موتنا بالعمل الصالح وفي نسأل الله تعالى ان يرزقنا الموته الحسنه
بداية أتوجه بجزيل الشكر و الثناء الى د. علي أسعد وطفة ، على هذه المقالة الرائعة التي أوضحت معنى الخوف من الموت ناحية نفسية ، حيث يمكننا أن نعرف الخوفُ من الموت هو استجابةٌ انفعاليةٌ مُزعجةٌ ومشاعرُ من الشكِّ والقلق والشُّعورِ بالعجزِ والضَّعفِ حولَ كلِّ ما يتعلقُ بالموتِ أو يتّصلُ به، سواءً إن تعرضَّ لهُ المرءُ نفسهُ أو إن أصابَ أحدُ المُقرّبينَ لديه ، كما قسَّم العُلماءُ خصائِصَ قلقِ الموتِ لعِدّةِ أقسامٍ و منها : ١/نوعٌ من أنواعِ القلقِ المُترتّبِ في أغلبِ الحالاتِ على القلقِ العُضويِّ بسببِ المرضِ أو المشاكلِ الصحّيّة ، و إيضاً ٢/ شعورٌ لدى الفردِ بأنَّ الموتَ يُحاصرهُ، ممّا يجعلهُ حزيناً وغيرَ قادرٍ على مُمارسةِ حياتهِ الطبيعيَّةِ ، ٣/ فضلاً أنها نوعٌ من الخوفِ المتفرِّعِ من القلقِ بشكلٍ عام ، ٤/استجابةٌ انفعاليةٌ تجعلُ الشّخصَ مُتكدّراً ، ٥/ نوعٌ من الخبراتِ الانفعاليّةِ غيرِ السارَّة ، و ٦/ نوعٌ من أنواعِ القلق والخوفِ من المستقبلِ ، و بلا شك هنالك عدَّةُ مظاهِر من القلق التي ينشأُ بسببها ما يُسمّى بالخوفِ من الموتِ، يُفكّرُ بها الشَّخصُ وتُسيطرُ عليه حتى تتطوّرَ لتُصبحَ مرضاً نفسيّاً، منها الخوفُ من المجهولِ، أو من الوحدةِ، أو الضَّعفِ، والخوفُ من فقدانِ الأهلِ أو الأصدقاءِ، أو فقدانِ الذَّاتِ أو الجَسدِ، أو فقدانِ السّيطرةِ على النَّفس، و كل تلكَ الأفكارِ قد تُصبح حالةً من القلقِ الشّديدِ الذي يُصبحِ خوفاً من الموتِ ، و يمكن علاج الوسواس من الموت بأحد أو بمجموعة من الحلول الآتية: ١/ أن يحاولَ المريضُ السّيطرة على حياتِه، وأن يَقضِ وقتاً مُمتعاً مع من يُحبّ وأن يملأ وقتهُ بالأنشطة الإيجابيَّة، وأن يعيشَ حياتهُ على شروطهِ ويحققَ أحلامهُ وينظرَ لنفسهِ على أنَّه يستحقُّ أن يكونَ سعيداً ، ٢/ كما تعلُمُ تقبُّلِ الموتِ، والتّفكير فيه على أنّهُ جزءٌ من دورةِ الحياةِ التي يمرُّ بها الجميعُ على حدٍ سواء، وبالتّالي يجبُ استغلالُ هذهِ الحياةِ والشّعور بالامتنانِ عليها ، ٣/ فضلاً قراءةُ الكتُبِ والمواضيعِ والمساعدةُ الذاتيّةُ؛ فكثيرٌ من الكتبُ العلميَّةِ والفلسفيِّةِ والدينيَّةِ بحثت في موضوعِ الموتِ، والقراءةِ فيها قد توضِّحُ بعضَ الأمورِ بحيثُ لا يكونُ الموتُ مُبهَماً بل مفهوماً، ممّا قد يُقلّلُ من الشّعورِ بالخوفِ منهُ ، ٤/ و تأديةُ المُمارساتِ الدينيّةِ؛ حيثُ إنّ الأديانَ بمُجملها تداولت الموتَ وشرحتهُ من نواحٍ روحانيّةٍ، وهذه المُمارساتُ من شأنها توفيرُ سلامٍ روحيٍّ لمن لديهم وسواسُ الخوفِ من الموتِ.
بالضبط دكتور الموت حق وعلى كل الناس وليش فئة واحدة أو فئة معينة ويوجد هناك نوع من الفضول عند الناس عن الكيفية وعن إشباع فضولهم في ماذا يحدث بالضبط وما الذي يتأثر ؟
كان الموت وما زال شيء مرعب وعند ذكره أمام الناس يمكن ملاحظة الخوف والقلق على وجوههم أيضا كانت تتراوح هناك المثير من الأسئلة لدى الناس عموما أنه هل الموت رحلة تجريبية ومن ثم نعود للحياة ؟أم هل هي رحلة أبدية ؟أو يتم فيها انقسام الروح والجسد؟ وهكذا إلى آخره كثرت الأسئلة والاستفسارات .
ولابد أن خيال الانسان كان يدخل ويشترك في هذه التساؤلات دون سابق إنذار ويفرض وجوده ويبين وجوده ولطالما كثرت و وجدت بكثرة أساطير وخرافات وعقائد تبرهن وتبين على مسألة الموت فبالتالي الموت هو النهاية وهي آخر محطة في هذه الحياة ويجب الذهاب إليها وهي ستأتي لصاحبها ومن الممكن العبور فيها في منتصف هذه الرحلة في الحياة فلا يعلم المرء متى يحين موته .
فإذا كان الإنسان يخاف من الموت أو أنه كان لايريد ذكرى الموت أو حتى التكلم عنه فهنا يبين أنه يريد حياة بلا نهاية وإنه لايحاسب على مافعل في حياته وأن ننسى هذه الأمور فهذا خاطئ لأن الموت حق وآتي .
فبالنهاية ومن وجهة نظري يجب أن نفرق أن الموت حقيقة لا مفر لها ولا يمكن تجاهل الموت وهنا لا نفكر فقط أن الموت ألم وحزن وخوف وإنما نأخذه بأنه حقيقة ويجب الإيمان بها كي يأخذ كل ذي حق حقه وعلى الرغم من وجود ولو بشكل بسيط خوف أو حزن منه في القلب أو في داخل جوف الانسان .
اشكرك دكتورنا الفاضل على هذا المقال الاكثر من مميز الذي يجعلنا نتفكر في حقيقة الموت الذي خلقه الله تعالي ليبتلي الانسان في هذه الحياة فكما قال سباحنه و تعالى : تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ , فهو المحك الذي على ضوءه يحاسب المرء على كل اعماله في حياته سواء كانت حسنات او سيئات وقد آمنت بعض الحضارات القديمة بفكرة البعث بعد الموت و لو نظرنا الى حضارة الفراعنة سنجد انهم كانوا يجعلون مقابرهم مكانا لدفن اموالهم و ازواجهم و خدمهم معهم ايمانا انهم سوف يبعثون بعد الموت و تكون املاكهم معهم ليحيون حياة جديدة فالموت هو الحقيقة الثابتة في هذه الحياة حيث يجعل كل انسان سواء كان يتبع دينا او لا يتبع دين يقف وقفة تأمل فيه و قد شرحت لنا يا دكتور و استفدنا من معرفتك و علمك ما زادنا يقينا بإن مهما عشنا برغد من الحياة او تعاسة في الحياة لابد ان يأتي ذلك اليوم الذي يكون بعده نعيم مقيم او عذاب اليم و الخوف من الموت امر فطري فقد خاف الانبياء و الصحابة و العلماء بما فيه من سكرات فما بالك من العوام الذين لا يملكون ايمان ذلك الايمان الذي يملكه غيرهم فالموت رحلة لا نستطيع الرجوع منها و نحمد الله ان الاسلام وضح لنا الموت و الحياة من بعده مما يجعلنا كمسلمين مؤمنين بأنه لابد منه لانه بوابتنا لدخول الجنة بينما غيرنا يعيشون برعب و خوف دائم
موضوع جدا مشوق دكتورنا الكريم. لقد استحوذ الموت و معناه و ما يحدث فيه و قبله و بعده علي تفكير البشر من قديم الازل. قلقد كان منهم تامؤمن بالبعث و الحساب و الجنة و النار و كان هناك ايضا الكافر الضال الذي لا يري في نفسه الا حياته الاولي . و لا يسعنا سوي القول الحمد لله علي نعمة الاسلام و كفي بها نعمة التي جاءبها البشير و النذير سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم و هدانا الي قبول فكرة الموت و فناء الجسد و بقاء الروح و ارشدنا الي الاستعداد لذلك و العمل للدار الآخرة بكل اخلاص و تفاني كعملنا للحياة الدنيا مما متعنا نحن معشر المسلمين بالاستقرار النفسي و الرضا بقضاء الله و قدره بل و السعي للموت ان كان في سبيل الله كما علمنا ديننا الحنيف و هدانا لكل ما يحبه و يرضيه عنا في الحياة و بعد الممات.
( إنك ميت وإنهم ميتون )
لله ماأعطى ولله ماأخذ وكل شيء عنده إلى أجل مسمى ، جميعنا نمشي إلى هذا الطريق ولا يبقى سواه ، ولكن مايحصل لأحبابنا الذين نحبهم ونحن باقيين نتنفس ؟ هم أنجزو دار الدنيا بحسانتهم وسيئاتهم والآن هم في دار البرزخ ، كذلك الاسلام اجاب عن جميع التساؤلات ، فالأموات انتقلو من دار الفناء إلى دار البقاء من الحياة الدنيوية إلى حياة البرزخ الجميلة التي يتمناها كل انسان حتى لو سألت الميت هل تود الرجوع إلى الحياة الدنيا ؟ فيرفض لا يريد فما عنده أجمل بكثير مما عندكم ، فالروح تبقى وتلتقي بأمواتهم السابقين فتتعرف الأرواح على أحبائها ، فإن نعيم المؤمن في دار البرزخ أكمل منه في دار الدنيا، قال الشيخ ابن عثيمين: حياة البرزخ حياةٌ بين حياتين, وهذه الأنواع الثلاثة للحياة تكون من أدنى إلى أعلى, فحياة البرزخ أكمل من الحياة الدنيا بالنسبة للمتقين؛ لأن الإنسان ينعم في قبره, ويفتح له بابٌ إلى الجنة, ويوسع له مد البصر. وحياة الآخرة وهي الجنة التي هي مأوى المتقين أكمل وأكمل بكثيرٍ من حياة البرزخ, وكذلك يقال: بالنسبة للكافر يقال: إن حياته في قبره أشد عذابًا مما يحصل له من عذاب الدنيا ،وعذابه في النار التي هي مأوى الكافرين أشد وأشد, فحياة البرزخ في الواقع حياةٌ بين حياتين في الزمن وفي الحال, فحال الإنسان فيها بين حالين دنيا وعليا, وكذلك الزمن كما هو معروف, أما سؤاله: هل تكون الحياة البرزخية بالروح والبدن, فهي قطعًا بالروح بلا شك, ثم قد تتصل بالبدن أحيانًا إن بقي ولم تأكله الأرض, ولم يحترق ويتطاير في الهواء, وقد لا تتصل, هذا هو القول الراجح في نعيم القبر أو عذابه أنه في الأصل على الروح, وقد تتصل بالبدن؛ لكن ما يكون عند الدفن فالظاهر أنه يكون على الروح والبدن جميعًا؛ لأنه جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك من أن الميت يجلس في قبره, ويسأل ويوسع له في قبره, ويضيق عليه حتى تختلف أضلاعه, وكل هذا يدل على أن النعيم أو العذاب عند الدفن يكون على البدن والروح.
إن الخوف من الموت أمر طبيعي، لكنه يتحوّل لنوع من أنواع القلق المَرضي عندما يُسيطر على تفكير الفرد، هو القلق غير الطبيعي والفزع والخوف الشديد من فكرة الموت أو من طريقة الموت والاحتضار نفسها، مما قد يؤثر على حياة الشخص ويصاب بنوع من العزلة والخوف والاكتئاب،والسبب يعود الى الخوف من المجهول ؛ لأن الرغبة والفضول بمعرفة كل حدث من حولنا، والخوف من كل ما لا نفهمه أو نستطيع إثباته هما من الطبيعة البشرية.
إن الخوف من الموت أمر طبيعي، لكنه يتحوّل لنوع من أنواع القلق المَرضي عندما يُسيطر على تفكير الفرد، هو القلق غير الطبيعي والفزع والخوف الشديد من فكرة الموت أو من طريقة الموت والاحتضار نفسها، مما قد يؤثر على حياة الشخص ويصاب بنوع من العزلة والخوف والاكتئاب،والسبب يعود الى الخوف من المجهول ؛ لأن الرغبة والفضول بمعرفة كل حدث من حولنا، والخوف من كل ما لا نفهمه أو نستطيع إثباته هما من الطبيعة البشرية.
الموت هذا العالم الذي كثر اللغط فيه، فمنه من وصفه بالعالم الميتافيزيقي، المتافيزيقيا في علم ارسطو المفكر السياسي اليوناني من علوم ما وراء الطبيعة، وهذه الدلالة بحد ذاتها تفصح عن سوء الفهم لحقيقة كنة الموت، حيث ان ارسطو لم يكن مؤمنا بوجود الغيبيات المحققه في الشرع الاسلامي، فكان يقول:ان الله يتجسد في الطبيعة كتجسد النفس في الجسد، و اقر العلماء و المختصون من المسلمين ان هذا المفهوم يتناقض مع صورة و جلالة و مكانة الله المنزه عن كل نقص و عيب، وكان من من انكروا وجود عالم اخر غير العالم المادي، واقر بعدم الوجود للعالم المثالي.
فمهما ترقى هذا العقل الانساني في الفهم يبقى ذا محدودية في فهم و ادراك خفايا الامور و متعلقاتها من استيعاب الوجود الغيبي المطلق عن حدود الزمان و المكان.
ان مصطلح ميتافيزيقيا بحد ذاته عقائدي لا يعد مرفوضا اذا ما فسر على اساس ان مايدركه الانسان ليس هو مايقتصر عليه من الوجود الاستخلافي في الارض، بل هو ايمان اوسع من ذلك يمتد الى اليقين بوجود عالم غير الذي نراه بأم اعيننا، وهذا احد اهم اسس مقتضيات الايمان في الاسلام.
فالايمان بالغيب يعد جزء مهما لا يتجزء من عقيدة المسلم والتي هي اساس نجاته في الاخره، فليس كل ما حجب عن العقل ليس بصائر به الى الحقيقه، بل الحقيقه واقعه في عالم الغيب، ولكن حجبت عن ابصارنا لمحدودية العقل الانساني في هذه الحياة، فمن عالج الموت و سكرته تكشفت له الحقائق و رأى من عالم الغيب مالم ولن يتصوره بشر قال الله تعالي في سورة ق:(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)الى قوله تعالى:(فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)، فحدة البصر هي سمه من سمات الاعداد لاستقبال العالم اللامرئي وهي من رحمة الله الخفيه على محدودية اذهاننا في هذه الحياة فسبحان الله العظيم.
ومهما تعددت الاقوال في الحديث عن الموت و تعددت مفاهيمه بين حقيقة واقعة مستمده من الاسلام وبين خرافة متناقله، ولكن يبقى الموت بهيبته قاهراً الخلائق بقدرة الله و حكمته فسبحان الذي قهر عباده و خلائقه بالموت اثباتاً لعظمته وجلاله وجل شأنه حين قال:(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ).
ولأننا بشر نحب كثيراً أن ننسب ما يدور حولنا إلى الغيبيات، نعشق المجهول كثيراً، ويجذبنا العالم المخفى بأسراره وألغازه وغموضه..فنبتدع حوله احلى القصص لنسلي بها أنفسنا ، تنص نظرية تناسخ الارواح على ان الروح موجودة منذ القدم وتنتقل من جسد الانسان بعد موته الى جسد جنين على وشك الولادة..ليولد من جديد في جسد آخر..طبعاً تتبنى هذه النظرية الاديان الوثنية أما الاديان الإبراهيمية السماوية فترفض فكرة تناسخ الارواح وانتقالها من جسد لآخر إلا ما تم تحريفه منها مثل طائفة الكابالا المشتقة من اليهودية ففكرة انتقال الروح بعد الموت من جسد الى جسد آخر يعارضها الاسلام فرجوع النفس الى خالقها بعد الموتها..يقضي على خرافة انتقالها من جسد الى اخر.
والحياة نفسها لا معنى لها إلا في دلالة الموت عينه“.
جزء من اقتباس تم كتابته في المقال اذهلني واردت ان اعقب عليه .
بالطبع الحياة لا معنى لها اذا لم تكن هناك نهاية لها .فلو افترضنا ان هناك سباق ولكن لا نهاية له هل تعتقدون بأننا سوف نتقدم للمشاركة في السباق بالتأكيد لا . فلن يكون هناك حافر ومنافع بعد هذا السباق وكذلك الحياة ان لم يكن هناك موت وحساب ثم جنة او نار فلن نكترث لفكرة الموت ونعيش في هذه الدنيا كأننا مخلدون . ففالموت تعظيم للحياة . وكل خط له نهاية ونحن بطبيعتنا البشرية لا نكترث لشئ ليس له نهاية لاننا ببساطة بشر لا نريد ان نمضي في شئ ولا نعلم ما يأتي بعده فهذا الفضول غريزة متواجدة لدينا كبشر نريد ان نعرف وماذا بعد ذلك؟ وما الاشياء المترتبة عليه ؟ وما هي المساوئ او المكافأت التي تصدر بعده ؟ وهكذا ينتهي بنا الأمر بالفضول ثم الفضول ثم الفضول …
الموت حقيقة لا مفر منه… وإن الموت حق لكل إنسان في هذه الدنيا و الموت أحد مراحل الحياة فلا أحد يستطيع الهروب منه، ولا يجب علينا أن نتجاهله ولا إن نخاف منه بل يجب أن نتأملع ونفهم ما هو الموت فقد يتوتر ويخاف البعض منه لأنه مجهول -والإنسان في طبيعة الأمر يخاف من المجهول-.
وقد قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
فعلاً منذ بداية الازل لم يعرف الانسان ما هو الموت و ماهو المصير بعد الموت من ناحية ان كان شي دائم او مؤقت او هل الانسان يتحول الى جماد و لكل ديانة تعريف للموت و بديننا الاسلامي ما بعد الموت لدينا دنيا دائمة غير فانية و ايضاً لدينا الحساب و كل شخص سيحدد موقعه بعد موته سواء كان في النعيم او في الجحيم و أيضًا لدينا في زمن الفراعنة كانوا يظنون ان بعد الموت يجب ان يحنطوا اجسادهم و وضعهم في توابيت و ذلك باعتقاداتهم انهم سيبعثون مرة اخرى و ستكون لديهم دنيا غير فانية
شكرا دكتور على هذا المقال الرائع، الموت مرحله لا بد ان يمر بها اي كائن حي، فقد قال الله عز وجل ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال. والاكرام ” ، وايصا قال تعالى ” كل نفس ذائقة الموت ” فالموت حق ولا نستطيع ان نغير هذه الحقيقه، ولا مهرب من الموت، لذا يجب علينا ان نعمل. عملا صالحا للاخرة، فبعد الموت الحياة الابديه امما جنه او نار جعلنا الله واياكم من اهل الجنه باذن الله، وايضا هناك حياة البرزخ وهي حقيقه دينيه لا يعلمها الا الله عز وجل، ومن يخاف الموت فيجب عليه ان يتقرب ال الله وان يعمل الاعمال. الصالحه، ايضا لا ننسى ان هناك ناس ينكرون الموت ويتوفعون ان هذه حياتهم وبعد الموت لا يوجد حساب وهذا من الشرك والعياذ بالله، وايضا يعتبر الموت من الموضوعات الجدليه ادت الى ظهور افكار فلسفيه اسطوريه تساؤلي عن ماهية الموت،
” الخوف لا يمنع من الموت .. ولكنه يمنع من الحياة ”
يقول محمد الشعراوي:
ليسَ الموتُ أعظمَ مصائب الحياة ، بل هو سنة الحياة ؛ لكنّ أعظم المصائبِ أن يموتَ الخوفُ مِن الله في قلبِكَ وأنتَ علىٰ قيدِ الحياة.
فإن من رأيي أن الخوف لا يقي من الموت لكنه يفسد متعة الحياة ، فعش واستمتع بيومك .
لا استطيع ان انكر استاذي بأن هذه من اكثر المقالات التي لفتت انتباهي ،قفد شغلت قضيّة الموت والخلود أذهان الفلاسفة والمفكّرين على اختلاف مَشاربهم ومَذاهبهم منذ فجر التاريخ، وإلى الآن لم يستطع احد من كان ان يقر بجزء من الحقيقه الغامضة التي اثارت الفضول على مدى القرون من الحضارة الفرعونية إلى الرومانيه ، الموت كلمة في حد ذاتها قد تجعل العقل يشتعل في التفكير فالعقل يخاف المجهول فماذا لو كان هذا المجهول مصير حتمي لا يمكن نكرانه ماذا يحدث بعد الوفاة؟ سؤال دائمًا يتراود في بالي جزء كبير مني يريد الإيمان بحقيقة الخلود اما الجزء الآخر يخشى المجهول ويهابه ، قبول فكرة الموت ليست مسألة سهلة على الإطلاق ولكن الحل هو أن تدرك أن هذه الحياة ما هي إلا فترة مؤقتة وقصيرة جدًا، وليست هي حياتك المفترض أن تعيشها، إنما هي فترة الموت التي سوف تنتهي بموت يبدو للبشر موتًا، ولكنه حياة أخرى وجديدة سوف تعيشها في جنة الخلد بإذن الله. فهناك وجهتي نظر للقضية؛ الوجه الأول هو منظور الدنيا التي نعيشها وأطلق عليه “منظور العالم الواقعي الحالي” وهو منظور محدود للغاية لأن فيه اجتزاء للحقيقة، فهو جزء من الحقيقة وليس كلها، والمنظور الثاني هو منظور العالم الآخر وأطلق عليه “العالم الأبدي”، ويعد هذا المنظور هو الأوسع نطاقـًا، فإن كنت ترى القضية من المنظور الأول فستظل قصير النظر وستكون مسألة الموت لك مشكلة بلا حل ، لكن المنظور الثاني، هو الحقيقة الكاملة الكامنة، ثم ان ليس هناك منطقٌ يطمئن روح الإنسان المتشوقة للخلود مثل منطق الإديان السماوية وخاصةً الإسلام في قوله تعالى ( خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه,ذلكَ لمن خشيَ ربه )
.شكراً استاذي لطرح هذا الموضوع الجميل الحساس
يعطيك العافية دكتور
أرى بأن الموت هو نهاية الحياة وبداية حياة الاخرة
الموت ينظر اليه على انه فصل الروح من الجسد
والقران في أماكنه المتعددة يناقش مسألة الموت فالموت لا مفر منه
مهما حاول الناس الهرب من الموت فانه سوف يصل الى الجميع وعلينا جميعا الرضى بالقضاء والقدر
تكثر الأسئلة عن الموت ويجمح الخيال في التفكير بشأنه وارتباطه بالوجود والعدم ولقد اتسمت مقالة الدكتور وطفة بالتنظيم الدقيق للأفكار والسلاسة في عرض الفكرة فبدأ بعرض الآراء المختلفة حو الموت من خلال استعراض العقائد الدينية المتباينة رابطا فكرة الموت بالفكرة المعاكسة لها وهي حب الحياة وشدة التعلق بها ثم يضع أمامنا الدكتور وطفة روشته فلسفية إنسانية في التعاطي مع هذه القضية وفي قراءة مشهد الموت الذي لا حيلة لنا فيه وإنما وجب علينا فقد الإذعان له وهذه الوصفة تمثل الاستفادة من درس الموت بالتعامل مع بحكمة وسعى لتجاوز الآلام أي التكيف مع حقيقته باعتبارها من أرسخ وأعلى الحقائق في الحياة وفي الختام أصل الدكتور وطفة للعلاقة الأكيدة بين التفكير في الحياة والتفكير في الموت وفسرها ووصفها بأنها علاقة صنوان لا يفترقان.
المقالة بكل ما تحمل الكلمة من معان رائعة لا يمكن ضمها الي فئة علم معين فهي ليست فلسفية صرفة وانما حملت معاني اجتماعية و تحليلا نفسية وصورة طبية فيزيائية وكذلك حملت معاني أخلافية وقيم ومعتقدات دينية وجميع أفكار المقالة مرتبة لا ترهق الذهن رغم طول المقالة أما أسلوب الدكتور وطفة فهو كالعادة مبهر سلس لا هو بالعلمي الصرف ولا الأدبي المرصع بزخرف القول المتكلف وإنما هو أسلوب علمي متأدب واضح
شكرا ً دكتور علي علي مقالتك الرائعة التي تمثل غذاء روحيا ً راقيا
الموت حق وبعد الموت ينتقل الإنسان إلى حياة البرزخ وهذا ما ذكره القرآن الكريم بالنسبة لنا كمسلمين فالإنسان لم ينفصل عن الموت وأن حاول تجنبها أو الإبتعاد عن الحديث عنه حيث أن هذه طبيعة الحياة التي لا مفر منها وعلى الإنسان الإيمان بذلك حيث انه يوجد بعد الموت جنة ونار وكلٌ على حسب ما عمله في دنياه من خير او شر.
اشكرك دكتور على المقال الحماسي جدا
وقال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ..) ، فالموت حق ولا نستطيع ان نغير هذه الحقيقه ، ولا مهرب ومفر من الموت . ان غريزة حب البقاء من الغرائز الأساسية في الإنسان، حتى أنها موجودة في الحيوانات، وبالتالي فإن الخوف من الموت أمر طبيعي، فهو تهديد البقاء ويهدد وجود البشرية. يصبح الخوف مشكله عندما يزداد عن الحدود الطبيعية ويكون الهاجس المتواصل للإنسان على مدار الساعة، وقد يكون هذا الخوف جزءاً من القلق النفسي الذي يشمل على الكثير من الآلام الجسدية والتوتر والأرق والخوف بشكل عام، أو أن يكون جزءاً من نوبات الفزع وهي الخوف الشديد من الموت لبضعة دقائق يرافقها الإختناق والدوخة ويظن الإنسان نفسه يحتضر. قال الله سبحانه وتعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت ) ، مهما حب الانسان الدنيا وتعلق بها لابد ان يتذكر الاخره ويجيب العمل لكسب الجنة ، لامهرب من الموت مهما عمل الانسان واهتم في صحته فلابد من الموت بالوقت المحدد له ولايعلمه الا الله ،لذلك يجيب علينا الاجتهاد فالدنيا وطاعة الله وعمل الصالحات وعبادته لنعيش بسعاده في الدنيا والاخره بأذن الله.
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتوري الفاضل استمتعت جدا بقراءة هذه المقال عن الموت، الموت حق ، قال الله سبحانه وتعالى : ( كل نفس ذائقه الموت)، فبكل الاديان السماويه تومن به وتؤمن انه اتً لاريب فيه، و قد ذكرت ان هناك من ينظر للموت بكابه او حزن و شخصيا ودينيا اره حياه اخرى ابديه ليست فانيه حيث الحساب من ثواب وعقاب حيث الجزاء ، صحيح ان سكرات الموت مولمه جدا بسبب ذكر الكثير انها. مولمه و ايضا لاننا مسلمين دائما ما نتعوذ من سكرات الموت بسبب قول الرسول صلى الله عليه وسلم لام المؤمنين السيدة عائشة عندما دخل عليها قال:(لا اله الا الله ان للموت سكرات) ،فالموت ماهو الا مرحله ثانيه من مراحل الانسان بل اراه الفرصه الاخيرة للانسان ، فيجب على الانسان ان لا يتذكره كثيرأ حتى لايشغله و يصيبه بالكآبة والحزن بل يتذكره للقيام بالاعمال الخيريه والصلاه وعباده الله والتقرب اكثر لله عز وجل ، فبدلاً ان يحزن هنا الانسان بالعكس يرحب به لانه يعلم مافعل من خير و لانه يعلم انه اتنا لا مفر منه ، اما ان يعتقد الانسان نفسه انه خالد فاراه برايي انه خالداً بالاخره ليس بالدنيا ، و انتشر معنى الخلود منذ عصر الفراعنه ولا يزال ببعض من الديانات يؤمنون به و البعض الاخر يؤمنون بتناسخ الارواح ، فبالاخير كل شخص وما يومن به وهذا ما اؤمن به وشكرا
مقاله مهمه جداً و شيقه من نوعها كونها تتحدث عن الموت و الموت حق على كل شخص ، و الخوف من الموت امر فطري لدى الانسان وتتعدى الاسباب حول الخوف من الموت :
١- حب الانسان لحياته
٢-نتيجه التعرض للمخاطر
٣-خوف الفاسدين و العاصين من الموت
وهناك بعض النصائح التي اود ان اطرحها لمن يمتلك قلق الموت او الخوف منه :
١-اللجوء للارشادات الدينية
٢-التأمل و اتباع تقنيه التنفس العميق
مقالة رائعة نشكرك عليها
رحلة الحياة والموت هي الرحلة التي كتب الله سبحانه أن يعيشها خلقه , فهو سبحانه الذي وهب الحياة , وهو سبحانه الذي قضى الموت على الأحياء , ” كل نفس ذائقة الموت ” , وهو سبحانه المتصف بالحياة الدائمة التي لا تأخذها سنة ولا نوم , ولا يعتريها موت ولا نقص .
والموت والحياة خلقهما الله سبحانه , وجعلهما محط ابتلاء واختيار للعباد , ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا ” .
وقد حيرت فكرة الموت فلاسفة البشر , وأعجزت كل من سعى لفهم أسرارها , إلا من تواضع لله ربه , وتفهم فكرة الموت بحسبما جاء في كلام الله سبحانه وعلى لسان رسله عليهم السلام , وعلم أن الروح من أسرار الله في خلقه , ” ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ” .
اللهم احسن خاتمتنا يارب
إن الموت حقيقة لا مفر منها ومنفى لكل كائن حي على هذه الدنيا، من لا يخاف الموت؟ جميعنا وحتى الصحابة رضي الله عنهم يخشونه فمن منا يضمن عمله وأخرته وعرف ما تخبأ الغيبيات عنا؟ إن كنا سنتعمق بالموت نفسه فلهو أمر مُبهم ومتعدد وله مسميات كثيره في جميع الثقافات وبالفعل لغز من ألغاز هذه الدنيا الشاسعة، كيف لشخص أن يكون معنا طيلة أيامه، يأكل يضحك يبكي وينام ولكن في يوم يغادر هذه الارض ويتركننا فيها، إن الانسان يخشى ماهو مجهول وإن الموت لاكبر مجهول، وكيف الا اخاف بينما يهددني الموت واحبابي في كل لحظة تمر ؟ قد يرغب بعض الاشخاص بالموت.. الذين لا يؤمنون بالأخرة ويرون الموت خلاص لهم ولكني أستغرب من أين لهم تلك الثقة بمعرفة الموت حق المعرفة؟ كيف يمكنهم معرفة أن الموت هو الخلاص والحل الوحيد؟ دائمًا ما يحدثني والدني عن الحياة والموت ويشببها بالمطار، أُناس قادمون وأخرون مغادرون ولا يعودون! ولكن واجب المسلم المؤمن أن لا يجزع ولا يسخط وان يصبر ويؤمن ويدعي بحسن الخاتمة، واسأل الله ان يحسن خواتمنا والمسلمين اجمعين
مقالة رائعة شكرا دكتورنا الفاضل.
“كل نفس ذائقة الموت” الموت حق علينا لامفر منه وهو مصير كل كائن حي ، سبحانه اعطانا الحياة ومافيها ومن بعدها مرحلة الموت وكثير من المراحل التي سيمر بها الانسان بعد موتة ليدون الله عمله و ما قدم في الحياه الدنيا ، لاسيما من الخوف من الموت ، والخوف هو شعور طبيعي يشعر به الانسان اثناء تفكيرة ومرور اثناء مواقف و احداث معينة تخصه ، فلنترك هذا الامر لله تعالى ونبدل شعور الخوف بشعور الثقه بالله والاستعداد بهذا اليوم بعمل صالح والدعاء حتى الفناء بحسن الختام .