ملخّص:
ينظُرُ هذا العملُ في منظُومة القيم في نصّ روائي موسُوم بــ”كاتب عمُومي” للكاتب التّونسي عبّاس سليمان. وقد حاولنا قدر الإمكان استدعاء التّصور النظري الذي وضعه النّاقد الفرنسي فانسون جوف Vincent Jouve في كتابه إنشائية القيمPoétique des valeurs واستأنسنا بأهمّ ما جاء فيه. وذلك بالوقوف عند أهمّ القيم المتحكمة في المسار السّردي للنّص. من قبيل النّظر في ما تطرحه العتبات النّصية من عنوان وتصدير من قيم وأفكار. ناهيك عن النّظر في النّص المُحايث الدّاخلي الذي بحثنا فيه عن حُضُور هَذِهِ القِيَم في خطابات الشّخصيات وفي أفعالها. من قبيل انتشار معضلة البطالة في فئة أصحاب الشّهائد العلمية وغياب العدالة الاجتماعية وتدني مكانة المرأة وصورتها. وغيرها من القيم التي تعكس أيديولوجيا النّص الرّوائي.
الكلمات المفاتيح: إنشائية القيم، العتبات، تصدير، النّص المُحَايث، إيديولوجيا.
Abstract:
This work examines the value system within a novel entitled “Public Writer” by the Tunisian author Abbas Suleiman. We attempted to draw upon the theoretical framework formulated by the French critic Vincent Jouve in his book “Poétique des valeurs” in order to comprehend the most influential values governing the narrative trajectory of the text. This involved examining what the textual thresholds offer in terms of titles, introductions, values, and ideas, as well as scrutinizing the internal discourse of the text. We delved into the presence of these values in the characters’ discourses and speech acts, such as the prevalence of unemployment among unemployment among graduate students, the absence of social justice, the degradation of women’s status and portrayal, and other values that reflect the ideological underpinnings of the novel.
Keywords: Value constructs, Thresholds, epigraph, conversation text, Ideology.
1- مدخل نظريّ:
يقولُ حَميد لَحَمْدَاني في النّقد الرّوائي والإيديولوجيا “إن مفهوم الأيديولوجيا من أكثر المفاهيم صُعوبة في التّحديد، ولذلك فالكتابة عنه تُعدُّ مُغامرة غير محمُودة العواقب من النّاحية العلميّة إذا لم يستطع الباحث تحديد المواقع التي يتحدّث انطلاقا منها من المفاهيم المُختلفة للإيديولوجيا “[1].
ويرتبطُ النّص بجملة من الرُّؤى والتّصورات الموصُولة بالقيم التي يصدُرُ عنها النّص الرّوائي. وهو أمر ليس يخلو من عُسْر ومُنْزَلَقَات خطيرة من شأنها أن تسم البحث بالتهافت لأنها مرتبطة بقيم خارجة عن النّص وبعيدة عنه إذ تظهر في الوهلة الأولى من اهتمامات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس وغيره. غير أنّ التصدّي لمثل هذه التصورات يحتاجُ منّا إلى اعتماد تصور منهجي لعلّ أهمه ما قدّمه الباحث الفرنسي فانسون جوف[2] ( V jouve) في كتابه إنشائيّة القيم (poétique des valeurs) الصّادر عن دار مطبعة الجامعة الفرنسية 2001 / وأعيد نشره سنة 2014 الذي حاول من خلاله أن يرسُم ملامح منهج مبتكر ورؤية أفق منهجي يتخذ له هدفا بناء أنموذج لدراسة أثر القيم الصّادرة عن النّص الرّوائي. ” و” يقع كتاب فينسينت جُوف في منظور منهجي من خلال تحديد هدف بناء نموذج يجعل من المُمكن حساب تأثير القيمة للنّصوص الرّوائيّة، لتحديث الأجهزة النّصية التي تُوَلِّدُ القِيَمَ فِي الأَعْمَال.
كيف تَنْسَجِمُ القيمُ مَحَلّيًّا في النّص؟
كيف ينتقلُ القارئ من هذه القيم المُحدّدة في الموعد المحدّد إلى المزيد من القيم العالميّة؟
ما الذي يسمحُ بالتّسَلسُل الهَرَمي للقِيَم، وتحديد قيمة القيم؟
يهتم المشرُوع بأثر الأيديولوجية[3] التي تفرض نفْسَهَا عَلَى أيِّ قارئ أكثر من الأيديولوجيَة بالمعنى الدّقيق للكلمة، إذا كان المرْءُ يعرّفها بقوله القيم التي تتشرب النّص دون علمه.
ولتحقيق هدفه، يشرح V. Jouve الأدوات التّحليليّة من المجالات النّظرية المُختلفة مثل علم السّرد والسّيميائية واللُّغَويات وَنَظريَّات القراءة. فالأعمال التي يُشير إليها أساسًا لبناء هذا الجهاز هي أعمال هامُون (خاصّة النّص والأيديولوجيا).
هذا المقال هو مُساهمة في نظريّة العلاقة بين النّص والأيديولوجية، أي لتطوير بعض المفاهيم الأساسيّة. فهذه الدّراسة لنِسب الاشْتِبَاك أو فكّ الارتباط أو الإنتاج أو الاستنساخ، الذي يُمكنُ أَنْ يُوجَدَ بيْنَ المواضِيع ذات الطبيعة السّيميائية (نصوص، أعمال، قصص) وأنظمة القيم المنتشرة والمؤسّسة إلى حدّ ما.
وهو ما حدا بنا إلى البحث عن القيم المُنتشرة في النّص من أجل رصد مظاهر حضُورها وعناصر تأثيرها بدْءا بالعتبات التي بدت ظاهرة .خاصّة في العناوين والتّصدير.
2- في هندسة الرّواية :
صدرت رواية “كاتب عمومي” عن الدّار التُّونسيّة للكتاب سنة تسع عشرة وألفين. في ثمانٍ وستيّن بعد المائة من الصّفحات” 168″.
وردت الرّواية وفق هندسَة مخصُوصَة البناء:
عنوان: كاتب عمومي.
فتصدير الرّواية: لبورخيس.
” ما الذي يعنيه بالنّسبة إليّ أنْ أكوُن كاتبا؟ يعني ببساطة أن أكون مخلصا لمخيّلتي ” بورخيس”. واقُسّمت الرّواية إلى مجموعة من الفصول:
الفصل الأوّل: 55 صفحة.
تصدير الفصل الأوّل : “أَنَا الغَريبُ بِكُلّ مَا أُوتِيتُ مِنْ لُغَتِي ” محمُود دَرْوِيش “.
الفصل الثّاني من ص59 إلى 120.
تصدير الفصل الثّاني: ” وكُن من أنت حيثُ تكوُن واحْمل عبْءَ قلْبكَ وَحْدك ” محمود درويش.”
الفصل الثّالث: من ص 123إلى ص 166.
تصدير الفصل الثّالث: “على قدر حلمك تتّسع الأرض ” محمود درويش”.
قائمة في إصدارات الكاتب:
وصفحة الغلاف الخلفي تعريف بالكتاب وبصاحبه.
3- القيم في العتبات:
تظهر القيم في عتبات النّص الرّوائي ظهورا لافتا ومُمُيّزا نظرا لما تحتله من موقع. إذ تتصدّر النّص وتقف كالغرّة على الجبين في أعلى النص. فالعتبات “همساتُ البداية ” منها نلج إلى دهاليز النص ومنعطفاته فتكون المصافحة الأولى في عملية التّواصل بين الكِتَابِ وَقارئِهِ. وتختزل منظومة القيم فتعتصرها لتبرز أهميّة هذه العناصر الاختزالية في بيان القيم وعرضها قبل الوُلوج إلى النّص الدّاخلي المُحايث .
3- 1- العنوان:
كاتبٌ عموميٌّ: ورد عنوان النّص مركّبا نعتيّا يحيل في قسمة الأوّل على مفهوم الكتابة اسم فاعل من كتب والمنعوت عمومي في إحالة واضحة إلى حرفة حُرة غير حكومية منتشرة في المجتمعات العربية خاصّة حيث تنتشرُ البيروقراطية والتعقيدات الإدارية. وهو الذي يكتُبُ للنّاس المطالب والاعْتِرَاضَات والشّكاوى والالتزامات والعقود. والنشاط الذي يقوم به هي مهنة شرعيّة معترف بها لها ضوابطها القانونيّة تحوّلت من المُمارسة العفويّة ذات الطّابع الارتجالي البسيط إلى المُمارسة المنظّمة. موصُولة بالنّاس وبالطّبقات الشّعبيّة خاصّة تلك التي تنتشرُ فيها الأمّية ويعسُرُ على أصحابها أن يتحمّلُوا كُلْفَة المُحامي. فيلتجئُون إلى الكاتب العمُومي الذي يُحوّل همُومهم إلى كتابة رسميّة لها أثرها مترجَمَة بعباراتٍ عفوية ويُعرفُ لَدى العامّة بالثّقة وكتمان الأسرار فلا تخلو هذه المهنة من طبيعة حسّاسة.
” وما يمكن قوله في «الفضاء العمومي». وبما أن «الكاتب» شخصيّة عُمُوميَّة (كل كاتب هو «كاتب عمومي» ولا معنى لكاتب خصُوصِي) فهو يخضعُ لِهَذَا التَّوزِيع السِّيَاسِي للحَقِيقَة. وهو لا يُعَدّ جريئًا فيمَا يقُولُهُ أوْ يَكتُبُه إلاَّ في ضَوْءِ الفَصْل السائد في مجتمعه بين ما هو «حياة خاصّة» (ما يخص جنسه أو جندره أو ميوله أو تجاربه، إلخ.) وما هو «فضاء عمومي» (ما يهم سلوكه «التخاطبي» إزاء الآخرين ومدى التزامه بقيود مجتمعه)[4].
يُحيلُ العنوان على حرفة وعلى من يحترف هذه المهنة. فالكاتب العمومي عنوان مُحيلٌ على المُجتمع وعلى الطّبقات المُختلفة وَخاصَّة الشّعبيّة. كما يُحيلُ على القَصص والحكايات يُحَوّلها هَذَا الكاَتب إِلَى شكاوى وعرائض.
ويسترفدُ النّص كذلك بعض النّصوص السّابقة من قبيل إحالته على رواية للكاتب المغربي الطّاهر بن جلون “الكاتب العمومي” في ترجمة لعلي باشا[5]. فالنّص يستدعي تجربة روائيّة تصل النّص بمفهوم الكتابة للعُمُوم لا بمعناها الإداري وإنّما تنتصرُ لقيمة الكاتب الذي يكتُبُ همُوم النّاس وينتصر لقضاياهم ومشاغلهم. فالكاتبُ العُمُومي لَيْس ذلك الحرفي الذي يخضعُ نشَاطهُ إلى كُرَّاس الشُّرُوط ولا يُسمحُ له بمُمَارسة المهنة إلا بترخيص من السُّلط المحلّية. وإنّما هذا الذي يكتب آلام وأحزان الآخرين ويُحوِّلُ هُمُومَهم إلى نَصُوص فنّية وإبداعيّة تُكَسّر الطَّوق. وتسمح لمن لا يستطيع الكلام أن يجد صوته ويفسح له المجال بالبوح والتعبير.
3- 2- التصدير:
التصدير هو نصٌّ صغير يقف أمام النّص الكبير. فيفتحه ويُشير إليه. وهو عند جينات لحظة صامتة موكُولة إلى القارئ لأنّه يستدعي نصوصا سابقة، لها علاقة بالنّص الأصلي وموقعه ويتكون من ثلاثة عناصر:
التصدير / المصدِّر بكسر الدّال / والمصدَّرُ لهُ بفتحها / وهو القارئ المفترض الذي سينخرطُ في فعل القراءة ويُحَوِّلُ الصَّمتُ إلى معنى رآه الكاتب جديرا بأن يحتلّ مكان الصّدارة.
فالتّصدير طيِّعٌ بالضّرورة يحتلُّ المَكَانَ وله من موقعه مكانة مُهمّة حاسمة. ومن بين معانيه الإخلاص للمُخَيِّلَة في مُحاولة تعريف من هو الكاتب. ما يجعل بين النّص المصدر والنّص المُصَدّر لَهُ رَابطة وَصِلَة. هي علاقة الكاتب بما يكتبُ ويخُطّ في إحالة على العالم التّخييلي واستدعاء تجربة خورخي لويس بورخيص الكاتب الأرجنتيني الذي يُعد من أبرز الكُتَّاب العالميين في القرن العشرين خاصّة بعد فوزه بجائزة فورمنتر مناصفة مع صاموئيل بيكيت 1961. هذا الفوز الذي جعل النقاد والقراء ينتبهون إلى تجربة بورخيس التي تميزت بالفانتاستيكي والعجيب من قبيل ” المتاهات” و “الألف ” وغيرها وباستدعاء بورخيص يُسْتَدْعَي قِيمَة التَّخييل والإبداعي ويصلُ تجربة الكتابة بتجربة كاتب مُميز له مكان ومكانة.
- وظائف التّصدير:
تصدير الفصل الأول: “أنا الغريب بكلّ ما أوتيت من لُغتي “محمود درويش”.
إذا كان التصدير الأول للرّواية من نمط سردي فإن التّصدير الثاني من شعر محمود درويش. وهو استرفاد بعزّز كذلك لغة واصفة يرتدّ فيها النّصّ الشعريّ فينتح النّص الرّوائي على تجربة محمُود درويش مستدعيا قيما من قبيل مفهوم الغربة في علاقة مع الُّلغة والقدرة .
تصدير الفصل الثاني: وكُنْ مَنْ أَنْتَ حيث تكُون واحْمل عبْء قلبك وحدك. .
تصدير الفصل الثّالث: “على قدر حلمك تتّسع الأرض”.
بقية التصديرات موصُولة بشعر محمود درويش يفتح النّص على أُفُق قِرَائي مُميزّ يستدعي نصُوصا مُختلفة من شعر محمود درويش موصُولة بقيم الحُلم والتّحمل في إشارة إلى علاقة النّص المُصَدِّر بالفُصُول. فَالتَّصْديرُ ليس مُجَرَّد نَصّ مُقْتَطَعٍ من نصّ ومُلْقَى به في نص جديد. وإنما هو عمليّة رتق وتلصيق محكمة البناء والترتيب إذ شبهه أنتوان كمبانيون (Antoine Compagnon) بالعملية التّجميلية الجراحية التي تتطلّب خبرة ودراية حتى تختفي النُّدُوب ويذُوب الرّتق فيندمل الجرح وتضيق المسافة بين المُصدّر والمصدّر به. فكأننا أمام وحدة كُلّية تربط الداخل النّصي بالخارج النصي وتصل رواية الكاتب العمومي بفضاء التجربة الشعرية لمحمود درويش في استدعاء واضحٍ لقيمتي الغربة والحلم ما يطبعُ النص بخصوصيّة وفرادة.
4- الشخصياّت الحاملة في خطاباتها وأفعالها للقيم :
لا يقتصرُ حضور القيم في النّص المُحايث الدّاخلي فحسب بل يمتدُّ في كامل النّص المحايث الداخلي فيسري فيه سريان الدّم في العروق والشرايين ومن أهم الفضاءات التي تحضر فيها القيم خطاب الشخصيات المتكلمة في النص وهو من بين الخزّانات الزاخرة بإمكانيات قرائية خصية تمكّننا من استصفاء منظُومة القيم في النّص السّردي.
4- 1- خطاب الشّخصيّة:
ينصبُّ التركيز هنا على الطّريقة التي تسجل بها الشّخصيات مواقفها الأيديولوجية في النص. سيتم التمييز بين القيم التي تعبر عنها كلماتهم وأفكارهم والقيم التي تتجلى في أفعالهم. يمكن إجراء دراسة الأولى على ثلاثة مستويات:
الدّلالي والنحوي والبراغماتي. فيما يتعلق بالمستوى الدلالي، يوضح V. Jouve بجلاء كيف يمكنُ قراءة تفضيلات الشّخصيّات. ليس فقط في الموضُوعات يختارونها في التفكير أو الكلام، ولكن أيضًا في سجل لغتهم الذي يترجم علاقتهم بالعالم وبالآخرين في الصُّور والشّبكات المجازية التي يلجؤون إليها والتي تترجم هواجسهم وخيالهم. ويكشف بالقدر نفسه عن استخدامهم للصّيغ النموذجيّة، للمُصْطَلحَات من معجم المشاعر والعواطف والصِّفات الذّاتيّة.
أ- الحقُّ في العمل / بطالة أصحاب الشَّهائد العلميّة:
تبدو شخصية مبروك الناجح وهو اسم يحملُ دلالات إيجابية موصُولة بمعاني التّفوق والنجاح. ولكن واقعه غير ذلك إذ يطرح النّص قضيّة البطالة المطوّلة لأصحاب الشّهائد العلمية. فمن خلال سيرة هذا الشّاب يطرح النّص همُوم ومشاكل هذه الفئة من الشّباب التُّونسي الذي يعاني بطالة مُطوّلة. وتنسدّ أفق الحياة أمامه. فيبحث عن حلُول لهذا الوضع المًعسر. يقول ” قضى نبيل سبعة عشر عاما بعد بلوغه سن السّادسة يلهث وراء أستاذيّة في اللُّغة العربية وآدابها ليُصبح بعد كل تلك الرّحلة صاحب مقهى لا علاقة له بما درس وبما كان يفترض به أن يدرّس …بلغ إلى صديقي أمرُ بحثي عن محلٍّ وكان على علم بتفاصيل بطالتي التي طالت فعرض علي أن يسوِّغ لي دكّانا في طرف المقهى …….كنت خائفا ممّا أنا قادم عليه ولكن يأسي من الالتحاق بالتّدريس واقتناعي بأنّني لن أخسر شيئا شجّعاني على المُضيّ قدما”[6].
تبرّع صاحبي ” مُعز” وكان خطّاطا ماهرا. فطلى بلون أسود مُسْتَطِيلا فوق الباب كتب فيها كاتب عمُومي ثم زاد فرسم لي تحت ما كتب بورتريه ذيّله باسمي ولقبي وكتب تحتها “متخرج من كلية الآداب والعُلوم الاجتماعية 9 أفريل تونس”. يرسم خطاب الشّخصيّة منظُومة القيم التي يصدُرُ عَنْهَا النّص انطلاقًا منْ حَديث الشّخصيّة عَنْ نفسها. فيطرح قيمة العدْل وخاصّة فيما يتعلّقُ بالحقّ في الشُّغْل خاصّة طرح مشكلة البطالة في صفوف الشباب خرّيجي الجامعات الذين طالت بطالتهم أولئك الذي أفنَوْا أعمارهم في الدراسة دون الظفر بالمكانة التي يستحقونها. فمنطوق السارد / الشّخصيّة يُفصحُ عن وضعيتها. غير أن ذلك لا يطرح القضيّة المركزية في الرواية وهي البطالة واضطرار الشّخصيّة للعمل في وظيفة أقل من مستواه الدراسي فحسب. وإنما تطرح عدة قيم من بينها قيم التّضَامن والأُلفة بين هذه الفئة الجديدة في المجتمع جعلت من الهمّ المُشترك ” بطالة أصحاب الشّهائد العلميّة فضاء مشتركا للتّعاون ومدّ يد المساعدة. وكأنّنا أمام قيم جديدة وشرائح اجتماعيّة مُختلفة عن السائد والمألوف يجمعها الهمّ المشترك فإذا بهم في حاجة ماسّة إلى هذا التآلف لمقاومة هذا الوضع.
ب- سُوء العلاقات الزّوجية ومكانة المرأة:
يظهرُ من خلال خطاب الزّبُونَة الـأولى هالة التي تزوجت من شيخ أرمل مُسنٍّ يكبرها بثلاثين عاما. وعند إحساسه باقتراب الأجل نقل كُلَّ أمواله إلى ابنته. و يفضحُ خطاب الشّخصيّة مثل هذه المُمَارسات فينقلُ فهم السّارد بقوله: ” ففهمت أنه كان يكتريها جسَدًا يفجّر فيه آخر شهواته وخادمة ترتّبُ له شؤونه ومُمرّضة تسهر على علاجه” وتضيف الشخصيّة على لسانها ” أُكتب أيها الكاتب ما سمعت وما لم تسمع أكتب جشعه وخبث نواياه ونكرانه العشرة والجميل . اكتب إصراري على تتبعه من أجل التحيل الواضح أكتب أنني لم أبخل عليه بشيء بعثر جسدي وفرض عليّ مزاجه الأخرق وامتصّ شبابي وقوّتي ثمّ نذرني للمجهول “[7].
يظهر ذلك بوضُوح من خلال هذا الخطاب سواء خطاب السّارد أو خطاب الشّخصيّة الذي يتمَاهِى مَعَها. وهو ما يتجسّدُ في انْخِرَام منظُومة القِيَم وتحوّل مؤسّسة الزّواج خاصّة غير المُتكافئ إلى صفقة خاسرة تُقدِمُ فيها المرأةُ الجميلةُ على الزَّوَاج من رجُلٍ مُوسِرٍ مقابل خِدْمَات صحيّة واجتماعيّة. فيفقدُ الزواج بذلك معناه ليتحوّل إلى عمليّة تحيّل وخِداع وتصبحُ المرأة مهدّدة في استقرارها مُعرّضة للتشرّد والضّياع. هذه الصُّورة التي يقدِّمها الكاتب لفئة من فِئَات المُجتمع تكشف انخرام منظُومة القيم وسيطرة العامل المادي والمالي على طبيعة العلاقات الاجتماعيّة التي من المفروض أ، تقوم على قيم مخالفة من قبيل المحبّة والوفاء والإخلاص.
وتبدو كذلك في ظاهرة الطلاق الأبيض وحكاية الزّوج الذي خدع زوجته وطلّقها بالتّحايل واختلاس بطاقة الهُويّة. فيفقد الزّواج أهم قيمة تأسس عليها وهي قيمتي الثقة والوفاء.
4- 2- أفعال[8] الشّخصيّات:
تعتبر أفعال الشّخصية بالإضافة إلى صفاتها وملامحها الخلقيّة والأخلاقيّة عُنْصُرًا بَارِزَا يُسَاعِدُنَا في دِرَاسَة القيم المنتشرة في النصّ. فالفعل الصادر عنها إنما هو في الحقيقة فعل ليس معزولا عن سياقات الوصف والأحداث وإنما يظلُّ موصولا دائما الوقائع في النص تلك الوقائع الجارية في نظامه تكسبهُ دَلاَلاتٍ ومعانٍ يُمكنُ اسْتِصْفاؤها لاستخلاص منظُومة القِيَم المؤثِّرَة في النّص والمُوَجّهَة لمَسَارِهِ السّرديِّ.
- التحرّش الجنسي:
ويظهر بحلاء في أعمال وملامح شخصيّة رانيا طالبة المرحلة الثالثة يقولُ ” تظل المعركة قائمة إلى أن تنتهي تلك الطّالبة من إنجاز بحثها وتودعهُ بقسم الماجستير بالكلية وتناقشه وتحصل على درجة مُشرّفة وتظل رانية مُجرّد ذكرى مرت ذات ربيع فأحبته وزادت في حرفائه حرفاء آخرين جاؤوا يتفحّصون لحمها من وراء ملابسها ويتنافسون في دفع ثمن قهوتين مقابل قهوة واحدة”[9].
وتطرح الرواية عديد القضايا الأخرى من بينها اجتياز الحدود خلسة والمشاكل النّفسية للشًّباب الذين يتعرضون إلى ضُغوطات مادّية ونفسيّة والانتشار المشبُوه لعديد الجمعيّات الخيرية أو ذات الطّابع الاجتماعي والسعي للوصول إلى السُّلطة والسّرقة والتّحيّل.
- ضعف قيمة العمل وانتشار قيم الرّبح السّريع وضربة الحظّ :
يظهر كذلك في المراهنة والربح والسّريع من خلال استدعاء لعبة البرومسبور ووصف انتشارها بين الناس. هذه اللُّعبة التي ذاع صيتها بين الأوساط الشعبية وأصبحت تمثلا وسيلة لتحقيق الرّبْح السَّرِيع يلهثُ وَرَاءَها الكثيرون من الحالمين بالثروة فتأسرهم يبريقها الوهاج وتبشرهم بثروة كاذبة سُرعان ما يكتشفون أنها سراب خُلَّبٌ. فطرح مثل هذه القصة وإن لم تحتل حيزا كبيرا في النّص وإنما جاءت في التّفصيل تظلُّ إشارةً إلى انتشار مثل هذه المُمارسات تنتصر لقيم الربّح السّريع وتحقّق الوصول إلى الثروة عن طريق اللّعب لعب القمار أو البرومسبور أو الركض وراء الكنوز بحثا عن أحلام زائفة …” كم سخرت منّي تلك الورقة الحمراء؟ ليلتها ضحكت حتى سالت دموعها من فرط الضحك وقهقهت …. يقول: ما الذي بربك ستجنيه بكلّ هذا؟ كم ستجمع آخر عمرك كلّه؟ الكتابة الرّابحة هي هذه العلامات التي كُتبت علي. بدينار اشترتني ولم تستعن بغير صفحة من صفحات ملحق رياضي بجريدة أسبوعية، ولم تستغرق في كتابتي غير دقائق .. انظر إلى أين طرت بها”[10].
- الإيمان بالخُرَافَات وَ التَّمَائم:
يظهر في خطاب وسلوك الأمّ تُجاه ابنها في إيمانها بالخُرافات و التّمائم اعتماد البخور والحرز الذي تعتمده لجلب الحظ وتؤمنُ بمفعُوله السّحري فترى له مفعولا يحمي ” الكاتب / السّارد ” من الحَسَد ويقيه شر الخيْبَات ” ودسّت في جيبي حرزا في حجم نصف الكف وأخذت توصيني به خيْرا وتُطمئنني بأنّه سيكُون حصني الحصين الذي يدافعُ عَنّي ويردّ عني شر الحاسدين ويُؤْنسُني في طريقي و يجلب لي الرّزق الوفيرَ “[11].
ومن بينها انتشارا الدّجّالين الذين يدعُون القدرة الفائقة على العلاج وتحقيق المعجزات عجز عنها الطّب الحديث. فيطرح النّص انتشار هذه الظاهرة في المجتمع التُّونسي يقول:
” لم أرها في مكتبي ولا في مكتب الفاهم عليّان إنّما على شاشة التّلفزة تتحدّث عن مرضاها ومُعْجِزَاتها ودوائها الفعّال وشاهدت تحقيقا صُحُفيّا يُصورُ طَوَابيرَ مِنَ المَرْضَى وأهاليهم مُتَلهِّفُون عَلَى مُقَابَلَة هَذِهِ الطّبيبة التي اقتحمت عيادتها بعد ما كلّمها هاتف والنّاس نيام وبشّرها باختيار ها لاستقبال المرضى ومعالجة كل العلل”[12].
و يعرضُ النّص انتشار الخُرَافة وَسَذَاجة النَّاس في تصديق مثل هذه الظَّواهر وينقد كذلك تعامُل وسائل الإعلام مع مثل هذه الأحداث ورغبتها في الانتشار السّريع بين النّاس والترَّفيع في نسب المشاهدة دون مراعاة لما يمكن أن تُحدثه هذه الظواهر من مضار اجتماعية. فرغم ما يظهرُ عليه المُجْتَمع التُّونسي من حداثة كاذبة لا تخلُو منَ الزَّيْف وَالتَّزوير أَمَامَ بَعْض المُمَارَسَات فضحها النّص وكشف ما تُعانيه بعض فئات المجتمع من بساطة في التفكير وانتشار مفزع للخرافة والزيف هذه الممارسات الرديئة التي تكون مدخلا للتحيّل والكسب غير المشروع تلعب على آلام الناس وجراحاتهم فتبيعهم الوهم والكذب.
ولا يخلو النص كذلك من طرح جُملة من القضايا حرّكَت المجتمع التونسي فكانت محلّ خلاف:
- التّعويضات وتزييف قائمات جرحى الثّروة:
من قبيل قضية التعويضات من لدن بعض الذين كانوا ينتمُون إلى الأحزاب السّياسية المحظورة في عهد بن علي من خلال شخصيّة مخلوف: بالإضافة إلى الدّلالة الاسميّة التي لنْ أقف عندها كثيرا من قبيل ما يُحيل عليه اسم العلم لإحدى الشّخصيات السّياسية البارزة في زمن مرجعي مُحدّد ” لا يخفى على أحد كما لا يخفى ضوء النهار عل ذي بصر “.
جاء في الرواية “اسمع مبروك يريد صهري “مخلوف” وأشار إليه أن يطلب من الدّولة الجديدة تعويضا عن سنوات سجنه الخمسة وما سبقها وما تلاها من مُلاحقات وعذابات. يريد أن ينال تعويضا سخيّا عن فترة إحالته على البطالة…”[13].
الزميل الكاتب الذي قرأت عنه اسمه (خ. ص. و ) حرّر لواحد زعم أنه جريح من جرحى الثورة ما يفيد أنه تلقّى رصاصة في ركبته أيّام الاحتجاجات وجاء معه بشاهد زور “[14].
- تشرّد المُومسات / الجسد المُبعد:
تُخَصّصُ الرواية حيزا مهما لعرض قصص بعض المُومسات في الماخور الموجود بالعاصمة. ويفسح السّارد المجال لهنّ أن تحكي كل شخصيّة قصتها بنفسها. فينفتح النّص على التعدد الصوتي البولوفوني من خلال قصص متنوعة. ظهرت كذلك في الشكاية إلى مجلس نُوَّاب الشّعب والتهديد باقتحامه وهنّ ” بوكة / ننّو/ بهيّة “. يتنازل السّارد عن الحكاية ويفسحُ المجال للشّخصيّات أن تحكي كلّ شخصيّة مُشكِلَتَهَا من البِنْت التي عَاشَتْ مع أم مُومِس وعجزت عن إكمال الدِّراسةِ.
فاضطرت بسبب الفقر والعوز إلى مُمَارَسَة الدَّعَارَة إلى مُدرّسة الفِرَنسيَّة التي طُردت بسبب عدم الكفاءة البيداغوجية فارتمت بين أحضان بائعات الملابس الفاخرة في المحلاّت الرّاقية التي لم تكُن غَيْر وَاجهَة لبيْع الجَسَد للوُجَهَاء وَأَصْحَاب النُّفُوذ إلى الزَّوجَة المغدُورَة التي قَتَلَتْ زوجها بسبب الخيانة ثم تحوّلت إلى مُومِس انتِقَامًا وَغَضَبًا.
فينْفَتِحُ النّص على قضايا المرأة التونسية. ويطرح جملة من الإشكاليات والقضايا التي تجعل من النّص الرّوائي على الأقلّ فضاءً للبوحِ وَالتَّعْبِير. وَكَأنّها (الرّواية) صوت من لا صوت لهم يتجسّدُ في رفض هذا النّص لقيمة أساسية ضائعة هي العدل ونقد واضح للظُّلم الذي يُمكنُ أنْ يَكُونَ سَبَبًا في دَمَار الإنْسَانِ خَاصَّةً في مُجْتَمَعٍ تتًّسم فيه مَكَانَة المرأة بالهشَاشَة والضّعف يجعلها مضطرة في بعض الـأحيان إلى بيع جسدها من أجل لُقمة العيش. وهو ما يذكِّرُنَا بموقف بعض الرّوائيين الذين يجعلُون من شخصيّة المُومس شخصيّة مُختلفة من قبيل عبد الرّحمان منيف وموقفه مثلا من خضرة في الأشجار واغتيال مرزوق يقول في أول جملة في الرّواية ” تعيش وحيدة، وتستقبل في بيتها بعض الرّجال لتعيش”[15].
هذا الطَّرْح لا يُدينُ مِثْلَ هَذِهِ التَّصرُّفَات بقدر ما يستدعي ضياع قيمَة العَدْل وَيُنبِّهُ القارئ إلى خُطُورَة ما يُمكن أن تقع فيه المرأة بصفة عامّة والمرأة التونسية خاصّة ولا يدينها بقدر ما يعتبرها ضحيّة.
يتحوّلُ فانسون جُوف في رصده للقيم من خلال دراسة أقوال الشّخصيَّات وَبَعض أفعالها إلى قيمة القيم أو القيمة الكُبرى يبشر بها النّص. والعادةُ أنْ تكُون اختزالا وتجميعا لكُلّ ما سبق من قيم وأفكار ٍمبثُوثة في النّص يوجّهها السّارد وجهة مُحَدَّدَة لخدْمَة المنظُومَة المركزية والأساسيّة. وهي في تقديرنا قيمة المعرفة والانتصار للكتابة والتأليف عبر تحويل الكاتب العمومي من كتابة العرائض والشّكايات إلى كتابة فنّية إبداعية تُمَكّنُ صاحبها من الحُصول على المكافأة والفوز بجائزة. فانتقلَ صاحبُهَا من الفَقْر إلى الغِنى ومن النكرة إلى المعرفة والشُّهرة .
يقول ” يتقدم الآن الفائز بالجائزة الأولى السيّد مبروك ناجح من تونس صاحب رواية كاتب عمومي مرتبكا ومرتعشا ….أذكر أنني أمسكتُ جيّدا بالصّك حتّى لا يفلت من يدي وأنّني سمعت تصفيقًا طَويلاً يهزُّ القَاعَةَ…” [16].
وهذا ما يفتح النّص على مفهُوم أوسع وأعمّ من مُجرّد خطاب للشّخصيّات وإنّما يجعلُ من القيمة المركزية تنتصرُ على بقيّة المضامين، مؤسّسة لقيمة القيم التي تبدأ من خلال التسمية “مبروك النّاجح ” فيتحولُ الفشلُ والبحث عن لُقمة العيش إلى نجاح وانتصارٍ يستحقُّ التهنئة. ويظهر ذلك من خلال الاسم العلم الذي يبدُو في وسم الشخصيّة وفي أحداث النّص مُخالفا لدلالاته الحقيقة. ولكنّه يُتَوَّجُ في النِّهَايَة بِأَنْ يُصبحَ مبرُوك نَاجِحًا يَسْتَحِقُّ النَّجَاح ويَسْتَحقُّ التَّهنئة.يقولُ فانسًون جوف “الاسم العلم يظهر باعتباره وسيلة تقييم ناجعة”[17].
5- خاتمة:
يبدُو من خلال اهتمامنا بالأيديولوجي في النّص ورصدنا لأهم مظاهر حضُوره ودلالاته في رواية كاتب عمُومي أنّه أمرٌ ليْسَ باليَسِير. لأنّه من المُستحيل مُحَاصَرَة كُلّ المَعَانِي وَالدّلاَلاَت يبُوحُ بها النّص عن طريق خطاب الشّخصيّات أو أفعالهم.
ذلك أنّ العمل الأدبي كما يقُولُ سعيد بنكراد “لا يرتبطُ بالإيديولوجيا عن طريق ما يقُولُهُ، بل عبْرَ مَا لاَ يقُولُهُ. فَنحنُ لا نشعُرُ بوُجُود الإيديولوجية في النَّص إلاَّ من خلال جوانِبِهِ الصَّامتَة الدّالة، أي نشعر بها في فجوات النًّص وأبعاده الغائبة. هذه الجوانبُ الصَّامتة هي التي يجبُ أنْ يتوقّف عندَهَا النَّاقدُ ليجعلها تتكلّم. فالنّص قد يُحْرَمُ -إيديولوجيا- من قول أشياء مُعيَّنَة، وَيجدُ المُؤلّفُ نَفَسَهُ مُضْطَرًّا للكشْف عنْ حُدُود الإيديولوجيا التي يكتبُ مِنْها، مضطرّا للكشف عن ثغراتها وصوامتها، أي الكشف عمّا هو غير قابل لأن يُقَال، وما دام النّص يحتوي هذه الثّغرات والصّوامت فإنّه يظلُّ غير متكامل. وبدل أن يكشف عن وحدة شاملة متجانسة، فإنّه يكشفُ عَنْ صراع المعاني وتضاربها داخله. ولذلك تكمُنُ دلالة العمل في الخلاف بين معانيه، أكثر مما تكمنُ في الوحدة بين هذه ا لمعاني[18].
ولهذه الاعتبارات مُجْتَمِعَةً يحسُنُ أَوْ يُسْتَحسَنُ التَّخلي عن مفهوم المسكُوت عنه وتنويعاته قصْد البحث عن مفهُوم أكثر مُلاَءَمَة ووضُوحًا وأكثر قابليّة للاشتغال ضمن جهاز مفهُومي منسجم يعطي للنّص الكلمة في المقام الأول. ونتضامن مع فيليب هامون حين اقترح مفهوم القيمة Valeur بديلا عن مفهُوم المسْكُوت عنه. وَالتّضَامن هذا قائم على وضُوح الوَضْع النّظري والمردُودية الإجرائية للمفهوم مثلما يتبدّى ذلك في مداخلتيْ باختين وف. هامون في نزوعهما نحو تشييد شعريات المعياري والقيمي”.[19]
إذ سيبرز بجلاء الهدف من الكتابة وإمكانيّة تحرير اللّغة من الشرك الإيديولوجي الذي يضعها فيه المجتمع ذلك أنّ دور الفنّ هو الامتناع عن التّغيير عن المُعبّر ابتداع لُغة أُخرى لُغة حقيقيّة هي لُغة الانفعالات الفقيرة والقويّة كما يقول رولان بارت في كتابه عن المسرح.
قائمة المصادر والمراجع:
المصادر:
- سليمان (عبّاس) كاتب عُمُومي الدّار التُّونسية للنشر. تونس. 2019.
المراجع:
- الأزدي ( عبد الجليل ) الإيديولوجية في الرواية،” الوضع النظري والمنهجي لمفهوم “المسكوت عنه” كلية الآداب – مراكش. الرابط من موقع سعيد بنكراد http://saidbengrad.free.fr/al/n7/11.htm، تاريخ الولوج 10/09/2023.
- جوف ( فانسون ). شعريّة الرّواية . ترجمة لحسن أحمامة .دمشق سورية، دار التكوين 2012.
- بن جلون (الطّاهر) الكاتب العمومي. ترجمة علي باشا، سورية دمشق، ورد للطّباعة والنّشر والتوزيع ،.1998.
- لحمداني(حميد). النقد اّلروائي والإيديولوجيا من سوسيولوجيا الرّواية إلى سوسيولوجيا النّص الرّوائي . الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 1990 .
- المسكيني (فتحي). سيرة ذاتية بلا ذات ،أو هل نحن ما نكتبه عن أنفسنا؟ مجلة الفيصل النسخة الإلكترونية. سبتمبر / أكتوبر 2023السنة الثامنة والأربعين: العدد663/564.
- منيف (عبد الرحمان). الأشْجار واغتيال مرزوق، بيروت. المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، د.ت، الرابط: https://www.alfaisalmag.com/?p=30433.
المعاجم:
- معجم تحليل الخطاب ترجمة عبد القادر المهيري وحمّادي صمّود، تونس، دار سيناترا ،2008 .
المواقع الإلكترونية :
- من موقع سعيد بنكراد. المقال بعنوان الإيديولوجية في الرواية. بشأن الوضع النظري والمنهجي لمفهوم “المسكوت عنه” عبد الجليل الأزدي – كلية الآداب – مراكش. الرابط: ..http://saidbengrad.free.fr/al/n7/11.htm.
المراجع الأجنبية
- Jouve (Vincent): Poetique des valeurs, Paris, U.F., coll «Ecriture» 2001.
- Macherey (Pierre): Pour une théorie de la Production Littéraire, Maspéro, Paris, 1980.
[1]– حميد لحمداني النّقد الرّوائي والإيديولوجي. من سُوسيولوجيا الرّواية إلى سوسيولوجيا النّص الرّوائي .الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي ،1990.ص 13.
[2]– يوضّحُ جوف منهجه الإنشائي بقوله ” فإنشائيّة الرّوائيّة كما تُفهم من هذا المُؤلّف تستدعي النماذج النّظريّة المُختلفة التي تُدمج التحليل الشّكلي في تصنيفاتها وبالتّالي لن نستأنس بالمقاربات السرديّة والسّيميائيّة فقط .بل وأيضا آخر التّطوّرات في النّقد السّيكولوجي و الاجتماعي إضافة إلى أحدث المساهمات في لسانيات التلفظ ونظريّة القراءة ” فانسون جوف مُقدمة بقلم المترجم حسن لحمامة .لكتاب شعريّة الرّواية .دمشق سورية، دار التكوين 2012.
[3]– يُقَسِّمُ عبد الله العروي الأيديولوجيا إلى أربعة أنماط:
نمط سياسي: يتسم فيها المخاطب بقيم التسامي والتضحية والوفاء / في حين يرى المخاطَبُ أنّه قناع وراءه معاني خفية. نمط اجتماعي. نمط معرفي. نمط مشترك بين الأنماط الأخرى الأيديولوجي القناع نمط سياسي أوأيديولوجي نظرة كونية / الأيديولوجي علم الظواهر نمط معرفي.
[4]– فتحي المسكيني: سيرة ذاتية بلا ذات،أو هل نحن ما نكتبه عن أنفسنا؟ مجلة الفيصل النّسخة الالكترونية. سبتمبر / أكتوبر 2023السنة الثامنة والأربعين: العدد663/564.
[5]– الطاهر بن جلون، الكاتب العمومي. ترجمة علي باشا، سُورية دمشق، ورد للطّباعة والنّشر والتوزيع ،1998
[6]– كاتب عمُومِي، ص15.16.
[7]– كاتب عمومي،ص21.
[8]– “الفعل : كلّ بناء لعالم حكائي يعرضُ نمطين من الأمور الواقعيّة أو الخياليّة : أحداث وأفعال .وفي كلتا الحالتين ، إذا حُوّر أو غُيّر شيء و/أو أحد ، فإنّ الفعل يتّسم بحضور فاعل – بشري أو لهُ شكل إنساني يحدثُ التغيير ( أو يسعى إلى منعه) ،في حين أنّ الحدث يطرأ بتأثير أسباب دون تدخّل مقصود من قبل الفاعل”. باتريك شارودو ودومينيك منغنو ومجموعة معجم تحليل الخطاب ترجمة عبد القادر المهيري وحمّادي صمّود، تونس ، دار سيناترا ، 2008 ص29.
[9]– كاتب عمومي، ص125.
[10]– كاتب عمومي، ص13.
[11]– المصدر نفسه، ص26.
[12]– كاتب عمومي، ص139.
[13]– المصدر نفسه. ص53-54.
[14]– المصدر نفسه، ص86.
[15]– عبد الرّحمان منيف. الأشْجار واغتيال مرزوق، بيروت . المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، د.ت، ص5.
[16]– كاتب عمومي، ص165-166.
[17]– Le nom propre d’abord, ne se présente comme un moyen dévaluation efficace, poétique des valeurs, P.108.
[18]– Pierre Macherey, Pour une théorie de la Production Littéraire, Maspéro, Paris, 1980, P.174.
[19]– سعيد بنكراد. موقع إلكتروني .من مقال بعنوان الإيديولوجية في الرواية. بشأن الوضع النظري والمنهجي لمفهوم “المسكوت عنه” عبد الجليل الأزدي – كلية الآداب – مراكش، الرابط: http://saidbengrad.free.fr/al/n7/11.htm، تاريخ الولوج 10/09/2023.