من هو الطفل؟ فيم تنفعنا معرفة الطفولة؟ وهل يمكن أن ننظر إلى الطفل على أنه راشد؟ أسئلة تبدو غريبة. لم يطرحها الذهن البشري بشكل جلي وواضح حين نظر إلى الكائنات الحية على أنها متمتعة بالثبات. أفراد النوع الواحد متماثلين لا فرق بينهم، مادام التفكير فيهم لا يتم إلا وهم في حالة النضج والاكتمال. فبالرغم من أن كل فرد من أفراد النوع قطع مسارا تطوريا، فإننا لا نعير هذا الأخير أي اهتمام بقدر ما نبقى منشغلين بالأفراد وقد تأتى لهم النضج والرشد. وإذا ما نظرنا إلى الطفولة على أنها جزء رئيس من هذا المسار صار السؤال عنها أمرا جديرا بالبحث. إن التطور الذي طال العلوم الطبيعية، والتداعيات التي خلفتها النظرية التطورية قاد الإنسانية إلى إعادة النظر في السؤال المطروح، بل صارت تستشعر حدته وأهميته. كيف لا والإنسانية تقف مندهشة من عدم الانتباه إلى أهمية مرحلة الطفولة لقرون طويلة. مرحلة تهم النوع الإنساني الذي يتربع على سلم وهرم الحيوانية.
مفهوم-الطفولة-عند-روسو-كاملا-1 1.9K

خاليد الخطاط
د. خاليد الخطاط، باحث مغربي في قضايا التربية والبيداغوجيا والديداكتيك والفلسفة وبناء المناهج التربوية. حاصل على الدكتوراه في التربية والفلسفة من جامعة ابن طفيل – كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقنيطرة. له مجموعة من الأبحاث والمنشورات في العديد من المجلات المحكمة.