ترجمة علي أسعد وطفة
ليس خافيا على العارفين والدارسين بأن استخدام الوسائل الرقمية في التعليم كان قد بدأ منذ أربعة عقود في مختلف أرجاء المعمورة، وقد ترافق ذلك بعملية دمجها المستمر في العملية التربوية. وقد أدرك المسؤولون في مجال التربية والتعلم أن الدمج الرقمي في المدرسة كان وما زال يشكل ضرورة حيوية في مجال العملية التربوية. ورغم الأهمية التي رسخها المفكرون حول ضرورة الدمج الرقمي في التعليم فإن تطور عملية الدمج الرقمي ما زالت بطيئة ، فالمدرسة لم تتغير كثيرا والمعلمون ما زالوا يحافظون على المسافة العريضة التي تفصلهم عن عالم الرقمية، وما زالت الرقمية إلى حدّ كبير بعيدة المنال، ولم تحقق تطلعات المفكرين والمربين في هذا الميدان. وفي مقابل ذلك يلاحظ وجود تراكم نوعي في مجال التجارب والتجديدات والنتائج في مجال استخدام الوسائل الرقمية وتوظيفاتها التربوية وذلك من أجل التعلم والتعليم، كما يلاحظ وجود كم كبير من المصادر الرقمية التي توظف من أجل التعلم عن بعد. فالمشهد ينطوي على تناقضات كبيرة ما بين أرجاء البلد الواحد وكذلك ما بين مختلف الدول على المستوى الدولي ما بين مختلف الدول في مختلف أرجاء المعمورة حيث يكون الدمج الرقمي مختلفا ومتنوعا ومتناقضا في مختلف مستوياته.
يمكن القول إن التطورات الرقمية في التربية قد اتخذت طابعا تكنولوجيا متطورا في البدايات، وتدريجيا بدأت الوسائل الرقمية المعلوماتية بالحضور في فضاء التعليم، ومع بداية هذا الحضور المعلوماتي انطلق التساؤل حول الأسباب التي تفرض على المدرسة استخدام الوسائل الرقمية وعن الكيفية التي تستخدم فيها في التربية: لماذا ولما تستخدم المعلوماتية في المدرسة؟ وكيف نتمكن من استخدامها؟ وقد بدأت هذه الظاهرة مع استخدام عدد كبير من الوسائل والأدوات الرقمية التي ما انفكت تظهر وتتجدد باستمرار مثل: الحاسوب المحمول (ordinateurs portables= Laptop)، والحاسبات ( desktop computers)، والسبورات الذكية (tableaux interactifs)، والهواتف اللوحية (Tablets) والهواتف الذكية (Smartphones) .
وقد ترافقت هذه الظاهرة الرقمية بانتشار عدد كبير من الخبرات والنشرات العلمية حول كيفيات استخدام هذه التكنولوجيا الذكية في الوسط المدرسي، ومع ذلك ورغم هذه الجدة في استخدام التكنولوجيا الذكية لا تشهد الساحة تقدما كبيرا ملموسا في التدريب على استخدام هذه الوسائل الجديدة. وإذا كانت هذه الوسائل قد اكتسحت عالم المدرسة فإنه لا يوجد هناك مؤشرات واضحة حول تأثيرها في العملية التربوية أو استخدامها بصورة فعالة من قبل المعلمين والمدرسين في الوسط المدرسي، أو لنقل أن بعض الوضعيات التربوية تبدوا متناقضة مع المعلوماتية بأبعادها الرقمية. فعلى سبيل المثال تنزع البيئة الرقمية إلى تشجيع العمل التعاوني وهو نشاط لا يتوافق مع توجهات التربية التقليدية التي تنظر إلى الطفل أو المتعلم من زاوية فردية أي أنها تنظر إلى المتعلم بوصفه فردا وخارج سياق التعاون الذي تميل إليه التربية بالوسائل الرقمية. ويضاف إلى ذلك أن التكنولوجيا التربوية التي فرضت نفسها في المدرسة غالبا ما ينظر إليها كعبء ثقيل الوقع على المدرسة لأنها كثيرة التطلب حيث تقوم على أدوات ومواد متعددة ومصادر متنوعة، وتحتاج إلى الوقت والمساحة الكبيرة في الصالات والفصول. وهنا علينا ألا نصاب بالدهشة لأن تعميم التجربة الرقمية في المدارس المنتظر لم يتحقق حتى الآن.
هذا وتبين الدراسات الجارية في هذا المضمار أن الدول التي استطاعت أن تحقق تطورا كبيرا في عملية الدمج الرقمي في المدرسة مثل كوريا الجنوبية، وهولندا، وأستراليا، هي الدول التي استطاعت أن تعالج مسألة التقانة الرقمية من منظور تربوي دون أن تتردد في الوقت ذاته من طرح هذه القضية ضمن تصورات ثورية حول أهمية التجديد في وظيفة النظام التربوي برمته، وقد عرفت هذه البلدان بإرادة التطوير التربوي الكبير المعزز بإرادة سياسية صارمة وعزيمة اجتماعية دائمة.
إن الاهتمام بالتربية وإعطائها الأولية يعني الاهتمام بعملية التعليم والتدريب، ولا تكمن الأهمية هنا في توظيف كم هائل من التكنولوجيا الرقمية في الوسط المدرسي بل بعملية اغناء التربية وتطويرها من خلال التكنولوجيا حيث يترك للتربية أن تغتني بمعطيات التكنولوجيا وفوائدها وأن نجعل من توظيفها نشاطا تربويا جديدا. فالأهداف من توظيف التكنولوجيا يجب أن تكون تربوية بالدرجة الأولى وكذلك الطموحات يجب أن تكتسي حلتها التربوية.
وهذا يتطلب أن تقودنا الطريقة التي نتأمل بها ونتعامل بها مع التكنولوجيا إلى تحقيق الغايات التربوية المنشودة، وعلى هذه الصورة يكن لحقل الممكنات أن يزداد ويتضاعف في مجال العمل التربوي. وهذا بدوره يحمل المعلمين دورت مركزيا ومسؤولية كبيرة حيث يتوجب عليه أن يحظى هو نفسه بالكفاءة والقدرة على الإبداع في مجال العمل التربوي ولك من خلال استخدامه المميز لكل الوسائط التربوي الممكنة في الوسط المدرسي.
تفرض الثورة الرقمية حضورها المظفر في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية وابعادها. لقد باتت عملية إعداد التلامذة والمتعلمين ليكونوا مواطني المستقبل رهن عملية اكتسابهم للمعارف والخبرات والمهارات الضرورية في مجتمع يتدفق بالمعلوماتية والرقمية. وهذا يعني أنه لا يمكن للمجتمع أن يستمر في نقل المعلومات التقليدية بطرائق التربية الكلاسيكية التي انتهى عصرها وولى زمنها حيث أصبحنا الآن في عصر المعلوماتية التي طبعت الحياة بسماتها الرقمية. وهنا يتوجب على المجتمع وعلى خلاف ذاك أن يقوم بإعداد المتعلمين وتنشئتهم على المعرفة الرقمية لعالم الغد. ومثل هذه الرؤية وهذا السبق التربوي يشكل أولوية مركزية في سياسات البلدان التي حققت تطورها الكبير حضاريا وإنسانيا.
فالمعارف الإنسانية تتطور بطريقة مذهلة، حيث تسجل التقانة الرقمية حضورها المكثف في ميدان من ميادين العلم وفي كل حقل من حقول المعرفة. ولكن الأمر الذي يجب علينا أن نأخذه بعين الاعتبار فالمدرسة الرقمية لا تكتفي بتزويد الطلبة بما هو ضروري من المعرفة للقرن الحالي الحادي والعشرين فحسب بل تأخذ بعين الاعتبار عملية تأهيل الطلاب على سيناريوهات المعرفة المتوقعة في المستقبل بشقيه القريب والبعيد، وتعمل على اكساب المتعلمين القدرة على استشرافها وتمثلها من منطلق الاحتمالات والتوقعات، ومن خلال وضع سيناريوهات متقنة لصورة المستقبل المحتملة ومآلاته. فالمعرفة تشهد حالة تغير متسارع وانفجار مستمر وتلك هي حقيقة دامغة في العصر الذي نعيشه. وهنا يتأصل الحديث الدائم عن المجتمعات الذكية التي تأخذ فيها المعرفة طابعا اقتصاديا وسياسيا. فالمعرفة كما أشرنا تتجدد وتتجلى دائما على صورة إبداعات يومية مستمرة، وهذا يعني بالضرورة أن المدرسة ليست هي المصدر الوحيد للمعرفة، وبالتالي فإن وظيفتها لا يمكن أن تنتهي عند حدود نقل المعرفة فحسب، أو أن تتقلص إلى مجرد عملية اكتساب للمعرفة التقليدية، فالمدرسة اليوم معنية بتنمية المعرفة بما تنطوي عليه من ذكاءات ومهارات وخبرات وإمكانيات معرفية، وهي ضمن مقتضيات هذا الدور تنتقل من طور مدرسة المعلومات إلى مدرسة المعرفة أو الذكاء المعرفي. وهذا يعني أنه يتوجب عليها أن تعنى منذ اللحظة بالكيفيات التي تجعل المتعلمين منتجين للمعرفة لا مجرد مكتسبين لها. فالقدرة الحقيقة لأي نظام تعليمي تكمن اليوم في قدرته على دمج المعرفة الذكية في التعليم إبداعا وانتاجا، وفي قدرته على تمثل معطيات عالم المعرفة تجاوزا لعالم المعلومات، وهذا يشكل شرطا أساسيا من شروط النجاح في السياسيات التربوية في أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة.
فالمجتمع المعرفي هو صيغة اجتماعية للمجتمع الذكي التي تتمثل في قدرته على تمكين افراده من الوصول السريع إلى المعرفة والمعلومات عبر التواصل الفعال مع المعرفة وفيما بينهم، كما يمكنهم في النهاية من القدرة على العمل التعاوني المبدع في جماعات وضمن مؤسسات. فالشبكات الإليكترونية في مجتمعات المعرفة والمعلوماتية تساعد جوهريا في عملية بناء المعرفة الشاملة، وهي تعمل بالتالي على كسر الطبقية التقليدية وتهشيمها، كما تعمل على تغيير المؤسسات الكلاسيكية، وهذا يشمل النظام التربوي برمته. ومن هذه الزاوية يتوجب على النظام التربوي أن يتغير فعليا ويغير تحت تأثير المنظومات الشبكية الجديدة في المجتمع.
فالمدارس التقليدية تتميز بطابعها الفردي، إذ غالبا ما تعمل على نقل المعلومات والمعارف على نحو فردي، وتقوم في الآن الواحد بتطوير الذكاء الفردي والذاكرة الفردية، وهذا ينسحب على المعلمين أنفسهم الذي يواظبون على الممارسة الفردية. وعلى خلاف هذه الصورة فإن المدارس الرقمية المعاصرة تتطلب وبشكل متزايد المهارات التعاونية الجمعية كما تتطلب القدرة على العمل مع الآخرين والتفاعل معهم فالعمل الجماعي التعاوني المثمر هو خصيصة جوهرية في بنية المجتمعات الحديثة، وهذه الروح التعاونية توجد في أصل نجاح هذه المجتمعات وتطورها. وفي عمق الصيرورة للتعاون الاجتماعي في المجتمعات الحديثة فإن الرقمية تعزز الذكاء الاجتماعي، وتنهض بالذاكرة الجمعية. وهذا يعني أنه يتوجب على الأنظمة التعليمية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الطابع الجديد وتلك الروح المتجددة التي تتسم بها المجتمعات الحديثة التي حققت تقدمها الملحوظ في مجال الأنفوميديا الرقمية.
وهنا يتعين على التكنولوجيا الرقمية الجديدة، وضمن سياقاتها الاجتماعية المحددة، أن تؤسس لرؤية جديدة في مجال التربية والأنظمة التربوية على حد سواء، وذلك لأن التربية التقليدية لا تستطيع أن تؤدي دورها في مجتمع المعلوماتية الرقمية. فالتعلم من خلال الهواتف اللوحية الذكية لا يتم بالطريقة نفسها التي يتم فها توظيف الكمبيوتر المكتبي، وهذا يعني أن إدماج الرقمية في التربية يتم وفق مخططات استراتيجية تربوية معدة على نحو علمي: علينا الأخذ بعين الاعتبار السياق الزمني والمكاني لعملية الادماج الرقمي ومتطلباته، مثل: التنسيق بين التعليم الفردي والتعليم التعاوني، التكيف مع الوسائط الإليكترونية النقالة، التمكين، التعليم عبر الشبكات ومن خلالها، توجيه التربية لتأكيد العوامل الفردية، أو ما يسمى بتفريد التعليم، أي الأخذ بالسمات والخصائص الفردية لكل متعلم بعين الاعتبار، ثم الـتأكيد على مبدأ التعليم والتعلم مدى الحياة، وهنا يترتب على الأنظمة التربوية في ظل هذه الرؤية أن تعمل على استحضار جوهري لمختلف أشكال التربية الحديثة.
السؤال المركزي الذي يطرح نفسه في هذا السياق: كيف يتأتى لنا أن نقوم بإعداد التلامذة وتأهيلهم وفق المعايير الثقافية لثقافة العقود الجديدة القادمة من القرن الحادي والعشرين بأبعادها الرقمية؟ وهنا يتجلى أمامنا خيار أساسي يتمثل في تأهيل المتعلمين رقميا عبر واحد أو أكثر من الفروع المعرفية مثل التربية العابرة للاختصاصات العلمية. ففي كوريا الجنبية عى سبيل المثال تم ادخال التعليم الرقمي عبر مقرر اجباري تحت مسمى المعلوماتية (Informatique) في مختلف مستويات النظام التعليمي. ويركز هذا المقرر على التفكير حول المعلوماتية في العالم الحقيقي ويسمح للطلاب بعملية البحث عن حلول لمشكلات التقانة الرقمية عبر تمثلهم لمختلف القواعد والرمزيات التي تتصل بهذا المقرر ويمكنهم من القدرة الحقيقة على تنمية قدراتهم وتطوير ذكائهم الرقمي في مجال المعلوماتية. ومثل هذه الممارسة التربوية للرقمية والمعلوماتية نجدها في استراليا حيث يتابع الطلاب تحصيلهم الرقمي وفق مقررين يطلق على الأول تصورات تكنولوجية وعلى الثاني التكنولوجيا الرقمية. وتتنوع هذه السياقات المنهجية ما بين بلد وآخر ولكننا نلاحظ أن مقررات المعلوماتية الرقمية تأخذ دورا محوريا ومركزيا في البلدان المتقدمة بصورة عامة بينما ما تزال صورتها غامضة وقاتمة في كثر من البلدان النامية.
ومن موقع هذا التساؤل حول دور التربية في إعداد الفرد للمستقبل الرقمي يتوجب علينا أن ننظر إلى الجوانب التي تتعلق بالتأهيل العقلي وكذلك المدني والاجتماعي للمتعلمين عبر التربية الرقمية. فأهمية الدمج الفعال النقدي للفرد في مجتمع المعلوماتية في المستقبل ليست أبدا موضعا للشك. وفي هذا المقام يقول هوجينبارك (P. Hogenbirk) ” إنه لمن الصعوبة بمكان البرهان على ما إذا كان استخدام التكنولوجيا الرقمية يحسن الأداء التعليمي في المدرسة “. وكما يرى كيم HJ Kim لا توجد “أمثلة مقنعة بما فيه الكفاية حول الكفايات والمهارات المستقبلية، مثل: اتخاذ القرار المستند إلى البيانات، وحل المشكلات المعلوماتية، والتفكير المعلوماتي، والتمثل الإبداعي “. وبالتالي فإن هذه الأمور الغامضة يمكنها أن تتضح في تجارب المدارس الرقمية التي يمكنها أن تقدم لنا تصورات مهمة حول الصيغة التي تتجلى فيها التربية الرقمية في المستقبل القريب أو البعيد.
ويضاف إلى ما طرحناه من تشاكلات حول دور المدرسة الرقمية في تشكيل الفرد، مسألة التأهيل المهني للمعلمين في العصر الرقمي القادم، ومما لا شك فيه أن الثورة الرقمية لن تؤدي إلى إلغاء مهنة المعلمين ولكنها تتطلب تغييرات جوهرية في أدوارهم المهنية. فالثورة الرقمية نفسها تحتاج المعلمين المتميزين أصحاب الكفاءات والمهارات التربوية بوصفهم الأكثر جدارة وقدرة على مجاراة الثورة الرقمية في لدن الأنظمة التربوية المهيأة للتغيير الرقمي. وهذا يعني المدرسة الرقمية تؤكد أهمية الحاجة إلى المعلمين الخبراء في مجال التربية والتعليم الذين يعول عليهم في عملية تأهيل الطلاب بالمهارات والخبرات التربوية الضرورية التي تسمح لهم بشق طريقهم في عالم شديد التعقيد في عصر الثورة الرقمية المنتظرة.
ومن الطبيعي القول في هذا المسار بوجود تباينات ومفارقات وفجوات رقمية مختلفة وفقا لمستويات التطور الملاحظ في مختلف الدول وفي مختلف الأزمنة، ولكن هذا التطور المذهل للرقمية في أتون المدرسة وفي غيرها من المؤسسات الاجتماعية سيضع الإنسانية في عصر يصفه برويارد É. Bruillard, ” بزمن نهاية اليقين” « la fin des certitudes ».
وإذا كانت الأجيال الجديدة قادرة على مجاراة الثورة الرقمية لتطوير علاقات جديدة في الحياة مع المعلوماتية ومع المجتمع، فإن المدرسة لا يمكنها أن تتكيف لتجاري هذا التطور بسهولة وعفوية، فالأجيال الجديدة تتفاعل مع التكنولوجيا الرقمية بسهولة، وعلى خلاف ذلك فإن الأنظمة التعليمية التقليدية تقاوم التغيرات الرقمية وهي تحتاج إلى جهود كبيرة لتمثل التحولات الرقمية الجديدة كما تحتاج إلى منظومة من التغيرات البنيوية التي تمكن في نهاية الأمر من تمثل معطيات الثورة الرقمية ودمجها في الحياة الأكاديمية المدرسية. وفي كل الأحوال فإن الدمج الرقمي في المدرسة لن يكون إلا عبر جهود كبيرة مثمرة تبذلها الدولة في حقل الأنظمة التربوية.
وتجدر الإشارة هنا الى تضاؤل الدور الحيوي للمدرسة ووظيفتها في العصر الرقمي حيث لا يمكنها أن تبقى على حالها بوصفها المصدر المركزي للمعرفة، أو بوصفها المؤسسة التي تحتكر المعرفة ومصادرها بامتياز، حيث يبشر المجتمع الرقمي بظهور مؤسسات هائلة تقوم بعملية نشر المعرفة وفقا للحاجات الاجتماعية المتزايدة في مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية. وهذا يوجب على المدرسة أن تركز على مهماتها الأساسية التي تستطيع أن تؤديها فعليا ولاسيما العمل على تأصيل الثقافة الرقمية بين المتعلمين. والتركيز على تأصيل القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يحددها المجتمع لنفسه، وترسيخ المنظومات القيمية الجديدة التي تتعلق بالمساواة المدرسية، ومبدأ تكافؤ الفرص التعلمية، وعدالة الوصول إلى المعرفة.
إنها المدرسة التي يجب أن تضمن مشروعية المعلومات والمعرفة ومدى ملاءمتها مع قدرات الطلاب واحتياجاتهم، وهي المدرسة التي ترسخ المعرفة الصميمية والتعلم العميق وتحديد أولوياتها وذلك عبر قدرتها على تنظيم هذه المعرفة وتصنيفها ومن ثم العمل على توظيفها في مجال الحياة بوصفها معرفة حية مثمرة، وهذا كله لا يستثني قدرتها على ترسيخ مبدأ التعلم والتعليم المستمرين مدى الحياة. إنها المدرسة التي يتعلم فيها الأطفال والناشئة استخدام الشبكات والإنترنت وأدوات الاتصال الذكية بحنكة ودراسة وذكاء. إنها المدرسة التي تبقى بوصفها المركز الأول للتنشئة الاجتماعية للأطفال والحاضن الاجتماعي لعملية بناء المواطن الرقمي المستقبلي. إنها المدرسة التي يجب أن تنظم التفاعل بين التلميذ والمعرفة وبينه وبين المعلم في مختلف أوجه النشاط والحياة في المدرسة، نعم هي المدرسة التي ننشد ونرغب في العصر الرقمي الجديد.
فمسألة دور المدرسة ووظيفتها التربوية في العصر ما زالت تطرح اليوم بوصفها مسألة شائكة ومعقدة في مختلف البلدان. وهي تشكل موضوعا للحوار والجدل بين هؤلاء الذين يرون ضرورة التغير الشامل في التربية والمدرسة دورا ووظيفة ومنهجا وممارسة وبين هؤلاء الذيم يرون بأن المدرسة يجب أن تحافظ على كينونتها ملاذا ضد كل أوجه التغيير وبعيدا عن التطورات الحادثة في المجتمع ولاسيما التحولات التكنولوجية والرقمية فيه. ويمكن لهذه المساءلة والخلاف أن يجد طريقه إلى الحل والحسم عبر الخيارات السياسية لكل دولة ومجتمع.
ومما لا شك فيه اليوم أن الثورة الرقمية تضع دور المعلمين ومهمتهم موضع التساؤل، فالتحديد الجديد لمهنتهم يطرح مع ضرورة تأكيد نوع من التأهيل النوعي المتقدم لهم في مختلف المستويات وهو تأهيل رقمي جديد يجب أن يشمل جميع المعلمين دون استثناء، وهذا الأمر يشكل دائما قضية حيوية بالنسبة للسياسيات التربوية التي ترمي إلى تحقيق عملية الدمج الرقمي. وهنا يتوجب القول بأن الثورة الرقمية ضمن الأنساق التربوية تتطلب خيارات سياسية. ومن الطبيعي أن تتغاير هذه الخيارات السياسية بين بلد وآخر ليست مجرد رهان مادي بل سيكون الأهم من ذلك قدرة هذه السياسيات على الاستبصار التربوي عبر رؤية استراتيجية للعلاقة بين المجتمع والمدرسة في عصر رقمي. فالرقمية في المدرسة تشكل ثورة حقيقة ولكنها ليست انفجارًا كبيرًا مدمرا بل هي ثورة تتمثل في تغيرات جوهرية تغطي مختلف أوجه الحياة المدرسية في مستويات المعلومات والمعرفة والمهارات والخبرات والمناهج وهذا يشمل دور المدرسة نفسها ووظيفتها ووظيفة المعلمين ودورهم في مجتمع رقمي بآفاق تربوية ثورية. وفي النهاية نقول نحن في البداية فقط وأمام الإنسانية طريق طويل بعيد المدى والكل من الدول مدعو للسفر على هذا الطريق ولكن لكل أجندته التي تحدد له وقت الانطلاق وسرعته ومداه.
المصدر :
Pédagogie et révolution numérique Introduction Le numérique et l’éducation dans un monde qui change: une révolution ? Bernard Cornu Jean-Pierre Véran
42 تعليقات
أتابع الدكتور علي مند سنين
الحمدلله وطننا العربي ولغتنا بخير ما دام امثال الدكتور يأتون بما هو مفيد
ادامكم الله صرحا منيعا لامتنا ومستقبلها
احترامي
كما العادة دكتور مقال رائع متميز شكرا لكم
تغييرات جارفة ستلحق بميدان التعليم
، والاذكياء فقط هم من يواكبون التغيير ويتكيفون معه، اما من يبقى جامدا في مكانه فسينهار نظامه التعليمي او يتراجع .
اطلالات رائعة أستاذنا الفاضل
الثورة الرقمية جعلت أشياء كثيرة لم نكن نتصور حدوثها قبل عدة سنوات أمراً ضرورياً لايمكن ان نتخيل حياتنا بدونها اليوم..
انه لا يمكن للمجتمع أن يستمر في نقل المعلومات التقليدية بطرائق التربية الكلاسيكية التي انتهى عصرها وولى زمنها حيث أصبحنا الآن في عصر المعلوماتية التي طبعت الحياة بسماتها الرقمية.
فالتربية التقليدية لا تستطيع أن تؤدي دورها في مجتمع المعلوماتية الرقمية
من وجهة نظري ان تدريب المُعلمين وتأهيلهم عن طريق الإنترنت واستخدام مَواقع التواصل الاجتماعى فى تعليم الطلاب معم جدا في الوقت الحالي .
أثّرت التكنولوجيا وخاصتاً الرقميه في حياة الإنسان، ودخلتْ في المجالات التربويّة والصحّيّة والاقتصاديّة وغيرها، وساهمتْ في تحسين ظروفه المهنيّة وتحقيق رفاهيّته الاجتماعيّة. الكمبيوتر والأجهزة الذكيّة والألواحُ الإلكترونيّة هي من أبرز الوسائل المعتمدة في تطبيق التكنولوجيا الرقميّة في هذه العمليّة. وقد أثبتتْ هذه التكنولوجيا قدرتَها على تحسين عرض المادّة التعليميّة، وزيادةِ تشويقها لدى المتعلّم، وتعزيزِ تعلّمه الذاتيّ، ومن ثمّ الوصول إلى نواتج تعليميه أفضل،
ومن أبرز الاستراتيجيّات التي يمكن أن نستثمرَ بها التكنولوجيا الرقميّةَ لخدمة القطاع التربويّ:
– تأهيل المعلِّمين على التكنولوجيا الرقميّة في التعليم ، وتدريبهم المستمرّ على أحدث التقنيّات التي تسهم في نجاح العمليّة التعليميّة.
– تطوير المناهج الدراسيّة بما يتناسب مع حاجات المجتمع التنمويّة، وتحويلها إلى رقميّة.
الثورة الرقمية جعلت أشياء كثيرة لم نكن نتصور حدوثها قبل عدة سنوات أمراً ضرورياً لايمكن ان نتخيل حياتنا بدونها اليوم..
انه لا يمكن للمجتمع أن يستمر في نقل المعلومات التقليدية بطرائق التربية الكلاسيكية التي انتهى عصرها وولى زمنها حيث أصبحنا الآن في عصر المعلوماتية التي طبعت الحياة بسماتها الرقمية.
فالتربية التقليدية لا تستطيع أن تؤدي دورها في مجتمع المعلوماتية الرقمية
من وجهة نظري يجب تدريب المُعلمين وتأهيلهم عن طريق الإنترنت واستخدام مَواقع التواصل الاجتماعى فى تعليم الطلاب في الوقت الحالي
أكيد دكتور كانت ومازالت الوسائل الرقمية تلعب دور كبير وأساسي في الحياة و بالأخص في التعليم منذ القدم إذ أنهم حاولوا إدخالها مع العمليات التربوية بشكل عام والمفكرين شددوا على أهمية الدمج بينهم الدمج الرقمي والتعليم لأن له فعالية كبيرة من ناحية تقدم وتطور وكطريقة لتسهيل التعليم والعمليات التربوية بشكل عام فالمدرسة بدون الدمج الرقمي بعيدة عن بعضها البعض ولكن بدمجها الرقمي على الرغم من أنها ممكن أن تكون بطيئة إلا أنها فعالة وتكون بطريقة متطورة ووسيلة أسهل وأفضل .
والسبب في الوسائل الرقمية أنها بطيئة ومن سلبياتها أنها تحمل الكثير من تجارب وتحديثات واجراءات دائمة الحصول أيضا مع وجود تباين كبير مما يؤدي إلى تناقضات من جهة وسلبيات من جهة أخرى .
التطورات الرقمية بدت بطابع تكنولوجي متطور و بدأت تدخل في التعليم والتعلم بسكل عام إذ أنه حتى المدرسة تحتاجها وتقوم باستخدامها .
وذوو المدرسة في التعليم والتربية واضح فمع هذه الوسائل الرقمية فهي تكون متقدمة و تحملها بنقلة نوعية جديدة فهناك من يرى أنه لا داعي أن تدخل الوسائل الرقمية وأن تبقى المدرسة في بيئتها و كوخها الصغير والقديم والبسيط والعادي رغم باقي المدارس في المجتمعات الأخرى تكون قصور و مباني عالية و مرتفعة .
فبالنهاية الوسائل الرقمية من وجهة نظري مهمة للمدرسة وبالحياة بشكل عام لأنها تسهل الحياة وتقلص المسافات الكبيرة و المتباعدة وأيضا الأماكن البعيدة .
اعتقد ان المجتمعات التي لم تندمج في عالم المعلوماتية خصوصاً ان الوزارات التربويه في دول العالم تحدثت عن اهميتها و عن مميزاتها ، ولكن تلك الحكومات نسيّت كيفية تطبيقها بشكل صحيح و بشكل يحسن من التعليم في المدارس . فإن النجاح يبدأ بخطواتٍ أساسية ويعتمد النجاح بترتيب هذه الخطوات . فمن وجهة نظري لايمكن ان يندمج المجتمع بدون تطبيق الخطوه الاولى في عالم المعلوماتيه و هي تدريب المُعلمين على هذه التقنيات و تكثيف دورات التعليم لها . اذا نجحت هذه الخطوه فستنجح المجتمعات في اندماجها بعالم المعلوماتيه وتسير على الطريق الصحيح .
إن ادخال الوسائل الرقميه في التعليم جعله متطوراً ومتقدما وكانت له نتائج ايجابيه على الطلاب ، ففيه تم تحسين العمليه التعليميه واستفدنا منه كثيراً في جائحه كورونا ، فسهلت علينا التعليم فأصبحت هناك كتب الكترونيه يستطيع الجميع الحصول عليها ، ومن مميزاته ايضاً انه مستمر فأي جائحه تحل علينا ليست قادره على ايقاف التعليم بوجود هذه الوسائل ، وكل هذا الفضل يرجع الى الله ثم للانسان الذي استخدم عقله فيما ينفع البشريه
جزاك الله خير يا دكتور على هالمقاله الاكثر من كلمه روعه بكل تاكيد الثوره الرقميه احدثت لنا تطورات كبيره وان من مميزاتها جعلت لنا العالم اصغر فقربت لنا البعيد وجعلت المعلومات تنتقل بسرعه اكبر وترجمت لنا العديد من الكتب وكذلك من مميزاتها من خلال جائحه كورونا ان التعليم لم يتوقف بالعكس استمر من خلال الوسائل الرقميه فالتغيرات هذه زادت لنا ذكاء من وجهه نظري فالعبقري هو من يستطيع ان يتاقلم مع هذه التغيرات فيجب على الموظفين والمعلمين من ليسوا لديهم خبره ان يكون لهم دورات تدريبيه لطريقه استخدام هذه الوسائل التعليميه وان يكون هناك ماده تدرس للوسائل الرقميه وان تكون اساسيه وليست اختياريه
جزاك الله خيرا استاذي الفاضل علي العرض الاكثر من رائع للموضوع.بالفعل ان عالمنا العربي يفقتقد لما يسمي ب ” التكنولوجيا الرقمية” فربما قامت اغلب الحكومات بادخال الحاسب الآلي و نظم معلوماتية جديدة سواء كانت علي الصعيد الحكومي او الخاص؛ الا انه ما تزال تهيمن الطرق التقليدية علي كافة المجالات جمعاء.. و لا يمكن استثناء التعليم من ذلك؛ لقد ادخلت وزارة التربية مادة الحاسب الآلي في منهاجها و يتم تدريسها من المرحلة الابتدائية ؛ الا اننا نجدها مادة صماء في وادي بعيد عما يستخدمه الطلاب و يحتاجونه في هذه الايام من برامج و تطبيقاتز و لعل ازمة الكورونا العالمية و مما تطلبته من تعليم عن بعد ألقي بظلال وفيرة عن ازمة التعامل مع التعليم الرقمي بشكل عام و قياس الكفاءة و الاداء ..علي سبيل المثال..بشكل خاص.
مقال تُشكر عليه دكتورنا الفاضل ، فعلاً ان ميزه الرقمنه انها تزيد سرعه انتقال المعلومات في شبكات الحواسيب الخاص و تضامن التكنولوجيا الرقميه مع ثوره الاتصالات فأنها حولت العالم الى قريه صغيره بسبب سرعه تبادل المعلومات و البحث عنها .
شكرا دكتور مقالة جميلة ….
فمن وجهة نظري اصبحت التكنلوجيا والوسائل الرقمية لابد منها في عصرنا الحالي ولابد من ادماجها في التربية والتعليم ، لما احدثته الثوره الرقميه من تطورات عالمية ساعدت الكثير من الدول في التطور في عدة مجالات ، فنحن نعيش الان في عصر التكنلوجيا والتطور والتقدم ، فيجب ان نتواكب مع هذا العصر وان نتماشى مع متطلبات هذا العصر وهذا الجيل ، فعلى سبيل المثال نحن نسمع كثيرا في الكويت بأن الجيل الحالي يلقبون (بجيل الايباد ) ، فهذا الجيل جيل ذكي ومتقدم وواعي ويعتمد على التكنلوجيا ، فعلى التربية والتعليم ان تحرص على هذا التطور من خلال ادخال الوسائل الرقمية في التربية والتعليم واستخدامها في كافة مجالاتها ، لكن من المؤسف ان لانرى هذا في بعض الدول والتي غالبا تكون غير متطوره ،على العكس ان الدول التي تعمتد على التكنلوجيا مثل اليابان نراها في تقدم وتطور مستمر ، لذلك يجب ان نعتمد على هذه التكنلوجيا و الوسائل الرقمية التي ادت الى تطور بلدان في هذا العصر ولا نهملها .
غالباً في العالم العربي نهمل الجانب الرقمي و الإلكتروني خصوصاً بالمدارس وهذا ما سبب ازمة في التعليم عند إصابة العالم بجائحة كورونا حيث توقف التعليم بالكويت ما يقارب ستة اشهر وغيره من الدول العربية حيث انها لم تكن مستعده لمواجهة مثل هذه الأزمات الإلكترونية , و في وقتنا الحالي نعيش في ثورة رقمية عالمية ويجب علينا التعود عليها والتعايش معها خصوصاً في التعليم لأنها اسهل واسرع في نشر العلوم واكتسابها بمجرد نقرة زر و حتى يمكنهم قراءة الكتب والمقالات والجرائد وغيرها الكترونياً و أيضاً عمل الواجبات والمشاريع , فيجب علينا تأهيل المدارس والمعلمين والطلبة وحتى الوزارات و تهيئتهم لعالم التكنلوجيا حتى ننخرط مع العالم ونتقدم حضارياً وحتى فكرياً ونكوّن مجتمعات مثقفه قادرة على مجابهة المصاعب والعراقيل المفاجئة .
التربية ترتبط ارتباط كبير بالثورة الرقمية في وقتنا الحالي خصوصا مع كورونا لقد قربتنا اكثر الى اعتمادنا على طريقة تدريس جديدة ومنهج مختلف باستخدام التكنولوجيا المعاصره فأصبحت طريقة التدريس عن بعد في البداية واجهنا مشاكل في اعتماد الطريقه حيث لم نكن مهـيئين الى هذه الطريقة لكن واجهنا هذه المشكله وعالجناها واعتمدناها الى يومنا هذه فهذا تطور كبير وله فائده عظيمة علينا لقد طورنا من انفسنا من ناحية الالكترونيات استخدمنا العديد من البرامج وهذا يدل على فائده من فوائد الثورة الرقمية التي بدأت تقريبا في الثمانينات والدول التي تعتمد على هذا الاسلوب في التدريس غالبا ماتكون دوله غنيه متطوره لديها طاقم تتوفر لديه الامكانيات ليتم تثقيف الشعب بكل سهوله حيث الشعب سلس في هذه النوعية من الثقافه حيث الاطفال في هذا الجيل اصبحوا متعلمين على الالكترونيات فتعليمهم يفرق عن تعليم من هم اكبر منهم الاجيال الاقدم واجهوا صعوبات في التعليم عن بعد في النهاية التربية والثورة الرقمية برأي لقد رسمت في موقف كورونا و ماواجهناه مع التعليم الاكتروني.
لاشك ان الدمج الرقمي في التعليم اسلوب عالمي تنهجه معظم المؤسسات العلميه التي يشار اليها بالبنان في عالم ارتياد الفضاء التعليمي وركب قطار التكنولوجيا الرقميه، الا ان العالم العربي لا زال يحبو حبواً بالمقارنه بهذه المؤسسات الضخمه التي قطعت شوطاً كبيراً في عالم التعليم الرقمي و تكنولوجيا الفضاء التعليمي وبات مطلباً حيوياً في مجال العملية التعليميه التربويه العربيه حيث ان سوق العمل الحالي على مستوى العالم ترفض و بكل شده الامية التكنولوجيا، فكان لزاماً على اصحاب القرار التعليمي في الوطن العربي ان يمضو في هذا المجال بخطى واسعه نحو ارتياد هذا الفضاء التعليمي و تحويل المدرسه التقليديه الى مكان يجمع بين التعليم التقليدي و التعليم الرقمي تزامنا مع الثوره التقنية الحديثة.
فإن الواقع الحالي وما يمر به العالم من ازمة كورونا التي ألقت بظلالها على مناحي الحياة خاصة التعليم و اجبارها لضرورة وحتمية اجتياز و ارتياد الفضاء التعليمي بكل قوة و ريادة لتحقيق النقله الحضارية التي تنقل ابناء الوطن من متلقين الى مشاركين في العملية التعليميه و احدِ صانعي القرار و الوقوف على العالمية الحديثة في كسر الجمود التعليمي الراهن في الانظمه التربويه في الوطن العربي.
وبالفعل فإن رغم هذه الجدية في استخدام التكنولوجيا الذكيه لا تشهد الساحه تقدما كبيرا ملموساً في التدريب على هذه الوسائل الجديده وان تعميم التجربه الرقميه في المدارس المنتظر فاعليتها لم يتحقق حتى الان وعلى صانعي القرار و المهتمين بالتربيه الحديثه وضع متعلميها في مكان ذو حضوة على احد متون الفضاء التعليمي لاشك انه يتطلب اعدادا جيدا للكادر التعليمي للوقوف على كل ماهو جديد و حديث في عالم الثوره و التطور التكنولوجي الحديث والاستعانه بخبرات الدول المتقدمه و التي قطعت شوطاً كبيرا في هذا المجال و اخذ الاستفاده و التجربه الفعليه و النهج الصحيح في هذا المجال و ضرورة اعداد الفرد المتعلم للمستقبل الرقمي و تأهيله تأهيلاً عقلياً و اجتماعياً لتقبل التربية الرقميه و محاولة دمجه في مجتمع المعلوماتيه في المستقبل القريب.
سلمت يمناك دكتورنا على هذا المقال الجميل الهادف،
مما لا شك فيه أن الحُضور القوي للتكنولوجيا في القَرن الحادي والعشرين، وكونها قد أصبحت جُزءاً أساسياً من حياتنا، فلا بُدَّ أن نهتم بها أيضاً في عملية التّعليم، إذ يتفق 75% من المُعلمين على أن التّكنولوجيا ذات تأثير إيجابي على عملية التّعليم وفقاً لرابطة تجارة تكنولوجيا المعلومات كومبتيا (بالإنجليزيّة: IT Trade Association CompTIA)، فقد أثّر دخول التّكنولوجيا على كل من المُعلم والمُتَعلم على حدٍ سَواء، مما دَفع المُعلم لامتلاك مهارات التّدريس باستخدام التّقنيات الجديدة، مثل الأجهزة اللوحية والكاميرات الرّقمية وأجهزة الكمبيوتر، وكذلك المُتعلم حيث أصبح يَستخدم التّكنولوجيا المُتقدمة أثناء العملية التّعليمية، مما ساهم في رفع قدرته على التّعامُل مع التّكنولوجيا في وقت مُبكر، وفي رَفده بمهارات مُهمة نحو حياة ناجحة.
إن الاهتمام بالتربية وإعطائها الأولية يعني الاهتمام بعملية التعليم والتدريب، ولا تكمن الأهمية هنا في توظيف كم هائل من التكنولوجيا الرقمية في الوسط المدرسي بل بعملية اغناء التربية وتطويرها من خلال التكنولوجيا حيث يترك للتربية أن تغتني بمعطيات التكنولوجيا وفوائدها وأن نجعل من توظيفها نشاطا تربويا جديدا. فالأهداف من توظيف التكنولوجيا يجب أن تكون تربوية بالدرجة الأولى وكذلك الطموحات يجب أن تكتسي حلتها التربوية.
وهذا يتطلب أن تقودنا الطريقة التي نتأمل بها ونتعامل بها مع التكنولوجيا إلى تحقيق الغايات التربوية المنشودة، وعلى هذه الصورة يكن لحقل الممكنات أن يزداد ويتضاعف في مجال العمل التربوي. وهذا بدوره يحمل المعلمين دورت مركزيا ومسؤولية كبيرة حيث يتوجب عليه أن يحظى هو نفسه بالكفاءة والقدرة على الإبداع في مجال العمل التربوي ولك من خلال استخدامه المميز لكل الوسائط التربوي الممكنة في الوسط المدرسي.
أشكر دكتور على هذه المقالة الرائعة والغنية بالمعلومات.
واتفق معك دكتور بأن في بداية عملية الدمج بين التكنولوجيا و عملية التربية والتدريس كانت هنالك الكثير من المصاعب والمشكلات ، مثل على هذه المشكلات هو عندما تريد المعلمة أن تشرح الدرس عن طريق البوربوينت على جهاز عرض البيانات تأخذ وقتًا طويلًا من وقت الحصة من أجل تركيب الجهاز ، ولكن في وقتنا هذا فقد أصلحوا هذه المشكلة عن طريق السبورات الذكية .
(بعد ان كافح الانسان فى الماضى كى لا يتحول الى عبد ,عليه ان يناضل كى لا يتحول الى آله ) “اريك فروم ,استلاب حرية)” بدأت بوادر اعصار الثورة الصناعية الرابعة تنذر بتغيرات عاصفة لم يشهد لها التاريخ الانسانى من قبل و سقوط مروع لكل الأنظمة و هى حالة من الانفجار الحضارى الشامل و تلك هى المرة الاولى فى التاريخ التى يضعف فيها الخيال الانسانى على وصف التغير فى الحياة الانسانية و تتميز الثورة الصناعية الرابعة بفكرة محورية مفادها( ان العالم يدور حولك مصمم لك وحدك و من اجلك ) و كما هى فرص الثورة الصناعية الرابعة فهناك تحديات جسام ولا تعدو ان تكون الصورة التى قدمناها اكثر من الوجه الجميل لهذه الثورة فلكل ثورة جانبين احدهما يومض بالضياء و اخر ينكمش فى الظل و يعتقد بعض الباحثين بانه يمكن لمعطيات الاتمتة الاصتناعية ان تحدث تغييرا جوهريا فى وضعية العمل , و يحمل لنا المستقبل ما يفوق قدرتنا اليوم على الفهم و الثورة ايضا ستغير ما نحن عليه اى فى جوهر هويتنا و افكارنا و يجب على الانظمة التربوية تطوير استراتيجيات لمواجهة مختلف التحديات و يشيرالتطور بنشوء سلالات بين البشر و الذكاء الاصطناعى .
اشكرك دكتور على هذه المقالة ..
ارى انه من الضروري ان تكون الاساليب المستخدمة في العملية التربوية المدرسية مرنة بحيث انها تكون قابلة للتغير عند الحاجة وحتى ان كان تغير شامل لما لهذه المؤسسة من دور كبير في نهضة المجتمع فالمهم بالنسبة لنا الاستفادة بقدر الامكان من المدرسة فلا يجب ان تكون الاساليب المستخدمة قائمة على التلقين فقط وكما رأى ديوي ان التربية التقليدية ومؤسساتها قتلت روح الابتكار والابداع عند الاطفال والناشئة ، لانها تعتمد على الحفظ والتلقين والترديد والنقل والتكرار ، بالاضافة الى انه رأى في كتابة ان التربية التقليدية تربية قسرية ، والنظام فيها يقوم على القسر والاكراه ، لانه يريد تطويع الطفل لارادة خارجية جوفاء ، وبالطبع اتفق مع وجهة نظرة فلابد للمدرسة ان تندمج مع حياتنا الواقعية ونحن فيها نسخدم التكنلوجيا بشكل يومي فلابد ان نستفيد منها في ادخالها بمؤسساتنا التعليمية لزيادة الابتكار والابداع والحصول على اكبر قدر من الفائدة.
نعم واضيف على ذلك انه ينبغي استخدام الأساليب التكنولوجية الرقمية بحيث تكون مكملة لجهود التدريس الأخرى، وليس لتحل محل الأساليب التقليدية. فمن غير المحتمل أن تُحدِث تكنولوجيات معينة تغييرات في التعلم بشكل مباشر، ولكن بعض هذه التكنولوجيات الرقمية قادرة على تمكين إحداث تغييرات في التفاعلات بين التدريس والتعلم. على سبيل المثال، يمكن أن تدعم المعلمين لتقديم ملاحظات أكثر فاعلية أو لاستخدام عروض تقديمية أكثر فائدة، أو يمكن أن تُحفز الطلاب على أن يتمرنوا أكثر.
صحيح دكتور يجب علينا ادخال التطور التكنولوجي حتى في طرق التدريس والتعلم لاننا وصلنا في عصر السرعه والتكنولوجيا هي احد المصادر المؤثره بشكل كبير على حياتنا جميعاً والتطور التكنولوجي يرفع من مستوى المجتمع ككل ليكون مجتمع متطور حيث ان الثوره الرقميه نجدها تدخل في كل منزل وتأثر بشكل كبير على البشر وطريقه حياتهم ومع هذه الثوره الحاصله والتطور السريع علينا ادخال وسائل تعليميه حديثه تتواكب مع التطور التكنولوجي وحرص المعلمين على بذل جهد اكبر لمواكبه هذا التغيير الحاصل وحرص الجهات العليا على اداء دورات من اجل تطوير واختيار طرق ابداعيه في طريقه شرح المعلم واستخدام التكنولوجيا في التعليم المدرسي .
جزاك الله خير على هذا الطرح الراقي
شهد الانسان على مر العصور كثير من الثورات: الصناعية، والتكنولوجية، والمعرفية، وأصبحنا الآن نشهد الثورة الرقمية ؛
حيث انتشر استخدام التكنولوجيا الرقمية في كل مجال من مجالات الحياة، وأصبحت المعلومات الرقمية تحيط بنا من كل جانب، ونتيجة للثورة الرقمية تبدلت أهداف التربية وتطورت، وتغير شكل مؤسساتها التعليمية؛ فأصبحت تسعى نحو تحقيق الأهداف التي تساعد الأفراد على التكيف والتجاوب مع متغيرات وتطورات هذا العصر، والبحث عن تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين ليكونوا شركاء في هذا التطور السريع والمذهل .
وتدعم الثروة الرقمة و التكنولوجيا التعليم دعم يجعل منه تعليم مميز و مبدع و مثالي ، فمن الممكن ان يتم استخدام ادوات تساعد على توصيل المعلومات بشكل اسهل و اسرع مثل العروض التقديمية التي تجعل الدرس اكثر امتاعا و توضيحا ، و اجهزة الحاسوب و الكمبيوتر التي احدثت تغيير في آلية ومنهجية العملية التربوية والتي جعلتها منظومة متكاملة ، ولم تخدم التعليم فحسب فقد خدمت جميع الهيئات و المؤسسات و العمليات التي تعتمد على هذه الاجهزة اعتمادا كليا تاما ، وايضا من الممكن استخدام الكتب الالكترونية التي تساعد ايضا على خلق جو ممتع و سهل للدراسة ويعد اقل كلفة من الكتب الورقية ، وهناك ايضا الكثير من الوسائل التعليمية الابداعية التي لابد من ادخالها لنجعل عملية التربية و التعليم اكثر تمييزا و ترسيخا و ابداعا و ابتكارا .
طرح جميل وكلمات واضحة دكتور، ان استخدام الوسائل الرقمية يشكل ضرورة حيوية في مجال التعليم بالرغم من ان دمجهم مازال بطيء وبدأت بالدخول تدريجياً إلى مجال التعليم مثل الحاسوب ، السبورة الذكية والهاتف. بالرغم من انتشار هذة الظاهرة الا البعض لم يتم تدريبه على استخدام هذة الوسائل وانها لاتثبت تأثيرها في التعليم. هذة الظاهرة تعارض العمل التعاوني الذي وضعته التربية التقليدية بين الاطفال. الا ان بعض الدول حققت نجاحا في دمجهم معاً مثال كوريا الجنوبية واستراليا الا ان التربية الرقمية لاتكفي في تعليم الاطفال. بالرغم من كل هذا انها تشكل شي ايجابي بين المجتمعات والدول وتفيد مختلف الاشخاص بشكل كبير مثال عليها جائحة كورونا افادت العديد من الدول في التعليم واصبح في حوزة العديد من المعلمين طرق تدريس طلابهم، وهذا بفضل تطور البشر على مختلف العصور واكتسابهم المعرفة.
يعطيك العافيه دكتور على هذا المقال الرائع، نعم الوسائل الرقمية في التعليم جعلته اكثر تطورا وتقدما، ولا بد من انه له نتائج ايجابية على الطلاب،لكن اعتقد ان المجتمعات لم تندمج في عالم المعلوماتيه خصوصا ان الوزارات التربويه في دول العالم تحدثت عن اهميتها وعن مميزاتها، ولكن تلك الحكومات نسيت كيفية تطبيقها بشكل صحيح وبشكل يحسن من التعليم في المدارس، فان النجاح يبدا بخطوات اساسيه لذا عليهم التدريب في الاستخدام الصحيح لهذا الوسائل ،و الثوره الرقميه جعلت اشياء كثيره لم نتصور حدوثها قبل عدة سنوات امرا ضروريا لهذا اليوم، بالاخير لايمكن للمجتمع ان يستمر في نقل المعلومات التقليديه بطرائق التربيه الكلاسيكيه التي انتهى عمرها وولي زمانها حيث. اصبحنا الان في عصر المعلوماتيه التي طبعت الحياة بسماتها الرقمية.
يشهد التاريخ بأن البشرية مرت بعدة ثورات و آخرها هي ثورة [تكنولوجيا] الإتصال والمعلومات التي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم و أصبح اليوم جديد و نتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه التكنولوجيا، و بالتالي أصبحت هذه الأخيرة هي مورد أكثر أهمية بالمقارنة بالموارد الكلاسيكية، مما أصبح الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات و الإتصال الرقمي الشرط الشاغل باعتبارها نقطة القوة و التميز في عصر المعلوماتية.
ان تكنولوجيا الاتصال خلال السنوات الأخيرة تميزت بتطورات سريعة وتأثيرات مباشرة للثورة الرقمية على نمط الحياة الإنسانية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تجعل التنمية في كافة الميادين مرتبطة إلى حد كبير بمدى قدرة الإنسان على مسايرة هذه التحولات والتحكم فيها قصد استغلال الإمكانات المتوفرة والمتجددة في هذا العصر.
ماهي تكنولوجيا الاتصال الرقمي؟
هي التكنولوجيا التي يتم بواسطتها نقل مختلف المعلومات سواء كانت معطيات أو بيانات على شكل إشارات إلكترونية بين قارات العالم، دون أن تتأثر هذه الأخيرة بطول المسافة، و مقاومتها للتشويش و التداخل بين الموجات ذات المصادر المختلفة, كما أنها أيضا تضمن سلامة تلك المعلومات وسريتها، كذلك تحمل هذه الإشارات الإلكترونية بيانات على شكل كتابات، نصوص، رسوم، صور، لقطات فيديو و أصوات، و تتكفل بدمجها و نقلها من جهاز إلى اخر، كما أن الإشارات الإلكترونية الرقمية في جميع خصائصها يمكن أيضا تحويلها من إشارات تماثلية إلى إشارات رقمية و العكس.
أهم سمات الاتصال الرقمي:
* 1- تنامي ذكاء الشبكات الرقمية.
* 2- التجوال والبحث المتواصل للترفيع في سعة الخدمات الاتصالية.
* 3- تقريب الخدمات الذكية من المستعمل من خلال ضمان سهولة استعمالها، وتطوير محتواها.
التعلم الرقمي بدا منذ عقود ولكن نعلم حمعياً انه مازال هناك بطء في استخدامه على الرغم من التأكد من اهميته ومحاوله دمجه في التعليم وهناك دول كثيره اشتاطعت ان تحقق ذلك، يجب ان يتم تأهيل المعلمين والمدارس لتحقيق التعلم الرقمي على اكمل وجه ومع كل ذلك لم نزل لا نعلم .
هل التعليم الرقمي مفيد ام مازال الغموض يكتفيه لذلك حتى تحقق التعليم الرقمي يجب ان يدرس الموضوع من جميع جوانبه
نعم دكتور اصبحت الثورة الرقمية تفرض حضورها في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية وابعادها. لقد باتت عملية إعداد التلامذة والمتعلمين ليكونوا مواطني المستقبل رهن عملية اكتسابهم للمعارف والخبرات والمهارات الضرورية في مجتمع يتدفق بالمعلوماتية والرقمية. وهذا يعني أنه لا يمكن للمجتمع أن يستمر في نقل المعلومات التقليدية بطرائق التربية الكلاسيكية التي انتهى عصرها وولى زمنها حيث أصبحنا الآن في عصر المعلوماتية التي طبعت الحياة بسماتها الرقمية. وهنا يتوجب على المجتمع وعلى خلاف ذاك أن يقوم بإعداد المتعلمين وتنشئتهم على المعرفة الرقمية لعالم الغد. ومثل هذه الرؤية وهذا السبق التربوي يشكل أولوية مركزية في سياسات البلدان التي حققت تطورها الكبير حضاريا وإنسانيا.
التكنلوجيا الرقمية تغلغلت في حياة البشرية ..
شهد القرن الواحد والعشرون ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات فرضت نفسها في شتى مجالات الحياة البشرية وتركت أثرها على مختلف نواحي اهتمامات الانسان، فصار العصر عصرا رقميا بامتياز، ومن المجالات التي لحقتها هذه الثورة الرقميّة مجال التعليم ، وهو من أخطر المجالات في بناء الإنسان تربويا ونفسيا وأخلاقيا ومعرفيا، فصار من الأهمية بمكان مواكبة العملية التعليميه وتفاعلها إيجابيا مع تقنيات العصر وتوظيفها توظيفا صحيحا، وكما هو معلوم فالعملية التعليمية عمليّة معقّدة تقوم على عديد من الأركان تتفاعل فيما بينها لتحقيق التعليم والتعلم بنجاح ( المعلم، والمتعلم، والمادة المُتعلمة، وبيئة التعليم)، فهذه العناصر تتفاعل فيما بينها، وتُشكِّل محاور أساسية لا يمكن الاستغناء عنها أو عدم الاهتمام بها. فإذا أمعنّا النظر في طرف العملية الأول وهو المعلم فإنّه في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا الرقميّة لم يعد كافيا أو مقبولا التمسك بصورة ذلك المعلم النمطي الذي يُركّز على تلقين المعلومات وتحفيظها للمتعلّمين، يمارس مهنته بالطريقة الكلاسيكيّة التي كان يمارسها في القرن الماضي باعتماده على الورقة والقلم للتعلُم والتعليم، فمعلّم العصر الرقمي تواجهه تحدّيات كبيرة تتطلّب منه توافر مجموعة من المهارات ينبغي أن يمتلكها ليحسن استخدام التكنولوجيا الجديدة، بلْ وتنميتها وتطويرها للرقيّ بالعملية التعليميّة، وبلوغ أهدافها
عصر (التكنلوجيا الرقمية) يحتم علينا إكتساب ثقافة المجتمع الرقمي (معارف ومنهجيات وبنية سلوكية) تطورت بالتوازي مع تطور (البنية التقنية) لتحقيق أفضل النتائج بالتقنية+العقول المتطورة .
مقالة هادفة فالتطورات الرقمية (التكنولوجيا ) أصبحت في عصرنا جزء لا يتجزأ ولا يمكن الاستغناء عنه فالتكنولوجيا اختصرت الكثير من العمليات والجهد المبذول فسهلت الحياة فهي مقرونة بالعديد من مجالات الحياة التربوية والصحية والاقتصادية وغيرها فيجب علينا كمجتمعات متقدمة أن نلقي الضوء على دراسة التكنولوجيا وفهمها وتفعيلها في جميع مؤسسات الدولة ، ولا سيما التربية والتعليم المدرسي ليس استثناءً عن هذه المجالات. بل يعد التعليم المدرسي الأكثر استفادة من التقنيات والأجهزة الحديثة. حيث أثبتت الدراسات أن الاستخدام المدروس للتكنولوجيا في التعليم يعود بنتائج إيجابية على نواتج التعلم لدى الطالب، بالإضافة إلى مساعدة المدرس على العمل براحة وكفاءة أعلى.
الوسائل الرقميه في التعليم جعلته متطورا اكثر وله نتائ إيجابيه على الطلاب حيث مفهوم الوسائل الرقمية يكمن في انه هو التكنولوجيا التي يتم بواسطتها نقل مختلف المعلومات سواء كانت معطيات أو بيانات على شكل إشارات إلكترونية بين العالم حيث ازدادت اهميه الوسائل الرقمية في المجتمعات المتقدمه لانه لايمكن الاستمرار بالطرق التقليديه القديمه في زمن التطورات
مما لا شك فيه أن تربية الأبناء أصبحت أكثر صعوبة في عصر العولمة في ظل هذا الانفجار التقني الحاصل الذي تقوده وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تنافس وسائل الإعلام التقليدية في نقل الأخبار والمعلومات بل تجاوزتها لعدم وجود رقابة عليها في نشر الاشاعات والترويج لسلوكيات تتنافى مع قيم ومبادئ المجتمع.
إن الخطورة الكامنة وراء التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كونها أخذت تشكل شخصية أبنائنا وتؤثر عليهم حتى أصبحوا مبهورين بمن يعرفون بمشاهير السوشيال ميديا والذين في الغالب يفتقرون إلى المحتوى الهادف، بل إن البعض منهم بلا محتوى ولا هدف أصلاً، إنما يطل علينا من خلال هذه التقنية التي وصلت إلينا لنشر ثقافة (الاستهبال) إن جاز التعبير والتفاهة والإسفاف وللأسف كثير من هؤلاء السطحيين لهم متابعون وجمهور.
الاهتمام بالتربية وإعطائها الأولية يعني الاهتمام بعملية التعليم والتدريب، ولا تكمن الأهمية هنا في توظيف كم هائل من التكنولوجيا الرقمية في الوسط المدرسي بل بعملية اغناء التربية وتطويرها من خلال التكنولوجيا حيث يترك للتربية أن تغتني بمعطيات التكنولوجيا وفوائدها وأن نجعل من توظيفها نشاطا تربويا جديدا. فالأهداف من توظيف التكنولوجيا يجب أن تكون تربوية بالدرجة الأولى وكذلك الطموحات يجب أن تكتسي حلتها التربوية اتفق معك دكتور بأن في بداية عملية الدمج بين التكنولوجيا و عملية التربية والتدريس كانت هنالك الكثير من المصاعب والمشكلات ، مثل على هذه المشكلات هو عندما تريد المعلمة أن تشرح الدرس عن طريق البوربوينت على جهاز عرض البيانات تأخذ وقتًا طويلًا من وقت الحصة من أجل تركيب الجهاز ، ولكن في وقتنا هذا فقد أصلحوا هذه المشكلة عن طريق السبورات الذكية (بعد ان كافح الانسان فى الماضى كى لا يتحول الى عبد ,عليه ان يناضل كى لا يتحول الى آله ) “اريك فروم ,استلاب حرية)” بدأت بوادر اعصار الثورة الصناعية الرابعة تنذر بتغيرات عاصفة لم يشهد لها التاريخ الانسانى من قبل و سقوط مروع لكل الأنظمة و هى حالة من الانفجار الحضارى الشامل و تلك هى المرة الاولى فى التاريخ التى يضعف فيها الخيال الانسانى على وصف التغير فى الحياة الانسانية و تتميز الثورة الصناعية الرابعة بفكرة محورية مفادها( ان العالم يدور حولك مصمم لك وحدك و من اجلك ) و كما هى فرص الثورة الصناعية الرابعة فهناك تحديات جسام ولا تعدو ان تكون الصورة التى قدمناها اكثر من الوجه الجميل لهذه الثورة فلكل ثورة جانبين احدهما يومض بالضياء و اخر ينكمش فى الظل و يعتقد بعض الباحثين بانه يمكن لمعطيات الاتمتة الاصتناعية ان تحدث تغييرا جوهريا فى وضعية العمل , و يحمل لنا المستقبل ما يفوق قدرتنا اليوم على الفهم و الثورة ايضا ستغير ما نحن عليه اى فى جوهر هويتنا و افكارنا و يجب على الانظمة التربوية تطوير استراتيجيات لمواجهة مختلف التحديات و يشيرالتطور بنشوء سلالات بين البشر و الذكاء الاصطناعى .
من ما لا شك فيه ان المحافظة على الشباب مهم لكل دوله و كل دولة تضع الملايين لتربيه الشباب و الجيل القادم ليطور الدوله ، ومع التطور الرقمي قد اصبحت التربية اسهل و اسرع وخاصه في جائحة كورونا وقد اصبح التعليم ايضاً الكترونياً ،و الاهتمام بالتربيه واجب على كل دوله لبناء جيل واعي و شغوف يبني و الوسائل الرقمية ساعدة الدول للوصول لهدفهم و مهدت الطريق لهم لتربيه و تعليهم انفع لشبابهم
وهناك سلبيات تمتلكها الوسائل الرقمية لتعليم :
١- غياب الحياة الاجتماعيه
٢-يوثر على النوم
نشكرك على هذه المقالة الاكثر من رائعة
ولقد تأثرت ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ التعليمية بهذه ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ الرقمية، فتخطت ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠيم التقليدي الذي يقضي بذﻫﺎﺏ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﺍلمعلم إلى مقر الدراسة في مواعيد محددة، و بالتالي فإن الحضور هنا مكاني و زماني، وفيه ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل الحقيقي ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ بين المعلم والطالب في ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺠﻬﺎﹰ ﻟﻭﺠﻪ، ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل العلاقة ﺒﻴﻥ المعلم ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺏ أكثر تأثيرا في تحقيق الأهداف عبر الوسائط التقليدية المتاحة. تمثل التنمية المهنية للمعلم عنصراً أساسياً من أساسيات تطوير التعليم ليكون قادراً على الوفاء باحتياجات المجتمع وتحقيق أهدافه ، كما أن الاهتمام بالتنمية المهنية للمعلمين تعد قضية خطيرة من القضايا التي فرضتها تحديات العولمة، والثورة التكنولوجية، والثورة المعرفية، وتكنولوجيا المعلومات، وظهور صيغ تعليمية جديدة تعتمد على التعلم الإلكتروني وبيئات التعلم الافتراضية
احدثت الثوره الرقميه تطورات كبيره وجعلت لنا العالم اصغر وجعلت المعلومات تنتقل بسرعه اكبر وترجمت لنا العديد من الكتب وقد ظهرت بشكل واضح فائدتها خلال جائحه كورونا حيث ان التعليم لم يتوقف بالعكس استمر من خلال الوسائل الرقميه ، ولكن عالمنا العربي يفتقد للتكنولوجيا الرقمية، وبالرغم من ان وزارة التربية ادخلت مادة الحاسب الآلي في منهاجها و يتم تدريسها من المرحلة الابتدائية ؛ الا اننا نجدها مادة صماء في وادي بعيد عما يستخدمه الطلاب و يحتاجونه في هذه الايام ، لذلك يجب علينا الاهتمام بالتكنولوجيا الرقمية اكثر لانها المستقبل
وداعاً لتكدس الأوراق والملفات مرحباً بالتكنولوجيا والتطور،
التكنولوجيا نعمة أنعمها الله عليناواكتشفناها بفضل العقل البشري الذي أبدع الخالق بخلقه، من واجبنا أن نطور من أنفسنا ونستفيد من خبراتنا ونسهل علينا عملية التعليم ونرتقي بها، ولايقتصر ذلك على التعليم فقط بل بكل مجالات الحياة .
مقال جميل لخص فيه الدكتور علي المدرسة التقليدية ومجاراتها لعصر الثورة الرقمية، وتحديدًا في نقطة أنه يصعب على المدارس مجاراة الطلاب لسرعة وسهولة فهمهم للتكنولوجيا الرقمية بعفوية، يجب تدريس مقررات تنمي هذه التكنولوجيا وتسد الثغرات فيها، حتى يكون للعالم المدرسي جدار رصين لا يمكن كسره، أيضًا والأهم من ذلك هو البناء التعليمي والتربوي للدولة من حيث البرنامج التقليدي، حتى ينمي الجانب النفسي لدى الطلاب، بحيث لا يتعمد النظام التعليمي علىٰ الالكترونيات بشكل كامل.
مقالة شيقة ..
في الحديث عن الثورة الرقمية ، نرى أنها إحدى أبرز تجليات التطور التكنولوجي في عصرنا الحالي فقد اجتاحت جميع الجوانب الحياتية وعلى الرغم من العمر القصير لهذه الطفرة المعلوماتية إلا أنها تؤثر على سلوكياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية بشكل واضح وكبير حيث أنها سهلت الاتصالات بين الأفراد وقصرت المسافات ..
في عالمنا العربي نرى الإهمال الكبير للجانب الإلكتروني والرقمي بشكل عام وهذا ما أدى لحدوث أزمة في التعليم حيث استمر العالم العربي بنقل المعلومات بشكل تقليدي بطرائق التربية الكلاسيكية بعيداً عن التطور والتكنولوجيا ، وبما أننا في عصر المعلوماتية وتميز الحياة بسماتها الرقمية أرى أنه من الضروري تدريب المعلمين والمتعلمين وتأهيلهم لاستخدام التكنولوجيا في تعليم الطلاب في الوقت الحالي حتى نتمكن من مجاراة العالم ومسايرتهم لنكون مجتمعات مثقفة لها القدرة على مواجهة الصعاب
قالت منظمة اليونسكو إن أنظمة التعليم يجب أن تضع مصلحة المتعلمين في مركز الاهتمام دائما، وأن يتم استخدام التكنولوجيا الرقمية لدعم التعليم المبني على التفاعل الإنساني بدلا من استبداله، لانه يشهد زمننا الحالي الثورة التكنولوجية التي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم و أصبح اليوم جديد و نتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه التكنولوجيا، و لاشك ان الدمج الرقمي في التعليم اسلوب عالمي تنهجه معظم المؤسسات العلميه التي يشار اليها بالبنان في عالم ارتياد الفضاء التعليمي وركب قطار التكنولوجيا الرقميه، وساهمت التكنولوجيا في العملية التعليمية في تطوير المنظومة التعليمية بشكلٍ واضح من خلال تحسين أداء المعلمين وطرق التدريس، وتعزيز تفاعل الطلاب ومشاركتهم في العملية التعليمية، وكما أن أهمية تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية ظهرت بشكل واضح خلال جائحة كورونا من خلال توظيف التكنولوجيا في تجربة التعلم عن بعد، حيث أن استخدام التكنولوجيا في التعليم زاد من خبرة الطلاب والمعلمين باستخدام الأجهزة والتطبيقات الإلكترونية، وساعدت على التواصل الفعال، وتتمثل ايضا اهمية تكنولوجيا التعليم في توفير بيئة تعليمية ممتعة وتفاعلية من خلال تنشيط استخدام هذه الوسائل الحديثة في العملية التعليمية لتسهيل الوصول إلى المعلومات ومشاركتها، وبالتالي زيادة إنتاجية الطلاب، فهي تمكن المعلم من إنشاء النصوص التفاعلية على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الكتب الإلكترونية وإجراء الاختبارات الإلكترونية السريعة، مما يتيح له الحصول على فعالية في أسلوب التدريس وتقييم الطلاب، فالنهاية، التأثير الواضح لِأهمية تكنولوجيا في العملية التعليمية من خلال التغيير الذي طرأ على طرق التدريس المتنوعة، والنتائج الفعالة التي حققتها التكنولوجيا.
تعد التربية والثورة الرقمية موضوعًا مهمًا في العصر الحديث، حيث يتغير العالم بشكل متسارع بفضل التقنية والتطور الرقمي. تتعلق هذه الموضوعات بتأثير التكنولوجيا الرقمية والوسائل الحديثة على التعليم والتربية. تعمل الثورة الرقمية على تحويل طرق التواصل والوصول إلى المعرفة والتعلم. بفضل التكنولوجيا الرقمية، أصبح من الممكن الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية بسهولة من خلال الإنترنت. يمكن للطلاب والمعلمين الاستفادة من الدروس المباشرة عبر الإنترنت والمواد التعليمية التفاعلية والتطبيقات التعليمية التي تعزز تجربة التعلم.ة تتيح الثورة الرقمية أيضًا إمكانيات التعلم الشخصي وفقًا لاحتياجات كل فرد. يمكن تخصيص البرامج التعليمية والموارد الرقمية لتلبية احتياجات الطلاب المختلفة ومستوياتهم الفردية. يمكن استخدام تقنيات مثل التعلم الذكي والتعلم الالكتروني والواقع المعزز لتعزيز عملية التعلم وتحفيز الطلاب على المشاركة والاستيعاب الأفضل للمفاهيم.
مع ذلك، يواجه القطاع التعليمي تحديات في مجال التربية الرقمية. تشمل هذه التحديات توفير البنية التحتية اللازمة للاتصال بالإنترنت والتكنولوجيا المتقدمة، وتأهيل المعلمين لاستخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل فعال، والتحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي بطرق فعالة ومؤثرة. تعد التربية الرقمية أداة قوية لتعزيز التعليم وتعميق المعرفة وتطوير مهارات الطلاب في القرن الحادي والعشرين. من خلال توفير بيئة تعليمية تفاعلية ومبتكرة، يمكن تمكين الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية والاستفادة من فرص العمل المتغيرة في عصر الرقمية.
باختصار، التربية والثورة الرقمية تمثلان تحولًا في نهج التعليم وتوفير الفرص التعليمية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والوسائل الرقمية. تعمل على توسيع حدود التعلم وتمكين الطلاب والمعلمين من الوصول إلى الموارد التعليمية والتفاعل بطرق جديدة ومبتكرة. ومع ذلك، يجب أن يتم توجيه التربية الرقمية بشكل صحيح وفقًا لأهداف التعلم واحتياجات الطلاب. يجب توفير التدريب المناسب للمعلمين لتعزيز مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا التعليمية بشكل فعال. يجب أن ترافق التربية الرقمية بتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة تعزز التفاعل والمشاركة الفعالة للطلاب وتعزز التحليل والتفكير النقدي. باختصار، التربية والثورة الرقمية هما تطور مهم في مجال التعليم، حيث يساهمان في تحسين جودة التعليم وتمكين الطلاب من مواكبة التغيرات في المجتمع الرقمي. يجب استغلال التكنولوجيا بشكل فعال ومتوازن لتعزيز تجربة التعلم وتطوير مهارات الطلاب في العصر الرقمي.