مقدمة :
توجد احتمالات التوهم في كل معرفة إنسانية، وتتغلغل إمكانية الخطأ في كل عمل ذهني، وتسجل المغالطات والأوهام حضورها في مختلف التكوينات الفكرية الواعية عند الإنسان. وغالبا ما يكوِّن البشر تصورات خاطئة عن أنفسهم وأفعالهم وعما يجب أن يفعلوه في العالم الذي يعيشون فيه. وتأسيسا على هذه الحقيقية يمكن القول بأنه لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم. وهذا ما تؤكده نظرية المعلوماتية إذ تعلن بأن الخطأ حالة ممكنة وهو خطر دائم في مختلف عمليات تحويل المعرفة وفي مختلف دوائر الاتصال. فالمعرفة الإنسانية ليست مرآة دقيقة للأشياء أو للعالم الخارجي بل هي نتاج عملية ترجمة للواقع ولعملية بناء ذهني معقدة إلى حد كبير. فالخطأ الإدراكي ينال من حواسنا المختلفة ولا يستثنى من ذلك حاسة البصر وهي أكثر حواسنا ثقة ومصداقية. وبالمقارنة مع الحواس فإن الخطأ الذي ينجم عن العقل عينه أكثر خطورة. فالمعلومات التي تقوم على أساس المفاهيم والأفكار والنظريات تتكون بفعل عملية ترجمة معقدة للواقع عبر أدوات اللغة والتفكير. وهذا يعني أنها معرضة بدرجة أكبر لإمكانيات الخطأ ومجانبة الحقيقية. ويضاف إلى ذلك أن هذه المعلومات التي تتكون بفعل الترجمة الحية للواقع تخضع أيضا لعملية تفسير وتحليل تحمل بدورها إمكانية تنامي الخطأ وتشكل التوهم. ومن هنا أيضا تصدر إمكانية الخطأ الذي يجد طريقه إلى المعرفة الإنسانية رغم عملية الضبط العقلي المستمرة. ويضاف إلى ذلك كله التشويش الذهني الذي ينجم عن الإسقاطات السيكولوجية التي تتوزع في منظومات المشاعر والانطباعات والميول التي تفرض نفسها في كل فعل معرفي دافعة إياه إلى مواقع الخطأ والتوهم.
ومع هذا كله يجري الاعتقاد بأنه يمكننا استبعاد احتمالات الخطأ الناجم عن التكوينات الانفعالية عن طريق عملية تحييد الانفعالات والمشاعر وضبطها وتنظيمها. ولكن واقع الأمر يؤكد بأن المشاعر الإنسانية تفرض نفسها بقوة في مختلف أبعاد العمل العقلي وتؤدي به إلى مواقع الخطأ. لكن، وعلى الرغم من التأثير السلبي للميول والعواطف الإنسانية في عملية المعرفة، يتوجب علينا بالمقابل أن نعلن بصراحة أن تطور الذكاء الإنساني مرهون بتطور العواطف والميول والجوانب الانفعالية بعامة، وأنه لا يمكن الفصل بين هذين الجانبين في عملية بناء المعرفة وتشكلها. فمشاعر الفضول والاندفاع والحب تشكل النوابض الحقيقية لعملية البحث الفلسفي والعلمي. ومع ذلك يجب أن نعترف أيضا بأن هذه المشاعر قد تعتقل إمكانية المعرفة الموضوعية وتخنقها كما يمكنها في المقابل أن تعززها. وهذا كله يعني وجود علاقة عميقة وجوهرية بين الذكاء والعاطفة. وليس غريبا أن نعرف اليوم بأنه يمكن للصدمات الانفعالية التي تعتري الإنسان أن تؤدي إلى تدمير ملكة المحاكمة لديه وإضعاف مجالات الذكاء وإمكانياته. ومن جهة أخرى يجب أن ندرك في هذا الخصوص بأن العقل لا يمكنه أن يأخذ موقع الهيمنة والسيطرة على الجانب الانفعالي عند الإنسان وذلك لأن إضعاف الإمكانيات الانفعالية عند الإنسان يمكنها أن تشكل مصدرا للسلوك غير العقلاني.
إن تطور المعرفة العلمية من شأنه أن يساعد الإنسان على تجاوز احتمالات الخطأ وعلى إضعاف احتمالات التوهم. ومع أهمية ذلك فإن يتوجب علينا أن نتحسب للمخاطر التي تنجم عن النماذج الفكرية التي تضبط العلم والمعرفة العلمية، والتي يمكنها أن تشكل بذاتها مصدرا للأخطاء والأوهام المعرفية. وهنا يمكن القول بأنه لا يمكن لأية نظرية علمية مهما بلغ شأنها أن تمتلك مناعة دائمة ضد احتمالات الخطأ والأوهام. ولا يمكن للمعرفة العلمية وحدها أن تعالج المشكلات الإبيستيمولوجية والفلسفية والأخلاقية بل يحتاج ذلك إلى جهود تربوية يمكنها أن تسهم وإلى حد كبير في الكشف عن مصادر الخطأ وينابيع الأوهام والانحرافات الفكرية والعلمية التي تواجه مسيرة الحياة الفكرية.
الأخطاء الذهنية
تبين الدراسات العلمية الفيزيولوجية في مجال وظائف الدماغ أن مداخل ومخارج الدماغ التي تضعه في صلة مع العالم الخارجي لا تمثل أكثر من 2% من منظومة العلاقات التي يجريها الدماغ، وبالمقابل فإن 98% من فعاليات الدماغ توجه لعمليات داخلية. وهذه العلاقات الداخلية تشكل عالما نفسيا مستقل نسبيا حيث تتمركز في داخله الأحلام والرغبات والأوهام التي تحدد في نهاية الأمر نظرتنا للعالم والكون. وفي داخل كل تكوين نفسي توجد هناك آليات سيكولوجية موّلدة للوهم وصانعة للخطأ وهي بدورها تشكل أحد أهم مصادر الخطأ في التفكير الإنساني.
فالمركزية الذاتية للحياة السيكولوجية عند الإنسان، ومنطق الحاجة إلى التبريرات الذاتية، وإسقاط المشاعر على العالم الخارجي، هي عوامل تشكل جميعها مصدرا للخطأ والأوهام والأخطاء الفكرية. فنحن ووفقا لهذه العملية نسقط مشاعرنا على الآخرين بوصفهم مصدرا للشر والجهل والأذى وذلك من أجل أن نبرر لأنفسنا موقفا يعلو على احتمالات الخطأ والضلال.
والذاكرة كغيرها من القوى العقلية تكون مصدرا من مصادر الخطأ والوهم. فالذكريات التي لا تجدد عبر عملية التذكر يمكنها أن تتلاشى وتضعف ويمكن لأية معلومة أخرى أن تحرفها وتغير مضامينها وتخضعها لعملية اصطفاء متحيزة. والذاكرة بطبيعتها تميل إلى إحياء الذكريات الجيدة وإسقاط الذكريات المؤلمة والسيئة، وهي تشوه الذكريات عن طريق عمليات الإسقاط أو الخلط اللاشعوري. وهذا يعني إمكانية وجود ذكريات خاطئة أو غير حقيقية في وعاء الذاكرة وصاحب هذه الذكريات الخاطئة يؤمن بها وبمصداقيتها ولا يستطيع إلا نادرا أن يشك بمصداقيتها، كما أنه قد ينكر تماما الذكريات المشؤومة ويعتقد أنها لم تحدث له أبدا. وباختصار يمكن القول هنا بأن الذاكرة تشكل واحدا من أهم مصادر الخطأ الإنساني.
انزياحات العقلانية
إن المزاج كثيرا ما ينتصر ويتمرد على قرارات العقل — فيودور دوستويفسكي
إن أنظمتنا الفكرية ليست معرضة للخطأ فحسب بل تمتلك في ذاتها على ما يبرر الخطأ ويحافظ عليه. فهناك دائما آلية معينة في داخل هذه الأنظمة الفكرية (نظريات – عقائد أيديولوجيات ) تعمل على مقاومة كل المعلومات التي لا تتوافق معها أو هذه التي يصعب التكيف معها. فالنظريات تقاوم النظريات المعادية لها وترفض الحجج المناقضة لها. ولكن النظريات العلمية هي وحدها التي يمكنها أن تقبل النقد الذي يوجه إليها، وهي في سياق ذلك تمل على ضبط هذه المقاومة والسيطرة عليها. وعلى خلاف ذلك تبدي العقائد والأيديولوجيات المغلقة على ذاتها والمتشبعة بحججها الداخلية مقاومة عنيفة لكل الأفكار والمفاهيم الجديدة ولذل فهي غير قادرة على قبول أي نقد يكشف عن أخطائها.
العقل هو أداة الإنسان في محاكمة الوجود وفهمه وتحليله وإدراكه. أنه يمتلك القدرة على التمييز بين الحلم واليقظة، بين المتخيَّل والحقيقي، بين الذات والموضوع. فالعقل هو الذي يسعى على ضبط المحيط والسيطرة على مقتضياته، وهو الذي يستطيع أن يولد طاقة نفسية لمواجهة الوسط والرغبة والمتخيل. وهو الذي يناط به ضبط معادلات الثقافة والوجود ومن ثم عقلنة الظواهر والأشياء التي تحيط بنا. وباختصار فإن العقلانية هي الجدار الذي يمتنع على الوهم ويأنف إمكانية الخطأ.
يعمل العقل على إبداع وإنتاج النظريات المتماسكة وعلى تأصيل السمات المنطقية لبنية هذه النظريات وتحقيق التماسك الداخلي بين جوانبها المختلفة وبين معطياتها النظرية ومعطياتها الخارجية والأمبيريقية. وهذا يتطلب من العقلانية الانفتاح على الاعتراضات التي يمكن أن توجه إليها. وعى خلاف ذلك فإن امتناع العقلانية على تيارات الجدة والانتقادات يقودها إلى مستنقع الجمود والتصلب ويحيلها إلى عقدية جامدة. ويمكن في هذا السياق الحديث عن العقلانية النقدية التي تمارس دورها في رصد الأخطاء والأوهام التي تتموضع في صلب النظريات ولعقائد والأيديولوجيات المختلفة.
ومع أهمية هذه الاحترازات العقلانية ضد التصلب والجمود فإن العقلانية ذاتها ليست في عصمة من الخطأ إذ تحمل في ذاتها إمكانية الخطأ والتوهم. فالعقلانية تأخذ صورتها العقلانية لأنها تمتلك في داخلها نظاما منطقيا متكاملا يقوم على أساس الاستقراء والاستنتاج والتفكيك والتحليل والتركيب، وهذا يعني مجموعة من العمليات الذهنية والعقلية التي يمكنها أيضا أن تتعرض لآليات التوهم والخطأ.
ولكي تكون العقلانية في منأى عن تصورات التوهم والخطأ يترتب عليها أن تكون منفتحة بطبيعتها على الحوار الدائم مع الواقع والحياة والأفكار. وهذا يتضمن أيضا ضرورة التواصل بين اللحظة المنطقية واللحظة الواقعية في حركة دينامية من التبادل الحر الذي يؤدي إلى استبعاد احتمالات الغلط والخطأ وتصويب الروح العقلانية في اتجاهات عقلية آمنة. فالنظرية الحقّة هي هذه التي تأتي نتاجا مستمرا للتواصل الحر والمستمر بين الأفكار والواقع، إنها ثمرة الحوار الدائم الذي يقوم على البرهان بين الأفكار. والعقلانية الحقيقية هي هذه التي تأخذ باعتبارها حدود المنطق وحدود الحتمية وهي هذه التي تؤكد بأن الإنسان لا يمكنه أن يكون علميا على نحو كلي أو مطلق. هذه العقلانية ترى بأن الحقيقية تمتلك أسرار وجودها الخاصة. ومع ذلك كله فإن هذه العقلانية تحاور اللاعقلاني واللامنطقي من منظور روح نقدية عفوية مظفرة.
والعقلانية ليست ملكا لحضارة وحيدة بعينها فهي ليست غربية أو شرقية بالمطلق. لقد اعتقد الغرب ردحا من الزمن بأنه الوحيد الذي يمتلك هذه العقلانية. وكان يعتقد إضافة لذلك أن الحضارات الإنسانية الأخرى لا تمتلك غير الأخطاء والأوهام. وتأسيسا على هذا الوهم عمل الغرب على قياس مستوى تطور الحضارات الأخرى بمقياس التطور التكنولوجي الذي عرفه وحققه في مجال تطوره الحضاري. وعلى خلاف ما يدّعيه الغرب فإن العقلانية كانت من نصيب جميع الحضارات حتى أكثرها قدما وبدائية. فأغلب الحضارات الإنسانية عرفت العقلانية في أساليب إنتاجها وفي أنماط وجودها التي تتعلق بالزراعة وتربية الحيوان والقنص والصيد. وقد تعايشت هذه العقلانية مع سحر الأساطير والأديان والخرافات. وهذه الحقيقية تنسحب اليوم على الحضارة الغربية التي تمتلك في مكنون وجودها على نسق من الأساطير والأديان والسحر ويشمل هذا أسطورة العقل الإنساني المتسامي ودين التقدم. وهذا الاعتراف بوجود الأنماط السحرية والأسطورية في الحضارة الغربية لا يتعارض مع العقلانية بل يتوافق معها إلى حد كبير لأن مجرد الاعتراف بالضعف والحقيقية يجسد حالة عقلانية.
وهنا تتبدى أمام أعيينا أهمية الفعل التربوي في مواجهة هذه الحقيقية حيث يترتب علينا أن نعلن بأن العقلانية نفسها معرضة لخطر التوهم وأن الثقة المطلقة بالعقلانية شكل من أشكال الوهم والغلط والخلط والتوهم. فالعقلانية تواجه خطرا دائما إذا لم تمارس النقد الذاتي لأوضاعها الداخلية. وهذا يعني في نهاية المطاف أن العقلانية ليست مجرد حالة نظرية أو نقدية فحسب بل يجب أن تكون وفي الآن الواحد نقدية ذاتية وذاتية نقدية في ذاتها.
أوهام النماذج
إِذا نادى الهوى والعقلُ يوماً ….. فصوتُ العقلِ أولى أن يجابا – القروي
لا يكمن رهان الحقيقة والخطأ في المحاججة الواقعية فحسب بل يسجل هذا الرهان دوره في المناطق الخفية غير المرئية للنماذج الفكرية القائمة. وفي البداية وقبل التوغل في تحليل هذا الرهان، يمكننا تعريف النموذج الفكري بن الحالة التي يتم بموجبها اصطفاء المفاهيم الرئيسة للمعقولية. وهذا يعني أن النموذج الفكري يرمز إلى نظام محدد من التصورات والصور الفكرية. إنها مادة التصورات المادية وروح التصورات الروحية وهي البنية في التصورات البنيوية. إنها المفاهيم الرئيسة المختارة والمصطفاة التي تستبعد جميع المفاهيم المضادة والعارضة لها. وتتمثل درجة النمذجة في مستوى اصطفاء الأفكار التي تتكامل في النموذج أو النظرية. ولا تقف النمذجة هذه عند حدود تنسيق الأفكار بل تتجاوز هذه الحالة إلى حالة أخرى هي حالة اصطفاء العمليات العقلية والمنطقية التي تمارسها والتي تؤكدها بوصفها العمليات الرمزية والأساسية للفعل المعقلن في ذاتها. وغالبا ما تخفي النماذج العمليات المنطقية التي تأخذ طابعا مقدسا وواضحا في مختلق عملياتها. وهذا يعني أن النموذج هو الحالة التي يتم فيها قبول بعض العمليات المنطقية على حساب الأخرى وهو النظام الذي يعطي المشروعية لمنطق معين اختاره واصطفاه دون سواه. وفي هذا الاتجاه نفسه فإن النموذج يعطي للنظريات والمقالات صفات الضرورة والمصداقية. ويضاف إلى ذلك كله أنه يؤسس لمسلمات ويعبر من خلالها كأن يؤد على فكرة مثل: أية ظاهرة طبيعية تخضع للحتمية وأن كل ظاهرة إنسانية تتحدد بوصفها متعارضة مع الطبيعة.
وهذا يعني أن النموذج الفكري يصطفي ويختار المفاهيم على منوال العمليات المنطقية وعلى صورة المسلمات والبديهيات التي ينطلق منها ومن ثم فإنه يصنف هذه المفاهيم في فئات أساسية متمايزة في نسق الأهمية ويعمل في النهاية على مراقبة وضبط وظائف هذه المفاهيم ويحدد لها دورها في العملية المعرفية. وعلى هذا الأساس فإن الأفراد يفكرون ويسلكون وفقا لهذه النماذج التي تسجل نفسها في أعماقهم الداخلية.
ومن أجل توضيح هذه القضية يمكن أن نسوق نموذجين فكريين متناقضين لطبيعة العلاقة بين الإنسان والطبيعة. يتضمن النموذج الأول للعلاقة بين الإنسان والطبيعة أن الإنسان يوجد في الطبيعة وأن أي خطاب يجب أن يعترف بان الإنسان كائن طبيعي وأنه يمتلك طبيعته الخاصة. أما النموذج الثاني فيفترض وجود تناقض بين مفهومي الطبيعة والإنسان، ويفترض هذا النموذج أن الإنسان ينطوي على خصوصية غير طبيعية، وهذا يعني أن هذا النموذج يضع الإنسان في تعارض مع الطبيعة.
ومع الأسف فإن النماذج الفكرية تلعب دورا جوهريا في مختلف النظريات والعقائد والأيديولوجيات السائدة في الحياة الفكرية المعاصرة. وغالبا ما تكون هذه النماذج متخفية متلبسة في صيغ لاشعورية وهي من مواقع التخفي هذا تحاصر الكر النقدي وترصده وتدفعه في اتجاهات محددة. وهذا يشكل واحدا من أهم مصادر الأوهام والأخطاء في المعرفة الإنسانية.
وباختصار يمكن القول بأن النماذج تقيم علاقات أولية وتعمل على بناء بديهيات ومسلمات محددة تستطيع بدورها هي أيضا أن توجه التفكير وتحدد مسار النظريات والأيديولوجيات.
ويمكن لنا في هذا السياق التأمل في النموذج الفكري الغربي الذي يعود إلى المفكر الفرنسي ديكارت Descart والذي فرض نفسه على تاريخ التفكير المنهجي منذ القرن السابع عشر حتى اليوم. وهذا النموذج يفصل بين الذات العارفة والموضوع. وعلى أساس هذا الفصل بين الذات والموضوع الذي تجلّيه الفلسفة الديكارتية تنبع منظومة من التقابل بين مجموعة من المفاهيم المركزية التي تعتمد المبدأ الديكارتي في الانفصال مثل:
النموذج الديكارتي كما هو مبين في الجدول السابق يحدد المفاهيم الأساسية للتفكير ويحدد طبيعة العلاقة المنطقية بين هذه المفاهيم. وهذا التقابل الذي يطرحه ديكارت لا يمكنه أن يكون – على الرغم من أهميته العلمية – عين الحقيقة أو يكون ضامنا لها في هذه الصيغة التي يطرحها كما يرى بعض المفكرين. فالنموذج الديكارتي يحدد لنا نظرة ثنائية إلى الكون والوجود العالم. فهناك عالم مادي يخضع للملاحظة والتجربة والمعالجة، وهناك عالم آخر ذاتي ومعنوي يتمثل في مشاكل الوجود والاتصال والوعي.
وباختصار هذا النموذج يوضح الحقائق ولكن يمكنه أيضا أن يدفعنا إلى الغموض فهو يكشف ويخفي في آن واحد، وهنا في داخل هذا النموذج الديكارتي يمكن أن نجد مشكلات فكرية مغلقة قد تشكل منبعا للخطأ الذهني والعقلي.
فحتميات العقائد تستند إلى حتميات النماذج وتحديدات الأنماط التفسيرية المعتمدة. وحين تسود هذه العقائد في مجتمع ما فإنها تفرض نفسها على مختلف الأفراد الذي يخضعون لها. وعندما تهيمن العقائد والأيديولوجيات في مجتمع ما فإنها تفرض على الأفراد حضور قوى مطلقة ملزمة تحمل معتنقيها على الإيمان بها والتصرف بموجبها. وهذه القوى تستند بالضرورة إلى نماذج اعتقادية مثل العقائد والأيديولوجيات الرسمية أو المعتقدات السائدة أو النماذج المعرفية أو الأفكار التي يتمثلها الأفراد دون اختبار.
وجميع هذه النماذج المعرفية، أو المعتقدات النموذجية، تعمل على اعتقال المعرفة وسجنها داخل نماذج قطعية نهائية مغلقة. وهذه النماذج في الغالب تفرض على معتنقيها حالة تطبيع أو نمذجة تعمل على استبعاد كل ما يخالف منطق هذه النماذج وتحديداتها الأولية.
فالتاريخ يشكل منذ انطلاقته الأولى مسرحا للأساطير التي تحركها الآلهة والقوى الروحية ز وقد سجلت هذه الأساطير حضورها في العقل البشري عقائد راسخة دفعت البشر إلى الحروب والموت والقتال. ومثل هذه الحالة لا نجدها عند الكائنات غير الإنسانية أبدا إذ لا توجد حروب تلهبها المعتقدات وتوقدها الأساطير.
فالأساطير تعيش في داخلنا ونحن نعيش في مجالها. وقد تبلورت هذه الأساطير وأخذت صورة حقائق لا تقبل الجدل في خيالنا وفي عقولنا. إنها تصنع مشاعرنا وتولد فينا مشاعر وأحاسيس الحب والكراهية. وليس غريبا اليوم أن نجد من يقتل ويُقتل من أجل الأفكار والله والعقائد. ومع أننا في الألفية الثالثة فإن حالنا لا يختلف كثيرا عن حال الإغريق القدماء لأن شياطين الفكر وأبالسة العقائد تهيمن على التفكير وعلى المشاعر وتجعلنا في حالة غفوة عما يحيط بنا. وهي في الوقت نفسه تعطينا انطباعا وهميا بأننا أسياد المعرفة وكهانها.
والمؤسسات العقائدية والإعلامية تقوم اليوم بتدجين الأفراد على الأساطير وتغذيهم بالأفكار والمعتقدات التي تروضهم على قيم الخضوع والامتثال. ومع ذلك كله فإنه يمكن للأفراد أن يعملوا على بناء عقولهم وتصميم أفكارهم بدرجة أكبر من الموضوعية وخارج دائرة الأوهام والأساطير. وتبقى محاولة الأفراد للخروج من دائرة النماذج والحتميات الفكرية التي تستعبدهم أمرا محتملا وقائما. وهذا يمر عبر عملية معقدة تتجاوز حدود اللحظة الثلاثية التي تتمثل في الأفراد والعقائد والوسط الاجتماعي الذي يحيط بهم.
ومع أهمية محاولة الانطلاق فإنه لا يمكن بناء نموذج فكري مثالي يعصم البشر عن الخطأ ويحول الأفكار إلى أشياء. فالأفكار وجدت قبل الإنسان ومن أجله، ولكن الإنسان نفسه يوجد من أجل الأفكار وبها. ونحن لا نستطيع أن نستفيد من هذه الأفكار مل لم نعنى بها ونرعاها. وإذا كان يتوجب علينا أن نتحرر من هيمنتها فإن ذلك يكون بالحوار والجدل والتبادل والتناقد في دورة مستمرة لا تعرف حدود التوقف والانقطاع.
إذ لا يجب أبدا أن نفسح المجال لأية نظرية أو فكرة كي تتحول إلى أداة أو طاقة تفرض نفسها تسلطيا على وجودنا بإيحاءاتها وانطباعاتها. بل يجب أن نجعل منها طاقة تساعدنا في تجاوز ما هو سائد وفي اختراق الهيمنة الأيديولوجية وإسقاط النماذج الفكرية القائمة نحو رؤى فكرية أكثر حرية وانطلاقا. فالنظرية يمكنها أن توجه الأفكار والاستراتيجيات المعرفية. وهذا يعني أنه يمكن أن نستفيد من مختلف الأنماط الفكرية القائمة وأن نغذي طاقة المعرفة لدينا من مختلف الاتجاهات الفكرية بعيدا عن مبدأ الخضوع والانقياد.
فالعقلانية هي نتاج حوار دائم بين الفكرة والواقع، ويجب علينا في هذا السياق أن نعترف بالصعوبة المنهجية التي يواجهها الفكر في ضبط الأساطير المتخفيّة والسيطرة عليها تحت عنوان العلم والعقل، وذلك لأن العقبة الأساسية قائمة في داخل أداة التفكير نفسها وهي تتمثل في طبيعة الممانعة الذاتية والعفوية التي تتأصل في منظومات المنطق والمعتقدات التي نؤمن بها.
الأساطير والأيديولوجيات تدمر الحقائق، ومع ذلك فإن الأفكار نفسها هي التي تتيح لنا إدراك الواقع بسلبياته كما تتيح لنا إدراك الأفكار بمخاطرها في آن واحد. وهذا يعني وجود صراع متأجج بين الأفكار ذاتها وبين الإنسان والأفكار عينها. وبالتالي فإن وقود هذا الصراع يكون في الأفكار عينها التي تمثل حطب المعرفة الذي يبعث فيها الدفء والعطاء الفكري.
الشك المعرفي
تدهشنا المفاجاءات وتقض مضاجعنا وذلك لأننا نعيش حالة أمن عالية مع نظرياتنا وأفكارنا. ومع ذلك فإنه لا يمكننا في الغالب أن نتوقع حدوث الجديد الذي لا يتوقف عطاؤه. ومع ذلك فإنه لمن الضرورة بمكان في هذا العصر أن نتوقع اللامتوقع عينه.
فمصادر الخطأ والتوهم كما ألمحنا متعددة وموجود باستمرار في كل أنواع المعرفة. ومن هنا يتوجب على التربية أن تحدد إمكانيات حدوث الانحراف والخطأ ومصادرة هذه الاحتمالات والإمكانيات قدر المستطاع. وهذا يعني أن إدراك مصادر الخطأ والتعريف بها يشكل اليوم أوكسجين كل معرفة وعلم أو معرفة علمية. وفي كل الأحوال فإن المعرفة تبقى مغامرة يتوجب على التربية أن تقدما كزاد ضروري للأفراد.
إن معرفة المعرفة التي تعني تكاملا نقديا في المعرفة ذاتها يجب أن تأخذ صورة ضرورة حيوية للتربية وفي التربية، ويجب أن تكون مبدأً حيويا دائما ومستمرا في كل عملية تربوية. وهذه التربية يمكنها أن تؤسس لثقافة تتسم بطابع الانفتاح والحوار وتبادل الأفكار.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن بناء إمكانية التساؤل والحوار حول موضوع المعرفة ذاته أمر يجب أن يحظى باهتمام المربين والقائمين على العملية التربوية. فعملية البحث عن الحقيقية يجب ألا تنفصل عن مبادئ النقد والحوار والتبادل والانفتاح. وهذا يعني أنه يتوجب علينا أن نمارس فعلنا النقدي في اتجاهين: يتمثل الاتجاه الأول في مجال نقد الأفكار التي نمتلك عيها، أما الآخر فيتمثل في الأفكار التي تمتلك علينا، وذلك من أجل الوصول إلى خصوبة معرفة علمية حقّة تنتزع نفسها بعيدا عن الوهن المعرفي.
على العقل أن يحذر منتوجه العقلي وذلك مع الإيمان بأهمية هذا المنتوج وضرورته لحياتنا الفكرية. فنحن في حاجة دائمة إلى اليقظة وإلى عملية ضبط دائمة تمكننا من تجنب التطرف الفكري وتحمينا من الوقع فريسة أوهامنا الفكرية والعقائدية. إننا بحاجة إلى الحوار والحوار المستمر والتواصل الممكن بين مختلف المكونات النفسية والعقلية لوجودنا وتفكيرنا وذلك من أجل ضبط الخطأ والوهن العقلي.
ما نحتاج إليه اليوم يتمثل في ضرورة تحديث نظرياتنا وأفكارنا والانتقال بها إلى حالة حضارية. وهذا يعني الانتقال بها إلى أجيال جديدة من النظريات المفتوحة العقلية والنقدية التي يمكنها أن تعيد تشكيل ذاتها في صورة أفضل. وهذا يعني في النهاية أنه يتوجب علينا أن نعمل على بلورة وتأصيل نموذج ذهني يسمح لنا بمعرفة معقدة ومركبة.
وختاماً يمكن القول بأن إمكانية الخطأ متعددة ومستمرة، منها ما يصدر من الخارج، ومنها ما ينبع من الداخل، ومنها ما يأتي من المجتمع أو من الثقافة، ومنها ما يأتي من أعماق النفس الإنسانية، ولكن بعضها يصدر عن العقل نفسه وأدوات المعرفة ذاتها أيضا. وهنا يتوجب على التربية أن تكون في مستوى المسؤولية وأن تضمن للأفراد إمكانية واسعة في التعرف على مصادر الخطأ وفي تكوين مهارات التصويب التي تتمثل في النقد والحوار والتأمل والانفتاح وتلك هي مهارات ضرورية لعالم يحدق به خطر داهم يتمثل في اندفاعات التوهم والخطأ.
المراجع
– صفاء الأعسر، تعليم من أجل التفكير القاهرة، دار قباء، القاهرة، 1998.
– عبد الكريم الخلايلة و عفاف اللبابيدي، طرق تعليم التفكير للأطفال دار الفكر، عمان، 1997.
– إدوارد دي بونو، تعليم التفكير، ترجمة عادل عبد الكريم ياسين وكمال جبري أمين، وزارة التربية والتعليم، الكويت، 1989.
– صلاح قنصوه، الموضوعية في العلوم الإنسانية، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1980.
– رجاة العتيري، في طبيعة العقل، دار سحر، تونس، 1999.
– Maggi, Bruno, Manières de penser, manières d’agir en éducation et en formation / publié sous la direction de Bruno Maggi, Paris: Presses universitaires de France, 2000.
29 تعليق
لا توجد معرفة كاملة، فالمعرفة معرضة كذلك للنقص والخطأ، وهذا القصور الذي يكمن في المعرفة بسبب أن الكون بكل أسراره لا يمكن للإنسان أن يصل إلى حقيقة كاملة حوله، فالمعرفة قاصرة مهما توصل الإنسان بعقله وإدراكه إلى أبعد ما يمكنه، ولكن ما يحد المعرفة ويجعل دورها محدودا ومقننا هو ما تناقله الإنسان من أيدلوجيات عقائدية واجتماعية صنعها الإنسان عبر عقود ممتدة وجعل العقل قاصرا لا يمكنه الابتكار والتفكير خارج هذا الصندوق الذي أعد له مسبقا وتوارثه، إن من أكثر الأفكار جمودا وتخلفا هي تلك التي تحصر العقل في زمن دون إدراك للتغير الذي من المفترض أن يتبعه تغير في الفكر والحداثة والتجديد، هذه المواكبة التي تخلق عالما متوازنا هي ما ينقص هذه البقعة الجغرافية التي سلمت العقل لمن يفكر عنها ويحدد كيف يعيش وكيف يفكر وما هي حدود تفكيره! نحن هنا نقف في مواجهة موروثات متراكمة تحتاج إلى زلزلة فكرية قوية كي تتزحزح حالة الجمود الفكري التي نعيشها بسبب هذه التراكمات وهي تنعكس بالمجمل على طبيعة الحياة الثقافية والفكرية وبالتالي طبيعة التربية وأساليبها التعليمية الفكرية التي مازالت تطرح ذات الأفكار التليدة دون إحداث تجديد مطلوب لإخراج جيل يفكر ويبتكر ولديه القدرة على الحوار وإعمال العقل بعيدا عن التلقين.
بداية أتوجه بجزيل الشكر و الثناء الى د. علي أسعد وطفة ، على هذه المقالة الرائعة التي وضحت عن معنى الأخطاء الذهنية و إيضاً الشك المعرفي ، حيث أثار بعض الباحثين عدة نقاشات حول عصمة العقل و يوافقون بعضهم بعصمة العقل و البعض الآخر ينفي عصمة العقل، فالعقل له القدرة على عدم الوقع في الخطأ فالله سبحانه وتعالى لا يجبر العقل على ترك المعصية بل يزود العقل بلطف في ترك المعصية بإختياره فلو كان العقل مجبورا على الطاعات وترك المعصية لكان ضد و منافي للتكليف ، كما يعتقد أبو الفلسفة الحديثة ” ديكارت ” بأن العقل صنع الله و العقل قبس نور من الله , فلا ينبغي هذا النور من الله أن يكون قابل للخطأ بل يكون مصدر الصواب ، كذلك يرى الفيلسوف السيد محمد تقي المدرسي في كتابه التّشريع الإسلامي – مناهجه ومقاصده بأن العقل لا يخطيء وإنما الخطأ يكون خارج منظومة العقل ،
فمن أين ياتي الخطأ ان كان العقل معصوم؟ ربما الفكر الديكارتي كشف القناع عن مصدر الخطأ في كتابه (تأملات ميتافزيقية ) حيث النظرية الديكارتية تفصل بين العقل والإرادة فالعقل هو التفكير و الإرادة هو الرغبة فكلاهما مخلوقان من الله فلا يصدر منهما باطل ، و لكن العقل البشري محدود ويعمل في دائرة المنطق و الحدس و التجربة ، و في الضفة الأخرى فإن الإرادة غير محدودة و الرغبة أكبر من عالم البشر و أكبر من امكانيات البشر على سبيل المثال لا ننفي انسان يرغب ان يطير بجسده , فيحدث الخطأ عندما نصدر احكام تفوق قدرة العقل كذلك الفيلسوف الإنجليزي جون لوك يدعم النظرية الديكارتية ويصرح بأن العقل صفحة بيضاء ، و في الضفة الأخرى ، سماحة السيد محمد حسين فضل الله يرفض نظرية ديكارت ويصرح بأن العقل قابل للخطأ و لا يحكم بأن يكون معصوماً حيث العقل مثل باقي عضلات الجسم فإن لم يتمرن سوف يترهل و يصيبه الخمول ، فالرياضي من يمارس التمارين يملك عضلات قوية و يمكنه أن يقفز الحاجز دون أن يقع في الخطأ أما من لم يمرن جسمه فسوف يخونه العضل و يفشل في القفز ،
كذلك العقل إن لم تمرن عقلك على مسائل الرياضيات على سبيل المثال سوف تخطيء في الحساب , وان لم تمرن عقلك على المنطق فستخطيء في النقاش ، فإن لم يتغذى عقلك فسوف يصبح كسيحاً و غذاء العقل التفكير النقدي و الإطلاع ، بما أن العضلات يدمرها الغذاء الغير صحي كذلك العقل ربما يفسد اذا دخل اليه معلومات مخالفة الى المباديء ، كذلك الفيلسوف ادموند هوسرل حلل نظرية ديكارت في اربع محاضرات بجامعة باريس برفضه إلى الفكر الديكارتي بعصمة العقل, فالعقل يكون أقرب إلى الصواب إذا تزود بالأدوات الملائمة له و تمرن على النقد و التحليل و الإطلاع.
جزاك الله خير الجزاء استاذي الفاضل علي الطرح الرائع كالمعتاد.ان موضوع العقل الذي فضل الله عز و جل به الانسان عن سائر المخلوقات نال اهتمام و تساؤل كل البشر منذبداية فجر البشرية الاولي. اكتساب المعرفة و طرق تخزينها و استرجاعها منذ الطفولة لمجال محير بالفعل نجد فيه العديد و العديد من النظريات و لكن تكاد تكون جميعها قاصرة عن الشرح الكامل لما يحدث داخل ذلك الجزء العجيب من الجسد البشري و هو العقل.كمان ان المعرفة في حد ذاتها حازت علي اهتمام العلماء و الدارسين و خاصة السؤال حول المعرفة الكاملة ؛ ان وجدت؛ فما هي و كيف تحقيقها و قياسها و طرق اكتسابها؟ ان الانسان لكونه خليط عجيب من الجسد و الروح و العقل و العادات و اللغة التي يستخدمها و مدي تقدم المستوي الحضاري الذي يعيش فيه كلها ساهمة في زيادة التساؤلات و الدراسات حول عصمة العقل من الشوائب و كيف الوصول اليها كغاية سامية.
مقال رائع استاذي الفاضل فالمعرفة العقلية الحقة ، العاريه من الأوهام ، هي المعيار السليم لتفكير الإنساني وحتى يسلم العقل ونستطيع ان نعتمد عليه فلا بد ان نخلصه مما عسى ان يقلل من شأنه، ويطمس نورة فلا يقوم بوظائفه كما ينبغي ، من ناحية أوهام العقل وقيوده يعتقد أبن سينا، أنا من ضمن طرق الوصول إلى السعادة تحطيم القيود التي فرضتها الأجيال على العقل فالعقل يتميز به مميزات تجعله يدرك الأشياء كما هي على حقيقتها والوصول إلى عالم العقول المشرقة ولن يتسنى له ذلك إلا بعد تحطيم القيود المقبلة له ، ولكن اذا تطرقنا إلى الأدباء الفلاسفة وجدنا الجاحظ يتخذ في بحثه منهجًا عقليًا استمده من المدرسة الإعتزاليه التي أثرت في كل مناحي فكرة فهو يؤمن بسلطان العقل ويجعله حكماً في الأمور كلها وأساسًا لتحصيل المعرفة الإنسانية ، ومن ناحيه أوهام العقل وأسبابها إن من الاعراض التي تؤثر على عمل العقل وتعرقله ومن ثم يقع في شباك الأوهام الصراع الدائم بين العقل وبين الشهوات والأهواء فيقول ” إنه لاشئ أصعب على العقل من مكايدة الطبائع ، ومغالبة الأهواء ، وأن مزاولة الجبال الراسيات عن قواعدها أسهل من مجاذبة الطباع” ان صراع العقل والطباع صراع شرس ولن يؤمن العقل حتى ينتصر على خصومة فحرية العقل في غلبته على الشهوات ،
اما من ناحية الإنسانية والمعرفة
الإنسان كائن معرفي بطبعة يدفعه دائما حب الاستطلاع إلى كشف الغائب إشباع الحاجات المادية والروحية وحتى يبلغ مأربه و يستخدم عقله مفكر عبر مراحل الاستدلالية متنوعة ومتعدده لكن أين يمكن الخلل عندما يعتقد ان المعرفة العلمية منزهه عن الخطأ كامله مثالية فقد وقع في الظلال الكبير واوقف عقله من التفكر والشك فا الخطأ وارد وحقيقة لايمكن نكرانها الأخطاء هي اصل الحقائق ولا يجب على الانسان ان ينكر اخطاءه (لاتنكر لنفسك أن تزل … ولعقلك أن يهفو ) الجاحظ
مقال في قمه الروعة اتوجه بجزيل الشكر للدكتور الفاضل : علي أسعد وطفه ..
أما بعد فأن فعلاً العقل هو ما يميز الانسان عن سائر المخلوقات ، و انه غير معصوم عن الخطأ فهناك اوهام و افكار تأثر عليه و يجب على الاشخاص تدريب عقلهم على الافكار السعيده و حل المسائل الرياضيه فقد قال الفيلسوف ديكارت ” انا افكر اذا انا موجود ” دليل على ان العقل و التفكير مهم لمواكبه الحياه .
مقالة رائعة يا دكتور و اتفق بكل ما جاء فيها حيثُ انه مما لاشك فيه ان الله خلق الانسان وكرمه عن سائر المخلوقات بنعمة العقل، فهل هذا العقل معصوم عن الخطأ؟ وهل تطور المعرفة العلمية من شأنه ان يساعد الأنسان على تجاوز احتمالات الخطأ وعلى اضعاف احتمالات التوهم؟.
لايمكن لأي عقلية علمية فذة ان تتجاوز احتمالات الخطأ و الأوهام، فلا احد معصوم من الخطأ او الزلل او النسيان، ومن ظن غير ذلك فهو واهم او خاطئ او طاغية او مستبد فبعض الجماعات و الفرق و القوى و الحكومات السياسية التي حكمت وقادة العالم لازمنة عديدة فأستطاعت ان تبث الاساطير و الاوهام و الخرافات حتى تسود ويكون لها السلطة على حكم الشعوب و التصرف في مقدراتها، وبذلك لم تعط الشعوب فرصة لأعمال العقل و احداث الفكر وحالت بينه وبين التطور و النضوج و الثقافة و الانفتاح لان فيهم هلاكها.
ولاشك ان المعتقدات و الافكار المسيطره على العقل لها اكبر اثر على رفض التغيير ورفض أحتمالية الخطأ، وبالتالي كانت الذاكرة من اهم مصادر الخطأ الانساني و كثيرا ما تتمرد هذه الذكريات و المعتقدات على قرارات العقل، فهذه العقلانيه تحول بين العقل وصاحبه بحيث الا يكون قادرا على كبح جماح عقله والاخذ به نحو تعديل و تصحيح المسار، وعندها يكون العقل في حالة من التبلد و الجمود غير مكترث بتصحيح تلك الاخطاء القابعة فيه منذ ان بدأ في اولى عملياته العقلانيه في فهم الحياة، ونظرا لقيام العقل بالعديد من العمليات العقلية المعقده يكون مما لاشك فيه ان الخطأ وارد لا محالة، وان الانسان مخلوق ليس مبرأ من الخطأ او النسيان فهذه من صفات من لا يخطأ ولا ينسى-سبحانه وتعالى-.
ومن الجدير بالذكر ان للبشر تصورات و اعتقادات خاطئة عن انفسهم و انفعالاتهم، ولا توجد معرفة تتنزه عن الخطأ و تتجاوز حدود التوهم، وان الخطأ وارد وممكن الحدوث، ومن استبعد حالات وقوع الخطأ فهو واهم متكبر متعال.
ومن هنا كان على عاتق التربية اعباء ثقال في قيادة هذه العقول و وضعها على المسار الطبيعي بعيداً عن قالب الجمود و التعصب و الطائفية و الحزبية و مساعدة الافراد على تجاوز الاحتمالات الخطأ و على اضعاف احتمالات التوهم و خلق جو من الحوار و النقد البناء وفهم الذات و تقبلها وذلك لاعداد الفرد لخوض غمار تحديات العولمه الحديثة.
مقالة رائعة …
فعلا اتفق معك فالعقل نعمةو ميزة للانسان ،هي الوسيلة للتمييز بين الحق والباطل ويزود الانسان بالاسباب والادوات والتي تؤدي الى ادراك الامور والقضايا وتمييزها وتحليلها واختبار الاصوب والاصح، فالعقل ايضا هو مصدر الحكمة التي تحتاج تبصٌر و نعقٌل في الامور ،لاسيما ان المعرفة ايضا تؤدي الي اكتشاف ماحوله ، واتفق بشده في ما قلته بأن “أنه لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم. وهذا ما تؤكده نظرية المعلوماتية إذ تعلن بأن الخطأ حالة ممكنة وهو خطر دائم في مختلف عمليات تحويل المعرفة وفي مختلف دوائر الاتصال” ، فالجميع من المحتمل ان يخطؤا وان يبررو اخطائهم ، وللحد من هذه الاخطاء من خلال الجهود تربوية التي تكتشف هذه الاخطاء وتعالجها .
محدثتكم : شهد منصور الهبيده
ولكي تكون العقلانية في منأى عن تصورات التوهم والخطأ يترتب عليها أن تكون منفتحة بطبيعتها على الحوار الدائم مع الواقع والحياة والأفكار. وهذا يتضمن أيضا ضرورة التواصل بين اللحظة المنطقية واللحظة الواقعية في حركة دينامية من التبادل الحر الذي يؤدي إلى استبعاد احتمالات الغلط والخطأ وتصويب الروح العقلانية في اتجاهات عقلية آمنة. فالنظرية الحقّة هي هذه التي تأتي نتاجا مستمرا للتواصل الحر والمستمر بين الأفكار والواقع، إنها ثمرة الحوار الدائم الذي يقوم على البرهان بين الأفكار. والعقلانية الحقيقية هي هذه التي تأخذ باعتبارها حدود المنطق وحدود الحتمية وهي هذه التي تؤكد بأن الإنسان لا يمكنه أن يكون علميا على نحو كلي أو مطلق. هذه العقلانية ترى بأن الحقيقية تمتلك أسرار وجودها الخاصة. ومع ذلك كله فإن هذه العقلانية تحاور اللاعقلاني واللامنطقي من منظور روح نقدية عفوية مظفرة.
يعطيك العافية دكتور على هذه المقالة الرائعة ، بالفعل كل شيء قابل للخطاْ حتى العقل نفسه يمكن ان يخطاْ وكما راْى ديفيد هيوم ان العقل وحده لا يتمكن من دون خبره حسية ان يتقدم باْحكام صحيحة عن الواقع ومثال على ذلك بالنسية الى قانون السببية قال اذا ارتبط شيئيين ارتباط لا تخلف فيه كالحرارة واللهب ان كل ما وجدت الحرارة وجد اللهب فقال ان السبب هو العادة وحدها تقتضي توقع حدوث احد الشيىئيين اذا ظهر احداهما فاْصل كل استدلالاتنا هي الخبرة الحسية الناتجة عن العادة وليس تدليل العقل كما قال العقلانيين وهناك من سبق هيوم بهذه الاراء وهو الامام الغزالي حيما قال لا يمكن ان نستدل ان هناك ارتباط بين حادثتين انها قضية تعاقب لا غير ،والمقصد من ما سبق ان حتى النظريات العلمية اختلف فيها الفلاسفة والعلماء وبالتالي هي معرضة للخظاْ وحتى الحواس ممكن ان تكون معرضة للخظاْ فهناك مقولة شهيرة وهي (لا تصدق شيئاً قبل ان تراه بعينيك ) والتي عارضها بارمينيدس وراْى انها مجرد هراء وتركز عمله في تاْكيد خيانة الحواس واْرى ان كلامه منطقي وصحيح فنحن آمنا باشياء لم نراها ولكن دلنا عليها العقل بفضل الله سبحانه وتعالى.
مقال جميل الله يعطيك العافية دكتور
فعلا العقل هو ميزة يتميز بها الانسان عن كل مخلوقات الكون وأيضا هو مجموعة من القوى الادراكية التي تتضمن الوعي , المعرفة , التفكير ,الحكم , اللغة والذاكرة , هو غالبا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والادراكية ويملك العقل القدرة على التخيل ,التمييز , والتقدير , وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات مؤديا إلى مواقف وأفعال , والعقل هو ما يجعل الشيء يملك وعي ذاتي وقصدية نحو بيئته , وأيضا العقل هو القدرة الذهنية التي يمتلكها الانسان ومن مهام ووظائف العقل التفكير في جميع الأمور المختارة وتخزين المعلومات عبر الذاكرة وتحليل المعلومات المطروحة وتحديدها وأيضا يعنى العقل بالتحكم بالمشاعر والعواطف والسيطرة عليها ومن وظائفه الأساسية تحديد الشخصية وتطويرها وتحسين الطباع والعادات الخاصة
يعطيك العافيه دكتور على هذه المقاله
الله ميز الانسان بالعقل يعرف من خلاله واجباته وحقوقه اتجاه حياته وحياه من حوله وان الوعي الكامل يكمن في العقل وليس العمر فنجد اشخاص يتميزون بعقلانيتهم وحسن تعاملهم من الغير وفي الجانب الاخر نجد اشخاص كبار بالعمر ويعانون من مشاكل والعقل البشري هو اساس التطور وعماره الارض
وكما ذكر ارسطو اللذي اهتم في دراسه ماهيه العقل وقال قوه العقل هي روح الحياه
واودع الله الانسان بعقله ليعرف ويميز الخطأ والصحيح
فعلا المعرفه معرضه دائما للتحريف الاخطاء واعجبتني نظرية المعلوماتيه حيث ان الخطأ وارد في اي لحظة فالأنسان ليس معصوم من الخطأ والله سبحانه وتعالى ميز الانسان بالعقل المميز الراعي الفاهم وهو جوهر الانسان حيث يميز بين الخطأ والمعرفه فهو اساس الجسد فالعقل له وظائف عديده منها تخزين المعلومات والخبرات التي استمدها خلال السنين فيها من سوف تفرق وتميز وتعلم الانسان بأشاره الى الخطأ والمعرفه
يعطيك العافية دكتور على المقال الهادف
فالله سبحانه و تعالى ميز الانسان عن جميع مخلوقاته بالعقل الذي هو المتحكم و المسيطر على الافكار و المعتقدات و الافعال سواء الصحيحة و الخاطئة ، فهو من يصيب و يخطئ ، و لكن هل يتعلم من الخطـأ ؟
لذلك العقل غير معصوم عن الاخطاء ابدا ، فمن الممكن ان الافكار و الاشخاص يؤثران على العقل ،
و هذا الخطأ يجعلنا نجنح إلى تجاهل أو تناسي وجهات النظر التي تختلف مع آرائنا ،
و على سبيل المثال إذا كنت مدخنا أو محبا لكرة القدم، فأنت على استعداد لتجاهل إعلان عن حملة لمكافحة التدخين، لكنك بالتأكيد سوف تلتفت لإعلان عن مباراة لكرة القدم ؛ و هذا ما يسمى بخداع العقل
قال سبحانه جل جلاله : “كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”
موضوع شيّق وطرح جميل،
فالحقيقة غالباً ما تشوه بقصد أو بدون قصد، فتحريف الحقيقة قد يصدر من داخلنا (من الإنسان ذاته أو عقل الإنسان) أو من الخارج مثل الثقافة والمجتمع.
فالإنسان غير معصوم عن الخطأ لكنه يجب أن يصلح خطأه وأن لا يبقى على الضلال ويتعرف على الحقيقة ويتحاشى أخطائه في المرات القادمة.
ومن مسؤولية التربية أن تضمن للأفراد إمكانية واسعة في التعرف على مصادر الخطأ وفي تكوين مهارات التصويب التي تتمثل في النقد والحوار والتأمل والانفتاح.
موضوع شيّق وطرح جميل…
فالحقيقة غالباً ما تشوه بقصد أو بدون قصد، فتحريف الحقيقة قد يصدر من داخلنا (من الإنسان ذاته أو عقل الإنسان) أو من الخارج مثل الثقافة والمجتمع.
فالإنسان غير معصوم عن الخطأ لكنه يجب أن يصلح خطأه وأن لا يبقى على الضلال ويتعرف على الحقيقة ويتحاشى أخطائه في المرات القادمة.
ومن مسؤولية التربية أن تضمن للأفراد إمكانية واسعة في التعرف على مصادر الخطأ وفي تكوين مهارات التصويب التي تتمثل في النقد والحوار والتأمل والانفتاح.
مقالة ثرية جدًا بالمعلومات القيمة ، إضافة الي مما سبق ..
يمر الإنسان بمراحل متعاقبة، ولا يصل إلى مرحلة النضج العقلي إلا بعد الكثير من التجارب، فيكون جنينًا ثم طفلاً ثم شابًا ثم شيخًا، وكل مرحلة لها سمات وخصائص، وتأخذ مما قبلها وتؤهل لما بعدها. وهكذا الأمر أيضًا في قُوى الإنسان الحسية والنفسية والعقلية. فالعقل ليس خارج هذه المراحل، وذلك التحول والانتقال، فله مرحلة ميلاد، ثم طفولة، ثم فتوة، ثم شيخوخة.
غير أن هذه المراحل بالنسبة للعقل، ليست مرتبط بالضرورة بمراحل الإنسان العمرية. بمعنى أننا قد نرى شابًا في عمره، لكن عقله مازال في مرحلة الطفولة، وربما لم يولد بعد! أو نراه قد بلغ نضجه كأتم ما يكون. وهذا يرجع إلى أن نمو العقل لا يقترن بالضرورة بنمو الجسد، ويتأثر بظروف النشأة والبيئة، التي قد لا تساعد على النمو والنضج، بل قد لا تلتف أصلاً إلى حاجات العقل، بسبب انشغالها بحاجات الجسد!
و”العقل” الذي نقصده هنا، ودون الدخول في تعريفات متخصصة، هو تلك المَلَكة التي بها يميِّز الإنسان الحقَّ من الباطل، والخير من الشر، والنافع من الضار .
فهذا العقل، أو الملكة، تبدأ في النمو، وتنضج مع ما يكتسبه الإنسان من خبرات في الحياة، ومن معارف ومهارات، ثم تضعف شيئًا فشيئًا، حتى لا يستطيع المرء أن يتصور بعض المسائل، أو يحكم على بعض القضايا في دورة تشبه دورة الجسد، مثلما يصير الإنسان في شيخوخته خائر القوى كأنه طفل يحتاج إلى من يعتمد عليه في قضاء بعض شئونه!
الله عز وجل ميز الانسان باعظم نعمه وهي العقل وميزه عن سائر الكائنات الحيه ، الذي من خلاله يميز بين الصح و الخطأ والمحافظه على حقوقه الانسانيه ، و لو لم يكن الإنسان يمتلك عقلاً يدرك فيه حياته وأسباب وجوده لما كان لوجوده في الحياة أي فائدة أو منفعة، فعمارة الأرض واستصلاحها تحتاج دائماً إلى العقل الذي يفكّر في ابتكار الوسائل والطّرق التي تؤدّي إلى ذلك، فالعقل إذن هو مظنّة الاستخلاف في الأرض،
فأن العقل يخطى اكثر مما يصيب .
العقل زينة الإنسان وبه ينطق اللسان، وهو نعمة كبرى، وهبة جليلة، أمرنا الله بالمحافظة عليه وفضلنا الله به على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً كبيرًا.
والوعي هو الإدراك الكامل لأبعاد الموضوع وتحييد الهوى والميول الشخصيه والتجرد منهم والحكم على الموقف أو الموضوع باستقلاليه وبصوت العقل والمنطق حتى وان خالف رأي الآخرين، فالعقول تجوع كما تجوع البطون لكن من غلبتهم بطونهم خذلتهم عقولهم و من أهتم بعقله و اشبعه من جوع كسب الوعي الذي يصنع به غذاءه الكامل حيث لا جوع يذكر هكذا يعيش العقل نشاط يقوي رغبة صاحبه في الحياة و يرسم له آفاقا اوسع.
لقد جاء القران الكريم بتمجيد العقل ورفع شأنه والعقل هو ميزة الانسان
فهو منشأ الأفكار وهو صاحب القدرة على الادراك والتصرف والتدبير كما انه يفسد ويطغى وينحط باجتنابه للحق واتباعه للأهواء
ومن بين النعم الكثيرة التي من الله تعالى بها على الانسان نعمة العقل التي ميزته عن سائر الكائنات
قال تعالى : (وقد كرمن بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
مما لاشك في انه يمكن للعقل ان يخطئ أيضا فانه يعمل طوال الوقت بلا توقف لو لثانية واحدة فقط
لذلك يجب علينا المحافظة على العقل من كل ما يؤثر عليه بشكل سلبي
ان العقل هو مايميز الانسان عن سائر المخلوقات بفضل الله عز وجل وان له قدرة عجيبة في كسب المعرفة و تذكرها عند الحاجة ويوجد الكثير من النظريات التي تحدثت عن العقل وما يحدث فيه ومهما بلغت هذه النظريات من الشرح تكون قاصرة لمعرفة التركيبة المعقدة لجزيئات العقل ، والعقل يحتاج الى التمرين والذي هو بمثابة الغذاء له ، كالقراءة والتفكير النقدي ولغة الارقام والرياضيات والتحليل .
يعطيك العافيه دكتور على هذه المقالة الرائعه
فعلاً كل شي في هذه الحياة قابل للخطأ حتى العقل من الممكن أن يخطأ مع انه العقل هو ميزة يتميز بها الانسان عن جميع مخلوقات الكون لانه العقل يميز الحق عن الباطل ولكن ذلك لا يمنع من أنه ممكن أن يخطئ وافق معك من ناحية أنه (لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم) والإنسان مهمها بلغ من معرفه مع ذلك يخطئ لانه الإنسان ليس معصوم عن الخطأ والأخطاء أحيانًا تفيدنا خبرنا ومعرفه بأن لانقوم بتكرار الخطأ مرتان ولكي نقوم بتقليل الأخطاء يكون من خلال جهود التربيه التي تقوم بالكشف عن الاخطاء ومعالجتها
يعطيك العافيه دكتوري الفاضل على هذه المقالة الرائعة . أوضحت في المقالة عن معنى الاخطاء الذهنية و الشك المعرفي فإن موضوع العقل الذي فضل الله عز وجل به الانسان و ميزه عن غيره من المخلوقات منذ بداية البشرية الاولى ، و اكتساب المعرفه و طرق تخزينها و استرجاعها منذ الطفولة لمجال محير ونجد فيه العديد من النظريات ، حيث اثار بعض الباحثين و الدارسين عدة نقاشات حول عصمة العقل فبعض منهم يوافقون و البعض الاخر ينفون ، فالعقل له القدره على عدم الوقع في الخطأ فهناك اوهام و افكار تأثر عليه والله سبحانه و تعالى لايجبر العقل هلى ترك المعصيه بل يزوده في ترك المعصية بإختياره ، كما قال ارسطو و فهو اللذي اهتم في العقل فقال قوة العقل هي روح الحياة و اودع الله الانسان بعقله ليعرف الصح و يبتعد عن الخطأ .
لطالما جعل الإنسان نفسه مقياسا لكل شيء، على اعتبار أن عقل الإنسان مرآة مستوية تعكس خصائصها على الأشياء المختلفة، لذلك فالإنسان صورة عن أفكاره التي يؤمن بها، وهذا يجعل الإنسان يتمسك برأيه، فإما أن يسلم به، أو يعتقده لأجل منفعة أو غاية، وتجد الإنسان يفعل أي شيء ليؤكد رأيه على الرغم من وجود دلائل تقول العكس معتمدا في ذلك على التجربة التي يسوقها كما يريد، وهنا يتضح أن عقل الإنسان يتحرك بما يحمله من إرادة وعواطف.
جزاك الله دكتور على المقال الرائع
فعلا العقل هو ميزة يتميز بها الانسان عن كل مخلوقات الكون وأيضا هو مجموعة من القوى الادراكية التي تتضمن الوعي , المعرفة , التفكير ,الحكم , اللغة والذاكرة , هو غالبا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والادراكية ويملك العقل القدرة على التخيل ,التمييز , والتقدير , وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات مؤديا إلى مواقف وأفعال , والعقل هو ما يجعل الشيء يملك وعي ذاتي وقصدية نحو بيئته , وأيضا العقل هو القدرة الذهنية التي يمتلكها الانسان ومن مهام ووظائف العقل التفكير في جميع الأمور المختارة وتخزين المعلومات عبر الذاكرة وتحليل المعلومات المطروحة وتحديدها وأيضا يعنى العقل بالتحكم بالمشاعر والعواطف والسيطرة عليها ومن وظائفه الأساسية تحديد الشخصية وتطويرها وتحسين الطباع والعادات الخاصة . كما ذكر ارسطو اللذي اهتم في دراسه ماهيه العقل وقال قوه العقل هي روح الحياه
واودع الله الانسان بعقله ليعرف ويميز الخطأ والصحيح
أشكرك دكتور و جزاك الله خير الجزاء على هذه المقالة الرائعة والمتكاملة كالمعتاد ،العقل هو ما يميز الانسان عن سائر المخلوقات وهو وسيلة التميزز بين الباطل والحق والخطأ و الصواب ،هو مصدر الحكمة التي تحتاج تبصٌر و نعقٌل في الامور ،لاسيما ان المعرفة ايضا تؤدي الي اكتشاف ماحوله ، والعقل هو المعيار السليم لتفكير الإنساني وحتى يسلم العقل ونستطيع ان نعتمد عليه فلا بد ان نخلصه مما عسى ان يقلل من شأنه، ويطمس نورة فلا يقوم بوظائفه كما ينبغي ، فسؤال هل العقل معصوم عن الخطأ ؟ أعتقد أن لا أحد مهما بلغ ذكاءه أن يكون معصوم عن الخطأ ، فالجميع من المحتمل ان يخطؤا وان يبررو اخطائهم ، واودع الله الانسان بعقله ليعرف ويميز الخطأ والصحيح .
أشكرك دكتور و جزاك الله خير الجزاء على هذه المقالة الرائعة والمتكاملة كالمعتاد ،العقل هو ما يميز الانسان عن سائر المخلوقات وهو وسيلة التميزز بين الباطل والحق والخطأ و الصواب ، وهو مصدر الحكمة التي تحتاج تبصٌر و نعقٌل في الامور ،لاسيما ان المعرفة ايضا تؤدي الي اكتشاف ماحوله ، و لو لم يكن الإنسان يمتلك عقلاً يدرك فيه حياته وأسباب وجوده لما كان لوجوده في الحياة أي فائدة أو منفعة، فعمارة الأرض واستصلاحها تحتاج دائماً إلى العقل الذي يفكر في ابتكار الوسائل والطرق التي تؤدّي إلى ذلك ، والعقل هو المعيار السليم لتفكير الإنساني وحتى يسلم العقل ونستطيع ان نعتمد عليه فلا بد ان نخلصه مما عسى ان يقلل من شأنه، ويطمس نورة فلا يقوم بوظائفه كما ينبغي ، فسؤال هل العقل معصوم عن الخطأ ؟ أعتقد أن لا أحد مهما بلغ ذكاءه أن يكون معصوم عن الخطأ ، فالجميع من المحتمل ان يخطؤا وان يبررو اخطائهم ، واودع الله الانسان بعقله ليعرف ويميز الخطأ والصحيح .
ان المعرفة العقلية الصحيحة ، المجردة من الأوهام ، هي المعيار السليم لتفكير الإنسان، و حتى يكون العقل سليم يجب تجريده من الاوهام و تخليصه مما يجعله في ظلمة ، فتحطيم القيود التي فرضتها الأجيال على العقل تؤدي الى السعادة ، و لاشئ أصعب على العقل من مكايدة الطبائع ، ومغالبة الأهواء ، و مزاولة الجبال الراسيات عن قواعدها أسهل من مجاذبة الطباع ، ومن الجدير بالذكر ان للبشر تصورات خاطئة عن انفسهم و انفعالاتهم، فالخطأ وارد وممكن الحدوث، ومن استبعد حالات وقوع الخطأ فهو واهم متكبر متعال، ومن هنا كان على عاتق التربية اعباء ثقال في مساعدة الافراد على تجاوز الاحتمالات الخطأ و على اضعاف احتمالات التوهم و خلق جو من الحوار و النقد البناء وفهم الذات و تقبلها وذلك لاعداد الفرد لخوض غمار تحديات العولمه الحديثة.
المعرفة الحقيقية تتجلى في حروف “كلما ازددت علمًا ازددتُ علمًا بجهلي”، لا يعصم الإنسان من الوقوع في الغلط والوهم والخطأ، إنما بإمكانه وما بين يديه ألا يقع فيه مجددًا، الإنسان بدوره يتعلم ويُعلم، مقال جميل لا يخفى عن قلم الدكتور علي وطفة، سعدت بقراءته جدًا.
صحيح دكتور في كل حقبة نرى أن العقلانية تظهر بمظهر مختلف فهي بمعناها تشمل جميع الأنشطة البشرية التي يصدر فيها السلوك عن العقل وكما هو متعارف عليه أن العقل هو ما ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات فهو الوسيلة للتمييز بين الحق والباطل ولا سيما المعرفة التي تؤدي لاكتشاف ماحوله ، وبالفعل كل شي قابل للخطأ فالخطأ كما ذكرت دكتور أنه حالة ممكنة وهو خطر دائم يهدد مختلف عمليات تحويل المعرفة في مختلف دوائر الاتصال ، كذلك النظريات العلمية اختلف فيها الفلاسفة والعلماء وبالتالي هي معرضة للخطأ وحتى الحواس ..
وأوافقك في نقطة (لا توجد معرفة تمتنع على الخطأ وتتجاوز حدود التوهم) حيث أن الإنسان مهما بلغ من معرفة يخطئ لأنه مخلوق غير معصوم عن الخطأ وللحد من هذه الأخطاء لا بد من اكتشافها والسعي لمعلاجتها