مقدمة
شُغل الباحثون بقراءة مظاهر التسلط بأبعاده السياسية والاجتماعية، وقلما يعيرون التسلط الذي تعيشه مؤسساتنا التربوية والجامعية ما يستحقه من عناية واهتمام. ومن أجل تغطية هذا الجانب في المستوى الأكاديمي، فإن هذه المقالة تسلط الضوء على مشهد واقعي من مشاهد التسلط ومظاهر الانتهازية والوصولية في الوسط الجامعي والتربوي. وليس الهدف من هذا الوصف إبراز هذه الحالة بل تقديم وصف حي نموذجي للأساليب الانتهازية والديناميات الوصولية في تقلد المناصب والوصول إلى مركز القرار وممارسة التسلط بصورة ديكتاتورية مخجلة في الوسط الجامعي وفي المجتمع. ولا ننكر بأن المقالة الحالية تركز على حالة واحدة، ولكن هذه الحالة تمثل نموذجا متقدما لأغلب النماذج التي تفرض نفسها في هذا المستوى.
كانت الجامعات وما زالت في البلدان الغربية معاقل للحرية والقيم والديمقراطية. ولكن بعض هذه الجامعات في مجتمعاتنا تشهد ممارسات ديكتاتورية لا تقل خطرا وفتكا عن المظاهر الاستبدادية التي نجدها في الحياة السياسية العربية. وفي المشهد الذي نقدمه وصف ذو طابع سردي لآليات القهر والاستبداد التي تمارس في بعض الجامعات العربية التي بدأت تتحول إلى مراكز حيوية لبعض الممارسات الاستبدادية في المجتمع. والمشهد الذي أقدمه هو مشهد حقيقي وواقعي حدث في حياتنا السياسية والإدارية.
يبدأ المشهد بصورة مدرس جامعي يسيل لعابه للوصول إلى أي موقع سلطوي يستطيع أن يمارس فيه نزوة التسلط والغلبة. ارتسمت الخطوات الأولى في انتهاز المناسبات السياسية ليعلن فيها نوعا من الولاء المطلق والمذل للحاكم والنظام أراده أن يكون مميزا في مستوياته الانتهازية ومتفردا في سماته الوصولية. واستجابة لهذا التعطش بدأت تفاعلاته بالمناسبات السياسية تأخذ طابعا غريبا مبالغا يتفوق فيه على أقرانه من الوصوليين والانتهازيين وما أكثرهم في مجتمعاتنا.
ويمكن لنا تصوير المشهد الوصولي في مراحل أربعة أساسية:
المرحلة الأولى:
عندما فجع السلطان بفقدان عزيز له بدأ بطل قصتنا يبدي حزنه البالغ لمدة طويلة الأمد فاقت حدود كل الأعراف والتقاليد المعروفة في طقوس الحزن والألم، فافتعل موقف حزن مميز ولفترات طويلة ترك فيها للحيته العنان، ثم فجأة ظهر للعيان بعد غفلة طويلة عن الناس مرتديا سواد الثياب بلحيته الطويلة الحزينة معلنا استمرار طقوس الحزن على فقيد السلطان بعد أن مضى ردح طويل من الزمن عاد فيه الناس جميعا إلى حالتهم الطبيعية والاعتبادية حتى السلطان. وهو في ذلك أراد أن يعطي انطباعا بأن حزنه وانفعاله بالحدث يختلف عن جميع الناس! لأن الناس سرعان ما عادوا إلى حياتهم الطبيعية، ولكنه افترق عنهم بأنه أكثرهم حزنا وأسى وانفعالا بالحدث الأليم والمصاب العظيم. وقد فرض على الناس أن يستشعروا حالته المأساوية هذه من إخلاصه ووفاءه وصدق مشاعره لفقيد السلطان.
المرحلة الثانية:
وهي التي يكثر فيها من أحاديثه في الملأ عن حبه للحاكم ووفائه للسلطان وعلاقته المقربة مع صاحب القرار، ويكثر فيها اشاعته لقصص المودة والاحترام التي تربطه بالحاكم والسلطان. والحديث هنا لا ينقطع عن لقاء الأحبة: اللقاء بينه وبين صاحب القرار أي السطان، وهي لقاءات كما يصورها مفعمة بالمحبة والمودة وعليه في كل يوم أن يروجها أمام الناس والحضور والطلاب. وأصبحت المحاضرات التي يلقيها محاضرات تدور في أفق العلاقات الحميمة التي تربطه بأصحاب القرار.
كان يبدأ محاضراته اليومية متحدثا إلى الطلاب عن لقائه بالحبيب، ويعني بذلك حاكم البلاد والعباد، والطلاب خير أداة في ترويج هذه العلاقة الودية في المجتمع بين الأستاذ الطموح وبين الحاكم المصاب. وهو في أحاديثه اليومية يستخدم كلمات متواترة: اجتمعنا البارحة بالحبيب (وترمز كلمة الحبيب إلى الحاكم)، وتناولنا العشاء مع سيادته في المطعم الفلاني، ثم قمنا بزيارة المكان الفلاني وبحثنا في القضية الفلانية. ثم يتجرأ الرجل أكثر فأكثر حيث ترد في عباراته: نصحت الحاكم أو صاحب القرار …. وأقنعت الحبيب (أي المسؤول الكبير) … وتداولنا في الأمر … واستشارني …. وأخبرته ….. وزارني في البيت ….ثم أهداني …ونصحته … وكثير من هذه العبارات التي يعلي بها من شأن نفسه ويلبي جموح غطرسته.
ويروج الانتهازي الصغير بين أصحاب القرار أنه الصديق الوفي لأعلى سلطة في البلاد وأنه الناصح المرشد والمستشار الملهم. ولاحقا وتحت تأثير هذه الأساليب الوصولية يستطيع الرجل بوسائله هذه أن يجد الوسيلة التي يقنع فيها بعض المسؤولين بتعيينه عميدا في الجامعة.
المرحلة الثالثة :
ثم تبدأ مرحلة جديدة في العمل الوصولي. هذه المرة بدأ الرجل يعرف بنفسه وطموحاته بطريقة فيها جرأة أكبر. فهو يعلن بأنه سيكون الوزير الأول في الوزارة المقبلة لأن صاحب الأمر التمس منه ذلك … ليس أكثر .!! وفي بعض الأحيان سيكون وزيرا للتعليم العالي أو للتربية، ويعدد في مناسبة وغير مناسبة المناصب عرضت عليه .. والتي ستعرض عليه بالطبع وهو عازف عنها ولكنها هي إرادة الحاكم وصاحب القرار.
في المؤتمرات الأكاديمية التي حضرها خارج بلاده وداخلها بدا يروج أيضا قربه من صاحب القرار، ثم بدأ المؤتمرون العرب من أساتذة جامعيين يسخرون منه همسا أو علنا به بأنه صديق الحاكم أو الوزير المرتقب، أو الشخص المقرب، أو المعجب بنفسه، ولم يرفض أن يخاطبه البعض بعبارات مجاملة فيها مثلا سيادة الوزير طبعا للوزارة الجديدة، أو سيادة المستشار في التشكيلات الجديدة أو القادمة وكان دائما يقابل هذه الألقاب المحتملة بابتسامة متعجرفة عنيدة مؤكدا لهم أنه حقا سيكون ودون أدنى شك ذلك الزعيم المرتقب. ولم تتوقف حدود غطرسته في بلاده إذ حاول أن يشمل بغطرسته هذه زملاء له من بلدان عربية أخرى رفضوه طبعا واحتقروه .
عميدا :
أثمرت هذه الفعاليات الانتهازية والوصولية، حظي بطل قصتنا هذه بعظمة السلطان الأولى عميدا لكلية التربية متجاوزا بذلك كل المعايير الأكاديمية والأخلاقية التي تتعلق بالكفاءة والخصائص الأكاديمية التي يفتقر إليها كليا. والسؤال المهم هو كيف مارس الرجل سلطته في الكلية التي تعمدها (أصبح عميدا لها ). بدأ حياته المهنية بطشا بزملائه، وأطلق على كليته أسماء عسكرية فهي الفرقة السابعة عشرة كما يحلو لأساتذة الكلية أن يسمونها تهكما بأسلوب التسلط الذي ينتهجه، وأطلقوا عليه عبارة (سيادة العميد) بالمعنى العسكري وليس بالمعنى الأكاديمي.
ولم يتورع في أحيان كثيرة أن يطلب من الفراش أو الآذن أن يطرد زميلا من زملائه من أساتذة الكلية خارج مكتبه وأن ينهال على بعض أعضاء الهيئة التدريسية من السيدات بشتائم وكلمات بذيئة. وبدأ يطلق على نفسه، أو يوحي لتابعيه وموظفيه أن يطلقوا عليه ألقاب مثل “المعلم” وغير ذلك من الألقاب أسوة بكبار السياسيين والزعماء. ووضع حوله جمهرة من المرافقين الذي يتميزون بالفظاظة هؤلاء الذين يوزعون ألقابه على الجميع ويفرضون هيبة ورهبة مدمرة لنفوس الطلاب وأساتذة الجامعة من زملائه في الوسط الجامعي .
أما فيما يتعلق بمعاملته مع زملائه فبدأ ينكل بهم ولاسيما هؤلاء الذين لم يرضخوا لإرادته ورفضوا تسلطه، واستطاع أن يوجه الاتهامات إلى بعضهم وأن يستصدر القرارات التي ينهي فيها خدمة بعضهم ويدفعهم إلى قارعة الطريق بدوافع الثأر والأحقاد السابقة. ولم يستطع الرجل أن يحتمل مظاهر القوة والتبجيل والتهويل التي أحاطت به في مؤسسته الصغيرة هذه فبدأ يغالي في ارتكاب الحماقات وبدأ يبالغ في تسلطه واستبداده وغروره.
وعلى هذا الأساس سوّقَ نفسه رخيصا ومارس لعبته الوصولية الجديدة بأعلى درجة من الغطرسة وتضخم الأنا. وهي أحاديثه التي لم تتغير ،وهو ذاك بغطرسته وجنون اختياله في حديث طاووسي لا ينقطع عن نفسه، وعن أحلام المكابر الصغير الذي يبحث عن مكان يتغطرس فيه إلى الأبد. وتردنا مقولاته في أحاديثه المعهودة: إنني هنا من أجل تطوير التعليم… إنني هنا بإلحاح من القيادة السياسية … إنني هنا في محطة في استراحة بعدها سيعاود رحلته في طريق الانتهاز والوصول.
لقد استطاع الرجل أن يحقق نجاحا كبيرا في الوصل إلى مركز أكاديمي مهم مع أنه لم يكتب في حياته بحثا علميا واحدا، ونال درجة الأستاذية بأساليب التسلط في الوسط الجامعي. وكان الرجل في واقع الأمر مهيأ في وسطنا الاجتماعي لنجاح كبير لأنه استطاع أن يوظف أفضل الإمكانيات السيكولوجية التي تعلمها في بلد شرقي صغير في إقناع مركز القرار بأنه رجل مقرب جدا وأنه يجب أن يأخذ دورا مهما في البلد.
وزيرا
هذه الممارسات اللاأخلاقية مهدت الطريق لصاحبنا إلى سدة الوزارة. وهكذا استطاع الرجل بتسلطه وتبجحه وغطرسته والجرعات الكبيرة من الوصولية والاختيال والنرجسية أن يصل إلى موقع القرار وزيرا للتربية وأن يأخذ دورا يستطيع من خلاله أن يشبع غطرسته وتعطشه. وها هي وزارته اليوم يشهد القاصي والداني بأنها مركز الفساد والفجور، إنه يدمر الأخلاق والقيم والمعاني والرموز ! سلوا عنه المعلمين والمربين، سلوهم عن تسلطه وجشعه، وهدمه لكل القيم، سلوهم عن الواسطة والمحسوبية والسرقات والعقود والرواتب المنهوبة، سلوهم عن جرائمه التي تتعلق بالعرض والشرف والكرامة، سلوا المعلمين والطلاب والمدارس عن الفضائح الجنسية التي ارتكبها، سلوهم كيف تحولت وزارته إلى مكان للعهر والفجور والنصب والاحتيال، وكل ذلك وعين السلطان غائبة عما يجري في أروقة وزارة لم تعرف ولن تعرف أبدا هذا القبح وهذا الفجور الإنساني الذي أدمى كل القيم الإنسانية والأخلاقية. أصبح في موقع المسؤولية ولكنه بقي صغيرا صغيرا لأن الانتهازي من هذا النوع لا يمكنه أن يكبر في عيون الناس والقيم بل يبقى صغيرا ويتصاغر مع دورة الزمن.سلوا عن تاريخه الأسود في وزارة التربية: تسريحه للمعلمات على الهوية والمذهب، الفساد، الفجور، تدمير الأجيال، النهب، السرقة، الزنا، الاعتداء على الكرامات
السقوط :
جاء إعصار الثورة، وكان فساد الوزير أحد أسبابها، لشدة التسلط والتجبر والفساد الأخلاقي والتربوي في التربية والوزارة. انتهت صلاحية الوزير وجاء زمن الحساب . والآن بعد أن قضى عهده وأنفق سنوات مجده في وزارة التربية عاد رخيصا وضيعا إلى حجرة صغيرة قرب دورات المياه في الكلية يرتجي من صديق أو زميل أن يقول له مرحبا كيف حالك أيها الديكتاتور الصغير ها قد عدت إلينا بحلتك المخجلة؟؟.
وفي هذه القصة عرض لأساليب الانتهاز والوصولية والتسلط التي نكابدها مع الأسف الشديد في مؤسساتنا الأكاديمية والجامعية. وإذا كانت جامعاتنا متخمة بمثل هؤلاء الوصوليين والانتهازيين والمتسلطين فيا لبؤس مجتمعاتنا ومؤسساتنا وحياتنا الأكاديمية أيضا. نعم تلك هي الحقيقة فصور التسلط والغطرسة وقيم الإكراه والوصولية ما زالت قوية في مؤسساتنا الجامعية وضاربة جذورها في أعماق الحياة الجامعية.
16 تعليق
يعطيك العافيه دكتور علي المقاله الرائعه و وتوضيح النموذج المثالي للفاسد ،
للاسف اصبح التسلط الوزاري قانون متوارث للفئات المتسلطة فتحول النظام من مصدر دستوري ومرسوم على قواعد وقوانين دوليه وعالمية ورسمية الى مصدر مكون من المصالح و الاهواء الشخصية والمعارف ( المتفشخرين) بالاسم , ونتيجة للنجاح المفبرك للبعض في الوصول للقيادة والترقية تغيرت النظرة الفطريه الطبيعية من ان هذا التصرف غلط وانه غير كفء الى اتخاذه كمثال وقدوة لشق طريق النجاح الزائف و للحصول على الماديات اللامعة الزائفة , ومع مرور الوقت يتحول الصواب اى غلط ويتحول الغلط الى الدارج للمجتمع لفتره من الزمن والتي ممكن ان تصل الى نهاية للمنظومة الدوليه وحتى الكونيه لتدميرهم الانظمة الطبيعيه من الورقية الى تاثيرها على البيئة الحيوية , السبب هذا المتسيب بالوصول هو اعطاءه الضوء الاخضر من البداية اي ان تم الموافقة على فساده منذ الصغر عن طريق موافقة المسئولين القدامى وبهكذا يمهد له الطريق للمصعد البيروقراطي واتخاذه الموافقات والتسهيلات كحجة او بالاحرى سلاح لحث المسئولين القادمين على موافقة له واتخاذة كرفيق ومدير في المستقبل وينبههم بخطر الوقوف امامه وتوقيفه , فاصبح السكوت عن الحق سلامة وتشجيع الفاسد موضة دارجة , للاسف الشديد هذا مايجعل الظلم ينشر ويقوى … مخاطر توضيح الحق,,,, ولا حول ولاقوة الا بالله – مها محمد
اشكرك دكتور على اختيار هذا الموضوع الشائع و المهم فالسفاهة من الألفاظ التي وردت في القرآن والسنة للنهي عنها والتحذير منها والإزراء بمن تلبس بها، وكيفية التعامل مع من اتصف بها، وهي تعني خِفَةُ الحلم والرأي و إن مجتمعنا العربي يعاني في الآونة الأخيرة من تسلط الوزاري ومظاهر الانتهازية والوصولية في الوسط الجامعي والتربوي
جميل أن يكون الإنسان طموحا، ولديه هدفا يريد أن يحققه لغاية تفيد المجتمع، ولكن ليس على حساب الآخرين، فمن العيب أن يجعل كل منصب يتولاه عتبة يرتقي بها للأخرى حتى يصل إلى الهدف دون أي اعتبار لما يحدثه من أذى لغيره.
وللأسف يا دكتورنا الحبيب البعض ما زال ينظر أن الوصول لأعلى درجات السلم الوظيفي هي السلطة المطلقة على من دونه، وهي مكانة تشريفية لا تكليفية.
يذكرني التدرج المنطقي في هذه القصة، والعاقبة التي وقعت علي (المتسلق) بالمثل الشهير “ما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع” ولعل أذكر من يقرأ بخطبة الصديق عندما تولي الخلاقة فقال:
“أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله …..”
هذا واقعنا للأسف فهذا المثال ليس إلا إمتداد للواقع الذي نعيشه فالأمر لا يقتصر على الجامعة فقط بل كافة أقطار الوزارات والمناصب الأخرى
وللأسف أقولها بكل أسف وتمَّعُر أن هذه الممارسات -وإن إختلفنا معها- إلا أنها تعتبر في بيئتنا ممارسات مثالية للوصول إلى المناصب والقيادة
وشتان بين قادة هذا الزمن وقادة الزمن القديم الذي كان يترأس فيهم أهل الإختصاص والخبرة والأخلاق فمع خبرته إلا أنهم يفيضون تواضعاً وأدباً ومنهم حتى أن عندما تولى السيادة قال :
خَلت الديار فسُدت غير مُسَوّدِ
ومن البلاء تفردي بالسؤددِ
ولا ننفي أن هنالك قادة كفائات تحاول الإصلاح والتحسين والعمل بكل قوة لكنهم قلة وذٰلك لا يكفي فلسان حال هؤلاء كقول الشاعر :
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيهِ وغيرك يهدمُ
شكرا دكتور علي تناول هذا الموضوع الشائك والذي يثير الجدل دائما
الفساد والتسلط مترادفان
اصبح الفساد الاداري في كل المجالات وليس المجال العلمي فقط
فنحن نشهد حاليا الفساد السياسي وغيره
لم يعد هناك ضمير يحكم الانسان
فكل من وصل الي منصب وارتفي اصبح كانه ديكتاتوري يتحكم ولا يبالي بالقوانين الموضوعه والمرسومه
المثال الذي ذكر في المقال يشابه امثله كثيره ف واقعنا الحالي وليس ف الجامعه فقط
يعطيك العافية دكتور علي هذا الموضوع
مو غلط أن الانسان يحلم ويتطور لكي يوصل الي هدف معين الغلط هو التغير الداخلي بسسبب الارتقاء والارتفاع بين الوظائف والمناصب وعدم الاهتمام بمصالح الاخرين وتكون مصلحته هي الاساس وهدفك السامي الذي يسعي اليه كثيرا من الناس يعيش علي هذا المبتدأ (مصلحتي فوق كل شيء) دون اهتمام لما يحدث لاذى الاخرين
وهذا المثال يادكتور مو مقتصر على مجال التدريس أو الجامعة المثال هذا نعيشه في كل وزارة و إدارة في كل المجلات وأكيد في ناس تحاول الاصلاح والبنيان والارتقاء الي مكان أجمل ولكن هناك العكس فمنهم من يبني لمصلحة الكل ومنهم من يهدم ويبني لمصلحة نفسة فقط
قال تعالي( وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) كلناً سيجازى بما عمل
نرى في بعض البلدان العربية أن بعض الجامعات تحولت إلى مؤسسات أمنية، عن طريق تحويل الطلاب إلى جنود والدكاترة إلى مخبرين وهذا بسبب غياب الحرية الديموقراطية عن الجامعات فأصبحت الجامعات نموذج مصغر للدكتاتورية السائدة في البلد، ونلاحظ انتشار امور ليست لها علاقة في الدراسة مثل الطائفية والعنصرية وننبذ الآخر .
فشكراً لك دكتورنا الكريم لتسليط الضوء على مشاهد التسلط ومظاهر الانتهازية والوصولية في الوسط الجامعي والتربوي.
عندما تشاهد اي مجتمع فاسد ترى بأنه بوادره ظهرت في مراحل الدراسة، ففي الدراسة وبالذات المرحلة الجامعية يتم تأصيل الفساد فينتشر مع الطلبة وهؤلاء الطلبة هم الذين سيصبحون قيادات المستقبل، فينتشر الفساد معهم في جميع اركان الدولة، لذلك تسعى الدول الديكتاتورية إلى نشر الفساد في الجامعات لتعطيل تنمية البلد، فكل بلد ينوي محاربة الفساد عليه بادئ ذي بدء ان ينشتل الفساد من المؤسسات التربية وبالاخص الجامعة، وشكراً يادكتور
الضمير هو قدرتنا على المعرفة والتمييز فيما إذا كانت أعمالنا خطأً أم صواباً أو معرفة الحق من الباطل، ونشعر بالندم الشديد عندما نفعل أموراً مخالفة لأخلاقنا أو ما نتبنّاه من مبادى و من يبيع ضميره باع وطنه والإنسان يستطيع أن يعيش بصمامات يركبها الأطباء في قلبه، ويمكن أن يعيش بنصف رئة.. لكنه لا يستطيع أن يعيش بنصف ضمير !!
بذرة الفساد لو لم تجد من يسقيها لبقت كامنة، ولكن لو وجدت من يسقيها لأنبتت وتمردت وشرعت بتدمير المستقبل، اتباع اسلوب صنع الرهبة الذي ربما يؤدي الى خضوع الضعفاء في كل الاوساط لشخص لا يملك اي قيمه ووصل لما وصل اليه بالتلاعب والفساد فيصبح الفاسد ذو قيمه بعدما كان فاقداً لها، وللاسف هذا حالنا اليوم في معظم امصار الوطن العربي
اذا انتشر الفساد في اي مجتمع هدمه… ومتى ما ماتت الضمائر أو بيعت ضاع الوطن وعم الفساد
قصة مؤلمة وتقع كثيراً، والعنوان مضحك مبكي “باع ضميراً فأصبح وزيراً”
فقد قام “بطل” القصه بالتزلف للحاكم وبيع مبادئه واصدقاءه وقيمه واخلاقه
لكسب حب الحاكم ونفوذ وقوة ضعيفه فانيه وظلم الناس ونهب خيراتهم، جاهلاً بأن الزمان يتغير ولكل بداية نهايه
ثم سقط سقطةً موجعه وتٌرك منبوذاً حقيراً
مقاله جميله ورائعه يادكتور علي ولكن ..
جميل بالإنسان أن يكون ذا منصب عالٍ في مجتمع يلتف حوله الناس ويخدمونه بالسمع والطاعة ويهابونه تقديراً له، والأجمل من ذلك أن يكون ذا منصب يخدم به مجتمعه وقومه، ويريد بعمله إرضاء رب العالمين .
– إن العاقل لا يطلب الرئاسة والولاية والمركز، لعلمه أن الولاية بلاء يبتلي به رب العالمين عباده، فمن عوفي فليحمد الله، ومن ابتلي فليصبر وليحتسب الأجر عند الله، وليتق الله في ما أسند إليه من مهمة ومسؤولية .
– ومن العقلاء الذين لم تغرهم المناصب الإمام أبوحنيفة رحمه الله، ويروي أن الخليفة طلب منه أن يتولى القضاء، فقال: أنا لا أصلح للقضاء، فكان الخليفة يكرر عليه ذلك الطلب كل يوم مرة، وإذا قال: لا أصلح، جلده .
وفي المرة الأخيرة عندما قال أبوحنيفة: أنا لا أصلح للقضاء يا أمير المؤمنين، قال الخليفة: أنت كذاب، فاتخذ أبوحنيفة ذلك حجة وقال: وهل يصلح الكذاب قاضياً يا أمير المؤمنين؟
وفي الجانب الآخر نجد قديماً وحديثاً من يركض وراء الوظائف ويطلبها، وهو يعلم أنه لا يستطيع القيام بها، وليته يطلب ولاية أمر هو عالم به وقادر على إدارته .
ولكنه يطلب ولاية هو ليس بأهل لإدارتها، كأن يكون من غير خبرة وعلم، أو لا يكون من أهل ذلك التخصص، أو يريد أن يتولى ذلك العمل لينتقم من أحد بعينه، أو يفوت الفرصة على ذي كفاية .
وهناك من الناس من يكدس عدة وظائف في يده من باب الحرص ليستولي على عديد من الامتيازات، أو يفعل ذلك من باب الحسد، فهو لا يريد أن ينافسه فلان وعلان على الكرسي، أو في القرب من الحاكم أو الوزير أو المسؤول الأعلى .
ومن الناس من يستمر في العمل حتى سن الخرف، فلا يريد أن يغادر المكتب ولا يريد أن يترك الكرسي، علماً بأنه تحول إلى قطعة تراث وأصبح من غير إنتاج أو من غير ابتكار، وغيره من الشباب ممن هو الأقدر والأعلم كثيرون، لكنه يقطع عليهم الطريق .
هؤلاء أصنفهم ضمن المنتحرين الذين يعبدون الدنيا حتى الموت، ويتمسكون بالكرسي حتى ساعة البعث والنشور، يفعلون ذلك وهم يعلمون أنهم لا يزيدون على أعمارهم دقيقة، ولو جلسوا مع أولادهم وفي بيوتهم لكان أبرك وأشرف
(باع ضميرا فأصبح وزيرا )علي أسعد وطفة
عنوان المقالة : كان العنوان مختصرا غير طويل حيث اتخذ الكاتب لمقالته عنوان رائع نعبر مضحك مبكي ،وكأنه لخص من خلال العنوان كل ما أراد أن يتحدث عنه فى المقالة
فكرة المقالة قديمة ولكن طرحها الكاتب بشكل جديد من خلال سرد نموذج مثالي للفساد وتتبع طريقته الوصولية للسلطة وكيفية استغلال منصبه
لا ننكر أن هذا الموضوع قديم جديد لأنه دائما مثير للجدل وتتعدد مجالاته سواء جامعي أو سياسي ،فهذا نعيشه في كل جامعة أو وزارة أو مؤسسة
بدأ الكاتب بالمقدمة ممهدا لطريقة عرض الموضوع ،فاتخذ نموذج حي ليصل لما يريده بأسلوب سهل ولغة فصحى ،مبتعدا عن التعقيد بالألفاظ والمعان
يعطيك العافية دكتور على هذا المقال الرائع و اهنيك على اختيار العنوان فقد وفقت به فهو بجلب الانتباه ويشد القارئ
اما بالنسبة لمحتوى هذا المقال فللاسف اصبحنا اليوم معظم الاشخاص يصعدون على حساب الآخرين لا شك من الجميل أن يكون الإنسان طموح ولديه حلم للصعود و الرقي سواء على صعيد الحياة العملية أو الإجتماعية و لكن! هذا الصعود يجب أن لا يكون على حساب الآخرين
سرد نموذج مثالي للفساد وتتبع طريقته الوصولية للسلطة وكيفية استغلال منصبه
لا ننكر أن هذا الموضوع قديم جديد لأنه دائما مثير للجدل وتتعدد مجالاته سواء جامعي أو سياسي ،فهذا نعيشه في كل جامعة أو وزارة أو مؤسسة
بدأ الكاتب بالمقدمة ممهدا لطريقة عرض الموضوع ،فاتخذ نموذج حي ليصل لما يريده بأسلوب سهل ولغة فصحى ،مبتعدا عن التعقيد بالألفاظ والمعاني
امتازت المقالة لمناقشتها فكرة واحدة ، وعدم التطرق لمواضيع أخرى .
الافكار واضحة ومرتبة ومتسلسلة تدرج بها الكاتب من أجل إيصال أفكاره الينا .