التربية هي العملية التي تتحقق بها إنسانية الفرد وشخصيته الذاتية، وبها ينمو جسمه وعقله وعاطفته. ومن تعاريف (التربية) التي تعجبني تعريف الفيلسوف الألماني (كانط) الذي يفيد بأن التربية هي”ترقية جميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها عند الفرد، وأن الهدف من التربية هو أن ننمي لدى الفرد كل ما نستطيع من كمال“. أما ”العقلانية“ فتعني أن تستند مبادئ التربية وأسسها إلى ثقافة التنوير والتحديث القائمة ”على الإيمان بقيمه وقيم العقل والعلم ومستتبعاتهما ونتائجهما ومنتوجاتهما التقنية والثقافية والسياسية والاقتصادية والحضارية الناظمة للمجتمع ولمؤسساته وبنياته وآليات اشتغاله، والمكرسة لقيم ومفاهيم الإنسان والمواطنة والحق والديمقراطية والعقلانية والتحرر… هي وعي نقدي متجاوز، نظريا وممارسيا، لعقل ولأفكار ومواقف ومعتقدات ومسلكيات الجمود والتحجر والتقليد المتكلس وذهنيات الخرافة والمحافظة المتطرفة، ومجافاة حقائق ومقتضيات التطور والتجدد والتقدم، ورفض شرعية التعدد والاختلاف في العِرق والمعتقد والتوجّه والثقافة والانتماء الحضاري والسياسي والاجتماعي المتعدد المكونات والأبعاد والمدلولات“.
التربية-العقلانية-عند-زكي-نجيب-محمود-1 1.8K