1.3K
لقد ارتبط اسم التربية الحديثة بأسماء مفكرين عمالقة تفتقت عقولهم بأبد عطاءات الفكر التربوي عبقرية وادهاشا، ومن منا لا يقف اليوم إكبارا واعجابا بالفكر التربوي الإنساني الذي فاض من عبقرية جان جاك روسو ورابليه ومونتين وبستالتوزي الذين يشهد لهم بأنهم كانو يملكون عقولا ثورية عارمة في عطائها النقدي ضد الممارسات التقليدية لمعاصريهم.
141الثورة-الكوبرنيكية-في-التربية-الطفولة-العربية-مجلة-جائزة2-1
4 تعليقات
مقال رائع و جميل ،
فإن كلاباريد صاحب مقولة الثورة الكوبرنيكيةيرى في التربية أن التغير الانقلابي المذهل الذي أحدثته النظريات الحديثة في التربية، يشبه التحول الثوري في علم الفلك الذي حدث مع اكتشاف كوبرنيكوس لمركزية الشمس حيث تبين نظرية كوبرنيكوس بوضوح أن الأرض هي:
التي تدور حول الشمس وليست الشمس هي التي تدور حول الأرض كما كان سائدا في علم الفلك القديم عند أرسطو وأقليدس.
كان التلميذ في التربية التقليدية يدور حول المنهج، فجاءت التربية الحديثة لتحدث انقلابا بدأت فيه المناهج وعلى خلاف ما هو معهود تدور حول التلميذ، وأصبح الطفل هو محول المجموعة التربوية بعد أن كان يدور في هامشها.
وهذا يعني كما يرى جون ديوي أن الطفل هو نقطة البداية وهو المركز كما أنه الهدف في العملية التربوية في التربية الحديثة. فالتربية ليست رهن بالمعارف العلمية لعلم نفس الطفل فحسب بل هي رهان موقف جديد من الطفل يرتكز على فهم الطفل وحبه (كما فعل بستالوتزي). وعلى احترام الطفل وتحقيق حاجاته والصبر عليه، إنه الموقف الذي يؤكد على قبول الطفل كما هو عليه.وقبول الطفولة كقيمة إنسانية أو مرحلة ضرورية في عملية نمو الطفل وازدهاره. وفوق ذلك فإن التربية الحديثة هذه تؤكد أهمية التسامح وقبول أخطاء الطفل وإخفاقاته واندفاعاته على مبدأ الإيمان الراسخ بأن الطفل هو طفل مهما يصدر منه ومهما يكن من أفعاله.
مقال رائع ، كانت الثوره الكوبرنيكية بمثابة تحول نموذجي من النموذج البطلمي للسماوات ، الذي وصف الكون بأنه ثابت على الأرض في مركز الكون إلى نموذج مركز الشمس مع الشمس في مركز النظام الشمسي ، وتألفت هذه الثورة من مرحلتين ، الأولى هي غاية في الطبيعة الرياضية والمرحلة الثانية تبدأ في 1610 مع نشر كتيب من قبل جاليليو ، وبدايةً من نشر كتاب نيكولاس كوبرنيكوس دي ثوريبيوس أوربيوم استمرت المساهمات في الثورة الكوبرنيكية حتى النهاية مع عمل إسحاق نيوتن على مدار قرن لاحق .
بالفعل اتفق مع مقولة جورج كارلين وهي ” لا تعلموا أطفالكم القراءة بل علموهم أن يضعوا كل ما يقرؤونه موضوع تساؤل وشك ، علموهم أن يضعوا كل الأشياء موضع تساؤل وشك وأختبار” صحيح انه القراءة مهمة وأنها مفتاح العقول وطريق النضج الأفكار ووسيلة لرقي الانسان وتميزه ولكن ما فائدة القراءة فقط دون أن فهم معنى ما نقرأه ؟ لا فائدة تذكر من القراءة دون الفهم ووضعه تحت موضع اسئلة فهذه الطريقة الصحيحة للقراءة والثقافة ورقي الفكر ، أما عن صورة المعلم في التربية الحديثة اتفق بان فعل المعلم ينبغي الا يمارس على الطفل بصورة مباشرة بل ينبغي عليه انه يتوجه نحو الوسط الذي يعيش الطفل.
قد قرأت مسبقًا عن ثورة كوبرنيكوس هو مصطلح يشير إلى الثورة على النظرية المعروفة بنموذج مركز للارض التي كانت تقوم على فكرة أن الارض هي مركز المجرة، بزعم كوبرنيكوس أن الشمس مركز النظام الشمسي. وأن يتم استعمالها في مجالات كالتربية أمر غريب ولكن متفهم حيث بعد الاطلاع تبين ان العديد من الفلاسفة العمالقة في التربية والنفس البشرية قد استعملوها في فلسفتهم التربوية الانسانية من بينهم جون ديوي الذي طبق ثورة كوبرنيكوس في التربية بتغيير مركز العملية التربوية الى الطفل بعد ما كان ينظر إليه خطئا أنه في المعلم أو الكتاب المدرسي، ففي هذه الحالة يصبح الطفل الشمس التي تدور حولها تطبيقات التربية، وهو المركز الذي تنظمها حوله. إن محاولة الاستفادة من أفكار جون ديوي ونزعتها لتقدمية أمر محمود ومُساعد على تطوير المنظومات التربوية العربية، لأن ما خلفه ديوي يعد ميراثًا مشتركا للإنسانية جمعاء، لكن مع ضرورة مراعاة خصوصية المجتمعات العربية وطبيعتها ومبادئها في المقام الأول.