“ليس الكمال الأخلاقي الذي يبلغه المرء هو الذي يهمنا، بل الطريقة التي يبلغه بها” ليو تولستوي
“إن الأخلاق لا تعلمنا الكيفية التي يمكننا بها أن نجعل أنفسنا سعداء، ولكن الكيفية التي نجعل وفقها أنفسنا جديرين بالسعادة” كانط.
ملخص :
استحق كانط أن يلقب بفيلسوف الأخلاق، وهو لا ريب يتبّوأ المنزلة السّامقة من المثالية الأخلاقية في تاريخ الفلسفة والفكر الإنساني برمته. ومن أراد أن يدرك العمق الروحي لفلسفته الأخلاقيّة فعليه أن يتأمل في مقولته المشهورة: شيئان يملآن قلبي دائماً بالإعجاب المتزايد والخشوع، وهو شعور لا يفارقني كلما أطلت التفكير فيهما: «السماء المرصعة بالنجوم فوق رأسي والقانون الأخلاقي في داخلي. إنني أراهما أمامي مباشرة، وهما يثيران فيّ المرة بعد المرة الوعي بوجودي”. إنّ هذا القول لشبيه بأنشودة يترنّم بها الشعراء ويرتلها الأدباء، أو بلوحة يبدع في رسمها الفنانون، ويقف أمامها الفلاسفة والمفكرون بإجلال وإكبار. إنها الحكمة الأخلاقية الخالدة التي تؤكد أن الأخلاق هي غاية الخلق في تكوين الفيلسوف كانط. فالقانون الأخلاقي كما يوحي به هذا القول هو مبتدأ الوجود وغاية الخلق الإنساني. وستبقى هذه الفكرة منارة تومض في كل أشكال التفكير الذي ينحو نحواً أخلاقياً وقيمياً.
بحث-خاص-الدكتور-علي-وطفة-في-مجلة-الأخلاق