الحبّ في شعر نزار قبّاني

نزار-قبّاني

 

ملخّص:

يرتكز الشّعر -عموما- على البنية الدّلاليّة التي تخزّنها الألفاظ والعبارات المعتمدة من قبل الشّاعر الذي يعبّر عن انفعالاته وأحاسيسه ومواقفه بطريقة غير مباشرة. ويضطلع المتلقّي بتفعيل ذاكرته للوصول إلى تأويل تلك المعاني، عبر الوقوف على الجانب الدّلاليّ الذي تضمره العبارات.

ويعتبر شعر نزار قبّاني من أبرز الإبداعات التي عبّر من خلالها عن مواقفه المختلفة بقناع الحبّ، خاصّة حبّ المرأة ووصفها وعشقها، وهذا ما يشدّ الانتباه إليه ويحرّك سبل البحث عن المعاني المخبّأة تحت عنوان الحبّ.

الكلمات المفاتيح: الأدب العربيّ – الشّاعر – الحبّ – المرأة – نزار قبّاني.

Abstract:

Poetry, in general, is based on the semantic structure stored by the words and phrases adopted by the poet who expresses his emotions, feelings and attitudes indirectly. The recipient activates his memory to reach the interpretation of these meanings, by standing on the semantic side hidden by the phrases. Nizar Qabbani’s poetry is one of the creations through which he expressed his different positions with the mask of love, especially the love of women, their description and adoration, which attracts attention to him and then the search for the meanings hidden under the title of love.

Keywords: Arabic literature – poet – love women – women – Nizar Qabbani.

1- مدخل:

الشّعر لغة الوجدان والمشاعر التي ينقلها الشّاعر لتكتسب الحياة بالتّداول والتّأويل الذي تحظى به. وهذا الأمر يؤدّي إلى الانتقال من التّعبير عن الذّات المتكلّمة إلى حلول الأنا عبر التّصوّرات الذّهنيّة لدلالة الألفاظ والمعاني التي ينتجها الخطاب، “فاللّغة تتكلّم عن اللّغة، وأحسن ما تبيّنه هو ما نفعله بها، ومن هنا نغدو جميعا محتوى هذه اللّغة”[1].

وطرح قضيّة الحبّ في الشّعر الحديث –خاصّة- يكشف عن استمراريّة العاطفة في شموليّتها للأحاسيس والمشاعر الإنسانيّة. ويعتبر الشّاعر نزار قبّاني من الشّعراء الذين أخلصوا لهذا الموضوع من خلال اختزاله لقضايا كثيرة لم يكشف عنها بصورة مباشرة، وإنّما عبّر عنها من خلال تجارب حبّه التي لم تخل واحدة منها من الحديث عن امرأة. فهو يرى نفسه مسؤولا عن المرأة العربيّة، حيث تحدّث في معظم أعماله الشّعريّة عن حبّه وهمومه النّسائيّة، فكانت حياته مليئة بالعلاقات مثلها مثل أكثر الرّجال الطّبيعيّين لأنّه عرف عدّة نساء، فمرّة ينتصر ومرّة ينهزم، ولكنّ الفرق بينه وبين باقي العشّاق الّذين أحبّوا في العتمة وبين جدران غرف النّوم المغلقة، يظهر من خلال رسم عشقه على الورق وإلصاقه على كلّ الجدران.

لقد طرق نزار باب المرأة وأجاد فيه، إذ عالج موضوعها من مختلف الجوانب، فمثّلت بذلك الجانب الإيجابيّ عنده لأنّه يراها في صورة جميلة لم تتغيّر رغم مرور السّنوات.

وتبعا لهذا سنقف على تيمة الحبّ عند نزار، ومن ذلك ارتباط شعره بالمرأة من خلال إبراز دلالتها في قصائده، ثمّ علاقته بهذا الكائن الذي شغل فكره طيلة حياته. كلّ ذلك من خلال الوقوف على شواهد شعريّة ونثريّة للشّاعر نفسه ولغيره ممّن اهتمّوا “بشاعر المرأة”، ثمّ من خلال ما وظّفه من علاقات دلاليّة تختلف بين التّكرار والتّرادف والتّضادّ والاشتراك…،  والهدف منها خدمة مجال اشتغاله على حقل الحبّ. وسنتطرّق إلى ذلك من خلال ديوان “حبيبتي” وتحديدا قصيدتي: “صوت من الحريم” و “حبيبتي”.

2-  نزار قبّاني وتيمة الحبّ:

يعرّف نزار قباني الشّعر بقوله: “هو المسامات التي تساعد الإنسان على التّخلّص من انفجاراته وأفكاره ومشاعره وارتفاع منسوب المياه الجوفيّة في أعماقه. والحبّ واحد من أهمّ تفاصيل الحياة التي نحبّ أن نقرأ أو نكتب عنها، لأنّه أرقى وأخلص المشاعر الإنسانيّة”[2].

لقد واجه نزار انطلاقا من كتاباته حول الحبّ عدّة مواقف، لأنّ المجتمع العربيّ اعتبره مواطنا خارجا عن القانون، فمعظم قصائده كانت تتناول العلاقات الحميميّة بين الرّجل والمرأة، واعتبروها فضيحة علنيّة، فالحديث عن الحبّ في وطن يرفضه ويعتبره طفلا غير شرعيّ، هو خروج عن القيم والأخلاق، وشاعر الحبّ في بلادنا العربيّة يقاتل فوق أرض وعرة ومناخ عدائيّ رديء، ويغنّي في غابة تسكنها الأشباح والعفاريت.

وتبعا لهذا، لا يفهم نزار لماذا يصادر الحبّ في بلادنا العربيّة ولا يسمح بممارسته إلاّ خفية وتهريبا. وهذا التّساؤل يطرحه نزار قائلا:

لماذا ..في مدينتنا؟

نعيش الحبّ تهريبا.. وتزويرا؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا..

ونستعطي الرّسائل..

والمشاويرا ..

لماذا في مدينتنا؟

يصيدون العواطف والعصافيرا…[3]

 

باتّباع نزار لهذا الطّريق، وتشبّثه بالكتابة عن الحبّ، فإنّ قصائده تعتبر وثائق اتّهام ودلائل مادّية على ارتكابه لجريمة الحبّ، وهذا ما أكّده شخصيّا بقوله: “إنّني لا أبرّئ نفسي من جريمة الحبّ، على العكس أنا أعتقد أنّ أكبر جريمة يرتكبها إنسان ما، هي أن لا يعشق وأنا أقولها بصوت عال عاشق مدمن ومزمن، وحين لا يكون ثمّة معشوقة في حياتي أتحوّل إلى ورقة نشّاف”[4].

وبهذا المعنى يؤكّد نزار أنّ الحبّ بالنّسبة إليه موجة ترفعه إلى سابع سماء وترميه إلى سابع أرض، فهو بحر لا ساحل له. وهذا دليل على إدمان نزار للحبّ ، فلولاه لمَا كتب وأبدع، ذلك أنّه يعتبر نفسه شاعرا خارجا عن القانون لأنّه أراد من خلال قصائده أن تكون الصّلة بين الرّجل والمرأة ظاهرة، لا حرج فيها ولا جناح ولا محاسبة بين المحبّين إذا أرادا أن تستمرّ علاقتهما، على عكس ما كان في الماضي علاقة يطبعها التّوتّر.

وحيث أنّ الحبّ يتمثّل في العلاقة بين المرأة والرجل كمنطلق لحبّ الوطن والحريّة، فإنّ جعل هذه العلاقة المتصالحة هو الانتصار الأكبر الذي لا هزيمة بعده. وفي هذا إشارة واضحة إلى كون النّصوص الكثيرة حجة لتأكيد أنّ نزار كان شاعر المرأة بامتياز، ذلك أنّها تبرز مدى بعد رؤاه عن الحبّ، فهو لا يقصد الحبّ من أجل الحبّ فقط باعتباره أخلص المشاعر الإنسانيّة، بل أيضا يعتبره آساس تحقيق انتصارات على ما هزمنا فيه بسبب تخلّينا عن هذه القيمة، ولعلّ أكبر هزيمة لحقت بأمّة العرب -ناهيك عن الهزائم العسكريّة- هي هزيمة الجسد العربيّ، يقول: “مخطئ من يظنّ أنّ هزيمة حزيران كانت هزيمة عسكريّة فقط، فحزيران كان هزيمة للجسد العربيّ أيضا. الجسد العربيّ هزم لأنّ المحارب لا يستطيع أن يحارب إلاّ إذا كان في سلام مع جسده”[5].

وبالعودة إلى تجربة نزار الإبداعيّة، فإنّنا نجده قارئا ماهرا للآفاق، حيث كان حادّ الذّكاء، إذ يضع يديه على مكمن الجرح، ونصوصه الكثيرة تحيل على اللاّتوازن في المجتمعات، والتّحرير إمّا أن يكون أو لا يكون، تحرّر المجتمعات من قيودها، وثقافتها التّقليديّة، ثقافة تشيّئ المرأة والرّجل معا، بمعنى أنّ هذه الثّقافة تحوّل المجتمع إلى مجرّد قطيع تابع، هكذا عمل نزار على وضعنا أمام الحقيقة الجوهريّة لطبيعة الصّراع المعلن.

وبهذا الاعتبار يريد إخراج المجتمع من القمع الذي كان مسيطرا على النّاس، حتّى يستطيع الكلّ ممارسة الحبّ بكلّ حرّية، لأنّه يرى الحبّ حركة طبيعيّة تعبّر بها الحياة عن نفسها، ولا عيب فيه وإنّما العيب فينا نحن، حين عقدناه وصلبناه على صليب الخرافة: “لم أكن أشعر أنّ الجنس وحش يفترس كلّ من يقترب منه، على العكس كنت أعتقد أنّ الجنس قطّ منزليّ أليف، وأنّنا نحن الذين روّعناه وخوّفناه وجعلناه يتسكّع في الأزقّة الضّيّقة وينام بين الخرائب”[6].

وحتى يتحقّق هذا الحبّ لا بدّ من الوعي بقضيّة أساسيّة تعتبر المنطلق للوصول إلى ما يريده نزار وهو ما عبّر عنه بضرورة العيش في سلام مع أجسادنا والتّصالح معها، نحن الرّجال، وأن نلتقي بها، فنحن نعيش في قارّة وأجسادنا تعيش في قارّة أخرى “ما دام الرّجل العربيّ يمضغ كالجمل غلافات المجلاّت العارية ويعتبر جسد المرأة منطقة من مناطق النّفوذ والغزو والفتوحات المقدّسة”[7].

هكذا نصل إلى أنّ نزار يشعر بالفخر والبطولة كلّما أصدر كتابا في الحبّ، ففلسفة الحبّ عنده تقول: “إنّ الحبّ رجوع إلى الطّبيعة وإسقاط للأقنعة الاجتماعيّة المفروضة، لأنّ حرّية التّصرّف تصحب معها التّلقائيّة والبساطة فتكشف بذلك عن جوانبها المتعدّدة وتفجّر طاقتها”[8].

وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، فقد وجد نزار الحبّ طريقا إلى التّعبير عن مواضيع أخرى لا تظهر لمن يقرأ نزار من أجل القراءة فحسب، فما لا يعرفه الكثير أنّ نزار لم يرض يوما عن السّياسيين والحكماء العرب، بل أكثر من ذلك فقد كان صديقه الوحيد هو الجمهور الذي عمل الشّاعر على إرضائه في أيّ عمل إبداعيّ: “إنّ أهمّ واقعة وقع عليها نزار قبّاني من خلال مسيرته الشّعريّة كونه كان خصما دائما للملتزمين السّياسوييّن، وكان عدوّا دائما للحكّام وكان صديقا دائما للجمهور”[9].

وفي إشارة إلى حديث نزار عن قضايا أخرى في قالب الحبّ، قوله:

لا تنزعج!

إذا كسرت القمقم المسدود من عصور..

إذا نزعت خاتم الرّصاص عن ضميري

إذا تمرّدت، على موتي..

على قبري

على جذوري

والمسلخ الكبير… [10]

يقول نزار إنّ الحلّ للخروج من الأزمات هو أن تنال المرأة حرّيتها، حرّية الحبّ، حتى تستطيع البوح لرجل يروق لها: “إنّني أحبّك” من دون أن تلقى العقاب وتتابع في مجالس المحاكم.

كلّ هذا الحديث عن الحبّ في شعر نزار كان في ارتباط تامّ ودائم مع المرأة، هذا الكائن الذي لزم الشّاعر منذ بداياته إلى أن واراه التّراب، ممّا يدلّ على موضوعيّة طرح التّساؤل المتعلّق بارتباط شعر نزار قبّاني بالمرأة من خلال صورتها في شعره وبالتّالي علاقته بها.

من هذا المبدأ نكون قد نظرنا إلى الحبّ عند شاعر شغل النّاس بشعره حيّا وميّتا، ولم تتأخّر الكثير من الأقلام النّقديّة في وصفه بالشّاعر الخاصّ للمرأة، إضافة إلى ذلك، كيف أنّ شعر نزار كان مرتبطا بقضايا أخرى جاءت منه بلبوس أنثويّة.

3- صورة المرأة في شعر نزار قبّاني:

اختار نزار قبّاني المرأة دون غيرها من الكائنات الجميلة دفترا يكتب عليه أشعاره، حيث احتلّت مساحة شاسعة من أوراقه ومدّت ظلّها على نصف عمره وفنّه، فقد اعتبر المرأة في شعره قضيّة العصر، فأخذ على عاتقه مسؤوليّة الدّفاع عنها والتزم ذلك طيلة حياته، فكانت عبارة عن كائن حيّ يسري في عروقه لمدّة أربعين سنة، حيث تعلّق بها منذ صباه وشبابه حتّى أصبح كهلا. وظلّت عاطفته مشتعلة لم تنضب وقلبه لم يتوقّف عن الخفقان. يقول: “المرأة موقف من المواقف في رحلتي البحريّة الطّويلة، ميناء من الموانئ زوّدني ذات يوم كذا بالخبز والماء والحرير وأعواد البخور”[11].

إنّ المرأة رحلته الوحيدة التي يسعى إلى تحقيقها، فلولاها ما استمرّ في تنظيم حياته وتسييرها. وعلاقته بها تتغيّر بتغيّر المراحل “في الأربعينات كانت المرأة عندي غزالا أو وردة أو فراشة ربيعيّة، وفي الخمسينات أصبحت المرأة عندي أرضا نقاتل عليها، ونقاتل من أجلها، وفي السّبعينات أصبحت المرأة التي كنّا مستعدّين أن ننتحر من أجلها ومنذ عشرين عاما، وفي هذه الأيام لم يعد بوسعك أن تختلي بحبيبتك”[12].

يرى نزار قبّاني المرأة في صورة جميلة لم تتغيّر رغم مرور السّنين، وهو مثل باقي الرّجال لا يمكنه الابتعاد عنها والعيش في وحدة وغربة، يقول في قصيدته “إلى قدّسية”:

رجل أنا كالآخرين

فيه مزايا الأنبياء

وفيه كفر الكافرين

وداعة الأطفال فيه وشهوة المتوحّشين

رجل أنا كالآخرين

رجل يحبّ إذا أحبّ

بكلّ عنف الأربعين

لو كنت يوما ما تفهمين

ما الأربعون

ما الذي يعنيه حبّ الأربعين

يا بضعة امرأة

لو أنّك تفهمين[13]

إنّ المتصفّح لدواوين نزار سيجد أنّه يتحدّث عن أكثر من امرأة، فعلاقته تختلف باختلاف أنواع النّساء اللّواتي يصادفهنّ في حياته، إنّه يتحدّث عن المرأة في أكثر من صورة: حبيبة، تلميذة، وجوديّة، مراهقة، مثاليّة، خائنة، مستهترة، حنونة، مجاهدة… وكلّها تأتي بأسلوب واضح وسهل، والأكيد أنّ الجزء الأوفر من شعره خصّصه للحديث عن الحبّ والحبيبة وما تتّسم به هذه العلاقة من تقلّبات وتغيرات، فنزار اتّخذ المرأة دون حشمة أو حياء، وجعلها تتحرك بكلّ حرّية فأعطاها الحقّ في الحبّ، تتكلّم عنه، تعيشه، وتبوح به، تدافع عن عواطفها وأحاسيسها. فكانت صورة فارضة لنفسها بحدّة في شعر نزار، فنظم فيها قصائد جميلة، ونجد قصيدة “حبيبتي” مثالا على ذلك:

حبيبتي إن يسألوك عنّي

يوما فلا تفكّري كثيرا

قولي لهم بكلّ كبرياء

يحبّني … يحبّني كثيرا

صغيرتي إن عاتبوك يوما

كيف قصصت شعرك الحريرا

قولي لهم أنا قصصت شعري

لأنّ من أحبّه يحبّه قصيرا[14]

يؤكّد نزار من خلال هذه الأبيات النّموذج المثاليّ للحبيبة التي تواجه الآخرين بكلّ ثقة وافتخار، إذا ما عاتبوها ووجّهوا إليها اللّوم. فهو يريد تحرير المرأة أكثر وإدخالها في عالم الحبّ بعيدا عن الموروث السّلبيّ، فهي عنده لم تعد تلك التي تكتب أحاسيسها ومشاعرها حفاظا على تقاليد المجتمع الذي يحرمها من أحلى شيء يعيشه المرء ألا وهو الحبّ.

في صورة أخرى يبيّن نزار المرأة التي تغرى بالمال وتبيع نفسها مقابل بضعة دراهم، هذه المرأة التي يجسّدها ببرودة الشّعور، لأنّه لا يشعر معها بالأمان والدّفء والحبّ …لأنّها في متناول كلّ من يدفع أكثر، فلا يشعر معها بالرّغبة والنّشوة لأنّه واع لماذا هي مرتمية بين أحضانه، يقول في قصيدته “حارقة روما”:

كفّي عن الكلام يا ثرثارة

كفّي عن المشي

على أعصابي المنهارة

ماذا أسمّي كلّ ما فعلته

ساديّة

نفعيّة

قرصنة

حقارة

ماذا أسمّي كلّ ما فعلته

يا من مزجت الحبّ بالتّجارة

و الطّهر بالدّعارة[15]

قال نزار هذه القصيدة ليبيّن للمرأة المادّية أنّ السّعادة لا تأتي بالمال، فباستسلامها للرّجل الغنيّ تكون قد فقدت اعتبارها بما في ذلك من حرّية وكرامة ومكانة، فالمرأة هنا في هذه الصّورة هي نقيض للمرأة الأخرى التي منحها حرّيتها وسلطتها على الرّجل.

ثمّ يضيف نزار رؤية أخرى للمرأة الخائنة الباغية التي تمتهن الرّذيلة في بيوت الهوى، سواء كانت فتاة في مقتبل العمر، أو عجوزا مدمنة على الرّذيلة.

هذا ما حدث بين نزار والمرأة التي وهبته نفسها. فزرع العار في صلبها وكسر قلبها، يقول في قصيدته “حبلى”:

أتبصقني؟

والقيء في حلقي يدمّرني

وأصابع الغثيان تخنقني

والعار يسحقني

وحقيقة سوداء تملؤني

هي أنّني… حبلى

ليراتك الخمسون… تضحكني

لمن النّقود… لمن

لتجهضني؟

لتخيط لي كفني؟

هذا إذن ثمني

سأسقط ذلك الحملا

أنا لا أريد له أبا نذلا[16]

فهنا الشّرف عند الرّجل يساوي خمسين ليرة فقط، ونزار لمّا دعا إلى الحرّية لم يقصد بها الخروج عن القانون، وإنّما دعا إليها في حدود، فأراد من المرأة أن تمتلك جسدها وكرامتها ولا تخضع لأيّة شهوة عابرة، فالمرأة هنا ظهرت بمظهر الضّعف والقهر لا حول لها ولا قوّة، لأنّها رضخت لقدرها وواقعها ورضيت به وكانت النّتيجة خسارة وسقوطا من عيون النّاس.

كانت هذه بعض الصّور التي أعطاها نزار للمرأة، وهي قليلة مقارنة مع تنوّعها وكثرتها، إذ أنّ حقيقة المجتمع العربيّ أفرزت الكثير من الصّور المحيطة بوضعيّة المرأة عامّة والعربيّة بشكل خاصّ، نقلها نزار قبّاني بقلمه شعرا.

4- علاقة نزار قبّاني بالمرأة:

إنّ في طرحنا لهذا العنصر طرحا لمجموعة من الآراء التي اختلفت حول علاقة نزار بالمرأة، فهناك من رآه نقيضا لها، وهناك من رآه معها في جميع مواقفها، والحقيقة أنّه لا يمكننا تحديد ذلك. إنّ علاقته بالمرأة ليست مستقرّة، بل هي خاضعة للتّقلّبات، فمرّة يتغنّى بها وبجمالها ومفاتنها، ومرّة ينقلب عليها ممارسا ديكتاتوريته وجبروته، ورغم هذا فهو يعتبر شاعر المرأة بامتياز. وقد حمل هذا اللّقب لسنوات عديدة، فأنت “عندما تطالع قصائده لا تدري ماذا يقصد من وراء هذا الوصف، أهو حليف للمرأة التي يتغنّى بجمالها الطّاغي وأنوثتها المتدفّقة وسحرها الأخّاذ، أم عدو لها بدكتاتوريته و نرجسيّته الشّديدة معها وجعلها مخلوقا ضعيفا مغلوبا على أمره وليس أمامه سوى الطّاعة والخضوع”[17].

يصعب علينا تحديد موقف نزار من المرأة، ولكن يمكننا القول إنّه موقف ديناميكيّ متطوّر وليس موقفا مجمّدا، وذلك بالنّظر إلى واقع المجتمع العربيّ. فالمرأة تتقلّب حسب تقلّبات المجتمع، ونزار يقدّسها مرّة ويجعلها قمرا مضيئا بين كواكب مظلمة، ومرة يجعلها طائشة تافهة، مراهقة خاضعة للعناق البارد، يقول في قصيدة “قطّتي الشّاميّة”:

أضناني البرد… فكوّميني

داخل قبضتك السّحريّة

خبّئني فيها أياما

أحبسيني فيها أعواما

على مروحة صينيّة

فالحبس لذيذ ومثير

داخل قبضتك السّحريّة

لا تفتح كفّك… واتركيني

أرعى كالأرنب

في غابات يدك الوحشيّة [18]

وفي موضع آخر يكون نزار مع المرأة في موقع القوّة، وتارة يعيش حالة من الضّعف والعجز كما هو الشّأن في قصيدة “كلمات” التي يقول فيها:

يسمعني.. حين يراقصني

كلمات… ليست كالكلمات

يأخذني من تحت ذراعيّ

يزرعني في إحدى الخيمات

و المطر الأسود في عينيّ

يتساقط زخّات.. زخات

يحملني معه.. يحملني

لمساء ورديّ الشّرفات

وأنا كالطّفلة في يده

كالرّيشة تحملها النّسمات…[19]

لم يبخل نزار في هذه القصيدة بالكلمات الجميلة الرّائعة، والأحاسيس الرّقيقة، فحبّها له عبّر عنه بكلمات ليست كالكلمات المبتذلة والتّعابير المعتادة والمستعملة، فقد أبهرها بكلام جعلها تنسى نفسها معه في عالم الأحلام.

أظهر نزار من خلال قصائده أنّ معظم هذا الشّعر الذي قيل عن المرأة إنّما هو نابع من قلب خافق وعاطفة صادقة. فهو ليس من هؤلاء الذين يخفون الحقيقة، فالفنّان الحقيقيّ لديه هو الذي يرسم الحرف على الورق دون جبن أو تملّق، وحتى لا نذهب بعيدا، فعلاقة نزار بالمرأة يشوبها القلق والتّوتّر. فلا نجد مسارا يحدّد لنا اتّجاهها لأنّ “نرجسيّته” لم تسمح له بالحفاظ على ذلك الإيقاع الهادئ مع المرأة، يقول: “كانت لي حياة مليئة، عرفت نساء كثيرات وانتصرت وانهزمت، وحرقت واحترقت، وإذا كانت رائحة حبّي تفوح بشكل أقوى وأعنف عن بقيّة العشّاق، فإنّني رجل يمتهن الكتابة، ومن سوء حظّي رسمت عشقي على الورق وألصقته على كلّ الجدران”[20].

لقد جعل نزار المرأة محور قصائده التي جلبت له العديد من المعجبات اللّاتي كنّ رفيقات دربه في هذه الحياة. فنزار لم يقتصر على امرأة واحدة وإنما عاشر العديد منهنّ، فصوّرهن في مختلف المواقف، فكانت الأمّ والحضارة والوطن والأرض والشّعر والقصيدة. وتبعا لهذا فالمرأة عنده رمز لا حدود له، لذا كان لزاما على القارئ أو السّامع أن يفسّر شعره برمزيّته لا بحرفيّته.

كما أنّه في كتاباته عن المرأة يظهر انفعاله وإحساسه، ويجعل اللّحظة تناديه للكتابة، “فالفن وليد الانفعال، وليس هناك أقوى ولا أعظم سيطرة على الحواسّ من هذه الرّابطة الخفيّة التي توثّق عاطفة الجنسين برباط مصيري مقدّس هو سرّ الحياة ذاتها، ومن هذا المنطق سجّل الفنّان المرأة في إبداعاته كرمز رحب لما يجول في خاطره وقلبه ووجدانه من معاني الخير والحبّ والجمال والإعجاب”[21].

إنّ نزار قبّاني كلّما توفّرت لديه شروط الكتابة، فإنّه ينتج أدبا دون مراعاة علاقته بالمرأة، فهو يقدّم التّجربة الإنسانيّة في صورة رمزيّة بعيدة عن المباشرة والتّقرير، ويحاول من خلال تلك العلاقة أن يظهر لنا تجربته معها، وينقلها إلينا عن طريق الكلمة التي توحي للقارئ بما يسعى إليه، فالقصيدة دون تجربة تبقى جوفاء وفارغة المحتوى لا معنى لها. ومن ثمّ تعدّدت تجارب نزار على مستوى الإبداع فأرضى أذواق جمهوره خاصّة النّساء اللّواتي وجدن ضالّتهنّ في شعره خصوصا قصائد السّتينيّات في الغزل والحبّ التي تستسلم بكلّ أنوثة لغرورهنّ وتدافع عن حقّهنّ في الحبّ والحرّية والعشق، ورغم التّناقض الذي يظهر في علاقة الحبّ، فإنّ نزار استطاع أن يخفيه ويجعله تحت لواء الحبّ، فهو صديق المرأة بالمعنى الحديث، مرّة يكون معها ومرّة ينقلب عليها.

يدفعنا هذا الوضع إلى القول بأنّ علاقة نزار بالمرأة غريبة شيئا ما لأنّ طابعه النّرجسيّ جعله يتخوّف منها في بعض الأحيان. وهذا الخوف لاحقه منذ الطّفولة وفي فترات نموّه. وهذا ما جعل شهوته وميوله اتّجاهها يتّصف بحرارة اللّهيب في الأوّل، تعقبها برودة جنسيّة وتذمّر نفسيّ أدّى إلى الاستغناء عنها. يقول في قصيدة “امرأة من دخان”:

كيف فكّرت في الزّيارة؟ قولي

بعد أن أطفأت هوانا السّنين

اجمعي شعرك الطّويل… يخيف

اللّيل… هذا المبعثر المجنون

لا تدقّي بابي… وظلّي بعمري

مستحيلا ما عانقته الظّنون

لا أريد الوضوح… كوني وشاحا

من دخان… وموعدا لا يحين[22]

فهذا الاستغناء عن المرأة ليس طبيعيّا، وإنّما راجع لنرجسيّة الشّاعر، لأنّه يتخوّف من جسد المرأة. والتّخوّف إحساس طبيعيّ عند أيّ شخص يريد اكتشاف شيء جديد يجهله. فالشّاعر لم يألف جسد المرأة، والتّعرّف عليه تنتابه مشاعر الخوف والدّهشة خاصّة إذا كان الجسد مختلفا تماما، تكوينا وبنية. يظهر هذا الإحساس جليّا في ديوان “طفولة نهد” الذي يضمّ قصائد مغرقة في وصف النّهد والحلمة والشّعر والفم والشّفة والسّاق، فخوفه الكبير جعله يصبّ شهواته بكلّ حدّة في أشعاره، يقول في قصيدة “نهداك”:

سمراء… صبّي نهدك الأسمر في دنيا فمي

نهداك نبعا لذّة حمراء تشعل لي دمي

متمرّدان على السّماء… على القميص المنعم

صنمان عاجيّان… قد ماجا ببحر مضرم

صنمان… إنّي أعبد الأصنام رغم تأتّمي…[23]

إنّ اهتمام نزار بالنّهد يعود إلى أسباب مختلفة منها تربيّته الأولى التي كانت تميل إلى حبّه الكبير لأمّه، وحبّ الأطفال يرتبط إلى حدّ لا متناه بنهد المرأة، الينبوع الأوّل للحياة، “إنّ أوّل جزء من جسد المرأة يلمسه المولود هو ثديها، وأوّل شيء يدخل في فمه حلمة ثديها والأطفال المتعلّقون بأمّهاتهم تعلّقا شديدا غير طبيعيّ، يظلّون على علاقة بثدي المرأة”[24].

إنّ تعلّق الشّاعر منذ صباه الأوّل بالمرأة الأمّ ثمّ المرأة الجسد، هو تعلّق جنسيّ غير عاديّ، كما أنّ نرجسيّته المغرقة جعلته يتّخذ موضوع النّساء وسيلة لتحقيق ذاته، فنزار لم يذكر علاقة واحدة أو امرأة بعينها وإنّما علاقاته تنوّعت بتنوّع النّساء، إذ يصرّح بلسانه: “لو كان شعري عائدا لامرأة واحدة… لكتبت قصيدة واحدة واستقلت”[25].

يعتبر نزار قباني في مرحلته الأولى التي تمتدّ في سحابة الأربعينيّات نموذج الفتى التّائق إلى الجنس في مجتمع يلجم الشّهوة ويكبتها، فكان عليه أن ينغلق على نفسه، إذ يقول: “وربّما زاد في النّكوص إلى الذّات خوف دفين من الأنثى القديمة ورثه الرّجل عموما، فمكمن هذا الشّعور في عقله الباطنيّ، يغذّي ميل شاعرنا إلى عشق ذاته والاكتفاء بها دون سائر النّاس. فنتج عن ذلك كلّه أنّ المرأة تشيّأت لتلبّي نزوات النّرجسيّ[26]“.

لقد تأثّر نزار في هذه المرحلة الشّعريّة بتجاربه السّابقة وما خلّفته من إحباط واستسلام واغتراب في نفسيّته، فبعد أن وقف طويلا أمام إغراء الجسد وممارسة طقوسه البدائيّة من أجل إشباع رغبته الجنسيّة المتعطّشة، اكتشف أنّه قدّم تيّار الشّهوة على تيّار الحبّ والحنان. وبذلك أصبح يكتفي بالمتعة الحسّية، يقول:

لن تغرقيني في هواك بشبر ماء

فبداخلي… مات المراهق من زمان

وانتهى الرّجل البدائيّ

أصبحت محترفا

وصرت الآن أبرع في معاملة النّساء…

وبهذا المعنى نقول إنّ نزار سلك طريقا طويلا، حيث سافر فيه مع المرأة الوطن إلى مختلف القارّات، وكلّ الكتابات عنها هي محاولة لدخول عالمها من أجل كشف السّتائر عن أحزانها وعذاباتها، وهي في الوقت نفسه تعابير عن الوطن وعن معاناته وأحزانه، إلاّ أنّ نزار كان ملزما بالبقاء في مربّع المرأة لأنّه ولد فيه وعليه أن يموت فيه. ولهذا غضب منه المجتمع عندما ترك موضوع المرأة وعوّضه بموضوع الوطن، لأنّ كلّ عاشق مارس الحبّ لا يحقّ له أن يمارس الثّورة، ونزار ثار على ذلك مؤكّدا أنّ الكتابة عن الوطن ليست موعظة ولا خطبة، وإنّما هي ثورة يحسّها الشّاعر فيعبّر عنها بكتاباته: “من هذه الزّاوية المنفتحة على الإنسان من الخارج والدّاخل، أسمح لنفسي أن أقول بصوت عال: إنّ شعري كلّه ابتداء من أوّل فاصلة حتّى آخر نقطة فيه، وبصرف النّظر عن الموادّ الأوّليّة التي تشكّله والبشر الذين يملؤونه من رجال ونساء، والتّجربة التي تضيئه سواء كانت تجربة عاطفيّة أو سياسيّة، هو شعر وطنيّ، وإنّني مقتنع بوطنيّتي هذه”[27].

5- الخاتمة:

إن قضيّة الحبّ عند نزار قبّاني هي حبّ للوطن والمرأة والهويّة، لذلك جعل شعره متعلّقا بالمرأة دون غيرها من الكائنات الجميلة لما في ذلك من دلالة تعكس ذكاءه، إذ يصرّح بفكرة التّصالح مع المرأة وبذلك يتحقّق الحبّ من خلال منح المرأة حرّيتها في أن تحبّ بعيدا عن تسلّط الرّجل عليها. وهذا في حدّ ذاته انتصار للوطن والحرّية في ذاتها، يقول: “إنّني أكتب عن المرأة وعن القضيّة العربيّة بحبر واحد، وأقاتل من أجل تحرير المرأة من رسوبات العصر الجاهليّ، كما أقاتل من أجل تحرير الأرض من حوافر الخيول الإسرائيليّة.”

وبذلك فدراسة المعنى في الدّلالة تستلزم الوقوف عند الدّلالة بكامل أنواعها، خاصّة إذا تعلّق الأمر بالشّعر الذي تغلب فيه الرّمزيّة والعبارات المجازيّة على الأسلوب التّقريريّ المباشر. وفرض هذا الأمر في دراسة تيمة الحبّ عند نزار، كشف لنا دلالة هيمنة المرأة على شعره بكلّ تفاصيلها باعتبارها سبب الأزمة، وما الدّعوة إلى تحريرها إلاّ من قبيل الرّغبة الجامحة في تحرير الوطن، إذ “الوطن قد يصبح في مرحلة من المراحل عشيقة أجمل من كلّ العشيقات وأغلى منهنّ”[28].

قائمة المصادر والمراجع:

المصادر:

  • قبّاني (نزار): الأعمال الشّعريّة الكاملة، لبنان، ط13، يناير، 1993، ج1.
  • قبّاني (نزار): الأعمال النّثريّة الكاملة، لبنان، ط1، يناير، 1993، ج7-8.
  • قبّاني (نزار): قصائد وأشعار نزار قبّاني، عدد 7، الأشعار الممنوعة، بيروت.
  • قبّاني (نزار): قصّتي مع الشّعر، منشورات نزار قبّاني، بيروت، ط8، 1997.
  • قبّاني (نزار): يوميّات امرأة لا مبالية، شعر، بيروت، 1968.

المراجع باللّغة العربيّة:

  • صبحي (محي الدّين): الكون الشّعريّ عند نزار، الدّار العربيّة للكتاب، ليبيا، تونس، 1982.
  • صلحيوي (محمّد): نزار قبّاني الشّاعر القارئ للآفاق، جريدة اليسار الموحّد، عدد 29 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 2004.
  • قطب (جمال): المرأة في وجدان فنّان، مجلّة الدّوحة، عدد56، مارس، 1980.
  • كامل (مجدي): نزار شاعر المرأة وأروع ما كتب فيها، ط1، 1992، مركز الرّاية للنّشر والإعلام.
  • النّابلسي (شاكر): الضّوء واللّعبة، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت، ط1، 1986.
  • نجم (خريستو): النّرجسيّة في أدب نزار قبّاني، دار الرّائد العربيّ، بيروت لبنان، 1983.

المراجع باللّغة الأجنبيّة:

  • Meschonnic, La rime et la vie, éd, Verdier; Paris, 1989.

[1]– H. Meschonnic, La rime et la vie, éd Verdier; Paris, 1989, p15.

[2]– نزار قبّاني: قصائد وأشعار نزار قبّاني: عدد 7، الأشعار الممنوعة، بيروت، ص4-5.

[3]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، لبنان، ط13، يناير، 1993، ج1، ص610.

[4]– نزار قبّاني: الأعمال النّثريّة الكاملة، منشورات نزار قبّاني، لبنان، ط1، يناير، 1993.

[5]– نزار قبّاني: يوميّات امرأة لا مبالية، بيروت، 1968، ص22-23.

[6]– نزار قبّاني: قصّتي مع الشّعر، منشورات نزار قبّاني، بيروت، ط8، 1997، ص134.

[7]– نزار قبّاني، يوميّات امرأة لا مبالية، مصدر سابق، ص22.

[8]– محي الدّين صبحي: الكون الشّعريّ عند نزار، الدّار العربيّة للكتاب، ليبيا، تونس، 1982، ص51

[9]– محمّد صلحيوي: نزار قبّاني الشّاعر القارئ للآفاق، جريدة اليسار الموحّد، عدد 29 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 2004.

[10]– نزار قبّاني: يوميّات امرأة لا مبالية، مصدر سابق، ص40.

[11]– شاكر النّابلسي: الضّوء واللّعبة، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت، ط1، 1986، ص375.

[12]– المرجع نفسه، ص282.

[13]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص437.

[14]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص375.

[15]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص732.

[16]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص341-342

[17]– مجدي كامل: نزار شاعر المرأة وأروع ما كتب فيها، مركز الرّاية للنّشر والإعلام، ط1، 1992، ص41.

[18]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ج1، ص666-667.

[19]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ج1، ص388

[20]– مجدي كامل: نزار شاعر المرأة وأروع ما كتب فيها، مرجع سابق، ص80-81.

[21]– جمال قطب: المرأة في وجدان فنّان، مجلّة الدّوحة، مجلّة الدّوحة، عدد56، مارس، 1980، ص69.

[22]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص161.

[23]– نزار قبّاني: الأعمال الشّعريّة الكاملة، مصدر سابق، ص69.

[24]– شاكر النّابلسي: الضّوء واللّعبة، مرجع سابق، ص399.

[25]– المرجع نفسه، ص449.

[26]– خريستو نجم: النّرجسيّة في أدب نزار، دار الرّائد العربيّ، بيروت لبنان، 1983، ص164.

[27]– نزار قبّاني: الأعمال النّثريّة الكاملة، مصدر سابق، ص372.

[28]– المصدر نفسه، ص322.

مقالات أخرى

قراءات المعاصرين للنقد القديم

تفكيك فينومينولوجيا التّأسيس القصديّ للمعنى

الشّخصانيّة الواقعيّة عند محمّد عزيز الحبّابيّ

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد