في الأرض المسرة (رواية)

في الأرض المسرة

كان لونُ الفجر خمراً معتّقاً عندما خرجتُ من البيت هذا الصّباح قاصدًا نهر الخابور. حيث تنتظرني العشيرة. الرّبيع على الأبواب, والعشب بدأ يغطّي الأرض ويملأ البادية السورية المترامية الأطراف.

في ذلك الموضع تسرح قطعاننا, غنم وماعز وجمال. ويمكث أبي وأمي وبقية أخوتي. نفترشُ الأرضَ ونلتحف السّماء.

ثمة ريحٌ غربيّة باردة هبّت. وعواء الذّئاب العاليةِ لا ينقطع. مالئاً الفضاءَ النائم على مشارف جبل عبد العزيز الشّامخ, القريب من ضيعتنا أمّ مدفع. بضعة بيوتٍ متعبة, معزولة, مرميّة هنا وهناك. 

وضعتُ ثلاثة فراءٍ على ظهري. وحملت بيدي اليمنى صرّةَ طعامي: “بيض مسلوق, جبن وخبز”. وفي اليد الأخرى عصا غليظة علّقت عليها خيمةً صغيرة تقيني المطرَ والبرد.وآلة الرّبابة والناي. وقبل أن أخطّ طريقي تسلّحتُ بخنجرٍ مسلول علّقته بسوارٍ حول خصري.

ومشيتُ برفقةِ كلبي وردان.

في رهبة الصّمت الثقيل تلحّفتُ الفضاء العاري وسرتُ, وعلى امتداد البصر تمتدّ أمامي أرضٌ واسعة جدّاً, مفتوحةٌ على العراء, وساحرة, ويمتزج فيها الخلاء بالسّماء. والصّمت بصدى الرّيح والمجهول… متابعة القراءة 

 

مقالات أخرى

ثقافة التعصب عند النخب: دراسة في اتجاهات الشباب

الأميَّة الأكاديميَّة في الفضاء الجامعي العربي

إشكاليات التعليم الإلكتروني وتحدياته في ضوء جائحة كورونا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد