جدل الهوية والاندماج لدى المهاجرين العرب: قراءة في فرضية (الانفصال الإعلامي) للدكتورة أسيل العامري

Abstract

In a scientific reading based on rigorous scientific research and the methodology audited, culminated in obtaining a doctorate in the philosophy of media, work was a representation of the concept of scientific application Praxis Gramsci reference, while working to come into contact with reality directly, as it was a deep response to the challenges and crisis that surrounds the society that lives between him. The researcher invoked her theoretical and practical kit and took a lesson in the face of reality and scrutiny, exploiting the possibilities and experiences gained from the experience of migration, and began to enter the arena of confrontation in the face of complex conflicts and work to dismantle at critical moment, where serious and responsible expression on the conditions of reality and work to distinguish the features of the vision of the world view, which are intertwined in the reality, through the activation of self-potential, and seek to use them in an in-depth reading of the conditions of migration and the conditions surrounding the immigrant community and conditions.
the aspiration to create a strict and serious with the necessity of the complexities of reality Aseel Al-Ameri in her hypothesis she is not only present theorizing but she expressed a deep experience, by working to provide a realistic summary of the total suffering and confrontations, and even failures and The successes achieved, was the knowledge output soon, and adjacent to reality, draws on him sincerely and heat, and this is reflected by the problems raised by the researcher and seriously sought to dismantle their relations and bets and positions of strengths and weaknesses, without falling into the cycle of discrimination of the most important or what is important, or fall into the predicament of priorities, but the most important bet is based on knowledge and nothing else.

Key words: media separation, separation and integration, immigrants

مقدمة:

كيف يمكن تمييز موقع الباحث؟ وماهي الجدوى التي تنطوي عليها المجهودات التي يبذلها في تدبيج المقولات والرؤى والتصورات التي يتبناها؟ وما هي المزايا والمعايير التي يمكن الوقف عليها؟ سعيا نحو إنتاج معرفي يحظى بالقبول والحضور من لدن المتلقي. الأمر هنا يستدعي ضرورة إمعان النظر في الطروحات والكشوفات المعرفية، تلك التي يتصدى لها (المتحد العلمي Scientific United) ([1]) حسب لغة توماس كوهن في كتابه الأشهر “بنية الثورات العلمية”، فيما تتبدى الأهمية والجدوى والقيمة، انطلاقا من إمكانية الباحث في توفير الإجابات الممكنة لمجمل الأسئلة التي تعن على جمهور المتلقين، الذين لا يألون جهدا في البحث عن النتاج العلمي القادر على إشباع الفضول الذي يعن لهم.

 إنها العلاقة الراسخة بين المرسل والمتلقي، حيث ما انفكت المقولات والأفكار تسيح في فضاء التلقي، فيما لا يرسخ منها سوى الأهم القادر على إزاحة المهم في تنافس محموم لا يعرف الرحمة ولا الهدوء، بل إن المشقة تصل مداها في ظل الاندراج في عوالم وتفاصيل وتجليات الثورة المعرفية، تلك التي ساهمت في تغيير مجمل العلاقات في هذا العالم الرحب الفسيح، هذا العالم الذي غدا أكثر قربا، بعد الغزو الكاسح الذي راحت تمارسه البرمجيات على البشرية. وقد بدت وهي تتقافز متسارعة في طي عنصر الزمن والعمل على المزيد من الإنتاج، حتى بات عالم اليوم يسمع لهاث أنفاسها المتلاحق.

فتوحات وكشوفات ونظريات وفرضيات، لا تلبث أن تحضر، وتتصدر المشهد، لتتم الإطاحة بها وعلى حين غرة، من لدن مراكز الأبحاث والجامعات والمبدعين، الذين ما انفكوا يتوجّهون ساعين بكل حماس وشغف نحو الإمساك بخيط الحضور والتأثير في عالم البحث العلمي الجاد. حيث تجليات مسار الوقوف عند بوابة المعرفة، تلك التي خلدتها منظمة اليونسكو من خلال الشعار الذي تتبناه. فما أكثر النتاج المعرفي والعلمي، وما أوسع مجال الفهرسة التي راحت تحصي الكتب والمقالات والمختصرات، لكن العالم يبقى متوقفا عند فكرة لامعة، قيض لها أن تلمع بعد أن استطاعت ملامسة الرغبة الإنسانية حول الإجابات الشافية لمجمل أسئلة هذا العالم.

يشير واقع الإنتاج المعرفي العربي إلى أحوال التواضع وفي بعض الأحيان (التراجع) الذي يحيق بواقع البحث العلمي، وهو أمر يمكن مراجعته والوقوف على المزيد من تفاصيله المؤلمة، استنادا إلى مؤشر المعرفة العربي الذي تصدت لإنجازه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مستقطبة نخبة من العقول العربية المرموقة للإشراف عليه ([2]). لكن المؤشر الأهم في كل هذا إنّما يحيل على أن الأزمة التي يعاني منها الواقع العربي، تقوم أساسا على التمويل والتنظيم، فيما تبقى العقول حاضرة وفاعلة في صلب المشهد. الأمر هنا لا يحتاج سوى إلى توفير المناخات والبيئة التي تتيح للعقل العربي التوجه نحو الانجاز والابتكار. وهكذا يمكن أن تبرز المزيد من الأسماء العربية التي سيقدّر لها أن تتصدر المشهد المعرفي، وأن تحظى بالمكانة والحضور والتأثير. لا سيما بعد أن بروز ظاهرة الهجرة إلى بلدان الغرب. ([3])، في ظل الاحترابات والصراعات السياسية التي شهدتها المنطقة.

 مواجهة الواقع

د. أسيل العامري مهاجرة عراقية، كان من الممكن أن تكون رقما يضاف إلى أعداد المهاجرين العرب الذي اضطرتهم ظروف بلدانهم للجوء إلى الغرب، لكن روح الإصرار والتحدي والشغف المعرفي، دفعتها إلى مواجهة الأحوال والظروف المعقدة التي تفرضها أحوال الهجرة، فبدأت مسيرتها متوجهة نحو الاندماج في المجتمع السويدي، مستثمرة معارفها وخبراتها التي تحصلت عليها في موطنها الأصلي، فكانت مساهماتها الناجزة على صعيد رعاية المهاجرين، والاندراج الصارم والعميق في محاولة ردم الفجوة بين المهاجرين الجدد والواقع الذي يواجهون، وتعددت مساهمتها لتشمل مجالات العمل التطوعي وأعمال تدريس اللغة السويدية في عدة مدن سويدية. وكان الانجاز الأكثر تأثيرا هو تأسيس مؤسسة “ننار الثقافي” مع رفيق دربها الأستاذ الدكتور حسن السوداني، الأكاديمي والإعلامي المرموق لاستقبال المهاجرين وتقديم الخدمات للجالية العربية. مؤسسة لم تقف عند حدود اللافتىة الرسمية والعمل الروتيني، بل تخطتها نحو إثبات الحضور الفاعل عبر إصدار مجلة شهرية منتظمة الصدور، ثلاثية اللغات العربية – السويدية – الإنكليزية، بالإضافة إلى تبني طباعة الكتب التي يصدرها المثقفون العرب في بلاد المهجر، وهكذا كان التوجه نحو توكيد الحضور من خلال استقطاب أبرز الشخصيات السويدية، من أجل توثيق عرى العلاقة بين الجالية العربية وكبار الشخصيات السويدية، وذلك من خلال عقد الندوات والمؤتمرات العلمية والملتقيات الفكرية والمعارض الفنية.

 التجربة الحية

نحن إذن أمام تجربة مباشرة تقوم على التعايش والتفاعل الحي مع الواقع، وتكمن بين ثنياها الخبرة والمراس والممارسة المباشرة والإلمام العميق بتفاصيل الواقع. فكان التوجه نحو اختبار تلك التجربة عبر العمل المعرفي الذي تمثل في إنجاز فرضية (الانفصال الإعلامي Media Separation)، حيت تتجلّى أمام التلقي خصائص التفكير الاستثنائي القائم على التفكير خارج الصندوق ([4])، لا سيما أن المهمة الأصليّة التي تضطلع بها وسائل الإعلام إنما تقوم على التواصل، فيما تجتهد الباحثة في قراءة أحوال الانفصال في رحلة علمية قوامها البحث العلمي الصارم والمنهجية المدققة، توّجتها بالحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة الإعلام. فكانت التمثيل العميق لمفهوم التطبيق العلمي Praxis ذي المرجعية الغرامشية ([5])، بطروحات نأت بها عن التورّط في مقولات التنظير، بقدر ما استجابت بعمق للتحديات التي تحيط بالمجتمع الذي تعيش بين ظهرانيه. لقد استحضرت الباحثة عدتها النظرية والعملية، واستغرقت في مواجهة الواقع درسا وتمحيصا، مستثمرة الإمكانات والخبرات التي حصلت عليها من تجربة الهجرة، وكان أن ولجت حلبة المواجهة بإزاء الصراعات المعقدة والعمل على تفكيك عقد اللحظة الحرجة ([6])، حيث التعبير الجاد والمسؤول عن أحوال تشكل الواقع، والعمل على تمييز ملامح رؤية العالم World view، تلك التي تتّعلّق بصلب الواقع، عبر تفعيل الإمكانات الذاتية، والسعي نحو توظيفها في قراءة معمقة لأحوال الهجرة وما يحيط بمجتمع المهاجرين من أحوال وأهوال.

لم تكتف العامري في فرضيتها بالتنظير، بقدر ما عبرت عن تجربة عميقة، من خلال العمل على تقديم خلاصة واقعية لمجمل المعاناة والمواجهات، بل كذلك للفشل والنجاحات التي تحققت لها، فكان النتاج المعرفي ملاصقا للواقع، ينهل منه بصدق وحرارة، وهذا ما تعبر عنه الإشكاليات التي أفرزتها الباحثة، وسعت جادة نحو تفكيك علاقاتها ورهاناتها وصوب مواقع القوة ومواطن الضعف فيها، دون السقوط في التباسات التمييز بين الأهم والمهم، أو الوقوع في مأزق الأولويات والأسبقيات، إذ كان الرهان الأهم يقوم على المعرفة ولا شيء سواها [7].

 قراءة الواقع

لم تقع الباحثة فريسة الانعكاس المباشر للواقع، بل سعت وبجدية بالغة نحو التعاطي مع واقع الهجرة الذي عاشته بوصفه نصا قابلا للقراءة، وبنية متاحا لها الانفتاح على الخارج، بعيدا عن الانغلاقات والتقمصات الفجّة. فكان التوجه نحو التفاعل مع الواقع من خلال حشد جملة من القراءات، وشحذ المزيد من المعطيات الثقافية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والسعي حثيثا نحو الإفادة من هذه المعطيات في ترصّد أحوال السلوك الإنساني الصادر عن مجتمع المهاجرين، والدلالات والمعاني التي يزخر بها.([8]) وقد تمّ إنجاز هذا التصميم البحثي على قاعدة التوافق والانسجام بين الذاتي والموضوعي، لافظا المجمل من أوضاع التقاطع والتعارض عبر قراءة توافرت على الوعي العميق بمنهجية البنيوية التوليدية Genetic structuralism ([9]) حيث التوجه نحو دراسة البنية في لحظة التشكل والتفاعل([10]). وهكذا وفّقت الباحثة في الوقوف عند أحوال التماثل Homology عبر السعي نحو قراءة ظاهرة الهجرة بوصفها (بنية علوية)، والتوقف عند المجتمع بمجمل التفاصيل المتعلقة به بوصفه (بنية سفلية)، في تطلع مائز نحو ترصد أبرز المعطيات التي يكون لها مجال التأثير في تشكل الوعي التاريخي. ([11]) على اعتبار أن الموجه الرئيس إنما يقوم على التوقف العميق عند تمييز مفاصل الظاهرة ثقافيا وتاريخيا واجتماعيا، سعيا إلى بلوغ أحوال الفهم Comprehension وبالتالي الوقوف على إدراك الظاهرة، وفسح المجال نحو الإمساك بخيوط تحليل النص Explication (ظاهرة الهجرة) ([12]). ومن خلال المزاوجة النابهة بين الفهم والتحليل قيض للباحثة الوقوف على تمييز ملامح وقسمات رؤية العالم (world-view Weltanschauung)، تلك التي من خلالها يمكن إبراز الآلية التي تتحكم في إنتاج بنية النص الداخلية (الهجرة) ([13]).  

رؤية العالم

إنه الكشف عن أحوال اللحظات التي يتم خلالها رسم الأهداف والتوقعات والرؤى والتصورات التي تهيمن على مدركات مجتمع المهاجرين، وهم في أتون أحوال الهجرة. حيث السؤال الأشدّ حضورا، هو: من أية رؤية للعالم ينطلق المهاجر؟ تحررية، رجعية، أصولية، تقدمية؟ مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوقف عند قراءة السياق الذي تصدر فيه، ذلك أن التوجه هنا إنما يقوم على إبراز (القيم التي تتفاعل في ظاهرة الهجرة)، مضافا إليها الأهداف التي تعن للمهاجر والحاجات والضرورات التي يأمل تحقيقها ([14]).

الفرضية تتخطى، وبمهارة لافتة، أحوال الصدمة الحضارية التي طالما درجت الدراسات المتعلقة بمجتمعات الهجرة والمهاجرين على الإشارة إليها، فيما يكون التركيز والتدقيق على المهاجر بوصفه مواطنا كامل الحقوق والواجبات، المواطن المستقر المتعايش مع الواقع، والمؤهل للإندماج بحسب توقعات الجهات التشريعية والقانونية لبلدان المهجر. ومن هنا تبدأ مهارة الترصد والملاحظة التي تميزت بها الباحثة، حيث الانطلاق من نقطة: (تعلق المهاجرين العرب بقنواتهم الفضائية) لحظة تأسيسه لا تنفك الفرضية عن العمل على متابعتها، وتمييز مفاصل العواقب التي تنطوي عليها. لا سيما أن ظاهرة الشغف العاطفي التي يندرج فيها المهاجر، وهو منغمس حد التقمص الوجداني، بالبرامج والمسلسلات والأفلام العربية، فيما يتغافل عن متابعة حتى نشرة الأخبار الرسمية للدولة التي يعيش فيها. وهو ما يخلف نوعا من الانفصال والعزلة عن الأحداث والتفاصيل التي يعجّ بها المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه، وبالتالي تتبدى مظاهر الانقطاع وسوء الفهم بين المهاجر والمحيط الذي يعيش في كنفه. ([15]). والفرضية، فضلا عن ذلك، تعمل على إعادة صياغة السؤال حول الطريقة التي تتعاطى بها الجالية العربية المهاجرة مع وسائل الإعلام للبلد المضيف، ومدى تأثير تلك الوسائل على السلوك والقيم والمفاهيم والتصورات التي يحملها المهاجر (سلبا أو إيجابا).

 التعويض العاطفي

تتوقّف الفرضية مليا عند أحوال (الانفصال الإعلامي) بوصفه حاجزا وعقبة تحول بين مجتمع المهاجرين العرب ووسائل الإعلام السويدية (عينة الدراسة) بالنّظر إلى الإشكالات المتعلقة بحاجز اللغة، وشغف المهاجر العربي بالقنوات الفضائية العربية، والإعراض عن متابعة نشرات الأخبار أو البرامج والأفلام الوثائقية بما فيها البرامج والأفلام التي تتعلق بمواضيع العرب المهاجرين أنفسهم. لم يقف الأمر عند حدود الإغفال والتغاضي الصادر عن جيل الآباء المهاجرين، بل إن العواقب قد طالت أيضا العلاقة القائمة بين جيليْ الآباء والأبناء في مجتمع المهاجرين. فقد أحدث الانفصال الإعلامي فجوة معرفية بين الجيلين، وسرعان ما راحت عواقبها تتفاقم وتتّسع إلى الحد الذي بات معه التواصل بين الجيلين عصيا بالغ الصعوبة، مما نجم عنه تعارض في السلوكيات والمعارف، وتفجرت عنه المزيد من مظاهر انفصال الأبناء عن أسرهم، بعد أن تربّوا في الحاضنة الثقافية لبلاد المهجر عبر مؤسسات المدرسة والمجتمع، أي في البيئة الثقافية والاجتماعيّة المتعددة والمتنوعة، بما فيها من عادات وتقاليد وقيم ومنها طريقة التعاطي مع القانون مثلا ([16]) وهكذا توجّهت الباحثة نحو اختبار السؤال المركزي الذي تقوم عليه الفرضية والمستند إلى (هل يوجد انفصال إعلامي بين المتلقي من المهاجرين العرب ووسائل الإعلام السويدية ؟) ملحقة إياه بجملة من الأسئلة الفرعية، والمتعلقة بــمتابعة الصحف والموضوعات التي تخص تفاصيل الحياة في السويد، والأسباب والدوافع الكامنة وراء عدم المتابعة، والطريقة التي تتم بها متابعة الفضائيات السويدية من حيث البرامج والموضوعات وأسباب عدم المتابعة. وطريقة تعاطي المهاجرين العرب مع المحطات الإذاعية السويدية.

ينطلق هدف الباحثة من إطلاق هذه الأسئلة وغيرها من الرّغبة في تمييز مدار العلاقة القائمة بين المهاجر العربي ووسائل الإعلام السويدية، ومن هنا تحديدا كان التطلع نحو تمييز قسمات ومفاصل فرضية (الانفصال الإعلامي) بوصفها (بنية دلالية Semantic structure[17]) تتماثل مع البنيات الذهنية الخاصة mental structures لمجتمع المهاجرين العرب، عينة الدراسة ([18]). لا سيما أن استغراق الباحثة في تحليل النص Explication (ظاهرة الهجرة وتشعباتها) قد وفر لها مرونة الوقوف على تفحص أحوال العلاقة القائمة ما بين (النص) المتمثل في مجتمع المهاجرين والمؤثرات الخارجية التي ينتجها المجال السويدي على مستوى الاقتصاد، حيث البطالة التي يتعرض لها جيل الآباء والاعتماد على المساعدات الحكومية، وعلى المستوى الاجتماعي حيث أحوال الانقطاع والفجوة السلوكية والمعرفية بين الآباء والأبناء، وعلى المستوى الثقافي لا سيما في ما يتعلق بمنظومة القيم والعادات والتقاليد التي يحملها المهاجر من جيل الآباء تحديدا. وعلى المستوى السياسي حيث أحوال التقاطع ما بين طريقة التعاطي مع النظام الليبراالي، وأحوال التمثل والوعي به وإدراكه بشكل عميق ([19]). والأمر هنا لا يندرج ضمن معادلات الحسابات النفسية، بقدر ما انخرطت الباحثة في قراءة أبعاد الوعي الجمعي وأحواله لمجتمع المهاجرين العرب ([20]).

 التأثر والتأثير

الباحثة تدرك جيدا خصائص العلاقات في المجال السويدي، بناء على التجربة المباشرة والتفاعل الحي، ومن هنا فهي متابعة دقيقة لمجريات التحول في مسار عمل المؤسسة الرسمية السويدية، تلك التي آلت على نفسها أن تعمل على ضبط توجهات وسائل الإعلام الخاصة بها وتوجيهها في ما يتّصل بطريقة التعاطي مع المهاجرين، وأهمية السعي نحو تمييز الأنماط التي يندرج فيها المهاجرون في طريقة تعاطيهم مع الإعلام السويدي، مع التركيز على العوامل الجاذبة التي يمكن من خلالها استقطاب المزيد من المهاجرين، انطلاقا من البحث في أسباب اختيار المهاجر لهذه الوسيلة دون غيرها، وطبيعة استخدامه للوسلة الإعلامية، والموانع التي تجعل من أمر متابعة المهاجر لتلك الوسائل صعبا، سعيا نحو مساعدة المؤسسة السويدية على البحث عن الوسيلة الناجعة لاستقطاب المشاهدين، عبر تخطي العقبات والعمل على ردم الفجوة القائمة بين وسائل الإعلام السويدي ومجتمع المهاجرين.

لم يغب عن الباحثة أهمية التوجه نحو الضبط المفاهيمي للمصطلحات العلمية المستخدمة في الفرضية العلمية التي قدّمتها، فكان التوجه نحو تمييز (الإعلام والاتصال) بوصفه الوسائل من صحف وفضائيات وإذاعات وما تقدمه من خدمات لصالح جمهور المتلقين في مملكة السويد. وتقف الباحثة عند مفهوم المهاجر، فتعرّفه بأنّه المواطن السويدي من أصول عربية، المتمتّع بحق الإقامة الدائمة أو المواطنة. أما على صعيد المفهوم المركزي للفرضية والقائم على (الانفصال الإعلامي) فإن المحددات التي تضعها تقوم على العزوف عن المشاهدة والقراءة والاستماع، وعدم المتابعة، وانقطاع الصلة، حيث تعدد أنواع الانفصال ما بين الواضح والضمني، وانعدام وصول المعلومة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتخلص إلى تعريف إجرائي قوامه: (حالة امتناع إرادي أو غير إرادي عن متابعة وسائل الإعلام، لأسباب يعلنها أو يضمرها، لأسباب تتعلق باللغة، أو بناء على موقف صادر من المهاجر إزاء وسائل الإعلام التي تحط من قدره ومكانته).

 تقاطعات المعنى

 تقف الباحثة على أحوال من التقاطع الصادر عن طرفين: الأول وقد تمثل في الموثق الصادر عن المهاجرين إزاء الواقع الذي يعيشيون فيه. فبعد أن كان حلم الهجرة يقرب من المستحيل، حتى أنّ نسبة كبرى منهم قد راهنت بحياتها من أجل الوصول إلى هذه البلاد، والخلاص من الأوضاع التي حاصرت أحلامه ونغّصت عليه حياته. فإنّ التفاصيل التي راح يعيشها في بلاد المهجر، وما ينجم عنها من علاقات ومواقف جعلت من حلم الهجرة يستحيل كابوسا، وذلك بفعل التعقيدات عسّرت اندماجه في محيطه الجديد. فقد غطت على وعي الكثير من المهاجرين أحوال الوعي الزائف False consciousness حيث يعيش المهاجر وعيا ملتبسا حول مسألة الهوية والذات والآخر، وما ينتجه الواقع من مواقف ورؤى وتصورات، تدفعه دفعا إلى عقد مقارنة مباشرة، بين الوضع الذي كان يعيش فيه، من حيث القدرة على التعبير عن نفسه، والقدرة على اتّخاذ مواقف حرّة،، وبين وضعه في مجتمعه الجديد الذي بات يسعى فيه، وبكل ما أوتي من قوة، للخلاص من المنغصات والإحراجات التي ما انفكت تواجهه، لا سيما على صعيد اللغة أو على مستوى طريقة معاملة الآخر له، باعتباره مهاجرا وليس مواطنا كامل الهوية([21]). فيما يقف البلد المضيف للمهاجر على أحوال الوعي الممكن Possible conscience المستند إلى فكرة الانفتاح واستقبال الآخر ومحاولة تفهم الأوضاع التي تحيط به، والسعي إلى تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه، والعمل على تقديم المساعدات اللازمة له، عبر وضع الخطط وتوفير الإمكانات، وحشد المجهودات المتطلعة نحو توفير بيئة مناسبة للقادم الجديد، على مستويات توفير الرعاية الصحية والإعانات المادية والسكن والتعليم، والعمل الحثيث على دمج المهاجر في البلد المضيف من خلال حزمة من البرامج المختلفة والمتنوعة ([22]).

لا يعدم المهاجر طريقة من أجل التوجه نحو تقمص أحوال الوعي الواقعي Real consciousness والعزم، بكل ما أوتي من قدرات وإمكانات، على التعايش مع الأوضاع الجديدة، فهو إذا ما دخل في المقارنة المباشرة بين ما كان يعانيه في بلده الأصليّ وبين ما يعيشه في بلد المهجر، سيشعر حتما بالبون الشاسع بين الوضعين. ومع ذلك. فإن نظرة احتقار صادرة عن أحد العنصريين، تلقي بالمهاجر في أتون صراع نفسي عارم. وقد تتكرّر الحال بمجرّد متابعة حوار تلفزيوني أو إذاعي يحمّل المهاجرين وزر المشكلات المتفاقمة في البلاد، ولا شكّ أنّ هذا ومثله قد يجعل من المهاجر يضرب صفحا عن متابعة هذه الوسائل الإعلامية، ويعمد إلى الإنكفاء على وسائل الإعلام التي توفرها الأطباق الفضائية، وتجعل منه مستقرا يعيش الطمأنينة وهو بتفاعل مع ثقافته الأصلية ([23]).

أحلام مهيضة الجناح

 تترصد الباحثة أحوال الموقف المعقد والمتشابك بين البلد المضيف (السويد) والمهاجر، بلد الضيافة لا ينفك عن التطلع نحو وضع القوانين والتشريعات التي تساهم في تذليل الصعوبات التي تواجه المهاجر، وتسعى، وبجهود شديدة الوضوح، نحو دمج المهاجر في المجتمع السويدي، مستخدمة جل ما لديها من وسائل وإمكانات، لكن كل هذه الجهود تظلّ بعيدة عن النتائج المرجوة والمأمولة. فما زالت النسبة الأكبر من المهاجرين متمسكين بأحوال الانعزال، متطلعين نحو الحاضنة العاطفية تلك المتمثلة في التوجه نحو اللقاء المستمر ولذي لا يعرف الانقطاع بالجالية المحلية، حتى أضحت تلك اللقاءات بمثابة العائق بوجه أي محاولة نحو دمج المهاجر بالبلد المضيف، فبدلا من أن تكون وسيلة لتسهيل انخراط المهاجر في المجتمع الجديد، وتبادل الأفكار والخبرات وتذليل العقبات، أضحت، وبفعل الإصرار الصادر عن المهاجر، وكأنها تعوض عن حرمان المهاجر من وطنه الأصلي. وهكذا غدا البلد المضيف يعيش أحوال البطل الإشكالي Problematic heroes بالنّظر إلى لاجدوى الجهود التي يبذلها، من أجل ادماج المهاجرين،

وهكذا، نتيجة لجملة من الصراعات والاحتدامات التي لا تنفك تظهر وتنمو وتتفاقم، ([24])بقي المهاجر يعيش أحوال الموقف الانعزاليّ المركب، ما بين العيش في مجتمع يوفر له جميع مقومات العيش الكريم ويعمل على تسهيل التفاصيل المتعلقة بحياته، وبين مشاعر الغربة عن هذا المجتمع، والإحساس بالتقاطع وانعدام الوضوح في المواقف الصادرة عنه، إنها أحوال الإغتراب Alienation ([25]) إنها الأحوال المتداخلة والمضطربة، تلك التي جعلت منه منتقلا من أوضاع شديدة الحرج والحساسية، أدناها التهديد المباشر لوجوده وحياته، في مقابل ما يعيشه اليوم في كنف مجتمع يعمل بكل ما فيه من مؤسسات وعلاقات ونظام على إدامة زخم الحياة، والتوجه نحو تقديس الإنسانية واحترام آدمية الكائن البشري.

الخاتمة

تتوجه الباحثة نحو قراءة الواقع السويدي، لا سيما على صعيد تأكيد الدستور السويدي على حق المواطن في الحصول على المعلومات، وهو مبدأ راسخ وأصيل، حتّى أن مكانة وسائل الإعلام في السويد قد بلغت مستوى رفيعا في طريقة الحضور ومدى التّأثير، إلى الحد الذي منح فيه الدستور الحقّ لوسائل الإعلام في الاطلاع المباشر على المراسلات الورقية والإلكترونية، بما فيها المخاطبات المتعلقة بمكتب رئيس الوزراء شخصيا. ومن هذا الواقع يمكن الوقوف على مدى الشفافية في التعاطي مع الشأن العام، وهو ما يمنح وسائل الإعلام حق الإشراف والرقابة المباشرة، والعمل على مساءلة الحكومة، وترصد شرعية القرارات أو أحوال تفشي الفساد في المؤسسات العامة. من هذا الواقع احتلت وسائل الإعلام السويدية مكانة خاصة وسلطة أكيدة لها الحضور والتأثير الحاسم في طريقة صناعة القرار السياسي. وتؤكد حقيقة هذا الأمر طريقة تعاطي الجمهور مع الصحف على سبيل المثال (يبلغ عددها 160 صحيفة، يبلغ عدد اليومية منها 93 صحيفة)، إذ تبلغ نسبة القراءة 80%. فيما يبلغ عدد المحطات التلفزيونية 169 محطة، أما المحطات الإذاعية فيبلغ عددها 267 محطة. ومع ذلك فإنّ هذا الزخم الهائل من الوسائل الإعلامية، يُقابل بالتجاهل من قبل قطاع واسع من المهاجرين العرب، الذين استغرقوا في العزوف والامتناع عن المتابعة، وبالتالي فإن الأثر المباشر، يتجلى في الهدر المضاعف، حيث يتم تبديد الجهود التي تبذلها الدولة المضيفة ([26])، من أموال ومشاريع وتخطيط وبرامج. فيما يفقد المهاجر المزيد من الفرص المتاحة، والتي كان من الممكن العمل على استثمارها وتوظيفها من أجل خلق مناخات أكثر تواصلا مع الواقع الجديد الذي يعيشون فيه. ولكن اللافت في الأمر أن المهاجرين، بدلا من الاندراج في فعالية التواصل، قد اختاروا الانفصال الذي تحدثت عنه الباحثة وحللته وبيت مظاهره وأسبابه ونتائجه.

 ولعلّ ما استحقّ الوقوف حقّا هو تمييز المفارق النوعي الذي يقوم عليه مفهوم الإنفصال Separation الذي اسست عليه الباحثة فرضيتها، إذ سعت نحو ترصد أبرز الأنواع الموصولة بهذه الظاهرة، ليكون التوقف عن (الانفصال المباشر Direct separation) الذي يقوم على التقاطع في المضمون، وعدم القدرة على تلبية الحاجات التي يتطلبها واقع المهاجر. أمّا التوقف عند أحوال الانفصال غير المباشر Indirect separation فيعني التوقف عند تلك التي يتم بموجبها نقل المعلومة من وسيلة إعلامية إلى أخرى سعيا للوصول إلى المتلقي، باعتبارها بديلا ممكنا. وتبرز أحوال الانفصال المتكرر Frequent separation الذي يوازي في قوته وحضوره قوة الاتصال المتكرر، إنها القوة المضاعفة في الانفصال التي تجعل من المتلقي عرضة لنسيان المعلومة ومضمون الرسالة الإعلامية باعتبار التلقي الناقص. ويتحدّد الانفصال الاستبداليSubstitutionary separation بكونه ذاك الذي يستند إلى واقع استبدال وسيلة إعلام بأخرى، اعتمادا على طريقة الانتقاء الصادرة عن المتلقي والتي تعتمد على الصورة أو الصوت أو المؤثرات المختلفة والمتنوعة. ويحضر الانفصال العفوي Spontaneous separation وهي العملية التي تتم عن غير قصد وبصورة عرضية. ومن الأنواع التي توقفت عندها الباحثة يبرز نوع الانفصال المحدود Limited separation والمتعلق بأحوال عدم القدرة على توفير الوسائط الاتصالية، نتيجة للفقر أو الشح أو عدم الرغبة الذاتية بالتواصل. ويعني الانفصال التعويضي Compensatory separation ذاك السلوك الذي يقوم على نمط الحياة ومستوى الدخل، فالوظيفة الاتصالية إنما تقوم أصلا على تحقيق التوازن من خلال التعويض. لكن الانفصال في هذا النوع يحضر بشكل قسري. وفي مقابل ذلك يكون الانفصال الانتقائي Selective separation وهو الذي ينشأ بناء على الرغبة الصادرة عن المتلقي، الذي يقوم، بوعي، بتجنب الرسائل الاعلامية التي لا تتوافق مضامينها مع مخزونه المعرفي والثقافي.

تتوقف الباحثة عند تشخيص أحوال الانفصال الإعلامي، الذي تعمد إلى وصفه بأنه عالي الشدة لدى المهاجرين العرب في السويد. لكن شدّة هذا المؤشر تتراجع نسبيا حين يتعلّق الأمر بالفضائيات. ويبدو عامل اللغة قائما وبشكل شديد الوضوح في تعميق مشكلة الانفصال، بالإضافة إلى التجاهل الصادر عن وسائل الإعلام السويدية لأخبار المهاجرين، وأحوال التقاطع الثقافي والقيمي مع الكثير من المشاهد التي تعرضها تلك الوسائل، لا سيما في ما يتعلق بطريقة تمثل مفهوم الحرية على مختلف المستويات الاجتماعية منها والدينية وفي ما يتّصل بالعادات والتقاليد كذلك، مما يشكل عقبة في التواصل.. وللفضائيات العربية دورها الواسع في تفاقم تلك الحالة، إذ يلجأ إليها المهاجر إمّا استسهالا يعمد له المهاجر بسبب حاجز اللغة، أو للتعويض العاطفي التي توفره له تلك الفضائيات العربية، وهكذا تكون لها مساهمة كبيرة في ظاهرة الانفصال. وبالرّغم ممّا تقدّم فإنّه لا يمكن التغاضي عن المسؤولية التي يجب أن تضطلع بها إدارات ومؤسسات الإعلام في السويد، ولا إعفاؤها من تحمّل بعض المسؤولية من حيث أهمية التوجه نحو إعادة النظر في بعض البرامج والعمل على تكثيف البرامج النوعية التي يكون من شأنها الإسهام في معالجة قضايا المهاجرين، والسعي إلى فهمها بعمق ومباشرة ووضوح..



مراجع الدراسة وهوامشها 


[1]– Ismail Noori Mseer, 2014, Escaping Patterns; Reading in Thomas Kuhn Paradigm, Review of Arts and Humanities, Published by American Research Institute for Policy Development, December 2014, Vol. 3, No. 3 & 4, p: 62-63.

[2]-. مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مؤشر المعرفة العربي، مطبعة الغرير، دبي 2016.

[3]-إسماعيل نوري الربيعي، طلاسم الغرباء؛ قراءة في فرضية حمدي الهاشمي حول الاندماج الاجتماعي للمهاجرين العرب في الغرب، المؤتمر العلمي الدولي للمركز الأوربي للبحوث والاستشارات، جامعة لندن، لندن 2015، الاندماج الواعي في الثقافات الغربية، ص ص 25- 39.

[4]– Gary R. Edgerton, Brian Geoffrey Rose, editors, 2005, Thinking Outside the Box: A Contemporary Television Genre Reader, The University Press of Kentucky, USA,

[5]– Mark McNally Editor, 2015, Antonio Gramsci, Palgrave Macmillan, London, p: 71.

[6]– Gavin Rae, Emma Ingala, Editors, 2019, The Meanings of Violence: From Critical Theory to Biopolitics, Routledge, New York, p: 83.

[7]– Harold Entwistle, 2009, Antonio Gramsci (Routledge Revivals): Conservative Schooling for Radical Politics, Routledge, UK, p: 108.

[8]– François Dosse, 1997, History of Structuralism: The rising sign, 1945-1966, Translated by Debora Glassman, University of Minnesota Press, p: 175

[9]– Christopher John Murray, Editors, 2004, Encyclopedia of Modern French Thought, Routledge, London, p: 268.

[10]– Richard A. Macksey, Eugenio Donato, Editors, 2007, The Structuralist Controversy: The Languages of Criticism and the Sciences of Man, The Johns Hopkins University Press, Baltimore, p: 103.

[11]– MacCabe, Holly Yanacek, Editors, 2018, Keywords for Today: A 21st Century Vocabulary. Oxford University Press, p169.

[12]– James M Brown, 1982, Dickens: Novelist in the Market-Place, Macmillan, London, p: 23.

[13]– Michael Löwy, Robert Sayre, 2001, Romanticism Against the Tide of Modernity, Translated by Catherine Porter Duke University Press, p: 14.

[14]– William M. Sullivan. 1986, Reconstructing Public Philosophy University of California Press, Berkeley, p: 121.

[15]– Stylianos Papathanassopoulos, editor, 2011, Media Perspectives for the 21st Century, Routledge, London, p: 105.

[16]– Christina Slade, 2014, Watching Arabic Television in Europe: From Diaspora to Hybrid Citizens, Palegrave Macmillan, London, p: 15, 29.

[17]– George Ritzer, Jeffrey Stepnisky, 2018, Sociological Theory, sage, Los Angeles, p: 505.

[18]– Christopher John Murray, Editors, 2004, Encyclopedia of Modern French Thought, Routledge, London, p: 268.

[19]– Peter Uwe Hohendahl, 1991, Reappraisals: Shifting Alignments in Postwar Critical Theory, Cornell University Press, p: 84.

[20]– Lee Marshall, 2005, Bootlegging: Romanticism and Copyright in the Music Industry, SAGE Publications, London, p: 9

[21]– Joseph Gabel 2017, Ideologies and the Corruption of Thought, Routledge, New York, p: 22.

[22]– Tzachi Zamir, 2007, Double Vision: Moral Philosophy and Shakespearean Drama, Princeton University Press, p: 49.

[23]– Mbukeni Herbert Mnguni, 1999, Education as a Social Institution and Ideological Process, Waxmann, New York, p: 82.

[24]– Rick Altma, 2008, A Theory of Narrative, Columbia University Press, p: 149.

[25]– Barbara C. Foley, 1986, Telling the Truth: The Theory and Practice of Documentary Fiction, Cornell University Press, p: 183.

[26]– Josef Trappel, Werner A Meier, Leen dHaenens, editor, 2011, Media in Europe Today, Intellect Books, Bristol, UK, p: 248.


 

المصادر العربية:
  • سيل العامري، الانفصال الإعلامي، مؤسسة ننار للثقافة في السويد، مالمو 2019.
  • مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مؤشر المعرفة العربي، مطبعة الغرير، دبي 2016.
  • إسماعيل نوري الربيعي، طلاسم الغرباء؛ قراءة في فرضية حمدي الهاشمي حول الاندماج الاجتماعي للمهاجرين العرب في الغرب، المؤتمر العلمي الدولي للمركز الأوربي للبحوث والاستشارات، الاندماج الواعي في الثقافات الغربية، جامعة لندن، لندن 2015.
References:
  • Barbara C. Foley, 1986, Telling the Truth: The Theory and Practice of Documentary Fiction, Cornell University Press
  • Christina Slade, 2014, Watching Arabic Television in Europe: From Diaspora to Hybrid Citizens, Palegrave Macmillan, London,
  • Christopher John Murray, Editors, 2004, Encyclopedia of Modern French Thought, Routledge, London.
  • Christopher John Murray, Editors, 2004, Encyclopedia of Modern French Thought, Routledge, London.
  • François Dosse, 1997, History of Structuralism: The rising sign, 1945-1966, Translated by Debora Glassman, University of Minnesota Press.
  • Gavin Rae, Emma Ingala, Editorsm 2019, The Meanings of Violence: From Critical Theory to Biopolitics, Routledge, New York.
  • George Ritzer, Jeffrey Stepnisky, 2018, Sociological Theory, sage, Los Angele.
  • Harold Entwistle, 2009, Antonio Gramsci (Routledge Revivals): Conservative Schooling for Radical Politics, Routledge, UK.
  • Ismail Noori Mseer, 2014, Escaping Patterns; Reading in Thomas Kuhn Paradigm, Review of Arts and Humanities, Published by American Research Institute for Policy Development, December 2014, Vol. 3, No. 3 & 4, pp. 62-63.
  • James M Brown, 1982, Dickens: Novelist in the Market-Place, Macmillan, London.
  • James Martin, Editor, 2002 Antonio Gramsci: Marxism, philosophy and politics, Routledge, London.
  • Joseph Gabel 2017, Ideologies and the Corruption of Thought, Routledge, New York.
  • Lee Marshall, 2005, Bootlegging: Romanticism and Copyright in the Music Industry, SAGE Publications, London.
  • MacCabe, Holly Yanacek, Editors, 2018, Keywords for Today: A 21st Century Vocabulary. Oxford University Press.
  • Mark McNally Editor, 2015, Antonio Gramsci, Palgrave Macmillan, London.
  • Michael Löwy, Robert Sayre, 2001, Romanticism Against the Tide of Modernity, Translated by Catherine Porter Duke University Press.
  • Peter Uwe Hohendahl, 1991, Reappraisals: Shifting Alignments in Postwar Critical Theory, Cornell University Press.
  • Richard A. Macksey, Eugenio Donato, Editors, 2007, The Structuralist Controversy: The Languages of Criticism and the Sciences of Man, The Johns Hopkins University Press, Baltimore.
  • Stylianos Papathanassopoulos, editor, 2011, Media Perspectives for the 21st Century, Routledge, London.
  • Tzachi Zamir, 2007, Double Vision: Moral Philosophy and Shakespearean Drama, Princeton University Press, Mbukeni Herbert Mnguni, 1999, Education as a Social Institution and Ideological Process, Waxmann, New York, Rick Altma, 2008, A Theory of Narrative, Columbia University Press.
  • William M. Sullivan. 1986, Reconstructing Public Philosophy University of California Press, Berkeley.

مقالات أخرى

مجلة نقد وتنوير – العدد التاسع عشر (آذار- مارس) 2024

مجلة نقد وتنوير – العدد الثامن عشر (كانون الأول- ديسمبر) 2023

القرآن في التّديّن الصّوفيّ

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد