الفكر بوجه عام هو الإطار المرجعي النظري لتجارب البشر أينما كانوا، وهو يمثل مجموع الأسس النظرية والمفاهيم والمعاني التي تكمن خلف السلوك الإنساني. وإذا كانت الحياة تتغير وتتجدد باستمرار فإن الفكر يتغير ويتجدد باستمرار هو الآخر ويتخذ صوراً متنوعة تبعاً للنشاط البشري، فهناك الفكر الفلسفي، والفكر الاجتماعي، والفكر الاقتصادي، والفكر السياسي، والفكر التربوي. والفكر لا ينشأ من فراغ، لأنه يمثل البناء الفوقي الذي يعبر عن الواقع الاجتماعي الذي يمثل البناء التحتي. وبالرغم من أن العلاقة بين البناءين علاقة معقدة ومتشابكة، إلا أنها علاقة تبادلية تقوم على أساس التأثير والتأثر فيما بينهما. وفي هذا السياق نجد أن الفكر التربوي في أي مجتمع من المجتمعات يستمد أهميته من كونه الإطار النظري الذي يوجه الممارسات التربوية في المجتمع، فالعمل التربوي التطبيقي لا يمكن أن يؤتي ثماره ما لم يكن هناك إطاراً فكرياً نظرياً من ورائه يحكمه ويوجهه ويسهم في رسم سياساته وتحديد أولوياته.
رؤية-نقدية-33رؤية نقدية للأوضاع التربوية الراهنة في مصر في ضوء الفكر التربوي المعاصر
مجدي محمد يونس 1.9K مشاهدات
1.9K