أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير—- وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي —– بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ
أمير البلاغة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
كانت النفس الإنسانية، وما زالت شغل الفلاسفة الشاغل، وهاجس الحكماء وغاية العقلاء. وما زال الإنسان، منذ بدء التكوين، يتوغل في متاهات هذه النفس، باحثا في معانيها، مسحورا بإعجازها، مبهورا بما أودعتها الطبيعة فيها من أسرار كونية، ولا ريب في ذلك، فأسرار الحياة كامنة في أسرار النفس الإنسانية متجسدة فيها وما أعظمها إذ يتجسد مبدؤها في القول العربي المشهور: وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر !.
دعا سقراط إلى معرفة النفس الإنسانية ووجه النداء إلى الإنسان بعبارته المشهورة قائلا له: أيها الإنسان اعرف نفسك حيث كانت معرفة النفس الإنسانية بالنسبة إليه أشرف المعارف وأطهرها. ثم جاء أفلاطون فنظر إليها في عليائها عارفة طوافة في عالم المثل بطبيعتها النورانية، تستمد شعاع ضيائها من مثل الخير الأعلى الأسمى الأعظم غاية الوجود ومنتهى الغايات. وهي عند أرسطو أرقى مراتب الوجود الإنساني وفيها جانب نوراني متجرد عاقل، وهي فوق ذلك كله صورة النفس الإنسانية وغايتها.
وقد سطر فلاسفة العرب أجمل المواقف من النفس الإنسانية، إذ تأملوها وقلبوا في معانيها، وهتكوا حجبها ،وأفاضوا في الحديث عن أسرارها، ووصفوا سحر تجلياتها، وتبصّروا في جوانب عظمتها، تيمنا بالقول العظيم: وفي أنفسكم أفلا تبصرون، فجاءت فلسفة التصوف العربي تتويجا لرؤى عربيه أصيله رائعة في ماهية النفس الإنسانية وفي صروفها، وها هو الشيخ الرئيس أبو علي الحسين ابن سينا يضفي عليها مظاهر الخلود والتجرد فهي التي هبطت الينا من عالم الخلود وهي تعود بعد الموت صافية نقيه إلى عالم نوراني لا يعرف غير الصفاء والنقاء، يقول في عينيته وهذه أبيات منها هاتكا بعض أسرار النفس:
هبطت إليك من المحل الأرفــــــع …… ورقـــــاء ذات تعــــــزز وتمنـع
محجوبة عن كل مقلة عـــــــــارف …….وهي التي سفرت ولم تتبرقــــع
وصلت على كره إليك وربـــــــما ………..كرهت فراقك وهي ذات تفجع
حتى إذا قرب المسير من الـــــحمى ……. ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
سجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت ……….ما ليس يدرك بالعيون الهــجـع
وبدت تغرد فوق ذروة شاهــــــــق ………….والعلم يرفع كل من لم يرفــــع
ويفرد الفلاسفة اللاحقون فصولا لمباحث النفس، فمنهم من أدركها في مظهرها، ومنهم من أدركها في جوهرها، فنسبوا إليها جوهر وجود روحي متفرد مجانس للقوى الكونية النورانية العليا، وإذا كان منهم من يقول بفنائها، فمنهم من يرفع شعار خلودها وغائيتها. ويمكن الإشارة في هذا الصدد بصورة خاصة إلى شيلنغ وهيجل وشوبنهور وكاروس وهارتمان بوصفهم أبرز المفكرين الذين تناولوا الجوانب الغامضة للنفس الإنسانية بالدراسة والتأمل والتحليل.
ثم جاء علم النفس، المنفلت من قبضة الفلسفة في نهاية القرن التاسع عشر، ليبحث في مظاهر النفس الإنسانية، وفي الصيغة الموضوعية لحركة وجودها وكينونتها. فاتجه إلى دراسة المظاهر الموضوعية القابلة للقياس والملاحظة من تفكير وتذكر وانتباه وحدوس وقدرات عقلية وملكات فكرية وأخذ لنفسه تعريفا هو علم نفس الشعور. وتجلى هذا الاتجاه في سيكولوجيا وولف Wolf ومولر Muller وبروكا Broca وفكنر Fechner وفوندت Wundt الذي وضع كتابه المشهور مبادئ علم النفس الفيزيولوجي.
ولم يتوقف علم النفس عند حدود المظاهر الخارجية القابلة للملاحظة في دراسة النفس الإنسانية، حيث عكف فريق منهم على دراسة بعض الجوانب الخفيّة للنفس الإنسانية التي لا تتبدى بصورة واضحة قابلة للملاحظة وبدؤوا منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر يكرسون جهودهم في البحث عن دلالات القوى اللاشعورية ومعان التي تحرك نوازع النفس الإنسانية وتحكم حركة وجودها. ويمكن الاشارة في هذا الصدد إلى كل من بيير جانيه وبينيه وريبو وشاركو وبرنهايم وجميعم كان له فضل التمهيد عمليا لظهور سيكولوجيا الأعماق، أو علم نفس اللاشعور الذي تجلى في أنقى صوره وفي أزكى تجلياته في علم النفس الفرويدي الذي يرسم لنا خطوط الحياة النفسية ومجاهلها في لوحات علمية بالغة الأصالة والتفرد.
يمايز فرويد بين جانبين أساسيين في النفس الإنسانية هما الشعور واللاشعور ويعطي لمنطقة اللاشعور أهمية تفوق إلى حد كبير هذه الأهمية التي ينطوي عليها الجانب الشعوري. وإذا كان للشعور اتساع البحيرة فإن الجانب اللاشعوري من النفس الإنسانية ينطوي على اتساع المحيط. ومن أجل التمييز بين أهمية كل جانب من هذين الجانبين يسوق لنا مثالا يشبه فيه الحياة النفسية للإنسان بجبل من الجليد يطفو رأسه على سطح المحيط بينما يغوص بكلكله وشموله في أعماق الماء ويشير فرويد إلى النتوء الأصغر البارز كممثل لمنطقة الشعور في النفس الإنسانية بينما يمثل الكلكل والسواد الأعظم من الجبل الجليدي الجانب اللاشعوري في الحياة النفسية للإنسان. وذلك كله يشير إلى الأهمية الساحقة التي ينطوي عليها الجانب اللاشعوري عند فرويد .
لقد شكلت مقولة فرويد في أولوية الجانب اللاشعوري وأهميته المطلقة ثورة كوبرنيكية في علم النفس بصورة عامة واستحقت نظريته بحق تسمية علم نفس الأعماق. ولم يقف فرويد عند حدود القول بعظمة هذا الجانب وأهميته بل نظر إليه بوصفه مكمن الفعل الإنساني وينبوع السلوك عند الأفراد وملهم النشاط الوجودي لديهم. ففي هذا الجانب اللاشعوري تكمن أسرار النفس الإنسانية وفيه تتجلى الحقيقة الوجودية السيكولوجية للإنسان.
ورغم الجهود الرائعة التي بذلها علم نفس الأعماق الفرويدي وغيره من المفكرين عبر التاريخ فإن خفايا النفس الإنسانية ما زالت تستقطب كل جهد وتستنفذ كل طاقة علمية في كل ميدان من ميادين علم النفس وفي كل منحى من مناحيه. فالنفس الإنسانية رائعة الطبيعة وإعجازها وهي تنطوي على فيض من أسرار كونيه ستبقى تحديا أبديا للفكر الإنساني. ومع ذلك كله فإن علم نفس الأعماق بمدارسه المختلفة استطاع أن يقدم للإنسانية فيضا من هذه الأسرار وما زال يشد الطلب في مسار اكتناه قانونية الوجود النفسي ورصد مساراته الوجودية .
واسمحوا لي أن أردد في ختام هذه المقالة المتواضعة مع الإمام علي كرم الله وجهه هذه الأبيات التي يختزل فيها قول العلماء والشعراء في مفهوم النفس الإنسانية إذ يقول ، وفي قوله بلاغة لا يماثلها في القول فصاحة وبيان ، وفلسفة تفيض بالمعاني والدلالات في أرقى مستوياتها وأنبل حالاتها :
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ —– وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير—- وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي —– بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ
وَما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ—- وَفِكرُكَ فيكَ وَما تُصدِرُ
وسلام الله عليكم .
25 تعليقات
قال سقراط اعرف نفسك وليس اكتشفها لان المبادىء والقيم وقوة الانسان الفريده ليست مختبئة باعماق الفرد بس هل يتم انتاجها وصنعها فانت الذي تكون نفسك وتهندسها وهذه الفكره تؤكد على المثل القديم(اللي ماعنده كبير يشتري له ) , رغبتك وميولك واعتقادك عن نفسك الذي يشكل ماهيتك! يوجد فرق بين الذي يعرف ان طلب لاشي يجذب كل شي ويختار ويركز على القيم والايمان ومابين الذي يراهن على الهدف القصير المدى ويركز على الجائزه والمسار المنهجي , على قدر وصولك للطريق المسدود لجهل الذات على قدر اعتمادك بثبات الامور وتنميطك لها . (النفس-الوعي- العقل -الشعور -الافتراضات-الروح-الميل) سمه ماشئت انه مكنونات ذاتك التي تختار ما تضعه بنسبه متوازنه مع مكنونات البيئيه التي وجدت بنفسك دون اذنك (ذكريات الطفوله-التجارب الخرجيه- التاثير البيئي-القدر) وكما قال حسن البنا: نفوسكم هي الميدان الاول ف اذا استطعتم عليها كنتم على غيرها اقدر , اللهم اني اسئلك ان تحمينا من سواد افكارنا زتقدرنا على التحكم بنفسنا يارب . مها محمد
“وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر !.”
هذه المقولة تستحق منا التأمل، فالانسان يحبث في كل شي في هذا الكون من مجرات وأجرام سماوية، فيتساءل هل هذا الكون هو الوحيد أم يوجد هناك عدة أكوان وهل الأرض هي محور كوننا أم الشمس؟ وهل الأرض كروية أم مسطحة، ومع هذا كله وابتعاد نظر الإنسان إلى مليارات الكيلو مترات والسنين الضؤية الا انه اختلف في تفسير أصغر جرم وهي النفس الإنسانية، فقد حاول العلماء تفسير ودراسة النفس الإنسانية ولعل أبرزهم فرويد الذي قسم النفس الإنسانة إلى الـ أنا و الـ هو و الـ أنا الأعلى، وقد اختلف العلماء في التفاسير ولم تتوحد الآراء ولازال السؤال مستمر مالذي يتحكم بالإنسان، الشعور أم اللا شعور ؟
والشكر موصول لك يادكتور على طرح مثل هذه القضية.
عليق على مقال :في مجاهل النفس الانسانيه واسرارها :
النفس الانسانيه وغياهب النفس الانسانيه دعا سقراط الانسان الى مع فه نفسه حتى يعرف الناس وجاءنا القران الكريم ودعانا الى النظر الى انفسناوهناك شعور ولا شعور كما قال فروويد
فهذا يبرر تصرفات الناس عندما تعرفهم حق المعرفه ولكن وبعد سنوات توقن انك لاتعرفهم وكذلك النفس البشريه فيها اماكن لاتظهر ولاتعرفها
ترجع هذي التصرفات للبيئه والظروف والحياه التي وجدت فيها .
ستظل خفايا النفس الانسانية تحدي ابدي للفكر الانساني واختلف العلماء في معرفه تفاسير النفس ولم تتوحد الاراء ولا زال السؤال مستمر لحد هذ اليوم ما الذي يتحكم بالانسان الشعور ام اللاشعور؟.
النفس محل نظر دراسة عند علماء النفس والحكماء
وقد قسم القرآن النفس إلى انواع فمنها المطمئنه ومنها اللوامه ومنها الأماره بالسوء
وقد تحدث عنها وغنى بها الشعراء والادباء في كل العصور وبحثوا في معانيها وكتبوا عنها
كما قال امير الشعراء احمد شوقي: صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه.. فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ.. والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.
وشبهها البوصيري في قصيدته البرد قائلا: والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
فقد تختلف وجهات النظر في مفاهيم النفس ومعانيها وخفاياها
لكنه بالنهاية موضوع جدير بنا البحث فيه ومعرفة انفسنا.
إن النفس البشرية معقدة ومتسعة مثل الكون، فمهما كان التعمق في دراسة هذه النفس فإنه يبقى هنالك الكثير مما هو مجهول عنها، فالنفس البشرية منذ القدم كانت شغل الفلاسفة الشاغل، وحتى أشهر الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، فالنفس البشرية بجمالها وتعقيدها والألغاز التي تحويها والإعجاز المطلق تظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
الله يعطيك العافية دكتور على هذه المقالة المثمرة الجميلة
يا ايها الانسان اتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
دكتور هذه المقوله حقيقة الانسان وما ادراك ما الانسان
التطور الذي وصل الي العالم عن طريق الانسان
القوانين الصارمة وصلنا اليها عن طريق الانسان
الاجهزة الالكترونية و التكنلوجيا وصلتا اليها عن طريق الانسان
ناطحات السحاب وصلنا اليها عن طويق الانسان
المنظمات التربوية و حقوق الانسان وصلنا اليها عن طريق الانسان
شتان مابين ان سان مبدع ومفكر و انسان يريد اللهو واللعب بحياته حقيقة يا دكتور الانسان مائن حداً عظيم سبحان الله الخالق
نحتاج يادكتور التأمل بهذه المقوله ( يا ايها الانسان اتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر )
هذه المقوله عظيمة وتبين عظمة خلق الله سبحانه وتعال وتبين سبب ارتقاء الانسان و رقي المجتمع ولولا خلق الله العقل لكنا الان في ظلام حالك نخاف من كل شيئ حتى من ظلنا
اشكرك يا دكتور على هذه المقاله المثمرة الجميلة
السؤال عن النفس وما هيته كان هو الشغل الشاغل لدى الأمم والشعوب القديمة منذ الأزل ومنهم من سألوا النبي عن الروح فأجاب الله سبحانه (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) . فصفة الروح هي من الأسرار التي أخفاها الله لحكمة ما , ولكنه سبحانه أعطانا غذاء هذه الروح وهي قراءة القرآن وذكره وعبادته سبحانه.
عالم النفس البشرية موغل بالغموض ومهما حاول الإنسان سبر أغواره ستظهر له عوالم أخرى تحتاج للكشف والتبصر، إن معرفة الإنسان محدودة في ظل عالم أكبر يحتوي العديد والعديد من الأسرار التي تتخطى مقدرة الإنسان على استيعابه، وفي حين كانت أسرار النفس البشرية شغل العلماء الشاغل في الوصول إليها فكان من أهم الموضوعات التي حاول الإنسان الكشف عنها هو ماهية النفس البشرية بكل تقلباتها وأفكارها وتنوعاتها. إن ما قد يطرح من تساؤل بعد ذلك ما الذي يأتي بعد الاكتشاف؟ في كل مرة يصل الإنسان إلى نقطة ما في كشفه يتطلع إلى المزيد ولا يتوانى المرء عن محاولة اكتشافاته حول النفس والحياة وفي الحقيقة محاولة العمل على ما تم كشفه هي المكسب الحقيقي التي من الممكن أن يصل إليها الفرد في رحلة بحثه المضنية هذه.
يعطيك العافيه دكتور
منذ العصور الوسطى الى الان لم يتوصلوا الى النفس الانسانيه كما انها اصبحت هاجس الحكماء والعلماء وغايه العقلاء، منذُ تكوين الانسان فهو يبحث في نفسه ،يحاول دراستها وفهمها وفي نهايه القرن ١٩ ظهر علم النفس الذي اهتم في مظاهر النفس الانسانيه ودراسه الانسان وافكاره وبعد العديد من الدراسات وظهور العديد من المفكرين والعلماء والعلوم فهناك خفايا في النفس الانساني لاحد يعلمها وفي النهايه ستظل خفايا النفس الانسانية تحدي ابدي للفكر الانساني.
معرفه النفس البشريه شي ضروري لكي يعرف الانسان كيف يقودها وكي يصل الى السعاده والكمال ، وللنفس البشريه خفايا واسرار عميقه ، فعلى الانسان ان يستكشف نفسه ، وقام الفلاسفه بتحليل الانسان والكشف عن اسراره ، ومنهم ابي حامد الغزالي الذي ركز على طبيعه النفس وكذلك فرويد الذي قسم النفس البشريه لثلاثه اقسام الأنا والهو والانا الاعلى، ومازال العلماء والفلاسفه يجتهدون لفهم النفس البشريه واكتشافها اكثر.
النفس الانسانيه هي جزء من الانسان غير ماديه ولا محسوسه وكان عند المعتقدات اليونانيه شيئاً يخشى الانسان من فقدانه
وعلماء النفس مهتمين جدًا بدراسه وتأمل النفس البشريه وتحليل الاضطرابات اللتي تكون في الحياه الاجتماعيه للفرد
النفس البشريه معقده ولها خفايا واسرار والنفس هي اللي تدير الجسم وتسيطر عليه وايضاً الاسلام جاء لحفظ النفس البشريه وتكريمها وحرم قتلها واختم بنظره ابن مسكوبه يقر بوجود النفس في كيان الانسان وفي الانسان ثلاث انفس وليست واحده
بارك الله فيكم على هذا المقال
دواؤكَ فيكَ وما تُبصرُ ***** وداؤكَ منكَ وما تشعرُ
أتزعم أنّك جرمٌ صغير ***** وفيكَ انطوى العالم الأكبرُ
وأنت الكتاب المُبين الذي ***** بأحرفه يَظهر المُضمَرُ
وما حاجةٌ لكَ مِن خارجٍ ***** وفِكْركَ فيكَ وما تصدرُ
إعتبرت مسألة النفس ضمن أهم المشاكل, التي شغلت بال الفلاسفة والعلماء قديما وحديثا
إنّ معرفة النفس لمن الأهمية بمكان، لأنها هي كيان الإنسان، وهي التي تشكل تصرفاته ونزعاته وميوله وأهوائه ورغباته، ولذلك فهي قد تقف حائلاً بين الإنسان وبين طريق سعادته في الآخرة، إذا ركن الإنسان إلى أهوائها وشهواتها.. وفي نفس الوقت يمكن أن تكون مطيته إلى الدرجات العلا من الجنة، إذا عرف الإنسان كيف يمسك لجامها، ويهذب شذوذها، ويزكي مرادها.. وذلك مصداقاً لقول الحق عزّ وجلّ: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
مفتاح العالم بيد الإنسان وفي نفسه، فإذا نسيت النفس حكمة خلقها، ونظرت إلى نفسها، تاركة وظيفتها الفطرية، معتقدة أنها المالكة وأنها العالمة وأنها القادرة، تكون بذلك قد خانت الأمانة، وضلّت سبيلها إلى ربها. وهذا ما حذرنا منه الرسول (ص): “إن أعدى أعدائك هي نفسك التي بين جنبيك
ان النفس البشريه معقده وتركيبة الانسان كذلك، الانسان يعيش في كثير من الدوامات وبعض هذه الدوامات تأتي من النفس فما هي النفس ؟
فإن النفس اختلف على تعريفها العلماء فالبعض يعرفها بإن هي النفس الأماره بالسوء والبعض يراها انها الطاقه الكامنه في جسد البشر وليس هناك تدليل مباشر الى ماهية النفس فبذلك لكل مفكر اسلوب وتفكير ومبادئ خاصه بنظرته للنفس ومعانيها ومفاهيمها فالنفس هي اللتي تحدد رغبة الفرد وميوله واهدافه وطموحاته في حياته الشخصيه
الاهداف والطموحات تأتي من نابع شخصي ذاتي يريد التطور والوصول الى الاهداف المراد تحقيقها ونجاحها
ان الله-سبحانه وتعالى-خلق الانسان وخلق فيه النفس و الجسد و الروح لكي يستقر الانسان يجب ان يتم الاشباع الحقيقي لكل ركن من هذه الاركان الثلاثة ويجب ان يتناسق هذا الاشباع مع بعضه البعض فإذا صار هنا يتحقق الاستقرار الحقيقي للانسان، يقول الدكتور مصطفى محمد:ان علاقة نفس كل منا بروحه وجسده هي اشبه بعلاقة ذرة الحديد بمجال المغناطيس ذي القطبين و الذي يحدث للنفس دائماً هو حالة استقطاب اما انجذاب و هبوط الى الجسد الى حمئة الواقع و طين الغرائز و الشهوات وهذا هو مايحدث للنفس الجسدانية الحيوانية حينما تشاكل الطين وتجانس التراب في كثافتها واما انجذاب و صعود الى الروح الى سماوات المثال و القيم و الاخلاق الربانية، و النفس طوال الحياة في حركة و تذبذب و استقطاب بين القطب الروحي وبين القطب الجسدي.
لقد عني الاسلام عناية فائقة بالنفس الإنسانية وجعل الانسان محل عناية الله دائماً فلقد خلق الله الانسان حيث سواه بيديه ونفخ فيه من روحه و كرمه بالعقل و جعله خليفة له في ارضه و اسجد له الملائكه و زوده بمنهج يسير على مقتضاه حتى لا يضل ولا يشقى الى غير من ذلك من نواحي التكريم و اوجب حقوقاً للنفس يجب ان يستوفيها الانسان في طاعة الله و مرضاته ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا وبذلك يصون النفس و ينقذها من المخاطر و المهالك و ينجيها من شر عظيم لذلك اقسم الله بالنفس و تسويتها فقال:( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) وان الله قد اعطانا العقل لنميز بين الفجور و التقوى من زكى نفسه فاز و من لم يزكيها خاب و خسر فمن اثار الحياة الدنيا و لم يحفظ نفسه و يصونها من العطب و طغى فمصيره الى النار فمن صانها و قام بحقوقها التي أوجبها الله في طاعته فإن الجنة مأواه فقد قال تعال:(فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)واني لفي عجب لمن اطلق العنان لنفسه لتفعل ما تشاء وقت ما تشاء ولم يجعل لها من رادع فما الفرق بينه و بين الحيوان؟.
خفايا النفس الإنسانية هو التحدي الازلي الذي يواجه الفلاسفة والمفكرون، فمنذ قديم الزمان يبحث المفكرون عن النفس الإنسانية وأسرارها.
فأبدع الله تعالى في خلق الإنسان فقد قال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين 4].
النفس البشرية عبارة عن منظومة معقّدة للغاية من المشاعر والأحاسيس والأفكار، ومنذ الأزل سعى البشر على اختلاف ثقافاتهم ومستواهم التعليمي على فهم الآخر وتحليل ما يشعر به ، نظرًا لما لهذا الأمر من أثر إيجابي في بناء العلاقات الإنسانية وتوطيد أواصر الصداقة والتلاحم بينها.
فالنفس البشرية معقدة بشكل يتعب ذهنيًا وفيها ديناميكية غريبة .. تتعجب كيف تتحول الملائكة إلى أشرار في هيئة بشر .. يفعلون ما ينتقدونه .. أمر ليس بالسهل على النفس .
إنّ النفس البشريّة هي أحد العناصر الرئيسية المجهولة في الإنسان، وهي أحد الأمور التي لا تزال غامضةً بالنسبة للإنسان والتي فيها جدلٌ كبيرٌ أيضاً، فنفس الإنسان هي العنصر الذي لا يستطيع أحدٌ دراسته بشكلٍ ماديٍّ لارتباطها بالروح، فوضع العلماء والفلاسفة القدام تعاريفَ للنفس وقسّموها إلى عدة أقسام، فاهتمّ الفلاسفة اليونان في تعريف ومعنى النفس وخاصةً فلاسفة ما بعد سقراط،، وقسّم العديد من العلماء المعاصرين وغيرهم النفس واهتمّوا بشرحها كونها الجزء الأساسي في تكوين الإنسان
النفس عند أفلاطون فقد قسّمها إلى ثلاثة أقسام هي: النفس الشهوانية ومقرها البطن، والنفس العاقلة ومقرها الرأس، والنفس الغاضبة ومقرها الصدر، والكمال لا يحصل للإنسان إلّا بتحقيق التوازن بين أجزاء النفس جميعها بحيث لا تطغى إحداهما على الأخرى؛ فهي كانت حسب آرائه واحدةً في عالم المثل إلّا أنّ نزولها إلى عالم الحس شوّهها وأدّى إلى انقسامها هذا، ومن هنا وضع أفلاطون أساس المدينة الفاضلة بناءً على النفس البشرية والتي قُسّم الشعب فيها إلى ثلاثة أجزاء حسب النفس وهي: طبقة الحكام والتي تدل على النفس العاقلة، وطبقة الحراس والتي تدلّ على النفس الغاضبة، وطبقة العمّال والتي تُمثّل النفس الشهوانية،
اما فرويد فقد قام بتقسيم “النفس” إلى أقسامها الثلاثة المشهورة؛ الأنا والهو والأنا العليا، على أنّ الهو هو الجزء المسؤول عن الغرائز المكبوتة التي تمنعها الأنا من الظهور، ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع. أما الأنا العليا فهي الجزء من الشخصية الذي يلتزم بالخير والأخلاق المكتسبة من الأسرة والمجتمع ويحاول الالتزام بها. والأنا تمثّل الشخصية الأكثر اعتدالًا ما بين الهو والأنا العليا وتسعى للتكيّف والتوافق، أي أنها حالة وسطية بين الخير والشر، بين الأخلاق وانعدامها
اما عن مراتب النفس البشرية في الإسلام فقد قسمت لسبع اقسام :
أولها النفس الأمارة بالسوء، التي تحض على ارتكاب المعاصي والذنوب، وصول الإنسان إلى هذه المرحلة، أي أنه خالف الفطرة السليمة، التي تدعو وتحث على الخير، وقال الله تعالى عنها: «مَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (سورة يوسف: 53).
المرتبة الثانية والأعلى هي النفس اللوامة، التي تمثل الضمير الإنساني، وكثرة ذكر “لا إله إلا الله” تشعر المرء بأن النفس خرجت من نطاق “الأمارة بالسوء” والتي محلها القلب، إلى “النفس اللوامة” محلها الروح، مما يقوّم من سلوك الفرد المسلم، وقال الله تعالى عنها: «وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» (سورة القيامة: 2).
ثالثًا: المرتبة الأعلى هي “النفس الملهمة” تريد أن تعلو بروحها وبعلاقتها مع الله تعالى، وقال عنها القرآن الكريم: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» (سورة الشمس: 8).
رابعًا تأتي في المراتب العليا “النفس المطمئنة” التي وردت في القرآن الكريم، وهي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن والواصلة إلى مرحلة الاطمئنان والراحة والطاعة التامة لأوامر الله والمشمولة بعنايته الربانية، والتي قال عنها القرآن الكريم: «يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» (سورة الفجر: 27).
خامسًا: النفس الراضية، وهي النفس التي رضيت بما أوتيت، والتي قال عنها القرآن الكريم: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً» (سورة الفجر: 28).
وسادسًا: النفس المرضية، وهي النفس التي رضي الله -عَزَّ وجَلَّ عنها- والتي قال عنها القرآن الكريم: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً» (سورة الفجر: 28).
وسابعًا: النفس الكاملة، والنفس الكاملة، هي النفس التي كملت حقيقتها، واستقرّت فيها أنوار القرب من الله تعالى، وعرفت الله حقّ المعرفة، وذلّت له، وخضعت لعظمته، وخشعت لجلاله، والتجأت إلى جنابه، وخفضت جناحها لهيبته، وسجدت لكبريائه وعزّته.
النفس البشرية سرا ً غامضا ربما حاول الأنسان أن يفهمه في نفسه أو حتي في غيره وماهر هو الشخص الذي يستطيع أن يفهم جزء يسير من أسرار نفسه فما بالك بغيره ولكن تبقي بعض المسلمات التي ننطلق منها كي نهدأ بشأن قضية فهم واكتشاف مجاهل النفس البشرية وهي إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وخلق فيه النفس والجسد والروح ولكي يستقر الإنسان يجب أن يتم الإشباع الحقيقي لكل ركن من هذه الأركان الثلاثة ويجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض، هنا يتحقق الاستقرار الحقيقي لهذا الإنسان. شكرا ً دكتور علي اسعد علي الطرح الرائع والفكر المتميز والاسلوب البديع
إن النفس البشرية واحدة كما يقول المفسرون والفقهاء إلا أن كثيرًا من أهل التصوف يقولون : إن للعبد ثلاث أنفس، والحقيقة أنه لا نزاع بين الفريقين، فإنها واحدة باعتبار ذاتها، وثلاث باعتبار صفاتها (تزكية النفس) .
قال تعالى : ” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ” [الفجر: 27] .
وقال تعالى : ” وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ” [القيامة: 2] .
وقال تعالى : ” إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ” [يوسف: 53] .
إذًا فالنفس واحدة، ولكن لها صفات متعددة فتسمى باعتبار كل صفة كالتالي
أولاً : النفس المطمئنة :
وهي تلك النفس المطمئنة إلى ربها بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به والسكون إليه، فيستغني بمحبته عن حب ما سواه، وبذكره عن ذكر ما سواه، وبالشوق إليه وإلى لقائه عن الشوق إلى ما سواه ، ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بذكر الله، كما قال تعالى : ” أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
لذا فإن طمأنينة القلب بسكونه واستقراره، وبزوال القلق والانزعاج والاضطراب عنه، والملل من هذه الحياة وما يترتب على ذلك من أمور .
والطمأنينة التي تصير بها النفس مطمئنة : أن تطمئن في باب معرفة أسمائه وصفاته ونعوت كماله، وهي هنا نوعان :
أ- طمأنينة إلى الإيمان بها وإثباتها .
ب- طمأنينة إلى ما تقتضيه وتوجبه من آثار العبودية .
قال تعالى : ” مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ” [التغابن: 11] .
فمثلاً، الطمأنينة إلى القدر وإثباته والإيمان به : تقتضي الطمأنينة إلى مواضع الأقدار التي لم يؤمر العبد بدفعها، ولا قدرة له على دفعها، فيسلم لها، ويرضى بها، ولا يسخط، ولا يشكو، ولا يضطرب إيمانه، فلا يأسى على ما فاته، ولا يفرح بما آتاه؛ لأن المصيبة فيها مقدرة قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ” لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ” [الحديد: 22] .
أي أن يعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم، فهذه طمأنينة إلى أحكام الصفات وموجباتها وآثارها، وكذلك سائر الصفات وآثارها ومتعلقاتها؛ كالسمع والبصر والعلم والرضا والغضب والمحبة، فهذه طمأنينة الإيمان .
وأما طمأنينة الإحسان فهي الطمأنينة إلى أمره امتثالاً وإخلاصًا ونصحًا، أي: أن يطمئن من قلق المعصية وانزعاجها إلى سكون التوبة وحلاوتها وفرحتها، ويسهل عليه ذلك بأن يعلم أن اللذة والحلاوة والفرحة هي في الظفر بالتوبة وهذا أمر لا يعرفه إلا من ذاق الأمرين وباشر قلبه آثارهما، فالتوبة طمأنينة تقابل ما في المعصية من انزعاج وقلق واضطراب، فإذا اطمأنت من الشك إلى اليقين، ومن الجهل إلى العلم، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الخيانة إلى التوبة النصوح وهي : «أن يستغفر باللسان، ويندم بالقلب، ويمسك بالبدن» (دليل الفالحين. هذا قول الكلبي، وأما عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما: التوبة النصوح «أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه» وقال الحسن البصري : «هي أن يكون العبد نادمًا على ما مضى عازمًا على أن لا يعود إليه») ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الكذب إلى الصدق، ومن العجز إلى الكيس، ومن صولة العجب إلى ذلة الإخبات، ومن التيه إلى التواضع، ومن الفتور إلى العمل .
وبذلك فقد باشرت روح الطمأنينة، وأصل ذلك كله ومنشؤه من اليقظة فهي أول مفاتيح الخير .
اشكرك دكتور ويعطيك العافيه
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر !.”
هذه المقولة تستحق منا التأمل، فالانسان يحبث في كل شي في هذا الكون من مجرات وأجرام سماوية، فيتساءل هل هذا الكون هو الوحيد أم يوجد هناك عدة أكوان وهل الأرض هي محور كوننا أم الشمس؟ وهل الأرض كروية أم مسطحة، ومع هذا كله وابتعاد نظر الإنسان إلى مليارات الكيلو مترات والسنين الضؤية الا انه اختلف في تفسير أصغر جرم وهي النفس الإنسانية، فقد حاول العلماء تفسير ودراسة النفس الإنسانية ولعل أبرزهم فرويد الذي قسم النفس الإنسانة إلى الـ أنا و الـ هو و الـ أنا الأعلى، وقد اختلف العلماء في التفاسير ولم تتوحد الآراء ولازال السؤال مستمر مالذي يتحكم بالإنسان، الشعور أم اللا شعور ؟
والشكر موصول لك يادكتور على طرح مثل هذه القضية فإن النفس اختلف على تعريفها العلماء فالبعض يعرفها بإن هي النفس الأماره بالسوء والبعض يراها انها الطاقه الكامنه في جسد البشر وليس هناك تدليل مباشر الى ماهية النفس فبذلك لكل مفكر اسلوب وتفكير ومبادئ خاصه بنظرته للنفس ومعانيها ومفاهيمها فالنفس هي اللتي تحدد رغبة الفرد وميوله واهدافه وطموحاته في حياته الشخصيه
الاهداف والطموحات تأتي من نابع شخصي ذاتي يريد التطور والوصول الى الاهداف المراد تحقيقها ونجاحها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتوري الفاضل استمتعت جدا بقراءة هذه المقال الجميل الذي طرحت به عن النفس الانسانية و ماهيه النفس الانسانية ، مما لا شك فيه ان النفس الانسانية هي الغموض الذي الى الان لم يصلون العلماء الى حل لها، فهذه من اعظم معجزات الله سبحانه وتعالى ، ومن معاني النفس الانسانية هي العقل و النفسيه و اللاوعي و للنفس الانسانية اكثر من معنى فعند العرب وعند اليونان والفرس كلها لها معنى غير للنفس الانسانية ، فاصبحت محل و محطة من المحطات الواجب تفسيرها ومعناها ، و النفس الانسانية برايي هي الروح وهي الشخصيه وللشخصيات انواع كثيره ومختلفه ، فكلما صلحت هذه الشخصية صلحت النفس الانسانية وكلما كانت غير صالح هذه الشخصيه فستفسد النفس الانسانيه ، و للنفس الانسانية غموضها حتى الان فكلما زاد غموضها زاد الآنسان شغف بمعرفتها والتطلع عليها وحب استكشافها ، لان عقل الإنسان لا يحب الغموض ابدا ، فاتمنى من علماء النفس و كل المهتمين به العمل على فهم النفس الانسانية وفهم الاسئله التي تتعلق بالنفس الانسانية.، لان عند اكتشافها ستنحل الكثير من الامور المعقدة المتعلقه بالشخصية والعقل والروح وحتى النفسيه و الفكر الانساني
لطالما كانت كلمات أمير البلاغة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تدور في بالي عن النفس البشرية والتساؤلات العديدة التي تراودني كل يوم من دون إجابة فيكتفي ذهني بالامتلاء بكل تلك الاسئلة التي ربما لن يجيب عنها احد، إن النفس الإنسانية لأعقد شيء على هذه الدنيا كما يقول أفلاطون “الانتصار على النفس هو أعظم انتصار” يشبه معرفة الذات كلذة الفوز في المعركة ! وهذه كناية عن مدى مشقة في التعرف على النفس البشرية وعلى الفرد نفسه أن يقوم بإكتشافها لوحده، إن العلوم الانسانية أصعب بمراحل من العلوم العلمية الثابتة فأن البشر مختلفون ومتعددون وغير ثابتون فيأتي الكثير ويرحل الكثير وتأتي تجارب جديدة في كل يوم في زاوية ما من هذا العالم، يختبر شخصًا ما حدثًا جديدًا ليضيف تساؤلًا جديدًا لذهنه لا يمتلك إجابته أحدًا.
جزاك الله خير دكتورنا الفاضل علي وطفه قدمت مقالة جميله جدا ، إن النفس البشرية معقدة ومتسعة مثل الكون، فمهما كان التعمق في دراسة هذه النفس فإنه يبقى هنالك الكثير مما هو مجهول عنها، فالنفس البشرية منذ القدم كانت شغل الفلاسفة الشاغل ، ومقوله يا ايها الانسان اتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر دكتور هذه المقوله حقيقة الانسان و ما ادراك ما الانسان ، التطور الذي وصل الي العالم عن طريق الانسان ، و ايضا منذ العصور الوسطى الى الان لم يتوصلوا الى النفس الانسانيه كما انها اصبحت هاجس الحكماء والعلماء وغايه العقلاء، منذُ تكوين الانسان فهو يبحث في نفسه ،يحاول دراستها وفهمها وفي نهايه القرن ١٩ ظهر علم النفس الذي اهتم في مظاهر النفس الانسانيه ودراسه الانسان وافكاره وبعد العديد من الدراسات وظهور العديد من المفكرين والعلماء والعلوم فهناك خفايا في النفس الانساني لاحد يعلمها وفي النهايه ستظل خفايا النفس الانسانية تحدي ابدي للفكر الانساني.