التربية على المواطنة وبناء ثقافة التسامح

التربية على المواطنة والتسامح

نَّ التسامح كموقف إيجابي من الآخر المختلف لا يمكن أن يُبنى ويُنمَّى من خلال نصوص قانونيَّة فقط، ولا من خلال دعوات من منابر مختلفة (دينيَّة وسياسيَّة…) فحسب -رغم أهميَّة كلّ ذلك-، وإنَّما يُبنى من خلال ثقافة تسهم في بنائها المكوّنات

في خضم الواقع الذي يعيشه العالم عامَّة، والمنطقة العربيَّة خاصَّة، والذي يتَّسم بالتنامي غير المسبوق لنزعات التمركز المفرط حول الذات والنظر إلى الآخر نظرة تراوح بين الحذر والريبة والكره والاحتقار وبين الازدراء والتعنيف )الذي يتخذ أشكالاً ماديَّة ورمزيَّة(، يكون من الحكمة التفكير في سبل تنمية ثقافة التسامح ونشرها بين أوسع عدد ممكن من الناس، وذلك حتى يمكن للبشريَّة تفادي ال تَّالسامح في أوجهه المختلفة والمتنوّعة.

إنَّ التسامح كموقف إيجابي من الآخر المختلف لا يمكن أن يُبنى ويُنمَّى من خلال نصوص قانونيَّة فقط، ولا من خلال دعوات من منابر مختلفة )دينيَّة وسياسيَّة…( فحسب – رغم أهميَّة كلّ ذلك -، وإنَّما يُبنى من خلال ثقافة تسهم في بنائها المكوّنات السابقة ومكوّنات أخرى في طليعتها المكوّن التربوي. وعلى هذا الأساس ينشد هذا البحث الوقوف عند مدى مشروعيَّة المدخل التربوي ووجاهته لبناء ثقافة التسامح، وهو يروم الإجابة عن سؤال محوري هو: كيف تكون التربية على المواطنة مدخلاً ناجعاً لبناء ثقافة التسامح؟ وتقتضي الإجابة عن هذا التساؤل البحث في مرحلة أولى في مدلولات الكلمات المفاتيح )التربية /المواطنة / التربية على المواطنة/ الثقافة /ثقافة التسامح(، وفي مرحلة ثانية في السياق العام الذي تتصاعد فيه الدعوات المطالبة بإرساء ثقافة التسامح ومشروعيَّة المدخل التربوي ووجاهته. وفي مرحلة ثالثة في السبيل التي من خلالها تستطيع التربية على المواطنة المساهمة في بناء ثقافة التسامح.

التربية-على-المواطنة-وثقافة-التسامحمحمد-باراشد

مقالات أخرى

ملامح السّرد المقاوم

التّعليم عن بعد

إشكاليّة العدالة والدّيمقراطية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد