زلات اللسان وسقطات الكلام في مرآة التحليل النفسي

ما أضمر المرء شيئا إلا وقد ظهر في فلتات لسانه وزلات كلامه ” علي بن أبي طالب

” ما يطفح به القلب ينزلق به اللسان ” مثل عربي.

 

مقدمة :

يعتقد أنصار مدرسة التحليل النفسي أن لا شيء يحدث بالصدفة في مجال السلوك والحياة النفسيه، فكل سلوك يتحدد بأسبابه الموضوعية، وكل سلوك يجري لتحقيق غاية مرسومه، وذلك ينسحب حتى على أبسط أنواع السلوك الإنساني وأقلها أهمية. فالسلوك الإنساني أبسط تجلياته سلوك يتسم بالغائية ويجري بصورة سببيه موضوعيه.

ومن هذا المنطلق كان لمدرسة التحليل النفسي شأن كبير في تفسير السلوك الإنساني وفقا لمعايير وإشارات تنطوي على كل معاني البساطة والسذاجة وخاصة هذه التي توجد في هفوات الكلام وزلات اللسان. ولم يكن ذلك حكرا على مدرسة التحليل النفسي ففي التراث العربي ما يشير إلى عبقرية العرب في إدراكهم لهذه الجوانب ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى القول العربي المشهور وقوامه: ما أخفى الإنسان شيئا إلا وظهر في فلتات كلامه وزلات لسانه. ويقول الشاعر العربي:

و يأبى الذي في القلبِ إلا تبيُّنا ****** وكل إِناءٍ بالذي فيه يَنضَحُ

ويتميز تراث العرب بالغنى والأصالة في هذا الميدان حيث يتفوق ربما على نظرية التحليل النفسي في مجال تفسير الإشارات الرمزية للسلوك البسيط الذي يحمل دلالات بعيدة المدى في الكشف عن مجاهل الشخصية الإنسانية وخفاياها. ويكاد فن العرب الذي نطلق عليه الفراسة العربية يشكل قاموسا رائعا لعلم نفس الأعماق الذي تنادي به المدرسة الفرويدية في القرن العشرين.

وقوام علم الفراسة عند العرب الوصول إلى تفسير عميق لماهية الأشياء ،من خلال بعض الملامح الرمزية التي تتخلل السلوك والمظاهر السلوكية الإنسانية، بدءا من القول البسيط إلى الإشارات السلوكية السطحية التي كانت تشكل منطلق العرب في فهم ما خفي من أمر الناس. وللعرب في تفسير الأحلام التي أبدع الفرويديون في تفسيرها شأن عظيم، فالرمزية العربية للحلم بقيت تتميز بالأصالة والروعة وهذا ما يمكن لنا أن نراه بوضوح في تفسير الأحلام الذي أبدع في فنونه فيلسوف العرب أبو علي الحسين ابن سينا فخصص له فصولا وأبحر في إدراك جوانبه وفصوله وتجلياته.

ومع ذلك فإن نظرية التحليل النفسي تنطلق ربما من معطيات المراحل التاريخية وتوظف غنى هذه المراحل من أجل الوصول إلى تفسير الغامض في السلوك الإنساني على أسس أقرب إلى المنهج العلمي. ولا ضير من النظر في معطيات وفنون هذه المدرسة في تفسير هفوات السلوك وهنّاته ومواطن ضعفه وما ينطوي عليه من دلالات ومعاني خفية في صيغها الظاهرة وفي ذلك طرافة وظرف.

ومن هذا المنطلق يعتقد فرويد بأنه يمكن لأفعالنا اليوميـة البسيطة أن تكون تعبيرا عن نزعة لاشعورية متخفيّة ودفينة، ومن هـذا المنطلـق يسعى في كتابه علم النفس المرضي للحيـاة اليوميـة Psychologie de la vie quotidienne إلى تحليل سلسلة من الظواهر السلوكية التي يفترض بأنها تصدر من دائرة العمق اللاشعوري. وتأخذ هذه المظاهر السلوككية صورة أحداث يومية بسيطة غالبـا مـا تعـزى إلـى مجـرد المصادفـة مثـل: زلات اللسان، وهفوات الكلام، والنسيان المؤقـت للأسماء، وضيـاع الأشـياء المزعج والأفعال الناقصة، والأحداث العرضيـة مـن كـل نـوع. وإزاء هـذه المظاهر يطبق فرويد اكتشافاته السابقة فيجد أن هذه المظـاهر تعكس هجمة من النزعات اللاشعورية المتجهة إلى ساحة الشعور.

فالهفـوات اللسانية لا تعـبر عـن الطبقات العميقة في المنطقة اللاشعورية فحسب، بل تعبر عن الصراعات النفسية الداخلية يوضحها المثال التالي: كنا على وشك تدخين علبة جـديدة مـن التنباك ولكننـا قلنـا لأنفسنا بأننا نستطيع أن ننتظر وبعد مرور لحظات استغرق كـل منـا فـي عمله ودهشنا عندما وجدنا أنفسنا جميعا نشعل الغليون من العلبـة الجـديدة. هـذه العملية بسيطة لمن اعتاد على مثل هذه العمليات اللاشعورية، ولمن ألف مـا يسمى بالصراعات النفسية. لقد استبعدت النزعة الأولى، ولكنها كـانت تسـعى إلى تحقيق نفسها، ولا سيّما عندما تتوقف عمليات المراقبة. ونحن هنا نلاحظ ما يمكن أن يحدث على المستوى الواسع ولا سيّما بالنسبة للنزعات التـي توجـد فـي العمق النفسي كما هو الحال في حالتي العصاب والأحـلام ففي المثـال السابق، تحررت النزعة اللاشعورية وانطلقت دون أية مصالحة أو اتفاق منطقـي بين الشعور واللاشعور .

الهفوات اللسانية:

 في حالة الهفوات ولا سيّما زلات اللسان وهفوات الكلام تكون الغاية مرغوبة لاشعوريا، حيث تترك الكلمة المطلوبة مكانها لكلمة أخرى غير مناسبة. وفي كـل الأحـوال إذا كـانت الهفوات أكثر تكرارا في حالة التعب والإرهاق فإن حدوثها مرهـون إلـى حدّ كبير بمجموعة من الشروط ذات الطـابع الفيزيولوجـي، وهـي تحـمل فـي أكـثر الحالات دلالة نفسـية. حيث يترافق التعب بحالة ضعف الرقابة النفسية الخاصة بالكلام وبناء على ذلـك فـإن الكلمـة أو الفكـرة المشوشة يمكن أن تمثل دافعية مضادة تناهض وبشكل مباشر المعنى المراد وقد تكون هذه الفكرة أو هذه الكلمة ذات طابع غائي في المستوى اللاشعوري .

يسوق لنا فرويد مثالا عن النوع الأول من هذه الهفوات حيث يروي لنـا الهفوة التي تخللت إحدى الخطب الرسمية التي ألقاها رئيس مجلس الشعب النمساوي في إحدى الجلسات الرسمية حيث افتتح الجلسة قائلا: “سـيداتي سادتي أعلن عـن إغـلاق الجلسـة لحضور أكثرية الأعضاء ” ويـوضح هـذا المثـال أن الزعيم لم يكن يرغب في افتتاح هذه الجلسة .

 ويسوق مثالا آخر من النوع الثاني من الهفوات وهو حديث سيدة عرفت بحيويتها تشرح فيه أن زوجها “استشار طبيبه حـول موضـوع حميـة يريـد اتباعها وأن الطبيب قال له لا حاجة لك باتباع أية حمية وأنـه يسـتطيع أن يأكل ويشرب ما أريده أنا “. الضمير هنا يعود للسـيدة، وهنـا كمـا يبـدو تعبر هذه الهفـوة عن تداخـل شـفوي لـرغبتين مخـتلفتين. فهنـاك النزعـة المشوشة، وهذا يعني أن سبب الهفوة بقي سطحيا وخارجي ويمكنه أن يتحول إلى صورة شفوية .

في كثير من الأحيان تبقى النزعة الفوضوية المشوشـة لاشـعورية، وليس غريبا أن ترى الشخص المعني ينفي وبقوة التفسـيرات المطروحـة، وفـي هذا الخصوص يروي لنا فرويد أن أحد الأطبـاء المسـاعدين فـي مشـفى فيننـا Vienne قد رغب في شرب نخب أحد أساتذته فناداه قائلا: إنني أدعـوك إلـى إسقاط نجاح رئيسنا ” وذلك بدلا من أن يقول ” إنني ادعـوك لشـرب نخـب نجـاح رئيسنا” وهنا يؤكد فرويد على وجود غيرة عدوانية عميقة ضد الأستاذ، وهـو عندما وضع المساعد في هذه الصورة أجابه بطريقة غير ودية. ويبدو أن الأمر يتعلق هنا بنزعة مكبوتة وهي بالتأكيد مجهولـة من قبـل صاحبهـا. وفـي بعـض الحالات وعندما تكون الهفوات عائدة لبعض المرضى فـإن المحـلل يـدرك بعمـق لاشعور هؤلاء من خلال الحلم أو من خلال التداعيات. لقد قال له أحـد مرضاه ويدعى جونس Jones كان والدي مخلصا لزوجتي ! ثم عاد قـائلا ” كان يجب أن أقول أمي بدلا من زوجتي “. وفي إطار ذلك يمكن القول إن الأسـباب الأساسـية لعصـاب هـذا المريض تكمن في آلامه الخاصة بتعلقه الشديد بأمه حيث نجد هنا تركيزا عـلى الأم. ويقول فرويد في هذا الخصوص لو لم يكن تفكير هـذا المـريض قـد تعـرض للكَبْت فإنه كان يتوجب عليه أن يقول بالأحرى ” موقفي تجاه والدي هو مـوقفي نفسه تجاه والدتي “.

 فالهفوات الكلامية والأخطاء الكتابية تفسر بصورة لاشعورية. ويمكن إضاءة هذه الفكرة بسرد حديث السيدة التي قالت بأنها تلقت رسالة من صديق قديم تنتهي بهذه العبارة: ” أتمنى أن تكوني بصحة جيدة ويائسة “، لقـد كان يرغب يوما في أن يتزوجها وبالتالي فإن هفوته تشير إلـى رغبـة دفينة لديه في أن يراها يائسة.

النسيان و الإدراكات الخاطئة:

 يمكن لنا أن نفسر أخطاء الإدراك بطريقة مماثلة فنحن أحيانا لا نـرى أشياء ننفر من رؤيتها وعلى خلاف ذلك فإننا نـرى دائمـا مـا نـرغب فـي رؤيته. ويمكن القول في هذا النطاق أن أخطاء القـراءة هـي عمليـة إزاحة لكلمـات نـرغب فيهـا. والمعرفة الخاطئة لبعض الأشخاص تعبر عن رغبة دفينة في رؤية الأشخاص الذين نحبهم. وعلى خلاف ذلك يمكن لشخص لا يهمنا أمره ونعرفه جيدا أن يمر بقربنا في الشارع من دون أن نتعرف إليه.

يعارض فرويد في تفسيره للنسـيان الفكـرة التقليديـة التـي تقـول بـأن النسيان ظاهرة سلبية وأنها عملية زوال للمعلومات. وهنا يتحدث فرويـد عـن نسيان نشط ناجم عن كوابح. ونلاحظ في هذا الخصوص أن هذه الفكرة تأخذ أهمية مركزية في التحليل النفسي، فالأحداث المؤلمة غالبا ما تٌصد وتستبعد من ساحة الذاكرة.

هذا ويعطي فرويد أهمية خاصة لظاهرة نسيان الأسماء: عندما ننسـى اسم شخص ما فذلك قد يعني أنه لا يهمنا كثيرا وقد يعبر عن مـوقف عـدواني تجاهه أو لأن هذا الاسم يذكرنا بخبرات غير سارة .

يروي جونيس أن أحد أصدقائه قد تعرف على فتاة شـابة ثـم أصبحـت صديقته فيما بعد… ولكن حدث له أنه كان يجد صعوبة كبيرة في استذكار اسم عائلتها وذلك في الوقت الذي كان فيه يرغب في أن يوجه إليها رسالة ثم يبقـى هكـذا لمـدة أسابيع دون أن يستطيع أن يوجه لها رسالة. ولم تساعده الرسائل التي كـانت تصله منها لأنها كانت تحمل اسم المعمودية .

 لقد بين التحليل أن اسم المعمودية الخاص بالفتاة كان اسم فتاة ثانيـة كان يدللها، وهو أيضا اسم فتاة ثالثة كان يحبها عندما كان صغـيرا، لقـد كان ينقل محبته من الواحدة إلـى الأخـرى. لقـد اسـتطاع أن يتمثـل وبشـكل لاشعوري الفتيات الثلاثة داخل نفسه. وبهذه الطريقة يبقى مخلصا لحبه وهـو بالتالي كان يتراجع أمام أية ذكرى تشير إلى عدم إخلاصه الحقيقي .

وفي النهاية يمكن القول إن فرويد كان متوافقا مع الرأي الشائع الذي يعطي خصائص إيجابية للنسيان. وغني عن البيان أن هذا الرأي ينظر إلى الفرد بوصفه مسؤولا عن أخطاء ذاكرتـه. وفـي هـذا الخـصوص نجـد أن النسـاء والسلطات العسكرية ترى أن كل ما يتصل بهما يجـب أن لا يكـون فـي متنـاول النسيان. وإذا كان الأمر يتعلق بمسألة هامة فإن النسيان يدل عـلى أهميـة خاصة تستحقها. ومن هذا المنطلق يبدأ فرويد بتحليل دقيق لسلوكات المجاملة والرياء الاجتماعي.

 فالاعتذار بسبب ضعف الذاكرة قد يسبب آلاما أكثر شدة. لنتصور سيدة مـا تستقبل ضيفها وهي تقول ” كيف نسيت أنه اليوم الذي اتفقنا فيه على أن تـأتي لزيارتي أعذرني لقد نسيت ذلك تماما “. إن هذه السيدة تفتقر وفقا لصورة الاستقبال هذه إلى كل الشروط الخاصة باللياقة وبالتالي فإن النسيان في حالتهـا هـذه يعـود إلى رغبة قد تكون لاشعورية ولكنها جارحة في كل الأحول .

إن نسـيان الهدايـا التي حصل عليها الشخص من أحد أصدقائه أو معارفه لا يعـبر عن موقف جيد تجاه الأشخاص الذين قدموها. وعندما يحدث في شهر العسل أن تضيع فتاة خاتم خطبتها مرات عديدة فإن ذلك يمثل طابع شؤم بالنسبة لمستقبلها الزوجي .

ويذكر فرويد في هذا الخـصوص قصـة طريفة لزوجـين لـم تكـن علاقتهمـا مشـبعة بالعاطفة ومفادها أنه في إحدى الأيام قدمت الزوجة لزوجها هدية وهي عبارة عن كتاب للفيلسوف الشهير كـانت وكانت تعتقد أنه سيثير اهتمامه. شكرها الزوج ثم وضع الكتاب جانبا. وخـلال سـتة أشهر لم يستطع أن يعثر على الكتاب. وعندما كانت أمه تعاني مـن المـرض وكـان يحبها كثيرا كانت زوجته تعتني بها بكل وفاء وتضحية وهو عمل كان يلامس فيه أعماقه وكان من شأن ذلك إيقاظ عاطفته نحو زوجته. وفي إحدى الأمسيات عنـد عودتهمـا من عند الأم المريضة وهو يشعر بالامتنان تجـاه زوجتـه اقـترب مـن إحـدى الخازنات الصغيرة ثم فتحها آليا وسحب جـرارا بداخلهـا ثـم أخـرج الكتـاب المفقود.

خاتمة :

وفي النهاية يمكن القول أن علم نفس الأعماق ينطوي على إشراقات تتميز بالأصالة والجمال وهو مع ذلك لم يتفرد في هذا الموضوع فتراث الإنسانية يشكل كما يذهب فرويد نفسه ينبوعا ثرا لحركة هذه النظرية ومعطياتها. وما أضافته هذه المدرسة في تفسيرها لواهنات السلوك يتألق في استخدام منهجية علمية متكاملة في تحليل الرموز والتوغل في فيافي الأعماق للكشف عن هوية بعض الأنماط السلوكية المتخفية والتي كان لها أثر كبير في علاج بعض الأمراض النفسية العضال. فالعيادات النفسية الخاصة بالأطفال تشتمل اليوم على صالات من ألعاب الأطفال والتي يوجد فيها ربما جميع الألعاب التي يمكنها أن تعبر عن الوسط الذي يعيش فيه الطفل وعندما يخل الطفل إلى هذه الصالات يخضع من حيث لا يدري للملاحظة العلمية وهو عندما يلعب ويختار ألعابه يسقط دفائن آلامه وصعوباته النفسية التي تتيح للمحلل النفسي أن يدرك المعاناة النفسية للطفل فيعمل على حلها: فالطفل الذي يبحث عن لعبة تحمل شاربين ولحيه ويبدأ بضربها بشدة قد يعاني من قسوة الأب وفي كل خيار وحركة تكمن دلالة قد تساعد عالم النفس في الكشف عن هوية المرض النفسي الذي يعاني منه مريضه.

لقد وظفت مقولات التحليل النفسي في تفسير خفايا السلوك توظيفا إنسانيا في معالجة المرضى وذلك إضافة إلى أهميتها في مجال فهم السلوك الإنساني وإدراك ماهيته، ومن هنا كان للتحليل النفسي فضل كبير في إضاءة بعض الجوانب الخفية في الحياة الإنسانية التي غالبا ما كان لها أن تنفلت بعيدا عن دوائر الرصد والتقصي.

المراجع:

  • جان كلود فيلو: اللاشعور: بحث في خفايا النفس الإنسانية، تعريب علي وطفة، دار معد، دمشق، 1996.
  • كريستفرايد توغل: الأحلام: وقائع وتفسير ونظريات، تعريب سامر جميل رضوان، أرواد، طرطوس، 1994.
  • إريك فروم: اللغة المنسية: دراسة ممهدة لفهم الأحلام والحكايات العجيبة والأساطير، تعريب محمود منقذ الهاشمي، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1991.
  • إريك فروم: الحكايات والأساطير والأحلام، تعريب صلاح حاتم، دار الحوار اللاذقية، 1990.
  • عبد الكريم اليافي، فصول في المجتمع والنفس، جامعة دمشق، دمشق , 197

مقالات أخرى

في جدل الدّيني والثقافيّ

التنوير الآن : في الدفاع عن التنوير

صراع القصديّات: نقد براديغم الاستشراق

13 تعليقات

مشاري سعد حمد المطيري 18 ديسمبر، 2020 - 9:24 ص
مرحبا دكتورنا الفاضل اعتقد يا دكتور أن تعابير الإنسان وانفعالاته تعكس عما في داخله يقول المتنبي: يخفي العداوة وهي غير خفيَّةٍ نظرُ العدو بما أسرَّ يبوح وكذلك هي زلات اللسان التي يدفعا ما في النفس من حاجات لا يعلمها إلا الله. تذكرت قول بوش الابن في وصف حربه على العراق: "هذه الحملة الصليبية" ولعله كما يقول فرويد "أن اللاوعي يعمل جاهداً حتى يصل إلى نقطة الإدراك لدى الأفراد بدءاً من الأحلام، ووصولاً إلى زلات اللسان" أما عن النسيان فهو أحد النعم التي لولاها هام الإنسان في حزنه إلا أنه كما قيل "آفة العلم النسيان"
فهد عواد صقر 2 يناير، 2021 - 10:18 ص
مقال جميل جداً جدا ،،، فيه عمق نفسي جميل وممتع وشرح للعمليات اللاشعوريه كنت أظن أنها مجرد هفوات... فالأمر أعمق مما كنت أظن طبعاً مع الأخذ بعين الأعتبار عدم تعميم كل هفوة شكراً جزيلاً على المقال الممتع 🌹
فيصل زيد علي الحربي 23 يناير، 2021 - 11:31 م
مقالة رائعه دكتورنا الفاضل: لم اكن اتصور من قبل ان زلات اللسان وسقطات الكلام هي تعبير للانسان عما يكمن في داخله .وهي شرح للعمليات اللا شعوريه.. واظهار الرغبات الدفينة..وهنا ندرك قيمة التحليل النفسي في كشف خفايا النفس ومعالجتها.
علي مشعل 18 فبراير، 2021 - 12:01 م
زلات اللسان قد تكون بفعل صراع داخلي مكبوت، وقد يظهر على شكل تصرفات وليس زلات لسان فقط، فكل شخص لديه مكبوتات داخلية، فهو قد لا يريد إظهارها أو إخراجها للعلن ولكنها إثر تفكيره بها وخصوصا أثناء الحديث فقد تخرج كلمة أو أكثر لها علاقة بما يكبته، أو قد تظهر أثناء قراءة موضوع بالقراءة الخاطئة لكلمات ليست موجودة الا في عقل الشخص نفسه.
فارس علي جاسم 28 فبراير، 2021 - 2:00 ص
كم اخفى اشخاص ما بداخلهم واظهروا عكسه تماماً ولكن تأتي زلات اللسان تفضح كل ما يخفيه ويكيد به شخص لآخر وان زلات اللسان فعلاً لربما تكون مرآة عاكسة لما في داخل الانسان وعلى الرغم من ذلك هناك من يملك قدره كبيره في السيطرة على لسانه وحفظه من الزلات، كما ان لزلات اللسان جوانب إيجابيه نوعاً ما في كسر حواجز المجاملة و ابداء المصارحه دون اي تلميع او مجاملة
علي عوض حمود الخالدي 4 مارس، 2021 - 2:49 ص
فلتات اللسان هي من صفات الحمقى،او من هو يحمل حقد دفين،لايقدر ان يسيطر على نفسه حينما يكون محل قوه،ولقد قالها احد رؤساء امريكا في عصرنا الحديث (لقدبدأت الحروب الصليبيه)ضد ما اسماه الارهاب،ومعروف من هم وصفوا بالارهابيين (العرب والمسلمين) لقد قالها في احداث سبتمبر وهو في قمة الغضب.
جميله مطلق خالد العازمي 6 أبريل، 2021 - 8:40 م
اشكرك على هذه المقاله الرائعه ويعطيك العافيه دكتوري الفاضل .. ف زلات اللسان وهي من اسمها " زله " وتعني شيء من غير قصد ولا شعورياً وهو ان يكون الشخص منضغط بما فيه الكفايه ويحاول أخفاء ما بداخله ولكن بعض الاحيان يزل لسانه عن شيء لم يريد قوله ولكن الضغط النفسي هو الذي دفعه لهذا الامر . وهذا يعني ان زلات اللسان والكلام الذي يخرج منه هو عباره عن تعبير للانسان عما يجول في داخله ، وهذا ليس امراً جديداً فكم من انسان قام بأخفاء احداث وكلام وامور بداخله ولكن يفضحه لسانه ويظهر مابداخله حتى ولو كانت لديه القدره في السيطره على النفس واللسان ، فأنها تبقى زله اي من غير قصد ولا شعوري !! ولكن من الممكن ان يكون لها جانب ايجابي بمعني ان تكون الزله تعبر عن الصراحه التي لايستطيع ان يقولها وليس لديه الجرأه في قولها وعلى هذا المنبر يتم الاعتراف بالصراحه لا شعوري امام شخص اخر . وايضاً جانب سلبي وهو قول كلمه او القيام بفعل لا شعوري من الممكن ان يكسر بخاطر الذي امامه او يسبب في حزنه . ولكن في بعض الاحيان زلات اللسان والانفعالات تعكس مافي داخل الفرد التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى . شكراً .
نادرة مبارك فهيد العازمي 8 أبريل، 2021 - 12:41 ص
التعليق على مقال زلات اللسان وسقطات الكلام في مرآه التحليل النفسي: مقاله جميله تعكس ما يحدث يوميا معنا ومع غيرنا عندما تنكشف الاقنعه من الوجوه والسبب زله لسان تاتي لتبين ما خفي وراء القناع وهذا ما اكدته مدرسه التحليل النفسي ان لا شي يحدث بالصدفه اذن هي ليست زله لسان هي ما خفي بالقلب فتراثنا مليئ بالامثال وابيات الشعر اللي تترجم هذا هذا يدلنا ان الانسان محموعه من المشاعر والاحاسيس الخفيه والظاهر ٠
أملاك شليل المطيري 6 مايو، 2021 - 11:18 م
يشير فرويد إلى أن "ما تعكسه "زلة اللسان" هو الأكثر تعبيراً عن دواخل الشخص مما يعكسه سلوكه الواعي". وهذا ما جعل العلماء يستحضرون زلة اللسان "الفرويدية" لشرح سلوكيات غريبة ومحرجة، مثل حالة السيدة التي التقت الصديقة السابقة لزوجها، فابتسمت لها وقالت: "كم يسعدني قتلك" بدلاً من "كم يسعدني لقاؤك"، أو الضيف الذي يشكر مضيفه على هذا "العداء" بدلاً من "العشاء". وبحسب تحليل فرويد النفسي، الذي يعتبر أن زلات اللسان تعكس ما يجول في اللاوعي، يرى فرويد أن الهفوات في مكنونها ظواهر ذات معنى، يمكننا أن نتبينها؛ إذا ما قمنا باتباع قاعدة «التداعي الحر»، وذلك بالنظر إلى الحوادث والملابسات التي قد سبقت وقوع الهفوة، هذا إضافةً إلى تاريخ الفرد النفسي؛ إذ إنها بالنسبة إلى فرويد أفعال تحدّدها أسباب، وتصدر عن منطق لا شعوري، ونزعة خفية ودفينة؛ إذ إنه بالنسبة إلى علم النفس، لا شيء يحدث بمحض الصدفة في مجال السلوك والحياة النفسية. فيشير فرويد إلى أن حدوث مثل هذه الهفوات ينتج من وجود نزعتين متداخلتين بالنفس البشرية: «نزعة دخيلة»، و«نزعة أصيلة». والهفوة تعبّر عن الصراعات النفسية الداخلية التي تحاصر الفرد؛ إذ تتحرر النزعة اللاشعورية معبرة عن نفسها دون قصدٍ منا، ولكنها في الأصل هي غايتنا، أو ما نقصده حقيقةً
ساره ذياب الفضلي 16 مايو، 2021 - 9:20 م
يعطيك العافيه دكتور على المقاله من وجهه نظري ومن بعد قراءه المقاله ارى ان زلات اللسان تخرج من غير قصد او بقله وعي هناك من يزل لسانه في مواقف خاطئه ليست بقصد ولكن تكون بقله ادراك الشخص لحجم الموقف فلذالك يجب التحكم في كلامنا والردود اللي تخرج منا ممكن ان نقول كلمه من باب المزح وتلطيف الجو ولكن تكون هناك لها اثر نفسي سلبي على الشخص الاخر وليست كل الزلات خارجه من الانسان بسبب الحقد او الغيره وهنالك من يقول ان زلات اللسان تفضح الانسان وتبين مشاعره اتجاهك فا انا ارى على حسب الموقف ونفسيه وضغوطات المتراكمه على الشخص
ساره هزاع فهد الحمد 18 يونيو، 2021 - 3:28 م
اشكرك جزيل الشكر على مجهودك الرائع في طرحك المثقف يُقال: "إن زلة القدم أسلم من زلة اللسان" ، وذلك لما يمكن أن تسببه تلك الهفوات اللفظية من أذى أو ضرر لمسامعها وحتى لملقيها، لاسيما إذا كانت مقصودة بحيث لا ينفع معها الندم في أحيان كثيرة ، لكن، بعض زلات اللسان تكون عفوية وغير مقصودة وضررها يكون أقل بكثير، شرط ألا تتم إساءة فهم مرتكب هذا الخطأ ، و يصف أبو علم النفس سيغموند فرويد زلات اللسان بأنّها "خلل إجرائي"، ويعتبرها بمثابة "مرآة تكشف أفكاراً أو دوافع أو أمنيات دفينة في اللاوعي" ، ولكن من وجهة نظري ان التفسير الأكثر ملائمة، بحسب التقرير، هو أن زلات اللسان تحدث عند التفكير بكلمة قد سمعها المرء أو فكر فيها أو قالها مؤخرًا؛ إذ من المحتمل أن تتداخل الكلمات التي تخطر ببالك عند الكلام، مُشيرين إلى أن اللاوعي بالتأكيد له دور مهم في زلات اللسان
ندى إبراهيم العجمي 25 يونيو، 2021 - 7:15 م
جميل جداً زلات اللسان، التي تُطلق بلا وعي رسائل مهمة يجب قراءتها بشكل جيد ، كما يقول فرويد مؤسس علم التحليل النفسي، أن زلات اللسان تعكس ما يجول في اللاوعي ، ففكرة واحدة في اللاوعي تخرج إلى النور عبر خطأ لغوي، ويشير فرويد إلى أن ما تعكسه زلة اللسانهو الأكثر تعبيرا عن دواخل الشخص مما يعكسه سلوكه الواعي، فالحس المكبوت أو الأفكار المكبوتة تحاول دائما أن تصعد من جديد من اللاوعي إلى الوعي فتحصل دائما زلات اللسان وهكذا تقود ردات الفعل لاشعورية مشاعرنا وافعالنا . فاللاشعور موجود وإن كنّا لا نعيه ولا نستطيع أن نرفعه دائمًا إلى مستوى الشعور لكنّه محفوظ في مستويات دنيا من وعاء النفس بدليل القدرة على الوصول إليه عندما نشاء، أو عندما تقوم الحاجة إليه. وتطفو مكامن اللاشعور على السطح أحيانًا في زلات اللسان والأحلام وفي حالات النكوص النفسي.
ساره سيف العجمي 13 سبتمبر، 2021 - 10:57 م
تكثر الهفوات اللسانية لدى الزعماء السياسية، لكنها عند أبناء العدالة والتنمية تعرف كثافة ملحوظة، خصوصا وأنهم كثيرو الكلام "ومن كثر كلامه كثر سقطه" كما جاء في الأثر. قالت العرب قديما "زلّة القدم أسلم من زلّة اللسان". تعرض باحثون من مختلف الجنسيات لمفهوم زلة اللسان وربطوها بخلفيات نفسية كامنة، وحاولوا الإجابة عن سؤال يتعلق بالسبب الذي يقف وراء زلات اللسان.
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد