كان المشهد في ألمانيا النازيةّ المهزومة، في أعقاب الحرب العالميةّ الثانية، مأسويا مخيفا:ً دُمّرت المدنُ، فصارت أثر ا بعد عين سحقت كلّ مظاهر الحياة في أهوال حرب مدمّرة ضروس، كما لو أنّ زلزالا كونيا حلّ على البشر في يوم بعث رهيب وحساب قريب. لكنّ الألمان، رغم وقع الكارثة وآثار الحرب الهائلة، سرعان ما انتفضوا قوةً حضاريةً هائلةً. فتألقّت ألمانيا من جديد حضارةً مضيئةً مثيرة فاتنة قوية تدهش العالم كل يوم بقوتها وشموخها.
11-20-1 858

علي أسعد وطفة
باحث وأكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة الكويت ، رئيس تحرير مجلة نقد وتنوير ، عضو اتحاد الكتاب العرب، له العديد من المؤلفات، مجموعة من الترجمات ومجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة.
12 تعليقات
شكرا دكتور علي على المقاله الرائعه..
لاشك ان موضوع التربية له دور كبير في تقدم الاممم وتحولها من الظلال الى النور وهذا ماحدث واثبت لنا التاريخ عدة تجارب حصلت في تاريخنا المعاصر فعن طريق التربية اصبحت المجتمعات اكثر تحضرا وتطورا وهنا نجد من التجربة الالمانية التي عانت خلال التاريخ المعاصر من حربين دمويتين ولكن لم تستلم بل قامت وعملت على تخريج جيل من اصحاب العقول الناصجه واصبح اليوم كل علامة تجاريه المانيه لها شأن كبير ففي سوق السيارات نجد ان الصناعة الالمانيه هي الرقم واحد ولا منافس لها وهناك دوله اخرى لها تاريخ مؤلم وهي اليابان التي دمرت بقنبله نوويه واعتقد العالم ان اليابان انتهت من وجه خارطة العالم ولكن قامت من جديد ونفضت غبار الهزيمة والالم واصبحت من الدول المتقدمه عن طريق التركيز على التربية ووضع مادة التربية الاخلاقية في مناهجها ولكن وضعنا نحن العرب مأساوي ففي السابق كانت البعثات الاوربيه ترسل ابنائها ليتعلموا في الدول العربية والاسلامية وكان الاسلام اكثر تقدم وازدهار وسيرنا على نهج نبيبنا الكريم لكن اليوم اصبحنا في الصف الاخير والسبب هو ابتعادنا عن التربية مما زاد من تخلفنا وجهلنا
يا دكتور … أين يكمل الأمل والحروب والمؤامرات بين الدول ، وأين يكمل الأمل والحكومات تضرب وتسرق شعوبها ، أصبح الآن الأخ يقتل أخاه و القوي يضرب الضعيف والغني يحقر الفقير ،وأين يكمل الأمل والشعوب العربية من تدهور الى تدهور ومن تخلف إلى تخلف ، وأين يكمل الأمل والفساد طاغي على الدولة … أين يكمل الامل ؟؟.
إن تطور الأمة يبدأ بالرغبة الداخلية بالتطور، فالرغبة في التطور هي الدافع الأول له، فمهما كانت الظروف والعوائق للنهوض والتقدم يستطيع الإنسان التغلب عليها عندما يثابر ويسعى للتغيير للأفضل، فالغرب حتى من قبل الحرب العالمية بكثير كانت الكنيسة تسيطر على عقول العامة وتمنعهم من التفكير والسعي إلى التطور والنهضة، ورغم ذلك استطاعوا بعزيمتهم وإصرارهم التغلب على هذا الطغيان والخروج إلى العالم بعقل متفتح ساع إلى التطور، أما العرب فيبدون وكأنهم يكتفون بأمجاد وإنجازات وفتوحات أسلافهم، فإذا كان منهم من يود التفاخر فتجده يذكر ما فعله العرب قبل ألف سنة، ولا تجده يذكر شيئا من إنجازاتهم في هذا العصر، والعامل الثاني والذي يلا يقل أهمية عن الأول هو نبذ الأفكار والمعتقدات المتخلفة التي ترجعنا للخلف مثل التفرقة بين الناس حسب أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، فهذه التفرقة هي السبب في تخلفنا عندما يتطور العالم، فالتعصب والحقد والثارات آفة تقضي على جميع المحاولات وتسد الطرق المؤدية للتطور والنهضة.
التربية هي سفينة النجاه وهي وسيلة التطور الذي يكون الامن والامان نتيجة حتمية للتطور فاذا اردنا ان ننعم بنعمة الامن والامان والاستقرار والسلام بعيداً عن الحروب والمؤمرات وجب علينا الاهتمام بالتربية التي هي السبيل الى الخروج من الظلمات الى النور وفيها تنوير للعقل البشري واستخدام ايجابي لطاقاته و امكانياته العظيمه التي وهبها الله اياها فالتربية اليوم بحاجة ماسه الى من يهتم فيها و يحرص عليها لنصل الى ارقى مراحل التطور الانساني
الله يعطيك العافية يا دكتور على هذه النقاله الرائعة التي تعطينا الامل في هذا الزمن الموحش
دكتور يوجد مثال آخر بحثت وقرأت عنه في المثير من الكتب و هي اليابان عندما ضربتها امريكا بالقنبلتين الهيروشيما والناجازاكي تدمرت اليابان واصحبت مهزومة ومكسوره واستسلمت لان لم يكون لديها اي قوة تحارب او تدافع عن باقي ارضها ولكن مع مرور الزمن تطورت اليابان واصبحت من الدول العظمى بسبب التربية و التطور
اصبحت اليابان مبدعة في مجالات كثيرة منها
المجال الاعلامي + المجال الاقتصادي + المجال السياحي + اصبحت قوية بالتطور و العلم واصبحت من الدول المحترمة التي يعشقها الكثير من الاشخاص ولها قدرة بين الدول الاخرى
واذا اريد ان اكمل في هذا الكلام لا يسعني ان اكتب تعليقاً بل سوف اكتب كتاباً عن كيفية تطور اليابان لانها عانت كثيرا و بدأت اقل من الصفر
ولذلك نحن الدول العربية وضعنا الحالي افضل من وضع اليابان سابقاً ولذلك يجب علينا اهم شيئ ان نطور التربية لان بالتربية يتوفر الامن و الامان بالبلد ، بالتربية تتطور الامم ، بالتربية تخرج الامم من الظلمات الى النور ، ولذلك يادكتور هذه المقاله تشبه كثيراً مقاله ( السفاهة في الوسط الاكاديمي )
دكتور يوجد علاقة طردية بين التربية و التطور ( مواكبة العصر التكنولوجي )
بعض الدول العربية تسعى نحو التطور من حيث الابتكارات وتغيير مناهجها جذرياً حتى تواكب العصر الحالي واصبحت تتطور وتسبقنا كثيراً ولذلك انا شخصياً اترجى اصحاب القوى ان يخافون على مصلحة البلد لان بالتطور سوف يحترمونا الدول الاخرى من غير التطور نحن نكرة .
يعطيك العافيه دكتور على هذا المقال
ما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم وسنمضي الى الامام ولن نقف مكتوفي الايدي مهما اظلمت علينا الدنيا دام الله عز وجل يرانا فمن يتوكل على الله فهو حسبه
الحضاره هي تحويل الخراب الى امل والظلام الى نور هذا ما حدث في المانيا
هناك عناصر تاخذ في يد الامم الضعيفه الفقير الى طريق الحضاره
العنصر الاول هو الامن والامان وهو اول الهرم في بناء المجتمعات متى ما وجد الامن والامان وجدت الحضاره
اعتقد ان ثاني العناصر هو الانسان اذا عملنا مجتهدين على التعليم الجيد المتقدم للانسان فهو السبب القوي لدخول الدوله في طريق الحضارة
الحضاره هي تحويل الخراب الى امل والظلام الى نور هذا ما حدث في المانيا
هناك عناصر تاخذ في يد الامم الضعيفه الفقير الى طريق الحضاره
العنصر الاول هو الامن والامان وهو اول الهرم في بناء المجتمعات متى ما وجد الامن والامان وجدت الحضاره
اعتقد ان ثاني العناصر هو الانسان اذا عملنا مجتهدين على التعليم الجيد المتقدم للانسان فهو السبب القوي لدخول الدوله في طريق الحضاره
انا ارى ان النظر الى الماضي يجب ان يكون دافعاً لتقدمنا لا العكس وسبب تأخر المسلمين وتقدم غيرهم هو الجهل بصفة عامة والجهل بماضيهم بصفة خاصة والعلم الناقص يعتبر من الاسباب ايضاً فأغلب النزاعات الحاصلة بالوطن العربي سببها نقص العلم واليأس والقنوط ونسيان المسلمين لماضيهم المجيد فالمسلمين اليوم فقدوا الحماسة التي كانت عند اجدادهم وآبائهم ولقد تخلق بها اعداء الاسلام اعدائهم الذين لم يوصهم كتابهم بهذا فترى اجنادهم تتوارد على حياض المنايا سباقاً وتتلقى الرماح عناقاً لقد فقدوا الغالي والنفيس وضحوا بأغلى ما عندهم الا وهي نفوسهم وارواحهم في سبيل نشر دينهم الباطل اما نحن هل ينصرنا الله بدون عمل؟ بالتأكيد لا فنحن يجب ان نبتعد عن التواكل ونسعى من اجل نهوض اوطاننا ففي يوم من الايام ملك اجدادنا مشارق الارض ومغاربها بسبب عملهم الجاد ونهوضهم وتوكلهم على الله فلاندلس وخصوصا اخر معاقل المسلمين فيها غرناطة كانت خير مثال لماضينا المجيد بلاد كانت مدة الضيافة فيها ثمان مئة عام اي سبعة قرون ليست ببسيطة كانوا الناس يتوافدون اليها من مشارق الارض ومغاربها للدراسة فيها والاستفادة من مكتباتها فلم أزل أبكي على رسمها هيهات يغني الدمع هيهاتا كأنما آثار من قد مضوا نوادب يندب أمواتا.
اتفق مع وجهة نظركم دكتور ولا احد يستطيع ان ينكر هذا الواقع المرير، كما لا ننكر ان التاريخ يشهد للعرب انهم كانوا في حقبة تاريخيه كبيرة و من قادة الامم نبوغاً و تقدماً و اننا هنا لسنا بصدد انكار دور التاريخ في فهم المسار الحضاري للام و توطيد دعائمه، لكن قراءة التاريخ لا يجب ان تكون انتقائية تكتفي بالحقب الزاهرة و تغفل فترات الاندحار و التقهقر، فالرجوع الى الماضي يجب ان يكون الهدف منه استخلاص العبر و الدروس لانه السبيل الامثل لإيجاد الحلول لمشاكل الحاضر.
ان العرب هائمون بماضيهم -ولهم ذلك- لأنهم سجلوا صفحات مشرقة في سجل التاريخ الانساني لقرون عديدة، لكنهم ضلوا خارج هذا التاريخ ايضاً لقرون عديدة، لقد اضاعوا الطريق الذي قادهم ذات يوم نحو الحضارة و التقدم فبحثوا عنه لأزمنة طويلة و مازالوا يبحثون عنه ولكن من دون جدوى.
فالالتحاق بركب الحضارة مجدداً ودخول التاريخ من بابه الواسع يقتضي من العرب معرفة كيف خرجوا منه لكي يعودوا اليه،فالداء اذا متجذر في عمق تاريخ هذه الامة،اما استخلاصه فيمر اساساً عبر اصلاح شامل لمناهج التعليم و المنظومات الفكرية التي تصاحب الانتقال المعرفي بين الاجيال اصلاح يخفف من وطئة التقليد و الاتباع و يعمل على اخراج العالم العربي من ازمته الحالية و اعادة قراءة التاريخ قراءة واقعية بعيدة عن التيأسية القاتمة وعن التفاؤلية الحالمة.
لك جزيل الشكر دكتور علي على هذه المقالة التي ابدعت في كتابتك لها .. مما لاشك فيه ان موضوع التربيه له دور كبير في تقدم الامم وتحولها من الظلال الى النور ، اصبحت المجتمعات اكثر تحضراً وتطوراً وهنا نجد من التجربة الالمانية التي علنت خلال التاريخ المعاصر من حربين دمويتين ولكن لم تستلم بلزقامت وعملت على تخريج جيل من اصحاب العقول الناضجة ، واصبح في العالم الحالي كل علامة تجارية المانيه لها شأن كبير ، مادام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم وسنمضي الى الامام ولن نقف مكتوفي الايدي مهما اظلمت علينا الدنيا دام الله عز وجل يرانا فمن يتوكل على الله فهو حسبه .
قرأت قبل فترة جملة قيل إنها مثل متداول لدى اليونان، جاء فيه: (الأمل حلم الإنسان المستيقظ) توقفت عند هذه الكلمات لأنها ضمت جانباً مهماً في حياتنا وخلال تعاملاتنا وتطلعاتنا المختلفة، فقد فرقت بين الحلم والأمل، وتجد نفس المقولة متداولة في كثير من الثقافات، على سبيل المثال هناك كلمة تنسب للفيلسوف أرسطو، قال فيها: (الأمل حلم من أحلام اليقظة). والحلم والأمل جانبان يتم الخلط بينهما بشكل واضح وجلي.