استطاعت الإنسانية أن تحقق تقدما حضاريا هائلا في مختلف أوجه الحياة وفعالياتها في القرن الماضي، وارتفع مستوى الحياة بتأثير الانتصارات العلمية المذهلة في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، وتواترت الاكتشافات العلمية، ثم تكاثفت في مختلف الميادين لتحقق تقدما كبيرا مذهلا في مختلف أنماط الحياة والوجود الإنساني، وتقاطرت الثورات المتعاقبة في مجال الاتصال والمعلوماتية والفضاء والفيزياء والميتافيزياء والنظريات العلمية التي احدثت تغيرا مذهلا في بنية العلاقات والتصورات الإنسانية. وقد شكلت هذه الاكتشافات والاختراعات والثورات طفرة نوعية هائلة في طبيعة التطور الإنساني، وثورة في طبيعة العلاقات الإنسانية القائمة فيه.
253-282-1 681
علي أسعد وطفة
باحث وأكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة الكويت ، رئيس تحرير مجلة نقد وتنوير ، عضو اتحاد الكتاب العرب، له العديد من المؤلفات، مجموعة من الترجمات ومجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة.
1 تعليق
تحتم ضرورة الحياة والظروف المختلفة سواء كانت اقتصادية أو ظروف الدراسة أن يترك معظم المغتربين زوجاتهم وأبناءهم تحت مسؤولية الأم التي يتعاظم دورها في ظل غياب الأب فتصبح المربي والمرشد بفرض سيطرتها التامة على الأبناء وبمشاركة الأب من على بعد. وتقوم الأسرة على وجود الاب والام، وقيامهما بالواجب الذي من الطبيعي ان يقوما به الا وهو تنشئة وتربية الابناء على قواعد واخلاق الحياة، ولكن وجود الاب احيانا لا يكون بشكل دائم نتيجة ظروف العمل، سواء اكان العمل في نفس الدولة ام ان الاب في بلد آخر، ولا شك بأن الأسرة تقوم على ركائز أساسية، فنجد أحياناً غياب الأب المغترب عن أسرته فترة طويلة بسبب ظروفه الخاصة ببلاد المهجر وهذا الغياب يشكل عبئا ثقيلاً على الأم في تربية الأطفال.