المثقف النقدي مفهوماً ودلالة

المثقف النقدي مفهوماً ودلالة

ربما لا يستحق «المثقف » تسميته ما لم يبحث في الماهية التي يتشكل منها وفي الهوية التي ينتمي إليها، لذا كان على «المثقف » دائماً أن يترحل باحثاً عن أبعاد هويته الذاتية، ولا غرو في ذلك فمبحث «المثقف » يفيض بالتشويق ويتدفق بالإثارة، وقلما نجد مفكراً بارعاً لم يخض في هذه القضية ويبلي فيها بحثاً في د لالاتها وغوصاً في معانيها. وقد تقاطرت الأبحاث وتواترت النظريات في هذا الميدان لتشكل مجالاً حيوياً بالغ الاستقطاب في العلوم الإنسانية ولاسيما في علم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع التربوي على حدّ سواء.

ومن أجل استجلاء مفهوم «المثقف » ومعاينة حدوده وأبعاده، تتجه هذه الدراسة إلى استجواب الأعمال الفكرية للباحثين في هذا الميدان، والترحال في تضاريس النظريات الفكرية التي تناولت هذا الموضوع لاستكشاف طبيعة العلاقة التي تربط المثقف النقدي بالحياة وقضايا الثقافة. وفي هذا الترحال تقتضي منهجيتنا – تجنباً للضياع في المتاهات -أن نبدأ في رحلة البحث عن «المثقف » بأسئلة بسيطة واضحة حول ماهية المثقف وصورته: مَنْ المثقف؟ وكيف نعرفه؟ وما أوج علاقته بالثقافة؟ وما هي أبعاده بالحياة؟ ومن هو «المثقف » العضوي أو الملتزم أو النقدي؟ وما هي أهم النظريات التي تناولت قضية العلاقة بين «المثقف » والثقافة والحياة؟ تلك هي الأسئلة التي تشكل الإطار العام لهذه الدراسة حول «المثقف » في تقاطيع صلته بالوجود الاجتماعي والحياة الثقافية بما تنطوي عليه من قضايا و إشكاليات.

المثقف-النقدي-مفهوما-1

مقالات أخرى

أيّ نموذج إيتيقي للإنسانيّة المعاصرة

معطّلات الفهم في الشعر العربي المعاصر

ملامح السّرد المقاوم

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد