المعرفية الاجتماعية ومهارات القراءة الذهنية

القراءة الذهنية

المقدمة:

ما السر الكامن وراء اهتمامنا بقراءة أفكار الآخر؟ هل من أجل فهم طبيعة شخصيته وتيسير عملية التواصل والتعاون معه؟ أم من أجل التحكم فيه بشكل ماكيافيلي وتسخيره لتحقيق جملة من الغايات الشخصية؟ وما هي الآليات والعمليات الذهنية التي نعمد إليها للكشف عما يفكر فيه الآخر؟ وما حدودها؟ وبعبارة أوضح هل نحن قادرون على معرفة بدقة ما يتوارى في ذهن الآخر من أفكار وتصورات؟ أم لا يخرج الأمر عن كون معرفتنا بذهن الآخر تظل مجرد نشاط افتراضي قد يصيب وقد يخطئ؟ ومتى نكون أكثر رغبة في معرفة ما يروج في أذهان الآخرين؟ أي ما هي السياقات الأكثر تحفيزا للمرء لقراءة حالات الآخرين الذهنية والعاطفية؟ وهل في السياقات التواصلية الرقمية (شبكة الانترنيت وغرف الدردشة) يتم اللجوء إلى نفس استراتيجيات قراءة الذهن المعتمدة في الحياة اليومية؟….

تتطلب منا الإجابة عن هاته الأسئلة الوقوف عند أحد المفاهيم الأساسية في حقل العلوم المعرفية، وبالضبط في تخصص المعرفية الاجتماعية، وهو مفهوم نظرية الذهن، والذي لا نعني به شيئا أخر غير تلك القدرة التي تميز الإنسان عن بقية الكائنات في كونه مدركا بكون الآخر مثله يتوفر على حالات ذهنية من قبيل القصدية الفهم والتنبؤ… وحالالت عاطفية مثل الحب والكراهية والغيرة…. الشيء الذي يحث فضوله للتعرف عليها وسبر أغوارها .وهكذا فما دامت المعرفة الذهنية، بوصفها نشاطا قرائيا لحالات الآخرين الذهنية والعاطفية تميز الإنسان عن الحيوان .لا يجوز القول أن خريطة جهازنا العصبي مصممة بشكل قبلي لالتقاط هذا النمط من المعرفة الذهنية؟…

مقالات أخرى

التّعليم عن بعد

إشكاليّة العدالة والدّيمقراطية

البيت

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد