مقدمة:
أخذ المربون في أحناء العالم يقدمون فلسفاتهم كل من موقعه الفكري في موضوع التربية والذكاء وقدموا مرئيات متنوعة على ضوء تجاربهم الميدانية، وبحوثهم المستفيضة، ومراجعاتهم النقدية المستمدة من محكات محددة. لم تعد التربية الراهنة قادرة – بحال من الأحوال- على إهمال هذه الرؤى والمفهومات والأسس والجدليات التي تشكل ملامح التربية الإنسانية المعاصرة. تهيمن النظريات التربوية على مجريات الواقع وتسهم في فتح أكثر من مسار يهدف إلى تشكيل عقل مرن متزن متفتح متجدد يتمتع بالفكر الخلاق المقترن بالعزم والمثابرة والابداع. من هذه الزاوية فإن فلسفة التربية وما يستتبعها من أهداف عامة ومناهج دراسية ووسائل تعليمية تتغير بحسب رؤيتنا لحقيقة الذكاء وسبل اكتسابه وتعزيزه في شخصية المتعلم.
تشير كلمة الذكاء في الأدبيات الإنسانية إلى قدرة على التحليل، والتركيب، والتمييز، والاختيار، والتكيُّف إزاء المواقف المختلفة. والذَّكاء الاجتماعيّ في العلوم الاجتماعية: حسن التّصرُّف في المواقف والأوضاع الاجتماعيّة (قاموس المعاني، 2011م). إن هدف التربية كان حتى وقت قريب تعلم الحقائق والمعارف التي وصل إليها العلم. والواقع أن هذا الهدف، بات قديماً، إن هدف التربية في عصر الفضاء وعصر الحاسوب يجب أن يكون التفكير، التفكير بكل معانيه. وهذا الهدف »التفكريي« يغير المناهج والطرائق والوسائل والبرامج والعلاقات وكل شيء آخر في البيت والمدرسة والمجتمع (عاقل، 2004م). وهكذا فإن علاقة التربية بالذكاء علاقة وثيقة….