من لا يعيد قراءة مفاهيمه وتجاربه نقديا لا يتقدم ولا يتطور
جون سيمون
يرتهن تطور المجتمعات الحديثة وتقدمها جوهريا بما تنتجه المؤسسات البحثية والهيئات الأكاديمية من علوم ومعارف، حيث تتسابق الجامعات في مراتب التفوق والتألق والإبداع في مجالات المعرفة المتنوعة، اعتمادا على فعالية هذا الإنتاج، ولا فضل للباحثين والأكادميين، ضمن هذا الرهان إلا بما يقدمونه لمجتمعاتهم ولبيئاتهم، من خدمات متميزة، تؤثر تأثيرا مباشرا، قويا، ونافذا، وفاعلا، في الحياة الاقتصاديةوالاجتماعية، ولا منة لهم أيضا إلا بما يحدثونه من تغييرات عميقة في علاقات التفاعل بينهم وبين المحيط الاقتصادي والبيئة الاجتماعية، وبالقدر الذي يؤدي إلى تعميق مجرى التقدم الشامل في حياة الفرد والجماعة.
غير أن التعميق والتغيير في مسار الحياة الاجتماعية لا يكتب له النجاح، ما لم ُ يتأسس على رؤية نقدية واضحة المعالم، لواقع الحياة بكل تشابكاتها وتداخالتها، رؤية تؤمن بأن الحوار العقلاني الهادئ، والنقد البناء، هما أفضل الطرق وأقصرها إلى نبلّ الرقي والتقدم، إنها رؤية تضع العقل في مكانه الطبيعي المميز في الفضاء الاجتماعي،ّ ومعه تتقد الحرية بمزيد من الفعل الابداعي داخل هذا الفضاء…
14 تعليقات