النظرية الاجتماعية في التربية

يمكن تعريف النظرية التربوية بأنها نوع من التأمل والتفكير المنهجي المنظم، الذي يبحث في واقع الحياة التربوية، ويقوم على تحليل المشكلات التربوية وتشخيصها وإيجاد الحلول المناسبة لها، ومن ثم يعمل على تطوير الفكر التربوي في صيغ نظرية جديدة، تجعله أكثر قدرة على مواكبة الواقع التربوي وتوجيه هذا الواقع نحو أهداف مجتمعية أكثر أصالة وجدة.

وبعبارة أخرى يمكن القول بأن النظريات التربوية هي مجموعة من التصورات التي تبحث في قضايا التربية ومشكلاتها وتحدياتها بحثا عن شروط تربوية باتجاه التطوير والتحديث. والنظرية صورة متخيلة عن الحقيقية التربوية ويمكنها أن تشكل إطارا مرجعيا متكاملا لعملية التغير الاجتماعي والممارسة التربوية في أفضل صورها وأرقى تجلياتها.

النظرية-الاجتماعية-في-التربية-1

مقالات أخرى

الفروق الثقافية في التعليم:

قراءة معرفيّة في سوسيولوجيا التّجربة المدرسيّة:

سيميائية التحول الجندري في الرواية التّونسية  بين البحث عن الهوية وتخريبها:

10 تعليقات

Mounir 2 فبراير، 2021 - 3:59 م
النظرية الإجتماعية في التربية
فجر علي العازمي 2 مارس، 2021 - 6:58 م
لفت انتباهي دوركهايم في أن التربية تتغير عندما يتغير المجتمع، لأن لابد للأسرة الواحدة الانسجام والتوافق مع المجتمع فستأخذ بمبادئه واخلاقياته، واعتقد أن اخلاقيات المجتمع ومبادئه هي التي تحدد على الاسرة بشكل كبير طريقة تربيتهم لأطفالهم، فعندما يشيع أي أسلوب أو مبدأ في المجتمع ويتقبله، يجبر غالباً الوالدين على قبول هذا الشيء على أبنائهم، فارتباط التربية والمجتمع ارتباط وثيق وكلاهما يؤثر على الأخر، و إذا كان المجتمع ذو مبادئ حميدة ستكون التربية وفق ذلك وينتج جيل يتوافق مع مجتمعه، والعكس صحيح،
ديمه ناصر الهاجري 27 أبريل، 2021 - 5:33 ص
بداية أتوجه بجزيل الشكر و الثناء الى د. علي أسعد وطفة ، على هذه المقالة الملفته التي أوضحت مدى أهميه النظرية الاجتماعية من منظور تربوي، حيث أن التعلُّم هو عملية معالجة معلوماتية معقّدة تتأثر بعوامل متنوّعة للغاية، وكما يعلم غالبية الآباء فالملاحظة تلعب دورًا هامًا في تحديد محتوى وأسلوب تعلّم الطفل ، وكما يُقال، فإن الطفل كالإسفنج الذي يمتصّ المعلومات والخبرات التي يمرُ بها ، ولأن عملية التعليم معقّدة، نشأت نظريات نفسية تفسّر كيف يتعلم الناس ولماذا؟ ، اقترح العالم النفسي آلبرت باندورا نظرية تنصُّ على أن المراقبة والنمذجة يلعبان دورًا رئيسيًا في التعلّم الاجتماعي ، نظرية باندورا ليست كنظيراتها من النظريّات السلوكية، فهي تُشير إلى أن كل السلوكيات تُكتسب عبر التكيّف؛ كما أن نظريته تأخذ باعتبار المؤثرات النفسية كالذاكرة ومدى الانتباه، و لنظرية التعلم الاجتماعي مبادئ أساسية تقوم عليها ، حيث أصبحت مدارس علم النفس خلال النصف الأول من القرن العشرين قوة مهيمنة، و اقترح علماء السلوك أن التعلّم هو نتيجة تجارب شخصية نتجت من البيئة المحيطة كنتيجة لأمور مترابطة وكنتيجة لأسلوب تعزيز السلوكيات؛ أما نظرية باندورا فتشير إلى أن جميع أنواع التعلّم قد لا تكون ناتجة عن أسلوب التعزيز، على الرغم من كون نظريته تتفق في المبادئ الأساسية مع نظريات التعلّم التقليدية ، و على سبيل المثال فإن الأطفال والبالغين يظهر عليهم أنهم تعلّموا أشياء لم يخوضوا تجربة مباشرة معها ، لو أعطاك أحدًا مِضربًا وأخبرك أن تضرب الكرة، فإنك ستعرف ما يجب عليك فعله حتى لو لم تلعب تلك اللعبة من قبل، وذلك لأنك رأيت غيرك يقوم بهذا إما بالتلفاز أوعلى أرض الواقع ، وفي حين تُشير النظريات السلوكية للتعلّم إلى كون التعلّم ناتجًا عن أمور مترابطة المصدر وهي التكيّف وتعزيز السلوك والعقاب، فإن نظرية باندورا للتعلّم الاجتماعي اقترحت أن التعلّم يمكن أن يحدث عن طريق أمر بسيط وهو ملاحظة ما يفعله الآخرين، كما أضافت نظريته عنصرًا اجتماعيًا لما كان سائدًا، وتناقش كون الأشخاص يستطيعون تعلّم معلومات وسلوكيات جديدة خلال ملاحظتهم للآخرين، يُعرف هذا الأسلوب باسم “التعلّم المرئي” وهو أسلوب يمكن استخدامه لتفسير سلوكيات متنوّعة منها ما لا يمكن تفسيرها باستخدام نظريات التعلّم الأخرى ، و هناك ثلاثة مفاهيم جوهرية في نظرية التعلّم الاجتماعي، أولها هي إمكانيّة تعلّم الأشخاص عبر رؤية الآخرين، ثانيها أن الحالة النفسية عنصر أساسي في هذه العملية، ثالثها أن هذه النظرية تنصّ على أنه ليس من الضروري عندما يتعلم الفرد شيئًا أن يغيّر من سلوكياته ، وكما بيّن باندورا في كتابه “نظرية التعلّم الاجتماعي” الصادر عام 1977: “التعليم سيكون مُجهِدًا للغاية بل شديد الخطورة لو اعتمد الأشخاص على نواتج أفعالهم وحدها ليتعلموا منها ما يجب عليهم فعله” وأضاف: “لحُسن الحظ، فإن غالبية السلوكيات الإنسانية تُتناقل عبر النمذجة، وهي عملية مراقبة الآخرين كي يُنشئ الفرد فكرته عن كيفية القيام بهذا السلوك، وينتج عن هذه المعلومات التي تُبرمَج لدى الفرد نموذج له للقيام بالسلوك " ، و خلال إحدى أشهر التجارب في تاريخ علم النفس، برهن باندورا أن الأطفال يستطيعون تعلّم وتقليد السلوكيات التي يرونها في غيرهم من الأشخاص. شَهِد الأطفال في تجربة باندورا بالغًا يتصرف بعنف تجاه دمية البوبو، وبعدما سُمِح للأطفال باللعب في الغرفة مع دمية البوبو، بدأوا بإظهار ما رأوه بتقليدهم للتصرفات العنيفة التي رأوها سابقًا ، كما حدّد باندورا ثلاثة نماذج للتعلّم المرئي: ١/ نموذج مباشر يشمل شخصًا يطبّق أو يقوم بالسلوك ، ٢/ نموذج إرشاد لفظي يشمل وصف أو شرح للسلوك ، ٣/ نموذج رمزي يشمل شخصيات حقيقية أو خيالية تقوم بالسلوك، كمن في الكتب أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي ، فالتعلّم المرئي لا يتطلّب الرؤية البصرية بالضرورة، فسماع إرشاد لفظي كالاستماع لمرئيات البودكاست يقود الفرد للتعلّم، كما يمكننا التعلّم بالقراءة والانصات أو مشاهدة سلوكيات الشخصيات في الكتب والأفلام ، فإن التعلّم بالملاحظة أصبح بيئة خصبة للجدال بين أوساط العلماء والآباء بخصوص تأثير ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، فالكثير يقلقه أن يتعلّم الطفل السلوكيات السيئة كالعدوانية من ألعاب الفيديو العنيفة والأفلام والبرامج التلفزيونية والمقاطع في الإنترنت.
شوق جمال السحيب 18 مايو، 2021 - 4:24 م
من رأيي انا شخصياً اتفق مع روجيز عندما هاجم النظام التربوي التقليدي لانه تلك النظام قد لايتماشى مع اجيالنا المعاصره ولا تكون ذات نفع عندما نستخدمها في حياتنا ومن الطبيعي انه مع تطور العالم والمنظومه الاجتماعيه ان يكون هناك تطورات في النظام التربوي ان يكون معااصر جيلنا الحالي وارى ايضا ان رؤيه روجيز في استخدام النظره الشموليه لبناء الشخصيه للتغيير التربوي قد تكون طريقه مبتكره وفعاله للنظام التربوي الحديث ، وجهود الفلاسفه والمربون في احداث تغيرات حول نوع التربيه التي يمكنها ان تحقق الازدهار التكامل في الشخصيه الانسانه بالفعل لقد حصلت ونشاهدها من تغيرات في حياتنا اليوميه
فرح خالد العازمي 23 يونيو، 2021 - 9:28 م
مقالة جدًا رائعة .. إضافة الي مما سبق التربية عند دركايم تحمل بعدا اجتماعيا فهي ظاهرة اجتماعية لها نفس خصائص وتحمل مواصفات الظاهرة الاجتماعية ، فهي تتميز باستقلاليتها عن الفرد وبأسبقيتها عليه ،كما تتسم بخاصيتي الخارجية والقهر والضبط والتربية عند دركايم تحدد وظيفتها في كونها عملية تفاعل وتواصل مستمر بين الإنسان والمحيط الذي يعيش فيه إيجابا وسلبا ،وعليه فان القصد من التربية هو تحقيق التوازن والتوافق والانسجام في الحياة ،والتغلب على تحديات و مشاكل المجتمع بجعل الإنسان أكثر اندماجا في محيطه وبيئته وبصفة عامة فان التربية عند دوركايم هي تكوين الفرد وإعداده إعدادا متكاملا من اجل الاندماج في المجتمع. إن المقاربة السوسولوجية للتربية عند دركايم تجعل منه علما بارزا ورائدا متميزا من رواد سوسولوجية التربية ،وهو تخصص متفرع عن علم الاجتماع مهمته إظهار العلاقة المتبادلة بين الأنظمة التربوية والأنظمة الاجتماعية،لان التربية في حقيقتها هي ظاهرة اجتماعية ترتبط ارتباطا شديدا مع المجتمع .
زهراء عادل القلاف 23 يونيو، 2021 - 9:50 م
التربية لها عدة مفاهيم على حسب مدى عقلانية و تفهم الشخص ولقد اختلف العلماء والمفكرون في مفهوم التربية وظهر كل فيلسوف و له فلسفته في التربية ومفهوم مختلف و لكن من اهم الاشياء في التربية التي يجب غرسها بالاطفال منذ الصغر هي القيم و المبادئ و الاخلاق الصحيحة و السليمة من ناحية القيم سواء كانت دينية ،اقتصادية، اجتماعية ....الخ فيجب غرس القيم الحميدة ليكون لديهم مبادئ منذ صغرهم يمشون على نهجها و يعلمون الاجيال القادمة عليها و يكون لديهم افكار واعية و صحيحة و يتمتعون بصحة نفسية سليمة
أوراد ناصر المطيري 26 يونيو، 2021 - 1:02 ص
مقاله رائعه تحلل النظره الاجتماعية للتربيه وانا اتفق مع روجيس الذي هاجم النظام التقليدي لان الحياه لابد ان تتطور وتتغير ولابد ان تتغير المنظومة الاحتماعيه ولكن مع المحافظة والدينيه وهنا يكمن دور التعليم في توجيه المجتمع الوجهه الصحيحه والاسره لها دور فاعل ومهم ايضا في تطوير هذه المفاهيم وفي تحديد النمط الاحتماعي لابنائهم فالتربيه مرتبطه بالمجتمع والاسره ارتباط وثيق
الجوهره 28 يونيو، 2021 - 12:14 م
يعطيك العافيه دكتور واهميه النظره الاجتماعيه تساعد النظريات في اتخاذ القرار فيما يتعلق بالعوامل التي تؤثر على مجتمع معين لأن القرارات الخاطئة غالبًا ما تنتج عن عدم كفاية المعرفة بالبنية والخصائص الأخرى للمجتمع، حيث قد يكون لهذه القرارات الخاطئة تأثير بعيد المدى على حياة الناس. إن معالجة المشكلات المجتمعية مثل إدمان الكحول ، وارتفاع معدل الجريمة ، يتطلب من صانعي القرار معرفة عادلة بالمشكلات وأسبابها الجذرية وهذا ما تقدمه النظرية الاجتماعية.
فرح نادر الشبال 10 ديسمبر، 2023 - 4:37 م
تحمل هذه الوجهة نظًار مهًما حول مفهوم التربية والتأثير الذي يمكن أن تكون له على الأفارد والمجتمعات بأكملها. إن مفهوم التربية فعلاً يتغير من مكان لآخر ومن زمان لآخر وفًقا للثقافة والقيم والظروف الاجتماعية. هذا التنوع في تعريف التربية يظهر مدى غموضها وعمقها كعملية. بالفعل، الفهم الكامل للتربية يشمل تحليل الأصول الفلسفية والثقافية التي ترتبط بها. ُيظهر هذا البيان الأهمية الكبيرة للبحث والتفكير النقدي حول المفهوم والدور المحتمل للتربية. إن الاعت ارف بأن التربية هي عملية عميقة ومعقدة تتأثر بالعديد من العوامل يمكن أن يقود إلى تحسين أفضل للنظام التعليمي والممارسات التربوية. تلك التفاعلات المعقدة والتغيي ارت عبر الزمن تجعل التربية حًقا عل ًما له وجوده وأهميته في د ارسة السياقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية المختلفة. ُيعزز دور النظريات التربوية باعتبارها الأساس الذي يمكن أن يسهم في تحسين النظام التعليمي بصفة عامة. يتيح لنا الاستعانة بالنظريات التربوية فهم الأسس والمبادئ التي توجه التعليم والتعلم. على سبيل المثال، نظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندوار تشير إلى أهمية البيئة والتفاعلات الاجتماعية في عملية التعلم، مما يشجع على تصميم است ارتيجيات تعليمية تعزز التفاعل والمشاركة في الفصول الد ارسية. توفر النظريات التربوية أي ًضا إطاًار لتحليل ومعالجة المشكلات التربوية. عند مواجهة تحديات معينة مثل ارتفاع معدلات الهدر المدرسي أو انخفاض جودة التعليم، يمكن للباحثين والمختصين في التعليم استخدام النظريات التربوية لفحص الأسباب الجذرية وتقديم حلول فّعالة. على سبيل المثال، نظرية التحفيز
بدور سعد العازمي 15 ديسمبر، 2023 - 11:56 م
يتكلم هذا المقال عن مفهوم التربيه وتأثيره الشاسع على المجتمعات وافرادها وان مفهوم التربيه متغير مع تغير الزمان ويرى ان النظريات التربويه هي الاساس الذي يساهم في تحسين النظام التعليمي بشكل عام فبامكاننا الاستعانه بالنظريات لفهم الاسس التي توجه التعليم والتعلم
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد