شُغل المفكرون منذ القدم بمسألة الضمير الأخلاقي، فتناولوه بالتحليل والتفسير، استكشافاً لما ينطوي عليه من أسرار، وما يكتنفه من تعقيد، وما يكمن فيه من خفايا. لقد أذهلتهم هذه القوة الأخلاقية الخفيّة التي تكمن في أعماق الإنسان، هذه القوة التي تمارس وظيفتها في توجيه السلوك أخلاقياً عند الإنسان، إذ تنهاه عن ارتكاب الرذائل ، وإتيان المعصية، وتصيّد الآثام، فتعمل على توجه الفعل الأخلاقي، وتحضّ على فعل الخير، ومن ثمّ تقوم بإصدار الأحكام على الأفعال التي يقوم بها الفرد، وأخيراً تعاقب الفرد بالتعذيب والتبكيت، عندما يرتكب معصية ويصيب شرا.
في-رحاب-الضمير-كاملا-1 1.3K

علي أسعد وطفة
باحث وأكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة الكويت ، رئيس تحرير مجلة نقد وتنوير ، عضو اتحاد الكتاب العرب، له العديد من المؤلفات، مجموعة من الترجمات ومجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة.
9 تعليقات
9- ابدأ أولاً بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا الكريم، سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، وبعد:
شكرًا لك د.علي اسعد وطفة على تناولك لهذا الموضوع بشكل تفصيلي ومشوق وشرح معنى الضمير في اللغة والفلسفة وعند العديد من العلماء وتوضيح صلة الحرية بالضمير الأخلاقي في كونها جوهر الضمير، الضمير هو مقدرة الانسان على تمييز الصواب من الخطأ او التفريق بين الحق والباطل وهو الذي يجعل الانسان يشعر بالندم عندما تتعارض سلوكياته مع قيمه الأخلاقية، كما قال عبدالوهاب مطاوع وهو كاتب صحفي مصري :
” الضمير الحي قد تصيبه أحيانًا غاشية فيغفو قليلًا أو يتغافل لكنه لا يموت أبدًا بل يستعيد عافيته بعد قليل ويحاسب نفسه عن اختياراتها ويردها الى الصواب “
مقالة اعجبتني!
اولا الحمدالله تعالى الذي جعل في داخلنا الضمير الحي ، فالضمير هو ما يجعلنا نميز بين العمل اذ كان خطأ او صواب ، و هذا الذي يؤدي الى الشعور بالندم عندما تتعارض وتتناقض افعال الانسان مع القيمة الاخلاقيه ، وهو الذي يجعلنا نشعر بالاستقامه والنزاهة عندما تتفق افعال الانسان مع القيم الاخلاقية ، فيجب ان نعلم ان الضمير يتأثر مع البيئة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيش فيها الانسان ، فالضمير يحدد درجة نزاهة وامانة الفرد وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره ، فيجب علينا ان نحيي الضمير الذي بداخلنا ففيها يصلح الفرد والمجتمع .
محدثتكم : شهد منصور الهبيده
يعطيك العافيه الدكتور علي
لكل شخص ضمير فالشعور بالضمير شي مهم لكي يعطي الانسان من نفسه بشكل كبير و ابداعي
يعتبر الضمير مجموعة من المبادئ الاخلاقية التي تسيطر وتتحكم في افعال واعمال الشخص وافكاره وهو يحتوي على الاحساس الداخلي بكل ماهو خاطئ او صحيح بسلوك الانسان او دوافعه وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصحيح وهو احساس اخلاقي داخلي عند الانسان تبنى عليه افعاله ويحدد الضمير درجة نزاهة وامانة الشخص واحساسه بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره ويعتبر الضمير من القضايا الاخلاقية الرئيسية التي نالت حيزاً كبيراً ومهم من جهود علماء الاخلاق والفلاسفة وعلى الرغم من انهم تقريباً اتفقوا في تعريفه الا انهم اختلفوا في حول ما اذا كان الضمير غريزة فطرية تولد مع الانسان ودور التربية في تنميته او انه مكتسب وينمو بفعل التربية التي يتلقاها الانسان وهو بكل الاحوال نعمة من الله تعالى ميزنا بها عن سائر مخلوقاته ولها اهمية كبيرة على الفرد في ضبط نفسه واهمية كبيرة جداً للمجتمع في تقليل المشاكل والاضرار لان كل شخص يحكمه ضميره
الضمير هو مايجعلنا ان نميز بين الصواب والخطأ فبوجود الضمير دائما يحاسب الانسان نفسه ليرى ما اذا كان عمله صالح او فاسد فالضمير الانساني بشكل عام هو نعمه من رب العالمين ميز بها الله عباده المؤمنين لكن هذا الضمير يجب ان يصقل بالصفات الحسنه والمبادئ الزكيه فلولا حسن الاخلاق لما وجد هذا الضمير الذي يتألم عند ارتكاب المعاصي والاخطاء وكلما زاد ايمان الانسان زاد وعي ضميره فعلى الانسان ان يجتهد لكي يطور ويقوي حسن ضميره لأن الا يقع في المعاصي والمحرمات فبتلك النعمه يمكننا ان نتجنب العديد من المساوء هذه الحياة والجانب المظلم منها فنحمدالله على صحوة ضمائرنا كشعب مؤمن مسلم ونرجو من المولى عز وجل تستمر هذه النعمه الفضيله و ان يشفي ضمائر بقية الخلق وان يطهرها
يعطيك العافيه دكتور
الضمير هو اللذي يميز به الانسان وهو اللذي يجعل الانسان اما يقف مع الخير او الشر وبه تختلف طبائع الاشخاص
وهناك اشخاص يموت عندهم الضمير ويقفون مع الظلم والخائن ولا يلتفتون الى ضمائرهم
والانسان اللذي يمشي ورا الحق وضميره ويرفض ارتداء الاقنعه من اجل الظلم وغيره هو اللذي يعيش عيشه هنيه ويرضي ضميره سوف يكون له ضمير حي وذو اخلاق حميده تنعكس فيه حياته الطيبه ويعيش حياه بدون ظلم وخوف وكراهيات
وكما ذكر روسو ((. أيها الضمير، أيها الضمير.. أيها الدليل الوطيد لموجود جاهل محدود.. لولا أنت، ما شعرت بشيء في نفسي يرفعني فوق البهائم، لولا أنت ما شعرت بغير امتياز كئيب من الضلال بين خطأ وخطأ ))
اشكرك دكتور على المقالة الشيقة
الضمير أو ما يسمى الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية
أشبه ضمير الإنسان بأنه “السلطة الذاتية الداخلية” الكامنة في الإنسان، سلطة الردع والمحاسبة وإنزال العقاب بصاحبه، إذا اقترف إثماً أو قام بعمل محرم أو غير أخلاقي، ينزل الضمير، العقاب بصاحبه على شكل لوم الذات أو الشعور بالذنب ، والإثم والندم أو تأنيب الذات، وهو ما يعرف باسم تأنيب الضمير، والضمير بذلك يقوم بعمل “القاضي” الذي يحاكم ويحاسب ويردع ويعاقب، ومن هنا يوصف ضمير الفرد بأنه ذلك “القاضي الصغير” الذي يكمن داخل كل منا، وهذا القاضي قد يكون حاسماً وحاداً ويقظاً وقد يكون فاتراً ومتساهلاً وضعيفاً.
الضمير أو ما يسمى الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان.
مقالة أخرى رائعة نشرها الدكتور على اسعد وطفة تناولت كينونة الضمير وعرض من خلالها التعريفات الفلسفية النظرية للضمير ركزت على المعنى ولذلك قابلها الدكتور وطفة بتعريف أخر وظيفي للضمير يتمثل في الوظيفة الرقابية والتي تتمثل في كون الضمير يراقب الذات الأخلاقية ويحدد الواجبات الأخلاقية التي يتعين على الفرد أدائها و ربط بين الوجدان والضمير والجانب الاجتماعي والضمير فمن ناحية الوجدان يسعد الإنسان عند تطبيقه للمعايير الأخلاقية والتصرف بسلوك سوى ومن الناحية الاجتماعية يرتبط الضمير ارتباطاً قويا بالواجب تجاه المجتمع.
علاقة هامة تطرق إليها الدكتور وطفة وهي علاقة الضمير بالحرية حيث افترض أن الحرية تشكل جوهر الضمير الأخلاقي واتفق مع الدكتور وطفه تماما في هذا الطرح فقيمة الحرية محرك رئيسي لدور الضمير الإنساني في الحياة وحين تستباح الحرية وتدمر كرامة الإنسان يفقد المجتمع القدرة على تحقيق تكامله الوظائفي وتختل حركته العضوية ويسيطر عليه الشلل في مختلف جوانبه.