تميّزت أعمال مالك بن نبي الفكرية بمساهمته الجادّة في صياغة رؤية منهجية متميّزة لتناول المشكلة التربوية في العالم الإسلامي وعلاجها. إنّ هذا التميّز عن كثير من محاولات الإصلاح والنهوض والبناء في العالم الإسلامي برز بوضوح عندما أكّد أنّ مشكلات بلاد العرب والمسلمين تنتظم داخل مشكلة مركزية واحدة سمّاها المشكلة الإسلامية، وأنّ هذه المشكلةَ حضاريةٌ في طبيعتها وتربويةٌ في جوهرها، وذلك بالنظر إلى مركزية العامل الإنساني فيها. وبناء على هذا، فقد اعتبر أنّ أيّة محاولة للتعاطي مع المشكلة الإسلامية خارج هذا المنظور لن تكون إلاّ شكلاً من أشكال تضييع الجهد والوقت والمال. بل إنّ تعثّر مختلف محاولات استئصال العالم الإسلامي من وضعية التيه الحضاري المستديم إنّما هو مؤشّر قويّ على أهمية مراعاة هذا المنظور وضرورته.
منظور-مالك-بن-نبي-لتناول-كاملا-1 1.4K

عمر نقيب
أستاذ في المدرسة العليا للأساتذة – بوزريعة الجزائر رئيس دائرة الدراسات التربوية والنفسية، في مركز الأصالة للدراسات والتدريب والنشر