ترجمة: محمد آيت ميهوب
منذ الإضرابات التي شهدتها فرنسا في شهري نوفمبر وديسمبر سنة 1995 ، انصبّ الانتقاد العنيف على محاضرات بيير بورديو وما كان يلقيه من آراء. وجاء هذا الانتقاد الغاضب في معظم الأحيان من الصحفيّين والمثقّفين الإعلاميّين الذين سبق لبورديو أن حلّل الدور الاجتماعي الذي يؤدونه. ويبدو أنّ أكثر ما صدمهم في المقام الأول هو أن يقتحم «عالِم « مثل بورديو ميدان «السياسة » بشكل نشط ومميز إلى حدّ كبير. والحق يقال : إنّ انخراط بورديو في الشأن العام يعود إلى زمن بعيد، إلى بداية عقد الستينيّات من القرن العشرين بمناسبة حرب التحرير الجزائرية.
لقد رغب بورديو من خلال خوضه في هذه القضايا أن « يفكّر في السياسة دون أن يكون سياسيّا »، ساعيا من وراء ذلك إلى إقامة الدليل على أنّ علم الاجتماع والسياسة ليسا متعارضين ويمكنهما أن يشكّلا الوجهين الاثنين لعمل واحد، فتحليل الواقع الاجتماعي ونقده هما اللذان يمكّنان من تغييره.
من-أجل-معرفة-ملتزمة-بيير-بورديو-كاملة-1