منذ العقود الأخيرة من القرن العشرين، بدأت المشاريع الفكرية تتصدر حقل البحث الفلسفي العربي، فلم يعد أقطاب الفكر الفلسفي العربي المعاصر، يهتمون بمذاهب فلسفية بعينها، أو تيارات تابعة للفكر الغربي، من قبيل الوضعية المنطقية، والشخصانية، وإنما أصبحوا يقدّمون أنفسهم على أنهم أصحاب مشاريع فكرية فلسفية وسياسية وحضارية. ولعل من أهم هذه المشاريع الفكرية والفلسفية، مشاريع العقلانية النقدية، أو مشاريع نقد العقل الإسلامي ونقد العقل العربي. وتتفق هذه المشاريع جميعها في كونها ترتكز على نقد أسس العقل المنتج للفكر والثقافة والحداثة، أي: أنها، بمعنى آخر، مشاريع إبستمولوجية، هدفها الكشف عن الشروط والإمكانيات التاريخية والمنطقية واللغوية التي تحكم المعرفة.
قراءة-نقدية-في-مشروع-أركون-النقدي-كاملة1-1 877