الملخص:
تستهدف الدّراسة الحاليّة قراءة الواقع الرّاهن للمناهج المقدّمة للطّلبة في مختلف مراحل التّعليم، والّتي عانت غالبا من العجز والقصور – في قدرتها على تحقيق أهدافها من النّاحية الوجدانيّة– في الوقت الّذي نلاحظ توجّهات حديثة نحو توظيف كافّة وسائل التّكنولوجيا والتّقنية المتمثّلة في شبكة الانترنت وملحقاتها من مواقع الكترونيّة ومواقع للتّواصل الاجتماعي وغيرها لتشويه الهويّة العربيّة الأصيلة واستبدالها بهوية غربيّة، وذلك بما تضفيه من مؤثّرات صوتيّة وبصريّة على الرّسائل الّتي تبثّها طوال الوقت وما تمتلكها تلك المؤثرّات من خصائص كالسّرعة والوضوح والإثارة ؛ في الوقت الذي تعجز مناهجنا التعليميّة على لفت انتباه المتعلّمين لما تقدّمه من مواضيع إنسانيّة واجتماعيّة أخلاقيّة مختلفة. وعليه رأت الباحثة أهمّيّة تقديم دراسة تسعى لتوظيف نتاجات التّكنولوجيا – نظم التعلّم الإلكتروني- لتقديم المناهج الدراسيّة الرسميّة والخفيّة المساندة والمكمّلة لها والّتي من شأنها أن تسهم في نشر مفاهيم المسؤوليّة الاجتماعيّة، والملكيّة العامّة والمواطنة، والمشاركة في اتّخاذ القرار، والتّعاون، ومفهوم الحقّ والواجب، والمساواة في مدارسنا اليوم.
الكلمات المفاتيح: التعلّم الالكتروني- المناهج التَعليميّة – المناهج الالكترونيّة -التربية الأخلاقيّة –الثّقافة الوطنيّة
Abstract:
The current study aims to read the current reality of the curricula offered to students in the various stages of education, which often suffered from deficits and shortcomings – in their ability to achieve their goals from an emotional point of view; At the time, we note a recent trend towards employing all means of technology and technology represented in the Internet and its accessories from websites and social networking sites and others to distort the authentic Arab identity and replace it with a Western identity; This is due to the sound and visual effects it gives to the messages that it transmits all the time, and the characteristics of these effects such as speed, clarity and excitement. At a time when our educational curricula are unable to draw the attention of learners to the various human, social and ethical issues it presents; Accordingly, the researcher saw the importance of presenting a study that seeks to employ technology products – e-learning systems – to provide the official and hidden curricula that support and complement them; Which would contribute to spreading the concepts of social responsibility, public ownership and citizenship, participation in decision-making, cooperation, the concept of right and duty, and equality, in our schools today.
Keywords – educational curricula – electronic curricula – moral education – national culture
1- المقدمة:
من خلال ملاحظتنا للتّراث العربي الزاخر بثقافة فكريّة هائلة، يتمّ إعداد سلوكات ومواقف وصياغتها بأساليب تربويّة كمادّة علميّة صالحة للتّقديم في مناهجنا الدراسيّة، والّتي غالبا ما يفترض أن يكون لها أبعاد راسخة في عمليّة التّنشئة الاجتماعيّة وفي السّلوك الاجتماعي للطّلبة داخل المؤسّسات التَعليميّة، وأن يكون على المربّين القائمين على رعاية أبنائنا وتعليمهم، إيصال هذا السّلوك الاجتماعي القيميّ بمجموعة من الأساليب التّربويّة المحببّة إلى نفوس الطّلبة وأذهانهم، ويتمّ ذلك من خلال الموقف التّعليمي نفسه، أو من خلال الأنشطة الإثرائيّة، أو من خلال استخدام أسلوب القدوة الحسنة – للسّلوك التربويّ الجيّد- الخاصّ بالمعلّم داخل المدرسة. والملاحظ أنّ مناهجنا التربويّة قد ساهمت خلال السّنوات الماضية في تعزيز السّلوك الاجتماعي وتنميته، وتوظيفه تربويّا وعلميّا وذلك من خلال طرح بعض الموضوعات المتعلّقة بتنمية القيم الأخلاقيّة والسلوكيّة عند تدريس مواضيع تتضمّنها المقرّرات والمناهج التّعليميّة تحتوي علي مساحة لمناقشة الخبرات والتجارب التربويّة الّتي يمرّ بها الفرد في حياته ويشارك في تحقيقها المجتمع المكوّن من مجموع الآباء والأمّهات والمعلّمين والعلماء والشعراء وغيرهم، ويتبلور هذا التعلّم في قيم السلوك الجيّدة التي يتمّ نقلها للمتعلّم، وتلك خلاصة الرّسائل التربويّة التي تبثّها المدرسة والتي تعدّ الأكثر تأثيرا من باقي المؤسّسات الاجتماعيّة الأخرى في إعداد الفرد للمستقبل. وحتّى تستطيع المدرسة القيام بوظائفها التربويّة الوطنيّة المناطة بها اليوم، لابدّ لها من الارتكاز على مجموعة من الأسس والمقوّمات والمهارات التي تُبنى عليها المناهج المقدّمة للطالب في كلّ مرحلة من مراحل التعليم المختلفة (العزيبي،2018 :258)، مع التوجّه بشكل فعّال ومباشر نحو إنشاء نظام متكامل للتعلّم يقدّم في صيغة إلكترونية، يتمّ فيها دمج مئات المواضيع في شكل مساقات، وتنظيم العديد من الأنشطة الأكاديميّة المنوّعة وتنظيم تقديمها للطالب إلكترونياً ، مع فعاليّة تسليم الواجبات، والمناقشات المنزليّة بشكل فعّال وسريع ودائم دون التقيّد بشرط المكان والزمان، فضلا عن عقد مئات الامتحانات المحوسبة بشكل متقن، وعرض ملخّصات المواد، وكذلك المواد المساندة من مواقع إلكترونيّة ومحاضرات مصوّرة، وصور ورسوم توضيحيّة، إلى غير ذلك من أشكال التعليم. وبذلك يمكن اعتبار التعليم الإلكتروني تعليما مساندا لأنّ أسلوب التعليم وجهاً لوجه هو الأساس.
وعند الحديث عن مزايا نظم التعلّم الالكترونيّة، يجب أن نشير إلى التراجع الكبير للدّور التربوي الذي تلعبه المدرسة اليوم، مع تزايد الصعوبات التي تواجه قدرتها على تقديم مستوى تعليميّاً مناسباً؛ إذ حادت فيه الرسائل التربويّة عن أهدافها التي تسعى إليها -من تربية جيل صالح نافع من الطلبة الذين يمتلكون المعرفة العلميّة إضافة لامتلاكهم السمات الشخصيّة الجيّدة التي تعكس الهويّة الوطنيّة والاعتزاز بالدين وبالشخصية العربيّة الإسلاميّة الوسطيّة المتصالحة السامية. ممّا يجعلنا نعيد التفكير من جديد في مدى قدرة المدرسة كمؤسّسة اجتماعيّة تربويّة على صياغة مناهج تعليميّة قادرة على تحقيق هدفي التعليم والتعلّم مع العمل أيضا على تنمية الهويّة الوطنيّة لدى التلاميذ، وخلق الانسجام والتفاعل بين أبناء المجتمع على اختلاف أفكارهم ومفاهيمهم واتّجاهاتهم وسلوكاتهم وثقافتهم بحيث تجمعهم الهويّة الوطنيّة ولا تفرقّهم أيّ توجّهات سياسيّة أو عقائديّة مهما كانت الضغوطات الموجّه نحوهم.
وعليه كان من الضّروريّ أن تتضمّن المناهج الدراسيّة الرسميّة وغير الرسميّة، المساندة لها والمكمّلة لها لمفاهيم أساسيّة محدّدة مثل مفهوم المسؤوليةّ الاجتماعيّة، والملكيّة العامّة والمواطنة، والمشاركة في اتّخاذ القرار والتعاون ومفهوم الحقّ والواجب والمساواة والإخاء والحوار والعدل والنقد البناء وحريّة الرأي والتعبير واحترام الرأي الآخر (سرور، 2017). وكان من المهمّ أيضاً أن يتمّ تخصيص الوقت والجهد لتقديم دراسة تلفت الانتباه لأهميّة التوجّه نحو التعلّم الالكتروني والاستعانة به في تحديث مناهجنا المقدّمة في مدارسنا اليوم والعمل على تحديث الطرق التي تقدم بها. بالإضافة إلى التأكيد على دورنا نحن التربويّون في متابعة الأبناء والاهتمام بتربيتهم وتعديل سلوكياتهم لمواجهة التحدّيات والظواهر السلبيّة والتغلّب عليها أو التقليل منها.
2- مشكلة الدراسة:
رغم التقدّم الذي أحرزته الكثير من الدّول في مجال التعلّم الإلكتروني، فإّن الانتقادات استمرّت حول أهمّيّته وفعاليّته في تطوير نظم التعليم، وهو أمر طبيعي، سواء من قبل بعض المدرّسين، أو من أولياء أمور الطلبة. وفي الآن ذاته استمرّت جهود ترسيخ فكرة التعلّم الإلكتروني وإدماجه كجزء لا يتجزّأ من العمليّة التعليميّة. على أنّنا نلاحظ وجود عناصر أخرى بدأت تشنّ حربا شرسة على الفرد والمجتمع وتستغلّ في ذلك كلّ سبل التقنية الحديثة مثل المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها موظّفة إيّاها في تشويه الهويّة العربيّة الأصيلة والعمل على استبدالها بهويّة غربية تضمّ العديد من الأفكار والقيم وأنماط السلوك المرفوضة تماما داخل ثقافتنا العربيّة الإسلاميّة.
وغنيٌّ عن القول إنّ فكرة التعلّم الإلكتروني انطلقت أساسا من فكرة ضرورة مواكبة التطوّر التكنولوجي الذي فرض نفسه على حياة الناس بشكل عام وعلى ضرورة تطوير العمليّة التعليميّة بشكل خاصّ. وكانت رؤية الدراسة الحاليّة وفلسفتها قائمة أساسا على ضرورة تطوير المناهج التعليميّة حتّى تكون قادرة على تزويد الطالب بكلّ الإمكانيّات التي من شأنها أن ترفع مستوى التعليم وأن توفّر المعلومات العلميّة للطالب من جهة، وتسهيل التعامل مع مصادر المعلومات ومع المدرّس من جهة أخرى. والمتفحصّ للواقع الحالي للمناهج التي تقدم لطلبة في المراحل التعليميّة المختلفة قد يلاحظ –العجز والقصور – في قدرتها على تحقيق أهدافها من الناحية الوجدانية. فما تقوم به مواقع التواصل من بثّ رسائل متشابكة ومعقّدة قد يؤدّي في كثير من الأحيان إلى تحريف مسار السلوك من السويّ إلى سلوك آخر منحرف بهدف تحطيم القيم والحياة والتاريخ. إنّها تستهدف قلب الإنسان عبر تشويه عقله بتزويده بعدد كبير من المعلومات والبيانات والأرقام الّتي قد لا يحتاج إليها مطلقا. ولكّنه ينقاد نحوها بشكل كبير وبتوجّه عام، وهو ما نلاحظه لدى أغلب فئات الشباب ذكورا وإناثا. في الوقت الذي تعجز فيه مناهجنا عن تلبية احتياجاتهم وتعجز مؤسساتنا على اختلافها على أن تكون منفذا آمنا لتطلّعات هؤلاء الشباب، بل تجعلهم فريسة سهلة للحركات الإرهابية والمتطرّفة أيضا.
وتلك لعمري من أكثر المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربيّة اليوم. وقد أشارت نتائج الدراسة المسحيّة ( شلبي، 2014)، حول أهميّة تزويد مناهجنا بمقرّرات دراسيّة تعمل على تنمية الهويّة الوطنيّة وتعزيز الانتماء بالقوميّة في كافة المراحل وخاصّة مرحلة – الجامعة –حيث أوصت الدراسة بأنَه من الهامّ أن يتمّ إدراج مادّة تسمّى (الثقافة الأمنية) ضمن المقرّرات الدراسيّة في مناهج المدارس والجامعات، بحيث تشتمل على القيم الثقافيّة الأمنيّة ومن أهمّها (ثقافة الحوار- ثقافة التسامح مع الآخر- ثقافة الوسطيّة والاعتدال في الدّين – ثقافة حقوق الإنسان- ثقافة الانتماء الوطني- ثقافة الأنظمة والقوانين- ثقافة الحبّ والسلام والإخاء)، وأن تشتمل طرق تقديم تلك المادّة على برامج وأنشطة متعدّدة تناسب كلّ مرحلة من مراحل التعليم في المدارس والجامعات أيضا (شلبي ، 2014). وبالاتّفاق مع جهود الملتقيات والمؤتمرات العلميّة والتربويّة المحليّة بليبيا في السنوات الأخيرة، التي نادت بضرورة اهتمام المسئولين بإعادة النظر في الطّرق التي تقدّم من خلالها المناهج وتطويرها بالشّكل الذي يجعلها قادرة على مواكبة معايير الجودة العالميّة. إلّا أنَه لم تؤخذ تلك التوصيات بعين الاعتبار “حيث مازال نظام التعليم في الجامعات الليبية، ضعيف المخرجات كمّي في المدخلات” (التارقي، 2015: 66). ومع التزايد في أعداد الطلبة الراغبين في استكمال دراستهم عاما بعد عام، بدت الحاجة الماسّة إلى إعادة التخطيط الجاد لتحقيق التقدم العلمي والتقني. إذ لا مناص للمناهج الدراسية الليبية من مواكبة الزيادة المضطردة في المعرفة العلميّة، ومن تدعيم الثقافة الإلكترونية، من خلال العمل على ربط المناهج بالتقنية الحديثة. واستنادا لكلّ ما سبق ارتأينا أنَه من المهمّ أن يتمّ إعادة النظر في شكل المناهج وفي نوعيّة الرسائل التي تقوم ببثّها. فضلا عن إعادة النظر في الوسائل التي نستخدمها في إيصالنا الرسائل التربوية الوطنية لهؤلاء الطلبة الذين صار إدمانهم على الأجهزة الإلكترونية خطرا كبيرا نواجهه في كلّ بيت ومدرسة ومؤسسة. وعليه كانت هذه الدراسة في محاولة للإجابة على السؤالين الرئيسيّين التاليين:
- ما دور التعلّم الالكتروني في غرس الهويّة الوطنيّة عند المتعلّمين في ليبيا؟
- كيف يمكن تقديم المناهج بطريقة الكترونية بحيث تجعلها قادرة على تنمية حبّ الوطن عند المتعلّمين في ليبيا؟
3- أهمية الدراسة:
هناك الكثير من الأمور التي تقع على عاتق العمليّة التعليميّة التربويّة من تطويرٍ للأسلوب الذي من شأنَه أن يقدّم للطلاب وصولاً إلى اتّباع الطرق الحديثة التي أثبتت فاعليّتها في الوصول إلى الطالب على نحو جيّد. وعليه تمّ النظر في الدّراسة الحاليّة إلى المناهج باعتبارها حجر الأساس الذي تقوم عليه العمليّة بأكملها. وهي تهتمّ بما يلي:
- النظر إلى المناهج والحكم على قُدرتها في تأسيس فكرٍ سليم تستطيع عقول الطلبة -في المراحل العُمرية اللاحقة- البناء عليه بما يُحقّق طموحات الأفراد ويخدم المجتمع.
- تحديث الدور التربوي والتعليمي – خاصّة – عندما بتعلق الأمر بتزويد الطلبة بكلّ ما يحتاجون إليه من معلومات تجعلهم قادرين على مواجهة الخطر المحدق بهم خاصة فيما يتعلق بقضايا التطرّف والاستقطاب.
- الابتعاد عن الطرق التقليديّة التي تقدّم بها المناهج التعليميّة، وهي تعظّم الحفظ على حساب الفهم، فتجعل من الطّالب مُجرّد وعاء لحِفظ المعلومات التي يسترجعها في ورقة الامتحان، كما تسهّل انقياده إلى الأفكار مهما كان نوعها ومأتاها دون إعماله لعقله، ومن ثمّ يُصبح صيدًا سهلاً للأفكار السلبية الهدّامة.
4- أهداف الدراسة:
هنالك توجّه عام من جانب المؤسّسات على اختلافها من مدراس ومعاهد أو جامعات إلى مساعدة الطلبة في اختيار طريقهم في الحياة، والقيام بأدوارهم المفيدة والصالحة لخدمة مجتمعهم ووطنهم، وعليه استهدفت الدراسة التحقّق من الآتي:
- إعادة النظر في العمليّة التعليميّة بأكملها حيث يُعدّ التعلّم الإلكتروني جزء لا يتجزّأ من المنظومة التعليميّة الحديثة.
- تستهدف الدراسة الحاليّة لفت الانتباه إلى المناهج شكلاً ونوعاً وطرق تقديمها للأنشطة المدرسيّة، وقدرتها على تنمية المواهب، ومعالجة حالات الفصل الصعبة للمناهج والقضايا المعاصرة التي تمرّ بها المجتمعات اليوم.
- أن يتمّ ربط المناهج بوسائل التقنية الحديثة. وعليه كان من المهمّ طرح فكرة التوجّه نحو التعلّم الالكتروني والإفادة منه في تنمية الهويّة الوطنيّة لدى طلبة المراحل عامة.
5- مصطلحات الدراسة:
المناهج التعليميّة: يُعرّفها الوكيل بأنّها مجموع الخبرات التربويّة التي تهيّئها للتلاميذ داخلها أو خارجها بقصد مساعدتهم على النموّ الشامل في جميع الجوانب (العقليّة، الثقافيّة، النفسيّة، الاجتماعيّة، الجسميّة، النفسيّة، والفنيّة) نموّاً يؤدّي إلى تعديل سلوكيّاتهم ويعمل على تحقيق الأهداف المنشودة (الوكيل ،2013: 25).
التعلّم الإلكتروني: يُعرّفه حسن حمود بأنَه إحدى طرق التعلّم الحديثة التي يتمّ من خلالها استخدام وسائل التكنولوجيا على اختلاف أنواعها من الوسائط المتعدّدة والحواسيب وشبكات الاتّصال والانترنت لإيصال المعلومات إلى المتعلّمين دون أن يشكّل حاجز الزمان والمكان والإمكانات الماديّة عائقا أمام تفاعلهم معها (حسن، حمود ،2004 :488).
ويُعرّف أيضاً: بأنّه أسلوب حديث من أساليب التعليم، توظّف فيه آليّات الاتّصال الحديثة من حاسوب، وشبكاته ووسائطه المتعدّدة من صوت وصورة ورسومات ونماذج وأشكال ومكتبات إلكترونيّة، وكذلك بوّابات الإنترنت سواء أكان عن بعد أو داخل الفصل الدراسي.
ويمكن تلخيص ذلك كلّه في أنّه استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلّم بأقصر وقت، وبأقلّ جهد محققًا فائدة أكبر.
المنهج الإلكتروني: يمكن تعريفه بأنّه محتوى تعليمي يقدّم في شكل صفحات من خلال بيئة تفاعليّة تعتمد على تقنيات الشبكة العنكبوتيّة ومجموعة من الوسائط المتعددة.
ويُعرّف إجرائيّا: بأنّه الأسلوب الذي تقدّم به المناهج التعليميّة في شكل مساقات إلكترونيّة تضمّ كافة الخبرات التربويّة، والعلميّة التي توفّرها للمتعلّم عن طريق الإمكانيّات الكبيرة التي تقدّمها تقنية المعلومات والاتّصالات، وهو يمثّل شكلاً جديداً من أشكال الاتّصال بين معرفة الخبير والمتعلم، وذلك بهدف تنمية الروح الوطنيّة والعمل على رفع كفاءة التعليم ودرجته وتنمية الشعور بالاستقلالية والاعتزاز والقوميّة.
المناهج التنمويّة: هي المناهج التي يستند نهج التعلّم فيها إلى تحقيق التقدّم التنمويّ للطلّاب انطلاقا من المجال الإدراكي إلى المجال السلوكي والى المجال الوجداني، وأسلوب تعلّمها يتمحور حول الطالب ومدى قدرته على فهم تلك الرسائل واستقبالها والعمل بمحتواها.
6- منهج الدراسة:
اعتمدنا في هذه الدراسة المنهج الوصفي المستند على الوصف والتحليل مع مقارنتها مع نتائج بعض الدراسات السابقة، وكذلك الاطلاع على الندوات والمؤتمرات والتقارير ذات الصلة بموضوع هذه الدراسة.
7- الخلفية النظرية:
يرتبط موضوع الدراسة الحاليّة بالنظريّة البنائيّة الوظيفيّة التي تنطلق من تفسير النظم الاجتماعية من خلال الوظائف التي تؤدّيها للبناء الاجتماعي. وتقوم المقاربة الوظيفيّة في الميدان التربوي التعليمي على قاعدة أنّ التربية والتعليم يخدمان البنية السليمة للمجتمعّ، من خلال تقويم الكثير من السلوكيات المنحرفة أو تفاديها. كما أنّ للتعليم العديد من الوظائف المهمّة في المجتمع، فهو يهيّئ الأفراد ويعدهم للاندماج في المجتمع عن طريق المعرفة أوّلا، ثم تلقينهم المبادئ الدينيّة والأعراف والعادات والتقاليد المحلّيّة والقيم الأخلاقية ثانياً (عثمان، 2013: 14)، حيث يقضي الفرد على مدار 12 سنة دراسيّة تقريبا، أي ثلث يومه في المدرسة. وبذلك تكون المدرسة أكثر مكان يتواجد به الفرد بعد منزله، وبها تقترن العملية التربويّة لما لها من دور مهم في التربية وتأسيس الجيل الناشئ. فإذا كانت المناهج التربويّة التي تقدّمها المدرسة منبعاً للعلم والأخلاق الحميدة والفكر السليم، فإنّ المجتمع ينشأ بشكل صحّي معافى قادر على التطور والتقدّم، أمّا إذا كانت تلك المناهج ضعيفة وعاجزة عن تقديم رؤية تطويريّة حديثة لكلّ ما يحدث في العالم اليوم فإنّها ستكون مسؤولة عن إنتاج جيل فاشل لا أخلاقياً، سمته الأساسية التخلّف والجهل.
هذا ويتّفق الكثير من الباحثين التربويّين، على ضرورة دعم تحديث المناهج وتطويرها وحث الكثير من التربويين على بذل المزيد من الجهود لحماية الجيل الناشئ من الأفكار الهدّامة والمتطرّفة التي يتعرّضون لها من خلال وسائل التقنية التي تزايد خطرها يوما بعد يوم والعمل على ضبط المناهج وتعديلها وتوجيهها نحو تقديم فكر وسطيّ بناء يقبل الآخر، ويساهم في تحقيق أمن المجتمع وسلامته. والملاحظ أن هناك سلوكيّات سلبيّة يكتسبها الطلبة داخل المدرسة قد تكون ناتجة عن المناهج التي لا يخطّط لها بشكل صحيح وسليم، أو من خلال الصراع بين ما يتضمّنه المنهج الرسميّ وما يتعلّمه الطالب في الحياة اليوميّة وعليه كان من المهمّ العمل على تقديم نموذج بديل حديث قد يلبّي متطلّبات التعليم والتقنية معاً، وعليه تمّ طرح المحاور التالي للنقاش:
8- نظرة عامة نحو المناهج التقليدية ومقارنتها بالمناهج الإلكترونية:
تعتبر المناهج التعليميّة من أهمّ مصادر الثقافة. والمواضيع التي تعالجها من أهمّ المكوّنات الأخلاقيّة في تشكيل عقليّة الفرد الطالب، ولن يستطيع أن يزاحمها في دورها أيّ مصدر آخر من مصادر الثقافة والتعليم على كثرتها (من وسائل الإعلام إلى وسائل التواصل إلى الأسرة والبيئة والمجتمع). فهذه المصادر كلّها على أهميتها لن تستطيع منافسة المناهج العلميّة والتعليميّة في غرس القيم الأخلاقيّة في نفوس المتعلّمين. ويُعرّف المنهج التعليمي بأنّه منظومة تحوي مجموعة عناصر مترابطة تبادليّاً، ومتكاملة وظيفيّاً، وتسير وفق خطّة عامّة شاملة يتمّ من خلالها تزويد المتعلّمين بمجموعة فرص تعليميّة قائمة على التخطيط والتنفيذ والتقويم بهدف تحقيق النموّ الشامل المتكامل للمتعلم. فمستقبل تلك الرسائل المتضمّنة للقيم الأخلاقية والتي من شأنها أن تجعله قادرا على بناء المناعة الذاتيّة الدافعة للعوامل المسبّبة لخروج السلوك البشري عن جادة الصواب، من خلال تعزيز ثقافة السلام والتسامح في المناهج المدرسيّة.
8- 1- العناصر المكونة للعملية التربوية:
العناصر المكوّنة للعمليّة التربويّة أربعة وهي: الطالب ومناهج التعليم والمعلّم والبيئة المدرسيّة. ولن تؤتي العمليّة ثمارها في ترسيخ معنى التسامح ونبذ العنف إلّا بالنهوض بهذه العناصر الأربعة. ولا شكّ أنّ أهمّها هو مناهج التّعليم، ذلك لأنّ المعلّم هو المبلّغ لهذه المناهج والطّالب هو المتلقّي لها، والبيئة المدرسيّة هي الأرض الخصبة التي تنمو فيها هذه المناهج. فالمدار على مناهج التعليم والهدف هو تطوير هذه المناهج وحسن صياغتها وتأليفها لتؤتي ثمارها في تكوين جيل متسامح وسطي. وإذا لم تشبع هذه المناهج نهمة الطالب الفكريّة والثقافيّة، ولم تكن قادرة على تحقيق طموحه وإشباع ميوله، وإذا كانت عاجزة عن حمايته من بواعث الانحراف فإنّ الطالب – لا شكّ – سيذهب إلى هنا وهناك يبحث عمّا يرفد عقله بالمعرفة وفكره بالثّقافة ويوجّه سلوكه.
8- 2- المناهج وعاء المعلومات:
يستقي الطالب معلوماته من هذا الوعاء التعليمي. لذلك لا بدّ من مسايرة المناهج لمتطلّبات العصر، ومواكبتها لتطورّاته المتسارعة ونموّه. ويقصد بذلك أن تكون الأهداف التربويّة منبثقة من حاجات المجتمع المتغيّرة، حيث إنّ مواصفات الطالب في الوقت الحاضر هي نتاج للعمليّة التعليميّة ومخرج لها، يجب أن يوافق احتياجات المجتمع المتغيرّة، وهذا يعني أنّ تحديد المهدّدات الفكريّة والاجتماعيّة في الوقت الحاضر يجب أن يأتي ضمن أولويّات المنهج الدراسي، بحيث يخرج الطالب من العمليّة ولديه القدرة على التمحيص والنقد والمفاضلة بين القضايا بشكل يخدم الصالح العام لأمّته ووطنه (الفاعوري ،2010: 16). وتبعا لذلك فإنّ التعليم الناجح في تلك المرحلة هو الذي يعكس ملامح الثقافة في البلد الذي نشأ فيه ويعزّز التفرّد الثقافي من خلال محتواه. كما أنَه يساعد المتعلّمين على تمثّل القيم والمعتقدات والمهارات الاجتماعيّة والثقافيّة لمجتمعاتهم ويعمل على تنمية القيم السائدة فيها ورفع مستوى وعي المتعلّمين بثقافتها، كما أنَه يثري قيم المواطنة والمشاركة الفعّالة في مجتمعاتهم.
واجه المفهوم التقليدي للمناهج التعليميّة العديد من الانتقادات من حيث كونها مقتصرة على الجوانب العقليّة (محتوى علمي وحفظ وتذكّر)، وتهمل ميول المتعلّم وحاجاته واهتماماته، وتقتصر عمليّة التقويم على التحصيل فقط، إذ أنّ وظيفة المعلّم الأساسية نقل المعلومات وتدريب التلاميذ وفق مناهج لا ترتبط بمشكلات البيئة المحيطة. الأمر الذي عزل المدرسة عن المجتمع. فظهرت المحاولات لتطوير مفهوم المنهج وتحديثه.
هذا وقد اشترك المنهج التقليدي مع المنهج الالكتروني في بعض الجوانب التي لا يتمّ الفصل بينهما أهمّها التالي:
- الجانب البشري:وجود المعلّم والمتعلّم ووجود وسيلة الاتّصال الفعّالة بينهم.
- الجانب النظري:نظريّات التعليم والتعلّم الحديثة الّتي تهتمّ بمبدأ الفروق الفرديّة بالإضافة لمبدأ التعلّم حتّى الإتقان، مع مراعاة أسس بناء المنهج.
- الأهداف والمحتوى والاستراتيجيّات والأنشطة والخبرات وأساليب التقويم: فالمنهج موجّه لجميع الطلّاب.
- الأجهزة والمعدّات التعليميّة:وهي أدوات مكمّلة لدور المعلّم كأجهزة الحاسوب والسبورة الالكترونية… الخ (مطاوع ،2015).
وتأسيسًا على ذلك فإنَه يتوجّب على واضعي المناهج الدراسيّة ألاّ يغفلوا عن هذه المعايير للتعلّم الناجح وأن يضعوا نصب أعينهم أهداف المجتمع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة. فلا يجب التركيز على نوع واحد من الأهداف وإغفال الأنواع الأخرى. وترى (التارقي) بما أنّ التعليم الإلكتروني عبارة عن نظام تديره وتشرف عليه جهات متعدّدة بما فيها الجهة التقنيّة لذلك عند الإعداد للتعليم الإلكتروني لابدّ من:
- وضع خطّة واضحة للمشروع من حيث التعريف به،أهدافه وسائل تحقيقه، خطوات تطبيقه مع الاهتمام بالنواتج التي حقّقتها كلّ المؤتمرات في الداخل والخارج.
- نشر ثقافة التعليم الإلكتروني لدى المتعلّمين والمعلّمين بالمؤسّسة لأهمّيّة هذا النّوع من التعليم في الارتقاء بمستوى الطّلبة ومستوى التعليم عامّة.
- تجهيز البنية التحتيّة تمهيدا لتطبيق الخطة مع توفير الأجهزة والبرمجيّات اللازمة لتنفيذ المراحل السابقة (التارقي، 2016 :71، 72).
هذا وقد رأينا أنّ استخدام التعلّم الالكتروني في تحديث المناهج يتطلّب التالي:
- تقديم نموذج مقترح لتحديث المناهج الأساسيّة من شكل تقليديّ إلى شكل إلكتروني.
- الموافقة على تحديث المقرّرات الالكترونيّة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
- العمل على الحصول على موافقة المؤسّسات الدوليّة في اليونيسيف كطريقة محدثة للتدريس، وباعتباره إحدى أهمّ الأدوات التي تطلبها الثقافة العالميّة اليوم.
- الالتزام بتدريس الثقافة الوطنيّة الوسطيّة التّسامحيّة التي تسعى لغرس الانتماء والوطنيّة لدى طلبة المراحل المختلفة.
- إعادة النّظر في الموضوعات التربويّة التي تتضمّنها المناهج الإنسانيّة بحيث تتضمّن رسائل وطنيّة وتقدّم بطرق مختلفة قادرة على جذب انتباه المتعلمين.
9- التعلم الإلكتروني ودوره في تطوير العملية التعليمية:
يُعدّ التعلّم الإلكتروني أحد أبرز نتاجات الثورة التكنولوجيّة المعاصرة اليوم، حيث لقي اهتماماً كبيراً من جانب المختصين بالعملية التربوية، وذلك لما يتميّز به من سمات خاصة جعلت منه نظاماً تربويّاً يعُتمد عليه في حلّ المشكلات التي تواجه نظم التعليم التقليديّة. ولعلّ ذلك ما يبرّر حاجة الجامعات للتوجّه نحو تطبيق نظام تعلّم إلكتروني يسير جنبا إلى جنب مع نظام التعلّم التقليدي، في ضوء معايير علميّة حديثة فرضتها الحاجة ومعايير الجودة في المخرجات (داود،2018). ولكي يتمّ التغلّب على المشكلات التي تواجه المناهج اليوم، كان من المهمّ أن تتمّ البداية بتطوير المؤسسات التعليمية وتحديثها. فالعمل على تحديث منظومة التعليم لابدّ أن يتمّ عن طريق ربطها بالوسائل التقنيّة التي نشهد قدرتها على السيطرة على أذهان الطلبة بشكل كبير جدّا، فهم يرتبطون باستخدام التقنية بشكل مستمر خلال اليوم.
التعليم الالكتروني E-Learning هو الأداة العصريّة الحاليّة، والضروريّة لتحديث المناهج عامّة ولنشر ثقافة المواطنة الصالحة وغرس الانتماء والهويّة الوطنيّة. ونرى أنّ الانتقال نحو مناهج التعلّم الالكتروني سيكون مبرّرا للأسباب التالية:
1- لأنَها ستواكب التغير التكنولوجي نحو ثورة الاتصالات والمعلومات التي وظفتها الأنظمة في الشعوب المتقدمة، والتي لا يمكن بدونها إدامة التواصل والتفاعل معها في مضامين التعليم وإنتاج المعرفة، وبناء قوة بشرية نوعية.
2- لأنَها أداة يتمّ عبرها نشر رسالتنا العربية الحضاريّة لمختلف شعوب الأرض.
3- لأنَها أداة يتمّ عبرها التصدّي للغزوات الفكريّة والثقافيّة الهدّامة التي تستهدف تفتيت المجتمعات بهدف إضعافها والسيطرة عليها وهي تقف عاجزة عن الدفاع عن قيمها ومصالحها.
4- لأنَها حاجة ضروريّة ملحّة بسبب تزايد أعداد الطلّاب الذين يجيدون التواصل عبر الأجهزة الالكترونيّة. وعليه وجب تحصينهم بثقافة العلم والعمل والهويّة الوطنيّة الجامعة، وبترابط المصالح الفرديّة والجماعيّة مع الصالح العام كلّما تمّ تضييق المساحات التي تتمكّن من خلالها ثقافة الإرهاب النفاذ إلى الهرم الاجتماعي.
إنّ التوجه نحو التعلّم الالكتروني والإفادة من جميع مزاياه قد يصبح هدفاً تربوياً عاماً. فإخضاع التعليم الحكومي – الإلزامي – للتعليم الالكتروني وفق معايير يتمّ وضعها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتحت الرقابة والتفتيش وذلك للتقييم والتقويم. وبهذا الشكل فقط يمكننا تحقيق ما نصبو إليه من تحديث للمناهج التعليمية، ليس تحديثاً متعلقاً بحذف أو إضافة بعض المواد فحسب ولكنّه أيضاً تحديث يتوجّه نحو تطوير الوسائل التي تقدّم بها تلك المناهج. وعليه كان من الهام أن نتطرق للمزايا الأساسيّة التي تضفيها المناهج الالكترونية –الرقميّة- على المناهج التقليديّة:
9- 1- مميزات المنهج الالكتروني –الرقمي:
- طريقة العرض مشوّقة.
- يمكن أن يتمّ التعلّم في أيّ مكان أو زمان.
- يمكن تعلّمه ذاتيّاً.
- تتميّز طرق التدريس في المنهج الرقمي بالتنوّع وجذب المتعلّمين وتحفيزهم على التعلّم.
- التغذية الراجعة للمتعلّمين.
- المتعلّم يشارك ويتفاعل مع المحتوى العلمي بصورة إيجابيّة.
- يكون دور المعلّم فيه مرشدا وموجّها على عكس الدور السابق كملّقن.
- كما يقوّي المنهج الرقمي التفكيـر الإبداعي بملامسة مستويات التفكيـر العليـا للمتعلّمين من خلال مهـارة حلّ المشكلات التي توفّرها الأدوات الرقميّة والوسائط المتعدّدة المستخدمة في الإبداع والتخيـّل واكتسـاب الخبرات) الزين،2016).
ويرى مطاوع (2015) أنّه من أبرز ايجابيّات المنهج الالكتروني هي:
- يتعلّم المتعلم بنفسه (ذاتي التعلّم) وفق سرعته وإمكاناته وقدراته حتّى يصل إلى الإتقان.
- تعزيز الموقف التعليمي بالمزيد من الحيويّة بحيث يبقى المتعلّم مركزا ومنتبهاً.
- تحسّن التقنية جودة المنهج الإلكتروني بدرجة كبيرة.
- إكساب المتعلّمين المزيد من المهارات للتعامل مع التقنية الحديثة مثل استخدام الحاسوب والتعامل مع البرامج والكتب الالكتروني.
- المرونة والاختصار في زمن التعلّم.
- انخفاض الكلفة.
9- 2- محتوي المناهج الرقمية ومعايير تصميمها:
يتكوّن المنهج الرقمي من:
- وحدات منفصلة للمحتوى مع أنشطة التعلّم.
- مواد متتابعة لتدعيم المحتوى.
- أنشطة متداخلة تصمّم لإنتاج المعلومات وتطوير الفهم لما تمّ عمله.
- وظائف لتسهيل المزيد من مصادر المعلومات، تحتوي على ترابطات واتّصالات بالخبراء، وهيئة التدريس والطلاب.
- معلّمون ومتعلّمون قادرون على التفاعل مع مصادر المعرفة المتنوّعة.
- إدارة تعلّم المعلوماتيّة، وأدوات لاكتشاف المصادر الأخرى.
- أدوات التقويم.
- يشير كلّ من علي وحجازي (2005) إلى أنّه من المعايير الواجب مراعاتها عند تصميم المحتوى الإلكتروني للمناهج الرقمية ما يلي:
- أن يكون المنهج مرناً، بحيث يختار كلّ متعلّم الوسيط الذي يناسبه من التقنيات المتاحة.
- وأن يكون محتوى المنهج ديناميكيّاً بما يناسب النموّ المتسارع في شتّى مجالات المعرفة.
10- مقترح مادة الكترونية تعمل على تنمية الهوية الوطنية ” التربية الأخلاقية”:
التربية الأخلاقيّة :هي مادة مقترحة يتمّ تضمينها في برنامج المناهج الالكتروني الذي من الممكن تطبيقه في السنوات القادمة على مستوى مؤسّسات الدولة الحكوميّة العامّة والخاصّة، وهي مادّة تضمّ عددا من المحاور الرئيسية تشتمل على الأخلاقيّات والتطوير الذاتي والمجتمعي والثقافة والتراث والتربية المدنيّة والحقوق والمسؤوليّات، بحيث ستعزّز من القيم الايجابيّة للطلبة، وستتركّز الجهود على جعل شبكة الانترنت جزءا من العمليّة التعليميّة التي يتمّ من خلالها تصميم مواقع تعليميّة تربويّة تقدّم المناهج بشكل متزامن وغير متزامن يرتبط بدخول الطالب وخروجه من هذه المواقع المتعلّقة بالمدرسة أو المؤسسة التي يلتحق بها. وهي تضمّ عددا من البرامج والأنشطة التعليميّة التي تقدّم بشكل حديث يقرّبها من شكل مواقع التواصل الاجتماعي ونظامها. وعليه ستكون الرسائل التربويّة أكثر فعاليّة في التأثير كما يتمّ تفعيل تلك المواقع في التوعية والإرشاد فيصبح لها دور رقابيّ هامّ في كشف الجرائم والأفكار المتطرّفة وضبطها عبر هذه الشبكة وتفعيل القوانين التي تجرّم الجرائم الإلكترونيّة ووضع عقوبات رادعة لمرتكبيها. ولنجاح هذا المقترح نحتاج وضع خطط إستراتيجيّة موسّعة حول التدابير والوسائل الواقية من الأفكار والسلوكيّات المنحرفة والتي من شأنَها أن تخفّض من معدّلات الجرائم بعيداً عن المكافحة الأمنية التقليدية، حيث ستضمن هذه المواقع اجتياز الطالب المقرّر الالكتروني عكس تقديمها في شكل نظري تقليدي معروف قد لا يوّضح لنا مدى اطلاع الطالب فعليّاً على مضمون الكتاب المدرسي.
10 -1- دور المدرسة في تقديم منهج “التربية الأخلاقية”:
أكّدت عدّة دراسات تربويّة أنّ للمدرسة دورا مهما في تنمية الوعي بالمخاطر التي تهدّد الثقافة العربيّة، بوصفها المسؤولة عن النموّ الثقافي واللغوي فضلا في تأكيدها على المعرفة الذاتية الثقافية وتنمية الانتماء والولاء والحفاظ على القيم والعادات لدى الطلاب. ومن الدراسات الأخرى ما أكّدت على ضرورة تضمين المناهج التراث الثقافي والإنجازات الثقافيّة بصورة مقبولة ومفهومة، فالمناهج الدراسيّة هي الإدارة أكثر تأثيرًا على البني الثقافية للأجيال القادمة من أبنائنا لأنّ وظيفتها تحوّلت من مجرّد أداة لتلقين المعرفة إلى وسيلة لصناعة البشر.
وعلى قدر أهمّيّة المناهج الدراسيّة تعظم الأخطار التي تواجهها، ومن أهمّ هذه الأخطار العولمة الثقافية حيث تسعى الدول الغربية وخاصّة الولايات المتحدة الأمريكية إلى قولبة الثقافات العربيّة والإسلاميّة وصبغها بملامح الثقافة الغربيّة لضمان تبعيّتها لها، ولا يخفى على أحد أنّ الهويّة الثقافيّة العربيّة تواجه هجمات غربيّة متتالية للتشكيك فيها ومحاولة طمس معالمها ودفع المسلمين والعرب إلى التنكّر لها والسعي نحو إحلال الهويّة الثقافيّة الغربية محلّ العربيّة، وتهدف أيضًا إلى وضع تحدّيات تربويّة تهدم كيان المجتمع العربي حتى يدور في فلك التبعيّة.
10 -2- أهمية تقديم مادة التربية الأخلاقية بشكل الكتروني قد يسهم في تحقيق جملة من المطالب منها:
- تعزيز قدرة الطالب على فهم تراثه والالتزام بقيمه وتقاليده المجتمعيّة.
- مواكبة الطالب لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة من خلال تقديم عدد كبير ومتنوّع من الأنشطة الثقافيّة.
- تحفّز الطالب على المشاركة في الفعاليّات ذات الصلة بتراث الدولة وثقافتها ودمج أنشطة الهويّة الوطنيّة ضمن العمليّة حيث يتمّ الإعلان عنها بشكل دائم من خلال الموقع الالكتروني.
- تقدّم كمّا هائلا من المعلومات والمصادر ذات الصلة التي تتعلّق بغرس قيم الهويّة والانتماء والأخلاق الحميدة في نفوس الناشئة وتشجيعها على الاطّلاع على ثقافة الدّولة وتاريخها وتراثها.
- على استخدام المناهج الالكترونية بطريقه فعاله، وذلك من خلال تعزيز مقدرتهم على الفهم والاستيعاب.
وللنجاح في تقديم مادة ” التربية الأخلاقيّة إلكترونيّا يجب التقيّد بالتالي:
- استخدام واجهة مثيرة للاهتمام تتضمّن معيار الأصالة والهويّة الوطنيّة للمساق الالكتروني.
- طرح طرق سهلة وممتعة لممارسة الدخول والاطّلاع على المحتوى الالكتروني. بحيث يتمّ تصميم الصفحة الرئيسيّة للمقرّر وتشبه في تصميمها غلاف الكتاب، فتشير إلى عنوان المقرّر مع عرض وصف موجز للمقرّر، بالإضافة إلى قائمة المحتويات للتصفح من خلالها.
- ممارسة كيفيّة الإبحار إلى الأسئلة.
- إجادة بعض استراتيجيّات التدريس.
- تطبيق التعليم التعاوني.
- توظيف مميّزات المناهج الإلكترونيّة داخل الفصل حيث يتمّ عرض المحتوى التعليمي للمقرّر في هيئة صفحات تعليميّة في شكل وحدات ودروس مدعّمة بالوسائط المتعددة مع وضع الأهداف التعليميّة والأسئلة والتمارين والاختبارات والمصطلحات.
- تصميم ورش عمل خاصّة بالمواد التي يدرسونها.
الأمور المراد مراعاتها عند إنشاء المقرّر الإلكتروني:
النقطة الأولى: الاسـتفادة من خبرات السـابقين.
النقطة الثالثة: تجنّب ظاهرة: هذا غير مناسب لنا لأنّه غير مطور هنا.
النقطة الرابعة: التحديد الدقيق لمحتوى المقرر: الدخل والخرج.
النقطة الخامسة: وضع جدول زمني وتوقيتات واقعـيّةRealistic Deadlines .
النقطة السادسة: التقدير السـليم للتكاليف.
النقطة السابعة: الواقعـيّة في الجدولة وتحديد اتساع المجال.
النقطة الثامنة: مرونة خطّة مشروع تطوير المقرّر.
النقطة التاسعة: إمكانيّة إعادة الاستخدام وإعادة صياغة الهدف.
النقطة العاشرة: التصميم وفق معايير دوليّة.
النقطة الحادية عشر: يجب أن تشتمل المقرّرات على أعمال منتهية ذات معنى.
النقطة الثانية عشر: ضرورة إتاحة العديد من السـبل للتعلّم.
النقطة الثالثة عشر: الرسومات والأشكال الموجودة في الدروس يجب أن توضّح النص.
11- الخلاصة:
يساعد المحتوى الالكتروني على سرعة التعرّف على المناهج الدراسيّة بصورة بسيطة وميسّرة، وتيسير الإفادة من المواد الإثرائيّة التفاعليّة. فتقسيم المنهج إلى: محتوى فيه عرض للكتاب الالكتروني بنفس شكله المطبوع وأسئلة مثل التي موجودة في الكتاب يمكن حلّها والتدريب عليها، من شأنه أن ييسّر على المتدرّب متابعة الدروس بالإضافة إلى أنه يتضمن مجموعة من الروابط إلى المواد الإثرائية ومن الأدوات التي تساعد على الاستذكار مثل: إضافة النصوص وإدراج الإشكال والألوان ومربّع التركيز والممحاة. ولنجاح أيّ مشروع لتطوير المناهج التعليمة لا بد أن يتبنّى الجانب الشمولي للعملية التربوية بحيث يكون محور التربية الوطنيّة مرتكزاً أساسياً فيه. فالعمليّة التعليميّة مطالبة بعدم الاكتفاء بالجانب العقلي والتحصيلي في تربية الطلبة فحسب بل أيضا التكفّل بتنميتهم بشكل متكامل في النواحي الجسمية والعقليّة والوجدانيّة والاجتماعيّة وذلك لتحقيق طموحاتهم والشعور بالانتماء إلى الوطن والحفاظ على الهويّة، والعادات والتقاليد العربيّة الأصيلة.
12- التوصيات:
توصي الدّراسة الحالية في الختام بـ:
- إعادة النظر في معظم الأدبيّات التربويّة التي تتضمنها مناهجنا المدرسيّة.
- توضيح أن المفاهيم العامة للقيم التربويّة لابدّ أن يتمّ العمل على تنميتها بحيث تعكس روح الوطنيّة والاعتزاز بالقوميّة، والعمل على تفعيل الهويّة العربية والليبيّة على المستوي الإقليمي والعالمي.
- دمج التكنولوجيا واستخدامها من قبل أبنائنا الطلبة لابدّ أن يكون داخل المؤسّسات المدرسيّة بحيث يتمّ العمل على إعدادها وتنظيمها في إطار التعلّم الالكتروني والذي يسمح لنا بتحديث طرق تقديم المناهج بشكل سريع ومبسّط.
- إعادة النظر في المنهج التربويّ الخفيّ في معظم الموضوعات المرتبطة بالمواد الدراسيّة المرتبطة بالأنشطة والفعاليّات الوطنيّة المحليّة والإقليميّة بحيث يقدّم بشكل فعّال أكثر صلاحيّة للتطبيق والاستخدام.
13- المقترحات:
- نقترح في الختام أن يتمّ التوسّع في إجراء دراسات أخرى على تحديث المناهج وعلاقتها بتنمية الروح الوطنيّة لدى الطلبة في المراحل الدراسيّة المختلفة. وأن تكثّف الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش حول ارتباط العمليّة التربويّة بتنمية الروح الوطنية ودور المنظومة بجميع مكوناتها من معلّمين ومتعلّمين وأولياء أمور في تحقيق ذلك الهدف الهام.
المراجع:
- التارقي، ميرفت خميس (2016).التعلم الإلكتروني بوصفه أحد طرق التدريس الحديثة المستخدمة في تطوير طرق التدريس بليبيا، مجلة كلية التربية، جامعة بنغازي، ليبيا ع 2.
- حسن، عباس رافع حمود، كريم (2004).المعالم الأساسية لفكرة الانتقال من التعلم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني، مجلة كلية الآداب، العراق ع 91.
- الفاعوري، حنان عواد (2010). دور المؤسسات التربوية في نشر الاعتدال الفكري، صحيفة الرأي 17-6.
- سرور، إيمان (2017). المناهج الدراسية عماد تنمية المجتمع وتشكيل الهوية، مجلة التربية والتعليم، See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/7164e1f7-680b-4181-b7ab-29ca93086cf0#sthash.8HDQtRoM.dpuf
- عثمان، إبراهيم. وآخرون (2013). علم الاجتماع التربوي، القاهرة: الشركة المتحدة للتسويق.
- علي، نبيل وحجازي، نادية. (2005). الفجوة الرقمية، رؤية عربية لمجتمع المعرفة، الكويت، سبتمبر،ع318.
- العزيبي، ليلى مفتاح (2018). إضاءات حول الثقافة الصحية والصحة المدرسية، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
- الكميشي،لطيفة على (2016). التعليم الإلكتروني ركيزة مجتمع المعرفة، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، ع24، جامعة طرابلس، ليبيا، 140، 141.
- مطاوع، ضياء الدين محمد. (2015). مناهج المدرسة الابتدائية بين الحداثة والجودة، مكتبة المتنبي: الدمام.
- هايل، على (2009). دور المناهج في تعزيز روح الانتماء وغرس مفاهيم وقيم الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية وحب الوطن في نفوس النشء والشباب، مجلة طبنجة الأدبية، المغرب.
- الوكيل، حلمي والمفتي، محمد. (2013). أسس بناء المناهج وتنظيماتها. ط6، دار المسيرة.