يطرح هذا الكتاب ظاهرة « الأميَّة الأكاديميَّة « في الجامعات العربية، بوصفها تحديا حضاريا مصيريا يواجه التعليم العالي العربي من المحيط إلى الخليج. وينطلق الباحث من معالجة مختلف مظاهر هذه القضية ودينامياتها في سياق رؤية سوسيولوجية معمقة، تعتمد على تحليل منهجي لأبعاد هذه الظاهرة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا.. وصولا إلى التحذير من مخاطرها وآثارها المدمّرة في كل المجالات.
خصص الفصل الأول للبحث في مفهوم المثقف الأكاديمي، وتضمن تحليلا معمقا لأبعاد هذا المفهوم ودلالاته في ضوء النظريات السوسيولوجية المعاصرة.
وتمّ تكريس الفصل الثاني للبحث في مفهوم الأميَّة الأكاديميَّة بأبعاده المختلفة وتجلياته المتعددة، وقد توّج العمل في هذا الفصل بتقديم تعريف علمي لمفهوم الأمية الأكاديمية ضمن حدوده الأمبيريقية الإجرائية.
وتمّت في الفصل الثالث معالجة ظاهرة التلقني بوصفها أيديولوجيا تدميرية وقوة تجهيل استلابية تمارس ضد الطالب والأساتذة عىل حدّ سواء.
وتركّز النظر في الفصل الرابع عىل مسألة التّسييس الأكاديمي ومساراته التدميرية للوعي الأكاديمي. بينما تطرّق الفصل الخامس إلى دور الاستبداد الأكاديمي في تكريس ظاهرة الأمية الأكاديمية.
وبحث الفصل السادس في مظاهر الفساد والإفساد الأكاديمي في صفوف الأكاديميني، والدور الذي يؤديه هذا الفساد في تكريس ظاهرة الأمية ألأكاديمية في الجامعات العربية.
وعالج الفصل السابع مظاهر الجهالة والتجهيل التي تستبيح الفضاءات الجامعية العربية.
وأخريا تناول الفصل الثامن الملامح المنهجية للجانب الميداني وتم فيه تحديد الخطوات المعتمدة منهجيا في تناول هذه الظاهرة ميدانيا.
وباشر الفصل التاسع عرضا وتحليال لمختلف الشهادات الميدانية لعينة من الأساتذة الجامعيني في العالم العربي حول الأمية الأكاديمية ومدى انتشارها في الأكاديميات العربية.
وجاءت خاتمة الكتاب لتقدم صورة بانورامية لواقع الجامعات العربية يعضدها تصور اسرتاتيجي أوّليّ عن إمكانية إصالح هذه الجامعات، وتحريرها من عطالتها الفكرية والثقافية لتكون قادرة عىل أداء دورها التنويري المنوط بها في العالم العربي.
1 تعليق
فعلا سيدي علي أسعد، التعليم الجامعي، كفضاء لإنتاج النخب في مختلف المجالات، يجب يرتقي بمؤسساته إلى معلمة للكفاءة العلمية والفكرية والأديبة. المرور من التعليم الأكاديمي العالي، هو مرحلة مرور إلى ارتقاء النضج بكل تجلياته. إنه النضج المنتج للقيم المضافة في كل أنحاء حياة المجتمعات الضامنة لقي الحياة الفردية والجماعة.
حفظكم الله ورعاكم.
معزكم الحسين بوخرطة.