صدمت جائحة كورونا الحياة الإنسانية وهزت أركانها في مختلف تكويناتها الوجودية، ويتجلى تأثير هذه الصدمة في مختلف جوانب الحياة الإنسانية: في الأدب والفلسفة والتاريخ والتربية وفي مختلف العلوم والفنون، ولا ريب في أن الآثار المترتبة على هذه الجائحة قد أصبحت الشغل الشاغل للعلماء، وهاجس المفكرين والعلماء، مهما تنوعت اختصاصاتهم والميادين المعرفية الإنسانية التي يهتمون بها.
ومما لا شك فيه أن تأثير كورونا في التربية والتعليم كان مهولا، إذ وضع الأنظمة التربوية والاجتماعية في العالم المعاصر على محك الصدمة، ورماها بين مخالب الأزمة الفريدة من نوعها في تاريخ التربية والتعليم. وقد جاء كورونا ليهز أوصال الأنظمة التربوية ويفجر أطرها التقليدية ويضعنا على مسارات جديدة تهدد الأنظمة التعليمية الحالية، وتعلن عن بداية سقوطها. فالمدارس والمؤسسات التربوية، فقدت اليوم تحت تأثير الجائحة كثيرا من تألقها، ومن قدرتها على مواكبة المستجدات سواء في عالم الكوارث والأوبئة، أو في عالم الثورة الصناعية الرابعة، وليس من التهويل في شيء القول إن هذه الجائحة جاءت لتدق المسمار الأخير في نعش المدرسة التقليدية، ولتعلن موتها في مختلف أصقاع العالم، وليس خافيا أبدا أن هذه الجائحة قد فرضت إغلاقا كاملا على المدارس ورياض الأطفال والجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم، وانتقلت بالتعليم إلى حالة افتراضية موجهه بمعطيات الثورة الصناعية الرابعة في مجال الاتصال والمعلوماتية. ولا ريب في أن فرضية التحول المدرسي إلى عالم افتراضي بدأت تتحقق بصورة واضحة وواقعية في مختلف البلدان. وقد ترتب على الأنظمة التعليمية أن تودع التعليم التقليدي بمكوناته الكلاسيكية، حيث المدرسة والمعلم والطالب والسبورة والاختبار الورقي، وداعا بائنا لا رجعة فيه…. متابعة القراءة
3 تعليقات
دام لكم العطاء و التميز
أبرز موضوعات الساعة في الميدان التربوي ولقد كنتم موفقين كعادتكم في العرض والطرح والمناقشة ولعل ماذكرتم يؤخذ بعين الإعتبار في كافة الأصعدة التعليمية بروف علي .دمتم بخير
تحياتي لأستاذنا الحبيب الدكتور بن شحات الخطيب – اطلالة نور قدّ من ضياء المعرفة وتوقد وهجا معرفيا …. مساؤكم ورد وياسمين صديقي المفدى .