(من هنا نبدأ) للأستاذ خالد محمد خالد

1- تقديم:

  شهدت الثقافة المصرية فى عهدها الذهبى، ظهور مجموعة من الرموز التى شكلت العقل المصرى بصورة حضارية، وفكرية، مستنيرة، وفتحت للوجدان المصرى، آفاقاً جديدة من الترفع والجمال فى مصر ظهرت صحوة فنية رائدة، وتصدرت الساحة مجموعة من المبدعين الكبار فى كل التخصصات غناءً وفناً ومسرحاً، ومع هذا هناك مجموعة من رجال الدين الذين فتحوا أبواباً للاجتهاد والحوار (1)

   وكان فى مقدمة هذه النخبة مفكرنا الجليل الأستاذ “خالد محمد خالد”، والذي يقول عنه الأستاذ “فاروق جويده “:” عرفته سنوات طويلة، وكنت أزوره فى شقة متواضعة فى حى منيل الروضة، وكانت فى الدور السادس بدون أسانسير، وكانت الشقة متواضعة فى كل شىء مساحة وأثاثاً، وكان يأنس كثيراً لها، ويحب الحياة فيها، وحين انتقل إلى فيلا صغيرة فى المقطم مرض مرضاً شديداً، وكان يتصور أنه لو عاد إلى شقة المنيل لتحسنت صحته “(2).

   بدأ “خالد محمد خالد ” مشواره الفكرى يسارياً، ثم إسلامياً، وانتهى به المشوار إلى أن يكون من رموز الحريات الفكرية، فكان ليبرالياً مدافعاً بضراوة عن الديمقراطية، وخاض معارك كثيرة مع كل أصحاب الاتجاهات المتطرفة؛ وكان رحمه الله قد ولد يوم الثلاثاء 27 رمضان سنة 1339هـ الموافق 15 يونيو سنة 1920م ميلادية، في “العدوة” إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتحق في طفولته بكتاب القرية، فأمضى به بضع سنوات، حفظ في أثنائها قدراً من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة (3).

    كان الكاتب والمفكر الإسلامى “خالد محمد خالد”، هو صاحب قلم رشيق وأسلوب أدبى رفيع يفيض بالبلاغة والحجة، وخاطبت كتاباته العقل المعاصر، كما كان واحدا ممن تخرجوا فى الأزهر وحملوا عالميته، وعاش فى رحاب الجمعيات الدينية، حيث تخرج من كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، كان عضواً بالمجلس الأعلى للآداب والفنون.ولد بقرية العدوة، محافظة الشرقية وتوفي منذ عقود ودفن في قريته (4)؛ وكان خالد محمد خالد قد أتم حفظ القرآن كله في وقت قياسي وهو خمسة أشهر – كما بين ذلك مفصلاً في مذكراته “قصتي مع الحياة” – ثم التحق بالأزهر في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عاماً حتى تخرج فيه، ونال الشهادة العالية من كلية الشريعة سنة 1364هـ – 1945م، وكان آنذاك زوجاً وأباً لأثنين من أبنائه. عمل بالتدريس بعد التخرج من الأزهر عدة سنوات حتى تركه نهائياً سنة 1954م، حيث عين في وزارة الثقافة كمستشار للنشر، ثم ترك الوظائف نهائياً بالخروج الاختياري على المعاش عام 1976 (5).

       وفي أحد المؤتمرات الهامة كما يحدثنا فاروق جويدة دارت مناقشة طويلة بينه وبين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويومها كان “خالد محمد خالد” جريئاً ومقنعاً وهو يقول للرئيس دع الزهور تتفتح مطالباً بالحرية والديمقراطية لأبناء وطنه..كتب خالد محمد خالد عشرات الكتب مدافعا عن الحرية من هنا نبدأ،مواطنون لا رعايا،الديمقراطية أبدا،أزمة الحرية،لكى لا تحرثوا فى البحر، وتناول حياة الرسول عليه الصلاة والسلام فى أكثر من كتاب وكان أمينا صادقا وهو يكتب معا على الطريق محمد والمسيح، إنسانيات محمد.. ومن أعظم ما كتب خالد محمد خالد كتابه الأشهر رجال حول الرسول تناول فيه سيرة عدد كبير من الصحابة وكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يختار الرجال حوله.. كانت بيننا جلسات طويلة وكان خالد محمد خالد مترفعاً فى كل شىء وقد شاهدته بنفسى وهو يرفض أشياء كثيرة وعاش راضيا قانعا بفكره وعلمه وثقافته..طاف فى كل مدارس الفكر وعاش معها وعايشها ورفض منها ما رفض واقتنع بما اقتنع لكنه كان فى كل الحالات عقلاً مضيئاً وكانت لغته العربية التى أحبها لغة أدبية ساحرة فى رصانتها وجمالياتها وعمق معانيها (6).

   ولخالد محمد خالد كتابات كثيرة  أخري تميزت بجمال الأسلوب وطريقة التناول، وأشهرها “رجال حول الرسول ” الذي تحدث فيه عن سيرة ستين من أصحاب رسول الله، و”خلفاء الرسول ” الذي ضم بين دفتيه خمسة كتب عن الخلفاء الراشدين: وجاء أبوبكر، بين يدي عمر، وداعا عثمان، في رحاب علي، معجزة الإسلام عمر بن عبد العزيز، ومن كتبه أيضاً: “أبناء الرسول في كربلاء” و”والموعد الله” و”لقاء مع الرسول ” و”كما تحدث الرسول ” و”كما تحدث القرآن” و”إنسانيات محمد ” و”عشرة أيام في حياة الرسول ” وغيرها.. أما كتبه السياسية والإنسانية والاجتماعية والفلسفية فهي عديدة كتب منها ثلاثة كتب في موضوع الديمقراطية وحدها، وهي: “الديمقراطية أبدا” و”دفاع عن الديمقراطية” و”لو شهدت حوارهم لقلت“…. وكتب – أيضاً – مذكراته في كتاب “قصتي مع الحياة (7) ؛ وهلم جرا..

2-أهداف الكتاب:

     إن كتاب “من هنا نبدأ” الذي بين يدينا ظهر في مارس عام 1950 ، وكان هناك وجدان الشعب وتفكيره يموجان بثورة عارمة بلغت ذروتها وقمتها في عام 1950 ، وعام 1951، إلي منتصف عام 1952، والذي تمت فيه الجريمة التي لا تزال مجهولة الهوية وهي حريق القاهرة .

   في سنة 1950 كان “خالد محمد خالد” كان قد انتهي من كتابه ” من هنا نبدأ ” ، وهناك لفته عجيبة بصدد هذا الكتاب ، وهذه اللفتة تجسدت في خالد محمد خالد وهو في مرحلة الهم والعزم بتأليف الكتاب ، قال “خالد محمد خالد” أنه رأي في المنام رؤية في منامه شجعته بقدر ما أسعدته ، حيث قال رأيت رجلا من أولياء الله ، يحمل في يمينه كتاب ، ثم اتجه إلي وقال أخذ هذا الكتاب ، وهذا الكتاب كان بعنوان ” توالي العطاءات” ، فاستبشرت خير ، وبدأت الشروع في كتابة مقدمة الكتاب إلي أن فرغت منه وتم بحمد الله ، وكانت هناك عقبات أمام نسخه ذللتها قدرة الله وفضله ، إلي أن ظهرت طبعته الأولي في مارس من عام 1950 (8).

   والكتاب كان ينتظم أربعة فصول ، يقول المؤلف في مقدمة كتابة : إنّ “أيسر الطرق للحضارة هو الانفتاح الفكري”، ويتجلى عبر الكتاب مدى تأثره بالفلسفة الغربية، سيما فلسفة عصر التنوير في أوروبا، فيستشهد في مقدمة كتابه بفلسفة الولاء للإنسانية التي صاغها الفيلسوف الفرنسي “جان جاك روسو”، كما اقتبس مقولة للفيلسوف الفرنسي “فولتير”، المدافع عن حرية العقيدة والحقوق المدنية، التي قال فيها: إنّ “الذي يقول لك اعتقد ما أعتقده، وإلا لعنك الله، لا يلبث أن يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلا قتلتك”.

   وفي الفصل الأول وهو بعنوان ” الدين لا الكهانة” ، وأما الفصل الثاني وكان عنوانه” الخبز هو السلام” ، في حين جاء الفصل الثالث من خلال عنوان” قومية الحكم ” وأخيراً يجيئ الفصل الرابع بعنوان” الرئة المعطلة”.

  فأما عن الفصل الأول وهو ” الدين لا الكهانة” ، فقد كان “خالد محمد خالد” والتي ظهر فيها الكتاب وقبلها منذ منتصف الأربعينات أو الأربعينيات أن قد بدأ الإرهاص الشديد ، والمحاولات الدائبة لإنجاز تغيير سياسي في مصرنا ليحقق ما هو حق لنا من الحرية ومن العدل الاجتماعي (9) .

    كان هناك القصر متمثلا في الملك فاروق ، والذي أحس بأنه محاصر ، فبمن يستعين؟ .. هنا لجأ إلي استخدام قوة كبيرة يدفع بها هذا الطوفان المقبل ، فلجأ إلي استخدام الدين ، ففوجئنا بفتوي أحد مشايخ الطرق الصوفية يثبت فيها ان الملك فاروق من سلالة النبي محمد وذلك عن طريق أمه .

   بيد أن هذا الأمر قد لقي استهجانا بالغاً ، وهنا لجأ الملك فاروق من خلال القصر إلي تسخير بعض كبار رجال الدين ليدعموا سلطة القصر بحجة أن التيار الذي يتحدي القصر وسلطاته ، هو تيار شيوعي ، والشيوعية ليست من الإسلام ، (وأن الإسلام دين يحث علي القناعة ، وعلي الزهد إلي آخره) (11)، وهنا رأينا خالد محمد خالد في الفصل الأول أن يقوم بعملية عزل أمام الرأي العام آنذاك لهذه الأفكار المغرضة والمريبة ، بحيث يعزلها عن الوعي الشعبي الثوري العام ، فكان عنوان الفصل ” الدين لا الكهانة” ، حيث أخبرنا خلال هذا الفصل بأن الإسلام هو دين العدالة الاجتماعية بأوسع مفهوم ، وهذا وضح جيدا في التاريخ الإسلامي نظرياً وعملياً ، والناس الآخرون والذين باسم الدين يدعون الشعب إلي الصبر الممرور ويعدونه بالجنة لقاء استكانته وصبره وخنوعه ، والذين يصنعون هذا ، لا يصنعونه باسم الدين ، فالدين بريئ من كل ذلك ، والإسلام كان ثورة للحرية والعدالة الاجتماعية . إذن فأولئك الذين يرفعون عقائرهم وأصواتهم باسم الإسلام لتخدير الأمة ، هؤلاء يمثلون الكهانة ولا يمثلون الدين في حقيقته (12).

  وأما الفصل الثاني وهو كما قلنا بعنوان ” الخبز هو السلام” ، وهذا الفصل كان عرض لمساوئ وبلايا الإقطاع سواء كان احتكار الأرض أو رؤوس الأموال ، وكيف كان ذلك يهدد إلي أبعد مدي حياة الشعب في حاضره ، وفي مستقبله ، وفي مسيره ، وفي مصيره  (13)، كما عرض “خالد محمد خالد” في هذا الفصل ايضا حالة المجتمع من خلال أن الأرض الزراعية في مصر ، حيث تملك 90 % منها والباقي يعيش علي 10 % ، والتفاتيش وكيف تسوم الناس سوء العذاب ، حتي أنه كان في بعض التفاتيش كما يقول “خالد محمد خالد” وهو تفتيس تقع قريته ( وهي العدوة وتقع ضمن محافظة الشرقية) ضمن زمامة ، حيث كان الفلاح يُؤجر بخمسة قروش في اليوم ، وحماره يؤجر بعشرة قروش في اليوم ، ثم مضي خالد محمد خالد بالبحث في هذا الفصل إلي أن زكي وهتف مع الذين كانوا يومئذ يهتفون من إخوانه الكتاب والصحفيين بالعدل الاجتماعي ، والذي يدعي في عصره بـ ” الإشتراكية” ، (والإشتراكية في نظر خالد محمد خالدشئ مختلف عن الماركسية ، فالإشتراكية في تطبيقها الواعي والعادل والمحايد هي أقرب إلي العدل الاجتماعي ، أو هي الصورة العملية للعدل الاجتماعي بخلاف الماركسية) (14).

    وأما الفصل الثالث والذي جاء بعنوان ” قومية الحكم” ، حيث كان هناك في زمن خالد محمد خالد هيئة إسلامية كبري سرت في وجدان الشعب المصري آنذاك سريان الدم في العروق ، وكانت ستُوفق كثيراً جداً لولا أن أُقحم عليها ما سُمي بالنظام السري الذي قام باغتيالات مشؤومة حتي الجماعة التي تقوم بذلك نفسها (15)، وهنا وجدنا “خالد محمد خالد” في الفصل يدير خواطره حول هذه الظروف ، وهذه الأنشطة ، وكانت هذه الهيئة تنادي بأن الإسلام هو دين ودولة ، وهنا يقول “خالد محمد خالد” بأن النظام السري (ويقصد هنا جماعة حسن البنا الإخوانية) أُقحم عليها حتي لا يظلمها حين يحملها ككل مسؤولية ما حدث . وهذا الطموح المستهتر من التنظيم السري في نظر “خالد محمد خالد” جعله يخشي كثيراً علي الإسلام نفسه لو وصل إلي الحكم ناس من أمثال هذا التنظيم ، والذي جعل وسيلته للوصول إلي الاغتيالات ، وهذه واحدة ، والكثانية كان “خالد محمد خالد” قد قرأ كثيراً عن الحكومة الدينية في أوربا في العصور الوسطي ، عندما كانت الكنيسة والبابوية هي التي تحكم ، فتأثر “خالد محمد خالد” بهذين الوجهين من المشكلة (16).

  وقد جاءت تسمية ” خالد محمد خالد” لـ ” قومية الحكم” بدلاً من الحكومة الدينية، لأنه كان يرى أن فى ذلك مجازفة بالدين تعرض نقاءه للكدر وسلامته للخطر، ورأى أن الحكومة تحقق الغرض من قيامها فقط من خلال المنفعة الاجتماعية العامة، وإذا كانت الحكومات الإسلامية الأولى توفر لها ذلك فإن مرده لأسباب شخصية وإيمانية لدى قوادها، وهو أمر لا يمكن أن يشمل البشر الآن، ولم يلبث الأمر أن انتهى فعلاً إلى تنافس دموى على الحكم وفتنة للناس وقادتهم ولم يعد يميز الحكم أى صلة دينية، وإن زعم أصحابه أنه حكم يؤسسه الدين، وأن الحكومة الدينية لم تكن تستلهم مبادئها وسلوكها من كتاب الله ومن سنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، بل من نفسية الحاكمين وأطماعهم ومنافعهم الذاتية، ولأن القرآن حمال أوجه، كما قال الإمام على، فقد استغله أصحاب المنافع، فكل فريق منهم يستخدم السند نفسه فى ضرب وقتل الخصوم (17).

   وكان ” خالد محمد خالد” أيضاً قد فرق بين الطعن فى دعاة الدين والدين نفسه، وهو الأمر الذى تأسس عليه مفهوم الحاكمية، لأن الدين حقائق خالدة وثابتة، أما هؤلاء الدعاة وأصحاب الحكومات فهم بشر يصيبون ويخطئون، ونَقد بقسوة التوظيف السياسى للدين واستخدامه أداة أيديولوجية تسعى لتوريط الدين فى مسائل اجتماعية، وخروج طبقة كبار الملاك بجناحيها الزراعى والصناعى حينها من تلك الورطة، وأن الإسلام دين لا دولة، وأن الدين علامات تضىء الطريق إلى الله وليس قوة سياسية تتحكم فى الناس وتأخذهم بالقوة إلى سواء السبيل، وأنه ما على الدين سوى البلاغ، وذكر أن الحكومة الدينية عبء على الدين (18).

    لم يكتف ” خالد محمد خالد” بذلك ، بل قال بأن الإسلام ليس بحاجة بأن يكون دولة ، وحسبه أن يظل ديناً، وهذا ما أثار ضحة بالأزهر آنذاك ، حيث أن لجنة الفتوي قالت بأن هذا الكتاب ضد الإسلام ، وطلبت من النيابة التحقيق ، وهنا قرأت النيابة مذكرة الأزهر والكتاب فزادت الطين بلة ، حيث أضافة النيابة إلي “خالد محمد خالد” بأنه “شيوعي” ، وتم التحقيق مع “خالد محمد خالد” ، وكان رأي الأزهر والنيابة آنذاك عير صحيح ، وانعقدت جلسة سرية للمحاكمة ، وهنا لا بد وجدنا “خالد محمد خالد” يذكر بكل الخير الرجل العظيم رئيس محكمة مصر يومئذ والذي باشر القضية ، وحكم فيها ، وهو المستشار ” حافظ سابق” ، حيث كتب حيثيات مذهلة في القضية لتبرئة “خالد محمد خالد”، حيث دحض تهمة الأزهر والنيابة ، حيث قال المستشار :” هذا الكتاب تمجيد لدين الله ، ودفاعاً عن حقوق الشعب” ، وذلك في سيطرة وهيمنة الملكية آنذاك (19).

    وهكذا انتقد “خالد محمد خالد” منظومة الدين والاقتصاد والتمييز ضدّ النساء في مطلع خمسينيات القرن الماضي، فتعرض كتابه للمصادرة، واستمعت النيابة إلى أقواله، ثم وجهت إليه ثلاثة اتهامات، ألا وهي:التعدي على الدين الإسلامي، التحريض على تغيير النظام الاجتماعي، وازدراء الرأسمالية مما يكدّر السلم العام. نال خالد محمد البراءة في حكم تاريخي، غلبت على مفرداته روح العدالة، خاصة فيما يخص مبدأ العدالة الاجتماعية في مواجهة النظام الإقطاعي، ورغم أنّ منطوق الحكم يعدّ انتصاراً لحرية الرأي، إلا أنّ دراسة جوانب القضية برمتها قد تثبت فساد الروايات التي تصنع من الماضي صورة مثالية. نقد المؤلف النظام الإقطاعي الملكي الذي يستغل العمالة في منظومة مجحفة أسماها منظومة “رقيق الأرض” (20).

   أما الفصل الرابع والذي كان بعنوان بعنوان ” الرئة المعطلة “، وكان خالد محمد خالد يعني بالرئة المعطلة ” المرأة” ، حيث قال إن المجتمع بنتفس برئتين كالإنسان ، فيه الآن رئة معطلة ، حيث رئة الرجل تعمل ، بينما رئة المرأة معطلة ولا تعمل، وهذا حديث نسوقه بإيجاز عن قضية المرأة المصرية ، وإنه لمن توفيق الله وأنعمه أننا لم نعد نتحدث عنها نطالب بحقها في الثقافة والعلم ، فقد كسبت هذا الحق لنفسها ، وبدأت الطلائع تتدفق كضياء الفجر حاملات معرفة المعاهد وثقافة الجامعات ليفدن بها بلادهن الظمأى إلي جهدهن وجهادهن . نعم لم نعد بحاجة إلي المطالبة بتعليم الفتاة وننح نبصر كل صباح تلك الرؤوس التي تشق شوارع القاهرة، والمدن المصرية ، كانها شموع مضاءة ، تلقي وهي في طريقها إلي معاهد العلم نوراً كاشفاً علي ذكرى أولئك النفر الخالدين … قاسم أمين ومحمد عبده،وسعد زغلول ، وهدى شعراوي، الذين شادوا فوق كثبان الرجعية المنهارة ، نهضة المرأة النامية . بعد أن أنضوا عنها قيودها ، وجعلوا لها من الجهالة والانحطاط مخرجاً (21).

   ثم يستطرد “خالد محمد خالد” فيقول : ” ستنحدث إذن حديثاً مباشراً عن حقوق المرأة السياسية التي يتساءل بعض الناس عن قيمتها وفائدتها لمجتمع لم يحسن رجاله حتى اليوم ممارسة حقهم الانتخابي- كما يتساءلون عن إمكان تحقيق ذلك ، وللمجتمع دينه وتقاليده اللذان يقفان دون تمرس هذه الحقوق .. وكما يتساءلون – وما أكثر تساؤلهم – عن وظيفة المرأة التي خلقها الله لها ، وهي رعاية البيت وتربية الأولاد .. من سيقوم بها بعد أن تصبح هي ناخباً ، ونائباً ، ووزيراً ! .. وهي أسئلة تدل أن أصحابها من السذاجة بحيث لا ينبغي أن تكون معارضتهم واستنكارهم عائقين عن تحقيق هذا الهدف المفعم بالاحتمالات الحسنة النافعة (22).

    وكما قلنا أن كتاب ” من هنا نبدأ” قد أثار ضجة الأوساط الدينية، حتى أن لجنة الفتوى بالأزهر أصدرت قرارا بمصادرة الكتاب، وحظر توزيعه، باعتباره عملاً يهاجم الدين، بل وطالبت بمحاكمة كاتبه ؛ وكان ” خالد محمد خالد” عقب انتهائه من تأليف الكتاب قد اختار عنوانا آخر للكتاب وهو “بلاد من؟”، غير أن الكاتب السعودى “عبد الله القصيمى”، اقترح عنوانا آخر للكتاب، وهو العنوان الذى صدر به “من هنا نبدأ”، وفى الكتاب تساءل “خالد”: “بلادنا هذه لمن؟ وهى وطن من؟ أهى بلاد (الكهانة)، أم بلاد الإسلام الخالص والمستنير؟، أهى بلاد الأغنياء المترفين أم هى- أيضاً- بلاد الجياع المسحوقين؟ أهى بلاد التعصب ووطن الطائفية أم بلاد التسامح ووطن الجميع؟ أهى بلاد الرجال من دون النساء أم هى بلاد الفريقين؟” (23).

3-محاور الكتاب :

    والكتاب في مجمله يتناول ثلاثة محاور رئيسة يمكن رصدها في كتاب “من هنا نبدأ”، وهي: الدولة الدينية، الفقر وقضية العدالة الاجتماعية، وأخيراً التمكين السياسي للنساء، والمحور الأول: يتجلى هذا المحور من خلال فصلين؛ فصل بعنوان “الدين لا الكهانة”، والآخر بعنوان “قومية الحكم”، ولا شك في أنّ المؤلف فتح على نفسه النيران الصديقة حين شبّه احتكار المشايخ لتفسير الدين الإسلام بالكهانة، لكن يبدو أنّ قلمه كان يخضع للرقابة الذاتية، فلم يرد على لسانه لفظ الكهانة الإسلامية، وإنما أسماها الكهانة المصرية؛ حيث انتقد خطاب المشايخ الذين دعوا العامة إلى الرضوخ للفقر بحجة الزهد والقناعة، وانتقد المشايخ الذين تمسكوا بجمود التفسيرات فأصبحوا سجناء الماضي (24). أما في فصل “قومية الحكم”؛ فيذهب ” خالد محمد خالد”  إلى خطورة العلاقة بين الدين والدولة، فيتساءل: أنمزج الدين بالدولة؟ فنفقد الدين ونفقد الدولة؟ أم يعمل كل منهما في ميدانه فنربحهما معاً، ونربح أنفسنا ومستقبلنا؟”(25)، ورأى أنّ “الحكومة الدينية تمنح نفسها قداسة زائفة”(26).

المحور الثاني: تناول المؤلف الفقر وإشكالية العدالة الاجتماعية، في فصل بعنوان “الخبز هو السلام”، وقام من خلاله بنقد النظام الإقطاعي الذي يستغل العمالة، في منظومة مجحفة أسماها منظومة “رقيق الأرض”(27).

المحور الثالث: تبنّى “خالد محمد خالد”، مؤلف كتاب “من هنا نبدأ”، قضية حقوق المرأة السياسية، ووصف غياب النساء عن البرلمان بـ “الرئة المعطلة”، وفي وصف آخر قال: إنّ “الأمر أشبه بالتحرش بحقوق النساء”(28).

  هكذا انتقد خالد محمد منظومة الدين والاقتصاد والتمييز ضدّ النساء في مطلع خمسينيات القرن الماضي، فتعرض كتابه للمصادرة، واستمعت النيابة إلى أقواله، ثم وجهت إليه ثلاثة اتهامات، ألا وهي: التعدي على الدين الإسلامي، التحريض على تغيير النظام الاجتماعي، وازدراء الرأسمالية مما يكدّر السلم العام (29).

    أما اتهام مؤلف كتاب “من هنا نبدأ”؛ بأنه “يزدري الرأسمالية، ويكدر السلم العام”، فجاء بمقتضى المادة (176) من قانون العقوبات، وهذا الاتهام ينفي الصورة الذهنية بأنّ الاقتصاد الحرّ كان قائماً على الفكر الليبرالي الحرّ؛ لأنّ الليبرالية لا تتهم المختلف معها في الرؤية الاقتصادية بتكدير السلم العام، أو بازدراء الرأسمالية؛ فالاتهام بازدراء الرأسمالية في العهد الملكي لا يختلف عن الاتهامات التي وجهتها منظومة الحكم في العهد الناصري، فيما بعد، لمن ارتفع صوته معترضاً على الخطاب والتوجه الاشتراكي. إنّ التمعن في تفاصيل محاكمة كتاب “من هنا نبدأ”، العام 1950، من الأمثلة التي تكشف لنا أنّ القراءة الجزئية لبعض العناصر التاريخية دون غيرها، أو خارج سياقها، قد يؤدي إلى تصورات مبتورة (30).

   كذلك كتاب من هنا نبدأ يعول علي أن الحرية هى القيمة المركزية فى مشروع خالد محمد خالد الفكري، كما أشرنا، لهذا نراه يؤكد أن “الاستبداد هو الأب الشرعى للمقاومة، وأن الرأى المكظوم يتحول داخل النفس إلى قذيفة خطرة، وأن أيسر الطرق لحضارة خصيبة هو فتح منافذ الملاحة الفكرية والقضاء على كل بواعث التهيب فى الشعب” ومن هذا المنظور يتعامل مع الدين بوصفه اختيارا قائما على الإرادة الحرة تطبيقا لقوله تعالى “لا إكراه فى الدين” وقوله “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وخطابه للرسول بقوله جل وعلا “لست عليهم بمسيطر” و”أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” وفى هذا تحرير للإنسان وللدين نفسه من سلطة الكهنوت. ففي الفصل الأول من كتابه “من هنا نبدأ” يقول: “ليس ثمة ما ينفر الناس من دينهم مثل إبرازه فى صورة قوة عائقة مناهضة لحقوقهم مخذلة لطموحهم» وهو تحديدا ما فعلته الكهانة حين جعلت من نفسها قوة متسلطة على الناس مفتشة فى ضمائرهم. (31)

4- نقد محمد الغزالي للكتاب:

   وقد لقي كتاب خالد محمد خالد نقداً شديداً من الأستاذ “محمد العزالي” ، حيث ألف كتاباً يرد  فيه علي “خالد محمد خالد” بعنوان “من هنا نعلم” حيث رد عليه مخطئا ما ورد فيه بالأدلة والبراهين التي يملكها الغزالي، حيث عن إسلام الوحي والنبوة، فكل عيب أصاب التجربة السياسية الإسلامية ينبع جراء ابتعاد المسلمين عن الإسلام الحقيقي النقي، والإسلام كما يقول الشيخ الغزالي: مثل الشعوب موتور من صنيعهم به واستغلالهم لنصوصه، وأما أن نحمل الإسلام آثام هؤلاء، فذلك خطأ بعيد وكذلك الحدود التي أمر الإسلام بها؛ فالمشكلة تكمن في ملابسات التنفيذ وليست في قسوة ولا معقولية الحد ذاته (32).

  ثم يري “محمد العزالي” بأن الصراع بين إسلام التاريخ وإسلام الوحي والنبوة حَكم تاريخ العلاقة بين جناحي الأمة: أتباع المشروع الإسلامي وأنصار المشروع المدني، فكل فصيل ركز على إسلام بعينه بناء على خبراته الشخصية مع هذا الإسلام، فالإسلام عند قطاعات من الجناح المدني هو فقهاء السلاطين والكُتْاب ومحفظ القرآن والمقرعة والشيخ الأزهري الجاف الذي يكرر التراث، ويردد متن المتن بدون نقد أو تجديد وتجربة “طه حسين” دليل على ذلك، في حين الإسلام عند الجناح الديني هو الله والقرآن والنبي (33).   

   ولم يكتف “محمد العزالي” بذلك ، بل نراه يرد باستماتة على فكرة دنيوية التجربة السياسية الإسلامية؛ حيث يري أن جميع تجارب التاريخ أكدت على أن الأزمة في الإنسان والدين يبرأ منها، وهو إذن بريء لا يتحمل مسئولية ما تجاه تأجيج العنف والدين الإسلامي ديمقراطية حرة في المجال السياسي واشتراكية معتدلة في المجال الاقتصادي وفقا لتعبيره ، بمعنى أن الإسلام جمع أفضل مميزات الأيدلوجيات الغربية في بناء واحد، ليرسل إلى القارئ رسالة أن الإسلام لا يحتاج إلى الشرق الملحد أو الغرب الصليبي؛ فهو مكتفي بذاته ليسحب البساط من تحت أقدام أتباع الأيدلوجية الشرقية والغربية؛ فالحلول موجودة ومتاحة بين دفتي القرآن وما على المسلم سوى التزام النهج القرآني والشيخ – برغم مواقفه الجادة والحادة من غلاة المتشددين – فإنه أحجم عن تحديد مجال مسئولية الدين عن الأزمة العميقة التي تضرب أركان الأمة الإسلامية بشكل مباشر (34).

   و”محمد العزالي” حين يرد على “خالد محمد خالد” بشأن فصل الدين عن الدولة، يقدم مجموعة من الأسباب التي ترى استحالة ذلك، فالإسلام بدون دولة تؤسس دعائم الإسلام وتدافع عنه وترسخ مفاهيمه لدى جمهور المسلمين، وتجند المجاهدين دفاعا عن الإسلام والمسلمين لن يدوم، فالدولة مقدمة لصعود الإسلام وحركته في المجتمع وتجربة الدولة النبوية واضطلاع الرسول بمهام السياسي طاعة للوحي دليل على تلازم الديني والسياسي في التجربة الإسلامية ويرى كاتب السطور أن احتماء الغزالي بالدولة هو حل سهل لمسألة عويصة، فما أسهل أن يلقي المفكر أعباء وأزمات المجتمع على كاهل الدولة المحملة أصلا بالأعباء؛ فالدولة إن آمنت واعتمدت دستورا إسلاميا لا صَلُح الحال في تكرار لفكرة أن الإسلام يمثل عصا سحرية، لحل أزمات تاريخية معقدة وتجاهُل للمفارقة التاريخية التي جعلت الرسول قائدا للدولة، وهو ما لم يتكرر بعد وفاته (35).

    ولا يخلو أسلوب “محمد العزالي” من خطابة لإثارة غضب القارئ واستيائه متحدثا عن هدم الإسلام وعملاء الغرب والحرب الصليبية ضد الإسلام ومبالغات أخرى، فيذكر على سبيل المثال أن أينشتين قد وجه رسالة إلى أخطر المؤتمرات العلمية يطالبهم فيها بمحاربة فكرة الألوهية لنفيها من الأذهان!(36).

  لم يكتف “محمد العزالي” بذلك بل نراه يرفض الشيخ حرية المرأة المطلقة وأنصار حقوقها في المساواة، فيقتبس الشيخ فقرة لمحامية مصرية تشكو إرهاق المهنة وعنتها ومن محاربتهن للطبيعة كدليل على ضعف المرأة الفطري، دون نظر لواقع المرأة الجديد (37).

   ونتيجة للنقدم الشديد الذي قدمه الشيخ “الغزالي” لكتاب خالد محمد خالد ” من هنا نبدأ ” ، رأينا يؤلف كتاباً في عام 1982 بعنوان (الدولة في الإسلام) وقدأعلن فيه بكل وضوح أنه أخطأ مرتين، مرة حين اعتبر الدولة الإسلامية دولة دينية كتلك الدولة الكهنوتية المسيحية التي ظهرت في أوروبا، ومرة حين عمم أخطاء الحكام المسلمين وبعض الذين أساءوا فهم الدين علي الإسلام. ثم أوضح في جلاء مبين أن علينا نحن المسلمين أن نعيد القرآن العظيم إلي مكانه السامي في قلوبنا وحياتنا، ونشد علي راية الإسلام بسواعد قوية متفانية، وأن نستفيد من كل فرص التقدم النظيف دون أن نسلم رقابنا للأغلال وديننا للضياع، وروحانيتنا للجفاف، وأن دورنا مع حركة التاريخ وصنع الحضارة لا يزال قائما، وأن الإسلام الذي نحمل لواءه لم ينته ولن ينتهي دوره في ترشيد الحياة، وهداية البشرية إليه، لأن عظمته الفريدة ماثلة في أنه يقدم مع حضارة المادة حضارة الروح، وأخيرا علينا أن نعمق إيماننا بأن الإسلام دين ودولة، حق وقوة، ثقافة وحضارة، عبادة وسياسة.

    وفي النهاية فإن الكلمات لا تستطيع أن توفي هذا الأستاذ التنويري حقه، صحيح أن هذه الكلمات جاءت متأخرة فكثير ممن يطلقون علي أنفسهم لقب أساتذة لا يعرفون قدر هذا الأستاذ التنويري، فتحية طيبة للأستاذ “خالد محمد خالد” الذي كان وما زال يمثل لنا نموذجاً فذاً للمفكر المبدع التنويري الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

   رحم الله الأستاذ “خالد محمد خالد” التنويري ، الذي صدق فيه قول الشاعر: رحلتَ بجسمِكَ لكنْ ستبقى.. شديدَ الحضورِ بكلِّ البهاءِ.. وتبقى ابتسامةَ وجهٍ صَبوحٍ.. وصوتًا لحُرٍّ عديمَ الفناءِ.. وتبقى حروفُكَ نورًا ونارًا.. بوهْجِ الشّموسِ بغيرِ انطفاءِ.. فنمْ يا صديقي قريرًا فخورًا .. بما قد لقيتَ مِنَ الاحتفاء.. وداعًا مفيدُ وليتً المنايا.. تخَطتْكَ حتى يُحَمَّ قضائي.. فلو مِتُّ قبلكَ كنتُ سأزهو.. لأنّ المفيدَ يقولُ رثائي.


الهوامش

1-فاروق جويدة : هوامش حرة خالد محمد خالد، الأهرام .. الخميس 15 من رمضان 1439 هــ 31 مايو 2018 السنة 142 العدد 48023,

2-المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

3-خالد محمد خالد: من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

4- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

5- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

6- فاروق جويدة : المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

7- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

8- البرنامج الإذاعي׃ زيارة لمكتبة فلان ˖˖ خالد محمد خالد.. يوتيوب.

9-خالد محمد خالد: من هنا نبدأ ، دار الكتاب العربي ، ط11، بيروت ، لبنان، 1969، ص 74-49.

10-المصدر نفسه، ص 50.

11- المصدر نفسه، ص 65.

12- المصدر نفسه، ص 98-100.

13- المصدر نفسه، ص 122-124.

14- المصدر نفسه، ص 168.

15- المصدر نفسه، ص 177.

17- المصدر نفسه، ص 189.

18- المصدر نفسه، ص 191.

19- ماهر حسن: كتب وحكـايات.. “من هنا نبدأ”، الجمعة 02-06-2017 18:06 |.. جريدة المصري

20- رباب كمال: “من هنا نبدأ”: الكتاب الذي اتُّهم بازدراء الدين والرأسمالية.. 03/02/2019.

21- خالد محمد خالد: المصدر نفسه، ص 212.

22- المصدر نفسه، ص 213.

23- ماهر حسن: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

24- خالد محمد خالد: المصدر نفسه، ص 36-37.

25- المصدر نفسه، ص 147.

26- المصدر نفسه، ص 172.

27- المصدر نفسه، ص 125.

28- المصدر نفسه، ص 184-185.

29- رباب كمال: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

30- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

31- خالد محمد خالد: المصدر نفسه، ص 42-43.

32- محمد الغزالي: من هنا نعلم، القاهرة ،دار نهضة مصر، 2013، الطبعة العاشرة، ص24

33- حاتم زكي: من هنا نعلم … دراسة نقدية لخطاب الإسلاميين: محمد الغزالي أنموذجا، ديسمبر 2020.

34- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

35- المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

36- محمد الغزالي: المرجع نفسه، ص 123.

37- حاتم زكي: المرجع نفسه، والصفحة نفسها.

 

مقالات أخرى

قراءة في كتاب: البينيّة في الأكاديميا العربية والإسلاميّة من الاختبار التقني إلى المسؤولية الحضارية

الطاقة الاستلابية للعنف الرمزي في المنظور التربوي عند علي وطفة

تقديم كتاب:”خطاب الاستعراب بتونس في عهد الحماية، الخصائص والخلفيّات” لنجاة قرفال

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد