1-تقديم:
منذ أربعينيات القرن الماضي والعقل الأوروبي يراجع ناقدا نفسه وقد انحسرت هيمنته ، وأخذ يتساءل : فهل استقال العقل الأوروبي عن دورة الحضاري ؟ … ومنذ ستينيات القرن الماضي ، تفجر بركان الغضب، وشملت الأزمة العقل الغربي بعامة ، واهتزت مقولات رسخت على الساحة الفكرية زمانا، تجاوز القرنين. وبدا أن التاريخ الذي رسم مساره الفيلسوف الألماني” هيجل ” ليس هو الخطاب الصحيح ، وظهرت اليابان، ويلدان العالم الثالث على السطح، بثقافاتها، وتطلعاتها، وجهودها، باحثة عن هويتها وتاريخها ، ناقدة وناقضة مقولات الغرب ، وبدت حضارات هذه الشعوب بتعددها الخصب المتكامل وبعمقها التاريخي العريق خطاباً إنسانياً جديداً في المعرفة .
وتعددت البحوث والدراسات الفكرية والفلسفية والعلمية في محاولات نقدية وتصويبيه للعقل الغربي، وعقل عصر التنوير الأوربي، ولمعت أسماء، وسطعت تيارات فكرية، وسادت نظريات ومناهج بحث، كاشفة عن دور الأيدولوجيات في العلوم الإنسانية والطبيعية معا، وانحيازها الخفي، أو الساخر، دفاعاً عن ثقافة الغرب، وتجسد هذا الانحياز في نظريات وصفت بالأكاديمية، حدثتنا عن العرق الأسمى والعقل الأرقى ، وأن لهما الحق بالوراثة والطبيعية في السيادة على من هم دونها ، وهذا ما يعنى في النهاية سيادة الغرب عقلا وعرقا على العالم أجمع لأنه الأدنى ؛ وارتدينا جميعا قناع الأيديولوجيا الغربية زمنا وكأن فروضها من حيث لا نعى، مسلمات تصوغ رؤيتنا للحياة والتاريخ (1).
أما تاريخياً فقد شكلت علاقة الشرق بالغرب قضية جدلية في الأوساط الفكرية والسياسة العربية والغربية، إذ اختلفت الرؤى حولها باختلاف المرتكزات الثقافية والدينية والظروف السياسية والاقتصادية، فبعد أن كان الحديث أثناء القطبية الثنائية عن “التعايش السلمي”، و”الحرب الباردة” ، كتعبير عن حالة الصدام والتأزم بين القطبين منذ الحرب العالمية الثانية حتى تفكك الاتحاد السوفييتي، وظهرت أطروحة “نهاية التاريخ” عند “فرانسيس فوكوياما” مبشّرة بالديمقراطية الليبرالية كشكل غالب على الأنظمة حول العالم مع نهاية الحرب الباردة، ثم جاءت أطروحة “صامويل هنتجنتون” حول “صراع الحضارات”، كرد مباشر عليها، لتنذر بنمط جديد من الصراع ،تحركه الاختلافات الثقافية، والدينية، بدل النزاع القديم بين الأيديولوجيا الرأسمالية والشيوعية، وهو نزاع الغرب مع حضارات محتملة هي الحضارة : الإسلامية، والصينية، إذ اعتبر الشرق، وفي القلب منه العالم الإسلامي مصدر تهديد للغرب ومصالحه ، مما أعاد جدل العلاقة بين الغرب والإسلام إلى نقطة البداية ، وأثارت السؤال من جديد : هل العلاقة بين الغرب والإسلام علاقة صراع أم حوار حضاري (2).
ولم تخل الساحة المصرية من النقاشات حول هذه المسألة؛ فمنذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حيث كان توجّه معظم المفكرين المصريين، نحو الغرب، وكانوا يرون في الاتجاه غرباً طريقاً لنهضة وتقدّم مصر، وخروجها من حالة التخلف؛ فـ” طه حسين” يرى ضرورة ربط مصر بالغرب من خلال حوض البحر الأبيض المتوسط، وأنّ كلمة “الخديوي إسماعيل” حول أنّ مصر ينبغي أن تكون قطعة من أوروبا؛ هي هدف ينبغي أن نسعى إليه، وكان” سلامة موسى”، يرى أنّ علاقتنا بأوروبا ينبغي أن تتوطد إذا أردنا أن ننهض، وتطرف حتى دعا إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية، وأن نكتب من اليسار إلى اليمين كما يكتبون، وكان يقول: “أنا مؤمن بالغرب كافر بالشرق” (3).
بيد أنه عندما بزغت الصين وبلاد جنوب شرق آسيا كقوى اقتصادية جديدة في العالم، بدأت المراجعات في الربع الأخير من القرن العشرين لطبيعة العلاقة مع الغرب الاستعماري ؛ وفي إطار هذه المراجعات؛ كانت دعوة “بطرس غالي”- (1922 – 2016) إلى ضرورة اتجاه مصر إلى الجنوب والعمق الإفريقي، وكانت دعوة “أنور عبد الملك” – (1924- 2012) إلى ضرورة الاتجاه شرقاً نحو الصين واليابان ودول الشرق الناهضة، وذلك في إطار التوجّه نحو تفكيك المركزية الأوروبية وعلاقة الشرق الأوسط بها (2).
2-التعريف بالمؤلف:
ينتمي الأستاذ الدكتور “أنور عبد الملك” إلى جيل من المثقفين العرب الذين قدموا مساهمات بالغة الأهمية في قراءتهم خطاب النهضة . وقد تميز مع قلة من هؤلاء ، في إعطاء هذه القراءة وَجْهًا ً معرفياً برزت بعض ملامحه من خلال ميلها الواضح إلى إعادة قراءة التاريخ للفكر العربي والبحث فيه عن الديناميات الدافعة إلي التقدم والأسباب المعيقة له (4).
لذلك يعدّ المفكّر المصري “أنور عبد الملك” ، أحد أبرز المفكّرين المعاصرين، الذين لم تنل اجتهاداتهم وإنجازاتهم الاهتمام الذي يليق بمنجزه الفكري، فقد عاش معظم حياته مغترباً في باريس (5)، حيث ظل الرجل للاتجاه شرقا باعتبار أن الشرق سيكون المركز الجديد للقوة والنفوذ والتأثير. وها هي توقعاته تصير حقيقة، لكن ريح الشرق، التي كانت عنوان أحد مؤلفاته الشهيرة، تحمل هذه الأيام انبعاثا لروح قومية متطرفة يمكن أن تقود لمخاطر قد تفوق الحرب الباردة بكثير (6).
كما يعد من مفكرينا العظام الذين أسسوا لوجهة نظر فكرية ، حاولت استرجاع البعد الحضاري لمشروع النهضة العربية ، عبر إعادة صياغة بعض المفاهيم التي لم تكن متداولة ، وبخاصة في أوساط دعاة الحداثة والتنوير ؛ مثل الخصوصية ، والأصالة ، والاستمرارية التاريخية ، والنهضة الحضارية (7).
يتناول أنور عبد الملك هذه القضايا بلغة سوسيولوجية واضحة ، بعضها ضمن رؤية فكرية وحضارية تبلورت ونضجت على مدى سنوات ، إلي أن طفقت تتمحور في كتاباته الأخيرة حول مسألة النهوض الحضاري الشامل . وعلى هذا الأساس ، فهو يعتبر أن إشكالية حركة التحرر في الوطن العربي ليست إشكالية الانتقال من مرحلة الاحتلال والتبعية والرجعية إلى مرحلة الاستقلال والتحرر والثورة الاجتماعية ، وإنما عى وجه الدقيق ، الانتقال من التدهور الحضاري إلى النهضة الحضارية (8).
أمضى الدكتور “أنور عبد الملك” حياته مخلصاً للتجربة الناصرية، مُعتزاً بها وبقيمها وبما قدَّمته، ورغم أنه سُجن في معتقلات الرئيس “جمال عبد الناصر”، ظلَّ- ككثير من طلائع الفكر والعمل والمنخرطين في اليسار المصري، مثل “شهدي عطية الشافعي” و”صنع الله إبراهيم” و”سعد زهران” و”محمد يوسف الجندي”.. وغيرهم- مُؤمِناً بتجربته مخلصاً لها، وهذا نادراً ما يتكرر في سِير العمل الوطني، كان مدركاً المغزى التاريخي للتجربة الناصرية التي أدخلت مفهوم الاشتراكية العلمية إلى صلب الحركة الوطنية، وركَّزَت على السيادة والاستقلال الوطني العربي، وأرست حدود السياسة الخارجية العربية وأوجدت صيغة التحالف الموضوعي مع الدول الاشتراكية على أساس شعار (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا) كما تجلت في مجموعة “عدم الانحياز” التي كانت مصر في طليعة قياداتها (9).
ولد أنور عبد الملك في القاهرة في 23 أكتوبر 1924 .. والده الذي قاد منظمة اليد السوداء، التي اعتبرت بمثابة التنظيم السري لحزب الوفد المصري خلال ثورة 1919، لم يتوقف عن تعليمه كل شيء؛ التاريخ والجغرافيا، والمعارك الكبرى، واللغات. وحين رحل الأب عندما كان “أنور” الصغير قد تجاوز ثماني سنوات، حلّ مكانه عمه “فؤاد” مؤسس جمعية الفنون الجميلة، اصطحب الصغير إلى المتاحف والمسارح والأوبرا. باختصار، فتح عينيه على الفن والفلسفة والخيال. شاهد نجيب الريحاني، واستمع إلى أم كلثوم، وأغرم بالموسيقى الكلاسيكية (10).
ثم انخرط الرجل في صفوف الحركة الوطنية لمُقاومة الاحتلال الإنجليزي، وهو في المدرسة الثانوية، ثم تدرج أيديولوجياً خلال تعليمه الجامعي، فانضم للحركة الماركسية، وتزامن ذلك مع قيام ثورة يوليو بقيادة “جمال عبد الناصر” والضبّاط الأحرار، وأسقطت تلك الثورة النظام الملكي، وطبقتي كبار مُلاك الأراضي، الذين أطلق عليهم مجازياً “الإقطاعيين”، وكذلك “كبار الرأسماليين”؛ كما قاومت تلك الثورة كل من اختلف مع سياساتها أو أفكارها. من ذلك أنها أعدمت بعض القيادات العُمالية في كفر الدوّار، وبعض القيادات الإخوانية في القاهرة، كما حاكمت وسجنت كثيراً من قيادات العهد الملكي، ومن الماركسيين (11).
وفي هذا السياق تمت مُلاحقة الشاب الماركسي “أنور عبد الملك”. إلا أن رفاقه نجحوا في تهريبه إلى خارج البلاد، وبمُساعدة الحزب الشيوعي الإيطالي ثم الحزب الشيوعي الفرنسي، عاش بين روما وباريس، وفى هذه الأخيرة، قرر أنور عبد الملك استكمال دراساته العُليا في جامعة السوربون.. ومع المد القومي العربي وسّع أنور عبد الملك من مُحيط اهتماماته الأكاديمية والسياسية لتتسع للعالمين العربي والثالث. كان ذلك بتأثير الأعداد الكبيرة من الطلبة العرب في باريس، ومن أمريكا اللاتينية، وانتفاضات الطلبة في أوروبا وأمريكا ضد الحرب في الجزائر ثم في فيتنام، وأصبح منظور أنور عبد الملك، وزميله المصري الآخر في باريس، الاقتصادي سمير أمين، منظوراً كونياً. ولهما معاً، وآخرين من مُفكري أمريكا اللاتينية يعود الفضل فى بلورة “نظرية التبعية”- Dependency Theory ، التي سادت في أدبيات التنمية خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي (12).
وضمن ذلك كانت الدعوة التي قادها أنور عبد الملك لحوار “الجنوب – الجنوب”، وحوار “الجنوب – الشرق”، وهي دعوة في روحها لتحرير أبناء المُستعمرات السابقة لاستكمال تحررهم السياسي بتحرر اقتصادي وثقافي، وذلك ليس فقط بالتضامن المعنوي، لكن بعلاقات تبادل تجاري وتعليمي. وأخذ “أنور عبد الملك” على عاتقه أن يُعيد اكتساب الإمكانيات الهائلة للشرق، ممثلاً باليابان، والصين، والهند، ولم يكتب الدعوة النظرية والإعلانية، لكن عمل واستجاب له مُثقفون آخرون بإنشاء جامعة للأمم المُتحدة، مقرها طوكيو، وكان هو من أبرز من قاموا بالتدريس فيها، وتبعه مُفكرون وأكاديميون مصريون آخرون، مثل “سمير أمين”، و”حسن حنفي”، و”صلاح عيسى” (13).
ورغم أن رؤية “أنور عبد الملك”، التي تضمنها، على الأخص، كتاباه “ريح الشرق” و”تغيير العالم” لا تقتصر على العالم العربي، بل تمتد إلى العالم الثالث بأسره، فإن العرب يقعون في قلبها، ليس من منطلق أنهم يشكلون جزءا من العالم الثالث ، التي أراد أن ينتصر لها عبد الملك فحسب، بل لأن الحال العربي كان حاضرا في كل ما وجهه من أفكار وقدمه من تحليلات للأوضاع العالمية، في التاريخي والآني، على حد سواء، الأمر الذي جعله ينظر للعالم الثالث في سياقه الدولي المتسع بعين عربية، أو ببصيرة مفكر مهموم بمشكلات العرب (14).
وقد ترك “أنور عبد الملك” ترسانة معرفية من الكتب والأطروحات المعرفية المستقبلية، مكّنته فعلاً من أن يظهر كاتباً مؤسِّساً، موسوعياً وصاحب مشروع حضاري متكامل، منها على سبيل المثال لا الحصر: “دراسات في الثقافة الوطنية”، “الفكر العربي في معركة النهضة”، “في أصول المسألة الحضارية”، “من أجل استراتيجية حضارية”، “الإبداع والمشروع الحضاري”، “تغيير العالم”، “مصر مجتمع يبنيه العسكريون”، “الجيش والحركة الوطنية”، “ريح الشرق”، “الشارع المصري والفكر”، “الطريق إلى مصر الجديدة”…إلخ. ومن يقرأ هذه الكتب وغيرها لأنور عبد الملك يلحظ أن الرجل قد تجاوز فيها المصرية والعربية إلى العالمية، محققاً بذلك رؤية شافية من المأزق السياسي والحضاري الذي “نتخبط فيه كعرب مأسورين إلى الدائرة الاستعمارية الغربية منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية وحتى اليوم”. وهو لأجل ذلك دعا ومنذ مطالع السبعينيّات من القرن الفائت للالتفات إلى الدائرة الحضارية الشرقية الكبرى مختزلةً في الصين واليابان لنتعلّم منهما شقّ طريقٍ نهضوية استقلالية عن الغرب الذي ما انفك يكبّلنا في كلّ مرحلة تاريخية حديثة نتصوّر واهمين خلالها أننا حققنا فيها شيئاً من السيادية والاستقلال (15).
كما دعا عبد الملك إلى الاستفادة ممّا سمّاه “الدوائر الجيو-ثقافية” متمثلةً بـ “منظمة شنغهاي للتعاون” و”منظمة آسيان لأمم جنوب شرق آسيا”، ثم لاحقاً “منظمة دول أميركا اللاتينية” والتجمعات الاقتصادية الصلبة مثل ميركوسور، وكذلك “الاتحاد الأوروبي” نفسه؛ وذلك كله لمواجهة المشروعات والأطماع الكبرى للولايات المتّحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط؛ فبغير قراءة تجربة الشرق البعيد الناجحة، لا يمكن للعرب والمسلمين أن يحققوا نهضة حقيقية ومتوازنة في منطقتهم ذات البعد الإستراتيجي الخطير كونها تشكل قلب العالم ومصدر ثرواته (16).
3- تحليل الكتاب:
نادرة هي الأعمال التي تحس التاريخ بوعي ، فلا تحيله إلي تصور ذهني ، أو وهم معرفي ، أو تعميم مجرد معزول عن حركة الأحداث والناس ، بل تعيشه رؤية متفتحة ، وتعاطفاً حميماً، ومنهجية علمية ، واعترافاً بإخلاص المحاولات التي قدمت وتقدم دراسات في التاريخ المصري بنظرة شاملة إلي حد ما ، فثمة بلا جدال قصور ضمني يحد من وصولها إلي إجابات متماسكة. فهذا التاريخ لم يدرس حتى الآن دراسة مرحلة تاريخية واحدة من سلسلة المراحل التي صهرت كينونة الشخصية المصرية وهويتها، وأغلبها توقف عند مجرد رصد الأحداث المتتابعة، وهو نوع من التسجيل العام الذي يخلو من التحليل والتفسير، ومن وجهة النظر الدقيقة عن تشكلات الصراع التي تدور في المواقف التاريخية المختلفة (17) ، وهو ما يمكن أن نلتمسه في كتاب “ريح الشرق “، والذي نشرته دار المستقبل بالقاهرة عام 1983، ويقع في 362 صفحة ، ويضم مقدمة للأستاذ فتحي رضوان ،ثم تمهيد وثمانية عشر فصلاً ، هي عبارة عن دراسات منفصلة وحصيلة مناقشات وحلقات بحث ، نشرها أنور عبد الملك من عام 1973 حتى 1983 في دوريات عربية وعالمية ، تجمع بينها وحدة موضوعية اهتم بها المؤلف وشكلت همومه ومعاناته منذ زمن طويل (18).
وينهج الدكتور “أنور عبد الملك ” في معالجته لقضية منهج الكتاب خلال أقسامه ، منهجا نقديا في كل أقسامه ، مع استخدام منهج تحليلي تركيبي ، بمعنى أنه كان معنيا بتحليل أقوال الآخرين فيما يتعلق بالمنهج ووسائله ووسائل التحقق به عند كل الطوائف والأفكار الأخرى.
وقد أهدي المؤلف كتابه إلى روح الشهيد البطل ” أحمد عبيد” ، من قادة الثورة المصرية (1882) وبطل من أبطال معركة التل الكبير (19).
وفي التمهيد يتناول المؤلف ما أسماه بمفاتيح المبادرة التاريخية ، والتي ظلت بين أيدى الغرب المهيمن ، منذ مرحلة التغيير – وهي مرحلة 1949 حين انتصرت ثورة الصين – وحتى عام 1973 مرحلة حرب أكتوبر وتفجير سلاح النفط .. حين بدأت في رأيه ، تنتقل تدريجياً مفاتيح المبادرة إلي شعوب الشرق ، خلال حركات التحرر الوطني وحروب التحرير والثورات الوطنية والاجتماعية التي تبلورت منذ مؤتمر باندونج عام 1955، واستمرت تواجه من الاستعمار والصهيونية ضد تحرك شعوب الشرق ودولها وقادتها (20).
ويرى المؤلف أنه انطلاقا من خصوصيتنا المصرية ، العربية ، الشرقية ، يكون الإطار التاريخي والفكري والوجداني لهذه الدراسات متمثلا في التساؤلات التالية : ما المرتكزات التي تأسست عليها نظرة الغرب للشرق عامة وللعالم الإسلامي خاصة؟.. ما موقف “المؤلف من الأطروحات الغربية حول صدام وحوار الحضارات؟.. وإذا كانت هناك تعددية حضارية وثقافية في العالم، وإذا كان هناك احتياج للانتقال من الصدام إلى الحوار، فأين تكين ساحات التلاقي والتكامل؟
وفي الفصل الأول وعنوانه ” من أجل استراتيجية حضارية” يتتبع المؤلف محاولات الاستعمار والإمبريالية تركيز هجومها على العرب لتفتيت شخصيتهم القومية ، لاقتلاع جذور المقاومة الحضارية للموجات الاستعمارية المنظمة ضدهم تاريخياً ، ومحاولة ضرب المحاولة الثانية للنهضة في العالم العربي ( المحاولة الأولى 1805-1882) ، وقد وضع المؤلف هذه المرحلة من الصراع في إطارها ضمن سلسلة الصراعات التاريخية الممتدة منذ عشرة قرون ، وينبه إلي أن الخروج من الأزمة يقتضي ترسيخ الطلائع والقيادات السياسية في الأرض التي تحيا عليها شعوب العالم بدراسة الواقع الخاص لكل قطر للتوصل إلي خصوصيته ، ثم دراسة ميزان القوى المتغير في العالم ، ذلك أنه لم تعد هنالك دائرتان فقط للحضارة – هي الحضارة الغربية والحضارة الشرقية – فقد ظهرت حضارة الشرق الاشتراكي ومركزها الصين (21).
أما الفصل الثاني فقد تعرض المسألة فائض القيمة التاريخي مع تتبع لجذور العنف والتسليح ، وتواجدها داخل التركيب التاريخي للنظام الدولي ، أي في التكوين التاريخي للهيمنة الغربية المتجذرة في فائض القيمة التاريخي ابتداء من القرن الخامس عشر ، حيث صعد الغرب إلي مركز الهيمنة ، وحتى اجتماع يالطا عام 1945 ، حين قضت أوربا علي مراكز القوة في الشرق ، فلم يعد فائض القيمة التاريخي محصوراً ضمن مجال الاقتصاد فحسب ، وإنما أتاح ذلك للبورجوازيات الغربية الوسيلة لضمان هيمنتها علي العالم ، وبفضله أمكن للثورة العلمية الصناعية أن تحدث ، وحيث تم التدرج من الأشكال المبكرة للاستعمار إلي الإمبريالية الكلاسيكية ، إلي الشكل الأوقع من الإمبريالية في عصرنا أي إمبريالية الهيمنة (22).
وفي الفصل الثالث يتناول المؤلف العرب من مهب الوفاق الدولي من خلال نظرة جيوسياسية ، ويتعرض المؤلف خلاله لفهم النهضة العربية ، بدراسة ، بدراسة التكوين للدول القديمة في نطاق العالم العربي ، ومنطقة الثقافة – القديمة للعروبة ، وفي الإطار الأشمل للحضارة الإسلامية ، وفي نطاق تشكيلها الاجتماعي ، ثم في الإطار الجيوبوليتيكي (23).
أما الفصلان الرابع والخامس فيتناولان حرب أكتوبر من حيث مغزاها الحضاري ، ومن حيث توحيدها للعرب ، وبالنسبة للنقطة الأولي ، فقد حاول المؤلف التركيز على شخصية مصر الحضارية ، وتحرك أكتوبر مع ربط ذلك بإطار حركة النهضة العربية بمفهومها الشامل منذ القرن التاسع عشر ، مع معالجة فكرة كيف أن تحرك أكتوبر قد تم في إطار عالم متغير من حيث تشكيل موازين القوى وعلاقاتها التي بلغت مرحلة الوفاق قبل اندلاع الحرب بعام ، وما صاحب ذلك من تطور خطير ، ثم يركز المؤلف علي فكرة أن نهضة مصر المعاصرة جزء لا يتجزأ من النهضة العربية الشاملة ، وإن كانت متميزة لتلك النهضة التي لا يمكن فصلها عن نهضة مصر .. وقد أشار المؤلف إلي أن حرب أكتوبر لم تنته بعد ، ذلك أننا نعيش آثارها ، كما أنها جاءت عنواناً قوياً لنهضة العالم العربي ، وهي النهضة التي تكون أحد قطبي نهضة الشرق في عصرنا ، جنباً إلي جنب مع نهضة آسيا ومحورها الصين الشعبية (24) .
أما الفصل السادس فيتناول ثلاث رسائل حول الاستعمار الصهيوني ، وفيه يفند المؤلف ثلاث مسلمات اعتاد الباحثون التسليم بها : أولها أن أساس أزمة الحرب والسلام في الشرق العربي هو قضية آخر الحلقات وأخطرها ، فالصراع بين دول الشرق وحضاراته من ناحية والغزاة الآتين من الشمال قديم ، منذ خمسين قرناً . والمسلمة الثانية أن الصهيونية ليست إلا عملية وطليعة للاستعمار الأمريكي ، والواقع أنها ليست إلا آخر وأخطر حلقة في سلسلة مستمدة من العدوان الغربي ضد الشرق العربي ، والصهيونية ليست إلا الوجه المعاصر للاستعمار الغربي ضد الشرق العربي ، والصهيونية ليست إلا الوجه المعاصر للاستعمار الغربي ضد العرب عبر التاريخ ، وأن الاستعمار العنصري الصهيوني استعمار عالمي قائم بذاته وليس أداة للاستعمار الأمريكي . والمسلمة الثالثة هي أن حلفاء الأمة العربية يتمثلون في تكوينات اليسار في الغرب وخاصة المثقفين ، ويرى أن الحليف الطبيعي يتمثل في مجموعة الدول الاشتراكية وعلي رأسه روسيا ، والصين ، الدول وليست الحركة العمالية العالمية ، ويتهم المؤلف قادة الفكر اليساري في الغرب بالعمل بشكل دائم لعزل المثقفين العرب عن طرح قضايا الثورة الاشتراكية طرحاً قومياً، وطنيُا، وحدوياً ، ويضعفون الجبهات الوطنية الممتدة داخل الأمة العربية باسم ” قدسية” الصراع الطبقي و” أولوية” التضامن بين اليسار في كل مكان (25).
وفي الفصلين السابع والثامن وعنوانهما ” الإسلام السياسي والإسلام والعروبة ” فيتناول المؤلف فيهما فكرة ظهور الإسلام السياسي في العصر الحالي كقوة ديناميكية عميقة الجذور ، وكقوة تغير وتطوير من الجماهير الشعبية ، وتطابق ذلك مع المناطق التي تنمو فيها التناقضات بين مختلف المعسكرات الاقتصادية ، والاجتماعية ، والأيديولوجية، وفي مناطق الصراع بين الشرق والغرب ، حيث تكون مقدرات الحرب والسلام في نواة الإسلام السياسي ، ثم ينتقل إلى معالجة موضوع الإسلام السياسي في الكفر الوطني التقدمي ، موضحاً كيف أن الإسلام نظرية اجتماعية للصنيعة الوطنية والتطور الاجتماعي .. أما بالنسبة للإسلام ، والعروبة فيعتقد المؤلف أنه لا تناقض بين الولاء للوطن والانتماء للأمة الغربية ، وأنه لا تناقض مع الشعور بالانتماء إلي الدائرة الأوسع وهي الإسلام (26).
وفي الفصلين التاسع والعاشر يقدم المؤلف تحليلاً لفكرة تكون الجبهة الوطنية بوصفها استراتيجية تاريخية مستعرضا لِلشَّرْقِ كنمط للاستمرارية الاجتماعية والاندماج السياسي ، ثم مسألة العالمية ومفهوم عملية لإدماج العالم ، ثم تركيب هذه الجبهة الوطنية الممتدة ، والتحديات الاستراتيجية التاريخية والاستراتيجية الحضارية ، ليجيب علي السؤال : هل هي مسألة تنقية أم نهضة حضارية ؟ من خلال استعراضه للصياغة التاريخية لتخلف المجتمعات العربية وعلاقة ذلك بأنماط التنمية الغربية (27).
ثم يتعرض المؤلف خلال الفصل التالي لدراسة وتحليل قضية ” احتجاب مصر” بعد أكتوبر 1973، موضحاً مغزى الهجمة الحضارية الاستراتيجية للإمبريالية والصهيونية ، التي تستهدف تفكيك الوحدة المقدسة ، منها إلى خطورة احتجاب مصر وحرمان الأمة العربية من مركز قوتها الفعالة ووحدتها (28).
وفي الفصل التالي يتناول المؤلف موضوعا هاما يتعلق بالخرافة والواقعة التاريخية ، ويحاول الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالتراث ، ماذا نأخذ منه وماذا نترك؟ ، وما هو مفهوم التوفيق بين التراث والمعاصرة ، لكل ذلك في ضوء الخصوصية الوطنية الثقافية للمجتمعات العربية في إطار الأمة العربية ، وفي إطار الحضارة الشرقية الإسلامية الأفرو -آسيوية ، كما يتعرض المؤلف في نفس الفصل لدور المثقف العربي ودوره في المجتمع (29).
أما الفصول من الثالث عشر حتي السادس عشر فيتناول فيهم مفهوم العالمية والوطنية ، وعلاقة مت هو عالمي بما هو وطني . كما يجيب المؤلف عن أسئلة تتعلق بعلاقة العرب الغرب من حيث المقاومة والرفض والتفاهم والالتقاء . ونظرة الغرب للإسلام ، وجدية الحوار العربي الأوروبي .. إلخ (30).
ويرفع المؤلف في النهاية شعارا هاما مؤاده ” ليخدم كل ما هو أجنبي . ما هو وطني” . ثم يقدم لنا في النهاية أنموذجاً لمشروع حضاري متكامل يجمع بين الفكر والعمل ويتناول مسألة التبعية والتحرير ، التحديات التي تواجه الفكر العربي ورؤيته للنظام العالمي الجديد، وفي النهاية يجيب على هذا السؤال : هل يمكن للفكر الغربي بما له من تأثير عالمي أن يوفر إمكانية جوار حقيقي بين الحضارات؟.
وفي الفصلين السابع عشر والثامن عشر يحلل المؤلف العلاقة بين ظهور مراكز التأثير والنفوذ والقوة العالمي في آسيا على أساس التحالف الصيني – الياباني من ناحية ، وبين بوادر ظهور القوة العربية – الإسلامية – الشرقية – الأفرو- آسيوية في منطقتنا من ناحية أخرى . وذلك بإدراك العلاقة بين جناحي الشرق ، الأمر الذي منحنا في المنطقة العربية إمكانات العلاقة بين جناحي الشرق ، الأمر الذي يمنحنا في المنطقة العربية إمكانات هائلة ، منها علي سبيل المثال الطاقة التكنولوجية والعلمية اليابانية ، كما يصبح لزاما على استراتيجيتنا الحضارية الشرقية – وفق قلبها الاستراتيجية الحضارية العربية – الإسلامية – أن تجدد مكاناتها في قلب حضارات الشرق ، وعلى تفاعل واع وسطي بين القوي الاشتراكية العظمى في العالم ، وعلى صلة واقعية بالقطاعات المختلفة للحضارة الغربية (31).
4-الخاتمة:
والكتاب في النهاية دعوة مهمة لمناقشة القضايا الحيوية التي أثارها المؤلف المهتم دائما بقضايا وطنه ، وطرحه لتصوراته المتعلقة بالحضارة وموقع أمتنا العربية – الإسلامية في منطقة الصراع التاريخي بين الشرق والغرب . كما أنه دعوة للشرق ، وقد نهض من سباته ، لأن يعود غلي دوره الحقيقي في مواجهة الهيمنة الغربية بشكل حاسم، مستعيدا حضارته وروحانية وعلمه ورسالاته .. وقد تميز الكتاب كذلك بالآراء والبرامج التي قدمها المؤلف ، وبتنوع القضايا التي أثارها وعمقها ، بمقدرته الخاصة علي التحليل والربط وإعادة التركيب ، وإن بدا بعضها أحينا غير مترابط، إلي جانب استرداد بعضها ، إلي حد التكرار أحياناً أخرى ، لمزيد من التأكيد والوعي بحركة الفكر والتاريخ بموقعنا في العالم المعاصر (32).
وعندما ميز أنور عبد الملك بين حضارتين : حضارة شرقية ، وحضارة غربية ، وجدناه يتحيز لقيام حضارة شرقية تقوم على التكامل بين الحضارة الصينية والإسلامية ، لتحررنا من الهيمنة والتبعية الغربية المتصدعة ، مما يكفل تجاوز أسس ومرجعيات الحداثة الغربية التي اختزلت العقلية في التعقلية ، وكان أنور عبد الملك متحمس لضرورة الاحتذاء بالنموذج الصيني ، لأنه كان معجباً بالصين ، لأنها من أهم الدول التي قاومت المشروع الإمبريالي الغربي .. وأيضا لأن الصين لن تسعي إلي الهيمنة والنفوذ ، بل ستحاول جاهدة للحفاظ على مكانتها التي ستزداد ، وسيكون تأثيرها على كل أنحاء العالم .. فالصين – في رأي مفكرنا – تمثل الحضارة التي حافظت علي الإطار المعرفي ، والإيماني ، ولذلك تحمس أنور عبد الملك للثورة الصينية ، وكان مؤمنا أن الصين سوف تنجح في تحرير بلاد الشرق من مهانة الغزوات والاحتلال والتهميش ، وبأنها سوف تغير أوضاع العالم بأسره ، وتوقع بروز الصين كقوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية وكان توقعه في محلة كما تقول الدكتور سامية عبد الرحمن (33).
ولهذا دعا المفكر المصري أنور عبد الملك منذ فترة ليست قليلة ، العالم العربي والإسلامي إلى التعرف والتواصل مع الحضارة الصينية ، لتجاوز الهيمنة الغربية والإفادة من حضارة الصين الصاعدة .. واهتم عبد الملك بمشروع النهضة الصيني ، وأعجب بالثقافة الصينية وبروادها الذين لا يهتمون بالقضايا غير المؤثرة أو المتدينة ، إنما كان اهتمامهم منصب على القضايا التي تغير في المجتمع وتؤثر فيه ، فأي مثقف صيني له دخل في القرن الخامس عشر كان يملك مكتبة تفوق أي مكتبة في كلية (كوينز) والتي كانت من كبرى كليات جامعة كمبردج .. وهذا هو الأساس لتشابك أيادي الصين ومصر في العمل معاً يداً في يد مع قارات الشعوب والدول النامية من اجل صياغة عالم جديد ، أي من أجل إقامة عالميات القوميات والأمم في إطار تلاقي الحضارات ، بدلا من مهانة نظام هيمنة القطب الواحد الذي بلغ الطريق المسدود .. والصين الجديدة تهدد في نموها وقوتها الغرب في جميع الأصعدة : السياسية ، الاستراتيجية ، الاقتصادية ، العلمية ، التكنولوجية ، الثقافية ، وهو ما يقر به جميع العالم . ولهذا رأي وجوب إفادة العرب من الصين كيفية تغيير الواقع ، وكان يأمل في نهضة تشبه النهضة الصينية ، وأكد علي فكرة الإبداع من منظور الهوية الحضارية العربية – الإسلامية.. وإلي جانب الصين توجد اليابان ، وكوريا ، وفيتنام، ولاوس، وكمبوديا، وإندونيسيا ، وهذه مراكز قوي جديدة ستكون مركز القوة العالمي الجيد (34).
وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول بأن كتاب ” ريح الشرق ، كشف لي بأنني إزاء نموذج نادر يصعب أن يتكرر، لمثقف واسع الثقافة، وكذلك لمفكر حر نزيه لا يقيم وزناً ولا يحسب حساباً إلا للحقيقة العلمية وحدها، وفوق ذلك وأهم من ذلك بالنسبة لنا، أنه كان يقدم مادته العلمية فى أسلوب بالغ الجاذبية والتشويق تجعلها أشبه ما تكون بالعمل الفني الممتع دون أن تفقد مع ذلك شيئا من دقتها الأكاديمية ، ولهذا لم أكن مبالغاً أقول بأن الدكتور أنور عبد الملك نموذج كبير لـ “الفيلسوف الإستشرافي” و”القارئ المستقبلي لمستجدات الواقع”.
الأستاذ الدكتور / محمود محمد علي
رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط .
الهوامش
1- شوقي جلال : الحضارة المصرية (( صراع الاسطورة والتاريخ )) دار المعارف ، القاهرة ، 1997، ص 18-19.
2- محمد بعيطيش: حوار الحضارات ونقد الاستشراق عند أنور عبد الملك ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة مولاي الطاهر سعيدة، الجزائر ، 2017، ص 54.
3- د. أحمد سالم: لماذا دعا أنور عبدالملك إلى الاتجاه نحو الشرق؟.. حفريات، نشر بتاريخ 03/09/2019.
4- عبد الغني عماد : الفكر الماركسي العربي والتحليل الاجتماعي – الثقافي: أنور عبد الملك نموذجاً، الثقافة العربية في القرن العشرين، مركز دراسات الوحدة العربية، المجلد الأول ، 2018، ص 263.
5- د. أحمد سالم: المرجع نفسه.
6- المرجع نفسه.
7- عبد الغني عماد : المرجع نفسه ، ص 263.
8- المرجع نفسه ، والصفحة نفسها.
9- حمزة قناوي: مشروع النهضة المصري في فكر أنور عبد الملك، الجمعة 02-08-2019 23:10.
10-عبدالله عبدالسلام: ريح الشرق الخطرة!.. مقال بجريدة الأهرام .. نشر يوم الأثنين 7 من رمضان 1442 هــ 19 أبريل 2021 السنة 145 العدد 49077.
11- سعد الدين إبراهيم : رياح الشرق من أنور عبدالملك إلى محمد مُرسى.. مقال بجريدة المصري اليوم.. الجمعة 31-08-2012 22:10
12-المرجع نفسه.
13- المرجع نفسه.
14- د. عمار علي حسن: “أنور عبد الملك”.. ريح الشرق وتغيير العالم ونقد “المركزية .. 24 الأوروبية”.. مقال منشور ضمن جريدة 24 الالكترونية ..السبت 12 مارس 2016 / 17:54د.
15- أحمد فرحات: أنور عبد الملك: نهضة في رجل، أفق ، مؤسسة الفكر العربي ،
https://arabthought.org/ar/researchcenter/ofoqelectronic-article-details?id=315&urlTitle
16- المرجع نفسه.
17- محمد حافظ دياب: كتاب : نهضة مصر / تأليف أنور عبدالملك، أدب ونقد، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، المجلد الأول، العدد الثاني، 1984ص 136.
18- أنور عبد الملك : ريح الشرق ، دار المستقبل العربي للنشر، 1973، ص 4؛ وأنظر أيضا أحمد زكريا الشلق : ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك، المجلة التاريخية المصرية، مج 21، 32، 1984، ص 555.
19- أنور عبد الملك : المصدر نفسه ، ص 12، وأنظر أيضا أحمد زكريا الشلق : ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك ، ص555.
20- أنور عبد الملك : المصدر نفسه ، ص 12.
21- أحمد زكريا الشلق : ريح الشرق للدكتور لأنور عبدالملك ،ص 556.
22- المصدر نفسه ، ص 35.
23- المصدر نفسه ، ص 41.
24- المصدر نفسه ، ص 49.
25- المصدر نفسه ، ص 56.
26- المصدر نفسه ، ص 69.
27- المصدر نفسه ، ص 89.
28- المصدر نفسه ، ص 122.
29- المصدر نفسه ، ص 152.
30- المصدر نفسه ، ص 164.
31- المصدر نفسه ، ص 188.
32- أحمد زكريا الشلق : ريح الشرق للدكتور أنور عبدالملك، ص556.
33- سامية صادق سليمان: قضية الهوية العربية والإسلامية في فكر أنور عبدالملك، أوراق فلسفية، نشر أحمد عبد الحليم عطية، العدد 37، 2013، ص 353.
34- المرجع نفسه ، ص 354.