التربية الجمالية من منظور فلسفي : بقلم الدكتور صابر جيدوري

     قد يبدو الحديث عن التربية الجمالية ضربًا من الترف الفكري إذا قورن بطبيعة وحجم الإشكالات التي يواجهها المجتمع العربي المعاصر، إلا أن ما نعايشه من هبوط مريع في مستوى الذوق العام، وانسياق الإعلام العربي خلف تصور للجمال يقرنه بمبدأي اللذة والمنفعة يدفعان بهذا الحديث إلى تصدر قائمة الإشكالات.

     فليس خفيًا ما يصبو إليه التدفق الإعلامي من تنمية النزعة الاستهلاك لدى الفرد، وإعادة تشكيل القيم بما يتوافق مع أجندة الاكتساح الثقافي التي تتبناها العولمة، وبالنظر لما ينطوي عليه الجمال من قدرة على توجيه الاستجابة الوجدانية للفرد، فإن من شأن التحكم فيه أن يُكسب وسائل الاتصال قوة جذب تؤثر على سلوك الفرد وقناعاته، وتهيئه للانقياد والتبعية.

     وإذا كان حب الجمال قائمًا في بنية النفس الإنسانية، ويعكس صحة الذوق وسلامة الفطرة، فإنه لا يحتاج إلى دربة ومران على استدعائه لحظة التفاعل مع الموجودات. غير أن المنهج الفلسفي الذي ينطلق من تصور متكامل للوجود الإنساني حرص على تنمية هذه الموهبة، وحث الإنسان على أن يتخطى بإمكاناته الجمالية حدود عالم المادة الجامدة صوب عالم الفكر، وهو ما تنبه له أبو حامد الغزالي حين ميز بين طائفتين من الجمال: ظاهر يُدرك بالحس، وباطن يُدرك بالقلب. لذا فالخبرة الجمالية للإنسان لا تنحصر في تأمل الطبيعة فحسب، بل هي مصاحبة للسلوك الأخلاقي، ومجسدة في شتى مظاهر صلة الإنسان بالأشياء التي حوله.

     ولهذا نجد في البلدان المتقدمة أن التعليم يشكل موقفًا تكامليًا تجاه التربية الجمالية، ومعرفة الجميل من القبيح، وارساء دعائم وقيم جمالية فيه، ويكون دور التربية الفنية خلق أناس قادرين على ربط حياتهم بالقيم الجمالية، وهذا شيء متمايز من النشاط الفني المعتمد على الجمال في جملته، وهو النشاط الذي تعززه وتشجعه التربية الفنية عندهم، إذ يُعدّ وظيفه مهمة في حياتهم، في حين عجزت التربية الفنية في مجتمعاتنا في اعداد أناس يحسنون التذوق للقيم والنواحي الجمالية، وكثير من الأفراد على الرغم من دراستهم للفن والتربية الفنية لم يراعوا بعض نواحي التذوق الجمالي في حياتهم العامة، وربما يعود ذلك إلى اهمال التربية الجمالية في البيت أو المدرسة أو الجامعة، مما قد يؤدي الى استخدام زائف للحياة، فينشأ جيل غير متذوق، ولا يحسن استخدام الجمال في حياته اليومية، وفي حياته العامة، بل قد تتكون عنده دوافع انانية، ويكون غير متزن نفسيًا وعقليًا.

     من هنا جاءت فكرة المقال الذي نقدم من خلاله إجابة عن سؤال مهم أصبح يُطرح بقوة على الساحة المجتمعية هو: هل نحتاج إلى تربية جمالية في حياتنا؟ لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال هي نعم، نحتاج إلى تربية جمالية بعد أن أصبحنا مُحاطين بالقبح في جميع جوانب حياتنا، وفى سلوكياتنا. فقد أصبحنا نكره ونحقد بِشدة، نكذب ونحسد بشدة، نُؤذى من دون رحمة، نمارس القسوة على بعضنا، ولا نَذْكُر بعضنا بعضًا بكلمة خير واحدة بعد أن صارت الكراهية بديلًا للمحبّة.

     ومن ثم فإننا لا نحتاج إلى الجمال كفلسفة ندرسها ونشتغل عليها فكرًا فحسب، بل نحتاج إلى ممارسة الجمال في حياتنا، قولًا وفعلًا، فكرًا وسلوكًا، وهذا ما حاول تجسيده الكثير من الفلاسفة بعد أن شكل الاهتمام بفلسفة الجمال والدراسات الجمالية محورًا رئيسًا من محاور التفكير الإنساني، على اعتبار أن الإبداع الفني ظاهرة اجتماعية للحضارة ومؤشرًا عامًا على رقيها، فهو لا يقل في أهميته عن العلم، لأن العلم يسعى إلى الكشف عن البيئة الخارجية، بينما الإبداع الفني يكشف لنا البيئة الداخلية، ومن خلال تكيفهما معًا تنمو الحضارات وتتقدم وتزدهر.

     مع ملحوظة أن اللامبالاة أو عدم الاكتراث بالنسبة للقيم الجمالية، قد أصبح شائعًا لدى الكثيرين، وتكفي نظرة واحدة في الأوساط والبيئات المتنوعة للخروج بهذا الانطباع، فالإنسان لن تظهر عظمته حين يكسب شيئًا ويخسر ذاته، فالفكر وحده لا يصنع إنسانًا عظيمًا، والعاطفة وحدها لا تصنعه أيضًا، والإنسان الحق فعلًا هو من يحقق التوازن الجميل بين القول والفعل، بين الفكر والوجدان، بين القلب والعقل.

     هذه الصلة بين الإنسان والجمال دفعت الكثير من الفلاسفة إلى الاهتمام بالجمال، فقد ركّز “أفلاطون” جهوده على التصدي لانحلال أخلاق بني وطنه، واشتغل بالمسائل الأخلاقية، فجعل الخير شرطًا من شروط الجمال، وجعل الفن جزءًا من علم الأخلاق، وأكد في جمهوريته أن مهمة الفن مهمة تربوية، وذلك من خلال استخدم الموسيقى لترقية أحاسيس الشباب بعد استبعاد بعض أنواعها، التي تتسم بطابع الشكوى والكآبة واللذة، (عباس،1987، 51).

     مع الإشارة إلى أن فلسفة الجمال عند أفلاطون ترتبط بفكرة التعالي مُعبرًا عنها في صورة الفن، ومن ثَمَّ تصبح فلسفة الفن فكرة سامية وخالدة تعلو على إدراكنا، ولهذا يكون شرط الإحساس بها هو الاقتراب من الماهيات والمثل على قدر المستطاع، وكذلك المشاركة في النماذج الأصلية لها، ومن دون أن نحس بالنماذج الخالدة ونسعى إليها فلن نستضيء بالجمال الموجود في الأشياء، وعلى الرغم من أن الجمال في ذاته غير محسوس بالنسبة لنا، إلاّ أنه يجب البحث عنه والترقي إليه.

     أما الجمال عند “أرسطو” فإنه يعني التناسب والتماثل والترتيب العضوي للأجزاء في كل ما هو مترابط من الأشكال، وهذا ما عبّر عنه في الفصل السابع من كتابه “الشعر” إذ يقول: “… الكائن أو الشيء المكون من أجزاء متباينة لا يتم جماله ما لم تترتب أجزاؤه في نظام، وتتخذ أبعادًا ليست تعسفية، ذلك لأن الجمال ما هو إلاّ التنسيق والعظمة”. (الديدي، 1985، 16).

     وجدير بالذكر أن رؤية “أفلاطون” للجمال كانت موجهة إلى مثال الجمال بالذات الذي رآه مبدأ متعاليًا على الذات وعلى العالم، فهو نموذج أصلي خالد، أو مثال خارج العقل الذي يتصوره، في حين رأى فيه “أرسطو” نموذجًا باطنًا في العقل البشري ليس له موضوع نبحث عنه خارج أنفسنا، فليس هناك مثال يتجاوز حدود الإنسان أو العالم، فكل شيء موجود فينا نحن.

     أما “أفلوطين” رائد الوحدانية ومنهل الفلاسفة العرب، فقد رأى أن الجمال لا يكون في تناسق أجزاء الأشياء بل في الفكرة التي يُعبّر عنها، أي بإيحائه الباطن غير المتمظهر في الحس، والذي ندعوه لدى الإنسان نفسًا، هكذا يكون الوجه جميلًا عندما يبرز منه جمال النفس، وتوحي هذه النفس بالجمال على قدر بروز صورة الخير الإلهي فيها. (خالد، 1983، 225).

     ومع أن الأفلاطونية الجديدة كانت امتدادًا لأفلاطون، غير أنها قد خلطت الجمال باللاهوت، بحيث لم يعدّ المجال يسمح للبحث في العبقرية المبدعة المستقلة، لأنها ارتبطت عند “أفلوطين” بالمبدأ الأوحد الذي هو الخير، والذي تصدر عنه الصور المشعة، وبعبارة أخرى، فإن الله هو مصدر الصور الفنية ومبدعها، كما أنه هو الذي يفي بها على من ارتقت روحه من الفنانين. (خالد، 1983، 230).

     من ناحية أخرى فقد تركت الأفلاطونية بصماتها واضحة على فلسفة العصر الوسيط، وقد عبّر “أوغسطين” عن الجمال ممثلًا في الوحدة أي الله، وأن قوانين الجمال والفن كالتساوي والتشابه والانسجام ما هي إلاّ انعكاسات للحقيقة أو الكلمة أو الله، كما ظهر “سانت بازيل” الذي مزح بين الفن واللاهوت، وتبنى الأفلاطونية المحدثة، ودافع عنها في كتابات ظهرت تحت اسم مستعار هو “ديو نيسيوس” الذي كان له أثر لا يستهان به في استطيقا العصور الوسطى، (كرم، 1979، 30).

     وفي العصر الحديث ظهرت عند “شوبنهور” نغمة جديدة، فالجمال صفة للشيء الذي يبعث اللذة في أنفسنا بصرف النظر عن منفعته أو فائدته، وهو الذي يحرك فينا فعلًا غير إرادي من التأمل، ويشيع لونًا من السعادة الخالصة، حيث يكمن سر الجمال في هذا الإحساس الموضوعي البريء من الهوى، وفيه تكمن أيضًا العبقرية الفنية، ويتحرر العقل، بعض الوقت، من الرغبة فيحقق تلك الصورة الخالدة، أو المثل الأفلاطونية التي تكون المظاهر الخارجية للإرادة الكلية، وعليه فإن الجمال عند “شوبنهور” هو الشكل الدال أو المثال المعطى إلى الإدراك الحسي في حدود لواقع، ومن ثَمَّ فإن العمل الفني هو تعبير عن مدى فهمه وإدراكه للمثال. (كامل، 1999، 52).

     أما “إيمانويل كانط” فقد ربط موضوع الجمال بموضوع الأخلاق، وأكد أن الإنسان الذي يهتم بالجمال الطبيعي، لابد من أن يكون قد اعتاد من قبل حياة التأمل، ومن ثَمَّ فإن الخير الأخلاقي لابد من أن يكون قد أصبح متأصلًا في نفسه. ومعنى هذا أن الاهتمام المباشر بجمال الطبيعة هو مظهر من مظاهر النزوع نحو الخير الأخلاقي، أو على الأصح أثر من آثار التربية الأخلاقية، وإذا كانت هناك قرابة بين الأحكام الجمالية والشعور الخلقي، فذلك لأن الطبيعة تخاطبنا بلغة رمزية عن طريق ما فيها من أشكال جميلة، وحينما يهتدي المرء إلى فك رموز هذه اللغة، فعندها سوف يعجب بمقاصد الطبيعة، ويفطن إلى ما في قوانينها من نظام، ويدرك أنها تنطوي على غائية خاصة هي في صميمها مرتبطة بغاية وجودنا، وبمصيرنا الأخلاقي. (إبراهيم، 1972، 94).

     ويرى “هيغل” أن الجوهري لفكرة الجمال يجب أن يكون موضوعًا حسيًا، أي شيئًا موجودًا بالفعل أمام الحواس، كالتمثال أو المعمار أو الأصوات الموسيقية الجميلة، أو يكون تصويرًا ذهنيًا لموضوع حسي كما هي الحال في الشعر، ولابد أن يكون فردًا عينيًا، إذ لا يمكن أن يكون تجريدًا، فالموضوع الجميل يتجه إذًا إلى الحواس لكنه يتجه أيضًا إلى العقل أو الروح، لأن الوجود الحسي المحض ليس جميلاً، لكنه يصبح جميلًا حين يدرك العقل تألق الفكرة من خلاله.

     ومادامت الفكرة هي الحقيقة المطلقة، فإنه ينتج عن ذلك اتحاد الحق والجمال، لأن كلًا منهما هو الفكرة، لكنهما متمايزان أيضًا، فالجمال، حسب هيغل، هو الفكرة حين تُدرك في إطار حسي، وحين تُدرك بالحواس، سواء أكان في الفن أم الطبيعة، أما الحقيقة فهي الحقيقة حين تُدرك في ذاتها، أي بوصفها فكرة خالصة، وهي لا تُدرك بما هي كذلك عن طريق الحواس بل عن طريق الفكر الخالص، أي عن طريق الفلسفة. (ستيس، 1982، 131).

     ويشير “شيلنخ” إلى أن الإبداع الفني ينشأ من التناقض اللانهائي، ولهذا كانت الفنون هي المعيار الذي توزن به جماليات المشاهد والمناظر الطبيعية، إذ يقوم الإبداع الفني على التقابل بين العوامل المتناقضة الفعّالة وعلى التناقض الباطني، أي على شعور داخلي بالتناقض يصعب اجتيازه وتجاوزه إلاّ بتحقيق العمل نفسه، ومهما تكن العوامل المتناقضة التي ينبع منها العمل الفني، فإنه ينتهي بالنجاح في تحقيق الرضا والراحة والسرور، ويعقب إنتاج العمل الفني انفعال واضح لتحرره من التمزق الذي عاناه بسبب التناقضات. (الديدي، 1985، 18).

     ويؤكد “شيلر” أن الإحساس بالجمال ليس موضوعًا ذاتيًا فقط، وإنما يعتمد على قوانين جمالية موضوعية، ويمكن في رأيه تقدير الجمال وفقًا لمقاييس موضوعية، ويرى أن الشيء لا يبدو جميلًا إلاّ إذا استقل وتحرر من الأسباب والعوامل الطبيعية، كذلك يصبح العمل الفني جميلًا عندما تختفي منه آثار العوامل التي أدت إلى وجوده، ولكنه يخالف “شيلنج” بعد ذلك فيرى أن الطبيعة هي صورة الكمال الذي ينبغي أن يتحقق بالحرية. (شيلر، 1991، 71).

     يتضح مما سبق اختلاف الفلاسفة في تفسير منبع الجمال، فرأى بعضهم أن منبعه هو الذات الإنسانية، ورأى آخرون أنه يكمن في الموضوع، وجاء بعضهم وقال: إن الجمال نابع من الذات والموضوع، وقد رأى فريق من الفلاسفة أن علم الجمال يتم بدراسة الجمال الفني فقط دون دراسة الجمال الطبيعي، لأن الأول أسمى من الثاني بفضل ملكة العقل والفكر، أما الفريق الآخر فوفق بين الجمال الفني والجمال الطبيعي، ورأى ضرورة دراستهما معًا وفق قواعد وأسس جمالية.

     وانطلاقًا من ذلك، حدث اختلاف في مفهوم التربية الجمالية طبقًا لاختلاف نظرة كل دارس وباحث وفيلسوف إلى الجميل. فهناك من يرى أن التربية الجمالية في مفهومها العام يجب تهتم بتربية الفرد وميوله، وتدفعه إلى ما هو جميل من ناحية الشكل أو التوافق، بحيث ينظر إلى العالم المحيط به نظرة تقدير له من ناحية التكوين والتنسيق والتوافق الشكلي. وهناك من يرى أن القيم الجمالية هي عبارة عن “مقاييس وأساليب وقواعد تُحدد الغايات أو الوسائل التي يتعين على المدرسة أن تلتزم بها وتُربي الأجيال عليها.

     ومن ثم فإن الإنسان بحاجة ماسة للتربية الجمالية من أجل امتلاك الذوق الجمالي، لأن التربية الجمالية تعمل على تحقيق نمو شخصية الفرد من جوانبها كافة، ويظهر تأثيرها عليه في عملها على تربيته و تنمية الإحساس الجمالي لديه، و إذا كان إنسان العصر الحديث أحوج ما يكون اليوم لتربية الجمالية فما ذلك إلا لأنه في أمس الحاجة إلى “وعي جمالي” يوقظ إحساسه بقيم الحق والخير والجمال، والحق إننا نحشو أذهان أبنائنا بالكثير من المعارف والمعلومات والأفكار، ولكننا قلما نحرص على تزويدهم بالقدرة على الدهشة والإعجاب، والتفتح الوجداني، وليست مهمة المربي اليوم سوى العمل على إبراز أهمية “التربية الجمالية” ودورها في صقل ذوق الفرد حتى ينفتح من جديد على “عالم القيم” الذي لطالما أصبح الحديث عنه ترفاً وليس ضرورة من ضرورات الحياة.

مراجع المقال

  • خالد، غسان (1983). أفلوطين رائد الوحدانية ومنهل الفلاسفة العرب، بيروت، منشورات عويدات.
  • الديدي، عبد الفتاح (1985) فلسفة الجمال، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • ستيس، ولتر (1982) فلسفة الروح عند هيغل، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، بيروت، دار التنوير للطباعة والنشر.
  • شيلر، فريدريش (1991) في التربية الجمالية للإنسان، ترجمة وفاء محمد إبراهيم، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • عباس، راوية (1987) القيم الجمالية، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية.
  • كامل، فؤاد (1991) الفرد في فلسفة شوبنهور، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  • كرم، يوسف (1979) تاريخ الفلسفة في العصر الوسيط، بيروت، دار القلم.

مقالات أخرى

الفروق الثقافية في التعليم:

قراءة معرفيّة في سوسيولوجيا التّجربة المدرسيّة:

سيميائية التحول الجندري في الرواية التّونسية  بين البحث عن الهوية وتخريبها:

2 تعليقات

د. خالد عبدالرحمن ياسين احمد 16 يوليو، 2021 - 9:30 م
مقال روعة من استاذ متمكن فما احوجنا إلى التربية الجمالية في وقت طغت فيه المادية على كل القيم الجمالية
نجلاء حسن علي مفرح 6 أغسطس، 2021 - 4:37 م
التربية الجمالية: تعنى التربية علي تنمية ذوق الإنسان وتنشئته على حب الجمال وتقديره في كل مظاهره، فالشعور بالجمال أكبر نعمة، وتربية الذوق خير ما يقدم إلى الناشئ حتى من ناحية تقويم أخلاقه، فإن الذوق الجمالي إذا شاع في مكانٍ شاعت فيه السكينة والطمأنينة ونعومة المعاملة وجمال السلوك، وإن انعدم في مكان خشنت المعاملة وساء السلوك وكثر هياج الأعصاب واضطرابها يقصد بالتربية الجمالية أيضا ً: إيجاد الحس الجمالي لدى الناشئين، وتدريبهم على ترقية هذا الحس حتى يشعر الإنسان بما يحيط به من جمال الكون وجمال الحياة الإنسانية، بل جمال الإنسان نفسه في خ َل ْقه وخ ُ ُلقه وأقواله وأفعاله، لأن الإنسان الحق –المستقيم على فطرة االله- أجمل ما خلق االله، وأكرم على االله من كثير من خلقه
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد