النباهة والاستحمار في منظور علي شريعتي وفلسفته

    النهر إن لم يجد سبيلاً سلك ، كذلك الفكرة إن لم تُحتضن هنا ، بحثت عمن يخلص لها هناك ، فتحيطه بهالة من التوقير والرمزية ، واستمرار الذكر ، وفي المقابل يمنحها هو حياة من دمه وعرقه وتأمله ، فيتسنى لها أن تشع بتأثيرها وألقها ؛ فتصنع إرهاصاً يتحول بعد أمد لواقع ثم إلي تاريخ ، وتتعاقب الوقائع وتتداول الأيام ، فتكون جدلية بين الفكرة والإنسان ، وليس كل إنسان يبلغ أن تتولاه الفكرة وتواليه ؛ فكم من مفكر طواه ليل النسيان ، ولم يُعد له من ذكر ، أو سرعان ما افتضح وبانت خيانته ، وظهر ليه لعنق الحقيقة لحساب المفسدين في الأرض ، المتظاهرين بالإصلاح ، الجاثمين علي صدر الوعي والحقيقة أن يصدحا ؛ فليس كل من فكر قد تأمل ، ومن دعا قد صدق ، ومن حمل هما كان مهموماً به ، فقد يستحيل الحال إلي ترف متصنع متكلف ، يخلو من لوعة الإيمان ، وحرقة الفهم ، وأنين العجز (1).

  ولذلك فإن الفكرة في تواصل دائم مع صاحبها وليس مالكها ، تدعوه وتستحثه التبليغ ، وتستجديه البذل ، ليس بذل المراءاة والمراوغة ، وإنما بذل الغِِراس الذي يثمر أجيالاً من الناس الحبلى ، بوعي يرفعهم إلي مصاف القديسين الذين نفقوا تحت سنابك الجهل والتخلف والفقر ، وقد كان ” علي شرعيتي” ، واحداً من هؤلاء مفكري الشيعة الذين نبذوا الجمود والتخلف ، ورأي أن عمل المفكر هو إيقاظ ضمير المجتمع , ومنح العوام الوعي الذاتي وتقديم تفسير وتحليل إيدلوجيين وعمليين للظروف الاجتماعية الموجودة وبيان المثل وخطوط السير ونقل الواقعيات المتناسبة والمتناقضة في الحياة الأخلاقية والثقافية والاجتماعية إلى إحساس الناس ووعيهم واستخراج المنابع المدفونة والمواد الخام للطاقات المعنوية والفكرية في تاريخ الأمة وثقافتها” (2) 

   وقد كان “علي محمد تقي شريعتي” (23 نوفمبر 1933 – 18 يونيو 1977 م) م المفكر الإيراني المعروف،  قائدًا كاريزميًا غير تقليدي بصورة تثير القلق، مفكرًا إسلاميًا عظيم التأثير إلى حد مثير للشحناء، منظرًا شديد الأصالة بدرجة تغري بالتشويه. رغم أن شريعتي لم يكمل الخمسة وأربعين عامًا في هذه الدنيا، إلا أنه استطاع تطوير وجهة نظر جديدة حول تاريخ وعلم اجتماع الإسلام، وخلق حراك ثوري رهيب، وشحذ عقول جمع غفير من الشباب، سيكون له دور رئيسي في الثورة الإيرانية التي ستعقب وفاته بعامين (3) .

   وقد قال عنه الأستاذ إبراهيم مشارة:” كنت أسمع به من خلال بعض الكتاب الذين أقرأ لهم وكنت حينها غارقا في قراءات الإحيائيين كالأفغاني ومحمد عبده والعقاد ثم العقلانيين كزكي نجيب محمود وبرهان غليون وعلي حرب ومحمد أركون ونصر حامد أبي زيد، والحقيقة أنني كنت ضحية الخطاب الدغمائي الذي يحذر من هذا الكاتب بسبب شيعيته، ولكنني منذ بدأت في شق عصا الطاعة والخروج على ثقافة المجموع، وقراءة أول كتاب “النباهة والاستحمار” والتي تقابل مصطلح “القابلية للاستعمار” عند “مالك بن نبي” ثم كتابه العظيم “دين ضد الدين”، وكتابه “مسؤولية المثقف” ، حتى رحت أفرح بقدوم الليل وسكون الأشياء لأتفرغ لنصوص هذا الشاب العبقري أستمتع بالقراءة استمتاع العاشق بطيف محبوبه، وجدت روحاً إنسانية تدين بالإبراهيمية على الرغم من الاعتقاد بالمذهب الإثني عشري.. رجل لا يكره أهل السنة بل يستشهد بكتبهم في بعض كتاباته ككتاب “محمد من الهجرة إلى الوفاة”، ولا يضيق ذرعا بالصحابة ولا ينال منهم ومن حقه أن يحب حد العشق أبا ذر الغفاري، فقد سمعت “جارودي” يثني عليه ثم هو حين يحلل التاريخ الإسلامي يثبت أنه تاريخ كتبته السلطة، فأبقت ما يوافق ميولها وأقصت ما يخالف أفكارها التي تتمركز في الاحتفاظ بالسلطة وتوريثها.. وأكثر ما شدني في الدكتور “علي شريعتي” انفتاحه على الثقافة الغربية فقد نال الدكتوراه في علم الاجتماع الديني وجالس الفيلسوف “جون بول سارتر”، وتبادل رسائل مع “فرانس فانون” و”إيمي سيزار” وساند الثورة الجزائرية، لقد آمن “شريعتي” بالمقولة الخالدة “من لا معاش له لا معاد له”، أي أن الفوز في الآخرة مشروط بالفوز في الدنيا اختراعاً واكتشافاً ومدنية وعدلاً، وهذا للأسف ما أخفق فيه المسلمون ونجح فيه الغربيون (4).

  ولذلك يعد “علي شريعتي” من بين مفكرين قلائل تجردوا من ضيق التمذهب، فكان أحد أبرز منتقدي ما سماه “التشيع الصفوي” و “التسنن الأموي”، داعياً إلى التقريب بين المذاهب بما يخدم وحدة الصف الإسلامي في وجه الأخطار المحدقة به وتجاوز ونبذ الخلافات التي لا تستفيد منها سوى بعض الأطراف المعينة التي تغذي روح الانقسام (كعادة المفكرين السابقين لعصورهم بأفكارهم المختلفة)، ولا دليل على بعد نظره سوى الحرائق التي تغذي بنيرانها الآن منطقة الشرق الأوسط (5).

  كما يعد الدكتور “علي شريعتي” من بين أهم المفكرين المسلمين الذين ظهروا في القرن العشرين، لجهة كون أدبياته وأفكاره كانت محل تأثير وقبول واسعَيْن من السُّنَّة والشيعة، وكونه أحد المنظِّرين الأساسيين للثورة الإيرانية (6).

   ولد “علي شريعتي” عام 1933 بقرية “مزينان” قرب مدينة مشهد بمحافظة خوراسان. تأثره الأكبر كان بوالده المفكّر والمناضل المعروف الذي شكل بداية معالم شخصيّته وهويّته العلميّة والدينيّة “اللامنتمية” لمذهب، فقد كان والده ضمن جماعة من المثقفين الإيرانيين المتأثرين بالأفكار اليسارية، والتي كانت تجد صدى واسعاً في ذلك الحين، وهي حركة “الاشتراكيون الذين يخشون الله” (7).

    كان “شريعتي” يرى نفسه فرعًا عن سلالة شريفة كريمة مناضلة، يجد في حكاياتها ما ينبؤه بأن وجوده كان أسبق على مولده، مثلما كان يؤمن بـ”وراثة الأمانة” عقيدة وفلسفة إسلامية أصيلة، تمتد منذ الجد الأول – آدم – مرورًا بالحسين “وارث الدم”، ما يعني أن جميع الحوادث الماضية والآتية غائية وذات ترابط موضوعي تام سيستمر إلى نهاية الزمان ؛ وتتلمذ شريعتي على يد عمه الذي أورثه علوم أجداده الحكماء، لكن الشعلة الحقة التي استمد منها شريعتي وهجه كانت الأب العالم الديني ذا التوجه اليساري محمد تقي شريعتي، مؤسس “مركز نشر الحقائق الإسلامية” في مشهد وصاحب الجهود في تفسير القرآن، الذي تلقى عنه ولده علوم العربية والشريعة أيضًا (8).

  بدأ شريعتي في كتابة عدد من مؤلفاته المبكرة وإلقاء المحاضرات في مركز والده الذي ازدان بذلك الشاب متقد الروح واللسان. جذبت مجالس شريعتي الشباب المتحمس والقلق الباحث عن إجابات على السواء. في الفترة نفسها، ترجم شريعتي إلى الفارسية كتاب “أبي ذر الغفاري” للكاتب المصري عبد الحميد جودة السحار عن العربية، كما ترجم كتابًا معنون بـ”الدعاء” عن الفرنسية؛ وفي 1952م أسس شريعتي في اتحاد الطلبة المسلمين، وانضم بقوة إلى الحراك الاجتماعي والسياسي الغاضب عقب انقلاب 1953 على حكومة محمد مصدق – المنتخب ديمقراطيًا – بتدبير من عناصر المخابرات البريطانية والأمريكية، ما أدى إلى اعتقاله مرتين؛ في عام 1956 انضم شريعتي محب الأدب والشعر إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مشهد بنفس الروح الثائرة، حيث أسس جمعية أدبية ونشر المقالات، كما التقى بالسيدة “بوران شريعت رضوي” ستجمعهما زيجة تثمر عن ولد وثلاث بنات (9).

  وفي عام 1964، عاد علي شريعتي إلى مسقط رأسه، حيث عُيّن مدرّساً بجامعة مشهد بعد أن اعتقل لفترة عقب إلقاء القبض عليه عند الحدود الإيرانيّة. يقول عنه الدكتور “إبراهيم الدسوقي شتا” في تقديمه لترجمة كتابه “العودة إلى الذات”: “كان شريعتي يستطيع آنذاك أن يكون أستاذاً مثل بقيّة الأساتذة، مفكّراً مزيّفاً.. ودليلاً متطوّعاً للتنوير والتغريب… عاد شريعتي وبدلاً من أن يقوم بترجمة “الوجود والعدم” لسارتر… ترجم “سلمان الفارسي” لماسينيون. وبدلاً من أن يكتب عن أقطاب الغرب، كتب عن أبي ذر الغفاري …”(10).

   بعد عودته من باريس عام 1965 ساهم “شريعتي” في تعبئة الجماهير الإيرانيّة، من أجل تحقيق الاستقلال والعدالة الاجتماعيّة والحرية. جماهير مؤمنة بالثورة، لا جمهور مسالم من المؤمنين الصالحين. كان طرحه السياسيّ يتلخّص في أنّ بلاد العالم الثالث ومن ضمنها إيران بحاجة إلى ثورتين مترابطتين ومتزامنتين هما: ثورة وطنيّة تنهي كل أشكال السيطرة الإمبرياليّة، وأخرى اجتماعيّة تُنهي كل أشكال الفقر وتجتثّ الفقر والرأسماليّة (11).

    تجسدت جرأة علي شريعتي في النأي بنفسه عن “النضال الآمن” خارج بلده مفضلاً محاربة نظام الشاه في عقر داره من خلال حسينية الإرشاد التي أسسها عام 1969 إلى جانب مجموعة من المفكرين والمثقفين المتنورين، مثل مرتضى مطهّري، وتمكن من خلالها من نشر أفكاره التصحيحية عن الأفكار السائدة عن الإسلام والتشيع في صفوف طلابه، حتى وصلت إلى قطاعات واسعة من المجتمع الإيراني الذي أخذت آراؤه الجريئة في وجه التغريب والفكر الديني المزيف تنمو فيه بسرعة، واستعدت عليه الكهنوت السلطوي والديني على السواء “إن إسلامنا بدون رجال الدين هؤلاء، سيرجع أصيلاً سليماً، كما هو اقتصادنا بدون نفط”.…”(12).   

    لقد مات “شريعتي” مقتولاً في لندن في أواخر السبعينيات شهيد الحق والعدل والكرامة، ولو عاش إلى اليوم لأنكر هجوم الشيعة على السنة ونعتهم لهم بالنواصب، ولأنكر على السنة رفضهم للتشيع الجعفري المعتدل الذي لا ينكر خلافة أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا يجوز الاعتداء على كرامة الصحابة، وقد كان الشيخ الأكبر “محمود شلتوت”- شيخ الأزهر قد أفتى بجواز التعبد بالمذهب الجعفري (13).

    ترك “شريعتي” العديد من الكتب المختصّة بدراسة الفكر الإسلامي، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والأدب، حتى بلغ مجموع أعماله أكثر من مئةٍ وخمسين كتبا، وترجم معظمها إلى العديد من اللغات الأجنبية؛ كما أنّ العديد منها كان محاضرات ارتجاليّة ألقاها في حسينية الإرشاد وتم تسجيلها وتفريغها دون زيادة أو نقصان أو تعديل، ومن أبرزها: طريق معرفة الإسلام، العودة إلى الذات، والحسين وإرث آدم، والإسلام والإنسان، والتشيع العلوى والتشيع الصفوي، والنباهة والاستحمار، ومسئولية المثقف، وبناء الذات الثورية، وسيماء محمد، ودين ضد دين… وهلم جرا (14).

    في هذه الكتابات دعا “علي شريعتي” إلي إسلام لا مركزي يتجاوز سلطة رجال الدين، ويحرر المؤمن من سلطة الوسيط بينه وبين ربه؛ كما انتقد النزعة الشعوبية لدى رجال التشيع الصفوي، وعُد واحدًا من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيدا عن هوى المذاهب والتمذهب (15) ، حيث “شريعتي” رأي أن الإسلام الذي يقدمه رجال الدين يختلف تمامًا عن الإسلام الصافي، ويقول: منذ زمان السيد “جمال الدين الأفغاني” التفتنا إلى أن الإسلام ليس كما هو مطروح في الميدان، وعرفنا أن هناك في أذهاننا الكثير من القواعد العقائدية والكثير من الشعائر والمرتكزات مبهم – كما هي الحال في الوقت الحاضر- أو ملفق مع عناصر أجنبية، أو أنه مجهول من الأساس، وعلى أي حال فقد اذعنّا جميعًا – في القرن الأخير – بحاجتنا نحن المسلمين إلى إصلاح عميق وطراز تفكير ديني سليم (16).

   كما انتقد “شريعتي” سعى رجال الدين إلى احتكار الحق في تفسير الإسلام، وهو ما وصفه بأنه : أسوأ وأكثر أنواع الاستبداد قمعًا، لهذا دعا إلى إصلاح بروتستانتي، أو نهضة للإسلام، وفيه يتاح لأى فرد تفسير النص المقدس بنفسه، مسترشدا بعقله وبروح الإسلام الثورية المناهضة لكل أشكال الظلم والاستعباد ؛ ففي كتابه (العودة إلى الذات) كتب قائلًا: كل مصائبنا حدثت من أن جيلنا القديم ابتلى بالتحجر، وابتلى جيلنا الجديد بالعبث والخواء أي لا إلى دين ولا إلى إلحاد فهو جيل دون اتجاه دون أيديولوجية، ودون مبدأ عقائدي ودون شخصية، ودون تعصب ودون هدف، وعمل المفكر الآن هو إيقاظ ضمير المجتمع، ومنح العوام الوعى الذاتي، وتقديم تفسير وتحليل أيديولوجي للظروف الاجتماعية الموجودة، وبيان المثل وخطوط السير ونقل الواقعيات المتناسبة والمتناقضة في الحياة الأخلاقية والثقافية والاجتماعية إلى إحساس الناس (17).

    وهنا نجد بين أيدينا كتاب يتكلَّم فيها شريعتي عن قضية مهمة ، وهي قضية الوعي، وهو كتاب “النباهة والاستحمار”، (وهو موضوع ورقتنا) والكتاب كان صدر عن “الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع” البيروتية، في العام 1984م ، فقد كان في الأصل محاضرة ألقاها علي شريعتي في قاعة: حسينية الإرشاد، بطهران، سجلت على أشرطة ثم نقلت كتابة على الورق دون زيادة أو نقصان فجمعت بين دفتي كتاب أتى تحت عنوان: (النباهة والاستحمار)؛  وعلى الرغم من غزارة الإنتاج الفكري لشريعتي وتعدد مصطلحاته الملهمة، إلا أن مصطلح (النباهة والاستحمار) يبقى أكثرها انتشاراً بينها وأعظمها نفعاً وأجداها قيمة (18).

     وكان هدف الكتاب هو التحذير من غسل الأدمغة وتزييف الوعى على مستوى الأفراد والشعوب، من أجل ألا يقعوا ضحايا للخداع، والعبث بعقولهم وصرفهم عن التفكير في وجودهم، من خلال إشغالهم بأشياء براقة زائفة، فيصيب المتلاعبون بالعقول أهدافهم، دون أن يدرى المخدوعون بما جرى (19).

    يناقش الدكتورشريعتي في كتابه النباهة والاستحمار وضعية التخلف في العالم الاسلامي ويرجعها الى غياب النباهة أي الوعي النفسي والاصالة والابداع وهي الصفات التي تكّون الذات الفاعلة في المجتمع وتجعله كيانا مستعصيا على الاستبداد والاستعمار وحين تختفي هذه الصفات أي الوعي والأصالة والأبداع تبرز عندئذ ظاهرة الاستحمار أي تزييف الوعي الفردي والاجتماعي وتسخير الانسان لخدمة أغراض الاستعمار واستبداد الفئات الحاكمة كما يسخّر الحمار (21).

    ويحتوي الكتاب على ستة فصول مع خلاصة في نهاية الفصل الأخير؛ وهذا الكتاب هو أساس نظرية الدكتور شريعتي في “الاستحمار” فلقد كشف النقاب عن أسس هذا العلم الذي ابتكره المستعمر ليتم له عن طريق استحمار الشعوب الأخرى: شرقية وعربية وإسلامية. الخ. وفي هذا الكتاب يبين لنا الدكتور شريعتي أساليب “المستعمر” في تطبيق الاستحمار وكيف يتم هذا التطبيق وما هي أسسه ومبادئه.

   ويقوم الكتاب على فرضية أن الإنسان له قيمة ومسئولية كبيرتان، وعليه أن يعرف نفسه وطاقاته وإمكانياته جيدا، وهذا ما سماه شريعتى (النباهة الذاتية)، ومن أهم ثمارها تيقظ الفرد وإنتباهه وشعوره بذاته ومعرفتها معرفة تامة وأنه خليفة الله في الأرض ، وقد بين أن هذه المعرفة والوعي والنباهة تفوق وتتجاوز العلم والفلسفة والفن والصنعة ، فالإنسان مهما علا وارتقى وتدرج في هذه العلوم دون نباهة فلن يصل إلى صيرورته الذاتية ، لأن النباهة يقع مكانها في فكر وشعور الفرد لا في العلم والفلسفة ، وتأتي هذه النباهة بالضبط من فكر وإيمان وعقيدة الفرد (22).

   كما وضح “علي شريعتي” أن كل حضارة تريد أن تقوم أو تبنى يجب أن تنطلق من غاية محددة ضمن إيمان وعقيدة راسخة ، وعليه فالنباهة تسبق الحضارة ، وجميع المجتمعات والدول التي حاولت الوصول للحضارة دون عقيدة وفكر (نباهة ) فقد فشلت في ذلك وحققت فقط نوع من العصرية الاستهلاكية  وبقيت تابعة كليا للحضارة التي انتهلت منها هذه العصرية (23).

     وهنا يلتقي “علي شريعتي مع “مالك بن نبي” (كما يري البعض) بضرورة وجود فكرة او نظرية أو ايديولوجيا (أي وعي مسبق فردي وجمعي) تتأسس عليها النهضة اذ الواقع والوقائع يؤكدان أن كل المجتمعات التي بدأت من نقطة عقائدية وتحركت بعد تحقيق وعيها الفردي والاجتماعي تمكنت من بناء الحضارة . فمثلاً ألمانيا التي تمتلك الفكر أي الايديولوجيا ، تمكنت بعد الحرب العالمية الثانية من تدارك وجودها الحضاري، أما دول الخليج العربي – مثلاً – فقد ظلت مستهلكة على الدوام، رغم مرور أكثر من نصف قرن وهي في عالم الاستهلاك والتمدن (24).

     أما (النباهة الاجتماعية) فهي أن يكون الإنسان واعيا بدوره في مجتمعه. ودون هاتين النباهتين لا نجاة لأى أمة من التخلف والانحطاط، والعكس صحيح؛ إذ إنه على مرّ العصور قامت جماعات وأنظمة بإلهاء وتخدير الإنسان عن النباهتين، وعن مطالبته بالحقوق الأساسية التي تكفل إنسانيته، كالحرية والاستقلال، من أجل أن تتمكن من تسخير طاقاته لمصلحتها، وهذا ما يسميه شريعتي (الاستحمار)، أى تحويل الإنسان إلى حمار تسهل السيطرة عليه. يستغل التسخير أدوات جوهرية وحداثية فى حياتنا، كالتربية والتعليم والتكنولوجيا ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وغيرها من الصور التى نراها ملاذنا الأوحد من الاستحمار، مع أنها تكون أحيانا الاستحمار بعينه (24).

  ثم يعطينا “علي شريعتي” عن أشكال  الإستحمار وأنواعه ، فنوع قديم ونوع حديث ، وأما أشكاله فهي : استحمار مباشر وغير مباشر، فأما المباشر منه فيقصد به تحريك الأذهان إلى الجهل والغفلة ، أو إلى الانحراف والخروج عن الهدف . وأما الإستحمار الغير مباشر فيقصد به إلهاء الفرد وذهنه بحقوق جزئية وأشياء تافهة فقط لكي ينسوه في الحقوق الرئيسة والتي ترفع به وبالمجتمع (25).

  ثم يقسم “علي شريعتي” الاستعمار تقسيمه أخري ومنها الإستحمار القديم ، والاستحمار الحديث ، فأما القديم فيعطينا علي شريعتي أمثلة ونماذج عن هذا الإستحمار القديم؛ حيث أنه يقوم على الدين ومن صوره : الزهد الذي هو عبارة عن وسيلة تخدير للفرد وتخلصه من الواقع المعاش والدنيا والحقوق وكل هذا لصالح الأعداء، والشكر لله وهو شكر الفرد على كل شيء وحتى التافه منها وقبول كل الواقع كما هو والشكر عليه بكل سيئاته وسلبياته وعدم التغيير ، والشعر في ذلك الزمن والذي خرج عن رسالته الاجتماعية والإنسانية ، وأيضا الفخر والاعتزاز بالماضي وبأشياء تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع (26).

   أما الإستحمار الحديث : وأعطى أيضا علي شريعتي هنا نماذج عن هذا الإستحمار الذي يعتمد على الإلهاء والتناحر والتشاجر وخلق الطائفية ومن صوره : التخصص والذي يجعل الفرد ينغمس في جزء وإطار صغير جدا بعيدا عن شمولية المجتمع ، حيث لا يقصد هنا علي شريعتي التخصص بصفة عامة وإلغائه ولكنه طلب من الفرد المتخصص على أن لا ينظر من زاوية واحدة بل عليه أن ينظر بشمولية وان تتعدد أبعاده وان تخصص في مجال معين وان ينظر للحقيقة بكلها لا بجزئها .. التجدد والحضارة المدنية فهذا في نظره نوع من الإستحمار؛ حيث أن المجتمع هنا ما هو إلا مستهلك ويستورد كل شيء ولا يصنع رغم تحضره المدني وهكذا فهو تابع لحضارة غيره لا حضارة لديه … الحرية الفردية وهي ايضا شكل من أشكال القضاء على النباهة الاجتماعية وحتى الفردية يتلهى فقط بنفسه واهما بهذه الحرية … وحتى حرية المرأة والحرية الجنسية ماهي إلا تلهيات لنا لننسى هذه النباهة الفردية والاجتماعية وننشغل بالتوافه وعليه فإن كل من الإستحمار القديم أو الحديث يسلب من الفرد والمجتمع نباهته (27).

     وهنا يحاول بعض الباحثين أن يجدوا أيضاً قواسم مشتركة بين علي شريعتي ومالك بن نبي ولعل في مقدمة ذلك أن أسباب هاتين الظاهرتين (ونقصد بهما الاستعمار والاستحمار) تكمن في التخلف الحضاري بما يتضمنه من جهل وعدم وعي عند مالك وفي غياب النباهة، أي الوعي الفردي والاجتماعي المؤدي إلى التخلف الحضاري عند شريعتي. وكلتا الظاهرتين القابلية للاستعمار والقابلية للاستحمار تؤديان إلى نفس النتيجة وهي قبول الاستبداد والاستعباد وفي النهاية قبول الاستعمار الذي هو نتيجة وسبب في آن واحد، نتيجة لتعطيل الوعي والنباهة ولوضعية التخلف الحضاري الفردي والجمعي وسبب في تكريس ديمومة هذه الحالة الى أمد طويل (28).

   ولهذا يعد كتاب ” النباهة والاستحمار” بمثابة تعميق لطرحه لبعض القضايا في كتابه مسؤولية مثقف، حيث إنه توسع في القضيَّة الثقافيَّة التي تُطرح بطابع اجتماعي، تلك القضيَّة التي تؤدي إلى تقدم المجتمع وحل مشاكله المستعصيَّة، أو قد تؤدي إلى فقدان الأوليّة والدافع الاجتماعي، وذلك كله يعتمد على طريقة الطرح، ويبرز مصطلح الاستحمار ذلك ، حيث أنه مضاد للفطنة والنباهة، فالنباهة هي الصفة التي تجعل المجتمع كيانًا مستعصيًا على الاستبداد والاستعمار، وحين تختفي صفة النباهة يظهر الاستحمار والذي هو يُهيئ الطقوس لنشوء الاستبداد ودمار المجتمع، فالاستحمار هو المصطلح الذي يُعبّر عن سياسة أو نمط تاريخي يتم استخدامه لصرف المثقف والذات الثوريّة عن التفاعل مع المجتمع وقضاياه، وينطلق هذا الاستحمار من أرضيَّة أخلاقيَّة، أي أنه يطرح قضايا أخلاقيَّة ودينيَّة ولكنها ليست ذات أولويَّة اجتماعيَّة تلك الدعوة التي تنطوي على شر كامن، وفي ذلك كأنما يقول لك أحدهم قم إلى الصلاة بينما الأرض تهب بالحريق، وبذلك شرح علي الشريعتي في كتاب النباهة والاستحمار تلك القضايا ووضح دور المثقف الصائب في تجنب الاستحمار وفي اكتسابه للنباهة(29) ، يقول شريعتي: الإستحمار هو تزييف ذهن الإنسان ونباهته وشعوره، وحرف مساره عن النباهة الاجتماعية فرداً كان أم جماعة. وأيّ دافع عمل على تحريف هاتين النباهتين أو فرد أو جيل أو مجتمع عنهما فهو دافع استحمار، وإن كان من أكثر الدوافع قدسية وأقدسها اسما. ومن سوء الحظ ، لا ندرك ما يراد بنا، فيصرفوننا عما ينبغي أن نفكر فيه كمصير مجتمعنا، أو أفكر أنا بمصيري كإنسان إلى أن نفكر بأشياء نحسبها راقية جداً وعظيمة ومشرفة فيصيبون الهدف دون أن نشعر! ومن أجل هذا قلت إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف فكن أينما أردت (30).

    فمعنى الاستحمار إذن في تزييف فكر الإنسان وشعوره وتغيير مسيره عن الوعي الإنساني والاجتماعي. إنه لمن سوء الحظ أن لا ندرك ما يراد بنا، فنُصرف عما ينبغي أن نفكر فيه كأفراد ومجتمعات فيصيب عدوُنا الهدفَ ويسخر طاقاتنا وقدراتنا في سبيل خدمته كما يُسخَّر الحمار ونحن لا نشعر!!. ومن أجل هذا قلتُ: إنك إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف فكن أينما شئت” كن واقفاً للصلاة أو جالساً لمطالعة أحد الكتب العلمية أو راكضاً خلف الكرة في ملعب كرة القدم أو منكباً على تأليف رسالة في الفقه أو على حفظ أحد التفاسير… فالمهم أنك لم تكن حاضراً في الموقف. إن المستعمرين ـ من أجل صرفك عن الحقيقة التي يشعرون بخطرها ـ قد لا يدعونك دائماً إلى القبائح والانحراف حتى لا يثيروا انتباهك فتفر منهم إلى المكان الذي ينبغي أن تصير إليه، بل هم يختارون دعوتك حسب حاجتهم، فيدعونك أحياناً إلى ما تعتقده أمراً طيباً من أجل القضاء على حق كبير، حق إنسان أو مجتمع؛ فعندما يشبُّ حريق بيت جارك ويدعوك أحد للصلاة والتضرع إلى الله في هذا الوقت ينبغي أن تعلم أنها دعوة خائن، لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل آخر هو “الاستحمار” وإن كان عملاً مقدساً، وإن أي جيل ينصرف عن التفكير في الدراية الإنسانية كعقيدة واتجاه فكري ومسير حياتي وتحرك مداوم إلى أي شيء حتى ولو كان مقدساً هو الاستحمار بعينه (31).

    كذلك يعرض كتاب النباهة والاستحمار القضيَّة الثقافيَّة، تلك القضيَّة التي تنهض بالمجتمع وبالدولة ككل، فقارن الكتاب بين المثقف النبيه، والمثقف المستحمر، فقدَّم الأمثلة التي توضح مصير المجتمع الذي يقوده مثقف نبيه، والمجتمع الذي يقوده مثقف مستحمر، مثل قوله :” إن المجتمع الذي يرتبط بهدف عالٍ، بعقيدة وإيمان، يتفوق على كل قدرة حتى ولو كانت القوة التي تسيطر على المنظومة الشمسيَّة، وإن مجتمعًا كهذا ستكون له بعد عشر سنين أو خمس عشرة سنة حضارة، كما ستكون له صناعة. لا أريد أن أنصح أخلاقيًا؛ فالإنسان يمضي ليصير إلى الفناء، أما قيمة الإنسانيَّة فتزداد دمارًا بمرور الأيام. نحن لا نستقيم إلا بعد ان تعلونا يد قويَّة، أو يظلل علينا بسوطٍ قاسٍ. إن الشيء الذي يدفعني إلى نفسي، ويدعوني دائمًا من خارج هذه المشاغل، التي غالبًا ما تجعلني ضحية لها، هو النباهة الفرديَّة، أو النباهة النفسيَّة. نحتاج إلى جيل يرفض الشكل القديم للحياة، وينكره، ذي فكر جديد، لكن، بالقدر المعتاد لا أكثر (32).

   الكتاب جاء في ستة فصول، تناول كلٌّ منها قضية بعينها في عملية إعادة صناعة وعي الأجيال الجديدة، وبالرغم من أنها قد تبدو قضايا منفصلة، ولكن هناك خيط واحد يجمع بينها جميعها، وهو قضية المصير. مصير الفرد والمجتمع المسلمَيْن، وصولاً إلى مصير الأمة بالكامل، وكيفية تحقيق عوامل النهوض، بعيدًا عن هيمنة المستعمر.

   والكتاب في هذا الإطار، تناول دور الاستعمار والأنظمة الموالية له في عالمنا الإسلامي، في تحقيق تخلف وتبعية الأمة، وأهمية التغيير والإصلاح على مختلف المستويات الموضوعية، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع والأمة بالكامل، وسواء في المجال الاقتصادي، أو السياسي، في إحداث حالة النهضة المنشودة.

   في الكتاب فقرات وفصول كاملة يمكن أن تصلح لمجال التنمية البشرية؛ حيث أفرد فصلاً عن التخصص، وفقرات في فصول أخرى عن تنمية الذات، وكيفية خروج الإنسان عن المألوف في طرائق تفكيره وحياته.

  وهنا يتوصل “علي شريعتي” لحقيقة مهمة ، وهي أن هذا هو الإسلام في حقيقته، عقيدة فكرية سياسية ينبثق عنها نظام لكل شؤون الحياة: نباهة فكرية وسياسية ينتج عنها التزام متين بالأوامر والنواهي، هذا هو الإسلام الواعي أما الدين الاستحماري فهو الذي يقول لك: «لأي شيء تتحمل ثقل المسؤولية الاجتماعية ولأي شيء تحارب الظلم والطغيان؟ يكفيك أن تفتح كتاب الأدعية وتقرأ هذا الورد ست مرات وبعدها لا يبقى عليك شيء وستغفر ذنوبك كلها!! أو يكفيك أن تحفظ ما تستطيع من آيات القرآن غيباً فإنك سترقى بكل حرف درجة في الجنة!! أو يكفيك أن تدخل السرور إلى قلب واحد أو تقضي حاجة آخر حتى تبدل سيئاتك حسنات وتقضي عنك كل المسؤوليات الاجتماعية (34).

   كما يؤكد ” شريعتي ” علي أن للإنسان قيمة عليا، لا قيمة له لا في الديانات ولا في الفلسفات إن لم نعمل على النهوض بوعيه وتنمية شعوره بقيمته الإنسانية، “إن أكبر قيم الإنسان هي التي يبدأ منها بـ “الرفض” و “عدم التسليم” اللذين يتلخصان بكلمة “لا”، ومنها بدأ آدم أبو البشر”، بل وكل الأنبياء والفلاسفة المصلحين الذين كان أصل تميزهم وإصلاحهم قائم على تبنيهم لفعل “التمرد” ، فالتمرد والنباهة هما صفتان تليق بالأنبياء والأوصياء والفلاسفة الكبار(35).

  ويقول أيضا: إن الإنسان لا يستطيع أن يبقى مخلصًا وصادقًا في ثورة اجتماعية حتى النهاية ووفيًا لها، إلا إذا كان ثوريًا قبلها ومتناسقًا معها، فليس الإنسان الثورى هو الإنسان الذي يشترك في ثورة اجتماعية فحسب، فما أكثر الانتهازيين والمغامرين والنفعيين الذين يشتركون فيها، وهم جرثومة الانحراف في كل الانتفاضات، وفشل كل الانتفاضات من جراء اشتراكهم فيها، لأن الثوري قبل كل شىء جوهر أعيدت صياغة ذاته (36) ؛  كما انتقد ” شريعتي” رجال الدين قائلًا: لقد كان دين “الملأ” ينتج الأفيون للمجتمع، بإنتاجه لمواعظ من هذا القبيل: “أنتم لستم مسئولين لأن كل ما يحصل هو حاصل بإرادة الله ومشيئته.. لا تشكوا من الحرمان ولا تتألموا فإنكم ستجزون في مكان آخر.. اصبروا على كل شيء لكى يضاعف الله لكم الأجر”. هكذا كانوا يخمدون احتجاج الفرد ويجمدون حركته الإرادية.. إن دين عبادة الطاغوت الذي كان يتمتع بكل شىء طوال التاريخ، كان بدوره آلةً في يد الطبقة الحاكمة لاستثمار الطبقات السحيقة وقمعها وإقناعها، ولقد ظهر هذا الدين بشكليه الجلي والخفي في كل حقبة من حقب التاريخ.. كان الجبابرة يستخدمون العنف في مواجهة الناس وإخماد ثوراتهم، لكن الدين كان ينتهج طريقة أخرى في وأد النهضة، وردّ الانتقاد، وإخماد ثائرة الغضب والاحتجاج (37).

   إن الإنسان لا يستطيع أن يبقي مخلصاً وصادقاً في ثورة اجتماعية حتي النهاية ووفياً لها إلا إذا كان ثوريا قبلها ومتناسقاً معها فليس الإنسان الثوري هو الإنسان الذي يشترك في ثورة اجتماعية فحسب فما أكثر الانتهازيين والمغامرين والنفعيين الذين يشتركون فيها وهم جرثومة الانحراف في كل الانتفاضات وفشل كل الانتفاضات من جراء اشتراكهم فيها لأن الثوري قبل كل شئ جوهر أعيدت صياغة ذاته إنسان جعل ذاته التي بُنيت أيديولوجيا وفكرياً خليفة لذاته الموروثة عن التقاليد والغريزة (38).

      وخلاصة الكتاب عموما هي أن الإستحمار ما جاء إلا ليقضي على النباهة بشتى الطرق والوسائل وحتى بالعلم والمعرفة واعطاء بعض الحقوق ، وللقضاء على الإستحمار يلزمنا الكثير والكثير من النباهة الفردية والاجتماعية لأن اشكال وانواع الإستحمار تعددت ولم تدع لنا مجالا للقضاء عن هذا الإستحمار … وللحديث بقية مع موضوعات أخري..

أ.د محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

                                                   الهوامش

1- الحاج أبو حمنه دواق : جدلية الوعي والحرية في فكر علي شريعتي ، مؤمنون بلا حدود  ، ص 3.

2-نفس المرجع ، ص 4.

3- محمد أسامة: علي شريعتي رفقة زوجته بوران وصديق لهما، 16/01/2020.

4- إبراهيم مشارة: علي شريعتي بين محبيه والمتحاملين عليه، الأربعاء 2020/04/29.

5- الحسن الرويجل: قراءة في كتاب النباهة.. والاستحمار.. 22‏/06‏/2012.

6- نفس المرجع.

7- منى شكري: علي شريعتي: إنسانية الفكر والإصلاح،  23/11/2017.

8-  محمد أسامة: نفس المرجع .

9- نفس المرجع.

10- أنظر مقدمة إبراهيم الدسوقي شتا لترجمة كتاب علي شريعتي : العودة إلي الذات ، ، الزهراء للإعلام العربي، الطبعة الأولي ، 1986، ص 27-29.

11- عريب أبو صليح: علي شريعتي… مفكر الثورة الإيرانية.. 24‏/03‏/2019.

12- منى شكري: علي شريعتي: إنسانية الفكر والإصلاح،  23/11/2017.

13- إبراهيم مشارة: علي شريعتي بين محبيه والمتحاملين عليه، الأربعاء 2020/04/29..

14-عبد الرازق الجبران: علي شريعتي وتجديد التفكير الديني  بين العودة إلي الذات وبناء الايديولوجيا ، دار الأمير ، بيروت ، لبنان، 2002م، ص 25-28.

15-  ماهر فرغلي: على شريعتى فيلسوف الثورة الإيرانية، البوابة نيوز، 22‏/07‏/2016 .

16- نفس المرجع.

17- علي شريعتي : العودة إلي الذات ، ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا ، الزهراء للإعلام العربي، الطبعة الأولي ، 1986، ص 27-29.

18-علي شريعتي: النباهة والاستحمار، دار الأمير ، الطبعة الثانية، بيروت ، لبنان،  2007 ، ص 92-98.

19-عبدالمحسن سلامةعلاء ثابت: النباهة.. والاستحمار!.. 28 أغسطس 2019.

20- علي شريعتي: النباهة والاستحمار، ص 17.

21-نفس المصدر، ص 25.

22- نفس المصدر، ص 28.

23- عبد الرحمن خالد الطوره: الدكتور علي شريعتي وأطروحته (النباهة والاستحمار) 15/04/2019 21:57.

24- د. محمد حسين أبوالحسن: النباهة.. والاستحمار!، الأهرام المصرية ، 28 أغسطس 2019.

25- علي شريعتي: النباهة والاستحمار، ص 55.

26- نفس المصدر، ص 59.

27-   نفس المصدر، ص 64.

28- عبد الرحمن خالد الطوره: المرجع السابق.

29- د. محمد حسين أبو الحسن: نفس المرجع.

30- علي شريعتي: النباهة والاستحمار، ص 67.

31- محمد أبو وائل : النباهة والاستحمار 1989/12/06م

32- د. محمد حسين أبو الحسن: نفس المرجع.

33- نفس المرجع.

34- علي شريعتي: النباهة والاستحمار، ص 69؛ وأنظر أيضا ا.د. علي المرهج: الدين بين النباهة والاستحمار، صحيفة المثقف، العدد: 3420 المصادف: 15-01-2016.

35- علي شريعتي: نفس المصدر، ص 85.

36- نفس المصدر، ص 88.

37- نفس المصدر، ص 92.

38- نفس المصدر، ص 96.

 

 

 

 

 

 

    

 

مقالات أخرى

خوارزميات التّساؤل

محاضرة الدكتور علي أسعد وطفة حول بيداغوجيا النقيب

حوار شامل مع الدكتور علي وطفة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد