قراءة في مسارات عالمنا العربي الإسلامي: أيّ أفق لنا لنكون؟

ملخص:

يعتقد كثيرون أن التنوير والعقلانية والتحضر، هي خصوصيات غربية لا علاقة للمجتمعات العربية الإسلامية بها، فنلاحظ في مجتمعاتنا نوعا من القبول للتبخيس الغربي ولبعض الوضعيات الدونية أمامه، عبر مجموعة من المواقف والممارسات المهينة التي يتبناها بعض الأفراد والمؤسسات.

أما في المجتمعات الغربية، فإن العنصرية والتعالي على العربي المسلم، بل واتهامه المستمر بكونه إرهابيا بالضرورة، إضافة إلى نعته بمختلف النّعوت المشينة، وهي أمور أصبحت شائعة في البرامج والأفلام والكوميديا، واعتاد عليها المواطن في ممارساته اليومية داخل المجتمعات الغربية، ناهيك عمّا يتم تبنيه من اختيارات في السياسات الخارجية. كلّ هذا، وغيره، يضع المثقف العربي أمام مسؤولية إعادة قراءة مسارات مجتمعاتنا من أجل التنوير أولا، ومن أجل طرح أفق جديد لبناء غد مشرق نستحقه بين الأمم.

الكلمات المفاتيح: التنوير، التثوير، الغرب، العالم العربي الإسلامي، النكسة، الثورة الرقمية، نسق بديل.

Abstract:

The west was not unique in possessing a rational and critical thinking of reality. Many other great civilisations had their own rationality. The Greek philosophy that was at the origin of enlightenment in the west reached the Islamic world when the centre of the Islamic empire moved from Damascus to Baghdad, and the Caliph Al-Mamun founded Bayt Al-hikma -The House of Wisdom, which was an observatory, a library and a translation centre in 832 CE.

Yet, many actors believe that rationality is a western specificity that the Arab Muslim world is far from being enlightened.

Observing the humiliation and contempt attributed to Arab Muslims, we tried to use the origins so as to link the past to the present in an attempt to rereading and understanding.


1- المقدمة:

يتوضّح لنا اليوم عبر الملاحظة المباشرة لمجريات الأحداث السياسية في عالمنا المعاصر أنّ الدول العظمى اقتصاديا هي القادرة على بناء التحالفات الكبرى والتحكم في سير السياسات الدولية، ورسم الخطط الاستراتيجية الماكرودولية. في حين يترسخ في مجتمعات عالمنا العربي الإسلامي تمثل للذات وللآخر الغربي، تمثّلٌ يعكس الواقع المأزوم، بل ويعيد إنتاجه. ونلاحظ نوعا من تبخيس الذات والانبطاح أمام الآخر، كما لو أنّ الغربي هو الأذكى، وكما لو أنّه قادم من كوكب آخر، ويواكب ذلك تبخيس لثقافتنا وحضارتنا ولغتنا ثم العزوف عنها جميعا.

يطرح الوضع المأزوم في العالم العربي والإسلاميّ مسألة الهويّة وحقوق المواطنة والعلاقة بالعالم الغربي وتمثّل الذّات في مواجهة الآخر وضرورة تفعيل دور المثقف الغائب من أجل التنوير والتثوير وإعادة البناء.

فكانت الأسئلة الآتية منطلق بحثنا هذا:

-لماذا يتقدم الآخرون في حين نتأخر نحن؟

-هل التنوير خصوصية غربية؟

-هل الغربي أذكى من العربي؟

-كيف تمّ التطبيع مع التبخيس؟

قد تبدو هذه الأسئلة كلاسيكية في ظاهرها، لكنها تظل شرعية وضرورية في ظل الواقع المعيش حاليا بكل المجتمعات العربية الإسلامية.

للإجابة على هذه الأسئلة، كان لابد من ربط الماضي بالحاضر، والتذكير ببعض المحطات المهمّة التي عرفتها مسارات مجتمعاتنا، لنوضح أكثر حجم المفارقات الكبرى التي نتعايش معها اليوم في مجتمعاتنا العربية الإسلامية بعد كل المحطات التنويرية التي عشناها، دون إغفالنا ترك بوابة الأمل مشرعة لبناء غد أفضل.

يمكننا أن نلاحظ اليوم، وفي بدايات القرن الحادي والعشرين، أنّ العالم يعيش تحولات كبرى أساسها الثورة الرقمية وتداعيات العولمة عبر وسائل الاتصال التي جعلت العالم يتحول فعلا إلى قرية صغيرة. ومن ثمّ كان لنا حظّ معاصرة هذه الثورة الرقمية التي شكّلت نقلة نوعية عرفتها البشرية، إنها ثورة تكنولوجية من نوع جديد غير مسبوق. فبناء على معطيات التفاعل الاجتماعي مع آليات هذه التكنولوجيا، التي نرصدها عن كثب، نتوقع حدوث تحولات جذرية عميقة وغير مسبوقة، ستتغير بفعلها معالم الحضارة البشرية بل والمنطق المتبنى سابقا بصفة كلّية، إنّها فرصة غير مسبوقة بالنسبة إلى مجتمعاتنا لإحداث التنوير والتثوير عبر تشكيل قوة اقتراحية ترافعية سلمية يقودها المثقّفون، ويتبنّاها الشباب لتستجيب لها الإرادة السياسية.

2- إضاءات التنوير بالعالم العربي الاسلامي:

إذا كان التنوير في القرن الثامن عشر قد ارتبط في الغرب بفلاسفة ومفكرين أعلوا من قيمة الإنسان المواطن ومن فكره وعقله، وما واكب هذه الحركية من ثورات وتطور تكنولوجي، وأحداث رمت إلى تغيير واقع المواطن الغربي والتّأسيس لحداثته…فإن أسس التنوير، التي هي العقل والعقلانية، ليست خصوصية غربية، بل ما تلا عقلانية الفكر من ثورات وفصل للسّلط ومأسسة لحقوق المواطنة هو ما يعتبر خصوصية تاريخية غربية. فقد انبثقت عن عقلانية التنوير في القرن الثامن عشر قطيعة إبستيمولوجية مع الموروث اللاّعقلاني الدّوغمائي.

لكن لم يكن الغرب وحده من يملك فكرا تنويريا عقلانيا ضمن ثقافته، فهناك حضارات أخرى قديمة وعريقة عرفت التنوير والعقلانية. فالفلسفة الإغريقية التي استوحى منها الغرب تنويره، بلغت العالم الإسلامي عندما استقر الأمر في مركز الإمبراطوريّة الإسلاميّة ببغداد بعد دمشق، وحين أسّس الخليفة المأمون في 832م بيت الحكمة الذي كان مكتبة كبرى ومركزا للترجمة، فكان من ثمارها نقل العلوم والفلسفات والآداب من اللغة الإغريقية ولغات أخرى إلى اللغة العربية.

في ذلك الحين، كان البلد الإسلاميّ يضمّ بلدانا تأثرت بالثقافة الإغريقية، وهي مصر وسوريا وبلاد فارس.

فانتشرت بذور التنوير والعقلانية والفكر الحر بين المسلمين، مما جعل الكثير منهم يتبنى تمثلات متناقضة مع الفكر الرّسميّ السّائد، ويجاهر بأفكار معارضة للمقدّس السياسي والديني، أفكارٌ عملت على التشكيك في المسلمات وتعرية المتناقضات.

باسم شرعية الاجتهاد، امتلأت الساحات والمساجد والدّور بالغليان الفكري وصخب النقاش الحر المنفتح على آفاق رحبة من التأمل وإعادة النظر…فأبدع الشعراء والكتاب والفلاسفة والمتصوفة، فكان فكرا حرا مُوَجّهًا صوب الموروث والسائد، وجاء إبداع ثلة كبيرة من المثقفين هادفًا إلى تحرير العقل وتنوير المواطنين[1].

إذا كان مفهوم “العقل” هو أساس التنوير في الغرب، فإن إحدى أشكال هذا المفهوم قد كانت حاضرة في العالم العربي والإسلاميّ. حيث فكّر المعتزلة ونظروا وجادلوا باسم إعلاء سلطة العقل والعقلانية، فكان التأويل جادتهم، كما رفضوا كثيرا من الأحاديث المنسوبة للرسول، والتي لا يقبلها العقل، فاعتبروها موضوعة وغير صحيحة الإسناد[2]. ونلاحظ كذلك حضورا للإنسية كإحدى خصائص التنوير في حضارتنا[3]، حيث كان الإنسان في مركز الاهتمام فكرًا وممارسةً، فقد رصدت كلّ من ثورة القرامطة وثورة الزنج بالعراق تحقيق إنسانية الإنسان وتحريره من العبودية[4] … وقام المتصوفة أيضا بدورهم في التعبير عن إحدى أشكال الإنسية عبر جعلهم الإنسان يتموقع في مركز الكون، فقد تم رفعهُ إلى مرتبة عليا تضاهي مرتبة الألوهية عبر مفاهيم الاتّحاد والفناء والحلول والإنسان الكامل[5]…كما ذهب بعض المتصوفة إلى الاعتقاد بوحدة الدّيانات وبالتسامح في علاقة بعضها ببعض واحترام الاختلاف[6].

وذهب “الشكاك” أيضا إلى تبني الشك العقلاني في كل المعتقدات السائدة[7]، كما أكّد الباحث عبد الرحمان بدوي بأن برزويه هو شخصية فريدة استطاعت الانتباه إلى أهمية استعمال الشك من أجل الوصول إلى اليقين العقلاني[8]. هذا واخترق الفكر التنويري أشكالا متعددة من التجليات منها التنظيري ومنها العملي عبر حركات ثورية ناضلت لأجل حقوق الإنسان. فتنوعت أشكال العقلانية في العالم العربي الإسلامي وتمظهراتها، منها الفلسفي المتأثر بالفلسفة الإغريقية وثقافات العوالم التي تم اكتساحها[9]، ومنها النابع من شرعية الاجتهاد والتأويل للنص القرآني. لكن، وبالرغم من هذا الغليان التنويري في العالم العربي الإسلامي، فقد حلّت الدوغمائية مكان التنوير واستمر الأمر لمدة طويلة لاحقة…

3- في الحديث عن تداعيات الاصطدام بالعالم الغربي:

بعد سنين طوال من الدوغمائية، اصطدم العالم العربي الإسلاميّ بالغرب عبر آليات استعمارية أنتجت اختيارات متباينة من المحاولات للتصدي وللنهوض…

3 -1- مصر بعد دخول نابليون بونابارت:

عرفت مصر بعد دخول نابليون بونابارت سنة 1798 صدمة مواجهة المستعمر الغربي الذي استقر لمدة ثلاث سنوات استطاع خلالها إنتاج التأثير الذي انعكس على البنيات السياسية والاجتماعية والثقافية.

ففي سنة 1805 استطاع محمد علي الوصول إلى السلطة وبدء العمل على إصلاح بنيات الإنتاج الفيودالي وتخفيف سلطة علماء الدين، وتحديث الاقتصاد المرتكز على الصناعة والفلاحة، كما قام بإرسال البعثات العلمية إلى خارج الوطن[10].

في ظل هاته الظروف بزغ وعي وطني يسعى إلى التغيير ومساءلة واقع الحال العربي الإسلامي ومقارنته بالحضارة الغربية. فنشأ تيّار سلفيّ في مصر بقيادة محمد عبده ورشيد رضا في محاولة للتوفيق ما بين الحداثة الغربية والموروث الثقافي الإسلامي لغاية تحديث المجتمع وجعله يواكب التحديات ويتجاوز وضع الانحطاط. كما ظهر بمصر آنذاك أيضا تيار ليبرالي راديكالي يدعو إلى التماهي مع الحضارة الغربية والتخلي عن انتماء مصر التاريخي للمشرق وللعالم العربي الإسلامي عامة. فكان في قيادة هذا التيار كل من شبلي الشميل (من أصل لبناني) وأديب إسحاق (من أصل سوري) وفرح أنطوان (من أصل لبناني) وسلامة موسى وطه حسين عبر كتابه “مستقبل الثقافة بمصر”.

3 -2- نهاية عهد الخلافة المقدسة:

اعتبرت نتائج مشاركة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى كارثية، فبعد هزيمتها وتبين ضعفها أمام الغرب، انتهى الأمر بدخول الاستعمار للعالم العربي الإسلامي وتجزئته.

في ظل هذه الأوضاع الجديدة عمل مصطفى كمال أتاتورك على تنظيم الثورة على منظومة الخلافة الإسلامية لتحرير تركيا وجعلها جمهورية حداثية علمانية على غرار الأنظمة الأوروبية. فكان البدء انطلاقا من تقليص سلطات الخليفة وجعلها تقتصر على السلطة الروحية، في نوفمبر 1922، ثم تلا ذلك إنهاء عهد الخلافة في الثالث من مارس 1924.

وعمل مصطفى كمال أتاتورك، بعد ذلك، على قطع علاقة تركيا بالعالم العربي والمشرقي، فعوض الحروف العربية بالحروف اللاتينية، ومنع استعمال اللغة العربية، والحجاب، وكذا التعدّد في الزواج. كما عوض كمال أتاتورك التشريع الإسلامي بالقانون الوضعي الغربي، وتبنى الجمع بين القوانين الآتية: القانون السويسري المدني، والقانون الجنائي الإيطالي، والقانون التجاري الألماني. ووضع أتاتورك حدا لتدريس الدين بالمدارس العمومية كما أنهى اعتماد المحاكم الإسلامية. أما الشعوب الإسلامية فقد عاشت التجربة كما لو أنّها انهيار شامل لها[11].

3-3- تجزئة العالم العربي الإسلامي:

 تعرضت الدول العربية الإسلامية إلى الهيمنة الاستعمارية الغربية، وكانت النتيجة هي “بداية الاصطدام مع شروط غير مسبوقة ونقطة انطلاق لتحولات عميقة بالمجتمع العربي الإسلامي امتدت لتشمل رؤيته لنفسه وللعالم”[12]. فكانت الهيمنة الاستعمارية الغربية المباشرة على الأراضي العربية الإسلامية كما يلي[13]:

– الجزائر: من 1830 إلى 1962: أي 132 سنة من الاستعمار الفرنسي.

– الإمارات العربية المتحدة: من 1892/1916-1971، أي 79 سنة من الاستعمار البريطاني.

– مصر: 1798-1801 من طرف فرنسا. ثم 1882-1936 من طرف المملكة المتحدة، إضافة إلى عشرين سنة من الحضور العسكري الإنجليزي بقناة السويس من 1936 إلى 1956.

– العراق: من 1920 إلى 1932، أي 12 سنة من الاحتلال البريطاني.

– الأردن: من 1922 إلى 1946، أي 24 سنة من الاحتلال البريطاني.

– الكويت: من 1899 إلى 1961، أي 61 سنة من الاستعمار البريطاني.

– لبنان: من 1920 إلى 1946، أي 26 سنة من الاحتلال الفرنسي.

– ليبيا: من 1912 إلى 1951، أي 40 سنة من الاحتلال الإيطالي.

– موريتانيا: من 1907 إلى 1960، أي 53 سنة من الاحتلال الفرنسي.

– السودان: من 1898 إلى 1956، أي 58 سنة من الاحتلال البريطاني.

– سوريا: من 1920 إلى 1946، أي 26 سنة من الاحتلال الفرنسي.

– تونس: من 1881 إلى 1956، أي 75 سنة من الاحتلال الفرنسي.

– اليمن (الجنوب): من 1839 إلى 1967، أي 128 سنة من الاحتلال البريطاني.

– المغرب: من 1912 إلى 1956، أي 44 سنة من الاحتلال الفرنسي.

4- محطات تثويرية لم تكتمل:

من “النهضة” إلى محطة ما يسمّى الربيع العربي”[14].

 تجدد بالعالم العربي الإسلامي، نتيجة للاصطدام بالغرب عبر الاستعمار أو عبر البعثات العلمية إليه، الغليان الفكري من خلال تيارات متباينة التوجهات، وكان الهدف هو تعميم التنوير حينا والتصدي للنكسة حينا آخر.

4 -1- تيارات فكرية، في المحاولة للتصدي لنكسة العرب المسلمين:

4 -1-1- التيار الإصلاحي كتتويج لإصلاحات محمد علي:

قام بقيادة هذا التيار مجموعة من المثقفين من مناطق عدة، مثل الطهطاوي وخير الدين التونسي والأفغاني ومحمد عبده والكواكبي ورشيد رضا … وتجلّت القواسم الفكرية المشتركة بين هؤلاء المثقفين فيما يلي:

– ضرورة فتح باب الاجتهاد على اعتبار أنّ إقفاله هو أساس نكسة الحضارة العربية الإسلامية. لكنّهم اعتبروا أنّ العودة إلى أصول الدين الإسلامي وبالأخص إلى القرآن خطوة ضروريّة لإعادة النظر والتأويل بشكل يتوافق ومستجدات الحداثة.

– أنّ الإسلام ليس ضد العقل ولا ضد الاكتشافات العلمية، بل إنّه يدعوا إلى استعمال العقل وإلى البحث العلمي في كلّ المجالات ودون أية حدود.

– أنّ المبادئ السياسية الحديثة وحقوق الإنسان، وكذا الانتخابات والمؤسسات السياسية مثل البرلمان،هي جزء من مبادئ الإسلام، على أساس اعتبار الشورى ركيزة المنظومة “الديمقراطية الإسلامية”، وأنّ الإسلام مؤسّس لمنظومة سوسيوسياسية حداثية لا تضاهيها أية منظومة[15].

4 -1-2- التيار التحديثي:

نتج هذا التيار هو الآخر عن البعثات العلمية التي سافرت للدراسة بالغرب في عهد محمد علي، وقد لوحظ أنّ لديهم نوعًا من الإعجاب الكبير بالغرب لدرجة الدعوة إلى التماهي مع الحضارة الغربية، وهو ما لوحظ لدى كل من طه حسين، وعباس محمود العقاد، وسلامة موسى، وشبلي الشميل، وأديب إسحاق، وفرح أنطوان وغيرهم[16].

وفي ظل النّتائج المدمّرة للحرب العالميّة الأولى، إضافة إلى استمرارية الاستعمار للأراضي العربية وثورة كمال أتاتورك، نشأت أحزاب سياسية في العالم العربي منها الشيوعية والاشتراكية والقومية اللائكية. وجميعها ترتكز على التنظير الفكري كمرجعيات لفلسفتها واستراتيجياتها، فكان هناك أحزاب مثل حزب البعث السوري اللبناني والعراقي وتيارات الضبّاط الأحرار ….

وفي السياق نفسه انبثق التطرف من عمق التيار الإصلاحي ليتبنى مواقف وردود أفعال متباينة.

4 -2- التطرف الإسلامي كمحرك للمواجهات:

 ربط العديد من الباحثين نشأة التّطرف الإسلامي، الذي رفض التّدخّل الاستعماري في الدول العربية الإسلامية، بانتهاء عهد الخلافة وكذا بنزعة الاستغراب لدى بعض النخب الثقافية والسياسيّة[17].

 يؤكد الباحث المغربي عبدو الفيلالي الأنصاري، بأن هناك ترابطا ما بين موعدين أساسيين، هما: سنة 1925، تاريخ إصدار كتاب “الإسلام وأصول الحكم” لمؤلفه علي عبد الرازق، وسنة 1928، تاريخ نشأة حركة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا، وهو الحدث الذي سيفجر دينامية جديدة بالمجتمعات المسلمة، أساسها الدعوة إلى العودة لإسلام السلف[18]. ثم ترسّخ هذا التطرف بعد تطور المواجهة بين أنصاره المتشبّثين باسترجاع الخلافة الإسلامية باعتبارها رمزا للأمة ونظام حكم جمال عبد الناصر الذي نفذ حكم الإعدام في حق سيد قطب سنة 1966. ثم توالت بعد ذلك المواجهات وتزايد الاقتتال بين المسلمين بسبب تسييس الدين وتقديس السياسة، وهو ما يذكّر بأحداث الفتنة الكبرى.

وفي ظل هذه المواجهات، استمرت الهيمنة الاستعمارية، المباشرة وغير المباشرة، وتجلّت في تقسيم العالم الإسلامي، والنيل من رصيده الحضاري والثقافي، وسيادته المادية والرمزية، وتلاشت بعدها بالتّدريج أحلام القومية العربية والوحدة العربية، بل تم ترسيخ انشطار الهوية العربية الإسلامية وتبخيس التّراث الثقافي المادي واللامادي… لتهاجر الأدمغة بعد ذلك بكثافة إلى الغرب… وليستمر النزيف والهروب من مواجهة البحث عن حلول لمشكل السيادة المهانة، والهوية المنكّل بها في ظلّ التحديات الجديدة المرتبطة بالعولمة والثورة الرقمية، والإدارة العمودية الأحادية للسياسات الاستراتيجية بالعالم، المفروضة قسرا …

4 -3- الخريف المسمّى “ربيع عربي”[19]:

جاء المسمى “ربيع عربي” عبر كرونولوجيا حركات احتجاجية عرفتها مجموعة من الدول العربية الإسلامية، منها ما يلي:

17 دجنبر 2010: بداية الاحتجاجات بتونس.

بداية يناير 2011: بداية الاحتجاجات بالجزائر.

7 يناير 2011: بداية الاحتجاجات بالأردن.

25 يناير 2011: بداية الاحتجاجات بمصر.

27 يناير 2011: بداية الاحتجاجات باليمن.

14 فبراير 2011: بداية الاحتجاجات بالبحرين.

17 فبراير 2011: بداية الاحتجاجات بليبيا.

20 فبراير 2011: بداية الاحتجاجات بالمغرب.

15 مارس 2011: بداية الاحتجاجات بسوريا.

 يوجد خلاف حول سبب انتقال عدوى هاته الاحتجاجات إلى مختلف دول العالم العربي الإسلامي، فهناك من يؤكد أن الأمر متعلق بمؤامرة مدبرة قبل تاريخ اندلاع الاحتجاجات بسنوات، وهناك من يرى بأن ذلك عائد إلى دَوْرِ شبكات التواصل الاجتماعي التي سهلت تمرير خطاب الثورة والاحتجاج والتنوير بين الفئات الشابة الغاضبة والمستاءة من أوضاعها الفردية والجماعية ببلدانها…

فانطلقت تسمية الاحتجاجات بـ “الربيع العربي” عبر المواكبة الإعلامية الغربية التي ربطت بينها وبين المسمى “ربيع الشعوب” لسنة 1848[20].

لقد كانت في معظمها ثورات سلمية تطالب بالتغيير، وتدعو إلى رحيل القيادات السياسية، وتنادي بالشغل ومحاربة الاستبداد والرشوة والفقر. فتنوعت الشعارات وتوحدت في الآن نفسه:

– “الشعب يريد إسقاط النظام”

– “ارحل”

– إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر.

ولابد لليل أن ينجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلي *** ولا بد للقيد أن ينكسر[21].

وعلى الرّغم من تنوع الشعارات وتعددها لارتباطها بخصوصية السياق والمجال، فإنها توحدت من حيث الهدف الذي تلخّص في المطالبة بالتغيير. وتوّجت الاحتجاجات في كل من تونس والمغرب ومصر بانتخابات مكّنت قادة إسلاميين من ترأس الحكومات. ثم، تمّت بعد ذلك، الإطاحة بالرئيس الممثل للحزب الإسلامي في مصر عبر انقلاب عسكري في 2013.

وفي سوريا تصدى النظام بقوة للمعارضة، فتعقدت الأمور أكثر بدخول متطرفين إسلامويين لمعركة المعارضة مما أنتج حربا أهليّة دموية. وفي ليبيا واليمن أيضا سنلاحظ صعوبة التوصل إلى هدنة، لتستمر الحرب الأهلية… وليتأثر الاقتصاد والأمن والاستقرار الإنساني للعديد من المواطنين في الدول التي عرفت حروبا أهليّة وأزمات اقتصادية، كان من نتائجها نزيف هجرة الأدمغة وأنواع الهجرة اللاشرعية واللاإنسانية، وتحوّل المسمى “ربيع عربي” مجددا إلى قحط إنساني وخريف بائس…

وقد ساءل باحثون عرب هذا الإشكال في دراساتهم من خلال طرح الإشكال الآتي:

“هل كانت الحركات الاحتجاجية في المنطقة العربية نواة أو مشروعا لحركات اجتماعية يمكنها أن تسهم في تغيير إيجابي بالمنطقة، أم هي جزء من حالة فوضى مقصودة، بما يخلق أثرا سلبيا لهذه التحركات على المدى البعيد؟”[22].

5- في التّطبيع مع النكسة:

نلاحظ اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن شبابنا وكهولنا يبخّسون هوياتهم أمام الآخر، بل ويهاجرون إلى الآخر متنكرين لحضارتهم، غير معترفين بها، ولا آبهين بالتعرف عليها، بناء على حكم بالإدانة وتبرؤ غير مسبوق منها، يعززه واقع انتهاك الحقوق بالأوطان والرغبة في التّماهي والذوبان في حضارة الآخر…

لكن، وفي ظل الوضع اللامتكافئ في موازين القوى بين البلد المهاجر منه والبلد المهاجر إليه، تظل كل هجرة تحتضن وتتعايش مع المعاناة المرتبطة بالتبخيس الضمني والمعلن عنه في مختلف المجالات، تواكبه وتوازيه اللامساواة، ثم غياب تكافؤ الفرص المتعدد الأشكال. فتنتج الوضعية انشطارا في الهوية وحقدا دفينا على العالم….

وفي بعض الأحيان لا يتوقف الأمر عند هذا الإحساس الدفين، بل يتعدّاه إلى التعبير عنه عبر أشكال من التطرف والانتقام… إذ تنتج وضعيات الاختلال دوما الخلل. ونرصد اليوم أيضا بين أجيال الشباب الحالية، موقف التبرّؤ والخجل من الاعتراف بجنسيتها، وهوية جواز سفرها أمام الآخر الغربي عموما، الذي يكون لديه نزوع إلى تبخيس جنسنا وتحقيره والتعالي عليه، وفي المقابل، وفي ظل غياب التنوير… يكون لدى أغلبيّتنا نوع من النزوع إلى تعظيم الآخر الغربي والتغاضي عن أخطائه في حقّ ذاتنا الحضاريّة والفرديّة… وهو السلوك الذي يشترك فيه المواطن العادي مع المسؤول السياسي على حدّ سواء…ونجد الصنفين معا يتنازلان عبر أشكال من السلوك، منها الرمزي والملموس.

بل لقد رصدنا على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة غريبة يتم التطبيع معها: إنها سخرية بعض الفنانين ذوي الأصول المغاربية، الذين يمارسون المهنة بفرنسا، من ثقافتهم وهويتهم، بل ومن جواز سفرهم، ويسخرون من كل ذلك بلغة فرنسية، وأمام الملأ، ويتمّ بثّ هذا على شاشات القنوات التلفزية.

كما تدخل في هذا الإطار، بعض التمثلات والصور النمطية التي استبطنها الوعي الجمعي حول المواطن الغربي باعتباره الأكثر ذكاء والأكثر مصداقية، والتسليم المطلق بأنّه هو الأرقى والأكثر تحضرا …

في مقابل ذلك يترسّخ في الوعي الجمعي السائد، نوعًا من تبخيس الذات أمام الآخر، ونوع من الانبطاح عبر سلوكيات تبدو مهينة أحيانا… ولكل هؤلاء تمثلات عجائبية حول ظروف العيش بالدول الغربية. تمثّلات يرسخها ما رصدناه من سلوك وممارسة لدى المهاجرين المغاربة العائدين لقضاء عطلهم بالوطن:

فهم يبدون نوعا من السخاء كتعويض عن المعاناة في بلد المهجر، وهذا التعويض ذو أبعاد ماديّة ورمزيّة وكذا نفسيّة أساسا. ويعتبر العنصر النفسي هنا مهما لأنه يعتمد وسيلة لإعادة الاعتبار للذات وللهوية المأزومة بفعل توالي الضربات الرمزية والفعلية في بلدان المهجر. لكن هذا التعويض، وفي ظل غياب التصريح بمضامين المعاناة، يتحول إلى أحد أهمّ أشكال ترسيخ تمثّلات الوعي الجمعي، وبناء تصوّرات عجائبية حول العالم الغربي.

فنلاحظ نتيجة لكل ما تقدم، بأنّ مسارنا الميكرو اجتماعي يراكم، من دون وعي أو إرادة مسبقة، كل الآليات القادرة على ضمان إعادة إنتاج وترسيخ دونية هويتنا وحضارتنا وسيادتنا ومكانتنا بين الأمم، ناهيك عن القدرة على الفعل أو التأثير في الاختيارات الماكرو سياسية أو الاقتصادية الدولية.

وقد نتج عن الوضع السابق ذكره ميل إلى الاستقلالية بين شعوب وقادة عوالمنا، لدرجة أن فكرة التحالف بيننا أصبحت “في خبر كان”، وأصبحت المصالح الوطنية تتحقق عبر التوجه إلى الغرب…

 ينضاف إلى ذلك ما نرصده اليوم عن كثب على مستوى تصريحات مثقفين ينتمون إلى حركات سياسية أمازيغية مغاربية، وكذا بين بعض الشباب في منصات التواصل الاجتماعي الرقمية، حيث نراقب نوعا من التحول على مستوى تحديد الانتماء مقارنة بما اجتمعت حوله الحركات الوطنية سابقا.

ويمكن الجزم بأن معظم الشباب، بكل الأوطان العربية والإسلامية الأخرى، يعيش النقلة نفسها محليا على مستوى اندثار الإحساس بالانتماء للمشترك الهوياتي والحضاري بيننا، ماعدا في بعض الحالات، عندما يتعلق الأمر بزيارة بلد من تلك البلدان، حيث يصبح التصريح بالمشترك جزءا من تحقيق انخراط آني يحقق متعة السفر… لكنه موقف لا يخلو من المفارقة.

6- سلطة فضاءات التّواصل الرّقمي من أجل نسق بديل:

يعرف العالم اليوم تحولا نوعيا عميقا غير مسبوق بسبب الثورة الرقمية والتحولات التي تفرضها في مختلف المجالات. ويتحدّد الإشكال في كون المؤسسات السياسية لا تخطط لمواكبة هذا التغيير من أجل الاستفادة منه وتثمينه، وذلك لغياب الرؤى الاستراتيجية في التخطيط.

لكن التغيير لا ينتظر القرار السياسي، بل إنّ هذا الأخير هو الذي يجد نفسه مجبرا على مواكبة التغيير. فقد أصبحت السلطات تضطر لإيجاد الحلول العاجلة للحركات الاحتجاجية الفئوية التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي. بل إن الاحتجاج نفسه يتحول إلى قوة ترافعية وطنيا ودوليا بفعل سهولة استقطاب المنخرطين وتبنيهم للقضايا، فيؤثر الرأي العام على مجرى العدالة، وكذا على عملية انتزاع المكاسب، و “أجرأة” القوانين وإنصاف المظلومين وإعادة النظر في المواقف والقرارات …

فنلاحظ اكتساب الفضاء الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسلط التأثير والتغيير، لأن المطالب والقضايا باتت علنية عارية أمام العالم، في حين تحرص البلدان على حماية صورتها، بل وتجميلها أمام الآخر.

ومن ثمّ فتعميم التنوير والدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية وكشف المستور على مختلف المستويات، أصبح أمرا تعج به مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف فضاءات العوالم الرقمية، لدرجة ملامسة بدايات تشكل وعي جمعي شبابي يتجاوز الثوابت والمسلمات المتوارثة، ويخلخل حتمية استمراريتها. بل إنّ العالم أصبح أكثر من أي وقت مضى، قرية صغيرة تلغى فيها المسافات بين المكونات، فنلاحظ تبادل التأثير والتأثر وكسر حواجز الانتماء التي تفرضها الحدود الجغرافية والسياسية. ومن ثمّة فالتحدي المطروح اليوم هو مدى قدرة المؤسّسات السياسية والمجتمعات على مواكبة هذا التغيير وتثمينه لكي لا يتجاوزها فينتج فوضى لا تطاق…

7- الخاتمة:

عمل الاستعمار على تقسيم عوالمنا، فخلق كيانات جديدة وغير معالم كيانات أخرى…فكانت الصدمة التي واكبتها حركات نهضوية عبر توجهات متباينة، وكان المد القومي ومحاولات الوحدة بين الدول هنا وهناك إحدى تمظهرات التصدّي للتخلّف والانحطاط…لكن فشلت تيارات النهضة في تصحيح المسارات بفعل تحديات سياسية وإيديولوجية داخلية وخارجية، وكذا بفعل اختيارات قيادات داخل الدول العربية الإسلامية، وأيضا لتضارب المصالح الداخلية مع سياسات استراتيجية لدول عظمى…

ثم تواصلت هجرة الأدمغة وعزوف المثقفين عن الانخراط في الشأن السياسي، كما تخلفت الأحزاب السياسية عن مواكبة التحديات المتجددة… فاستمر وضع التردي في ظل غياب خطط استراتيجية تجعل من حقوق المواطنين الأساسية ومن التعليم المؤسّس على التنوير أولوية لأجل بناء مجتمعات عربية في مستوى التحديات.

وخلاصة القول إنّ الوضعية التي نتعايش معها اليوم بين الأمم، صعبة ومعقّدة على جميع المستويات: سياسيا واقتصاديا وثقافيا وكذا على مستوى السيادة والهوية. لكن يظل الأمل في التغيير والقدرة على إعادة البناء أمرا ممكنا انطلاقا من مدّ الجسور بين المثقفين في العالم العربي الإسلامي من أجل رسم خارطة طريق جديدة.


[1]-KanzaKassimi, Des manifestations de la libre pensée dans le monde arabo-musulman, Presses Universitaires Lille , France, 2009.

[2]– نفس المرجع، ص 14.

[3] نفس المرجع، ص 15.

[4]-A. Badawi, «L’humanisme dans la pensée arabe», in Revue StudiaIslamican°VI, presses de A. Bontemps, 1957, Paris, France .

[5]-KanzaKassimi, Des manifestations de la libre pensée dans le monde arabo-musulman, op.cit, pp (163-170-163).

[6]-Ibid, pp. (168-169).

[7]-Ibid, p. 226.

[8]-A. Badawi, revueIslamica n° VI, op.cit, p. 176.

[9]– محمد عبد الحميد حمد، الزندقة والزنادقة تاريخ وفكر، دار الطليعة الجديدة، الطبعة الاولى، دمشق، سوريا، 1999.

[10]-عبد الصمد بلكبير، النهضة وشروطها التاريخية، الجامعة (جريدة مغربية)، العدد الأول، شتنبر 1982، ص 5.

[11]– Abdou Filaly- Ansary, L’Islam est-il hostile à la laїcité ?, éd Fennec, Casablanca, 1999, page 53.

[12]– Ibid, page 51.

[13]– François Burgat, L’Islamisme en face, Découverte, Paris, 1996, page 24.

[14]-“الربيع العربي” هي تسمية أسندت لهاته المحطة التثويرية من طرف الإعلام الغربي، فتبناها الأغلبية، لكنْ هناك تباين في الرؤى حولها.

[15]– Mohamed Chérif Ferjani, Islamisme laïcité et droit de l’homme, Harmattan, Paris, 1991, pp. (158-159)

[16]– Ibid, page 173.

[17]– نزعة الاستغراب: هي نزعة تميل لتفضيل الغرب على الشرق، بل تنظر للغرب على أنه منبع الحضارة. (www.almaany.com).

[18]– Abdou FilalyAnsary, l’introduction de la traduction de «l’islam et les fondements du pouvoir» de AliAbderrazik, éd Fennec, Casablanca, 1984, PP (36-37).

[19]– KanzaKassimi, Le Monde Arabe, Des deux Grandes transitions au nommé «Printemps Arabe», Imprimerie Emoutaki Printer, Mohammedia, Maroc, 2011. 

[20]-Printemps des peuples, 1848 ;

[21]– أبيات للشاعر التونسي: أبوالقاسم الشابي.

[22]– عمرو الشوبكي وآخرون، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي، نشر مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثانية، 2014، بيروت، لبنان، ص 43.


المراجع:

  1. عبد الصمد بلكبير، النهضة وشروطها التاريخية، في الجامعة، (جريدة مغربية قديمة)، العدد 1، شتنبر، 1982
  2. -عشماوي محمد سعيد، الاسلام السياسي، دار سينا للنشر، الطبعة الأولى، القاهرة، 1987،
  3. علي أومليل، في شرعية الاختلاف، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية، الطبعة الأولى، 2002.
  4. عمرو الشوبكي وآخرون، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي، نشر مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثانية، بيروت، لبنان، 2014.
  5. محمد عبد الحميد حمد، الزندقة والزنادقة تاريخ وفكر، دار الطليعة الجديدة، الطبعة الأولى، دمشق، سوريا، 1999.
  6. Abdou Filaly-Ansary, l’introduction de la traduction de «l’islam et les fondements du pouvoir» de Ali Abderrazik, éd Fennec, Casablanca, 1984.
  7. Abdou Filaly- Ansary, L’Islam est-il hostile à la laїcité ? éd Fennec, Casablanca, 1999.
  8. François Burgat, L’Islamisme en face, Découverte, Paris, 1996.
  9. KanzaKassimi, Des manifestations de la libre pensée dans le monde arabo-musulman, Presses Universitaires Lille, France, 2009.
  10. KanzaKassimi, Le Monde Arabe, Des deux Grandes transitions au nommé «Printemps Arabe», Imprimerie Emoutaki Printer, Mohammedia, Maroc, 2011. 
  11. Mohamed Chérif Ferjani, Islamisme laïcité et droit de l’homme, Harmattan, Paris, 1991.
  12. Nour-eddine Afaya, L’Occident dans l’imaginaire arabo-musulman, édition Toubkal, Casablanca, 1ère édition, 1997.

مقالات أخرى

تعدّد الطّرق الصّوفيّة

جماليّة التّناصّ في الشّعر الصّوفيّ

“زيارة” الضّريح بإفريقيّة مطلع العصور الوسطى

1 تعليق

بشاير خالد الرشيدي 5 أبريل، 2021 - 6:44 م
أشكرك دكتور على هذه المقالة .. للاسف اصبح هناك فئات من العقول المتحجرة الغير متطوره فكرياً وهم فئه العنصرية المتعالية وعديمة الاخلاق هم فئه خاصة علينا اغلاق الباب عليهم وعدم فتحة لهم الا عندما يتغيرون فكرياً وينعشون عقولهم بالعلم والاخلاق ، طبعاً عندما أرى مسلماً يُهان ويقال عنه ارهابي وعندما أرى البرامج تستهزئ بهدف الكوميديا على مسلم لابد من الوقوف امام وجه العدو والدفاع عن الاسلام وعدم السماح بهذا ابداً اولاً ايها العنصري المتحجر هل تعلم ما الأسلام ؟ الخير و الاخلاق الحسنه الطاعة والامان والاطمئنان والصدق والامانه عقولنا مليئه بتعاليم رسولنا الكريم واحاديثة الشريفة ونأخذ من معارك الرسول العظه و العبرة لسان معطر بسبحان الله والحمدلله روح مطمئنه مع الله والصلاة هي العامود الذي يستقيم به الانسان كلما ضاقت بك الدنيا وحزنت افرش سجادتك واطلب من الله كل شي عندما تحتاج الى راحة القلب افتح المصحف الشريف واقرأ كلام الله تعالى نعم هذا هو الاسلام دين السلام ، نحن المسلمون لا نرد الاساءه بالاساءه وهذا مايميزنا ايها العنصري .
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد