الثورة السّيبرانية والأنوميا الاجتماعية: أية علاقة؟

 

     كتب “جون أدامز” (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من 1797 إلى 1801) إلى صديق له قائلاً: ” إذا طرأ في يوم من الأيّام تحسّن على مصير الإنسانية سيكتشف الفلاسفة وعلماء الدين المُشرّعون والسّاسة والمصلِحون أنّ تنظيم الصّحافة هي المسألة الأكثر صعوبة وخطرًا وأهميّة التي يتعين عليهم حلّها.

(جان كلود برتراند، أدبيات الإعلام : دينتولوجيا الإعلام، ص9).

المقدمة

     قد يكون من المفيد أن ننطلق من بديهية أساسية مفادها أننا نعيش اليوم عصرًا إعلاميا سيبرانيا وفق كل المقاييس، أي أصبحنا نعيش عصر ثورة الاتصال وتبادل المعلومات عبر الشبكة العنكبوتيّة، ووسائلها الجديدة ــ تَقنيًا ووظيفيًا ــ قد بلغت غايات بعيدة وأصبحت لها آثارا عميقة في حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية بشكل لافت. فالتقدم الهائل في تكنولوجيات عالم الاتصال وتوظيفاتها المتعدّدة أحدث تغييرات جذرية في بنية العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين الناس وفي نظام معيشهم اليومي. فقد استندت هذه الثورة المعلوماتية والتواصلية ــ السيبرانية على نوع من “المفارقة الخارقة” والعجيبة في الوقت نفسه، حيث قامت على منطق “المزاوجة الغامضة”(le couplage flou)  بين وظيفتها “الإمتاعية” للنّفوس وآثارها “التفكيكيّة” للقيم الإنسانية.

 من المؤكّد أن الثقافة السيبرانية الجديدة، في مختلف أبعادها التقنية والعلمية والثقافية والرّمزيّة، قد جلبت لنا فرصا معرفية جديدة لم نكن نتخيل مفاعيلها وفوائد استخداماتها المجتمعية. ولكن في مقابل ذلك، تمكنت هذه الوسائل والتقنيات من تغيير كثيرً من الثّوابت الأخلاقية ومن تفكيك أنساق علاقاتنا الإنسانية الحميمية التي لم يتوقعها أحد، حيث لم نكن متأهّبين لصد تأثيراتها السلبية والتي تجلت في أشكال عديدة من “الأعراض المرضيّة”  (Les symptomes) و”الأنوميا الاجتماعية” ( L’anomie) التي اكتسحت جميع أفضية المجتمع ومؤسّساته الخاصّة والعامة على حدّ السّواء.

أولا:  الإطار المنهجي  للدّراسة

   ظهرت الدّراسات الاجتماعية الأولى لفهم ما أحدثته هذه الوسائط الاتصالية الإعلامية الحديثة من تغيرات في حياة النّاس وطرائق تواصلهم وتفاعلهم منذ منتصف القرن الماضي. لقد تحوّلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من وسائط لنقل الخبر والمعلومة بين الناس، إلى إحدى آليات التنشئة الاجتماعية و”هندسة الجمهور”([1]) وتنافس العائلة والمدرسة ومؤسّسات المجتمع المدني في القيام بهذه الوظيفة.

   في ظل هذا التحوّل الجديد في المشهد الإعلامي والتواصلي، أصبحنا نعيش حالة من الخلط بين وظائف هذه الوسائل وبين تأثيراتها المختلفة في مجتمعنا المعاصر. إذا كانت أغلب الدراسات العلميّة ، خاصّة في حقل الإعلام، قد اهتمّت بالبحث في الدور العام الذي تؤدّيه وسائل الإعلام والاتصال في نقل الأخبار والمعلومات، فإنّ اهتمام الدراسات الاجتماعية توجّه نحو البحث في تأثيرات هذه الوسائل وإيقاع مضامينها على نسق العلاقات والقيم في المجتمع، سواء كانت طبيعة هذه الإيقاعات إيجابية أم سلبية. ومن المؤكّد أن توسّع استخدامات الأنترنت على المستوى الزّمكاني ، قد أصبح ظاهرة إدمانيّة ذات مفاعيل وتأثيرات متعدّدة ساهمت في إعادة تشكل أسلوب حياتنا البشرية بشكل مختلف.

  انطلاقا من عدد من الدّراسات والبحوث، سوف نبحث في مظاهر “الأنوميا الاجتماعية” التي أحدثتها الثورة السيبرانية والمعلوماتية في حياة المجتمع. وفي إطار مقاربتنا السوسيولوجية لهذه الإشكالية العامّة، سوف ننطلق من الاعتبارات المنهجية التالية :

1ـــ من الحقائق التي أصبحت ثابتة اليوم، هي أن وسائل الإعلام المباشرة أو الرقمية باتت تؤثّر بشكل لافت في مجرى تطور حياة البشر، وأن هناك علاقة سببيّة (causale) بين التعرّض لهذه الوسائل وتغير السّلوك البشري، وذلك على الرّغم من صعوبة الإثبات الدّقيق للعلاقة الشَرطِيّة بين السّبب والأثر (cause et effet) لدى جميع مستخدمي هذه الوسائل وفي كل المواقف والحالات (Les situations) وطرق استخدامهم لها، ونتيجة  تدخّل عديد من المتغيرات الأخرى بدرجات متفاوتة من حيث تأثير وسائل الإعلام فيها.

2 ــ يجمع أغلب الباحثين أن السّينما كانت المصدر الأساسي في تشكّل الذاكرة الجماعية للجمهورفي بداية القرن الماضي. وبعد ذلك ظهرت ثقافة التلفيزيون من خلال البرامج والصور التي يبثها هذا الجهاز التقني، بحيث بدأت تترسّخ شيئا فشيئا الثقافة التلفزية وتمثّل وسيلة نقل مهمّة للمعلومات والصور العابرة للقارات. ولم تنحصر وظيفة  التلفزة في مستوى المشاهدة والإمتاع فقط، وإنّما تحوّلت، مع بداية النصف الثاني من القرن الماضي، إلى أداة تنشئة اجتماعية وإحدى الوسائل الرئيسة الناقلة للثقافة والموجهة للرأي العام وبناء عقول الجماهير.

3 ــ مع ظهور تقنية الحاسوب وتطور تطبيقاته مع “الثورة السيبرانية”(Cyber revolution)، أصبحت الوسائل الإعلامية هي مصدر المعرفة الأساسية في المجتمع؛ فاخترقت جميع مرافق الحياة وغيّرت نظام تبادلات الناس وتفاعلاتهم في مختلف الحقول والمؤسّسات والأفضية المجتمعية دون استثناء (الاقتصادية، الاجتماعية، المعرفية). ومن أبرز هذه التأثيرات التي أحدثتها هذه الوسائل أنّها أعادت بناء العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين الأفراد، سواء كانت هذه التفاعلات في شكل صراعات أو توافقات.

  إذًا، لم يعد المجتمع الإنساني يتشكّل وفق نظمه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فقط، وإنّما يتشكّل أيضا عبر نظام التواصل الجديد، يتشكّل عبر شبكة الأنترنت واستخداماتها المتنوعة التي باتت توجّه ديناميكية المجتمع وتتحكّم فيه نحو الاتجاهين: السّلبي والإيجابي. هذه السّيرورة في التغيير لا تختلف كثيرا عن تأثير ثورات التّحديث والتصنيع التي شهدتها دول أوروبا الغربية خلال القرن التاسع عشر، والتي كانت منطلقا لنشأة علم الاجتماع من قبل الروّاده الكلاسيكيين الذين نظّروا لهذه الثّورات مثل: ماكس فيبر وكارل ماركس وأميل دوركايم وغيرهم. فما أشبه الأمس باليوم؛ فبينما كانت المصانع والسّكك الحديدية والمدن تتكاثر بسرعة وتتسع، أخذت المؤسسات القديمة التي عمرها قرون مثل: المؤسّسات الدينية والمجتمعات الحميمية البسيطة، وسلطة الحكام التقليدية مثل: الملوك واللوردات، تتحلّل أمام أنظار الجميع. وازدهرت الثورة الصناعية في أوروبا، وانتشر الخوف مما صحبها من فوضى واضطرابات([2]).

   لقد نبّه عالم الاجتماع الفرنسي “إدغار موران” (Edgard Morin) إلى ضرورة البحث في إشكالية الفصل بين ثقافة الإنسانيات وثقافة العلم الصحيح التي تميّز بها القرن الماضي وزادت حدّتها في قرننا الحالي، والتي أفضت برأيه إلى نتائج سلبية على المستوى الإنساني. إذ يقول:” إذا تمكنت العلوم الإنسانية من طرح التساؤلات الكبرى وحفّزت التفكير وشجعت الادماج الفردي للمعارف، فإنّ الثقافة العلمية، باعتبارها من طبيعة مختلفة عن الأولى، فقد فصلت بين الحقول المعرفية. على الرّغم من تمكّنها من الوصول إلى اكتشفات مهمّة، فإنّها لم تهتم بالتفيكير في المصير الإنساني ومستقبل العلم ذاته؛ فثقافة الإنسانيات تتجه إلى أن تصبح مثل طاحونة محرومة من حبوب المكتسبات العلمية حول العالم وحول الحياة التي من المفترض أن تغذي التساؤلات الكبرى؛ في حين أن الثانية المحرومة من القدرة التفكيرية حول المشاكل العامة والشّاملة، تصبح عاجزة على أن تفكّر في ذاتها، وعلى أن تفكر في المشاكل الاجتماعية والإنسانية التي تطرحها([3]).

ثانيا: دور وسائل الإعلام والتواصل “السيبرانية” في إنتاج “الأنوميا الاجتماعية”

   غزت الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي عالمنا المعاصر وتزايد تأثيرها في السّلوك البشري، كما غيّرت الكثير من عاداتنا وقيمنا الاجتماعية وروابطنا الإنسانية وعلاقاتنا الاجتماعية. ومن آثار ظاهرة “الإدمان السيبراني” هو إضعاف المؤسّسات الاجتماعية الضّابطة للقيم الدينية والثقافية في المجتمع، حيث ساهمت فلسفتها الإمتاعية في تهميش هذه المؤسّسات وفي عزل الفرد عن روابطه الاجتماعية وقيمه الدينية والثقافية. وعلى مستوى الاجتماعي، كانت ترسباتها كبيرة تجلت في عدة مظاهر لـ”الأنوميا الاجتماعية ” مثل: ارتفاع معدّلات العنف والجريمة، والتفكّكات الأسرية والطّلاق، وانتشار ثقافة الاباحية الجنسية والتنمّر..الخ.

1ـ في العلاقة بين الثورة السّيبرانية والعزلة الاجتماعية

   ساهمت وسائل الإعلام في إنتاج عديد التصدّعات في البنى الاجتماعية والنزاعات السياسية والأزمات الاقتصادية وكل أشكال التناقضات والمفارقات في علاقاتنا الإنسانية، حتى بات عالمنا مشغولا بالوعي الفردي وبأزمة الهوية الجمعية، بينما القواعد والأعراف التي حكمت العلاقات الإنسانية قد أصابها البلى([4]). فوسائل الإعلام الحديثة اليوم، تستطيع أن تملي على الناس موضوعا يفكرون به، ولكنها تقرر ما يجب عليهم أن يفكروا به وما لا يجب أن يفكروا به([5]). فقد توصّل علماء النفس الاجتماعي الذين درسوا العلاقة بين الشخصية والمجتمع، إلى وجود تأثيرات متبادلة ودوافع مشتركة عندما قاموا بتحليل تصرفات الأفراد والجماعات، فلم يكن اهتمام “سقموند فرويد” مثلا، بسلوك الحيوانات البسيط نسبيا في متاهة صناعية، ولكن انصبّ اهتمامه على تعقيدات السلوك البشري في متاهة الحياة نفسها([6]).

  لمّا كانت عملية “التآلف الاجتماعي” (la cohésion sociale) بين الأفراد  تمثّل آلية لاندماجهم في نسق القيم والمعايير الاجتماعية، وذلك عبر عمليّتَي التّدريب والاستبطان، فإنّه نتيجة اكتساح الثورة المعلوماتية الجديدة لمجتمعاتنا، بدأت تتشكّل معايير علائقية جديدة، حيث انتشرت فيها حالة من “المرونة” (flexibilité) أو السيولة الاجتماعية، مما أدّى إلى تفكّك “وكالات التّنشئة الاجتماعية([7])، وأصبح الأفراد يقضون أغلب أوقاتهم في “العالم الافتراضي” غير المحسوس. هذه الظاهرة الإنسانية الجديدة ليست مجرد مسألة أكاديمية وتنظيريّة، وإنّما لها صلات وثيقة بحياتنا اليومية والواقعية التي تتوقف عليها مصير مجتمعاتنا ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لأنّه غالبا ما تنقلب التكنولوجيا المحرّرة للإنسان إلى قيد أمام تحرّره، ومن ثمّ تحوّله إلى أداة”([8]) إذا لم يحسن استخدامه لها. إنّ ظاهرة الانغماس في الذوات بطريقة مفزعة، وبلا نهاية في أحلام اليقظة، ليست إلا حالة من التنويم العقلي التي أصبحت تحتاج إلى الدّراسة “البراسيكولوجية”([9]) لتفكيك أبعادها الذاتية( الشخصية) وتأثيراتها الموضوعية ( الاجتماعية).

  توصّلت بعض الدّراسات ([10]) إلى وجود تأثيرات سلبية للأنترنت في نسق التفاعل الاجتماعية خاصّة بين أفراد العائلة، والتي وتتجلى من خلال المظاهر التالية:

 1ـ تراجع عدد الزّيارات للأقارب.

2ـ تراجع في ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية والاجتماعية بين أفراد العائلة.

3ـ توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية “الألكترونية” أو “الافتراضية” في مقابل تراجع العلاقات العائلية المباشرة واغتراب الأفراد عن مجتمعهم المحلي.

  ساهم عالم الأنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي في اكتساح ظاهرة التغير؛ فقد باتت هذه الوسائط الرقمية تمثل عالما موازيا حيث يمكنك أن تكون متحرّكا في العالم الحقيقي، ومنجذبا في الوقت نفسه دائما إلى زمان ومكان بَدِيليْن([11])، وأصبح عالم الفرد ووجوده متمركزا حول حميميّة الوسائل التقنيّة التي يعتمدها في الابحار والتواصل الافتراضي. هذه التقنيات لم تغيّر طرق حياتنا اليومية فقط، بل أعادت تشكيل هوياتنا وحتى أفكارنا بشكل لم يسبق لها مثيلاً، وكان الخاسر الأكبر نتيجة هذه التأثيرات الكاسحة لتسطيح الثقافة هو آليات التفكير ذاتها.

   يُعد الرّابط الاجتماعي الذي يمنح الفرد مبرّر انتمائه إلى وسطه الخاص والعام من أهم المفاهيم المركزية التي تأثرت بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. فغزوة هذه المنظومة والتقنيات في التّواصل الإفتراضي، وتراجع عمليات التواصل المباشرة بين الأفراد أدّت إلى إعادة تشكيل الاجتماعي ( la decomposition du social)  عبر تغيير أنساق التنشئة والقضاء على قيم الجمعنة. وهذه الحالة من التباعد المعنوي أدت إلى الشعور بـ”الإغتراب” النفسي والاجتماعي لدى الفرد عن ذاته وعن المجموعة التي ينتمي إليها. لقد قامت هذه  الوسائل بدور المُعجّل للتغيير، بل “المُفجّر” لبنية العلاقات الاجتماعية الحميمية، لأنّها جعلت الناس يعيشون أوضاعًا نفسية مجرّدة، أجبرتهم على التفكير بشكل يتجاوز حياتهم الخاصة.

   هذه الثورة التقنية والمعرفيّة وشبكاتها الاجتماعية الأوسع انتشارا واستخداما في حياتنا الخاصّة والعامة، غيّرت حياة الناس ــ نخبة المجتمع وعامته ــ بطريقة لافتة وغير مسبوقة، إذ سيطرت على الحياة اليومية لمستخدميها من خلال فرض قواعد اجتماعية جديدة وآداب وسلوكيات لم يكن ليسلكوها من قبل. إذ تمكّنت هذه  الوسائط الرقميّة من تحويلهم إلى كتل بشرية مصابة بعدة أعراض مرضية(Des symbtomes) ، حتى أنّ بعضهم بات يهاب ويتجنّب التواصل المباشر مع الآخرين وأوّلهم الأقارب، فأصبحنا نعيش أمام حالة الذوبات الذي يتحلل فيه الأفراد من الرّوابط التي كانت تضفي على حياتهم النظام والعون، واضحة ومتألّقة، إلى الحد الذي تغشى فيه أبصارنا عن رؤية الأسباب المؤدّية لها([12]).

   ذكرت الباحثة المختصّة في العلوم العصبية “سوزان غرينفيلد” (Susan Greenfield) في كتابها ” تغير العقل” في ما يتعلق بمسألة التواصل عبر الشبكات الاجتماعية وتأثيرها في العلاقات بين الناس، أنّه لم يحدث تجريبيا حتى الآن إثبات أن هذه الزيادة في التواصل عبر الأنترنت ليست مجرد عرض، بل سبب يؤثر في قدرة الشّباب على التواصل الاجتماعي والتعاطف في المحادثات التي تحدث وجها لوجه([13]). ولكن من الثابت أن الأمر الأكثر إضافة هنا هو فكرة أنه يمكن تدمير التواصل الحقيقي غير اللفظي، بفعل الكون السّيبراني الموازي الذي لم يتم فيه التدريب بما فيه الكفاية، على مهارات التفاعل بين الأشخاص. وإذا لم يتم التمرّن عليها، فمن غير المحتمل أن تنطوي على أي خير([14]). فالعلاقات الاجتماعية الحميمية في العائلة وبين الأصدقاء في العالم الحقيقي، والعلاقات الحميمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي غاليا ما تكون مغايرة تماما، فهناك فرق بينهما أثبتته عديد الدراسات الميدانية. أصبحت وسائل الإعلام والاتصال الرقمية، مثلما ذهب البعض، عبارة عن”الأولياء الجدد([15]) للطفل، إذ أدّى التحوّل في الكيفية التي يتواصل بها الشّباب اجتماعيا عبر هذه الوسائط إلى تغير التفاعل الاجتماعي بصورة جذرية على مدى عقدين من الزّمن([16]).

 فإذا كان التواصل الواقعي المباشر يثري العلاقات الحميمية والقيم الإنسانية وينمّي قدرة الأفراد على تنمية مشاعر التّراحم والتعاطف بينهم، فإنّ ما نعيشه اليوم، وفي ظل التواصل الإفتراضي، أحدث مفارقة لافتة بين التّناقص في مشاعر التعاطف والزيادة في العلاقات عبر الأنترنت؛ حيث أنّ الزيادة في مشاعر العزلة والضّرر المعنوي الذي لحق بالعلاقات الاجتماعية مرتبطة بالسهولة والسرعة التي منحتها لنا هذه الوسائل للتفاعل الافتراضي واللّحظي بيننا عن بعد. وأصبحت امكانية إعادة اندماج الفاعلين الاجتماعيين الذين تطبّعوا مع النزعة الفردية في تجسيد قيم الجمعنة الواقعية غير ممكنة، لأنّ ما يدفعهم إلى التواصل عبر الافتراضي ليس من أجل البحث عن القضايا المشتركة بينهم ومبادئ العيش المشترك، بقدر ما هو ناتج عن تلهّفهم على صنع شبكة من العلاقات المصلحيّة؛ فهي مجرد لقاء لحظي حول شمّاعة يُعلّق عليها أفراد انفراديون كثيرون مخاوفهم الفردية الانفرادية([17]).

   يبدو أن الدينامية الجديدة التي أحدثتها هذه الوسائط الرقمية بمختلف وسائلها التقنيّة لا تنحصر في مستوى توسعها الكمي للعلاقات النّفعية والسلعية بين الناس فحسب، وإنّها في مستوى النقلة النوعية التي أحدثتها في شكل بنية علاقاتهم الاجتماعية؛ فهي تمثّل علامة على تحوّل تاريخي ثوري (نوعي) كان سببًا مباشرًا في خلق حالة من القلق الوجودي والشعور لدى الناس بفقدانهم بوصلة التحكّم في ذواتهم، بينما هم يشاهدون عالمهم من حولهم يتغيّرـ وهنا تكمن المفارقة، وما لا يقبل الجدل، هو أنّ لهذه المواقع السيبرانيّة تأثيرات كبيرة وتداعيات أوسع في مستوى أنساق المجتمع ككل. فقد شهدت قيم الجمْعنة في ظل هذه الثّورة تفككا كبيرا، في مقابل ذلك تكاثفت حواضن النّزعة الفردية ولكن بشكل لَطِيف ومُمْتَع.

2ــ في العلاقة بين الثورة السّيبرانية وتفكّك القيم الاجتماعية

  من المسائل الجديرة بالبحث هي علاقة الثورة السيبرانية بالتربية الأخلاقية والقيمية داخل المجتمع، باعتبار أن وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت أصبحت الأدوات الرئيسية في ما يسمى بـ “البيداغوجيا الاجتماعية“([18])، أي نمط التثقيف العام والمشترك للأفراد في المجتمع، والتي من أكثر الفضاءات فاعلية وتأثيرا في تشكيل هذه القيم، لأنها على صلة مباشرة بالشّباب وقادرة على التأثير فيهم([19]).وباعتبار أن كلّ سلطة تعتمد في آليات على “العنف الرمزي” للهيمنة على المجتمع، فينبغي أن تتمكن من فرض معان معينة على أنها شرعية مع إخفاء (En dissimulant) علاقات النفوذ التي تشكّل أساس قوّتها([20]). ومن أبرز وظائفها بحسب البعض، أنّها تُمدّد الهيمنة الرأسمالية عبر الإعلام والترفيه، وتقدّم صورة زائفة للسّعادة أو للعقل الذي نحلم به، وتجعل الجمهور مشاركا في فقدان نفسه، بتذوّقه المشهد وما هو خارج شروط وجوده تذوّقاً لا يُلْجم([21]).

   من الضروري أن نطرح الإشكالية حول دور المضامين الفكرية والثقافية المبثوثة أو المُشكّلة إعلاميا في تفكّك القيم الاجتماعية وتجريدها من روحها الإنسانية وأبعادها الأخلاقية اللاّحمة للنّسيج المجتمعي، في اتجاه تكريس مبادئ وقيم القياس الكمي والتقني الآلي على العقل البشري وأخضاعه لمعاييرها المجرّدة. فالمجتمعات الشاملة والجماعات الصغرى مثلما يقول “ماكسيم رودونسون”([22]) (Maxime Rodinson) لم تعد تملك ماهية أو كيانا متّصلاً أو إخلاصًا لـ”ثوابت” لا تتحرّك، كما أنّها لا تملك مُهمّة أو “رسالة” جيّدة أو سيّئة، بل هي تملك وجودا يحدث فيها تعديلات من دون توقف. لهذا، من المحتمل لأيّة ثورة تكنولوجية أن تحدث تقدماً كبيراً في مجالات علمية ومعرفية معيّنة، ولكنّها غالبا ما تؤدّي، في مقابل ذلك، إلى حدوث أعراض اجتماعية جانبيّة غير متوقّعة. لهذا، يجب أن نكون دائما في حالة تأهّب لإدراكها والحدّ من تأثيراتها السلبية ومواجهة مشكلات حياتنا اليوميّة والتّفاعل المباشر معها بكل واقعية.

  على سبيل المثال، تذكر الكاتبة ” سوزان غرينفيلد” في كتابها الذي أشرنا إليه سابقا، أنّه أجْرِي استطلاع على 488 من مستخدمي مواقع الشّبكات الاجتماعية في ألمانيا مرّتين خلال فترة ستة أشهر(6). وأظهر هذا الاستطلاع أنّ الأفراد ذوو التوجه الأقوى للإفصاح الذاتي قد زاد من استخدامهم المتواتر للشّبكات الاجتماعية والأنترنت، لأنّ سلوكيات الافصاح الذاتي تتعزّز من خلال مراكمة رأس المال الاجتماعي ضمن الفيسبوك والبيئات المماثلة. وأكّدت هذه الدّراسة أيضا على أن خصوصية الحياة الشخصيّة أصبحت سلعة متدنّية القيمة بين جيل الشّباب باعتبارهم الأكثر استخداما لهذه الوسائل؛ فقد أعطى ما يقرب من نصف المراهقين معلومات شخصية لشخص لا يعرفونه، بما في ذلك الصّور والأوصاف الجسدية([23]). لقد ازداد استخدام البريد الألكتروني والرسائل الغرامية الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي كدليل على السّلوك غير العقلاني، حيث وفرت هذه الشبكات الاجتماعية والتواصل الافتراضي كثيرا من المتعة النفسية ومن الاحساس بالمرح الذي يتسم بالقدر نفسه من التّفاهة أحيانا.

  لقد رصدت بعض الدراسات الميدانية تأثيرات شبكات التواصل الحديثة في صفوف المراهقين وخلصت إلى النتائج التالية:

1ـ ازدياد الأنانية عند المراهقين الذين غالبا ما يستخدمون الشبكات الاجتماعية.

2ـ الاضطرابات النفسية التي يعاني منها هؤلاء المراهقون والميول نحو العدوانية ويتعرضون إلى مشاكل في النوم والقلق وحالات الاكتئاب.

3ـ ارتفاع حالات التغيب عن الدراسة في صفوف المدمنين على النترنت وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي عندهم.

4ـ ضعف القدرة على التركيز في الفصول الدراسية والاندماج مع المجموعة.

   لقد تمكّنت هذه الوسائل في مدّة زمنية قصيرة ــ خلال عقدين من الزّمن ــ من إحداث خلخلة بنيويّة وثقافيّة كبيرة ومُفزِعة، حيث تمنكّت من تفتيت العلاقات الاجتماعية والطغيان على العقل، ونهاية الفكر الحر، وحتى الذكاء، نتيجة ِلمشْهدة الثقافة وتسْليِعها، وتمكّنت من حقن العقول وإنتاج بعض النماذج السلوكية النمطيّة([24])، وباتت هذه الوسائل تشكّل “ضبابًا افتراضيا” يتسرّب بشكل ناعم ولطيف إلى بنية الرّوابط البشرية ويحجب عنها الحقائق. ونتيجة لذلك، تحوّلت المجتمعات البشرية إلى “ذوات هجينة” ومشوهّة فاقدة لمعايير الاتساق في علاقاتها البينية واتصالاتها المباشرة الحميميّة في مختلف مستوياتها المهنية والعائلية والاجتماعية..الخ.

  أتينا على ذكر بعض الأمثلة من الدراسات التي اهتمت بدراسة تأثير الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا الاجتماعية، والتي باتت تشكل تهديدا خطيرا على اجتماعية الأفراد وإنسانيتهم، حيث حطمت القيود والحواجز الرمزية الفاصلة بين “الافتراضي” و”الحقيقي” قبل أن يتعلم “الشباب الرّقمي” أحيانا ويدركوا الفرق بينهما. لقد أصبح التفكير الفردي هو المنطق المهيمن على العلاقات نتيجة التعامل مع هذه الشبكات، أما المنطق الجمعي والاّحم للعلاقات الإنسانية والحافظ لتماسك المجتمع فقد قلّ وجوده. فالبعض منا يسبح في عالم مصمّم لتلبية احتياجاته النفسية الخاصة، وهذا ما أصبحنا نشعر به في ذواتنا ونعيشه في حياتنا العائلية والاجتماعية والمهنية. وباتت الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تشكّل الملجأ الذي نقيم فيه، فاختطفت “ثقافتها حياتنا اليومية بأسرها. ولكن في مقابل ذلك، تمكّنت هذه الثقافة الرقميّة من أن تكشف عديد المساوئ في طبائعنا وحقائق ذواتنا من خلال طرق تفاعلاتهم ومضامينها، فقد ساهمت هذه الوسائط في كشف “نزعة الأنانة(Solipsistic)([25]) عندنا.

  في هذه اللحظة التاريخية، ينبغي أن ينصبّ اهتمام البحث السوسيولوجي على كشف الصعوبات التي تواجه ترجمة مشكلاتنا الاجتماعية الناتجة عن “ثقافة الأنترنت” (Cyber culture) إلى واقع ملموس قابل للرّصد العلمي والمتابعة البحثية والتّشخيص العلمي، وتعرية العوامل التي أدّت إلى تراجع كل ما هو مشترك في الاجتماع الإنساني. لقد ساهمت الثورة السيبرانية في مراكمة مظاهر “الأنوميا الاجتماعية” التي بدأت مع عصر الحداثة في أوروبا قبل أن تنتشر في بقية بلدان العالم؛ فلكل ثورة تقنية أو ثقافية مزايا إيجابية على حياة البشرية فلها آثارها السلبية أيضا. 

  ينبغي أن تكون لنا نظرة متوازنة وشاملة للبحث العلمي في آثار ثورة الاتصالات الرقميّة، والعمل على تغطية المدونات والنقاشات والاتصالات التي تكشف عن نوع جديد من طرق التفكير والعمل كمرآة للمجتمع الذي نعيش فيه. على الرّغم من أنّ عملية الرّبط بين الطائفة الواسعة من المواد البحثية في هذا المبحث السوسيولوجي الجديد عملية مركّبة وشاقة للغاية، ولكنّها، في الوقت نفسه، مهمّة لضمان موضوعية الدّراسة.

الخاتمة

  من السّمات الرّئيسة للثقافة السّيبرانية هي “التبعثر” و”التناثر” للذّوات ــ الفردية والجماعيّة ــ وفقدانها للأرضية الصلبة التي ترتكز عليها كما يعوزها التوجيه العقلاني، ومن آثارها السلبية التي أجمعت عليها الدّراسات هي تفكيك النّظم الاجتماعية والثقافية للمجتمع. كما يتّصف العالم السّيبراني  بالتناقضات والمفارقات وبالقسوة وانعدام الرحمة الأخلاقية أحيانا، حتى أن البعض لم يعد يستطيع التحكم في ذاته، فأصبح حاله مثل حال “الروبو الصناعي” الذي يتم التحكّم فيه وتوجيهه عن بعد. فلا يمكن لأحد أن ينكر أنّ “القصف الألكتروني” الذي يتعرض له البشر عبر هذه الوسائط الإعلامية الرّقميّة قد جلب لهم مزيدا من الحيرة والارباك في حياتهم الخّاصة وفي علاقاتها الاجتماعية.

  على الرّغم ممّا حققته الأنترنت من فوائد على المستوى العلمي والمعرفي عمومًا، فإنها تحرمنا بطريقة أو بأخرى من ميزتنا الإنسانية الأساسية والتي نعتزّ بها باعتبارنا جنس بشري، ألا وهي العواطف ومشاعر الأنْسَنة. فالحياء والتخلق والإيمان بالقيم الإنسانية خاصيّة بشرية، ولكن هذه الأخلاق والعواطف والقيم، باعتبارها ذات صفة اكتسابية، مرتبطة بوعي الأفراد وبقيمهم وتتأثّر بطرق استخدامهم لهذه الوسائل التي قد تعمّقها وترسّخها، أو قد تفكّكها وتهْدِمها.


[1] ـ  أحمد فهمي، هندسة الجمهور: كيف تغير وسائل الإعلام الأفكار والتصرفات، مركز البيان للبحوث والدراسات، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2005.

[2] ـ تيمونز روبيرتس، من الحداثة إلى العولمة: رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغيير الاجتماعي، ترجمة سمر الشيشكلي وأيمي هايتي، سلسلة عالم المعرفة، العدد 309، نوفمبر، 2004، ص 12.

[3] ـ ادغار موران، العقل المحكم، ترجمة المنصف وناس، معهد تونس للترجمة، الطبعة الأولى، 2020، ص17.

[4] ـ إريك فروم، أزمنة متصدعة: الثقافة والمجتمع في القرن العشرين، ترجمة سهام عبدالسلام، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، قطر، الطبعة الأولى 2015، ص 45.

[5] ـ جان كلود برتراند، أدبيات الإعلام ( دينتولوجيا الإعلام)، ترجمة رباب العابد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت ، لبنان، الطبعة الأولى ، 2008،ص39.

[6] ـ رالف بارتن بيري، آفاق القيمة: دراسة نقدية للحضارة الإنسانية، ترجمة عبدالمحسن عاطف سلام، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2011،.ص43.

[7] – Alain Touraine, Un nouveau paradigme pour comprendre le monde d’aujourd’hui, Paris, Fayard, 2005. p.10.

[8] ـ أنظر، يورغن هابرماس، العلم والتقنية كـأيديولوجيا“، ترجمة حسن صقر، منشورات الجمل، كولونيا/ألمانيا، الطبعة الأولى 2003.

[9] ـ البراسيكولوجية هي علم دراسة خوارق العقل.

[10] ـ حلمي خضر ساري، ” تأثير الاتصال عبر الأنترنت في العلاقات الاجتماعية، دراسة ميدانية في المجتمع القطري”، مجلة جامعة دمشق، المجلد 24، العدد الأول ـ الثاني، 2008.

[11] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟، ترجمة إيهاب عبدالرحيم علي، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد445، فيفري 2017، ص17.

[12] ـ جون ديوي، الفردية قديما وحديثا، ترجمة خيري حماد، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، (د.ت)، ص66.

[13] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟، مرجع سابق، ص151.

[14] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟، مرجع سابق، ص151.

[15] – Peter Golding, The Mass media, (3 ed, London, longman, 1979), p. 78.

[16] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟ مرجع سابق، ص119.

[17] ـ زيجمونت باومان، الحداثة السائلة، ترجمة حجاج أبوجبر، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 2016، ص85.

[18] ـ المنصف وناس، ” التلفزة ليست الصربون، علاقة المدرسة بالتلفزة في مرحلة العولمة” أي علاقة؟، مجلة الاذاعات العربية عدد 02، 2005، تصدر عن اتحاد الاذاعات العربية، ص 34.

[19] – Luc Cedelle, « Concurrence deployable », in, Le monde de l’Education, n°308, Novembre 2002, p.25.

[20] ـ Pierre Bourdieu, La reproduction, élements pour une théorie du système d’enseignement, Paris, Eds de Minuit, 1970,p.18.

[21] ـ إريك ميغري، سوسيولوجيا الاتصال والميديا، ترجمة نصر الدين العياضي، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنامة، البحرين، الطبعة الأولى، 2018، ص36.

[22] – Maxime Rodinson, Marxisme et monde musulman, Paris, Seuil, 1972, p.285.

[23] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟، مرجع سابق، ص129.

[24] ـ إريك ميغري، سوسيولوجيا الاتصال والميديا، ترجمة نصر الدين العياضي، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنامة، البحرين، الطبعة الأولى، 2018، ص54.

[25] ـ سوزان غريتفيلد، تغيّر العقل: كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا؟، مرجع سابق، ص20.

مقالات أخرى

ماجد الغرباوي : سلطة الفقيه والتشريع وفق منهج مقتضيات الحكمة

بيداغوجيا البرهان في فضاء الثورة الرقمية

ثوابت العدوان في العقيدة الصهيونية

3 تعليقات

عبدالسلام التليلي 11 فبراير، 2021 - 3:13 م
منطق “المزاوجة الغامضة”(le couplage flou) بين وظيفتها “الإمتاعية” للنّفوس وآثارها “التفكيكيّة” للقيم الإنسانية. بهذا التصريح منذ المقدمة لا يمكن للقارئ إلا أن ينجذب إلى المقال ويركز مع عمق تحاليله لظاهرة اجتماعية ساهمت وتساهم في إحداث تحولات عميقة في المجتمع شكرا دكتور ومتعك الله بالصحة
guizani brahim 12 فبراير، 2021 - 2:05 ص
وسائل التواصل أصبحت تلعب دور " أولياء جدد " بمثابة " أدوات البيداغوجيا الاجتماعية" و هي وسائل " تؤدي إلى نهاية الفكر الحر"، مقال رائع مصباح، يطرح ضرورة التفكير في دور و مفهوم جديد للعائلة و في أليات الدفاع و الحصانة الجمعية لقيم المجتمع و ضوابطه
محمد علي جابر 2 مارس، 2021 - 10:05 م
بكل تأكيد مواجهة تلك الطفرة والقفزة المعرفية التي تحولت لها الحياة اليوم من الفرط المعرفي والتكنلوجي قد يتسبب بتفكك الجين الإنساني وابتعاده عن الحياة الواقعية لأن المعرفة بها لا حدود لها ‏فما عرفت استخدامها بشكل صحيح يقينا شر ذلك .
Add Comment

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. اقراء المزيد